الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كِتَاب الصِّيَامِ
بَابُ فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ
[1079]
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ حُجْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ- وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ- عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ)).
[خ: 1898]
وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ)).
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، وَالْحُلْوَانِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ)) بِمِثْلِهِ.
الصيام لغة: الإمساك، ومنه قوله تعالى- عن مريم-:{فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} ، أي: إمساكًا عن الكلام.
وشرعًا: إمساك مخصوص، في زمن مخصوص، من شخص مخصوص.
ومعنى: إمساك مخصوص، أي: الإمساك عن الطعام، والشراب، والجماع ودواعيه، وغيرها من المفطرات.
ومعنى: في زمن مخصوص، أي: من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.
ومعنى: من شخص مخصوص: هو المسلم، البالغ، العاقل، الصحيح، المقيم في البلد، غير الحائض والنفساء.
قوله: ((وَصُفِّدَتِ))، يعني: غُلِّلَت، والصفد: من الغُلِّ- بضم الغين.
وقوله: ((وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ))، يعني: رُبطت أياديهم إلى أعناقهم بالسلاسل، وهو على ظاهره وحقيقته.
في هذه الأحاديث: دليل على جواز قول: ((رمضان))، من غير ذكر الشهر، بلا كراهة، وهذه المسألة فيها خلاف:
فمن العلماء من قال بكراهة قول: ((رمضان)) على انفراده.
ومنهم من قال: إنه لا يقال: ((رمضان)) إذا كان فيه إيهام، وأما إذا لم يكن فيه إيهام فلا بأس
(1)
.
وفيها: دليل على فضل شهر رمضان، وأن الله اختصه بفضائل، وأنه في هذا الشهر تُفتح أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، وتُصفَّد الشياطين.
ومن العلماء من تأوله، وقال: ليس على ظاهره، وأن هذا مجاز، وأن تصفيد الشياطين هو: أن يقل إغواؤهم وإيذاؤهم، فيصيرون كالمصفدين
(2)
.
والصواب: أنه على ظاهره وحقيقته، والله على كل شيء قدير.
وورد بلفظ: ((صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ مَرَدَةُ الْجِنِّ))
(3)
.
وفيها: أن الشياطين يُغَلُّون ويُسَلْسَلون، فيقل إيذاؤهم ووساوسهم على أهل الإيمان، وأما الكفرة الذين لا يراعون حرمة الشهر فليسوا داخلين في هذا.
(1)
((فتح الباري، لابن حجر (4/ 113)، شرح مسلم، للنووي (7/ 187).
(2)
شرح مسلم، للنووي (7/ 188).
(3)
أخرجه ابن خزيمة (1883)، وابن حبان (3435)، والبيهقي في الكبرى (8501).