الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(224) مسند سَهل بن سعد الساعدي
(1)
(2388)
الحديث الأول: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا سعيد بن عُفير قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاريّ عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال:
لما كُسِرَت على رأس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم البيضةُ، وأُدْمِيَ وجهُه، وكُسِرَت رَباعيتُه، وكان عليٌّ يختلفُ بالفاء في المِجَنّ (2)، وجاءت فاطمةُ تغسلُ عن وجهه الدم، فلمّا رأت فاطمةُ الدّمَ يزيدُ على الماء كثرةٌ، عَمَدَتْ إلى حصير فأَحْرَقَتْه وأَلْصَقَتْه على جُرح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فرقَأَ الدم.
أخرجاه (3).
(2389)
الحديث الثاني: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا قُتيبة قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول اللَّه إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلٌ لا يَدَعُ لهم شاذّة ولا فاذّة (4) إلا اتَّبَعها يضرِبُها بسيفه، فقالوا: ما أجزأَ منا اليوم أحدٌ كما أجزأَ فلان. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّه من أهل النّار" فقال رجلٌ من القوم: أنا صاحبُه. قال: فخرج معه، كلّما وَقَفَ وَقَفَ معه، وإذا أسرعَ أسرعَ معه. قال: فجُرِحَ الرجلُ جُرحًا شديدًا، فاستعجلَ الموتَ، فوضعَ
(1) ينظر الآحاد 4/ 122، والمعجم الكبير 6/ 129، ومعرفة الصحابة 3/ 1312، والاستيعاب 2/ 94، والتهذيب 3/ 324، والسير 3/ 422، والإصابة 2/ 87.
وجعل الحميدي سهلًا في المقدّمين بعد العشرة (70)، وذكر له ثمانية وعشرين حديثًا للشيخين، وأحدَ عشرَ للبخاري وحدَه، وليس صحيحًا. وينظر الحديث التاسع عشر من هذا المسند، والأربعون منه. وجعل ابن الجوزي في التلقيح 364 لسهل مائة وثمانية وثمانين.
(2)
البيضة: خوذة من حديد تلبس في الرأس. والمِجَنّ: الترس.
(3)
البخاري 6/ 93 (2903)، 10/ 173 (5722)، ومن طريق أبي حازم في مسلم 3/ 416 (1790)، والمسند 5/ 330.
(4)
هذا تعبير عن الشجاعة.
نَصْلَ سيفه في الأرض وذُبابَه (1) بين يدَيه، ثم تحاملَ على سيفه فقتل نفسه. فخرج الرجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنّك رسولُ اللَّه. قال: "وما ذاك؟ " قال: الرجل الذي ذَكَرْتَ آنِفًا أنّه من أهل النّار، فأعظمَ النّاس ذلك، فقلتُ: أنا لكم به، فخرجْتُ في طلبه، ثم جُرحَ جُرحًا شديدًا، فاستعجلَ الموتَ، فوضعَ نصلَ سيفه في الأرض وذُبابَه بينَ ثَديَيه ثم تحاملَ عليه فقتلَ نفسه. فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عند ذلك:"إنّ الرجلَ لَيَعْمَلُ عملَ أهلِ الجنّة فيما يبدو للناس وهو من أهل النّار، وإن الرجلَ لَيعملُ عملَ أهل النّار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنّة".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا أبو غسّان محمد بن مُطَرِّف عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:
قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الرجل لَيَعْمَلُ بعمل أهل النّار وإنّه من أهل الجنّة. وإن الرجل لَيَعْمَلُ بعمل أهل الجنّة وإنّه من أهل النّار، وإنّما الأعمال بالخواتيم"(3).
(2390)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يزالُ الناسُ بخير ما عَجَّلوا الفِطر".
أخرجاه في الصحيحين (4).
(2391)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزهري عن سهل بن سعد قال:
(1) ذباب السيف: طرفه الذي يضرب به.
(2)
البخاري 6/ 89 (2898)، ومسلم 1/ 106 (112). وهو في المسند 5/ 332 من طريق أبي حازم.
(3)
المسند 5/ 335. وهو حديث صحيح، رواه البخاري من طريق أبي غسّان 11/ 330 (6493). ويزيد بن هارون من رجال الشيخين.
(4)
المسند 5/ 331. والبخاري 4/ 198 (1957)، ومسلم 2/ 771 (1098) من طريق عن أبي حازم.
اطَّلَعَ رجلٌ من جُحر في حُجرة النبيّ صلى الله عليه وسلم، ومعه مِدْرى (1) يَحُكُّ به رأسه، فقال:"لو أَعْلَمُك تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ به عينَك، إنما جُعِلَ الاستئذانُ من أجل البصر".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(2392)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا إبراهيم ابن سعد قال: حدّثنا ابن شهاب عن سهل بن سعد قال:
جاء عُوَيمر إلى عاصم بن عديّ فقال: سَلْ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم: أرأيتَ رجلًا وجدَ رجلًا مع امرأته فقتله، أيُقْتَلُ به، أم كيف يصنع؟ فسأل عاصمٌ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المسائل، فعاب رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عليه المسائل. قال: فلَقِيَه عويمرُ فقال: ما صنعتَ؟ قال: ما صنعتُ أنّك لم تأتِني بخير، سألتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فعاب المسائل. فقال عويمر: واللَّه لآتِيَنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فلأَسْأَلَنَه. فأتاه فوجدَه قد أُنْزِلَ عليه فيهما. قال: فدعا بها فلاعَنَ بينهما، فقال عويمر: إن انطلقتُ بها يا رسول اللَّه، لقد كَذَبْتُ عليها. قال: ففارقَها قبل أن يأمرَه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فصارت سُنّة المتلاعنَين. فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أَبْصِروها، فإن جاءت به أسْحَمَ، أَدْعَجَ العينين، عظيمَ الأليتين، فلا أُراه إلا قد صَدَقَ، وإن جاءت به أحمرَ، كأنّه وَحَرة، فلا أراه إلا كاذبًا". فجاءت به على النعت المكروه.
أخرجاه في الصحيحين (3).
وفي بعض الألفاظ: فتلاعنا في المسجد (4).
وإنّما عاب المسائل التي لا حاجة للسائل إليها، وعاصم سأل عن شيء ما ابتلي به.
والأسحم: الأسود. والدَّعَج في العينين: شدّة سوادها في شدّة البياض.
والوَحَرة: دويبة كالعظاية (5).
(1) المدرى: حديدة كالمشط.
(2)
المسند 5/ 330. وهو في البخاري 10/ 366 (5924) وفيه الأطراف، ومسلم 3/ 1698 (2156).
(3)
المسند 5/ 334. وأخرجه البخاري ومسلم من طرق عن الزهري - البخاري 8/ 448 (4745، 4746). وينظر 1/ 518 (423)، ومسلم 2/ 1129، 1130 (1492).
(4)
وهو في مسلم 2/ 1130.
(5)
وهي التي تسمّى سامّ أبرص.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن إدريس قال: حدّثنا ابن إسحاق عن الزهري عن سهل ابن سعد الساعدي قال:
لمّا لاعن عُويمرّ أخو بني العَجلان امرأَتَه، قال: يا رسول اللَّه، ظَلَمْتُها إن أَمْسَكْتُها، هي الطلاق، وهي الطلاق، وهي الطلاق (1).
(2393)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا ربيعة بن عثمان التَّيمي عن عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد الساعدي قال:
اختلف رجلان على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي أُسِّسَ على التّقوى، فقال أحدُهما: هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال الآخر: هو مسجد قُباء. فأتَيا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسألاه، فقال:"هو مسجدي هذا"(2).
(2394)
الحديث السابع: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا عبد العزيز ابن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:
جاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليًّا في البيت، فقال:"أين ابنُ عمِّك؟ " قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضَبني فخرجَ فلم يَقِل عندي. فقال: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لإنسان: "انظر أين هو؟ " فجاء فقال: يا رسول اللَّه، هو في المسجد راقد. فجاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقَطَ رداؤه عن شِقّه وأصابه تُراب، فجعل النبيّ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُه عنه ويقولُ:"قُمْ أبا تراب، قُمْ أبا تُراب".
أخرجاه (3).
(2395)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مَعمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:
(1) المسند 5/ 334. وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجاله رجال الصحيح. وابن إدريس عبد اللَّه من رجال الشيخين.
(2)
المسند 5/ 331. والمعجم الكبير 4/ 256 (6025)، وصحّحه ابن حبان 4/ 482 (1604) وقال الهيثمي - بعد أن نسبه لأحمد والطبراني: رجالهما رجال الصحيح. المجمع 4/ 13، 7/ 37.
(3)
البخاري 1/ 535 (441)، ومسلم 4/ 1874 (2409).
ارتجَّ أُحُدٌ وعليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمرُ وعثمان، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اثبُتْ أُحدُ، ما عليك إلّا نبيٌّ وصِدِّيقٌ وشهيدان"(1).
وقد أخرج البخاري في أفراده من حديث سهل عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "أُحُدٌ جبلٌ يُحبنُّا ونُحِبُّه"(2).
(2396)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا عيّاش بن عُقبة قال: سمعتُ يحيى بن ميمون قال: وقف علينا سهل بن سعد قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من جلسَ في المسجد يَنْظُرُ الصلاةَ فهو في صلاة"(3).
(2397)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار قال: حدّثنا أبو حازم عن سهل بن سعد:
أنّه قيل له: هل رأى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ قبلَ موته بعينه؟ يعني الحُوَّارى (4). قال: ما رأى النَّقِيَّ حتى لَقِيَ اللَّهَ عز وجل.
فقيل له: هل كانت لكم مناخلُ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ: ما كانت لنا مناخلُ.
قيل: فكيف كنتم تصنعون بالشَّعير؟ قال: نَنْفُخه فيطيرُ ما طار.
انفرد بإخراجه البخاري (5).
(1) المسند 5/ 331، ومسند أبي يعلى 13/ 509 (7185) من طريق عبد الرزّاق. وقال الهيمثي في المجمع 9/ 58 عن حديث أبي يعلى: رجاله رجال الصحيح. وهو كما قال، ولم ينسبه لأحمد. وصحّحه ابن حبان 14/ 416 (6492). وقال البوصيري في الإتحاف 9/ 215 (8850): رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات، وأحمد ابن حنبل، وله شاهد في الصحيح من حديث أنس بن مالك.
(2)
هذا الحديث في البخاري 3/ 344 (2482) عن عباس بن سهل عن أبيه. وليس طريقًا للحديث الأول. فكان على المؤلّف أن يفرده.
(3)
المسند 5/ 331. ومن طريق عياش في النسائي 2/ 255، ومسند أبي يعلى 13/ 541 (7546)، والمعجم الكبير 6/ 249، 250 (6011، 6012)، وصحيح ابن حبّان 6/ 46 (1715). وصحّحه الألباني. وينظر تخريج المحقّقين له.
(4)
النقيّ والحُوّارى: الأبيض الناعم.
(5)
المسند 5/ 332. وهو من طريقين عن أبي حازم في البخاري 9/ 548، 549 (5410، 5413). وعبد الصمد وعبد الرحمن من رجال الصحيح.
(2398)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قُتيبة بن سعيد قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال:
كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالخندق وهم يَحْفِرون، ونحن ننقلُ الترابَ على أكتادنا، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اللهمّ لا عيشَ إلا عيشُ الآخرة، فاغفِرْ للمهاجرين والأنصار".
أخرجاه في الصحيحين (1).
الكَتَد: مجتمع الكتفين، وهو الكاهل.
(2399)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن أبي حازم عن سهل بن سعد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ للجنة بابًا يُقال له الرّيّان، فيُقال يومَ القيامة: أين الصائمون؟ هَلُمُّوا إلى الرّيّان، فإذا دخلَ آخرُهم أُغْلِقَ ذلك الباب".
أخرجاه في الصحيحين (2).
وفي لفظ: "فلم يدخل منه أحد"(3).
(2400)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافلُ اليتيم كهاتَين في الجنّة" وأشار بالسّبّابة والوُسطى، وفَرَّق بينهما قليلًا.
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(1) المسند 5/ 332. والبخاري 7/ 392 (4098) وينظر 8/ 117 (3797) ومن طريق عبد العزيز بن أبي حازم في مسلم 3/ 1431 (1804).
(2)
المسند 5/ 333. وهو في البخاري 4/ 111 (1896)، 6/ 328 (3257)، ومسلم 2/ 808 (1152) عن أبي حازم. وأحمد بن عبد الملك وحمّاد من رجال الصحيح.
(3)
هذه الرواية في البخاري - الموضع الأول، ومسلم. وفي رواية في المسند 5/ 333، 335 "فلم يدخل منه غيرهم".
(4)
المسند 5/ 333. والبخاري 10/ 439 (5304) من طريق أبى حازم. وسعيد ويعقوب من رجال الشيخين.
(2401)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قُتيبة بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال: حدّثني سهل بن سعد:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: "لأُعْطِيَنّ هذه الرايةَ غدًا رجلًا يفتحُ اللَّه على يديه، ويُحِبُّ اللَّهَ ورسولهَ، ويُحِبُّه اللَّهُ ورسولُه" قال: فبات النّاس يَدوكون ليلتَهم أيُّهم يُعطاها، فقال:"أين عليُّ بن أبي طالب؟ " فقالوا: هو يا رسول اللَّه يشتكي عينَيه. قال: "فأَرْسِلوا إليه" فأتي به، فبَصَقَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأنْ لم يكن به وجع. فأعطاه الراية، فقال عليّ: يا رسول اللَّه، أُقاتِلُهم حتى يكونوا مثلَنا فقال:"انْفُذْ على رِسْلِك حتى تنزلَ بساحتهم، ثم ادْعُهم إلى الإسلام، وأَخْبِرْهم بما يجبُ عليهم من حقِّ اللَّه فيه، فواللَّهِ لأن يهديَ اللَّهُ بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من أن يكونَ لك حُمْر النَّعَم".
أخرجاه في الصحيحين (1).
ومعنى يدوكون: يخوضون.
(2402)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قُتيبة بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال: سمعت سهلًا يقول:
سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا فَرَطُكم على الحوض، من وَرَدَ شَرِبَ، ومن شَرِبَ لم يظمأْ أبدًا. ولَيَرِدَنَّ عليَّ أقوامٌ أَعْرِفُهم ويعرفونني، ثم يُحالُ بيني وبينهم". قال أبو حازم: فسمع النعمانُ بن أبي عيّاش وأنا أحدِّثُهم هذا الحديث، فقال: هكذا سمعتَ سهلًا يقول؟ فقلت: نعم. قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخُدري: لَسَمِعْتُه يزيدُ فيقول: "إنّهم منّي، فيقال: إنك لا تدري ما عملوا بعدَك، فأقول: سُحقًا سُحقًا لمن بدَّلَ بعدي".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(2403)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عمر ابن عليّ قال: سمعتُ أبا حازم عن سهل بن سعد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ تَوَكَّلَ لي ما بين لَحْيَيه وما بين رجلَيه، توكَّلْتُ له بالجنة".
(1) المسند 5/ 333، والبخاري 6/ 144 (3009)، ومسلم 4/ 1872 (2406).
(2)
المسند 5/ 333، والبخاري 11/ 464 (6583، 6584)، 13/ 3 (7050، 7051)، ومسلم 4/ 1793 (2290).
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(2404)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد الأنصاري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد أتي بشراب، فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام:"أتأذن في أن أُعطيَ هؤلاء؟ " فقال: لا واللَّه، لا أُوثِرُ بنصيبي منك أحدًا. فتلَّه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في يده.
أخرجاه في الصحيحين (2).
ومعنى تلّه: ألقاه.
(2405)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج بن النعمان قال: حدّثنا ابن أبي حازم قال: أخبرني أبي عن سهل بن سعد الساعدي:
أن امرأةً أتت رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ببُردةٍ منسوجة فيها حاشيتاها. قال سهيل: هل تدرون ما البُردة؟ قالوا: نعم، هي الشَّملة. فقالت: يا رسول اللَّه، نَسَجْتُ هذه بيدي، فجئْتُ لأَكْسُوكَها، فأخذَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها، فخرجَ علينا وإنها لإزارُه، فجسَّها فلان ابن فلان (3) -رجل سمّاه- فقال: ما أحسن هذه البُردة! اكْسُنيها يا رسول اللَّه، قال:"نعم" فلما دخل طواها وأرسل بها إليه، فقال له القوم: واللَّه ما أحسنْتَ، كُسِيَها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها، ثم سألتَه إيّاها، وقد علمتَ أنّه لا يَرُدُّ سائلًا! فقال: إنّي واللَّه ما سألْتُه لأَلْبَسَها، ولكنْ سألتُه إيّاها لتكونَ كَفَني يوم أموت. قال سهل: فكانت كفنَه يوم مات.
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(1) المسند 5/ 333، والبخاري 11/ 308 (6474) من طريق عمر. وعفّان من رجال الشيخين.
(2)
المسند 5/ 333، وهو من طريق مالك في البخاري 5/ 29 (2351)، ومسلم 3/ 1604 (2030) وإسحاق بن عيسى الطباع شيخ أحمد من رجال مسلم.
(3)
وفي رواية للبخاري "فحسَّنها". ينظر الفتح 3/ 143، وفيه حديث عن اسم السائل.
(4)
المسند 5/ 333، والبخاري 3/ 143 (1277) عن عبد العزيز بن أبي حازم. وسريج بن النعمان من رجال البخاري.
(2406)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون، قال عبد اللَّه: وسَمِعْتُه أنا من هارون، قال: أخبرنا ابنُ وهب قال: حدّثني أبو صخر أن أبا حازم حدّثه قال: سمعتُ سهل بن سعد الساعدي يقول:
شهدتُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مجلسًا وَصَفَ فيه الجنّة حتى انتهى، ثم قال في آخر حديثه:"فيها ما لا عينٌ رَأَتْ، ولا أذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ على قلب بشر" ثم اقترأ هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا. . .} إلى قوله {. . . يَعْمَلُونَ} (1)[السجدة: 16، 17].
انفرد بإخراجه [مسلم](2).
(2407)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن كان، ففي الفرس وفي المرأة وفي المسكن" يعني الشؤم.
أخرجاه في الصحيحين (3).
قال الخطّابي: إضافة الشؤم إلى هذه الأشياء إضافة ظرف ومَحَلّ، لأنها لا تخلو عن مكروه (4).
(2408)
الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن بحر قال: حدّثنا عيسى بن يونس قال: حدّثنا مصعب بن ثابت عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال:
(1) المسند 5/ 334.
(2)
في الأصل (البخاري) وهو متابع في ذلك للحميدي 1/ 558 (932) حيث جعل الحديث في أفراد البخاري، وتبعه على ذلك أيضًا ابن الأثير في جامع الأصول 10/ 496. وقد نبّهت في تخريج الحديث في "الجمع" أن الحديث من أفراد مسلم لا البخاري 4/ 2175 (2825)، وأن البخاري لم يخرجه إلا عن أبي هريرة 6/ 318 (3244).
(3)
المسند 5/ 335. ومن طريق مالك في البخاري 6/ 61 (2859)، ومسلم 4/ 1748 (2226). وروح من رجالهما.
(4)
اختصر المؤلّف هذه العبارة من حديث طويل للخطابي - أعلام الحديث 2/ 1379. وينظر الفتح 6/ 63.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المؤمنُ مَأْلَفةٌ، ولا خيرَ فيمن لا يَأْلَفُ ولا يُؤْلَف"(1).
(2409)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: [حدّثنا يونس قال](2): حدّثنا عمران بن يزيد القطّان البَصري عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ مِنْبَري هذا على تُرْعَةٍ من تُرَع الجنّة".
التُّرعة: الرَّوضة على مكان مرتفع.
(2410)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى بن بُكير قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:
إنْ كنّا لَنَفْرَحُ بيوم الجمعة، كانت لنا عجوز تأخذُ أصولَ السَّلْق فتجعلُه في قِدر لها، فتجعلُ فيه حبّات من شعير، إذا صلَّيْنا زُرْناها فتُقَرِّبُه إلينا. وكنّا نفرحُ بيوم الجمعة من أجل ذلك. وما كنّا نتغدّى ولا نَقيلُ إلا بعدَ الجمعة، واللَّه ما فيه شحم ولا وَدَك.
أخرجاه (3).
(2411)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق قال: أخبرنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم جاءته امرأةٌ فقالت: يا رسول اللَّه، إنّي قد وَهَبْتُ نفسي لك. فقامت قيامًا طويلًا، فقام رجل فقال: يا رسول اللَّه، زوِّجْنِيها إنْ لم يكن لك بها حاجة. فقال
(1) المسند 5/ 335، والمعجم الكبير 6/ 131 (5744). قال الهيثمي - المجمع 8/ 90: رواه أحمد والطبراني، وفيه مصعب بن ثابت، وثّقه ابن حبّان وغيره، وضعّفه ابن مَعين وغيره، وبقيّة رجاله ثقات. وذكر أحاديث أُخر في الباب. وفصّل الكلام فيه الشيخ الألباني في الصحيحة 1/ 784 - 789 (425، 426) وينظر التذكرة في الأحاديث المشتهرة 198، وتعليق المحقّق.
(2)
تكملة من المسند 5/ 339. ورواه 5/ 335 عن حسين بن محمد عن محمد بن مطرّف، وهذا إسناد صحيح. أما عمران فمن رجال التعجيل 320. وروى الطبراني الحديث من طرق في الكبير 6/ 142، 149، 170، 192. . (5779، 5809، 5888، 5971. . .) قال الهيثمي في المجمع 4/ 12: رجال أحمد رجال الصحيح. وللحديث شاهد على معناه عند الشيخين عن عبد اللَّه بن زيد وأبي هريرة - الجمع 1/ 487 (779)، 3/ 915 (2284).
(3)
البخاري 9/ 544 (5403)، وينظر 2/ 421 (938). والذى في مسلم 2/ 588 (859): ما كنّا نَقيلُ ولا نتغدّى إلا بعد الجمعة. ومثله في المسند 5/ 336.
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هل عندك من شيء تُصْدِقُها إياه؟ " فقال: ما عندي إلا إزاري هذا. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنّ أعطيتَها إزارَك جلسْتَ لا إزار لك، فالْتَمِس شيئًا". فقال: ما أجدُ شيئًا. قال: "الْتَمِسْ ولو خاتَمًا من حديد"، فالتمس فلم يجد شيئًا. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"هل معك من القرآن شيء؟ " قال: نعم، سورة كذا، سورة كذا، يُسَمّيهما. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"قد زوَّجْتُكها بما معك من القرآن".
أخرجاه في الصحيحين (1).
(2412)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رِبعيُّ بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية عن ابن أبي ذباب عن سهل بن سعد قال:
ما رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شاهرًا يدَيه قطُّ يدعو على مِنبر ولا غيره. ما كان يدعو إلا يَضَعُ يدَه حَذْوَ مَنْكِبَيه، ويُشير بإصبعه إشارة (2).
(2413)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين عن الفضيل بن سليمان قال: حدّثنا محمد بن أبي يحيى عن العبّاس بن سهل الساعدي عن أبيه قال:
كنتُ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم بالخَندق، فأخذ الكَرزين فحَفَرَ به، فصادف حجرًا فضحك، قيل: ما يُضْحِكُك يا رسول اللَّه؟ قال: "ضَحِكْتُ من ناس يُؤتى بهم من قِبَلِ المَشْرِق في النُّكول، يُساقون إلى الجنّة"(3).
(1) المسند 5/ 336، وهو من طرق في البخاري - ينظر أطرافه 4/ 386 (2310)، ومسلم 2/ 1040، 1041 (1425).
(2)
المسند 5/ 327. ومن طريق عبد الرحمن بن إسحاق في سنن أبي داود 1/ 288 (1105) والمعجم الكبير 6/ 206 (6023)، وصحيح ابن خزيمة 2/ 351 (1450)، وصحّح الحاكم إسناده 1/ 535، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبان 3/ 165 (883). وقال الهيثمي 10/ 170: فيه عبد الرحمن بن إسحاق الزُّرّقي المدني، وثّقه ابن حبان، وضعّفه مالك وجمهور الأئمّة، وبقيّة رجاله ثقات. وأعلّه محقّق ابن حبّان بسوء حفظ عبد الرحمن بن معاوية، وصحّحه بشواهده. ولكن الألباني جعله في ضعيف أبي داود. وذكر في تعليقه على ابن خزيمة علّته في ابن معاوية.
(3)
المسند 5/ 338، والكبير 6/ 128 (5733). قال الهيثمي - المجمع 5/ 366: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن [أبي] يحيى الأسلمي، وهو ثقة. ينظر تهذيب الكمال 6/ 561. وجعله الألباني في ضعيف الجامع الصغير 4/ 3 (3588).
الكرزين: الفأس.
النُّكول: الأقياد.
(2414)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا محمد بن مُطَرِّف عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "بُعِثْتُ والساعة هكذا" وأشارَ بإصبعيه السَّبّابة والوسطى.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(2415)
الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حُجَين بن المُثَنّى قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلَمة عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:
أتى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم آتٍ فقال: إنّ بني عمرو بن عوف اقتتلوا وترامَوا بالحجارة، فخرج إليهم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لِيُصْلحَ بينهم، وحانت الصلاةُ، فجاء بلال إلى أبي بكر الصدّيق فقال: أتصلّي فأُقيمُ الصلاة؟ قال: نعم. قال: فأقامَ بلال الصلاة، وتقدّم أبو بكر، فلمّا دخل في الصلاة وصفَّ الناسُ وراءه جاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من حيثُ ذهب، فجعل يتخلّلُ الصفوفَ حتى بلغَ الصفَّ الأول، ثم وقف، وجعل الناسُ يُصَفِّقون لِيُؤذِنوا أبا بكر برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر لا يلتفتُ في الصلاة، فلما أكثروا عليه التفتَ، فإذا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خلفَه مع النّاس، فأشار إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أن اثبت، فرفع يدَيه كأنه يدعو، ثم استأخَر القَهْقَرى حتى جاء الصفَّ، فتقدَّمَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فصلّى بالناس، فلمّا فرغَ من صلاته قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما بالُكم؟ نابَكم شيء في صلاتكم فجعلتم تصفِّقون. إذا نابَ أحدَكم شيءٌ في صلاته فليسبِّح، فإنّما التسبيحُ للرّجال والتصفيقُ للنساء". ثم قال لأبي بكر: "لِمَ رَفَعْتَ يدَيك؟ ما منعَك أن تَثْبُتَ حين أشَرْتُ إليك؟ " قال: رفعتُ يديّ لأنّي حَمِدْتُ اللَّه عز وجل على ما رأيتُ منك. ولم يكن ينبغي لابن أبي قحافةَ أن يؤمَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم.
أخرجاه في الصحيحين (2).
(1) المسند 5/ 337، والبخاري 8/ 69 (4936)، 11/ 347 (6503) من طريقي الفضل وابن مطرّف عن أبي حازم. وفي مسلم 4/ 2268 (2950) من طرق عن أبي حازم.
(2)
المسند 5/ 338. ومن طرق عن أبي سلمة في البخاري - أطرافه 2/ 167 (684)، ومسلم 1/ 316، 317 (421). وحجين وعبد العزيز بن عبد اللَّه بن أبي سلمة الماجشون، من رجال الشيخين.
(2416)
الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: حدّثنا ابن لهيعة عن محمد بن مالك عن سهل بن سعد:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يُسلِّم في صلاته عن يمينه وعن يساره حتى يُرى بياضُ خَدَّيه (1).
(2417)
الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا بَكر بن سَوادة عن وفاء الحِميري عن سهل بن سعد:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "فيكم كتابُ اللَّه، يتعلَّمُه الأسودُ والأحمرُ والأبيض، تعلَّمُوه قبلَ أن يقرأَه أناسٌ لا يُجاوزُ تراقيَهم، يُقَوِّمونه كما يُقَوَّمُ السهمُ، يتعجَّلون أجرَه ولا يتأجَّلونه"(2).
(2418)
الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدّثنا أبو غسّان قال: حدّثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال:
ذُكِر للنبيّ صلى الله عليه وسلم امرأةٌ من العرب، فأمرَ أبا أُسيد الساعديَّ أن يرسلَ إليها، فأرسلَ اليها، فقَدمَت ونَزَلَت في أُجُم (3) بني ساعدة، فخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى جاءها فدخل عليها، فإذا امرأةٌ مُنَكِّسةً رأسَها، فلما كلَّمها النبيُّ صلى الله عليه وسلم قالت: أعوذُ باللَّه منك. قال: "قد أَعَذْتُكِ منّي" فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ قالت: لا. قالوا: هذا رسول اللَّه جاء لِيَخْطِبَك. قالت: أنا كنتُ أشقى من ذلك.
(1) المسند 5/ 338، وفي إسناده ابن لهيعة، متكلَّم فيه. أما يحيى فروى له مسلم وأصحاب السنن. ومحمد ابن عبد اللَّه من رجال التعجيل 367، وثّقه ابن حبّان. ولم يذكر فيه أبو حاتم جرحًا ولا تعديلًا -7/ 304. وروى الطبراني في الكبير 6/ 129 (5738) بإسناده إلى العباس بن سهل: أنّه كان في مجلس فيه أبو هريرة وأبو أسيد وأبو حميد، وأنهم تذاكروا صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكروا أنّه سلّم عن يمينه وعن شماله. قال الهيثمي - المجمع 2/ 149: حديث أبي حميد في الصحيح، ورواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثّقون. وقد صحّح ابن حبّان عددًا من الأحاديث عن الصحابة في هذا المعنى 5/ 329 - 334 (1990 - 1994).
(2)
المسند 5/ 338. وهو في سنن أبي داود 1/ 220 (831) عن عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن بكر. وفي الكبير 7/ 206 (6024) عمرو بن الحارث عن بكر. وصحّحه ابن حبان 3/ 36 (760) من طريق عمرو بن الحارث وآخر معه عن بكر، فابن لهيعة متابع. وقد صحّح محقّق ابن حبان الحديث، وجعله الألباني حسنًا صحيحًا.
(3)
الأُجم: الحصن، والبناء الكبير.
فأقبل النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه، ثم قال:"اسقِنا يا سهل"، قال: فأخرجتُ لهم هذا القَدَح فسَقَيْتُهم فيه. فأخرج لنا سهلٌ ذلك القدح فشَرِبْنا منه. قال: ثم اسْتَوْهَبَه عمرُ بن عبد العزيز بعد ذلك فَوَهَبْتُه له.
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه بن الزُّبير قال: حدّثنا عبد الرحمن بن الغَسِيل عن حَمزة بن أبي أُسيد عن أبيه، وعبّاس بن سهل عن أبيه قالا:
مرّ بنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابٌ له، فخَرَجْنا معه حتى انطلَقنا إلى حائط يقال له الشَّوط، حتى إذا انتَهَيْنا إلى حائطين منها جلسْنا بينهما، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اجلِسوا" ودخلَ هو، وأُتي بالجَونِية أمَيمة بنتِ النعمان بن شُراحيل، فعُزِلَت في بيت في النخل ومعها دايةٌ لها، فلما دخل عليها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"هَبي لي نفسَك" قالت: وهل تَهَبُ المَلِكةُ نفسَها للسُّوقة! قالت: إنّي أعوذُ باللَّه منك. قال: "لقد عُذْت بمَعاذ" ثم خرج علينا فقال: "يا أبا أُسيد، اكْسُها فارسيّتين وأَلْحِقْها بأهلها"(2).
وفي لفظ: "اكسها رازقيّتين"(3).
الرازقيّة: ثياب كَتّان.
(2419)
الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهل بن سعد:
أنّه سُئلَ عن المِنبر: مِن أيّ عود هو؟ قال: أما واللَّه إنّي لأعرفُ من أيِّ عود هو، وأعرِفُ من عَمِله، وأيَّ يوم وُضع. ورأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أوّلَ يوم جلسَ عليه: أرسلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى امرأة لها غلام نجّار، فقال لها:"مُري غلامَك النجّارَ أن يعملَ لي أعوادًا أجلسُ عليها إذا كلَّمْت النّاس" فأمرَتْه فذهب إلى الغابة، فقطعَ طرفاءَ، فعَمِل المِنبرَ ثلاثَ
(1) البخاري 10/ 98 (5637)، ومسلم 3/ 1591 (2007).
(2)
المسند 5/ 339. وإسناده صحيح ورواه البخاري عن أبي نُعيم عن عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة عن أبيه 9/ 356 (5255). ومحمد بن عبد اللَّه الزبيري، من رجال الشيخين.
(3)
وهذه الرواية التي في البخاري عن أبي أسيد، وهي في المسند 25/ 460 (16061) مسند أبي أسيد.
درجات، فأرسلتْ به إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فوُضعَ موضعَه هذا الذي ترَون، فجلسَ عليه أوّلَ يوم وُضِع، فكبّرَ وهو عليه، ثم رَكَعَ، ثم نزلَ القَهْقَرى، فسجدَ وسجد النّاس معه، ثم عادَ حتى فَرَغَ، فلما انصرفَ قال:"يا أيُّها الناسُ، إنما فَعَلْتُ هذا لتأتمّوا بي ولتتعلَّموا صلاتي".
فقيل لسهل: هل كان من شأن الجِذع ما يقول النّاس؟ قال: قد كان منه الذي كان.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(2420)
الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار عن أبي حازم عن سهل بن سعد:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "رِباطُ يوم في سبيل اللَّه عزّ جلّ خيرٌ من الدنيا وما عليها. والرَّوحةُ يروحُها العبدُ في سبيل اللَّه تعالى أو الغَدوةُ خيرٌ من الدنيا وما عليها. ومَوْضعُ سوطِ أحدِكم من الجنّة خيرٌ من الدنيا وما عليها".
أخرجه البخاري. وذكر منه مسلم حديث الغَدوة والرَّوحة (2).
(2421)
الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا مسلم بن خالد عن عبّاد بن إسحاق عن أبي حازم عن سهل بن سعد:
أن رجلًا من أسلم جاءَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنّه قد زنى بامرأة سمّاها، فأرسلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المرأةِ فدعاها، فسألَها عمّا قال: فأنكرت، فحدَّه وتركَها (3).
مسلم بن خالد ضعيف (4).
(2422)
الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قُتيبة بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد:
(1) المسند 5/ 339. وفي مسلم 1/ 386 (544) من طريق عبد العزيز. وإسحاق من رجال مسلم. وأخرجه البخاري عن عبد العزيز وغيره عن أبي حازم - ينظر أطرافه 1/ 486 (377).
(2)
المسند 5/ 339. وبه في البخاري 6/ 85 (2892). وأخرج مسلم الجزء الذى ذكره المؤلّف من طريقي عبد العزيز بن أبي حازم وسفيان عن أبي حازم 3/ 1500 (1881).
(3)
المسند 5/ 339. وأخرجه أبو داود 4/ 150 (4437) من طريق عثمان بن أبي شيبة عن طلق بن غنام عن عبد السلام بن حفص عن أبي حازم عن سهيل به، وصحّحه الألباني. وصحّح الحديث الحاكم من طريق مسلم بن خالد عن أبي حازم دون ذكر عبّاد. ووافقه الذهبي 4/ 370.
(4)
مسلم بن خالد بن سعيد، أبو خالد الزنجي، روى له أبو داود وابن ماجة، واختلف فيه. التهذيب 7/ 98. وقال في التقريب 2/ 581: صدوق له أوهام. وعدّه المؤلّف في الضعفاء - الضعفاء والمتركون 3/ 117.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أهلَ الجنّة ليتراءَون الغُرفة في الجنّة كما تراءَون الكوكب في السماء".
قال: فحدَّثْتُ بذلك النعمان بن أبي عياش فقال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: "كما تراءون الكوكبَ الدُّرِّيَّ في الأفُق الشرقيّ أو الغربيّ".
أخرجاه في الصحيحين (1).
(2423)
الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن الحجّاج قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا مُصعب بن ثابت قال: حدّثني أبو حازم قال: سمعتُ سهل بن سعد يحدّث:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ المؤمنَ من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، يَأْلَمُ المؤمنُ لأهل الإيمان كما يَأْلَمُ الجسدُ لما في الرأس"(2).
(2424)
الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا جميل الأسلمي عن سهل بن سعد:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُدْرِكْني زمانٌ، ولا تُدْرِكوا زمانًا، لا يُتَّبَعُ فيه العليم، ولا يُستحيا فيه من الحليم، قلوبُهم قلوبُ الأعاجم، وألسنتُهم ألسنةُ العرب"(3).
(2425)
الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا أبو زُرعة عمرو بن جابر عن سهل بن سعد قال:
(1) المسند 5/ 340، ومسلم 4/ 2177 (2830، 2831). وأخرجه البخاري 11/ 416 (6555، 6556) عن عبد اللَّه بن مسلمة عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه.
(2)
المسند 5/ 340، والمعجم الكبير 6/ 131 (5743) من طريق عبد اللَّه بن المبارك. قال الهيثمي 1/ 190: رجال أحمد رجال الصحيح. وقال 8/ 90. . . غير سوار بن عمارة الرملي، وهو ثقة. وهو ليس في هذا الحديث! أما أحمد بن الحجاج فمن رجال البخاري، وأما مصعب فليس من رجال الصحيح، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجة، والأكثرون على أنّه غير قوي، التهذيب 7/ 118.
(3)
المسند 5/ 340، وابن لهيعة، وهو ضعيف، وجميل فيه نظر، أو مجهول، يروى المراسيل، وحديثه عن سهل معلول -كذا نقل ابن حجر- التعجيل 73.
سمعتُ رسولَ اله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تَسُبُّوا تُبَّعًا؛ فإنّه قد كان أسلم"(1).
(2426)
الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: حدّثنا ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن سهل بن سعد الأنصاري:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَن كان قبلكم مِثلًا بمثِل"(2).
(2427)
الحديث الأربعون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدّثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَيَدْخُلَنّ الجنةَ من أمّتي سبعون ألفًا -أو سبعمائة ألف، شكّ أبو حازم في أحدهما- متماسِكين، آخذٌ بعضُهم بعضٍ، حتى يدخُلَ أوّلُهم وآخرُهم الجنّة، وجوهُهم على صورة القمر ليلة البدر".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(2428)
الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عمرو بن زرارة قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال:
كان بين مُصَلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وبين الجدار مَمَرّ الشاة.
أخرجاه (4).
(2429)
الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدّثنا أبو غسّان قال: حدثني أبو حازم عن سهل قال:
(1) المسند 5/ 340. والكبير 6/ 203 (6013) من طريق ابن لهيعة. ومع ابن لهيعة في هذا الحديث عمرو بن خالد، قسا عليه الهيثمي 8/ 79 فقال: كذاب. وأجمع العلماء على حمقه وضعفه - التهذيب 5/ 397. وذكر ابن حجر حديث سهل في الفتح 8/ 571، ثم قال: وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس مثله، وإسناده أصلح من إسناد سهل.
(2)
المسند 5/ 340، ومن طريق ابن لهيعة في الكبير 6/ 204 (6017). وأعلّه الهيثمي 7/ 264 بأن فيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وبقيّة رجاله ثقات. وللحديث شاهد صحيح عن أبي سعيد، رواه الشيخان - الجمع 2/ 437 (1753).
(3)
البخاري 11/ 406 (6543). وزَعْمُ المؤلّف انفراد البخاري به وهم، تابع فيه الحميدي في الجمع 1/ 557 (926)، والحديث في مسلم 1/ 198 (219). وينظر جامع الأصول 9/ 189 حيث تابع الحميديَّ أيضا.
(4)
البخاري 1/ 574 (496)، ومسلم 1/ 364 (508) عن أبي حازم.
أُتي بالمنذر بن أبي أُسيد إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم حينَ وُلد، فوضعَه على فخذه وأبو أُسيد جالس، فلَهِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بشيء بين يدَيه، فأمرَ أبو أُسيد بابنه فاحتُمِلَ من فَخذ النبيّ صلى الله عليه وسلم، فاستفاق النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:"أين الصبيُّ؟ " فقال: قَلَبْناه (1) يا رسول اللَّه. قال: "ما اسمه؟ " قال: فلان. قال: "لا، ولكن اسمه المنذر". فسمّاه يومئذ المنذر.
أخرجاه (2).
(2430)
الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا خالد بن مَخْلَد عن محمد بن جعفر بن أبي كثير قال: حدّثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُحْشَرُ الناسُ يومَ القيامةِ على أرضٍ بيضاءَ عفراءَ، كقُرْصة النَّقِيّ، ليس فيها عَلَمٌ لأحد".
أخرجاه (3).
والأعفر: الأبيض ليس بشديد البياض.
والنَّقِيّ: الحُوّارى.
والعَلَم: الأثر.
يريد أنها مستوية ليس فيها حَدب يَرُدُّ البصر، ولا بناء يَسْتُرُ ما وراءه. وفي لفظ:"ليس فيها مَعْلَم"(4)، وهو واحد المعالم: وهي أعلام الأرض التي يُهتدى بها في الطرق.
(2431)
الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثني عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي أنّه قال:
مرّ رجل على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل عنده جالس:"ما رأيُك في هذا؟ " فقال: هذا رجلٌ من أشراف النّاس، هذا -واللَّه- حَرِيٌّ إنّ خَطَبَ أن يُنْكَحَ، وإن شَفَعَ أن يُشَفَّعَ.
(1) لهي: اشتغل بشيء. واستفاق: انتبه بعد اشتغاله. وقلبناه: أعدناه.
(2)
البخاري 10/ 575 (6191)، ومسلم 3/ 1692 (2149).
(3)
مسلم 4/ 2150 (3790)، والبخاري 11/ 372 (6521) من طريق محمد بن جعفر.
(4)
وهي رواية البخاري.
قال: فسكت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فمرَّ رجل، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما رأيُك في هذا؟ "فقال: يا رسولَ اللَّه، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حَرِيٌّ إنّ خَطَبَ ألّا يُنْكَحَ، وإن شَفَعَ ألّا يُشَفَّعَ، وإن قال ألّا يُسْمَعَ لقوله. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"هذا خيرٌ من ملءِ الأرض من مثل هذا"(1).
ذكر أبو مسعود في المتّفق عليه (2).
(2432)
الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا المخزومي قال: حدّثنا وُهيب عن أبي حازم عن سهل بن سعد:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ في الجنّة لشجرةً يسيرُ الرَّاكبُ في ظلِّها مائةَ عامٍ لا يَقْطَعُها".
أخرجاه (3).
* * * *
(1) البخاري 11/ 273 (6447).
(2)
هذه عبارة الحميدي في الجمع 1/ 554 (917). ولكن الحميدي تابع أبا مسعود هناك، وجعل الحديث متّفقًا عليه، ونبَّهت فيه على أن الحديث لم يرد في مسلم، ولم يذكر في "التحفة".
(3)
مسلم 4/ 2176 (2827)، والبخاري 11/ 415 (6552). والمخزومي المغيرة بن سلمة. وفي الصحيحين أن أبا حازم حدّث به النعمان بن أبي عياش. فحدّثه النعمان عن أبي سعيد. . ولم يتمّ المؤلّف الحديث.