الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(276) مسند عامر بن واثلة أبي الطُّفَيل
(1)
(2668)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا علي بن زيد عن أبي الطُّفيل قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ فيما يرى النائمُ كأنّي أنزِعُ أرضًا، وَرَدَت عليَّ غَنَمٌ سود وغنم عُفْر، فجاء أبو بكر فنزعَ ذَنوبًا أو ذَنوبين، وفيهما ضَعف واللَّه يغفرُ له، ثم جاء عمر فنزعَ فاستحالت غَربًا (2)، فملأ الحوضَ وأروى الواردةَ، فلم أرَ عبقريًّا أحسنَ نَزْعًا من عمر، فأوَّلْتُ أن السُّود العرب، وأن العُفْرَ العَجَم"(3).
العبقري: الفاضل القويّ.
والأعفر: الذي ليس بناصع البياض.
(2669)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعمر بن بشر قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن المبارك قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن أبي زياد قال: سمعت أبا الطفيل يحدّث:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رَمَلَ ثلاثًا من الحَجَر إلى الحَجَر (4).
(1) الطبقات: 6/ 129، والآحاد 2/ 198، ومعرفة الصحابة 4/ 2067، والاستيعاب 3/ 14، والتهذيب 4/ 18، والإصابة 4/ 113.
وهو ممّن انفرد بالرواية عنهم مسلم، له عند حديثان - الجمع (169).
(2)
الذّنوب: الدّلو والغرب: الدّلو العظيمة.
(3)
المسند 5/ 455، ومسند أبي يعلى 2/ 198 (904) من طريق حمّاد. ورجاله ثقات غير علي بن زيد، ابن جدعان، فيه ضعف. وكذا قال الهيثمي 5/ 183، وقد روى البخاري ومسلم حديث نزع الماء عن ابن عمر وأبي هريرة - الجمع 2/ 182 (1284)، 3/ 25 (2198).
(4)
المسند 5/ 455، ومن طريق ابن المبارك في أبي يعلى 3/ 196 (901). قال الهيثمي 3/ 242: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه عبيد اللَّه بن أبي زياد القدّاح، وثّقه أحمد والنسائي، وضعّفه ابن معين وغيره. قال البوصيري في الإتحاف 4/ 92 (3392): رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل بإسناد حسن. وللحديث شاهد عن ابن عمر في الصحيحين - الجمع 2/ 143 (1249).
(2670)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل مُظَفَّر بن مُدْرِك قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد قال: حدّثنا ابن شهاب عن أبي الطُّفيل عامر بن واثلة:
أن رجلًا مرَّ على قوم، فسلَّمَ عليهم، فردُّوا عليه السلام، فلما جاوزَهم قال رجل منهم: واللَّه إني لأُبْغِضُ هذا في اللَّه. فقال أهل المجلس: بئسَ واللَّهِ ما قُلْتَ، أما واللَّه لَنُنَبِّئنّه، قُم يا فلانُ -رجلًا منهم- فأخبِرْه، قال: فأدركَه رسولُهم فأخبره بما قال، فانصرفَ الرجلُ حتى أتى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، مَرَرْتُ بمجلس من المسلمين فيهم فلان، فسلَّمْتُ عليهم فردُّوا السلام، فلما جاوَزْتُهم أدركَني رجلٌ منهم فأخبرَني أن فلانًا قال: واللَّه إني لأُبْغِضَ هذا الرجلَ في اللَّه، فادْعُه فسَلْه: علامَ يُبْغِضُني؟ فدعاه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فسألَه عمّا أخبَره الرجل، فاعترفَ بذلك وقال: أنا جارُه، وأنا به خابر، واللَّه ما رأيتُه يُصَلِّي صلاةً قَطُّ إلَّا هذه الصلاةَ المكتوبةَ التي يُصَلِّيها البَرُّ والفاجر. قال الرجل: سَلْه يا رسول اللَّه، هل رآني أخَّرْتُها عن وقتها، أو أسأتُ الوضوءَ لها، أو أسأتُ الركوعَ والسجودَ فيها. فسأله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: لا. ثم قال: واللَّه ما رأيْتُه يصومُ قَطُّ إلَّا هذا الشهرَ الذي يصومُه البَرُّ والفاجرُ. قال: فسَلْه يا رسول اللَّه، هل رآني قطُّ فَرَّطْتُ فيه أو انتقصْتُ من حقِّه شيئًا. فسأله رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: لا. ثم قال: واللَّه ما رأيتُه يُعطي سائلًا قطُّ، ولا رأيته يُنْفِقُ من ماله شيئًا في شيءٍ من سبيل اللَّه إلَّا هذه الصَّدَقَةَ التي يُؤَدِّيها البَرُّ والفاجر. قال: فسَلْه يا رسول اللَّه، هل كَتمْتُ من الزكاة شيئًا قطُّ، أو ماكَسْتُ فيها طالبَها. قال: فسأله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: لا. فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قُمْ، إنّ أدري لَعَلّه خيرٌ منك"(1).
(2671)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا الوليد بن عبد اللَّه بن جُمَيع عن أبي الطفيل قال:
لما أقبلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر مناديًا فنادى: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم آخذٌ العَقَبَةَ فلا يأخُذْها أحد. فبينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقودُه حذيفةُ ويسوقُ به عمّارٌ يضربُ وجوه
(1) المسند 5/ 455، ورواه بعده مرسلًا، قال الهيثمي في المجمع 1/ 295: رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجال أحمد ثقات أثبات. وقال 2/ 264: رجاله رجال الصحيح، إلا مظفر بن مدرك، وهو ثقة ثبت. والحديث في المختارة 8/ 231 - 233 (267 - 277).
الرواحل، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لحذيفة:"قد، قد" حتى هبط رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما هبط رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم نزلَ ورجعَ عمّار، فقال:"يا عمّارُ، هل عَرَفْتَ القومَ؟ " قال: قد عَرَفْتُ عامَّةَ الرواحل والقومُ مُتَلَثِّمون. قال: "هل تدري ما أرادوا؟ " قال: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "أرادوا أن يَنْفِروا برسول اللَّه فيطرحوه". قال: فسارّ عمّارٌ رجلًا من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: نَشَدْتُك اللَّه، كم تعلمُ كان أصحاب العقبة؟ قال: أربعة عشر. فقال: إن كنتَ فيهم فقد كانوا خمسة عشر. فعذر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة، قالوا: واللَّه ما سَمعْنا منادي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وما عَلِمْنا ما أرادَ القوم. فقال عمّار: أشهد أنَّ الاثني عشر الباقين حربٌ للَّه ولرسوله في الحياة والدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
وذكر أبو الطُّفَيل في تلك الغزوة أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال للناس وذُكر له أن في الماء قِلّة، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "مناديًا فنادى: "أن لا يَرِدَ الماءَ أحدٌ قبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فوردَه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فوجد رَهْطًا قد ورَدوه قبله، فلَعَنَهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1).
(2672)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس من محمد قال: حدّثنا حمّاد بن زيد قال: حدّثنا عثمان بن عُبيد الراسبي قال: أبا الطفيل قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا نُبَوَّةَ بعدي إلَّا المُبَشِّرات" قال: قيل: وما المُبَشِّرات يا رسول اللَّه؟ قال: "الرؤيا الحسنة" أو قال: "الرؤيا الصالحة"(2).
(2673)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثني مهدي بن عمران المازني قال: سمعت أبا الطفيل وسئل:
هل رأيتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قيل: فهل كلَّمْتَه؟ قال: لا، ولكني رأيتُه انطلقَ مكان كذا وكذا ومعه عبد اللَّه بن مسعود وأُناسٌ من أصحابه، حتى أتى دار قَوراء، فقال:"افتحوا هذا الباب" ففُتح، ودخل النبيُّ صلى الله عليه وسلم ودخلْتُ معه، وإذا قَطيفةٌ في وسط البيت، فقال:"ارفَعوا هذه القطيفة" فرفعوا القطيفة، فإذا غلامٌ أعورُ تحتَ القطيفة، قال: "قُمْ يا
(1) المسند 5/ 453، والمختارة 8/ 220 - 222 (260، 261) وقال في المجمع 6/ 198: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
(2)
المسند 5/ 454، والمختارة 8/ 222 - 224 (262 - 264). قال الهيثمي 7/ 176: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات. وشهد له ما رواه البخاري عن أبي هريرة 12/ 375 (6990). وينظر الفتح.
غلام" فقام الغلام، فقال: "يا غلامُ، أتشهدُ أنّي رسولُ اللَّه؟ "فقال الغلام: أتشهدُ أنّي رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تعوَّذُوا باللَّه من شرِّ هذا" مرّتين (1).
(2674)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا الجُريري قال: كنت أطوف مع أبي الطُّفيل فقال:
ما بَقِيَ أحدٌ رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غيري. قلت: فرأيتَه؟ قال؟ نعم. قُلت: كيف كانت صِفَتُه؟ قال: أبيضَ مليحًا مُقَصَّدًا.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(2675)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا معروف المَكّي قال: سمعتُ أبا الطفيل عامر بن واثلة قال:
رأيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم وأنا غلامٌ شابٌ يطوفُ بالبيت على راحلته، يستلمُ الحَجَر بمِحْجَنه.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(2676)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن ابن خُثَيم عن أبي الطّفيل:
وذكر بناء الكعبة في الجاهلية، قال: فَهَدَمَتْها قريش، وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي، تحملها قريش على رقابها، فرفعوها في السماء عشرين ذراعًا. فبينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم يحمِلُ حجارةً من أجياد وعليه نَمِرةٌ، فضاقت عليه النَّمِرة، فذهب يضعُ النَّمِرة على عاتقه، فتُرى عورتُه من صِغَر النَّمرة، فنودي: يا محمد، خَمِّرْ عورتَك، فلم يُرَ عُريانًا بعد ذلك (4).
(1) المسند 5/ 454، والمختارة 8/ 225 - 226 (267 - 270). ومهدي بن ميمون، قال البخاري: لا يتابع على حديثه. وذكره ابن حبّان في الثقات. التعجيل 413. قال الهيثمي 7/ 8: رواه أحمد والطبراني، وفيه مهدي بن عمران، قال البخاري. . . .
(2)
المسند 5/ 454، ويهذا الإسناد أخرجه البخاري في الأدب المفرد 2/ 323 (790)، وهو في مسلم 4/ 1820 (2340) من طريق الجريري.
والمُقَصَّد: ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا بالمتين ولا النحيف.
(3)
المسند 5/ 454، ومسلم 2/ 927 (1275) من طريق معروف بن خربوذ، وهو المكّي. ووكيع من رجال الشيخين.
(4)
المسند 5/ 454، والمصنف لعبد الرزّاق 5/ 102 (9106)، وإسناده صحيح كما قال الحاكم والذهبي 4/ 179، والهيثمي 3/ 292. قال ابن كثير في الجامع 14/ 203 (11796): تفرّد به.
(2677)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس وعفّان قالا: حدّثنا حمّاد ابن سلمة عن علي بن زيد عن أبي الطفيل:
أن رجلًا وُلِدَ له غلامٌ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأتى به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأخذ بَبَشرة جَبهته ودعا له بالبَرَكة، فنبَتَتْ شعرةٌ في جَبهته كهامة الفرس (1)، وشبَّ الغلام، فلما كان زمنُ الخوارج أحبَّهم، فسقَطتِ الشعرةُ عن جَبهته، فأخذه أبوه فقيَّدَه وحبَسَه مخافةَ أن يَلْحَقَ بهم. قال: فدخلْنا عليه فوعظْناه، وقُلنا له فيما نقول: ألم تَرَ أن بركة دعوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد وقعت عن جَبهتك، فما زِلنا به حتى رجَع عن رأيهم، فردَّ اللَّهُ عز وجل عليه الشعرة بعدُ في جبهته (2).
* * * *
(1) في المسند وجامع المسانيد "كهيئة القوس".
(2)
المسند 5/ 456، والجامع 14/ 204 (11799)، وفي آخره فيهما: وتاب. وفي إسناده علي بن زيد، ابن جدعان، وهو ضعيف.