الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(199) مسند سلَمة بن صَخر بن سَلمان بن الصِّمَّة الزُّرَقي الأنصاري
ويقال: اسمه سلمان (1).
(2246)
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن سلَمة بن صخر الأنصاري:
كنتُ امرأً قد أُوتيتُ من جماع النساء ما لم يُؤْتَ غيري، فلما دخل رمضانُ تظهَّرْتُ (2) من امرأتي حتى ينسلخَ رمضانُ، فَرَقًا من أن أُصيبَ من ليلتي شيئًا فأتتابعَ في ذلك إلى أن يُدْرِكَني النهار وأنا لا أقدر على أن أنزِع.
فبينا هي تخدِمُني من الليل إذْ تكشَّف لي منها شيءٌ، فَوَثبْتُ عليها، فلمّا أصبحْتُ غدوتُ على قومي فأخبرْتُهم خبري، وقلتُ: انطَلِقوا معي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبروه بأمري. فقالوا: لا واللَّه، لا نفعل، نتخوَّفُ أن ينزلَ فينا قرآن، أو يقول فينا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مقالةً يبقى علينا عارُها، ولكن اذهب أنت فاصنَعْ ما بدا لك. قال: فخرجتُ حتى أتيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبرْتُه خبري، فقال لي:"أنت بذاك؟ " فقلت: أنا بذاك. فقال: "أنت بذاك؟ " فقلت: أنا بذاك، قال:"أنت بذاك؟ " قلت: نعم ها أنا ذا. قال: فأمضِ فيَّ حكمَ اللَّهِ عز وجل، فإني صابر له. قال:"أعْتِقْ رقبة" قال: فضَربْتُ صَفحة نفسي (3) بيدي وقلت: لا والذي بعثَك بالحقِّ، ما أصبحتُ أملكُ غيرها. قال:"فصُمْ شهرَين" قلتُ: يا رسول اللَّه، وهل أصابَني ما أصابَني إلا في الصيام. قال:"فتصدَّق" فقلت: والذي بعثَك بالحقّ، لقد
(1) الآحاد 4/ 201، ومعرفة الصحابة 3/ 1225، والاستيعاب 2/ 88، والتهذيب 3/ 248، والإصابة 2/ 64. ونقل المزّي في التهذيب عن البغوي: لا أعلم له غير هذا الحديث. وعدّه ابن الجوزي في التلقيح 371 من الذين أخرج لهم سبعة أحاديث.
(2)
الظّهار: أن يحرّم الرجل امرأته على نفسه إلى وقت.
(3)
في المسند "رقبتي".
بِتْنا ليلتَنا هذه وَحشًا ما لنا عشاء. قال: "اذهبْ إلى صاحب صدقة بني زُرَيق فقلْ له، فيلدفَعْها إليك، فأطعم منها وَسْقا (1) من تمر ستّين مسكينًا، ثم استعنْ بسائره عليك وعلى عيالك". قال: فرجعتُ إلى قومي فقلت: وَجَدْتُ عندكم الضِّيق وسوءَ الرأي، ووجدْتُ عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم السَّعَة والبَرَكة، وقد أمر لي بصدقتكم فادفعوها إليّ. فدفَعوها إليّ (2).
ومعنى قوله: وَحشًا: أي ليس لنا طعام.
* * * *
(1) الوسق: ستون صاعًا.
(2)
المسند 4/ 37. وقد روي الحديث في مصادر عديدة من طريق ابن إسحاق: أبو داود 2/ 264 (2213)، والترمذي 5/ 377 (3299)، وابن ماجه 1/ 665 (2062)، والآحاد 4/ 201 (2185)، والمعجم الكبير 7/ 49 (6333)، ورواه من طرق أخرى. وصحّحه ابن خزيمة 4/ 73 (2378)، والحاكم 2/ 203 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، غير آبِهين بإخراج مسلم لابن إسحاق متابعة. قال الترمذي: حديث حسن. ثم نقل عن البخاري: سليمان بن يسار لم يسمع من سلمة، فصار فيه علّة أخرى مع ابن إسحاق. وفي صحيح ابن ماجه جعله الالباني صحيحًا، وفي صحيح أبي داود قال عنه: حسن. وقال في إرواء الغليل 7/ 176 (2091) مرسل، صحيح الإسناد.