المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الحسن بن الجنيد: في ترجمة الحسين بن الجنيد - تهذيب الكمال في أسماء الرجال - جـ ٦

[المزي، جمال الدين]

فهرس الكتاب

- ‌مِنْ اسمه حسام وحسان

- ‌ حسام بن مصك بن ظالم بن شيطان الأزدي، أَبُو سهل البَصْرِيّ، جد أبي ظفر عَبْد السلام بْن

- ‌ وَهْمٌ حسان بن الأَغَر بن حصين النهشلي

- ‌ حسان بن بلال المزني البَصْرِيّ

- ‌ حسان بْن حريث، أَبُو السوار العدوي، يأتي في الكنى

- ‌ الْحَسَن بْن أعين، هو: الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أعين، يأتي

- ‌ الْحَسَن بن بلال البَصْرِيّ ثم الرملي

- ‌ وَهْمٌ - الْحَسَن بن التل

- ‌ الْحَسَن بن جعفر الْبُخَارِيّ

- ‌ الْحَسَن بْن الجنيد: في ترجمة الحسين بْن الجنيد

- ‌ الْحَسَن بن حماد بن حمران المروزي العطار

- ‌الحسن بن حماد أَبُو عَلِيّ الواسطي

- ‌الحسن بن حماد البجلي

- ‌الحسن بن حماد المرادي

- ‌ الْحَسَن بن حماد الصاغاني

- ‌ الْحَسَن بن دَاوُد بْن مُحَمَّد بْن المنكدر بن عَبد اللَّه بن الهدير القرشي التَّيْمِيّ المنكدري

- ‌ الْحَسَن بْن أَبي الربيع الجرجاني، هو: الْحَسَن بْن يحيى بْن الجعد، يأتي فيما بعد

- ‌ الْحَسَن بن عَبد اللَّه العرني البجلي الكوفي

- ‌ الْحَسَن بن عُبَيد اللَّه بن عروة النخعي أَبُو عروة الكوفي

- ‌ الْحَسَن بن عَلِيّ بن أَبي رافع القرشي الهاشمي المدني مولى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ الْحَسَن بن عُمَر بن إِبْرَاهِيم العبدي البَصْرِيّ، وأبوه صاحب قتادة

- ‌ الْحَسَن بن عَمْرو الفقيمي التميمي الكوفي أخو الفضيل بْن عَمْرو

- ‌‌‌ الْحَسَن بن عَمْروالسدوسي البَصْرِيّ

- ‌ الْحَسَن بن عَمْرو

- ‌وممن يسمى الْحَسَن بْن عَمْرو من هذه الطبقة وما يقاربها:

- ‌الحسن بن عَمْرو: من أهل الثغور

- ‌ الْحَسَن بن عيسى القومسي

- ‌ الحسن بن قيس

- ‌ الْحَسَن بن مُحَمَّد بن شعبة الواسطي

- ‌ الْحَسَن بن مُحَمَّد بْن عُبَيد اللَّهِ بْن أَبي يزيد المكي

- ‌ الْحَسَن بن مُحَمَّد البلخي الحريري

- ‌ الْحَسَن بن مسلم بن يناق المكي

- ‌ الحسن بن يحيى بن كثير العنبري المصيصي

- ‌وممن يسمى الْحَسَن بْن يزيد من رواة العلم:

- ‌ الْحَسَن بن يزيد العجلي

- ‌ الْحَسَن بن يوسف بن أَبي المنتاب الرازي سكن قزوين

- ‌ الْحَسَن مولى بني نوفل

- ‌‌‌‌‌‌‌ الْحَسَن غير منسوب

- ‌‌‌‌‌ الْحَسَن غير منسوب

- ‌‌‌ الْحَسَن غير منسوب

- ‌ الْحَسَن غير منسوب

- ‌من اسمه الحسين

- ‌ الحسين بن إسحاق الواسطي

- ‌ولهم شيخ آخر يقال له:

- ‌ولهم شيخ آخر متأخر عن طبقتهما يقال له:

- ‌ الحسين بن بيان العسكري

- ‌ الحسين بن الجنيد الدامغاني القومسي

- ‌ولهم شيخ آخر يقال له:

- ‌ الحسين بن ذكوان المعلم العوذي المكتب البَصْرِيّ

- ‌ الحسين بْن عَلِيّ بْن أَبي السري العسقلاني، هو: الحسين بْن المتوكل، يأتي فيما بعد

- ‌ الحسين بن طلحة

- ‌ الحسين بن عَبد اللَّه الهروي

- ‌ الحسين بن عروة البَصْرِيّ

- ‌ الحسين بْن علي بْن جعفر الأحمر بن زياد الكوفي

- ‌ الحسين بن عَلِيّ بن يزيد بن سليم الصدائي الأكفاني البغدادي

- ‌ الحسين بن عِمْران الجهني

- ‌ولهم شيخ آخر يقال له:

- ‌ الحسين بن مُحَمَّد المروزي من أهل مرو

- ‌ومن الأَوهام:

- ‌ الحسين بن المنذر الخراساني

- ‌ولهم شيخ آخر يقال له:

- ‌ الحسين بْن منصور بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو علويه، ويُقال: الْحَسَن، تقدم فيمن اسمه الْحَسَن

- ‌وممن يسمى الحسين بْن منصور ممن يقارب هذه الطبقة:

- ‌ الحسين بن منصور الطويل، أَبُو عَبْد الرحمن التمار الواسطي

- ‌ والحسين بن منصور الكسائي

- ‌ والحسين بن منصور الرَّقِّيّ، أَبُو عَلِيّ، بغدادي الأصل

- ‌ الحسين بن يحيى بن جعفر بن أعين البارقي الْبُخَارِيّ البيكندي

- ‌من اسمه حشرج وحصن

- ‌من اسمه حصين

- ‌ حصين بْن عقبة، في ترجمة حصين بْن قبيصة

- ‌ حصين بن قبيصة الفزاري الكوفي

- ‌ حصين بن مالك البجلي الكوفي

- ‌ حصين بن مصعب

- ‌ولهم شيخ آخر يقال لَهُ:

- ‌ حصين بن نمير الكندي ثم السكوني الشامي الحمصي

- ‌ حصين والد داود بْن الحصين القرشي الأُمَوِي المدني مولى عَمْرو بْن عثمان بْن عفان

- ‌ حصين، غير منسوب

- ‌من اسمه حضرمي وحضين وحطان

- ‌ حضرمي بن لاحق التميمي السعدي الأعرجي اليمامي

- ‌ حطان بْن عَبد اللَّه الرقاشي البَصْرِيّ

الفصل: ‌ الحسن بن الجنيد: في ترجمة الحسين بن الجنيد

روى له التِّرْمِذِيّ، وابن ماجه (1) .

•‌

‌ الْحَسَن بْن الجنيد: في ترجمة الحسين بْن الجنيد

.

1212 -

قد س: الحسن بْن حبيب بْن ندبة (2)، وقيل: ابْن حبيب بن حميد بن ندبة التميمي، وقيل: العبدي، وقيل: البكري، أَبُو سعد البَصْرِيّ الكوسج.

رَوَى عَن: إِسْمَاعِيل بْن أَبي خالد، والأصبغ بْن زيد الوراق، والحجاج بْن فرافصة، وأبي خلدة خالد بْن دينار (قد) ، وراشد أبي مُحَمَّد الحماني، وروح بْن الْقَاسِم (س) ، وزكريا بْن أَبي زائدة (عس) ، وعُبَيد اللَّه بْن هارون القريعي، وعقبة بْن أَبي العيزار، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن زيد العُمَري، ومبارك بْن فضالة، والمغيرة بْن مسلم، وهشام بْن عروة، ووائل بْن زريق، وأبي جناب (3) الكلبي.

رَوَى عَنه: أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، والجراح بْن مخلد، والحسن بْن داود بْن مُحَمَّد بْن المنكدر، وزكريا بن يحيى بْن

(1) جاء في حواشي النسخ تعليق للمؤلف نصه: ت حديث أبي الطفيل، عن معاذ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحب الصلاة في الحيطان (قال بشار: هو في جامعه برقم 334) ، ق: حديث نافع عن ابْن عُمَر في الحجامة (قلت: هو في سننه برقم 3487) .

(2)

تاريخ البخاري الكبير: 2 / الترجمة 2512، والكنى لمسلم، الورقة 43، والكنى للدولابي: 1 / 187، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 27، وثقات ابن حبان، الورقة 87 وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة 132، والكاشف: 1 / 219، وتاريخ الاسلام، الورقة: 202 (أيا صوفيا 3006)، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة 157، والوافي بالوفيات: 11 / 415، وبغية الاريب، الورقة 87، ونهاية السول، الورقة 62، وتهذيب ابن حجر: 2 / 261، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 1327.

(3)

بالجيم المفتوحة، وهو يحيى بن أَبي حية، سيأتي، وانظر مشتبه الذهبي:204.

ص: 78

عَبد اللَّه بْن أَبي سَعِيد الرقاشي الخزاز، وعبد اللَّه بْن الصباح العطار (س) ، وعبد الرحمن بْن عَبْد الوهاب العمي الصيرفي، وعُبَيد الله بْن عُمَر القواريري، وعلي بْن الحسين الدرهمي، وعَمْرو بْن عَلِيّ الصيرفي، وأبو غسان مالك بْن عبد الواحد المسمعي، ومحمد بْن إبراهيم بْن صدران، ومحمد بن صالح ابن النطاح، ومحمد بْن عثمان بْن أَبي صفوان الثقفي، ومحمد بْن عُمَر بْن عَلِيّ المقدمي، ومحمد بْن عَمْرو بْن العباس الباهلي، وأَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى (قد) ، ومحمد بْن هشام بْن أَبي خيرة السدوسي، ويحيى بْن حكيم المقوم، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، ويوسف بْن واضح، وأبو عُبَيدة الحداد.

قال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل، عَن أبيه (1) : ما كَانَ به بأس.

وَقَال أبو زُرْعَة (2) : لا بأس به.

وَقَال النَّسَائي: ثقة.

وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: ندبة مولاة ميمونة، هكذا يقول المحدثون: ندبة بفتح الدال (3)، ومثله: الحسن بن حبيب بن ندبة، وخفاف بن ندبة، وَقَال أهل اللغة: هو ندبة، الدال ساكنة (4) .

(1) الجرح والتعديل: 3 / الترجمة 27.

(2)

نفسه.

(3)

هكذا قيده الصفدي في "الوافي"وابن حجر في "التقريب.

(4)

هكذا وجدته مقيدا بخط الذهبي في "تاريخ الاسلام". وانظر معجمات اللغة، منها القاموس المحيط: 1 / 131.

ص: 79

قال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي: توفي سنة سبع وتسعين ومئة (1) .

روى له أَبُو داود في "القَدَر"، والنَّسَائي.

1213 -

د س: الْحَسَن بن الحر بن الحكم النخعي (2)، ويُقال: الجعفي، أَبُو مُحَمَّد، ويُقال: أَبُو الحكم الكوفي، نزيل دمشق، ويُقال: هو مولى بني الصيداء، من بني أسد بْن خزيمة، وهو ابْن أخت عبدة بْن أَبي لبابة، وخال حسين بْن عَلِيّ الجعفي.

رَوَى عَن: حبيب بْن أَبي ثابت، والحكم بْن عتيبة (مد) ، وعامر بْن شراحيل الشعبي، وأبي الطفيل عامر بْن واثلة الليثي، وعَبْد اللَّهِ بْن عطاء، وخاله عبدة بْن أَبي لباية، وعدي بْن ثابت، والعلاء بْن عَبْد الرحمن، وعيسى بْن عَبد اللَّه بْن مالك (د) ، والقاسم بْن مخيمرة (دعس) ، ومحمد بْن عجلان (سي) ،

(1) وذكره ابنُ حِبَّان فِي "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف". وَقَال ابن حجر: لا بأس به.

(2)

طبقات ابن سعد 66 / 353، وعلل ابن المديني: 95، وعلل أحمد: 1 / 392، وتاريخ البخاري الكبير: 2 / الترجمة 2504، والكنى لمسلم، الورقة 26، وثقات العجلي، الورقة 10، وسؤالات الآجري لابي داود، الورقة 1، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 502، 668، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 26، وثقات ابن حبان، الورقة 87، ومشاهير علماء الامصار، الترجمة 1302، وسنن الدارقطني: 1 / 312، وثقات ابن شاهين، الورقة 13، وتاريخ ابن عساكر (تهذيبه: 4 / 163) ، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة 132 - 133، والكاشف: 1 / 219، وتاريخ الاسلام: 5 / 235 - 236، وسير أعلام النبلاء: 6 / 152 - 153، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة 157، والوافي بالوفيات: 11 / 416، وبغية الاريب، الورقة 87، ونهاية السول، الورقة 62، وتهذيب ابن حجر: 2 / 261 - 262، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 1328.

ص: 80

وميمون بْن أَبي شبيب، ونافع مولى ابْن عُمَر (س) ، وهشام بْن عروة، ويعقوب بْن عتبة الأخنسي، وأبي فاطمة، صاحب لابن عُمَر.

رَوَى عَنه: ابْن أخته حسين بْن عَلِيّ الجعفي، وحمزة بْن المغيرة الكوفي، عم عَبد الله بْن مُحَمَّد بْن المغيرة، مولى جعدة بْن هبيرة المخزومي، وحميد بْن عَبْد الرحمن الرؤاسي، وأبو خيثمة زهير بْن معاوية الجعفي (دسي) ، وعبد اللَّه بْن عَبد اللَّه الأُمَوِي وعبد الرحمن بْن ثابت بْن ثوبان (سي) ، وعبد الرحمن بْن عَمْرو الأَوزاعِيّ، وعَمْرو بْن شمر الجعفي، ومحمد بْن أبان الْجُعْفِيّ، ومحمد بْن عجلان، وهو من أقرانه.

قال إسحاق بْن منصور، عَن يحيى بْن مَعِين (1) : ثقة.

وكذلك قال النَّسَائي، ويعقوب بْن شَيْبَة، وعبد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش (2) .

وذكره مُحَمَّد بْن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة (3) .

وَقَال أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي، عَن أَبِيهِ (4) : هاجت فتنة بالكوفة، فعمل الْحَسَن بْن الحر طعاما كثيرا، ودعا قراء أهل الكوفة، فكتبوا كتابا يأمرون فيه بالكف، وينهون عن الفتنة،

(1) الجرح والتعديل: 3 / الترجمة 26.

(2)

من تاريخ ابن عساكر.

(3)

الطبقات: 6 / 353.

(4)

من ابن عساكر أيضا، وكذلك معظم الاخبار التي يوردها عنه بعد.

ص: 81

فدعوه، فتكلم بثلاث كلمات، فاستغنوا بهن عن قراءة ذلك الكتاب، فقال: رحم الله امرءًا ملك لسانه، وكف يده، وعالج ما في صدره، تفرقوا، فإنه كَانَ يكره طول المجلس (1) .

وَقَال سفيان بْن عُيَيْنَة، عَن أبي خيثمة زهير بْن معاوية: استقرض أبي من الْحَسَن بْن الحر ألف درهم، فلما جاء يردها عليه، قال له الْحَسَن بْن الحر: اذهب فاشتر بها لزهير سكرا.

وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة، عن الحسن بْن علي الخلال: سمعت أبا أسامة يقول: أوصى عبدة بْن أَبي لبابة للحسن بْن الحر بجارية كانت له، عند موته، قال: فمكثت عند الْحَسَن دهرا لا يطؤها. فقيل له في ذلك.

فقال: إني كنت أنزل عبدة مني بمنزلة الوالد، فأنا أكره أن أطلع مطلعا اطلعه (2) .

وَقَال أيضا: حدثني مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، قال حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْن عُمَر، قال: سمعت حسين بْن عَلِيّ الجعفي، يقول: كَانَ الْحَسَن بْن الحر يجلس على بابه فإذا مر به البائع يبيع الملح أو الشئ اليسير، لعل الرجل يكون رأس ماله درهما أو درهمين، فيدعوه فيقول: كم رأس مالك؟ وكم عيالك؟ فيخبره، فيقول: درهم أو درهمين (3) أو ثلاثة، فيقول: إن أعطاك إنسان خمسة دراهم تأكلها؟ فيقول: لا، فيعطيه خمسة دراهم، فيقول: هذه

(1) وَقَال العجلي في كتاب "الثقات": ثقة، متعبد، سخي، في عداد الشيوخ" (الورقة 10) .

(2)

من ابن عساكر، كما ذكرنا.

(3)

ضبب عليها ابن ابن المهندس - نقلا عن المؤلف - إذ الصحيح: درهمان.

ص: 82

اجعلها رأس مالك، واشتر بها وبع، ويعطيه خمسة أخرى فيقول: اشتر بهذه لأهلك دقيقا ولحما وتمرا، وأوسع عليهم حتى يأكلوا ويشبعوا، ويعطيه خمسة أخرى فيقول: هذه اشتر بها قطنا لأهلك ومرهم فليغزلوا، وبع بعضه واحبس بعضه، حتى يكون لهم به مرفق أيضاً. أو كما قال: وإذا مر به إنسان مخرق الجيب قال له: يا هذا ها هنا، ثم دعا له إبرة وخيطا فخيط به جيبه، وإن كَانَ مقطوع الشراك (1) ، دعا له باشفا لاصلحه.

وَقَال عَبد اللَّهِ بْنُ عُمَر الجعفي، عَن أبي أسامة: قال لنا الأَوزاعِيّ: ما قدم علينا من العراق أحد أفضل من الْحَسَن بْن الحر، وعبدة بْن أَبي لبابة (2) .

وَقَال عَبْد العزيز بْن داود: حَدَّثَنَا زهير، عن الْحَسَن بْن الحر، قال زهير: الصدوق المسلم العاقل.

وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه الحافظ: الْحَسَن بْن الحر بْن الحكم، وقد ينسب إلى جَدِّه، ثقة، مأمون، مشهور.

قال الهيثم بْن عدي: مات أول خلافة أبي العباس.

(1) الشراك: سير النعل على ظهر القدم.

(2)

قال أبو زُرْعَة الدمشقي: والطبقة التي قدمت في الزمان الاول في إمرة عَبد المَلِك بْن مروان إلى ما دون، منهم: القاسم بن مخيمرة، ومسلم بن يسار، وأبو قلابة، وعقبة بن وساج، وعبدة بن أَبي لبابة، وخالد بن دريك، والحسن بن الحر بآخرة، وكان شَرِيكا لعبدة بن أَبي لبابة، وكان عبدة يبيع البز بدمشق على باب مسجد الجامع، مما يلي باب البريد في المقاصير التي تلي دار مسلمة بن هشام" (501 - 502) ونقله ابن عساكر في تاريخه.

ص: 83

وَقَال مُحَمَّد بْن سعد، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي: مات بمكة سنة ثلاث وثلاثين مئة، زاد ابْن سعد: وكان ثقة قليل الحديث (1) .

روى له أَبُو داود، والنَّسَائي.

1214 -

ق: الْحَسَن بن الحسن بْن الحسن بْن علي بن أَبي طالب (2) ، القرشي الهاشمي، المدني، أخو عَبد الله بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن، وإبراهيم بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن، أمهم فاطمة بنت الحسين بْن عَلِيّ بْن أَبي طَالِب.

روى عن: أبيه حسن بْن حسن، وأمه فاطمة بنت الحسين ابن علي بْن أَبي طَالِب (ق) .

رَوَى عَنه: عُبَيد بْن الوسيم الجمال (ق) ، وعُمَر بْن شبيب المسلي، وفضيل بْن مرزوق.

قال الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْخَطِيب (3) - فيما أخبرنا ابن المجاور،

(1) ووثقه العجلي، وابن شاهين، وابن حبان، والدارقطني في "السنن"، والذهبي، وابن حجر.

(2)

طبقات ابن سعد: 9 / الورقة 199، وتاريخ يحيى برواية الدوري: 2 / 113، وطبقات خليفة: 258 والبرصان والعرجان للجاحظ: 199، والمعارف: 112، 212، 213، 246، 590، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 18، وثقات ابن حبان، الورقة 87، ومشاهير علماء الامصار، الترجمة 422، ومقاتل الطالبيين: 185، وجمهرة ابن حزم 42 - 43، ومعجم البلدان: 3 / 856، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة 133، والكاشف: 1 / 219، وتاريخ الاسلام: 6 / 54، والمجرد في رجال ابن ماجة، الورقة 19، وإكمال مغلطاي: 2 / 157، والوافي بالوفيات: 11 / 418 - 419، وبغية الاريب، الورقة 87، ونهاية السول، الورقة 63، وتهذيب ابن حجر: 2 / 262 - 263، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 1329.

(3)

تاريخ بغداد: 7 / 293.

ص: 84

عَن الكندي، عن القزاز، عنه: قدم الأنبار على السفاح أمير المؤمنين مع أخيه عَبد اللَّه بْن الْحَسَن وجماعة من الطالبيين، فأكرمهم السفاح وأجازهم، ورجعوا إلى المدينة، فلما ولي المنصور حبس الْحَسَن بْن الْحَسَن، وأخاه عَبد اللَّه، لأجل مُحَمَّد وإبراهيم ابني عَبد اللَّه، فلم يزالا في حبسه حتى ماتا.

وبه، قال (1) : أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَبي بَكْرٍ، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن يحيى العلوي، قال: حَدَّثَنَا جدي، قال: حَدَّثَنَا غسان الليثي، عَن أبيه، قال: كَانَ أَبُو العباس قد خص عَبد اللَّه بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن حتى كَانَ يتفضل بين يديه في قميص بلا سروايل، فقال له يوما: ما رأى أمير المؤمنين على هذه الحال غيرك، ولا أعدك إلا والدا (2) ، ثم سأله عن ابنيه، فقال له: ما خلفهما عني، فلم يفدا عَلِيّ مع من وفد عَلِيّ من أهلهما؟ ثم أعاد عليه المسألة عنهما مرة أخرى، فشكى ذلك عَبد اللَّه بْن الْحَسَن إلى أخيه الْحَسَن بْن الْحَسَن، فقال له: إن أعاد عليك المسألة عنهما، فقل له: علمهما عند عمهما، فقال له عَبد اللَّه: وهل أنت محتمل ذلك لي؟ قال: نعم، قال: فأعاد أَبُو العباس على عَبد اللَّه المسألة عنهما، فقال له: علمهما يا أمير المؤمنين عند عمهما، فبعث أَبُو العباس إلى الْحَسَن فسأله عنهما، فقال: يا أمير المؤمنين، أكلمك على هيبة الخلافة، أو كما يكلم الرجل ابْن عمه؟ فقال له أَبُو العباس: بل كما يكلم الرجل ابْن عمه، فقال له الحسن: أنشدك

(1) نفسه.

(2)

في تاريخ بغداد: ولدا"خطأ.

ص: 85

اللَّه يا أمير المؤمنين، إن اللَّه قدر لمحمد وإبراهيم أن يليا من هذا الأمر شيئا، فجهدت وجهد أهل الأرض معك أن تردوا ما قدر لهما، أيردونه؟ قال: لا. قال: فما تنغيصك على هذا الشيخ النعمة التي أنعمت بها عليه؟.

فقال أَبُو العباس: لا أذكرهما بعد اليوم، فما ذكرهما حتى فرق الموت بينهما.

قال العلوي: قال جدي: وتوفي الْحَسَن بْن الْحَسَن سنة خمس وأربعين ومئة، في ذي القعدة بالهاشمية، في حبس أبي جعفر، وهو ابن ثمن وستين سنة.

وَقَال شبابة بْن سوار (1) : حَدَّثَنَا الفضيل بْن مرزوق، قال: سمعت الْحَسَن بْن الْحَسَن أخا عَبد اللَّه بْن الْحَسَن وهو يقول لرجل ممن يغلو فيهم: ويحكم أحبونا لله، فإن أطعنا اللَّه فأحبونا، وإن عصينا اللَّه فأبغضونا.

قال: فقال له الرجل: إنكم ذو (2) قرابة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته فقال: ويحكم لو كان اللَّه نافعا بقرابة من رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا، أباه وأمه (3) ، والله إني لأخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين.

والله إني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين. قال: ثم قال: لقد أساء بنا آباؤنا وأمهاتنا إن كَانَ ما يقولون من دين اللَّه ثم لم يخبرونا به. ولم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه، فنحن والله كنا

(1) طبقات ابن سعد: 5 / 319 - 320 في ترجمة أبيه الْحَسَن بن الحسن بْن علي بْن أَبي طالب، وسيأتي أن الزبير بن بكار نسب الحكاية إلى والده أيضا.

(2)

كذا في النسخ وقد ضبب عليها ابن المهندس نقلا عن المؤلف - كما يظهر - وفي طبقات ابن سعد: إنكم قرابة

(3)

في طبقات ابن سعد: أبا وأما".

ص: 86

أقرب منهم قرابة منكم، وأوجب عليهم حقا، وأحق بأن يرغبونا فيه منكم، ولو كَانَ الأمر كما تقولون: إن اللَّه ورسوله اختار عليا لهذا الأمر، وللقيام على الناس بعده، إن كَانَ عَلِيّ لأعظم الناس في ذلك خطيئة وجرما إذ ترك أمر رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أن يقوم فيه كما أمره، أو تعذر فيه إِلَى الناس، قال: فقال له الرافضي: ألم يقل رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه"؟ قال: أما والله، إن لو يعني رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بذلك الإمرة والسلطان والقيام على الناس لأفصح لهم بذلك، كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت، ولقال لهم: أيها الناس إن هذا ولي أمركم من بعدي، فاسمعوا له واطيعوا، فما كَانَ من وراء هذا شيء، فإن أنصح الناس كَانَ للمسلمين رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا بذلك أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن أَبي الخير سلامة بْن إِبْرَاهِيم بْن سلامة ابن الحداد، وأبو الْحَسَن عَلِيّ بْن أحمد بن عبد الواحد ابن الْبُخَارِيِّ، وأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إسماعيل بن إبراهيم ابن الدرجي، وأبو العباس أَحْمَد بْن شيبان بْن تغلب الشيباني.

قال ابْن أَبي الخير وابن الْبُخَارِيّ: أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْمَكَارِمِ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد اللبان إذنا.

قال ابْن أَبي الخير: وأنبأنا أيضا أَبُو سَعِيد خليل بْن أَبي الرجاء الراراني إذنا.

وَقَال ابْن الْبُخَارِيّ أيضا، وابن الدرجي، وابن شيبان: أنبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نصر الصيدلاني إذنا.

ص: 87

قَالُوا: أخبرنا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الحداد، قِرَاءَةً عليه، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ الحافظ، قال: حَدَّثَنَا عَبد الله بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن فارس، قال: حَدَّثَنَا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن عاصم الثقفي، قال: حَدَّثَنَا شبابة، فذكره. وهذا من أصح الأسانيد وأعلاها.

وروى الزبير بن بكار هذ هـ الحكاية في ترجمة الْحَسَن بْن الحسن بْن علي بْن أَبي طَالِب، والد الْحَسَن هذا، رواها عن عمه مصعب بْن عَبد اللَّه، قال (1) : كَانَ الفضيل بْن مرزوق، يقول: سمعت الْحَسَن بْن الْحَسَن يقول لرجل يغلو فيهم: ويحكم أحبونا لله، فإن أطعنا اللَّه فأحبونا، وإن عصينا فأبغضونا، فلو كَانَ اللَّه نافعا أحدا بقرابته من رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لغير طاعة اللَّه، لنفع بذلك أباه وأمه، قولوا فينا الحق، فإنه أبلغ فيما تريدون، ونحن نرضى به منكم.

أخبرنا بذلك أَبُو الْحَسَن بْن البخاري، قال: أَخْبَرَنَا أبو حفص بن طَبَرْزَذَ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بن عَبد المَلِك ابن الْحَسَن بْن خيرون، قال: أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر مُحَمَّد المخلص، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمان الطوسي، قال: حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار، قال: حَدَّثَنِي عمي مصعب بْن عَبد اللَّه، فذكره.

قال الزبير: وولد حسن بْن حسن بْن حسن بن علي بن أَبي

(1) انظر نسب قريش لمصعب: 49.

ص: 88

طَالِب: عَبد اللَّه، وهو أَبُو جعفر، وعليا كَانَ امرأَ صدق، مات في حبس أمير المؤمنين المنصور مع أبيه (1) ، وحسنا (2) درج، وأمهم أم عَبد اللَّه (3) بنت عامر بْن عَبد اللَّه بْن بشر بْن عامر (4) بْن مالك بْن جعفر بْن كلاب (5) ، والعباس بْن الْحَسَن (6) ، وطلحة بْن الْحَسَن، انقرضا وأمهما عائشة بنت طلحة بن عُمَر بن عُبَيد اللَّه بْن معمر التَّيْمِيّ (7) ، وتوفي حسن بْن حسن بْن حسن بالهاشمية، سنة خمس وأربعين ومئة، في حبس أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور (8) .

روى له ابْن ماجه حديثا واحدا، عن أُمِّه فاطمة بنت الحسين، عَن أبيها الحسين بْن عَلِيّ، عن فاطمة الكبرى، فيمن بات وفي يده ريح غمر (9) .

1215 -

س: الْحَسَن بن الْحَسَن بْن علي بْن أَبي طالب (10)

(1) هو المعروف بالسجاد، وقيل له: السجاد لعبادته.

(2)

في نسخة ابن سعد الخطية: حسينا"، وما هنا يوافق ما ذكره ابن حزم في "الجمهرة.

(3)

سماهما ابن سعد: فاطمة أم حبان.

(4)

هو المعروف بملاعب الاسنة.

(5)

من بْني عامر بْن صعصعة.

(6)

قال ابن سعد: مات في السجن.

(7)

أضاف ابن سعد: وعليا الاصغر بن حسن وفاطمة وأمهما أم حبيب بنت عُمَر بن علي ابن أَبي طالب، وأم سلمة، وأم كلثوم ابنتي حسن وهما لأُم ولد" (9 / الورقة 199) .

(8)

وَقَال ابن سعد: كان قليل الحديث"، وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات"، وَقَال الذهبي في "المجرد": مستور"، وَقَال ابن حجر: مقبول.

(9)

في الاطعمة من سننه (3296)، والغمر: الدسم والزهومة من اللحم.

(10)

طبقات ابن سعد: 5 / 319، وطبقات خليفة: 240، ونسب قريش لمصعب: 46، وتاريخ البخاري الكبير: 2 / الترجمة 2502، وتاريخه الصغير: 1 / 190، وتاريخ الطبري: 2 / 388، 3 / 213، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 17، وثقات ابن حبان، =

ص: 89

القرشي الهاشمي، أَبُو مُحَمَّد المدني، والد الذي قبله، وهو أخو إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طلحة بْن عُبَيد اللَّه لأمه، وأمهما خولة بنت منظور بْن زبان بْن سيار الفزاري.

روى عن: أبيه الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبي طَالِب، وابن عمه عَبد الله بْن جعفر بْن أَبي طَالِب (س) ، وبنت عمه فاطمة بنت الحسين بْن عَلِيّ بْن أَبي طَالِب، وكانت زوجته.

رَوَى عَنه: ابنه إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن، وإسحاق بْن يسار المدني، والد مُحَمَّد بْن إسحاق، وابنه الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن، وابن عمه الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن علي بْن أَبي طَالِب، وحميد بْن أَبي زينب، وحنان بْن سدير بْن حكيم بْن صهيب الكوفي الصيرفي، وسَعِيد بْن أَبي سَعِيد مولى المهري، وسهيل بْن أَبي سهيل، ويُقال: سهيل بْن أَبي صالح، وابنه عَبد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن، وأبو بكر عَبد اللَّه بْن حفص بْن عُمَر بْن سعد بْن أَبي وقاص (س) ، والوليد بْن كثير المدني.

ذكره مُحَمَّد بْن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة.

وَقَال الزبير بْن بكار: فولد الْحَسَن بْن علي بْن أَبي طالب:

= الورقة 87، وجمهرة ابن حزم: 41 - 42، وتاريخ بغداد: 7 / 293، والتبيين في أنساب القرشيين: 106، 196، 289، ومعرفة التابعين للذهبي، الورقة 6، وتذهيب التهذيب: 1 / الورقة 133، والكاشف: 1 / 219، وتاريخ الاسلام: 3 / 356 - 357، وسير أعلام النبلاء: 4 / 483 - 487، وإكمال مغلطاي: 2 / 157، والوافي بالوفيات: 11 / 416 - 418، والبداية والنهاية: 9 / 170، وبغية الاريب، الورقة 87، ونهاية السول، الورقة 63، وتهذيب ابن حجر: 2 / 263، وتهذيب ابن عساكر: 4 / 165.

ص: 90

الْحَسَن بْن الْحَسَن، وأمه خولة بنت منظور بْن زبان بْن سيار بْن عَمْرو بْن جابر بْن عقيل بْن هلال بْن سمي بْن مازن بْن فزارة، بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، وأمها مليكة بنت خارجة بْن سنان بْن أَبي حارثة بْن نشبة بْن غيظ بْن مرة بْن عوف بْن سعد بْن ذبيان، وأمها تماضر بنت قيس بْن زهير بْن جذيمة بْن رواحة بْن ربيعة بْن مازن بْن الحارث بْن قطيعة بْن عبس بْن بغيض. وإخوته لأمه: إِبْرَاهِيم، وداود، والقاسم، بنو مُحَمَّد بْن طلحة بْن عُبَيد اللَّه، وكان الْحَسَن بْن عَلِيّ، خلف على خولة بنت منظور، حين قتل مُحَمَّد بْن طلحة.

قال الزبير: حدثني مُحَمَّد بْن الضحاك بْن عثمان الحزامي، عَن أبيه، قال: زوجه إياها عَبد اللَّه بْن الزبير، وكانت عنده أختها لأبيها، وأمها تماضر بنت منظور بْن زبان، وهي أم بنيه: خبيب (1) ، وحمزة، وعباد، وثابت، بني عَبد اللَّه بْن الزبير، فبلغ ذلك منظور بْن زبان، فقال: مثلي يقتات عليه ببيته، فقدم المدينة فركز راية سوداء في مسجد رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فلم يبق قيسي في المدينة إلا دخل تحتها، فقيل لمنظور: أين نذهب بك؟ تزوجها الْحَسَن بْن عَلِيّ، وزوجها عَبد اللَّه بْن الزبير، وملكه الْحَسَن أمرها، فأمض ذلك التزويج، وفي ذلك يقول حفين (2) العبسي:

(1) بالخاء المعجمة مصغرا، وانظر جمهرة نسب قريش للزبير: 1 / 36.

(2)

بالحاء المهملة وآخره نون مصغرا. وقرأه العلامة محمود شاكر في مخطوطة"جمهرة نسب قريش"للزبير بن بكار: حفيز"وما أظنه أصاب.

وتصحف في كتاب الاغاني (12 / 196) إلى: جفير"بالجيم والراء المهملة. وهذه الابيات قال الزبير بن بكار: ورواها بعض الناس لجرير، وليست له"(1 / 25) وهي في ديوان جرير: 214.

ص: 91

إن الندى من بني ذبيان قد علموا • والجود في آل منظور بْن سيار الماطرين بأيديهم ندى ديما • وكل غيث من الوسمي مدرار

تزور جارتهم وهنا هديتهم • وما فتاهم لها وهنا بزوار

ترضى قريش بهم صهرا لأنفسهم • وهم رضى لبني أخت وأصهار

قال (1) : وكان الْحَسَن بْن الْحَسَن وصى أبيه، وولي صدقة عَلِيّ بْن أَبي طَالِب في عصره، قال: وكان حجاج بْن يوسف قال له يوما، وهو يسايره في موكبه بالمدينة، وحجاج يومئذ أمير المدينة: أدخل عمك عُمَر بْن عَلِيّ معك في صدقة عَلِيّ، فإنه عمك، وبقية أهلك، قال: لا أغير شرط عَلِيّ، ولا أدخل فيها من لم يدخل. قال: إذا أدخله معك، فنكص عنه الْحَسَن بْن عَلِيّ حين غفل الحجاج، ثم كَانَ وجهه إلى عَبد المَلِك حتى قدم عليه، فوقف ببابه يطلب الإذن، فمر به يحيى بْن الحكم، فلما رآه يحيى عدل إليه فسلم عليه، وسأله عن مقدمه وخبره وتحفى به، ثم قال له: إني سأتبعك عند أمير المؤمنين، يعني عَبد المَلِك - فدخل الْحَسَن على عَبد المَلِك، فرحب وأحسن مساءلته، وكان الْحَسَن بْن الْحَسَن قد أسرع إليه الشيب فقال له عَبد المَلِك: لقد أسرع إليك الشيب، ويحيى بْن الحكم في المجلس - فقال له يحيى: وما يمنعه، شيبته أماني أهل العراق، كل عام يقدم عليه منهم ركب يمنونه الخلافة، فأقبل عليه الْحَسَن، فقال: بئس والله الرفد رفدت، وليس كما قلت، ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب، وعبد الملك يسمع، فأقبل عليه عَبد المَلِك، فقال له: هلم ما قدمت له، فأخبره بقول

(1) وانظر تاريخ ابن عساكر.

ص: 92

الحجاج، فقال: ليس ذلك له، اكتبوا إليه كتابا لا يجاوزه، ووصله وكتب له، فلما خرج من عنده، لقيه يحيى بْن الحكم، فعاتبه الْحَسَن بْن الْحَسَن على سوء محضره، وَقَال: ما هذا الذي وعدتني، فقال له يحيى: أيها عنك، والله لا يزال يهابك، ولولا هيبته إياك ما قضى لك حاجة، وما ألوتك رفدا.

وَقَال زائدة، عن عَبد المَلِك بْن عُمَير (1) : حَدَّثَنِي أَبُو مصعب أن عَبد المَلِك بْن مروان كتب إلى عامله بالمدينة هشام بْن إِسْمَاعِيل: إنه بلغني أن الْحَسَن بْن الْحَسَن يكاتب أهل العراق، فإذا جاءك كتابي هذا فابعث إليه ليؤت به، قال: فجئ به إليه، وشغله شيء، قال: فقام إليه عَلِيّ بْن حسين، فقال: يا ابْن عم، قل كلمات الفرج: لا إله إلا اللَّه الحليم الكريم، لا إله إلا اللَّه العلي العظيم، سبحان رب السموات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين"قال: فجلا للآخر وجهه، فنظر إليه، فقال: أرى وجها قد قشب بكذبة، خلوا سبيله، ولنراجع فيه أمير المؤمنين.

قاله الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عفان، عن حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زائدة.

وَقَال مُحَمَّد بْن الحسين البرجلاني، عن مُحَمَّد بْن سَعِيد ابن الأصبهاني، عن شَرِيك، عن عَبد المَلِك بْن عُمَير: كتب الوليد بْن عَبد المَلِك إلى عثمان بْن حيان المري: انظر الْحَسَن بن الحسن فاجلده مئة ضربة، وقفه للناس يوما، ولا أراني إلا قاتله، قال:

(1) هذا والاخبار الاخرى من تاريخ ابن عساكر.

ص: 93

فبعث إليه، فجئ به، والخصوم بين يديه، قال: فقام إليه علي ابن حسين، فقال: يا أخي تكلم بكلمات الفرج، يفرج اللَّه عنك: لا إله إلا اللَّه الحليم الكريم، سبحان اللَّه رب السموات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين". قال: فقالها، قال: فانفرجت فرجة من الخصوم فرآه، فقال: أرى وجه رجل قد قرفت عليه كذبة، خلوا سبيله، أنا كاتب إلى أمير المؤمنين بعذره، فإن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب. والرواية الأولى أشبه بالصواب، والله أعلم.

وَقَال بشر بْن موسى، عن عَبد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي: حَدَّثَنَا فضيل، يعني ابْن مرزوق، عَن الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبي طالب، قال: سمعته يقول لرجل من الرافضة: والله لئن أمكننا اللَّه منكم لنقطعن أيديكم وأرجلكم، ثم لا نقبل منكم توبة، فقال له رجل: لم لا تقبل منه توبة؟ قال: نحن أعلم بهؤلاء منكم، إن هؤلاء إن شاؤوا صدقوكم وإن شاؤوا كذبوكم، وزعموا أن ذلك يستقيم لهم في التقية، ويلك إن التقية إنما هي باب رخصة للمسلم، إذا اضطر إليها، وخاف من ذي سلطان، أعطاه غير ما في نفسه، يدرأ عن ذمة الله عزوجل، وليس بباب فضل، إنما الفضل في القيام بأمر اللَّه، وقول الحق، وايم اللَّه ما بلغ من أمر التقية، أن يجعل بها لعبد من عباد اللَّه، أن يضل عباد اللَّه.

هكذا قال، والأشبه أن هذا القول عن الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن، فإن الفضيل بْن مرزوق قد روى عنه شبيها بذلك، كما تقدم في ترجمته، والله أعلم.

ص: 94

وَقَال الزبير بْن بكار، عن عمه مصعب بْن عَبد اللَّه: توفي الْحَسَن بْن الْحَسَن فأوصى إلى إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن طلحة، وهو أخوه لأمه.

وقَال البُخارِيُّ في الجنائز من"الجامع"(1) : ولما مات الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ ضربت امرأته القبة على قبره سنة ثم رفعت، فسمعوا صائحا يقول: ألا هل وجدوا ما فقدوا؟ ، فأجابه آخر: بل يئسوا فانقبلوا (2) .

رَوَى لَهُ النَّسَائي حَدِيثًا واحِدًا، عن عَبد اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عن عَلِيّ في كلمات الفرج، وفي إسناده اختلاف (3) .

1216 -

ع: الْحَسَن بن أَبي الْحَسَن (4) ، واسمه يسار،

(1) الجامع: 2 / 111 باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور.

(2)

ذكر الذهبي في تاريخ الاسلام وغيره أنه توفي سنة 197.

وحسن هذا ذكره ابنُ حِبَّان فِي كتاب "الثقات"، وَقَال ابن حجر: صدوق. وقد طول ابن عساكر ترجمته.

(3)

في النعوت من سننه الكبرى، وأخرجه من طرق في "اليوم والليلة"، وبين المؤلف الاختلاف في إسناده في تحفة الاشراف (7 / 395 - 396 حديث 10162) .

(4)

طبقات ابن سعد: 7 / 156، وتاريخ يحيى برواية الدوري: 2 / 108، وبرواية الدارمي، رقم 275 - 278، 283، 334، 355، 906، وابن طهمان، رقم 390، 391، 406، وعلل ابن المديني: 51، 53 - 59، 63، 89، 91 - 92، وتاريخ خليفة: 54، 65، 95، 96، 108، 116، 128، 146، 161، 170، 171، 174، 176، 196، 199، 235، 239، وطبقاته: 210، والزهد لأحمد: 258، والعلل، له،، وتاريخ البخاري الكبير: 2 / 2503، وتاريخه الصغير: 1 / 204، 244، 247، 248، 256، 259، 260 - 270، وأحوال الرجال للجوزجاني، الورقة 19، والكنى لمسلم، الورقة 42، وثقات العجلي، الورقة 10، وسؤلات الآجري لابي داود، الورقة 19، 20، وجامع التِّرْمِذِيّ: 3 / 582، 4 / 551، 702، 5 / 62، والمعرفة ليعقوب: 2 / 32 - 54 (وراجع الفهرس أيضا)، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 151، 315، 632، 636، 669، 685، 722، وتاريخ واسط: 107، 129، 160، وأخبار القضاة لوكيع (انظر =

ص: 95

البَصْرِيّ، أَبُو سَعِيد، مولى زيد بْن ثابت، ويُقال: مولى جابر بْن عَبد اللَّه، ويُقال: مولى جميل بْن قطبة بْن عامر بْن حديدة، ويُقال: مولى أبي اليسر (1) ، وأمه خيرة مولاة أم سلمة، زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.

قال مُحَمَّد بْن سعد (2) : واسم أبي الْحَسَن يسار، يقال: إنه من سبي ميسان، وقع إلى المدينة، فاشترته الربيع بنت النضر، عمة أنس بْن مالك، فأعتقته، وذكر عن الْحَسَن أنه قال: كَانَ أبواي لرجل من بني النجار، فتزوج امرأة من بني سلمة، فساقهما

= الفهرس) ، والمعارف لابن قتيبة: 18، 136، 246، 440، 441، 585، والكنى للدولابي: 1 / 187 - 189، والمراسيل لابن أَبي حاتم: 46 - 47، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 177، وثقات ابن حبان، الورقة 87، ومشاهير علماء الامصار، الترجمة: 642، واسماء الدارقطني، الترجمة 188، وعلل الدارقطني: 2 / الورقة 86، 93، 3 / الورقة 73، 4 / الورقة 74، وفهرست ابن النديم: 203، 235، ورجال البخاري للباجي، الورقة 42، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 29، وحلية الاولياء: 2 / 131، وأخبار أصبهان: 1 / 254، وتسمية من أخرجهم الإمامان للحاكم، الورقة 15، وجمهرة ابن حزم: 360، والجمع لابن القيسراني: 1 / الترجمة 304، وتلقيح ابن الجوزي: 447، ومعجم البلدان: 1 / 295، 2 / 93، 110، 415، 619، 3 / 589، 4 / 333، 484، 1034، والكامل لابن الاثير،، وتهذيب الأَسماء واللغات: 1 / 161 - 162، ووفيات الاعيان: 2 / 69 - 73، ومعرفة التابعين للذهبي، الورقة 6، وتاريخ الاسلام: 4 / 98 - 106، وسير أعلام النبلاء: 4 / 563 - 588، وتذكرة الحفاظ: 1 / 71، والعبر: 1 / 135، وتذهيب التهذيب: 1 / الورقة 133 - 136، والكاشف: 1 / 220، وميزان الاعتدال: 1 / 527، ومعرفة القراء: 1 / 21، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة 158، والوافي بالوفيات: 12 / 306 - 308، وبغية الاريب، الورقة 87 - 88، ونهاية السول، الورقة 63، وتهذيب ابن حجر: 2 / 263 - 270، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 1330، وروضات الجنات: 207، وغيرها من كتب التاريخ والادب.

(1)

اسمه: كعب بن عَمْرو السلمي.

(2)

الطبقات: 7 / 156 - 157.

ص: 96

إليها من صداقها فأعتقتهما، وولد الْحَسَن لسنتين بقيتا من خلافة عُمَر بْن الخطاب، فيذكرون أن أمه كانت ربما غابت فيبكي، فتعطيه أم سلمة ثديها، تعلله به إلى أن تجئ أمه، فدر عليه (1) ثديها فشربه، فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك.

ونشأ الْحَسَن بوادي القرى، وكان فصيحا.

رأى علي بْن أَبي طَالِب، وطلحة بْن عُبَيد اللَّه، وعائشة، ولم يصح له سماع من أحد منهم، وحضر يوم الدار، وله أربع عشرة سنة، وكان كاتبا للربيع بن زياد الحارثي، والي خراسان من جهة عَبد اللَّه بْن عامر، في عهد معاوية بْن أَبي سفيان، وكان له من الأَخُوة: سَعِيد بْن أَبي الْحَسَن، وعمار بْن أَبي الْحَسَن، وكان عمار من البكائين، حتى صار في وجهه جحران من البكاء فيما ذكر عَمْرو ابن عَلِيّ.

روى عن: أبي بْن كعب (ع) ولم يدركه، وأحمر بن جزء السدوسي (دق) ، والأَحنف بْن قيس (خ م ق) ، وأسامة بْن زيد الكلبي (س) ، على خلاف فيه، والأسود بْن سريع (س) . وأسيد بْن المشمس (ق) ، وأنس بْن حكيم الضبي (دق) ، وأنس بْن مالك (ع) ، وثوبان (س) ، ولم يلقه.

وجابر بْن عَبْد اللَّه الأَنْصارِيّ (ع) ، وجارية بْن قدامة التميمي (عس) ، وجندب ابن عَبد اللَّهِ البجلي (خ م ت س ق) ، وجندب الخير الأزدي قاتل الساحر (ت) ، وحريث بْن قبيصة (ت س)، ويُقال: قبيصة بْن

(1) في المطبوع من طبقات ابن سعد: عليها"خطأ.

ص: 97

حريث (د س ق) ، وأبي ساسان حطين بْن المنذر الرقاشي (د س ق) ، وحطان بْن عَبد اللَّه الرقاشي (م د ت س) ، وحمران بْن أبان مولى عثمان بْن عفان (ت) ، ودغفل بْن حنظلة النسابة (تم) ، والزبير بْن العوام (س) ، وزياد بْن رياح (م) ، وسعد بْن عبادة، مرسل (د س) ، وسعد بْن هشام بْن عامر الأَنْصارِيّ (م د س) ، وسعد مولى أبي بكر الصديق (ق) ، وسلمة بْن الْمُحَبِّق (د س ق) ، وسمرة بْن جندب الفزاري (خ ع) ، وصعصعة بْن معاوية التميمي (بخ س ق) ، عم الأَحنف بْن قيس، وضبة بْن محصن العنزي (م د ت) ، وعائذ بْن عَمْرو المزني (م) ، وعبد اللَّه بْن عَبَّاس (د ت س) ، وعبد الله بن عثمان الثقفي (د س) ، وعبد الله ابن عُمَر بْن الخطاب (س ق) ، وعبد الله بْن عَمْرو بْن العاص (س) ، وأبي موسى عَبد اللَّه بْن قيس الأشعري (س ق) ، وعبد اللَّه بْن مغفل المزني (ع) ، وعبد الرحمن بْن سَمُرَة القرشي (ع) ، وعتبة بْن غزوان (ت) ، وعتي بْن ضمرة السعدي (بخ ت س ق) ، وعثمان بْن أَبي العاص الثقفي (د ت ق)، وقيل: لم يسمع منه، وعثمان بْن عفان (بخ ق) ، وعقبة بْن عامر الجهني (د س ق) ، وعقيل بْن أَبي طالب (س ق) ، وأخيه عَلِيّ بْن أَبي طَالِب (ت س) ، وعمار بْن ياسر (د) ، ولم يسمع منه، وعُمَر بْن الخطاب (د) ، ولم يدركه، وعُمَر بْن تغلب (خ س ق) ، وعَمْرو ابن العاص (س) ، وعِمْران بْن الحصين (د ت س) ، وقيس بْن عاصم المنقري (بخ) ، وقيس بْن عباد (1)(د س) ، ومطرف بْن

(1) بضم العين المهملة والباء المخففة.

ص: 98

عَبد اللَّهِ بْن الشخير (س ق) ، ومعاوية بْن أَبي سفيان (س) ، ومعقل بْن سنان الأشجعي (س)، وقيل: لم يسمع منه، ومعقل بْن يسار المزني (ع) ، والمغيرة بْن شعبة (د) ، وأبي برزة نضلة بْن عُبَيد الأَسلميّ. والنعمان بْن بشير (س) ، وأبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي (خ ع) ، ونفيع أبي رافع الصائغ (خ م د س ق) ، والهياج بْن عِمْران البرجمي (د)، وأبي هُرَيْرة (خ ع) وقيل: لم يسمع منه، وابن المغيرة بْن شعبة (م) ، وأمه أم الحسن خيرة (م ع) .

رَوَى عَنه: أبان بن صالح (ق) ، وأبان بْن أَبي عياش، وأبان بْن يزيد العطار، وإسحاق بْن الربيع (ق) أخو حمزة العطار، وأبو موسى إسرائيل بْن موسى (خ س) ، وإسماعيل بْن مسلم العبدي، وإسماعيل بْن مسلم المكي (ت ق) ، وأشعث بْن براز الهجيمي البَصْرِيّ، وأشعث بْن سوار المكي (ت ق) ، وأشعث بْن عَبد اللَّهِ بْن جابر الحداني الأعمى (ع) ، وأشعث بْن عَبد المَلِك الحمراني (خت ع) ، وإياس بْن دغفل الحارثي (د) ، وأيوب السختياني (خ م س) ، وبريد بْن أَبي مريم السلولي (سي) ، وبسطام بْن مسلم العوذي (ل) ، وبشير بْن المهاجر (س) ، وبكر بْن عَبد اللَّهِ المزني (م د ت س) ، وتمام بْن نجيح الأسدي (ت) ، وثور بْن زيد المدني (د) ، وجرير بْن حازم (خ م) ، وأبو الأشهب جعفر بْن حيان العطاردي (خ م مد فق) ، وحبيب بْن الشهيد (خ ت س) ، وحبيب المعلم (مد) ، وحريث بْن السائب (بخ مد ت) ، وحزم بْن أَبي حزم القطعي (خ) ، والحسن بْن

ص: 99

دينار، والحسن بْن ذكوان، وحصين بْن نافع (س) ، وحفص بْن سُلَيْمان المنقري (بخ) ، وحكيم الأثرم (س) ، وأبو غسان حكيم (1) ، بْن عَبْد الرحمن البَصْرِيّ، وحمزة بْن دينار (قد) ، وأبو عمارة حمزة بْن نجيح (بخ) ، وحميد الطويل (م د) ، وحوشب بْن عقيل، وحوشب بْن مسلم، وأبو خلدة خالد بْن دينار (قد) ، وخالد بْن عَبْد الرحمن بْن بكير، وخالد بْن مهران الحذاء (م) ، والخصيب بْن زيد (مد) ، والخليل بْن عَبد اللَّه (ت) ، وخيثمة بْن أَبي خيثمة البَصْرِيّ (ت) ، وداود بْن أَبي هند (م) ، والربيع بْن صبيح (خت ت) ، والربيع بْن عَبد اللَّه بْن خطاف (بخ) ، وربيعة بْن كلثوم، وزياد بْن أَبي زياد الجصاص (ت) ، وزياد الأعلم (خ د س) ، وزيد بْن درهم (قد) والد حماد بْن زيد، وزيد التميمي (عخ) ، وسالم الخياط المكي (ت ق) ، والسري بْن يحيى الشيباني (بخ س) ، وسعد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف الزُّهْرِيّ المدني (ق) ، وسَعِيد بْن إياس الجريري (ق) ، وسَعِيد بْن أَبي خيرة (د س ق) ، وسالم بْن أَبي الذيال (بخ) ، وسُلَيْمان التَّيْمِيّ (م) ، وسماك بْن حرب (خت) ، وسماك بْن عطية (خت م) ، وسهل بْن أَبي الصلت السراج (قد) ، وأبو قزعة سويد بْن حجير (س) ، وسلام بْن مسكين (مد) ، وشبيب بْن شَيْبَة المنقري (ت) ، وشعيب بْن الحبحاب، وشميط بْن عجلان، وشيبان بْن عَبْد الرحمن النحوي (م) ، وصالح بْن رستم أَبُو عامر الخزاز (ق) ، والصعق بن حزن

(1) بضم الحاء المهملة وفتح الكاف.

ص: 100

(مد) ، وضابي بْن عَمْرو البَصْرِيّ، وطارق بْن أَبي الحسناء (قد) ، وطالوت بْن أَبي الحجاج القرشي، وطريف أَبُو سفيان السعدي، وأبو سفيان طلحة بْن نافع، وعباد بْن راشد (خ د س ق) ، وعباد بْن ميسرة المنقري (س فق) ، وعَبْد اللَّهِ بْن جابر البَصْرِيّ (ت) ، وأبو حريز (1) عَبد اللَّهِ بْن الْحُسَيْن قاضي سجستان (بخ) ، وعبد اللَّه بْن عون (خ م ق) ، وعبد الحميد بْن مهران (ت) ، وعبد السلام بْن أَبي الجنوب (ق) ، وعبد العزيز بْن مهران (ت) ، وعبد المؤمن بْن عُبَيد الله السدوسي (قد فق) ، وعُبَيد بْن مهران الوزان (سي) ، وعُبَيد الصيد (قد) ، وعثمان البتي (ت) ، وعذافر البَصْرِيّ (مد) ، وعطاء بْن السائب (س) ، وعقبة بْن خالد العبدي، وعلي بْن زيد بْن جدعان (ت س) ، وعلي بْن عَلِيّ الرفاعي (ت ق) ، وعمارة بْن زاذان الصيدلاني، وعُمَر بْن سليم الباهلي (مد) ، وعَمْرو بْن عُبَيد (قد فق) ، وعِمْران القصير (مد) ، وعنبسة بْن سَعِيد البَصْرِيّ (د) ، وعوف الأعرابي (خ ت س ق) ، والعلاء بْن خالد القرشي (ق) ، والعلاء بْن زياد العدوي (س) ، والعلاء بْن عَبد اللَّه بْن بدر (قد) ، وغالب القطان، والفضل بْن دلهم (د ت ق) ، وقتادة بْن دعامة (ع) ، وقرة بْن خالد (خ د) ، وكثير بْن زياد البرساني (مد) ، وليث أَبُو المشرقي الواسطي، ومالك بْن دينار، ومبارك بْن فضالة (خت قد ت ق) ، ومحرز (مد) ، ومحمد بن الزبير

(1) بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وبعد الياء آخر الحروف زاي، وكثيرا ما يتصحف في بعض المطبوعات إلى: جرير".

ص: 101

الحنظلي (س) ، وأبو هلال مُحَمَّد بْن سليم الراسبي (بخ) ، وأبو رجاء مُحَمَّد بْن سيف الأزدي (مد س) ، وأبو فروة مسلم بْن سالم الجهني (س) ، ومطر الوراق (مس) ، ومعاوية بْن عَبْد الكريم الضال (1)(خت) ، ومعبد بْن هلال (خ م) ، والمعلي بْن زياد (خت م د س) ، ومنصور بْن زاذان (بخ م ع) ومنصور بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الغداني (قد) ، ومنصور بْن المعتمر (س) ، والمهلب بْن أَبي حبيبة البَصْرِيّ (د س) ، وميمون بْن موسى المرئي (2)(ت ق) ، ونوح بْن ذكوان (ت) . وهشام بْن حسان (ع) ، وأبو المقدام هشام بْن زياد (ت) ، والهياج بْن بسام (بخ) ، وأبو حرة واصل بْن عَبْد الرحمن البَصْرِيّ (م ق س) ، والوليد بْن دينار العبدي (بخ) ، والوليد بْن أَبي هشام (س) ، وابن أخيه يحيى بْن سَعِيد بْن أَبي الْحَسَن، ويحيى بْن عتيق (خت) ، ويحيى بْن المختار الصنعاني (س) ، ويحيى بْن مسلم (ت) ، ويزيد بْن إِبْرَاهِيم التستري (فق) ، ويزيد بْن حازم أخو جرير بْن حازم، وأبو الفتاح يزيد بْن حميد الضبعي، ويوسف بْن عبدة (بخ) ، ويونس بْن أَبي إسحاق (خد) ، ويونس بْن عُبَيد (ع) ، وأبو ربيعة الإيادي (ت) ، وأبو سَعِيد مولى عَبد الله بْن عامر بْن كريز (مد) ، وأبو طارق البَصْرِيّ (ت) ، وأبو عثمان (مد) ، وأبو هاشم الزعفراني (قد) .

قال موسى بْن إِسْمَاعِيل: سألت مُحَمَّد بْن عَبد الله

(1) عرف بذلك لأنه ضل فِي طريق مكة.

(2)

بفتح الميم والراء وبعدها الهمزة.

ص: 102

لأَنْصارِيّ، قلت: الْحَسَن من أين كَانَ أصله؟ قال: من ميسان.

وَقَال عَبْد السلام بْن مطهر، عن غاضرة بْن قرهد (1) العوقي (2) : كَانَ أَبُو الْحَسَن بْن أَبي الْحَسَن، مولى أبي اليسر كعب ابن عَمْرو الأَنْصارِيّ، وكانت أمه مولاة لأُم سلمة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (3) .

وَقَال أَبُو الْحَسَن المدائني (4) : قال الْحَسَن: كَانَ أبي وأمي لرجل من بني النجار، فتزوج امرأة من بني سلمة، فساق أبي وأمي في مهرها، فأعتقتنا السلمية.

وَقَال إِسْمَاعِيل بن علية، عن يونس بْن عُبَيد، عن الْحَسَن (5) : قال لي الحجاج: كم أمدك (6) يا حسن؟ ، قلت: سنتان من خلافة عُمَر، قال: لعينك أكبر من أمدك.

وَقَال مُحَمَّد بْن سلام الجمحي (7) : حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو الشعاب بإسناد له، قال: كانت أم سلمة زوج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، تبعث أم الْحَسَن في الحاجة، فيبكي وهو صبي، فتسكته بثديها، قال: وكانت أم سلمة

(1) تصحف في الجرح والتعديل (7 / الترجمة 325) إلى: فرهد"- بالفاء - وانظر تاريخ يحيى برواية الدوري: 2 / 468.

(2)

العوقي: بفتح العين المهملة والواو وبعدها القاف، نسبة إلى العوقة، بطن من عبد القيس نزلوا البصرة، ووقع في "سير أعلام النبلاء": العوفي - بالفاء لعله من غلط الطبع.

(3)

أخبار القضاة لوكيع: 2 / 4.

(4)

طبقات ابن سعد: 7 / 156.

(5)

طبقات ابن سعد: 7 / 157.

(6)

الامد: أمدان، الاول: عند ولادة الانسان، والثاني عند موته، والحجاج يريد بسؤاله: متى مولدك.

(7)

أخبار القضاة لوكيع: 2 / 5 وإسنادها مرسل.

ص: 103

تخرج الْحَسَن إلى أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهو صغير، وكان أمه منقطعة إليها، فكانوا يدعون له، فأخرجته إلى عُمَر بْن الخطاب، فدعا له، فقال: اللهم فقهه في الدين، وحببه إلى الناس.

وَقَال عُبَيد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقِّيّ، عن يونس بْن عُبَيد، عن الْحَسَن، عن أُمِّه: أنها كانت ترضع لأُم سلمة.

وَقَال حماد بْن زيد، عن عقبة بْن أَبي ثبيت الراسبي (1) : كنت عند بلال بْن أَبي بردة، فذكروا الْحَسَن، فقال بلال: سمعت أبي يقول: والله لقد أدركت أصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أحدا أشبه بأصحاب مُحَمَّد من هذا الشيخ، يعني: الْحَسَن.

وَقَال جرير بْن حازم، عن حميد بْن هلال (2) : قال لنا أَبُو قتادة: الزموا هذا الشيخ، فما رأيت أحدا أشبه رأيا بعُمَر بْن الخطاب منه يعني: الْحَسَن.

وَقَال أَبُو هلال الراسبي، عن خالد بْن رباح الهذلي (3) : سئل أنس بْن مالك عن مسألة، فقال: سلوا مولانا الْحَسَن، قَالُوا: يا أبا حمزة نسألك، تقول: سلوا الْحَسَن مولانا؟ ، قال: سلوا مولانا الْحَسَن، فإنه سمع وسمعنا، فحفظ ونسينا.

وَقَال الْقَاسِم بْن الفضل الحداني، عن عَمْرو بْن مرة (4) : إني

(1) طبقات ابن سعد: 7 / 162.

(2)

طبقات ابن سعد: 7 / 161، ورواه مُحَمَّد بْن علي بْن أَبي يعقوب، عن مورق العجلي، عن قتادة عند ابن سعد: 7 / 161.

(3)

طبقات ابن سعد: 7 / 176.

(4)

طبقات ابن سعد: 7 / 163.

ص: 104

لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين: الْحَسَن ومحمد بْن سيرين.

وَقَال موسى بْن إِسْمَاعِيل، عن المعتمر بْن سُلَيْمان (1) : كَانَ أبي يقول: الْحَسَن شيخ أهل البصرة.

وَقَال عَبْد الرزاق، عن معمر: قال لي عَمْرو بْن دينار: أَبُو الشعثاء (2) عندكم أعلم أو الْحَسَن؟ قال: قلت: ما تقول! ؟ إن من عندنا يزعم أن الْحَسَن أعلم من ابْن عَبَّاس، قال: وهل كَانَ الْحَسَن إلا من صبيان ابْن عَبَّاس؟ قال: فقلت: وهل كَانَ أَبُو الشعثاء إلا من صبيان الْحَسَن! ؟ قال: وما هو عندنا بأعلم منه.

قال عَبْد الرزاق: فقلت لمعمر: أفرطت، قال: إنه أفرط فأفرطت.

وَقَال همام بْن يحيى، عن مطر الوراق: كَانَ رجل أهل البصرة جابر بْن زيد، فلما ظهر الْحَسَن جاء رجل كأنما كَانَ في الآخرة، فهو يخبر عما رأى وعاين.

وَقَال ضمرة بْن ربيعة، عن الأصبغ بْن زيد: سمعت العوام بْن حوشب يقول: ما أشبه الْحَسَن إلا بنبي أقام في قومه ستين عاما يدعوهم إلى الله عزوجل.

وَقَال عُبَيد الله بْن عُمَر القواريري، عن هشيم: أخبر مجالد عن الشعبي، قال: ما رأيت الذي كَانَ أسود (3) من الْحَسَن، قال:

(1) طبقات ابن سعد: 7 / 167 - 168.

(2)

جابر بن زيد البَصْرِيّ.

(3)

يعني: أكثر سيادة.

ص: 105

فلما فرغ هشيم من الحديث. قال: لا أعلمه إلا مجالد.

وَقَال أيضا عن هشيم: أخبرنا الأشعث بْن سوار، قال: أردت أن أقدم البصرة لألقى الْحَسَن، فأتيت الشعبي فسألته. فقلت: يا أبا عَمْرو إني أريد أن آتي البصرة، قال: وما تصنع بالبصرة؟ قلت: أريد أن ألقى الْحَسَن فصفه لي، قال: نعم، أنا أصفه لك: إذا دخلت البصرة، فادخل مسجد البصرة، فارم ببصرك، فإذا رأيت في المسجد رجلا ليس في المسجد مثله، أولم تر مثله، فهو الْحَسَن. قال الأشعث: فأتيت مسجد البصرة، فما سألت عن الْحَسَن أحدا حتى جلست إليه بنعت الشعبي.

وَقَال مُحَمَّد بْن فضيل، عن عاصم الأحول: قلت للشعبي: لك حاجة؟ قال: نعم، إذا أتيت البصرة فأقرئ الْحَسَن مني السلام. قلت: ما أعرفه، قال: إذا دخلت البصرة فانظر إلى أجمل رجل تراه في عينيك، وأهيبه في صدرك، فأقرئه مني السلام، قال: فما عدا أن دخل المسجد فرأى الْحَسَن، والناس حوله جلوس، فأتاه وسلم عليه.

وَقَال موسى بْن إِسْمَاعِيل، عن عاصم بْن سيار الرقاشي: أخبرتني أمة الحكم، قالت: كان الحسن يجئ إلى حطان بْن عَبد اللَّه الرقاشي، فما رأيت شابا قط كَانَ أحسن وجها منه.

وَقَال موسى أيضا: حَدَّثَنَا جرثومة أَبُو مُحَمَّد مولى بلال بْن أَبي بردة، قال: رأيت الْحَسَن يصفر لحيته في كل جمعة، أرى أثر الصفرة في يده ولحيته (1) .

(1) طبقات ابن سعد: 7 / 160.

ص: 106

وَقَال قريش بْن حيان العجلي، عن عَمْرو بْن دينار: سمعت قتادة يقول: ما جمعت علم الْحَسَن إلى علم أحد من العلماء، إلا وجدت له فضلا عليه، غير أنه كَانَ إذا أشكل عليه شيء، كتب فيه إلى سَعِيد بْن المُسَيَّب يسأله.

وَقَال أَبُو عوانة عن قتادة: ما جالست فقيها قط، إلا رأيت فضل الْحَسَن عليه (1) .

وَقَال جعفر بْن سُلَيْمان، عن مالك بْن دينار: لقيت معبدا الجهني بمكة، فقال: لقيت العلماء، ولقيت الناس فلم أر مثل الْحَسَن.

وَقَال عُبَيد الله بْن عُمَر القواريري، عن حاتم بْن وردان: كنا عند أيوب فسأله رجل عن حديث من حديث الْحَسَن في كذا وكذا، ثم ضحك فغضب أيوب غضبا ما رأيته غضب مثله، قال: مم ضحكت؟ قال: لا شيء يا أبا بكر، قال: ما ضحكت لخير، ثم قال أيوب: إنه والله ما رأت عيناك رجلا قط كَانَ أفقه من الْحَسَن (2) .

وَقَال عَبْد الرحمن بْن المبارك، عن حماد بْن زيد: سمعت أيوب يقول: كَانَ الرجل يجلس إلى الْحَسَن ثلاث حجج ما يسأله عن مسألة هيبة له (3) .

وَقَال غالب القطان، عن بكر بْن عَبد اللَّه المزني: من سره أن

(1) وانظر عن قتادة أيضا طبقات ابن سعد: 7 / 163، 170.

(2)

أخرجه ابن سعد (7 / 165) عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حاتم بن وردان، به.

(3)

وعن أيوب أيضا، انظر ابن سعد: 7 / 167.

ص: 107

ينظر إلى أعلم عالم أدركناه في زمانه، فلينظر إلى الْحَسَن، فما أدركنا الذي هو أعلم منه لتمنين الذي رآه أنه ازداد من علمه، والذي لم يره أنه رآه.

وَقَال يحيى بْن أيوب المقابري، عن معاذ بْن معاذ: قلت للأشعث: قد لقيت عطاء، وعندك مسائل، أفلا سألته؟ قال: ما لقيت أحدا، يعني بعد الْحَسَن - إلا صغر في عيني (1) .

وَقَال موسى بْن إِسْمَاعِيل عَن أبي هلال (2) : كنا في بيت قتادة، فجاء الخبر أن الْحَسَن توفي، فقلت: لقد كَانَ غمس في العلم غمسته (3)، فقال قتادة: لا والله، ولكن نبت فيه (4) وتحقبه (5) وتشربه، لا والله لا يبغض الْحَسَن إلا حروري (6) .

وَقَال موسى أيضا، عن سلام بْن مسكين: سمعت عِمْران، قال: قال ما كانا يختلفان في الفتيا، وفي الشئ، يعني: الْحَسَن وسَعِيد بْن المُسَيَّب -.

وَقَال موسى أيضا: حَدَّثَنَا حماد بْن سلمة عن الجريري أن أبا سلمة بْن عَبْد الرحمن قال للحسن: ما تفتي به الناس شئ

(1) آخر الجزء الثالث والثلاثين من الاصل، وكتب ابن المهندس في هذا الموضع من نسخته: بلغ مقابلة بأصله بخط مصنفه أبقاه الله.

(2)

طبقات ابن سعد: 7 / 174.

(3)

في سير أعلام النبلاء: غمس في العلم غمسة"، وما هنا أحسن.

(4)

في طبقات ابن سعد: ثبت"وما هنا أصح.

(5)

في طبقات ابن سعد: تحقنه"وتحقبه: احتبسه.

(6)

الحرورية: جنس من الخوارج.

ص: 108

سمعته، أو شيء تقوله برأيك؟ قال: لا، والله ما كل ما نفتي به سمعناه، ولكن رأينا خير لهم.

وَقَال ضمرة بْن ربيعة، عَن أَبِي همام سعد بْن الْحَسَن، قدم أَبُو سلمة بْن عَبْد الرحمن البصرة، فلما رأى تعظيم أهل البصرة للحسن، قال: يا أبا سَعِيد إني أرى قوما، يعني أنهم يأخذون برأيه - فاتق رأيك.

وَقَال مُحَمَّد بْن سلام الجمحي، عَن عَبد اللَّه بْن عُمَر الصبيري: قال يونس بْن عُبَيد: إن كَانَ الرجل ليرى الْحَسَن لا يسمع كلامه، ولا يرى عمله، فينتفع به.

وَقَال الجمحي أيضا، عن همام، عن قتادة: يقال: ما خلت الأرض من سبعة رهط، يسقون، وبهم يدفع عنهم، قال قتادة: وإني أرجو أن يكون أحد السبعة.

وَقَال أيضا، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ قتادة: ما أحد كَانَ أكمل مروءة من الْحَسَن.

وعن حماد بْن سلمة، قال: قال يونس، وحميد الطويل (1) : رأينا الفقهاء فما رأينا أحدا أكمل مروءة من الْحَسَن (2) .

وعن حماد بْن سلمة، عن عَلِيّ بْن زيد، قال (3) : من سَعِيد بْن المُسَيَّب، والقاسم بْن مُحَمَّد، وسالم بْن عَبد الله،

(1) طبقات ابن سعد: 7 / 162.

(2)

في طبقات ابن سعد: فما رأينا منهم أجمع من الحسن.

(3)

طبقات ابن سعد: 7 / 161.

ص: 109

وعروة بْن الزبير، ويحيى بْن جعدة بن هبيرة بن أَبي وهب المخزومي، وأم جعدة أم هاني بنت أبي طَالِب فما رأيت فيهم مثل الْحَسَن، ولو أدرك أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وله مثل أسنانهم ما تقدموه.

وَقَال حماد بْن زيد، عن الحجاج بْن أرطاة: سألت عطاء عن القراءة على الجنازة، قال: ما سمعنا ولا علمنا أنه يقرأ عليها، فقلت: إن الْحَسَن يقول: يقرأ عليها (1)، قال: عليك بذاك، ذاك، إمام ضخم يقتدى به (2) .

وَقَال حماد بْن زيد أيضا: سمعت يحيى بْن عتيق يقول لأيوب، وذكر الْحَسَن: يا أبا بكر، ازدرينا علماء الناس بالحسن إذا راضاهم.

وَقَال ضمرة بْن ربيعة، عَنْ عَبد اللَّهِ بْن شوذب، قال مطرف بْن الشخير: لا أؤمن على دعاء من لا أعرفه، إلا على دعاء الْحَسَن فإني أثق به.

وَقَال ضمرة أيضا. عن رجاء بْن أَبي سلمة: سمعت يونس بْن عُبَيد يقول: أما أنا فإني لم أر أقرب قولا من فعل الحسن (3) .

(1) وهو الصحيح، فقد أخرج البخاري في صحيحه 3 / 164 عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبد اللَّهِ بن عوف، قال: صليت خلف ابن عباس على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب، وَقَال: لتعلموا أنها سنة"

(2)

وانظر التعليق على السير: 4 / 574.

(3)

أخرجه ابن سعد (7 / 170) من طريق آخر عن عمارة بألفاظ مقاربة.

ص: 110

وَقَال الصلت بْن مسعود، عن إِبْرَاهِيم بْن سعد: سمعت خالد بن صفوات وسألوه: ألك علم بالحسن؟ قال: أنا أهل خبرة به، كانت داره ملعبي صغيرا، ومجلسه مجلسي كبيرا، قَالُوا: فما عندك فيه؟ قال: كَانَ أحد الناس، وما رأيته زاحم على شيء من الدنيا قط.

وَقَال زائدة بْن قدامة، عن هشام بْن حسان، قال الْحَسَن: كَانَ الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يرى ذلك في بصره وتخشعه ولسانه ويده وصلاته وصلته وزهده، قال: وكان الْحَسَن يقول: لا تجالسوا أصحاب الأهواء، ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم.

وَقَال إسحاق بْن سُلَيْمان الرازي، عَن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بْن أنس: اختلفت إلى الْحَسَن عشر سنين أو ما شاء اللَّه، فليس من يوم إلا أسمع منه، ما لم أسمع قبل ذلك.

وَقَال حماد بْن زيد، عن يزيد بن حازم (1) : قال الْحَسَن يوما من المسجد الجامع فذهب إلى أهله فاتبعه ناس، فالتفت إليهم فقال: إن خفق النعال حول (2) الرجال قل ما يلبث (3) الحمقى.

وَقَال جعفر بْن سُلَيْمان: سمعت حوشباً يقول (4) : سمعت الْحَسَن يقول: والله يا ابْن آدم، لئن قرأت القرآن، ثم آمنت به

(1) طبقات بن سعد: 7 / 168.

(2)

في طبقات ابن سعد: خلف.

(3)

في طبقات ابن سعد: قل ما تلبث الحمقى.

(4)

الزهد لأحمد: 259، والحلية لابي نعيم: 2 / 133 ومنها نقل المؤلف كما صرح بإسناده.

ص: 111

ليطولن في الدنيا حزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في

الدنيا بكاؤك.

أخبرنا بذلك أَحْمَد بْن أَبي الخير، قال: أَنْبَأَنَا القاضي أَبُو المكارم اللبان، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ الحداد، قال: أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد قال: حَدَّثَنَا علي بْن مسلم، قال: حَدَّثَنَا سيار بْن حاتم، قال: حَدَّثَنَا جعفر. فذكره.

وبه: حَدَّثَنَا جعفر، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عيسى اليشكري، قال: ما رأيت أحدا أطول حزنا من الْحَسَن، وما رأيته قط إلا حسبته حديث عهد بمصيبة.

وبه: أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قال (1) : حَدَّثَنَا أَبِي، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الحسن، قال: حَدَّثَنَا أَبُو حميد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحمصي، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيد، قال: حَدَّثَنَا يزيد بْن عطاء، عن علقمة بْن مرثد، قال: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين، فأما الْحَسَن بْن أَبي الْحَسَن.

فما رأينا أحدا من الناس كَانَ أطول حزنا منه، وما كنا نراه إلا أنه حديث عهد بمصيبة، ثم قال: نضحك، ولا ندري لعل اللَّه قد أطلع على بعض أعمالنا، فقال: لا أقبل منكم شيئا، ويحك يا ابْن آدم. هل لك بمحاربة اللَّه طاقة؟ إنه من عصى اللَّه فقد حاربه، والله لقد أدركت سبعين بدريا، أكثر لباسهم الصوف، لو رأيتموهم قلتم مجانين، ولو رأوا

(1) حلية الاولياء: 2 / 134

ص: 112

خياركم لقالوا: ما لهؤلاء من خلاق (1)، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما

يؤمن هؤلاء بيوم الحساب، والله لقد رأيت أقواما كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه، ولقد رأيت أقواما يمسي أحدهم ولا يجد عنده إلا قوتا، فيقول: لا أجعل هذا كله في بطني، لأجعلن بعضه لله عزوجل، فيتصدق ببعضه، وإن كَانَ هو أحوج ممن يتصدق به عليه.

وبه: عن علقمة بْن مرثد قال: لما ولي عُمَر بْن هبيرة العراق. أرسل إلى الْحَسَن وإلى الشعبي، فأمر لهما ببيت، وكانا فيه شهرا أو نحوه، ثم إن الخصي غدا عليهما ذات يوم فقال: إن الأمير داخل عليكما، فجاء عُمَر يتوكأ على عصا له، فسلم ثم جلس مفطما لهما، فقال: إن أمير المؤمنين يزيد بْن عَبد المَلِك يكتب إلى كتبا أعرف أن في إنفاذها الهلكة، فإن أطعته عصيت اللَّه، وإن عصيته أطعت اللَّه، فهل تريا لي في متابعتي إياه فرجا؟ فقال الْحَسَن: يا أبا عَمْرو أجب الأمير، فتكلم الشعبي فانحط في حبل ابْن هبيرة، قال: ما تقول أنت يا أبا سَعِيد؟ فقال: أيها الأمير، قد قال الشعبي ما قد سمعت: قال: ما تقول أنت؟ قال: أقول: يا عُمَر بْن هبيرة يوشك أن ينزل بك ملك من ملائكة اللَّه فظ غليظ لا يعصي اللَّه ما أمره، فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، يا عُمَر بْن هبيرة، إن تتق اللَّه يعصمك من يزيد بْن عَبد المَلِك، ولن يعصمك يزيد بْن عَبد المَلِك من اللَّه، يا عُمَر بْن

(1) أي: نصيب.

(2)

نفسه: 2 / 149 - 150.

ص: 113

هبيرة لا تأمن أن ينظر اللَّه إليك على أقبح ما تعمل في طاعة يزيد بْن عَبد المَلِك نظرة مقت، فيغلق بها باب المغفرة دونك، يا عُمَر بْن هبيرة لقد أدركت ناسا من صدر هذه الأمة كانوا والله عن (1) الدنيا وهي مقبلة أشد إدبارا من إقبالكم عليها وهي مدبرة، يا عُمَر بْن هبيرة إني أخوفك مقاما خوفك اللَّه تعالى، فقال:(ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد)(2) ، يا عُمَر بْن هبيرة، إن تك مع اللَّه في طاعته كفاك بائقة يزيد بْن عَبد المَلِك، وإن تك مع يزيد بْن عَبد المَلِك على معاصي اللَّه، وكلك اللَّه إليه، قال: فبكى عُمَر وقام بعبرته، فلما كَانَ من الغد أرسل إليهما بإذنهما وجوائزهما (3) ، فأكثر منها للحسن، وكان في جائزة الشعبي بعض الإقتار، فخرج الشعبي إلى المسجد فقال: يا أيها الناس، من استطاع منكم أن يؤثر اللَّه على خلقه فليفعل، فوالذي نفسي بيده ما علم منه الْحَسَن شيئا فجهلته، ولكن أردت وجه ابْن هبيرة فأقصاني اللَّه منه. قال: وقام المغيرة بْن مخادش ذات يوم إلى الْحَسَن فقال: كيف نصنع بأقوام يخوفننا، حتى تكاد قلوبنا تطير؟ فقال الْحَسَن: والله لئن تصحب أقواما يخوفنك حتى يدركك أمن، خير من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف، فقال له بعض القوم: أخبرنا صفة أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قال: فبكى، ثم قال: ظهرت فيهم علامات الخير في السيماء والسمت والصدق، وحسنت

(1) في الاصل والحلية: على"، وقد ضبب عليها ابن المهندس وكتب في الحاشية: عن"وكتب فوقها"صح"، فصححناها.

(2)

ابراهيم / آية: 14.

(3)

في الحلية: جوائزها"وليس بشيءٍ.

ص: 114

ملابسهم بالاقتصاد، وممشاهم بالتواضع، ومنطقهم بالعمل، ومطعمهم ومشربهم بالطيب من الرزق، وخضوعهم بالطاعة لربهم تعالى، واستقادتهم للحق فيما أحبوا وكرهوا، وإعطاؤهم الحق من أنفسهم، ظمئت واجرهم، ونحلت أجسامهم، واستخفوا بسخط المخلوقين لرضى الخالق، لم يفرطوا في غضب، ولم يحيفوا في جور، ولم يجاوزوا حكم اللَّه في القرآن، شغلوا الألسن بالذكر، بذلوا لله دماءهم حين استنصرهم، وبذلوا لله أموالهم حين استقرضهم، لم يكن خوفهم من المخلوقين، حسنت أخلاقهم، وهانت مؤنتهم، وكفاهم اليسير من الدنيا إلى آخرتهم.

وَقَال مُحَمَّد بْن الحسين البرجلاني: حدثني نوح بْن يحيى الزراد، قال: حَدَّثَنَا قثم العابد، عن حمزة الأعمى، قال: ذهبت بي أمي إلى الْحَسَن، فقالت: يا أبا سَعِيد، ابني هذا قد أحببت أن يلزمك، فلعل اللَّه أن ينفعه بك، قال: فكنت أختلف إليه، فقال لي يوما: يا بني آدم الحزن على خير الآخرة، لعله أن يوصلك إليه، وابك في ساعات الخلوة لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك، فتكون من الفائزين، قال: وكنت أدخل عليه منزله وهو يبكي، وآتيه مع الناس وهو يبكي، وربما جئت وهو يصلي، فأسمع بكاءه ونحيبه، قال: فقلت له يوما: يا أبا سَعِيد، إنك لتكثر من البكاء.

قال: فبكى، ثم قال: يا بني، فما يصنع المؤمن إذا لم يبك، يا بني، إن البكاء داع إلى الرحمة فإن استطعت أن لا تكون عُمَرك إلا باكيا فافعل، لعله يراك على حالة فيرحمك بها، فإذا أنتقد نجوت من النار.

ص: 115

وَقَال طالوت بْن عباد (1) : حَدَّثَنَا عبد المؤمن بْن عُبَيد اللَّه، عن الْحَسَن، قال: يا ابْن آدم، عملك عملك، فإنما هو لحمك ودمك، فانظر على أي حال تلقى عملك، إن لأهل التقوى علامات، يعرفون بها، صدق الحديث، ووفاء بالعهد، وصلة الرحم، ورحمة الضعفاء، وقلة الفخر والخيلاء، وبذل المعروف، وقلة المباهاة للناس، وحسن الخلق، وسعة الخلق فيما يقرب إلى اللَّه، يا ابْن آدم، إنك ناظر إلى عملك يوزن خيره وشره، فلا تحقرن من الخير شيئا، وإن هو صغر، فإنك إذ رأيته سرك مكانه، ولا تحقرن من الشرشيئا، فإنك إذا رأيته ساءك مكانه، رحم اللَّه رجلا كسب طيبا وأنفق قصدا، وقدم فضلا ليوم فقره وفاقته، هيهات، هيهات، ذهبت الدنيا بحال بالها، وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم، أنتم تسوقون الناس، والساعة تسوقكم، وقد أسرع بخياركم، فماذا تنتظرون، والمعاينة فكأن قد، إنه لا كتاب بعد كتابكم، ولا نبي بعد نبيكم، يا ابْن آدم، بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا، ولا تبيعن آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا.

أخبرنا بذلك ابْن أَبي الخير، عن اللبان، عن الحداد، عَن أبي نعيم، عَن أبي مُحَمَّد بْن حيان، عن مُحَمَّد بْن عَبد المَلِك بْن رستة، عن طالوت بْن عباد.

وبه: قال أَبُو نعيم (2) : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الكاتب، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن علي الطوسي، قال: حَدَّثَنَا

(1) حلية الاولياء: 2 / 143.

(2)

حلية الاولياء: 2 / 144 - 145.

ص: 116

مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم، قال: حَدَّثَنَا الهيثم بْن عدي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الهذلي، قال: كنا عند الْحَسَن، فأتاه آت فقال: يا أبا سَعِيد، دخلنا آنفا على عَبد اللَّه بْن الأهتم، فإذا هو يجود بنفسه، فقلنا: أبا معمر كيف تجدك؟ قال: أجدني والله وجعا، ولا أظنني إلا لما بي، ولكن ما تقولون في مئة ألف في هذا الصندوق، لم تؤد منها زكاة؟ ولم توصل منها رحم؟ قلنا: يا أبا معمر، فلمن كنت تجمعها؟ قال: كنت والله أجمعها لروعة الزمان، وجفوة السلطان، ومكاثرة العشيرة، فقال الْحَسَن: البائس، انظروا أنى أتاه شيطانه فحذره روعة رفاته، وجفوة سلطانه، عما استودعه اللَّه إياه، وعُمَره فيه، خرج - والله - منها سليبا حريبا (1) ذميما مليما، إيها عنك أيها الوارث، لا تخدع كما خدع صويحبك أمامك، أتاك هذا المال حلال، فإياك وإياك أن يكون وبالا عليك، أتاك - والله - ممن كَانَ له جموعا منوعا، يدأب فيه الليل والنهار، ويقطع فيه المفاوز والقفار، من باطل جمعه، ومن حق منعه، جمعه فأوعاه، وشده فأوكاه، لم تؤد منه زكاة ولم توصل منه رحم، إن يوم القيامة ذو حسرات، وإن أعظم الحسرات غدا أن يرى أحدكم ماله في ميزان غيره، أو تدرون كيف ذاكم؟ رجل أتاه اللَّه مالا، فأمره بإنفاقه في صنوف حقوق اللَّه. فبخل به، فورثه هذا الوارث، فهو يرى ماله في ميزان غيره، فيالها عثرة لا تقال، وتوبة لا تنال.

(1) جود ابن المهندس علامة الاهمال على الراء، وقرأتها هكذا، وأرجو أنها الصواب، قال الزمخشري في (ح ر ب) من أساس البلاغة: هو محروب، وحريب، وقد حرب ماله أي: سلبه. وفي الحديث (المحروب من حرب) .

ص: 117

وبه (1) : حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد. قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شبل، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بْنُ أَبي شَيْبَة، قال: حَدَّثَنَا أَبُو أسامة عن سفيان، عن عِمْران القصير، قال: سألت الْحَسَن عن شيء فقلت: إن الفقهاء يقولون كذا وكذا، فقال: وهل رأيت فقيها بعينك؟ إنما الفقيه: الزاهد في الدنيا، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه.

وبه (2) حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي كامل، قال: حَدَّثَنَا هوذة بْن خليفة، عن عوف بْن أَبي جميلة الأعرابي، قال: كَانَ الْحَسَن بنا لجارية لأُم سلمة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فبعثت أم سلمة جاريتها في حاجتها، فبكى الحسن بكاءً شديدا، فرقت عليه أم سلمة، فأخذته فوضعته في حجرها، فألقمته ثديها، فدر عليه، فشرب منه، وكان يقال: إن المبلغ الذي بلغه الْحَسَن من الحكمة بذلك اللبن الذي شربه من أم سلمة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.

وبه (3) : حَدَّثَنَا عثمان بْن مُحَمَّد العثماني، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبدوس الهاشمي، قال: حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن يزيد، قال: سمعت حفص بْن غياث يقول: سمعت الأعمش يقول: ما زال الْحَسَن البَصْرِيّ يعي الحكمة، حتى نطق بها، وكان إذا ذكر عند أبي جعفر مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الحسين قال: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء.

(1) حلية: 2 / 147.

(2)

نفسه.

(3)

نفسه.

ص: 118

وبه (1) : حَدَّثَنَا أَبُو حامد بْن جبلة، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق. قال: حَدَّثَنَا عَبْد الوارث بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الوارث، قال: حَدَّثني أبي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن ذكوان، قال: حَدَّثَنَا خالد بْن صفوان، قال: لما لقيت مسلمة بْن عَبد المَلِك بالحيرة. قال: يا خالد أخبرني عن حسن أهل البصرة، قلت: أصلح اللَّه الأمير، أخبرك عنه بعلم، أنا جاره إلى جنبه، وجليسه في مجلسه، وأعلم من قبلي به، أشبه الناس سريرة بعلانية، وأشبه قولا بفعل، إن قعد على أمر قام به، وإن قام على أمر قعد عليه، وإن أمر بأمر كَانَ أعمل الناس به، وإن نهى عن شيء كَانَ أترك الناس له، رأيته مستغنيا عن الناس، ورأيت الناس محتاجين إليه، قال: حسبك يا خالد، كيف يضل قوم هذا فيهم؟

وبه (2) : حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن جعفر، قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مسلم، قال: حَدَّثَنَا سيار، قال: حَدَّثَنَا جعفر، قال: حَدَّثَنَا هشام، قال: سمعت الْحَسَن يحلف بالله: ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله عزوجل.

وبه (3) : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن، قال: حَدَّثَنَا بشر بْن موسى، قال: حَدَّثَنَا الحميدي، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَة، قال: حَدَّثَنَا أَبُو موسى، يعنى إسرائيل بْن موسى، قال: سمعت الْحَسَن يقول - وأتاه رجل - فقال إني أريد السند فأوصني،

(1) نفسه.

(2)

حلية: 2 / 152.

(3)

نفسه.

ص: 119

قال: حيث ما كنت فأعز اللَّه يعزك، قال: فحفظت وصيته، فما كَانَ بها أحد أعز مني حتى رجعت.

وبه (1)، قال: سمعت الْحَسَن يقول: الإسلام، وما الإسلام، السر والعلانية فيه مشتبهة، وأن يسلم قلبك لله، وأن يسلم منك كل مسلم، وكل ذي عهد.

وبه (2) : حَدَّثَنَا أَبُو حامد بْن جبلة، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق، قال: حَدَّثَنَا أَبُو قدامة عُبَيد اللَّه بْن سَعِيد، قال: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عامر، قال: حَدَّثَنَا جويرية، عن حميد الطويل، قال: خطب رجل إلى الْحَسَن، فكنت أنا السفير بينهما، قال: فكأن قد رضيه، فذهبت يوما أثني عليه بين يديه، فقلت: يا أبا سَعِيد، وأزيدك إن له خمسين ألف درهم، قال: له خمسون ألفا ما اجتمعت من حلال! قلت: يا أبا سَعِيد، إنه ما (3) علمت لورع مسلم، قال: إن كَانَ جمعها من حلال، فقد ضن بها عن حق، لا، والله لا يجري بيننا وبينه صهر أبدا.

وبه (4) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر بْن سلم (5)، قال: حدثني مُحَمَّد بْن النعمان السلمي، قال: حَدَّثَنَا هدبة (6)، قال: حَدَّثَنَا

(1) نفسه.

(2)

حلية، 2 / 151.

(3)

في الحلية"كما.

(4)

حلية: 2 / 155.

(5)

في الحلية: سالم"خطأ.

(6)

في الحلية: هدية"خطأ.

ص: 120

حزم بْن أَبي حزم. قال: سمعت الْحَسَن يقول: بئس الرفيقان الدينار والدرهم، لا ينفعانك حتى يفارقاك.

وبه (1) : حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحارث، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المغيرة، قال: حَدَّثَنَا عِمْران بْن خالد، عن الْحَسَن، وسأله رجل: يا أبا سَعِيد ما الإيمان؟ قال: الصبر، والسماحة، فقال رجل: يا أبا سَعِيد ما الصبر والسماحة؟ ، قال: الصبر عن معصية اللَّه، والسماحة بأداء فرائض اللَّه.

وَقَال حماد بْن سلمة: أخبرنا أَبُو حمزة إمام التمارين، قال: قال الْحَسَن: غائلة العلم النسيان، وحياته المذاكرة.

وَقَال ضمرة بْن ربيعة، عَن عَبد اللَّه بْن شوذب، عن السن: لولا النسيان، كَانَ العلماء كثيرا.

وَقَال هشيم عن ابْن عون، كَانَ الشعبي والحسن يحدثان بالمعاني.

وَقَال مهدي بْن ميمون، عن غيلان بْن جرير، قلت للحسن: الرجل يسمع الحديث، فيحدث به لا يألو فتكون فيه، يعني الزيادة والنقصان، قال: ومن يطيق ذاك (2) !

وَقَال حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيّ بْن زيد (3) : ربما حدث الحسن

(1) حلية: 2 / 156.

(2)

وانظر طبقات ابن سعد: 7 / 158.

(3)

طبقات ابن سعد: 7 / 164.

ص: 121

بالحديث، فأقول: يا أبا سَعِيد، ممن سمعت هذا؟ فيقول: لا أدري، غير أني أخذته من ثقة، فأقول: أنا حدثتك به.

وَقَال حماد أيضا عن حميد الطويل (1) : ذهبت أنا والحسن إلى أبي نضرة، فحَدَّثَنَا أن عُمَر بْن الخطاب كَانَ في مسير له، فأتى عليه علقمة بْن علاثة ليلا، ثم ذكر الحديث بطوله، قال: فكان الْحَسَن يحدث به بعد ذلك، وما سمعته رواه قبل ذلك، وكان أحسن سياقا له من أبي نضرة، ولا يذكر أبا نضرة.

وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم (2) ، عن صالح بْن أَحْمَد بْن حنبل، عَن أبيه: سمع الْحَسَن من ابْن عُمَر، وأنس، وابن مغفل، وعَمْرو بْن تغلب (3)، قال عَبْد الرحمن: ذكرت قول أَحْمَد لأبي فقال: قد سمع من هؤلاء الأربعة، ويصح له السماع من أبي برزة (4) ، ومن غيرهم، ولا يصح له السماع من جندب ولا من معقل بْن يسار، ولا من عِمْران بْن حصين، ولا من أبي هُرَيْرة (5) .

وَقَال همام بْن يحيى عن قتادة: والله ما حَدَّثَنَا الْحَسَن عن بدري واحد مشافهة (6) .

وَقَال جرير بْن حازم، عن الْحَسَن: حَدَّثَنَا جندب بن سفيان

(1) المعرفة ليعقوب: 2 / 37.

(2)

الجرح والتعديل: 3 / الترجمة 177.

(3)

يضيف في الجرح والتعديل بعد هذا: أحاديث.

(4)

في الجرح والتعديل: ومن أحمر صاحب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ومن غيرهم.

(5)

وانظر أيضا جامع التِّرْمِذِيّ: 4 / 551، 5 / 62.

(6)

وانظر أيضا المعرفة ليعقوب: 2 / 35.

ص: 122

البجلي في هذا المسجد، فما نسينا منذ حَدَّثَنَا، وما نخشى أن يكون كذب على رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وَقَال مبارك بْن فضالة، عن الْحَسَن: سافرت مع عَبْد الرحمن بْن سَمُرَة إلى كابل.

وَقَال أيوب، عن الْحَسَن: دخلت على عثمان بْن أَبي العاص.

وَقَال أَبُو عامر الخزاز (1) عن الْحَسَن: كنا نأتي عثمان بْن أَبي العاص، وكان له بيت قد أخلاه للحديث.

وَقَال أَبُو قلابة الرقاشي، عن قريش بْن أنس، عن حبيب بْن الشهيد: قال لي مُحَمَّد بْن سيرين (2) : سل الْحَسَن ممن سمع حديث العقيقة؟ فسألته، فقال: من سَمُرَة بْن جندب، قال: فقلت: حَدَّثَنَا قريش بْن أنس، قال حَدَّثَنَا حبيب بْن الشهيد، فذكر هذا الحديث، فقال لي: لم يسمع الْحَسَن من سَمُرَة، قال: فقلت: على من يطعن، على قريش بْن أنس؟ على حبيب بْن الشهيد! ؟ فسكت (3) .

وَقَال مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبي بكر المقدمي:

(1) أَبُو عامر صالح بْن رستم الخزاز - بمعجمات - قيده الذهبي في "المُشْتَبِه": 161.

(2)

تاريخ البخاري الكبير: 2 / الترجمة 2503.

(3)

وَقَال علي ابن المديني - فيما روى البخاري في تاريخه الكبير: وسماع الحسن من سَمُرَة صحيح". وَقَال الذهبي في السير 4 / 567: وقد صح سماعه في حديث العقيقة، وفي حديث النهي عن المثلة من سمرة". قلت: وحديث العقيقة أخرجه أحمد 5 / 1747، 22 وأبو داود (2838) ، والتِّرْمِذِيّ (1522) والنَّسَائي 7 / 166 من طريق الحسن عن سمرة.

ص: 123

سمعت علي ابن المديني، يقول: مُرْسلاًت يحيى بْن أَبي كثير، شبه الريح، ومُرْسلاًت الْحَسَن البَصْرِيّ التي رواها عنه الثقات. صحاح ما أقل ما يسقط منها.

وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عدي: سمعت الْحَسَن بْن عثمان يقول: سمعت أبا زرعة يقول: كل شيء قال الْحَسَن: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"، وجدت له أصلا ثابتا، ما خلا أربعة أحاديث.

وَقَال أبو موسى مُحَمَّد بْن المثنى: حَدَّثَنَا الهيثم بْن عُبَيد: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"، فلو كنت تسنده إلى من حدثك، قال: يقول الْحَسَن: أيها الرجل ما كذبنا ولا كذبنا (1) ، ولقد غزونا غزوة إلى خراسان، ومعنا فيها ثلاث مئة من أصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وكان الرجل منهم يصلي بنا، وكان يقرأ الآيات من السورة ثم يركع.

وَقَال مُحَمَّد بْن موسى الحرشي: حَدَّثَنَا ثمامة بْن عُبَيدة قال: حَدَّثَنَا عطية بْن محارب، عن يونس بْن عُبَيد، قال: سألت الْحَسَن، قلت: يا أبا سَعِيد إنك تقول: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وإنك لم تدركه؟ قال: يا ابْن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، ولولا منزلتك مني ما أخبرتك، إني في زمان كما ترى - وكان في عمل الحجاج - كل شيء سمعتني أقول: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فهو عن علي بْن أَبي طالب، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر علياً.

(1) كذبنا، أي: كذب علينا، يريد: لم نكذب نحن، ولم يكذب علينا من روينا عنه.

ص: 124

أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدَّرَجِيِّ، عَن أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيِّ إذنا، قال: أخبرنا أَبُو علي الحداد، قال: أَخْبَرَنَا أبو نعيم، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرحمن بْن العباس بْن عَبْد الرحمن بْن زكريا الأطروش، قال: حَدَّثَنَا أَبُو حنيفة مُحَمَّد بْن حنيفة الواسطي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن موسى الحرشي، فذكره.

وَقَال مُحَمَّد بْن سعد (1) : قَالُوا: وكان الْحَسَن جامعا عالما، رفيعا، فقيها، ثقة، مأمونا، عابدا، ناسكا، كثير العلم، فصيحا، جميلا، وسيما، وكان ما أسند من حديثه وروى عن من سمع منه، فحسن حجة، وما أرسل من الحديث فليس بحجة، وقدم مكة فأجلس على سرير، واجتمع الناس إليه فحدثهم، وكان فيمن أتاه مجاهد وعطاء وطاووس، وعَمْرو بْن شعيب، فقالوا: أو قال بعضهم: لم نر مثل هذا قط.

وَقَال أَبُو بكر بْن أَبي الدنيا: حدثني مُحَمَّد بْن الحسين، قال: حَدَّثَنَا خالد بْن خداش، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر الصفار، عن مالك بْن دينار، قال: دخلت مع الْحَسَن السوق، فمر بالعطارين، فوجد تلك الرائحة، فبكى ثم بكى، ثم بكى، حتى خفت أن يغشى عليه، ثم قال لي: يا مالك، والله ما هو إلا حلول القرار من الدارين جميعا، الجنة أو النار، ليس هناك منزل ثالث، من أخطأته - والله - الرحمة صار إلى عذاب اللَّه، قال: ثم جعل يبكي فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيرا حتى مات.

(1) الطبقات: 7 / 157 - 158.

ص: 125

وَقَال حماد بْن زيد، عن هشام بن احسان: كنا عند مُحَمَّد، يعني، ابْن سيرين - عشية يوم الخميس، فدخل عليه رجل بعد العصر، فقال: مات الْحَسَن، قال: فترحم عليه مُحَمَّد، وتغير لونه، وأمسك عن الكلام، فما حدث بحديث، ولا تكلم حتى غربت الشمس، وأمسك القوم عنه، مما رأوا من وجده عليه.

وَقَال مُحَمَّد بْن سلام الجمحي: مات الْحَسَن في خلافة هشام.

وَقَال ضمرة بْن ربيعة، عن السري بْن يحيى: مات الْحَسَن سنة عشر ومئة.

وَقَال أَحْمَد بْن حنبل، عن إسماعيل بن علية: مات الْحَسَن في رجب سنة عشر ومئة.

وَقَال سفيان بْن عُيَيْنَة، عن عَبد اللَّه بْن الحسن بْن أَبي الحسن البَصْرِيّ: هلك الْحَسَن البَصْرِيّ، وهو ابْن نحو من ثمان وثمانين سنة.

وَقَال أَبُو نصر الكلاباذي: بلغ تسعا وثمانين سنة.

ومناقبه وفضائله كثيرة جدا، اقتصرنا منها على هذا القدر طلبا

للتخفيف، وبالله التوفيق (1) .

(1) وهي كما قال، فمن أراد زيادة فعليه بمظان ترجمته التي ذكرناها في أول الترجمة، وقد قال الذهبي في السير (4 / 588) : وَقَال قائل: إنما أعرض أهل الصحيح عن كثير مما يقول فيه الحسن: عن فلان"وإن كان مما قد ثبت لقيه فيه لفلان المعين، لان الحسن معروف بالتدليس، ويدلس عن الضعفاء، فيبقى في النفس من ذلك، فإننا وإن ثبتنا سماعة من سَمُرَة، يجوز أن يكون لم يسمع فيه غالب النسخة التي عن سَمُرَة، والله أعلم".

ص: 126

روى له الجماعة.

1217 -

ز: الْحَسَن بن أَبي الحسناء (1) ، أَبُو سهل البَصْرِيّ القواس.

رَوَى عَن: زياد النميري، وأبي العالية البراء (2)(ز) .

رَوَى عَنه: أبو قتيبة، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد الصمد بْن يزيد مردويه الصائغ، وعلي بْن نصر الجهضمي الكبير، وأبو نعيم الفضل بْن دكين (ز) ، ووكيع بْن الجراح.

قال إسحاق بْن منصور، عَن يحيى بْن مَعِين (3) : ثقة.

وَقَال أبو حاتم (4) : محله الصدق (5) .

(1) تاريخ يحيى برواية الدوري: 2 / 113، وتاريخ البخاري الكبير: 2 / الترجمة 2511، والكنى لمسلم، الورقة 49، وثقات العجلي، الورقة 10، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 30، وثقات ابن حبان، الورقة 87، وثقات ابن شاهين، الورقة 13، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة 136، وميزان الاعتدال: 1 / 485 (الترجمة 1835 - 1386) ، وبغية الاريب، الورقة 88، وتهذيب ابن حجر: 2 / 271، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 1332.

(2)

بالتشديد (المشتبه: 55) .

(3)

الجرح والتعديل: 3 / الترجمة 30.

(4)

نفسه.

(5)

ووثقه العجلي، وابن حبان، وابن شاهين، وَقَال الذهبي في الميزان: الحسن بن أَبي الحسناء، عن شَرِيك، قال الأزدي: منكر الحديث.

فأما الحسن بن أَبي الحسناء عَن أبي عالية البراء وغيره وعنه وكيع وابن مهدي، فهذا شيخ قديم، وثقه ابن مَعِين، وهو بصري"، ومن هنا يتبين أن الذهبي جعله اثنين، وتعقبه الحافظ ابن حجر في زياداته على التهذيب، وَقَال: والظاهر أنهما واحد وسبب الاشتباه أن الأزدي قال: روى عنه شَرِيك"فحرفه الذهبي، فقال: روى عن شَرِيك، وظن أنه لهذا متأخر الطبقة". ولذلك قال ابن حجر في "التقريب": صدوق لم يصب الأزدي في تضعيفه".

ص: 127

روى لَهُ البخاري فِي كتاب"القراءة خلف الإمام"حديثا واحدا، تعليقا، قال: وَقَال أَبُو نعيم: حَدَّثَنَا ابْن أَبي الحسناء، قال: حَدَّثَنَا أَبُو العالية، قال: سألت ابْن عُمَر بمكة: أقرأ في الصلاة؟ ، قال: إني لأستحيي من رب هذه البنية (1) أن أصلي صلاة لا أقرأ فيها، ولو بأم القرآن.

1218 -

د ت عس ق (2) : الْحَسَن بن الحكم النخعي (3) ، أَبُو الْحَسَنِ (4) الكوفي.

رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم النخعي، وحبيب بْن أَبي ثابت، والحكم بْن عتيبة، ورياح بْن الحارث النخعي (عس) ، وعامر الشعبي، وعدي بْن ثابت الأَنْصارِيّ (د) ، وأبي هبيرة يحيى بْن عباد الأَنْصارِيّ، وأبي بردة بْن أَبي موسى الأشعري، وأبي سبرة النخعي (د ت) ، وأسماء بنت عابس بْن ربيعة (ق) .

رَوَى عَنه: إسماعيل بْن زكريا، وأبو أسامة حماد بن أسامة (د

(1) البنية - على فعيلة: الكعبة.

(2)

سقط رقم ابن ماجة من المطبوع من"الميزان.

(3)

تاريخ البخاري: 2 / الترجمة 2506، والمراسيل لابن أَبي حاتم: 46 - 47، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 24، والمجروحين لابن حبان: 1 / 233، وثقات ابن شاهين، الورقة 12، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة 136، والكاشف: 1 / 220، وميزان الاعتدال: 1 / الترجمة 1837، والمغني: 1 / الترجمة 1395، وديوان الضعفاء، الترجمة 894، وتاريخ الاسلام: 6 / 54، والمجرد في رجال ابن ماجة، الورقة: 6، وبغية الاريب، الورقة 77، ونهاية السول، الورقة 63، وتهذيب ابن حجر: 2 / 271، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 1333.

(4)

كذا قال في كنيته، وفي الجرح والتعديل - وهو معتمد المزي - وفي غيره: أبو الحكم"وهو الاصوب.

ص: 128

ت) ، وحميد بْن عَبْد الرحمن الرؤاسي، وحنش بْن الحارث النخعي، وسفيان الثوري، وشَرِيك بْن عَبد الله النخعي، وعبد الله بْن داود الخريبي، وأبو نعيم عَبْد الرحمن بْن هانئ النخعي، وعيسى بْن يونس، ومحمد بْن عُبَيد (د) ، ومحمد بْن فضيل (عس) ، ومروان بْن معاوية، ومندل بْن عَلِيّ (ق) ، ويحيى بْن زكريا بْن إِبْرَاهِيم بْن سويد النخعي، ويزيد بْن هارون.

قال أبو بكر بْن أَبي خيثمة، عَن يحيى بْن مَعِين (1) : ثقة.

وَقَال أَبُو حاتم (2) : صالح الْحَدِيث (3) .

روى له أبو داود، والتِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي في "مسند علي" وابن ماجه.

1219 -

د س ق: الْحَسَن بن حماد بن كسيب الحضرمي (4)

(1) الجرح والتعديل: 3 / الترجمة 24.

(2)

نفسه.

(3)

وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل، عَن أبيه: ثقة". وذكره ابن شاهين في كتاب "الثقات"، ولكن ابن حبان ذكره في "المجروحين"، وَقَال: يخطئ كثيرا ويهم شديدا لا يعجبني الاحتجاج بخبره إِذَا انفرد". وَقَال الذهبي: مات سنة بضع وأربعين ومئة"ولذلك ترجمه في الطبقة الخامسة عشرة من"تاريخ الاسلام.

(4)

تاريخ البخاري الصغير: 2 / 375، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 32، وثقات ابن حبان، الورقة 88، ورجال أبي داود للجياني، الورقة 79، وتاريخ بغداد: 7 / 295 - 296، والمعجم المشتمل لابن عساكر، الترجمة 243، ومعجم البلدان: 1 / 534، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة 147 (أحمد الثالث 2917 / 7)، وسير أعلام النبلاء: 11 / 392، والعبر: 1 / 435، وتذهيب التهذيب: 1 / الورقة 136، والكاشف: 1 / 220، والمجرد في رجال ابن ماجة، الورقة 16، والوافي بالوفيات: 11 / 427، وبغية الاريب، الورقة 88، ونهاية السول، الورقة 63، وتهذيب ابن حجر: 2 / 272، والنجوم الزاهرة: 2 / 306، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 1334، وشذرات الذهب: 2 / 99.

ص: 129

أَبُو عَلِيّ البغدادي المعروف بسجادة.

رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن عُيَيْنَة، وإسحاق بْن يوسف الأزرق، وإسماعيل بن علية، وحسين بْن عَلِيّ الجعفي، وحفص بْن غياث (فق) ، وخالد بْن حبان الرَّقِّيّ، وسُلَيْمان بْن حيان أبي خالد الأحمر، وعبد الحميد بْن عَبد الرَّحْمَنِ الحماني، وعبد الرحمن بْن مُحَمَّد المحاربي، وعَبد الرحيم بْن سُلَيْمان، وعطاء بْن مسلم الخفاف، وعلي بْن ثابت الجزري، وعلي بْن عابس، وعلي بْن هاشم بْن البريد، وعَمْرو بْن هاشم أبي مالك الجنبي (س) ، ومحمد بْن الْحَسَن بْن أَبي يزيد الهمداني، ومحمد بْن خازم أَبِي معاوية الضرير، ومحمد بْن فضيل (د) ، ومعاوية بْن هشام، ووكيع بْن الجراح، ويحيى بْن سَعِيد الأُمَوِي (ق) ، ويحيى بْن يَعْلَى الأَسلميّ، وأبي المحياة يَحْيَى بْن يَعْلَى التَّيْمِيّ، وأبي بكر بْن عياش (ق) .

رَوَى عَنه: أَبُو داود، وابن ماجه، وإبراهيم بْن أيوب المخرمي، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبار الوصفي الكبير، وأحمد بْن الحسين بْن إسحاق الصوفي الصغير، وأبو يَعْلَى أَحْمَد بْن علي بْن المثنى الموصلي، وأحمد بْن القاسم بْن سُلَيْمان بْن مُحَمَّد الأعين المعروف بالسُلَيْماني، وأبو بكر أَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن نصر الشعراني أخو أبي الليث الفرائضي، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن بكر القصير، وأبو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خالد البراثي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الحميد الجعفي، وأبو العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد المديني الأصبهاني البزاز، وإسحاق بْن بنان بْن معن، وجعفر بْن

ص: 130

الصباح الأصبهاني، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، والحسن بْن عَلِيّ بْن شبيب المعمري، وزكريا بْن يحيى السجزي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ أَبي دارة، وعبد اللَّه بْن إسحاق المدائني، وعبد اللَّه بْن صالح صاحب الْبُخَارِيّ، وأبو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وأَبُو بَكْر عبد الصمد بْن هارون النيسابوري الملقب قاتل قتيبة، وأبو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعثمان بْن خرزاذ الأنطاكي (س) ، وعلي بْن إسحاق بْن زاطيا، وعلي بْن الحسين بْن الجنيد الرازي، وعلي بْن فيروز بْن المنذر، وعُمَر بْن أيوب السقطي، وأبو لبيد مُحَمَّد بْن إدريس السامي السرخسي، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي، ومحمد بْن عَلِيّ بْن عَبَّاس النَّسَائي، ومحمد ابن غالب تمتام، ومحمد بْن هارون بْن المجدر، ومحمد بْن هارون المقرئ المعروف بالسواق، ومحمد بْن هِشَام بْن أَبي الدميك، وموسى بْن إسحاق بْن مُوسَى الأَنْصارِيّ القاضي، وأبو الليث نصر ابن الْقَاسِم الفرائضي، ويحيى بْن جعفر بْن الزبرقان المعروف بابن أَبي طَالِب، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد.

ذكره أَبُو مزاحم الخاقاني عن عمه أنه سأل عنه أَحْمَد بْن حنبل فقال: صاحب سنة وما بلغني عنه إلّا خير (1) .

(1) هكذا في النسخ، وكذلك في تاريخ الخطيب (7 / 296) وهو المصدر الذي نقل منه المؤلف الخبر. وأبو مزاحم الخاقاني هو: موسى بن عُبَيد الله، وعمه هو: أَبُو عَلِيّ عَبْد الرحمن بْن يحيى بن خاقان.

ص: 131

وَقَال عَلِيّ بْن فيروز بْن المنذر (1) : سألت سجادة الْحَسَن بْن حماد، قلت: رجل حلف بالطلاق أن لا يكلم كافرا وكلم من يقول القرآن مخلوق؟ قال: طلقت امرأته.

وَقَال الحافظ أَبُو بكر الخطيب (2) : كَانَ ثقة.

وذكره أَبُو حَاتِم بْن حبان فِي كتاب "الثقات"(3) .

قال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي مطين (4) : مات ببغداد سنة إحدى وأربعين ومئتين.

وقَال البُخارِيُّ (5) : توفي يوم السبت لثمان بقين من رجب سنة إحدى وأربعين ومئتين.

وروى له النَّسَائي حديثا واحدا.

أخبرنا بِهِ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ، قال: أخبرنا أَبُو الْفُتُوحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ ابن الْجَلاجِلِيِّ. وأخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، وأَبُو الْفَرَجِ عَبد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد بْن

(1) رواه الخطيب عَنْ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن السري النهرواني: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن مالك الإسكافي، حَدَّثَنَا عُبَيد بْن عبد الواحد بْن شَرِيك البزار، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن فيروز بْن المنذر، فذكره (تاريخه: 7 / 295) ، والخبر فيه من المبالغة ما لا مزيد عليه، إذ لم يعرف بين العلماء تكفير القائل بخلق القرآن.

(2)

تاريخه: 7 / 295.

(3)

الورقة 88 من ترتيب الهيثمي. ووثقه مسلمة بن قاسم الاندلسي - فيما نقل مغلطاي - وَقَال الذهبي في "السير"،"كان من جلة العلماء وثقاتهم في زمانه.

(4)

تاريخ الخطيب: 7 / 296.

(5)

تاريخه الصغير: 2 / 375.

ص: 132

عبد الملك الْمَقْدِسِيُّ، قَالا: أخبرنا ابْنُ الجَلاجِلِيِّ بِدِمَشْقَ، وأَبُو الْفَرَجِ الْفَتْحُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن علي بْن هبة اللَّه بْن عَبْدِ السَّلامِ بِبَغْدَادَ، قَالا: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبي شَرِيك الْحَاسِبُ. وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ، قال: وأخبرنا أَبُو اليُمْنِ الْكِنْدِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا الحسين بْن علي الْمُقْرِئُ.

قَالا: أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُورِ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو القاسم ابن الْجَرَّاحِ، قال: قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّد يحيى بْن مُحَمَّد بْن صَاعِدٍ وأَنَا أَسْمَعُ، قِيلَ لَهُ حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةٌ، وعبد الله بن الوضاح اللؤلؤي، قَالا: حَدَّثَنَا عَمْرو بْنُ هَاشِمٍ أبو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عن عُبَيد اللَّهِ بْنِ عُمَر، عن نَافِعٍ، عن ابْن عُمَر، قال: كَانَتِ امْرَأَةٌ تَأْتِي قَوْمًا فَتَسْتَعِيرُ مِنْهُمُ الْحُلِيُّ ثُمَّ تُمْسِكُهُ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النبي صلى الله الله عليه وسلم فَقَالَ: لِتَتُبْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ إِلَى اللَّهِ وإِلَى رسوله وترد على اناس مَتَاعَهُمْ، قُمْ يَا فُلانٌ فَاقْطَعْ يَدَهَا.

رَوَاهُ (1) عن عُثْمَانَ بْنِ خرزاد، عَنْهُ، فَوَقَعَ لَنا بَدَلا عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ.

1220 -

س: الْحَسَن بن حماد الضبي (2) ، أَبُو عَلِيّ الوراق الكوفي الصيرفي.

(1) المجتبى: 8 / 71 في حدود السرقة: باب ما يكون حرزا وما لا يكون.

(2)

الكنى لمسلم، الورقة 73، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 31، وثقات ابن حبان، الورقة 88، وتاريخ بغداد: 7 / 295، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة: 136، والكاشف: 1 / 220، وتاريخ الاسلام، الورقة: 3 (أحمد الثالث 2917 / 7) ، وبغية الاريب، الورقة 88، ونهاية السول، الورقة 64، وتهذيب ابن حجر: 2 / 272 - 273، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 1335.

ص: 133

رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن عُيَيْنَة، وإسحاق بْن سُلَيْمان الرازي، وإسحاق بْن منصور السلولي، وجابر بْن نوح الحماني، وحسين بْن عَلِيّ الجعفي، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وسُلَيْمان بْن حيان أبي خالد الأحمر، وعبد الحميد بْن عَبد الرَّحْمَنِ الحماني، وعَبد الرحمن بْن مُحَمَّد المحاربي، وعبدة بْن سُلَيْمان، وعلي بْن عابس، وعَمْرو بْن مُحَمَّد العنقزي (س) ، ومحمد بْن بشر العبدي، ومحمد بْن الحسن بْن أَبي يزيد الهمداني، ومحمد ابن خازم أبي معاوية الضرير، ومسهر بْن عَبد المَلِك بْن سلع الهمداني (ص) ، والمطلب بْن زياد، ووكيع بْن الجراح، ويحيى بْن عبد الحميد بْن أَبي غنية، ويحيى بْن يمان.

رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن أسباط، وأحمد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبار الصوفي، وأبو بكر أَحْمَد بْن أَبي خيثمة زهير بْن حرب، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن علي بْن سَعِيد المروزي القاضي (س) ، وأبو يَعْلَى أحمد بْن علي بْن المثنى الموصلي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن أَبي عاصم النبيل، وأَحْمَد بن محد الأصبهاني البزاز والحسن بْن سفيان، والحسن بْن الطيب البلخي، والحسن بْن موسى الرسعني، وزكريا بْن يحيى السجزي (ص) ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعُبَيد بْن كثير، وعُمَر بْن أيوب السقطي، وعِمْران بْن موسى بْن مجاشع السختياني، وأبو لبيد مُحَمَّد بْن إدريس السامي - وكناه، ومحمد بْن إسحاق الثقفي السراج، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي، ومحمد بْن عبدوس بْن كامل

ص: 134

السراج، وموسى بْن إسحاق بْن مُوسَى الأَنْصارِيّ، والهيثم بْن خلف الدوري، وأبو بكر يعقوب بْن يوسف المطوعي، ويوسف بْن الحكم الضبي الخياط المعروف بدبيس.

قال عَبد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم (1) : سألت موسى بْن إسحاق عنه، فقال: ثقة مأمون.

وَقَال مُحَمَّد بْن إسحاق الثقفي، كوفي ثقة.

قدم بغداد وحدث بها سنة ثلاثين ومئتين (2) .

وَقَال مطين: مات في رجب سنة ثمان وثلاثين ومئتين.

وَقَال عبدا لباقي بْن قانع (3) : توفي بالكوفة سنة تسع وثلاثين ومئتين (4) .

روى له النَّسَائي في "السنن"حديثا وفي"الخصائص"حديثا، وقد وقع لنا الأول منهما بعلو.

أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ ابْنُ الدَّرَجِيِّ، قال: أنبأنا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيُّ قال: أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ، قال: أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ الأَعْرَجُ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ الْقَبَّابُ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي عَاصِمٍ، قال: حَدَّثَنَا الحسن

(1) الجرح والتعديل: 3 / الترجمة 31.

(2)

قال الخطيب: وذكر الصوفي (أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الجبار) أنه سمع منه بباب المحول في خان اليمانية سنة ثلاثين ومئتين" (7 / 295) .

(3)

تاريخ الخطيب: 7 / 295.

(4)

ووثقه ابن حبان، والذهبي، وابن حجر.

ص: 135