الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(225) مسند سَهل بن أبي حَثْمةَ
واسمه عبد اللَّه. وقيل: عامر بن ساعدة - أبي يحيى الأوسي (1).
(2433)
الحديث الأول: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبد اللَّه بن معاذ العنبري قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خَوّات عن سهل بن أبي حثمة:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى بأصحابه في الخوف، فصفَّهم خلفَه صفَّين، فصلّى بالذين يلونه ركعة ثم قام، فلم يزل قائمًا حتى صلّى بالذين خلفهم ركعة، ثم تقدّموا وتأخّر الذين كانوا قدّامَهم فصلّى بهم ركعة، ثم قعد حتى صلّى الذين تخلّفوا ركعةً، ثم سلم.
أخرجاه (2).
(2434)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا شعبة قال: أخبرني حبيب بن عبد الرحمن الأنصاري قال: سمعتُ عبد الرحمن بن مسعود بن نِيار قال: جاء سهل بن أبي حثمة إلى مجلسنا، فحدَّثَ:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا خَرَصْتُم فخُذوا (3) ودَعُوا الثلُثَ، فإن لم تَدَعُوا فَدعُوا الرُّبع"(4).
(1) الآحاد 4/ 104، ومعرفة الصحابة 3/ 1311، والاستيعاب 2/ 96، والتهذيب 3/ 322، والإصابة 2/ 85.
وهو من المقدّمين بعد العشرة في الجمع (56)، وفيه ثلاثة أحاديث متّفق عليها. وأُخرج له خمسة وعشرون حديثًا - التلقيح 366.
(2)
مسلم 1/ 575 (841)، والبخاري 7/ 422 (4131) مرفوع وموقوف، من طرق عن القاسم. ومن طريق القاسم مرفوع وموقوف - المسند 24/ 481 (15710). وينظر الفتح 7/ 425.
(3)
أشار محقّق المسند إلى أنّه يروى "فجدُّوا" وهذه الرواية.
(4)
المسند 24/ 485 (15713). ومن طريق شعبة أخرجه أبو داود 2/ 110 (1605)، والترمذي 3/ 35 (643)، والنسائي 5/ 43، وصحّحه ابن خزيمة 4/ 42 (2320)، وابن حبّان 8/ 75 (3280)، والحاكم والذهبي 1/ 402. وقد ضعّفه الألباني. وضعّف إسناده محقّق المسند للجهل بعبد الرحمن بن مسعود، وصحح الحديث. قال ابن حجر في التلخيص 2/ 755 بعد ذكر من خرّجه: وفي إسناده عبد الرحمن. . . وقد قال البزّار: إنه تفرّد به. وقال ابن القطّان: لا يعرف حاله. . . وذكر الترمذي أن العمل على حديث سهل عند أكثر أهل العلم في الخرص.
(2435)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان بن عيينة عن صفوان بن سُليم عن نافع بن جبير عن سَهل بن أبي حثمة:
يبلُغُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: وقال سفيان مرّة: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلَّى أحدُكم إلى سُترةٍ فليَدْنُ منها ما لا يقطعُ الشيطانُ عليه صلاته"(1).
(2436)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُفيان عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيع التَّمْر بالتَّمر، ورخَّصَ في العرايا أن تُشْتَرى بخَرْصها، يأكُلُها أهلُها رُطَبًا.
قال سفيان: قال لي يحيى بن سعيد: وما عِلْمُ أهل مكّة بالعرايا؟ قلتُ: أخبرَهم عطاء سمعه من جابر.
أخرجاه في الصحيحين (2).
وقد سبق ذكر العرايا في مسند جابر بن عبد اللَّه (3).
(2437)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد القُدُّوس بن بكر بن خُنيس قال: أخبرنا حجّاج عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو والحجّاجُ عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمّه سهل بن أبي حثمة قال:
كانت حبيبةُ ابنةُ سَهل تحتَ ثابت بن قيس بن شَمّاس الأنصاري، فكَرِهَتْه، وكان رجلًا دميمًا، فجاءت إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ اللَّه، فلولا مخافَةُ اللَّه عز وجل لَبَزَقْتُ في وجهه. فقال لها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أَتَرُدِّين عليه حديقتَه التي أَصْدَقَكِ؟ " قالت: نعم.
(1) المسند 4/ 2. وهو حديث صحيح، وإسناده على شرط الشيخين. وهو بهذا الإسناد في أبي داود 1/ 185 (695)، والنسائي 2/ 62، وصحيح ابن خزيمة 2/ 10 (803)، وابن حبّان 6/ 136 (2373)، والحاكم والذهبي 1/ 251، وصحّحه المحققّون، والألباني. ينظر الصحيحة 3/ 374 (1386).
(2)
المسند 4/ 2، والبخاري 4/ 687 (2191)، ومسلم 3/ 1170 (1540).
(3)
ينظر الحديث (905).
فأرسل إليه، فردَّت إليه حديقتَه، وفَرَّقَ بينهما، فكان ذلك أوّلَ خَلْعٍ كان في الإسلام (1).
(2438)
الحديث السادس: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو نُعيم قال: حدّثنا سعيد ابن عُبيد عن بُشير بن يسار - زعم أن رجلًا من الأنصار يقال له سهل بن أبي حثمة أخبره:
أنّ نفرًا من قومِه انطلقوا إلى خيبرَ فتفرَّقوا فيها، ووجدوا أحدَهم قتيلًا، وقالوا للذينَ وُجِدَ فيهم: قَتَلْتُم صاحبَنا. قالوا: ما قتلْنا ولا عَلمْنا قاتلًا. فانطَلَقوا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول اللَّه، انطلقْنا إلى خيبرَ فوجدْنا أحدَنا قتَيلًا (2)، فقال لهم:"تأتون بالبيّنة على من قَتَلَه". قالوا: ما لنا بيّنة. قال: "فيَحْلِفون" قالوا: لا نرضى بأيمان اليهود. فكَرِهَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُبْطِلَ دمَه، فوداه مائةً من إبل الصدقة (3).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قُتيبة قال: حدّثنا ليث عن يحيى بن سعيد عن بُشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال:
خرج عبد اللَّه بن سهل ومُحَيِّصة بن مسعود (4) حتى إذا كانا. بخيبر تفرّقا في بعض ما هنالك، ثم إذا مُحَيِّصة يجدُ عبد اللَّه بن سهل قتيلًا، فدفنَه، ثم أقبل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هو وحُوَيِّصة بن مسعود وعبد الرحمن بن سهل - وكان أصغرَ القوم، فذهب عبد الرحمن ليتكلّم قبلَ صاحبه، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"كبِّر" فصَمَتَ، وتكلَّم صاحباه وتكلَّم معهما. فذكروا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مَقْتَل عبد اللَّه بن سهل، فقال لهم:"أَتَحْلِفون خمسين يمينًا فتستحقّون صاحبَكم -أو قاتلكم-؟ " قالوا: وكيف نحلِفُ ولم نشهد؟ قال: "فتُبَرِّئُكم
(1) المسند 4/ 3، والكبير 6/ 103 (5637). وفي سنن ابن ماجة 1/ 663 (2057) عن طريق حجّاج عن عمرو. . والروايتان: حجّاج عن عمرو، وحجّاج عن محمد بن سليمان، مدارهما على الحجّاج بن أرطاة، قال الهيثمي: وهو مدلّس. المجمع 5/ 7. ونقل البوصيري تعليقًا على حديث ابن ماجة: في إسناده حجّاج، مدلّس، وقد عنعنه، وضعّفه الألباني. والحديث في صحيح البخاري عن ابن عباس 9/ 395 (5273 - 5277). وينظر في اسم المرأة. ما نقله ابن حجر في الفتح 9/ 398 وما بعدها.
(2)
في البخاري: "فقال لهم: الكُبْرَ الكُبْرَ" أي ليتكلّم الأكبر.
(3)
البخاري 12/ 229 (6898). وله روايات - ينظر 5/ 305 (2702).
ووداه: أعطى ديته.
(4)
في مسلم أنهما: "عبد اللَّه بن سهيل بن زيد، ومحيّصة بن مسعود بن زيد".
يهودُ بخمسين يمينًا؟ " قالوا: وكيف نقبلُ أيمان قوم كفّار! فلما رأى ذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أعطى عَقْلَه (1).
الطريقان في الصحيحين.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني بُشير ابن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال:
خرج عبدُ اللَّه بن سهل أخو بني حارثة في نَفَر من بني حارثة إلى خيبر يمتارون (2) منها تمرًا. قال: فعُدِي على عبد اللَّه بن سهل فكسِرَت عُنُقُه، ثم طُرِحَ في مَنْهَر من مناهر عيون خيبر، وفقَدَه أصحابُه، فالتمسوه حتى وجدوه فغيَّبوه. قال: ثم قدموا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأقبل أخوه عبد الرحمن بن سهل وابنا عمه حُوَيِّصة ومُحَيِّصة - وهما كانا أسنَّ من عبد الرحمن، وكان عبد الرحمن ذا قَدَم القوم وصاحبَ الدم، فتقدّمَ لذلك فكلّمَ رسولَ اللَّه قبل ابني عمّه حُوَيِّصة ومُحَيِّصة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"الكُبْرَ الكُبْر" فاستأخر عبد الرحمن، وتكلَّمَ حُوَيِّصة، ثم تكلّم مُحَيِّصة، ثم تكلَّم عبد الرحمن، فقالوا: يا رسول اللَّه، عُدِي على صاحبنا فقُتل، وليس لنا بخيبر عدوٌّ إلا يهود. فقال: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تُسَمُّون قاتلَكم ثم تَحْلِفون عليه خمسين يمينًا ثم تُسْلِمُه" قال: فقالوا: يا رسول اللَّه، ما كنّا لِنَحْلِفَ على ما لم نشهد. قال:"فيَحْلِفون لكم خمسين يمينًا ويَبْرَؤون من دمه". فقالوا: يا رسول اللَّه، ما كنّا لِنَقْبَلَ أيمان يهود، ما هم فيه من الكفر أعظمُ من أن يَحْلِفوا على إثم. قال: فوداه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من عنده مائة ناقة. قال: يقول سهل: فواللَّه ما أنسى بَكْرةً منها حمراء رَكَضَتْني وأنا أحوزُها (3).
المَنْهَر: خرق في الحِصن نافذ، يدخل منه الماء.
* * * *
(1) مسلم 3/ 1291 (1669) وله روايات أخرى بعدها. وينظر المسند 4/ 3.
والعقل: الدية.
(2)
يمتار: يشتري الطعام.
(3)
المسند 4/ 3، وهو حديث صحيح. في إسناده محمد بن اسحاق صرّح بالتحديث. ويشهد له أحاديث البخاري ومسلم السابقة.