المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(211) مسند سمرة بن جندب - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٣

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف السين

- ‌(173) مسند سالم بن عُبَيد الأشجعيّ

- ‌(174) مسند السائب بن خَبّاب

- ‌(175) مسند السائبِ بن خَلّاد بن سُويد أبي سَهلة

- ‌(176) مسند السائب بن أبي السائب

- ‌(177) مسند السائب بن يزيد ابن أخت نَمِر أبي يزيد الكنِاني الكنِدي

- ‌(178) مسند سَبْرة بن الفاكه

- ‌(179) مسند سَبرةَ بن مَعْبَد أبي الرّبيع الجُهَنيّ

- ‌(181) مسند سُرَّق

- ‌(182) مسند سعد بن الأطول بن عبد اللَّه أبي مُطَرِّف الجُهَنيّ

- ‌(183) مسند سعد الدّليل

- ‌(184) مسند سعد بن أبي ذُباب الدَّوسيّ

- ‌(185) مسند سعد بن عُبادة

- ‌(186) مسند سعد بن أبي وقّاص

- ‌(187) مسند أبي سعيد سعد بن مالك، الخُدْريّ

- ‌(188) مسند سعد بن مُعاذ

- ‌(189) مسند سعد بن المُنْذِر الأنصاريّ

- ‌(190) مسند أبي عُبيد مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌(191) مسند سعد مولى أبي بكر

- ‌(192) مسند سعيد بن حُرَيث أبي عمرو المَخْزومي

- ‌(193) مسند سعيد بن زيد بن عَمرو بن نُفَيل

- ‌(194) مسند سعيد بن سعد بن عُبادة

- ‌(195) مسند سُفيان بن أَبِي زُهير الأزدي

- ‌(196) مسند (1) سُفيان بن عبد اللَّه بن رَبيعة الثَّقَفي

- ‌(197) مسند سُفيان بن وَهب بن أيمن الخَولاني

- ‌(198) مسند سَلَمة بن سلامة بن وَقْش أبي عَوف الأنصاريّ

- ‌(199) مسند سلَمة بن صَخر بن سَلمان بن الصِّمَّة الزُّرَقي الأنصاري

- ‌(200) مسند سَلمة بن المُحَبِّق الهُذَليّ

- ‌(201) مسند سَلَمة بن عمرو بن سنِان أبي مسلم

- ‌(202) مسند سَلمة بن قيس الأشجعيّ

- ‌(203) مسند سَلَمة بن نُعيم بن مَسعود الأشجعيّ

- ‌(204) مسند سَلَمة بن نُفَيل السَّكُونيّ

- ‌(205) مسند سَلَمَة بن يزيد الجُعْفيّ

- ‌(206) مسند سلمة بن نُفَيع أبي عَمرو الجَرْمي

- ‌(207) مسند سلمان بن عامر الضَّبِّيّ

- ‌(208) مسند سَلمان الفارسيّ

- ‌(209) مسند سليمان بن صُرَد

- ‌(210) مسند سُليم السَّلَمِيّ

- ‌(211) مسند سَمُرَة بن جُنْدُب

- ‌(212) مسند سَمُرَة بن فاتِك

- ‌(213) مسند سَمُرَة بن مِعْيَر بن لُوذان أبي مَحْذُورة المُؤَذِّن

- ‌(214) مسند سنِان بن سَنّة الأسلمي

- ‌(215) مسند سَواء بن خالد الخُزاعِيّ

- ‌(216) مسند سَوادة بن الرَّبيع التَّمِيمي

- ‌(217) مسند سُوَيد بن حَنْظَلة

- ‌(218) مسند سُوَيد أبي عُقْبةَ الأنصاري

- ‌(219) مسند سُوَيد بن قيس

- ‌(220) مسند سُوَيد بنُ مُقَرِّن بن عائذ أبي عَدِيّ المُزَنِيّ

- ‌(221) مسند سُوَيد بن النُّعْمان بن مالك الأَوسيّ

- ‌(222) مسند سُوَيد بن هُبَيرة

- ‌(223) مسند سهل بن حُنَيف بن واهب أبي ثابت الأنصاري

- ‌(224) مسند سَهل بن سعد الساعدي

- ‌(225) مسند سَهل بن أبي حَثْمةَ

- ‌(226) مسند سهل بن حَنْظَلة

- ‌(227) مُسند سُهيل بن وَهب بن ربيعة أبي موسى

- ‌حرف الشين

- ‌(228) مسند شَبيب بن نُعَيم أبي رَوح الكَلاعِيّ

- ‌(229) مسند شُرَحبيل بن الأعور بن عمرو أبي شِمْر الضِّبابيّ

- ‌(230) مسند شُرَحْبيل بن أوس

- ‌(231) مسند شُرَحْبيل بن عبد اللَّه بن المُطاع

- ‌(232) مسند شَدّاد (1) بن أُسامة بن الهاد

- ‌(233) مسند شَدّاد بن أوس

- ‌(234) مسند الشَّريد بن سُوَيد الثَّقَفي

- ‌(235) مسند شَكَل بن حُمَيد أبي شُتَير العَبْسي

- ‌(236) مسند شَمعون أبي رَيحانة الأزدي

- ‌(237) مسند شَيبة بن عُتبة بن رَبيعة أبي هاشم القرشي

- ‌(238) مسند شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أبي عثمان الحَجَبيّ

- ‌حرف الصاد

- ‌(239) مسند صالح مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌(240) مسند صُحار بن صَخر العَبْدِيّ

- ‌(241) مسند صخر بن حرب أبي سفيان

- ‌(242) مسند صخر بن العَيْلة بن عبد اللَّه أبي حازم الأحْمَسِيّ

- ‌(243) مسند صَخْر بن وَداعةَ بن عمرو الغامِديّ

- ‌(244) مسند أبي أُمامة [صُدَيّ] بن عَجْلان بن عَمرو بن وهب الباهلِيّ

- ‌(245) مسند الصَّعْب بن جَثّامة بن قيس اللَّيثيّ

- ‌(246) مسند صَعْصَعَةَ بن معاوية

- ‌(247) مسند صَفوان بن أُمَيّة الجُمَحِيّ

- ‌(248) مسند صَفوان بن عَسّال المُرادي

- ‌(249) مسند صَفوان بن مَخْرَمة

- ‌(250) مسند صَفوان بن المُعَطَّل السُّلَمي

- ‌(251) مسند الصُّنابح بن الأعسر الأحمَسِيّ

- ‌(252) مسند صُهَيب بن سنِان

- ‌حرف الضاد

- ‌(253) مسند الضّحّاك بن سُفيان بن عَوف الكِلابي

- ‌(254) مسند الضَّحّاك بن قَيس بن خالد أبي أُنَيس الفِهْرِيّ

- ‌(255) مسند ضِرار بن الأَزْوَر

- ‌(256) مسند ضَمْرة بن ثَعْلَبة السُّلَمي

- ‌(257) مسند ضُميرة بن سعد

- ‌حرف الطاء

- ‌(258) مسند طارق بن أَشْيَمَ الأشجعيّ أبي أبي مالك

- ‌(259) مسند طارق بن شِهاب أبي عبد اللَّه البَجَلي

- ‌(260) مسند طارق بن عبد اللَّه المُحاربي

- ‌(261) مسند طارق بن سويد الحضرمي

- ‌(262) مسند طَخْفَة بن قَيس الغِفاري

- ‌(263) مسند طَريف بن مُجالدِ أبي تَميمة الهُجَيمي

- ‌(264) مسند طَلْحَة بن عُبَيد اللَّه التَّيْمِيّ أبي محمد

- ‌(265) مسند طلحة

- ‌(266) مسند طُفَيل بن سَخْبَرة

- ‌(267) مسند طَلْق بن عليّ بن عمرو أبي علي الحَنَفي

- ‌حرف الظاء

- ‌(268) مسند ظُهَير بن رافع

- ‌حرف العين

- ‌(269) مسند العاص بن هشام أبي خالد المخزوميّ

- ‌(270) مسند عاصم بن عَدِيّ بن الجَدّ أبي عمرو الأنصاري

- ‌(271) مسند عامر بن ربيعة بن ثُمامة بن مالك أبي عبد اللَّه العَدَويّ

- ‌(272) مسند عامر بن شَهر أبي الكَنود الهَمْدانيّ

- ‌(273) مسند أبي عُبيدة عامر بن عبد اللَّه بن الجَرّاح

- ‌(274) مسند عامر بن قيس أبي بُردة الأشعري

- ‌(275) مسند عامر بن مسعود الجُمَحِي

- ‌(276) مسند عامر بن واثلة أبي الطُّفَيل

- ‌(277) مسند عامر أبي هِلال المُزَني

- ‌(278) مسند عائذ بن عَمرو المُزَنِيّ

- ‌(279) مسند عبّاد بن شُرَحْبيل الغُبَريّ

- ‌(280) مسند عُبادة بن الصّامت

- ‌(281) مسند عُبادة بن قُرْط بن عُروة اللَّيْثيّ

الفصل: ‌(211) مسند سمرة بن جندب

(211) مسند سَمُرَة بن جُنْدُب

(1)

(2309)

الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا عمر بن إبراهيم قال: حدّثنا قَتادة عن الحسن عن سَمُرة:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من وَجَدَ مَتاعَه عند مُفْلِسٍ بعينه فهو أحقُّ به"(2).

(2310)

الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا أبو هلال أن سَوادة بن حَنظلةَ حدّثه عن سمُرة بن جندب قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَغُرَّنَّكُم من سُحوركم أذانُ بلال ولا الفجرُ المستطيل، ولكنْ الفجرُ المستطيرُ في الأفق".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثني سَوادة قال: سمعتُ سمرة بن جندب:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَغُرَّنَّكم نداءُ بلال، فإن في بصره سُوءًا، ولا بياضٌ يُرَى بأعلى السَّحَر"(4).

(1) الآحاد 3/ 30، ومعرفة الصحابة 3/ 1415، والاستيعاب 2/ 75، والتهذيب 3/ 312، والسير 3/ 183، والإصابة 2/ 77.

ومسنده عن الحميدي في الجمع (29) من المقدّمين بعد العشرة، أخرج له في الصحيحين سبعة أحاديث: حديثان متّفق عليهما، وحديث للبخاري، وأربعة لمسلم. وفي التلقيح 365 أن له مائة وثلاثة وعشرين حديثًا.

(2)

المسند 5/ 10، وإسناده ضعيف: عمر بن إبراهيم العبدي ضعيف في قتادة - التقريب 1/ 425. والحسن لم يصرّح بسماعه من سمرة. ولكن الحديث صحيح عن أبي هريرة، فهو عند الشيخين - الجمع 3/ 95 (2282).

(3)

المسند 5/ 13، ومسلم 2/ 769 (1094) من طريق سوادة. وأبو هلال الراسبي، صدوق، متابع.

(4)

المسند 5/ 9. وإسناده صحيح.

ص: 259

(2311)

الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: أخبرنا شعبة قال: سمعتُ مَعْبَد بن خالد يحدِّث عن زيد بن عُقبة عن سمرة بن جندب:

أنّ رسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ في العيدين بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} (1).

(2312)

الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حمّاد بن سلَمة عن حُميد الطويل عن الحسن عن سمرة بن جندب:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانت له سَكْتتان: سَكْتة حين يَفتتحُ الصلاة، وسَكْتة إذا فَرَغَ من السورة الثانية (2) قبل أن يركع. فذُكِرَ ذلك لعمران بن الحُصين، فقال: كذب سَمُرة. فكتب في ذلك إلى المدينة إلى أبيّ بن كعب، فقال: صدق سمرة (3).

(2313)

الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن جندب:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن الصلاة الوسطى، قال: هي صلاة العصر (4).

(2314)

الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد [قال: أخبرنا سعيد. وحدّثنا بهز قال: حدّثنا همّام عن قتادة عن الحسن](5) عن سمرة بن جندب:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "كلُّ غلامٍ رَهينة بعقيقته، تُذْبَحُ عنه يوم سابعه".

(1) المسند 5/ 7، وإسناده صحيح، وهو من طريق شعبة في سنن أبي داود 1/ 293 (1125). وصحّحه ابن خزيمة 3/ 172 (1847)، وابن حبّان 7/ 48 (2808). وقد صحّ الحديث عن النعمان بن بشير عند مسلم 2/ 597، 598 (877).

(2)

وفي رواية: "إذا فرغ من الفاتحة".

(3)

المسند 5/ 15. ورجاله ثقات. وفيه عنعنة لحسن. وقد رواه أحمد 5/ 7 عن سعيد عن قتادة عن الحسن. وبها أخرجه أبو داود 1/ 207 (779)، وابن ماجه 1/ 275 (844)، والترمذي 2/ 30 (251) وقال: حسن. وصحّحه ابن خُزيمة 3/ 35 (1578)، والحاكم 1/ 215، ووافقه الذهبي، وابن حبّان 5/ 113 (1807). ولكن الألباني ضعّف إسناده.

(4)

المسند 5/ 7. وإسناده صحيح. ومن طريق سعيد بن أبي عروبة أخرجه الترمذي 1/ 340 (182) ونقل عن البخاري عن علي بن عبد اللَّه (ابن المديني): حديث الحسن عن سمرة حديث صحيح، وقد سمع منه. وقال الترمذي: حديث سمرة في صلاة الوسطى حديث حسن، وهو قول أكثر العلماء من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم. وذكر أحاديث الباب. وصحّحه الألباني.

(5)

ما بين المعقوقين أخلّت به المخطوطة.

ص: 260

وقال: بَهز: "ويُدَمّى، ويُسَمّى فيه، ويُحلق" قال يزيد: "رأسُه"(1).

وقد اختلف في معنى قوله: ويُدَمّى، فقال قتادة: إذا ذُبِحَت العقيقةُ أَخذَ منها صوفة فيستقبل به أوداجها، ثم توضع على يافوخ الصبيّ ثم يغسل رأسه بعدُ ويحلق. ويروى عن الحسن أنّه قال: يُطلى رأُسه بدم العقيقة. وقد كَرِه هذا أكثرُ العلماء، منهم الزهري ومالك والشافعي وأحمد، وقالوا: كان هذا من عمل الجاهلية. وقالوا: قوله: "ويدمّى" غلط من همّام، وإنما هو "يُسَمّى" كذلك، رواه عن قتادة شعبةُ وسلّام بن أبي مطيع (2).

(2315)

الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد قال: حدّثنا قتادة عن الحسن عن سمرة:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "العُمرى جائزةٌ لأهلها - أو: ميراث لأهلها"(3).

وقد سبق بيان العمرى، وهو أن يقول: أَعْمَرْتُك هذه الدار، أو جَعَلْتُها لك عُمرك، أو مدّة حياتك، فإنها تكونُ له مدّة حياته، ولورثته من بعده، فإن لم يكن له ورثة كانت لبيت المال.

(2316)

الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "على اليد ما أخذت حتى تُؤَدِّيَه"(4).

(2317)

الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قتادة قال: حدّثني قُدامة بن وَبَرَة عن سمرة بن جندب:

(1) المسند 6/ 7. وهو حديث صحيح. وقد اتفق العلماء على سماع الحسن حديث العقيقة من سمرة، واختلفوا في غيره. وقد روى الحديث من طريق يزيد - الترمذي 3/ 85 (1522)، ومن طريق سعيد عن قُتادة ابن ماجه 2/ 1056 (3165)، والنسائي 7/ 166، وفيها كلها "يسمّى". ورواه أبو داود 3/ 106 (2837، 2838) عن همّام وسعيد كلاهما عن قتادة وفيه "يدمّى" وخطأ أبو داود هذه الرواية.

(2)

ينظر الكلام في هذه المسألة في كشف المشكل 4/ 171، والمغني 13/ 393، والفتح 9/ 593، وحواشي ابن حبّان 12/ 131، وفي حاشية كشف المشكل مصادر أخرى.

(3)

المسند 5/ 8. وهو حديث صحيح، وإسناده صحيح. ومن طريق سعيد في الترمذي 2/ 632 (1349) وذكر أحاديث الباب. وباختصار عن همّام عن قُتادة في أبي داود 3/ 1293 (3549). وصحّحه الألباني.

(4)

المسند 5/ 8. ومن طرق عن سعيد أخرجه الترمذي 3/ 1266. وحسّنه، وابن ماجه 2/ 802 (2400) وأبو داود 3/ 296 (3561)، وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبيّ 2/ 47، وحسّنه الألباني.

ص: 261

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من تركَ جُمْعةً في غير عُذر فليتصدَّق بدينار، فإن لم يَجِد فبنصف دينار"(1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا همّام عن قَتادة عن قُدامة عن سمرة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من فاتَتْه الجُمُعةُ فليتصدَّق بدينار أو نصف دينار"(2).

(2318)

الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بهز وعفّان قالا: حدّثنا همّام عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "جارُ الدار أحقُّ بالدار من غيره"(3).

(2319)

الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا همّام قال: حدّثني قتادة عن الحسن عن سمرة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نَكَحَ الوليّان (4) فهي للأول منهما. وإذا بِيع البيعُ من رجلين فهو للأول منهما"(5).

(2320)

الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز وعبد الصمد قالا: حدّثنا همّام عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال:

(1) المسند 5/ 8. ومن طرق عن همّام أخرجه أبو داود 1/ 277 (1503)، والنسائي 3/ 89، وابن خزيمة 3/ 178 (1861)، وابن حبّان 7/ 28، 29 (2788، 2789) قال البخاري في التاريخ 4/ 177: لا يصحّ حديث قدامة في الجمعة. وقال ابن خزيمة 3/ 177: لا أقف على سماع قتادة من قدامة بن وبرة. ولست أعرف قدامة بعدالة ولا جرح. وضعّف الألباني وشعيب الحديث.

(2)

المسند 5/ 14. وإسناده كسابقه - ينظر المصادر السابقة.

(3)

المسند 5/ 8. وهو حديث صحيح، والكلام فيه على سماع الحسن. وهو من طريق قتادة في سنن أبي داود 3/ 286 (3517)، والترمذي 3/ 650 (1368) قال الترمذي: حسن صحيح. وقد صحّ الحديث عند البخاري عن أبي رافع - ينظر الحديث (89).

(4)

في المسند: "إذا نكح المرأةَ الوليان".

(5)

المسند 5/ 8، وفيه سماع الحسن عن سمرة، وهو من طرق عن قتادة في سنن أبي داود 2/ 230 (2088) والنسائي 7/ 314، والترمذي 3/ 418 (1110) قال: حسن، والعمل على هذا عند أهل العلم. وصحّحه الحاكم والذهبيّ 2/ 175، وضعّفه الألباني.

ص: 262

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من توضّأ (1) فبها ونِعْمَتْ، ومن اغتسلَ فذاك أفضل"(2).

(2321)

الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا أبان قال: حدّثنا قتادة عن الحسن عن سمرة:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين في يوم مَطير: "الصلاة في الرِّحال"(3).

(2322)

الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا عَوف قال: حدّثني رجل قال: سمعت سمرة يخطُبُ على مِنبر البصرة وهو يقول:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ، وإنَّك إنْ تُرِدْ إقامة الضِّلَع تَكْسِرْها، فدارِها تَعِشْ بها"(4).

(2323)

الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا عوف عن أبي رجاء العُطاردي عن سمرة قال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مما يقول لأصحابه: "هل رأى أحدٌ منكم رؤيا؟ " قال: فيَقُصُّ عليه من شاءَ اللَّه أن يَقُصَّ. قال: وإنه قال لنا ذات يوم غداةً (5): إنه أتاني الليلةَ آتيان، وإنّهما ابتعثاني، وإنّهما قالا لي: انْطَلِقْ، وإنّي انطلقْتُ معهما، وإنّا أَتَينا على رجل مُضْطَجع، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بصخرة، وإذا هو يَهوي بالصخرة لرأسه فَيَثْلَغُ بها رأسهَ، فيتدهدأ (6) الحجرُ هاهنا، فيتبعُ الحجرَ يأخذه، فما يرجع إليه حتى يَصحَّ رأسُه كما كان،

(1) أي يوم الجمعة.

(2)

المسند 5/ 8، وإسناده كسابقته. وهو من طريق قتادة في سنن أبي داود 1/ 97 (354)، والترمذي 2/ 369 (479) وحسّنه وذكر أحاديث الباب، وذكر أن العمل عليه عند أهل العلم. وهو في سنن النسائي 3/ 94، وقال: ولم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة. وصحّحه ابن خزيمة 3/ 128 (1757). وحسّنه الألباني.

(3)

المسند 5/ 8، وفيه ما سبق، قال البوصيريّ في الإتحاف 2/ 116 (1317): رجال إسناد حديث سمرة ثقات.

(4)

المسند 5/ 8. وفيه رجل مجهول. ولكن أخرجه الطبرانيّ 7/ 244 (69992)، والحاكم والذهبي 4/ 174 وصحّحاه على شرط الشيخين، وابن حبّان 9/ 485 (4187) عن عوف بن أبي جميلة عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة. وهو إسناد صحيح. وله شواهد صحيحة. وينظر إتحاف المهرة 4/ 517 (4284).

(5)

في المسند والمصادر "ذات غداة".

(6)

ويروى "فيتدهدا" بالتسهيل، ويتدهده.

ص: 263

ثم يعودُ عليه فيفعلُ به مثلَ ما فعل المرّة الأولى. قال: قلت: سبحانَ اللَّه! ما هذان؟ قالا لي: انطلق انطلق.

فانطلقت معهما، فأَتَيْنا على رجل مُسْتَلِقٍ لقفاه، فإذا آخرُ قائمٌ عليه بكَلُّوب من حديد، وإذا هو يأتي أحدَ شِقَّي وجهه فيُشَرْشِرُ شِدْقَه إلى قفاه، ومِنْخَرَيه إلى قفاه، وعينيَه إلى قفاه. قال: ثم يتحوَّلُ إلى الجانب الآخر فيفعلُ به مثلَ ما فعل بالجانب الأول، فما يفرُغُ من ذلك الجانب حتى يَصِحَّ الأول كما كان، ثم يعودُ فيفعلُ به مثلَ ما فعل به المّرة الأولى. قال: قلتُ: سبحان اللَّه ما هذان؟ قالا لي: انطلق انطلق.

فانطلقنا فأتينا على مثل بناء التَّنُّور. قال عوف: وأحسبُ أنّه قال: وإذا فيه لَغَظٌ (1) وأصواتٌ. قال: فاطَّلَعْتُ فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفلَ منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهبُ ضَوْضَوا. قال: قلتُ: ما هؤلاء؟ قالا لي: انطلق انطلق.

[فانطلقْنا] فأتيْنا على نهر حَسِبْتُ أنّه قال: أحمرَ مثل الدّم، فإذا في النهر رجل يَسْبَجُ، وإذا على شطِّ النَّهْر رجلٌ قد جَمَعَ عنده حجارةً كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبحُ ما يسبحُ (2)، ثم يأتي ذلك الرجلَ قد جمع الحجارةَ فيفغَر له فاه فَيُلْقِمُه حَجرًا، قال: فينطلقُ فيسبحُ ما يسبحُ ثم يرجعُ إليه، كلّما رجع إليه فغرَ له فاه فألقَمَه حجرًا. قال: قلتُ: ما هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق. فانطلقْتُ، فأتينا على رجلٍ كريه المِرآة كأكره ما أنت راءٍ رجلًا مِرآةً، فإذا هو عند نارٍ له يَحُشُّها ويسعى حولها. قال: قلتُ: ما هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق.

فانطلقتُ، فأتينا على روضة مُعْشِبة (3)، فيها من كلّ نَور الربيع، قال: وإذا بين ظهرانيَ الرَّوضةَ رجلٌ قائم طويل لا أكادُ أرى رأسَه طولًا في السماء، وإذا حولَ الرجل من أكثر ولدانٍ رأيتُهم قطُّ. قلتُ لهما: ما هذا؟ ما هؤلاء؟ قالا لي: انطلق انطلق.

قال: فانطلقتُ فأتيْنا على دَوْحة (4) عظيمة لم أرَ دوحةً قطُّ أعظمَ منها ولا أحسن.

(1) اللغط: الأصوات المختلطة.

(2)

لم يرد في المسند "وإذا شطّ النهر. . . يسبح" وهي من البخاري.

(3)

رواية البخاري "مُعْتِمة". أو "مُعْتَمَّة" أي: غطّاها الخصب.

(4)

رواية البخاري "إلى روضة".

ص: 264

قال: فقالا لي: ارقَ فيها. قال: فارتَقَيْنا فانتهيتُ إلى مدينة، لَبِنةٌ منها ذهبٌ ولَبِنةٌ فضّة، فأَتَينا على باب المدينة فاستفتَحْنا، ففُتِحَ لنا فدخلْنا، فتلقّانا فيها رجال شَطرٌ من خلقهم كأحسنِ ما أنت راءٍ، وشَطرَ كأقبح ما أنت راءٍ. قال: فقالا لهم: اذهبوا فقَعُوا في ذلك النهر، فإذا نهرٌ معترض، يجري كأنما هو المَحض (1) من البياض. قال: فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا وقد ذهب ذلك السُّوء عنهم وصاروا في أحسن صورة. قال: فقالا لي: هذه جنة عدن، وهذاك منزلك. قال: فسما بصري صُعُدًا (2) فإذا قصرٌ مثلُ الرّبابة البيضاء. قالا لي: هذاك منزلك. قال: قلت لهما: بارك اللَّه فيكما، ذَراني فلأدخلْه. قال: قالا لي: أما الآن فلا، وأنت داخله.

قال: قلت: فإني رأيت منذ الليلة عجبًا، فما هذا الذي رأيتُ؟ قالا لي: إنا سنخبرك.

أما الرجل الأول الذي أتيتَ عليه يُثْلَغُ رأسُه بالحجر، فإنّه رجل يأخذ القرآن فيرفضُه، وينامُ عن الصلاة المكتوبة.

وأما الرجل الذي أتيتَ عليه يُشَرْشَرُ شِدْقُه إلى قفاه، وعيناه إلى قفاه، ومنخراه إلى قفاه، فإنّه الرجلُ يغدو من بيته فيكذب الكذبةَ تبلُغُ الآفاق.

وأما الذي في بناء التَّنُّور (3) فإنهم الزُّناة والزَّواني.

وأما الرجل الذي يسبح في النهر ويُلْقَمُ الحجارة، فإنّه آكل الربا.

وأما الرجل الكريه المِرآة الذي عند النّار يَحُشُّها فإنّه مالكٌ خازن جهنم.

وأما الرجل الطويل الذي رأيتَ في الرَّوضة، فإنّه إبراهيم عليه السلام. وأما الوِلدانُ الذين حوله فكلُّ مولود مات على الفطرة. قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول اللَّه، وأولاد المشركين؟ قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وأولادُ المشركين".

وأما القومُ الذي كانوا شَطرٌ منهم حسنٌ وشَطْرٌ منهم قبيح (4)، فإنهم خلطوا عملًا

(1) المحض: اللبن الخالص.

(2)

أي ارتفع كثيرًا.

(3)

في المسند "وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناه التنور. . . ".

(4)

رواية المسند "كان شطر منهم حسنًا وشطر قبيحًا". ورواية البخاري: "كانوا. . . قبيحًا". وكلّها روايات موجّهة. ينظر الفتح 12/ 445.

ص: 265

صالحًا وآخرَ سيئًا، فتجاوز اللَّه عز وجل عنهم (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا جرير بن حازم قال: سمعت أبا رجاء العُطارديّ يحدّث عن سمرة بن جندب قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا صلّى الغداةَ أقبلَ علينا بوجهه فقال: "هل رأى أحدٌ منكم الليلة رؤيا؟ " قال: فإن كان أحدٌ رأى تلك الليلة رؤيا قصّها عليه، فيقول فيها ما شاء اللَّه أن يقولَ، فسألَنا يومًا فقال:"هل رأى أحدٌ منكم الليلةَ رؤيا" قال: فقلْنا: لا. قال: "لكن أنا رأيتُ الليلةَ رجُلَين أتَياني فأخذا بيدي، فأخْرَجاني إلى فضاء أو أرض مستوية، فمرّا بي على رجل، ورجلٌ قائم على رأسه، بيده كَلُّوب من حديد فيُدْخِلُه في شدقه فيُشقُّه حتى يبلغَ قفاه، ثم يُخْرِجُه فيُدْخِلُه في شِقَّه الآخر، ويلتئم هذا الشِّقُّ، فهو يفعلُ ذلك به. قال: قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق.

فانطلقتُ معهما، فإذا رجلٌ مُسْتَلْقٍ على قَفاه ورجلٌ قائمٌ بيده فِهر (2) - أو صخرة، فيَشْدَخُ بها رأسَه، فيتدهدأ الحجرُ، فإذا ذهب ليأخذَه عاد رأسُه كما كان، فيصنعُ مثل لك، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق.

فانطلقْتُ معهما، فإذا بيتٌ مبنيٌّ علي بناء التّنُّور، أعلاه ضَّيفٌ وأسفلُه واسع، يوقَدُ تحتُه نارٌ، فيه رجال ونساء عُراة، فإذا أُوقِدَت ارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا، فإذا خَمَدَت رجَعوا فيها، فقلْتُ: ما هذا؟ قالا لي: انطلق.

فانطلقتُ، فإذا نهر من دم فيه رجلٌ، وعلى شاطىء النهر رجل بين يديه حجارة، فيُقْبِلُ الرجلُ الذي في النهر، فإذا دنا ليخرج رمى فيه حجرًا فرجع إلى مكانه. فهو يفعل ذلك به، فقلتُ: ما هذا؟ فقالا: انطلق.

فانطلقت، فإذا روضةٌ خضراء، فإذا فيها شجرة عظيمة، وإذا شيخٌ في أصلها حولَه

(1) المسند 5/ 8. وقد رواه البخاري يطوله عن مؤمل عن إسماعيل بن إبراهيم عن عوف 12/ 438 (7047). وأخرج مسلم 4/ 1781 (2275) من طريق أبي رجاء: "كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا صلّى الصبح أقبلَ علينا بوجهه، فقال: "هل رأى أحدٌ منكم البارحة رؤيا؟ ".

(2)

الفِهر: الحجر.

ص: 266

صِبيانٌ، وإذا رجل قريب منه بين يديه نار، فهو يَحُشّها ويُوقدها، فصعدا بي في الشجرة فأدخَلاني دارًا لم أرَ قطُّ أحسنَ منها، فإذا فيها رجال وشباب، وفيها نساءٌ وصِبيان، فأخرجاني منها، فصَعِدا بي في الشجرة، فأدخلاني دارًا هي أحسنُ وأفضل، فيها شيوخ وشباب، فقلت لهما: أما إنّكما قد طوَّفْتُماني منذ الليلة، فأخبِراني عمّا رأيتُ. قالا: نعم.

أما الرجل الأول الذي رأيتَ فإنّه رجل كذّاب، يكذِبُ الكذبة فتُحْمَلُ عنه في الآفاق، فهو يُصنعُ به ما رأيتَ إلى يومِ القيامة، ثم يصنع اللَّه تبارك وتعالى به ما يشاء.

وأما الرجل الذي رأيتَ إلى يومِ القيامة، ثم يصنع اللَّه تبارك وتعالى به ما يشاء.

وأما الرجل الذي رأيتَ مستلقيًا، فرجلٌ آتاه اللَّه تبارك وتعالى القرآنَ، فنام عنه بالليل ولم يعمل بما فيه بالنهار، فهو يُفعل به ما رأيتَ إلى يوم القيامة.

وأما الذي رأيتَ في التَّنُّور فهم الزُّناة.

وأمّا الذي رأيتَ في النهر فذلك آكل الربا.

وأما الشيخ الذي رأيتَ في أصل الشجرة فذاك إبراهيم عليه السلام. وأما الصِّبيان الذين رأيت فأولاد النّاس.

وأما الرجل الذي رأيت يُوقِدُ النارَ ويَحُشُّها فذاك مالك خازن النارَ، وتلك النّار. وأما الدّار التي دخلْتَ أوّلًا فدار عامّة المؤمنين. وأما الدارُ الأخرى فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل. ثم قالا لي: ارفعْ رأسك، فرفعت فإذا كهيئة السحاب، فقالا لي: وتلك دارُك. فقلتُ لهما: دَعاني أدخلْ داري، فقالا: إنه قد بقي لك عمل لم تَسْتَكمِلْه، فلو استكمَلْتَه دَخَلْتَ دارَك (1).

الطريقان متّفق عليهما (2).

قوله: يَثْلَغُ بها رأسَه: أي يشدخه. والشَّدْخ: فَضْخُ الشيءِ الرَّطب بالشيء اليابس. وقوله: فيتدهدأ الحجر: أي يتدحرج.

ويشرشر شدقه: أي يقطعه ويشقّه.

(1) المسند 5/ 14. وفي البخاري 3/ 251 (1386) من طريق موسى بن إسماعيل عن جرير، وفيه: قال يزيد ووهب بن جرير بن حازم. . .

(2)

ذكرنا ما أخرج مسلم منه. وينظر الجمع 1/ 377 (609).

ص: 267

وضَوضَوا: ضجّوا وصاحوا بما لا يفهم منه إلا الاستغاثة.

وقوله: كريه المرآة: يعني المنظر.

ويَحُشُّها: يوقدها.

والدوحة: الشجرة العظيمة.

والربابة: السحابة.

(2324)

الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عَوانة قال: حدّثنا عبد الملك بن عُمير عن حُصين بن أبي الحُرّ عن سمرة بن جندب قال:

دخْلتُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فدعا الحجّامَ، فأتاه بقُرون فألزمه إياها، ثم شَرَطَه بشَفْرة، فدخل أعرابيٌّ من بني فَرازةَ، فلما رآه يَحْتَجِمُ ولا عهدَ له بالحِجامة ولا يعرفها، قال: ما هذا يا رسول اللَّه؟ علام تَدَع هذا يَقْطَعُ جِلدَك؟ قال: "هذا الحَجْمُ" قال: وما الحَجْمُ؟ قال: "هو خيرُ ما يتداوى به النّاس"(1).

(2325)

الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: أخبرنا محمّد بن أبي عديّ عن داود - يعني ابنَ أبي هند عن أبي قَزَعة عن الأسقع بن أبي الأسقع عن سمرة بن جندب:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "ما تحتَ الكعبين من الإزار في النّار"(2).

(2326)

الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة:

أن نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "سامٌ أبو العرب، وحامٌ أبو الحَبَش، ويافِثُ أبو الرُّوم"(3).

(2327)

الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا سلّام بن أبي مطيع عن قَتادة عن الحسن عن سمرة قال:

(1) المسند 5/ 9. ومن طريق أبي عوانة في المعجم الكبير 7/ 186 (6785) قال الهيثمي 5/ 95 وقد نسبه للطبراني: رجاله رجال الصحيح، خلا حُصين بن أبي الحرّ، وهو ثقة. وصحّحه الحاكم 4/ 208 من طريق عبد الملك بن عمير، ووافقه الذهبي، مع أن حصينًا لم يخرج له الشيخان، وهو ثقة.

(2)

المسند 5/ 15، رجاله رجال الصحيح غير الأسقع، وهو ثقة. قال البوصيري - الإتحاف 6/ 92 (5539). هذا إسناد حسن لقصور قزعة. . . رقد روى البخاري الحديث عن أبي هريرة 10/ 256 (5887).

(3)

المسند 5/ 9. وهو من طريق سعيد بن أبي عروبة في الترمذي 5/ 341 (3231). وفيه تدليس الحسن. وقد ضعّفه الألباني.

ص: 268

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الحَسَبُ المالُ، والكَرَم التَّقْوى"(1).

(2328)

الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس وحُسين قالا: حدّثنا شيبان عن قتادة سمع أبا نضرة يحدّث عن سمرة بن جندب:

أنّه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ منهم مَنْ تأخُذُه النارُ إلى كعبَيه، ومنهم مَن تأخُذُه النّار إلى ركبتَيه، ومنهم مَن تأخُذُه النارُ إلى حُجْزته، ومنهم مَنْ تأخُذُه النّار إلى تَرْقُوته".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(2329)

الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عَوانة قال: حدّثنا قتادة عن الحسن عن سمرة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قَتَل عبدَه قَتَلْناه، ومن جَدَعَه جَدَعْناه"(3).

قال ابن قتيبة: إنما أراد الترهيب ولم يُرِد إيقاعَ الفعل.

(2330)

الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال: حدّثني حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن سمرة بن جندب:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الْبَسوا الثيابَ البِيض، فإنّها أطهرُ وأطيبُ، وكَفِّنوا فيها موتاكم"(4).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن أبي قلابة عن سمرة قال:

(1) المسند 5/ 10. وابن ماجة 2/ 1410 (4219)، والترمذي 5/ 363 (3271) وقال: حسن صحيح غريب. وصحّحه الألباني لغيره - الإرواء 6/ 270 (1870).

(2)

المسند 5/ 10. وهو في مسلم 4/ 2185 (2845) من طريق يونس بن محمد عن شيبان عن قتادة عن أبي نضرة المنذر بن مالك - وهو من رجال مسلم. وحسين بن محمد المروزي من رجال الشيخين.

والحُجْزة: مقعد الأزار. والتَّرْقُوة: العظم ما بين ثغرة النحر والعاتق، وهما تَرْقُوتان.

(3)

المسند 5/ 11، عن أبي النضر عن شعبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة، قال الإمام أحمد: ولم يسمعه منه. وهذا التصريح يضعف إسناد الحديث. وقد رواه أصحاب السنن من طريق عن قتادة: النسائي 8/ 20، 21، 26، وأبو داود 4/ 176 (4515)، وابن ماجة 2/ 888 (2663) والترمذي 8/ 14 (1414) وقال: حسن غريب. وضعّفه الألباني.

(4)

المسند 5/ 13. ورجاله ثقات، ولكن ميمونًا لم يسمع من الصحابة. ومن طريق سفيان عن حبيب أخرجه الترمذي 5/ 109 (2810) وقال: حسن صحيح. وفى الباب عن ابن عباس وابن عمر. ومثله في ابن ماجة 2/ 1181 (3567) ولم يذكر تكفين الموتى.

ص: 269

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عليكم بهذه البياض، فَلْيَلْبَسْها أحياؤُكم، وكفِّنوا فيها موتاكم، وإنّها من خير ثيابكم"(1).

(2331)

الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا شيبان بن عبد الرحمن عن عبد الملك عن زيد بن عقبة الفَرازي قال:

دخلْتُ على الحجّاج بن يوسف فقُلْتُ: أصلحَ اللَّهُ الأمير، ألا أُحَدِّثُك حديثًا حدَّثَنيه سمرة بن جندب عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى. قال:

سَمِعْتُه يقول: "المسائلُ كَدٌّ يَكُدُّ بها الرجلُ وجهَه، فمن شاءَ أبقى على وجهه، ومن شاء تركَ، إلّا أنْ يسألَ رجلٌ ذا سلطان، أو يسألَ في أمرٍ لا بُدَّ منه"(2).

(2332)

الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا زهير عن منصور عن هلال بن يساف عن رَبيع بن عُمَيلة عن سمرة بن جندب قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ الكلام إلى اللَّه عز وجل أربع: لا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، وسبحان اللَّه، والحمدُ للَّه، لا يَضُرُّك بأيِّهنّ بدأْتَ.

لا تُسَمَّيَنّ غُلامَك يَسارًا ولا رَباحًا ولا نَجيحًا ولا أفلحَ، فإنك تقول: أثَمَّ هو؟ فلا يكون، فيقول: لا" إنّما هنّ أربع، ولا تَزِيدُنّ عليّ.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(2333)

الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا عمر بن إبراهيم قال: أخبرنا قتادة عن الحسن عن سمرة:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الميِّتُ يُعَذَّبُ بما نِيحَ عليه"(4).

(1) المسند 5/ 12. ورجاله ثقات، إلا أن قلابة لم يسمع سمرة. وأخرجه النسائي 4/ 34 من طريق أيوب. وينظر المستدرك 4/ 185، والفتح 32/ 135. وقد صحّح الألباني الحديث.

(2)

المسند 5/ 10، ورجاله رجال الصحيح غير زيد، وهو ثقة. ومن طريق عبد الملك أخرجه الترمذي 3/ 65 (681) قال: حسن صحيح، والنسائي 5/ 100، وأبو داود 2/ 119 (1639) وصحّحه الألباني.

(2)

المسند 5/ 10. ومسلم 3/ 1685 (2127) من طريق زهير بن محمد ومن طريق أخر. وحسن بن موسى من رجالهما.

(4)

المسند 5/ 10. والمعجم الكبير 7/ 215 (6896). قال الهيثمي 3/ 19، وفيه عمر بن إبراهيم الأنصاري، وفيه كلام، وهو ثقة. وسبق أن عمر ضعيف في روايته عن قتادة. وللحديث شاهد في مسند عمر - الجمع 1/ 100 (24).

ص: 270

(2334)

الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا سعيد بن بَشير قال: حدّثنا قتادة عن الحسن عن سمرة قال:

أمرَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن نَعْتَدِلَ في الجلوس، ولا نَسْتَوْفِزَ (1).

(2335)

الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج بن النُّعمان قال: حدّثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "احْضُروا الجمعة، وادْنُوا من الإمام، فإنّ الرجلَ لَيَتخَلَّفُ عن الجمعة حتى إنّه لَيَتَخَلَّفُ عن الجنّة وإنّه لمن أهلها"(2).

(2336)

الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا أشعث عن الحسن عن سمرة بن جندب:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من صلّى صلاة الغداة فهو في ذِمّة اللَّه، فلا تُخْفِروا اللَّهَ تعالى في ذِمّته"(3).

(2337)

الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود الطيالسي قال: حدّثنا عمران عن قتادة عن الحسن عن سمرة:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى أن يَخْطُبَ الرجلُ على خِطبة أخيه، أو يبتاعَ على بيعه (4).

(2338)

الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا عمر ابن إبراهيم قال: حدّثنا قتادة عن الحسن عن سمرة:

(1) المسند 5/ 10، والمعجم الكبير 7/ 213 (6884). وسعيد بن بشير الأزدي ضعيف - التقريب 1/ 203، والحسن لم يصرّح بالسماع.

(2)

المسند 5/ 10، والمعجم الكبير 7/ 206 (6854) من طريق الحكم. وفي المعجم الصغير 5/ 188 (4368) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة. وقال: لم يروه عن قتادة إلا سعيد بن بشير! وقال في المجمع 2/ 180: بعد أن نسبه إلى الصغير: وفيه الحكم بن عبد الملك، وهو ضعيف! والحكم وسعيد ضعيفان. وهو في سنن أبي داود من طريق هشام عن قتادة عن حيي بن مالك عن سمرة 1/ 289 (1108). وحسنه الألباني.

(3)

المسند 5/ 10، وابن ماجة 2/ 1301 (3946). قال البوصيري: إسناده صحيح إن كان الحسن سمع منه مرة. وصحّحه الألباني.

(4)

المسند 5/ 11، ومسند الطيالسي (912). قال الهيثمي 4/ 279: وفيه عمران القطّان وثّقه أحمد وابن حبّان، وفيه ضَعف. وله شاهد في الصحيحين عن ابن عمر - الجمع 2/ 233 (1359).

ص: 271

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لما حَمَلَت حوّاءُ طاف بها إبليسُ، وكان لا يعيشُ لها ولد، فقال: سَمَّيه عبدَ الحارث فإنّه يعيشُ، فسَمَّتْه (1) عبدَ الحارث، فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره"(2).

(2339)

الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليُّ بن عبد اللَّه قال: حدّثنا معاذ قال: حدّثني أبي عن مطر عن الحسن عن سمرة:

أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى أن تُتَلَقَّى الأجلابُ حتى تبلُغَ الأسواقَ، أو يبيعَ حاضرٌ لبادٍ (3).

(2340)

الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج بن النعمان قال: حدّثنا هُشَيم عن يونس عن الحسن عن سمرة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يوشِك أن يملأَ اللَّهُ عز وجل أيديَكم من العجم، ثم يكونون أُسْدًا لا يَفِرُّون، فيقتلون مقاتِلَتَكم، ويأكلون فَيْأكَم"(4).

(2341)

الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن إسماعيل -يعني ابن أبي خالد- عن عامر عن سمرة بن جندب:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى الفجرَ ذات يوم، وقال:"هاهنا من بني فلان أجد؟ " مرّتين. فقال رجلٌ: هو ذا، فكأنّي أسمع صوت النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ صاحبَكم قد جَلَسَ على باب الجنّة بدَين عليه"(5).

(1) في المسند "فسمّوه". وما هنا موافق لما في الترمذي.

(2)

المسند 5/ 11، والترمذي 5/ 250 (3077) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة، ورواه بعضهم عن عبد الصمد، ولم يرفعه. وعمر بن إبراهيم شيخ بصري وقد ضعّفه الألباني، وتحدّث عنه في الضعيفة 1/ 438 (342). وقد أعلّ ابن كثير الحديث في التفسير (الأعراف 190) من ثلاثة أوجه. . فليراجع. .

(3)

المسند 5/ 11، والمعجم الكبير 7/ 223 (6929، 6930) من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن مطر الورّاق. قال الهيثمي 4/ 85: رجال أحمد رجال الصحيح. وقد صحّ الحديث عن الشيخين عن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة - ينظر الجمع 2/ 27، 234 (1008، 1360)، 3/ 125 (2336).

(4)

المسند 5/ 11، وهشيم والحسن لم يصرّحا بالتحديث. وفي 5/ 17 أخرجه عن عفّان عن حمّاد بن سلمة عن يونس عن الحسن. ومن طريق حمّاد عن يونس بن عُبيد أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 222 (6921). وحكم الهيثمي على رجال أحمد بأنهم رجال الصحيح - المجمع 7/ 313. وقال ابن كثير في الجامع 5/ 53 (3854): تفرّد به أحمد. وقد صحّح الحاكم 4/ 519 الحديث بإسناده إلى حذيفة، ولم يوافقه الذهبي.

(5)

المسند 5/ 13. ورجاله رجال الشيخين وصحّحه الحاكم والذهبي 2/ 25.

ص: 272

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا الثَّوري قال: حدّثني أبي عن الشَّعبي عن سِمعان بن مُشنِّج عن سمرة بن جندب قال:

كنّا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال: "هاهنا من بني فلان أحد؟ " قالها ثلاثًا. فقام رجل، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ما مَنَعَكَ في المرّتَين الأُولَيين أن تكونَ أَجَبْتَني؟ أما إنّي لم أُنَوِّهْ بك إلا لخير. إنّ فلانًا -لرجلٍ منهم مات- إنه مأسورٌ بدَينه".

قال: فلقد رأيتُ من تَحزَّن له (1) قَضَوا عنه حتى ما جاء أحدٌ يطلُبُه بشيء (2).

(2342)

الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الوهاب الخَفّاف ومحمد بن بِشر قالا: حدّثنا بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من أحاطَ حائطًا على أرضٍ فهي له"(3).

(2343)

الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عاصم قال: حدّثنا سليمان التَّيمي عن أبي العلاء بن الشِّخِّير عن سمرة بن جندب قال:

بينما نحن عند النبيّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بقَصْعةٍ فيها ثريد. قال: فأكلَ وأكلَ القوم، فلم يَزَلْ يتداولونها إلى قريبٍ من الظهر، يأكلُ كلُّ قوم ثم يقومون، ويجيءُ قومٌ فيتعاتبونه. قال: فقال له رجل: هل كانت تُمَدُّ بطعام؟ قال: أمّا من الأرض فلا إلا أن تكون كانت تُمَدُّ من السماء (4).

(1) في المسند "فلقد رأيت أهله ومن يتحزّن له. . . ".

(2)

المسند 5/ 20. ورجاله رجال الصحيح عدا سمعان، وهو صدوق. التقريب 1/ 230 والحديث من طريق عبد الرزّاق في النسائي 7/ 315، ومن طريق سعيد أبي سفيان في أبي داود 3/ 246 (3341). وحسّنه الألباني. قال الإمام البخاري في التاريخ 4/ 204: ولا نعلم لسمعان سماعًا من سمرة، ولا للشَّعبي سماعًا من سمعان.

(3)

المسند 5/ 12، 21. وهو من طريق أحمد عن محمد بن بشر في سنن أبي داود 3/ 179 (3077)، وضعّفه الألباني لعنعنة الحسن. وينظر الإرواء 5/ 355، وإتحاف المهرة 4/ 341 - 343.

(4)

المسند 5/ 12. ورجاله رجال الصحيح عدا علي، صدوق يخطىء التقريب 1/ 415. ولكنه متابع، فقد أخرجه أحمد عن يزيد عن سليمان به 5/ 18، وهذا إسناد صحيح. ومن طريق يزيد في الترمذي 5/ 553 (3625) وقال: حسن صحيح. وصحّحه الحاكم والذهبي 2/ 618، وابن حبّان 14/ 463 (6529). والألباني.

ص: 273

(2344)

الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشيم قال: حدّثنا حُمَيد عن الحسن قال:

جاءَه رجل فقال: إنّ عبدًا أَبَقَ، وإنَّه نَذَرَ إنّ قَدَرَ عليه أن يَقْطَعَ يَده. فقال الحسن: حدّثنا سمرة قال:

قل ما خطبَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم خُطبةً إلا أمرَ فيها بالصَّدقَة ونهى عن المُثْلة (1).

(2345)

الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا هشام، كلاهما (2) عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "البَيِّعان بالخِيار ما لم يَتَفَرّقا"(3).

(2346)

الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبْدَةُ قال: حدّثنا شُعبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال:

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيع الحيوان بالحيوان نَسيئةً (4).

(2347)

الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا أبو مالك الأشجعي عن نُعيم بن أبي هند عن ابن سمرة بن جندب عن أبيه قال:

(1) المسند 5/ 12، وفيه تصريح بسماع الحسن من سمرة على خلاف ما هو مشهور. وهو في شرح مشكل الآثار 5/ 70 (1821) من طريق هشيم، وفيه تصريح هشيم والحسن أيضًا بالسماع. وصحّح المحقّق إسناده على شرطهما. وفي سنن أبي داود 3/ 53 (2667) عن محمد بن المثنى عن معاذ عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن الهيّاج بن عمران: أن عمران أبق له عبد. . . وأن أرسل الهياج ليسأل له سمرة، فقال له سمرة ذلك. وصحّحه الألباني.

(2)

أي سعيد وهشام.

(3)

المسند 5/ 12، 17. وهو حديث صحيح، وعلّته في سماع الحسن من سمرة. وقد روى الحديث من طرق عن قتادة: ابن ماجة 2/ 736 (2183)، والنسائي 7/ 251، وصحّحه الحاكم والذهبي 2/ 15. وله شواهد صحيحة.

(4)

المسند 5/ 12، وسنن ابن ماجة 2/ 763 (2270) ومن طريق سعيد في النسائي 7/ 292. وصحّحه الألباني. وشواهده في الصحيحين.

ص: 274

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قَتَلَ فله السَّلَب"(1).

(2348)

الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا [الحجّاج (2) عن قتادة عن الحسن عن سمرة] قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اقتلوا شيوخ المشركين واسْتَحْيُوا شَرْخَهم"(3).

قال أحمد بن حنبل: الشيخُ لا يكاد يُسْلِمُ، والشابُّ يُسْلِمُ، كأنّه أقرب إلى الإسلام. والشَّرخ: الشباب (4).

(2349)

الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية عن حجاج عن سعيد بن عبيد (5) بن زيد بن عُقبة عن أبيه عن سمرة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالا: "إذا سُرِقَ من الرجل متاعٌ، أو ضاع له مَتاعٌ، فوجده بيد رجلٍ بعينه فهو أحقُّ به، ويرجعُ المشتري على البائع بالثمن"(6).

(2350)

الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب:

أن نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إنّ الدّجّال خارجٌ، وهو أعورُ عينِ الشمال، عليها ظَفْرة (7)

(1) المسند 5/ 12. وجعل الطبراني الحديث في المعجم الكبير 7/ 245 (6995) وما بعده، تحت: سليمان بن سمرة عن أبيه. وسليمان مقبول كما قال ابن حجر - التقريب 1/ 225. وأخرجه ابن ماجة 2/ 497 (2838) من طريق أبي معاوية، ولم يُسَمّ ابن سمرة، ولكن قال في الزوائد: في إسناده سليمان بن سمرة، ذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن القطّان: حالة مجهول، وباقي رجاله موثقون. وصحّحه الألباني.

(2)

ورد في الأصل " (حدّثنا أبو مالك. . .) " مكّررًا سند الحديث السابق، وهو خطأ.

(3)

المسند 5/ 12. والحجّاج بن أرطاة مدلّس، والحسن معنعن. ومن طريق هشيم عن حجّاج أخرجه أبو داود 3/ 54 (2670)، ومن طريق سعيد بن بشير -وهو ضعيف- عن قتادة أخرجه الترمذي 4/ 123 (1583) وقال: حديث حسن صحيح غريب. وذكر أنّه رواه الحجّاج عن قتادة. وضعّفه الألباني.

(4)

ينظر تمام النصّ في المسند 5/ 13 إثر الحديث السابق.

(5)

الصواب: إسقاط "عبيد" ينظر الأطراف 4/ 81، وتهذيب الكمال 3/ 181، 5/ 73، والضعيفة، وحاشية الأطراف 2/ 515.

وينظر الحديث الأول من مسند سمرة.

(6)

المسند 5/ 13، وابن ماجة 2/ 781 (2331). قال في الزوائد: روى بعضه أبو داود، وفي إسناد المصنف حجّاج بن أرطاة، وهو مدلّس. وضعفّه الألباني - الضعيفة 4/ 131 (1627).

(7)

الظفرة: جلدة تغطي العين.

ص: 275

غليظة، وإنه يُبْرِىءُ الأكمهَ والأبرصَ، ويُحيي الموتى، ويقول للناس: أنا ربُّكم، فمن قال: أنتَ ربّي، فقد فُتِنَ، ومن قال: ربّي اللَّه، حتى يموت، فقد عُصِم فتنتُه، ولا فتنةَ عليه ولا عذاب. فيلبَثُ في الأرض ما شاء اللَّهُ، ثم يجيءُ عيسى ابن مريم من قِبَلِ المغرب مصدّقًا بمحمّد وعلى ملَته، فيقتُلُ الدّجّال، ثم إنّما هو قيام الساعة" (1).

(2351)

الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا قتادة عن الحسن عن سمرة:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "نزل القرآن على سبعة أحرف"(2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة. . . فذكره، لكنه قال:

"أُنْزِلَ القرآنُ على ثلاثة أحرف"(3).

(2352)

الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا حسين -يعني المُعَلّم- قال: حدّثنا ابن بُرَيدة -يعني عبد اللَّه- أنّه سمع سمرة بن جندب يقول:

إنه لَيَمْنَعُني أن أتكلَّمَ بكثيرٍ ممّا كنتُ أسمعُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّ هاهنا من هو أكبرُ منّي، وكنتُ ليلتئذٍ غُلامًا، وإنْ كنتُ لأحفظُ ما أسمع منه:

صلَّيتُ وراءَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على أمِّ كعب، ماتت وهي نُفَساء، فقام رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم للصلاة عليها وسطها.

(1) المسند 5/ 13، والمعجم الكبير 7/ 221 (6919). والحديث صحيح، وبه عنعنة الحسن. قال الهيثمي في المجمع 7/ 339: رواه الطبراني وأحمد، ورجاله رجال الصحيح.

(2)

المسند 5/ 16. وإسناده صحيح، وفيه ما يقال في الحسن وسماعه من سمرة. وقد صحّ الحديث، من ذلك ما رواه الشيخان عن عمر: الجمع 1/ 111 (31).

(3)

المسند 5/ 22. وإسناده كسابقه. وبهذا الإسناد صحّحه الحاكم 2/ 223 وقال: قد احتجّ البخاري برواية الحسن عن سمرة أن حديث العقيقة فقط، واحتجّ مسلم بأحاديث حمّاد بن سلمة، وهذا الحديث صحيح وليس له علة. ووافقه الذهبي. وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 8/ 135 (3119)، وتحدّث عن توجيه الحديث. ولكن هذا الحديث مخالف للروايات الكثيرة في نزول القرآن على سبعة أحرف.

ص: 276

أخرجاه في الصحيحين (1).

(2353)

الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة بن جندب:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من روى عنّي حديثًا وهو يرى أنّه كَذِبٌ فهو أحد الكاذبين".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(2354)

الحديث السادس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن سِماك قال: سمعتُ المُهَلَّب يخطُبُ قال: قال سمرة بن جندب:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُصَلُّوا حينَ تَطْلُعُ الشمسُ ولا حين تَسْقُطُ، فإنّها تَطْلُعُ بين قرنَي شيطان وتغرُب بين قرنَي شيطان"(3).

(2355)

الحديث السادس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا زهير قال: حدّثنا الأسود بن قيس قال: حدّثني ثعلبة بن عِباد العَبدي قال:

شهدتُ يومًا خُطبةً لسمرة بن جندب، فذكر في خطبته حديثًا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: بينا أنا وغلام من الأنصار نرمي في غرضَين لنا على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كانت الشمسُ قِيدَ رُمحين أو ثلاثة في عين الناظر، اسودَّت حتى أضَتْ كأنّها تَنّومة، فقال أحدُنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد، فواللَّه لَيُحْدِثَنَّ شأنُ هذه الشمس لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أمّته حَدَثًا، فدَفَعْنا إلى المسجد. فإذا هو بأَزَرٍ. قال: ووافَقْنا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى النّاس، فاستقدَم (4)، فقامَ بنا كأطول ما قامَ بنا في صلاةٍ قطُّ، لا نسمعُ له صوتًا، ثم ركعَ كأطولِ ما ركع بنا في صلاة قطّ، لا نسمعُ له صوتًا، ثم سجدَ بنا كأطولِ ما سجد بنا في صلاة قطّ، لا نسمعُ له صوتًا، ثم فعلَ في الركعة الثانية مثل ذلك، فوافق تَجَلّيَ الشمسِ جلوسُه في الركعة الثانية. قال زهير: حسبتُه قال: فسلّم.

(1) المسند 5/ 19، والبخاري 3/ 201 (1331، 1332)، ومسلم 2/ 664 (964).

(2)

المسند 5/ 14. ومسلم - المقدمة 1/ 9 عن وكيع عن شعبة. ويزيد من رجال الشيخين.

(3)

المسند 5/ 15. قال الهيثمي 2/ 229: رجاله أحمد ثقات. وقال البوصيري في الإتحاف 2/ 86 (1252) هذا إسناد حسن، المهلب بن أبي صفرة ذكره ابن حبان في الثقات، وسماك مختلف فيه. . . وباقي رجال الإسناد ثقات. وللحديث شواهد صحيحة.

(4)

استقدم: تقدّم.

ص: 277

فحَمِدَ اللَّه وأثنى عليه، وشَهِد أنّه عبدُ اللَّه ورسولُه، ثم قال:"أيُّها النّاس، أَنْشُدُكم اللَّهَ إن كنتُم تعلمون إنّي قَصَّرْتُ عن شيء من تبليغ رسالاتِ ربّي عز وجل لَما أخبرتموني ذلك"(1). قال: فقام رجل فقالوا: نشهدُ أنّك قد بَلَّغْتَ رسالاتِ ربِّك، ونَصَحْتَ لأُمّتك، وقَضَيْتَ الذي عليك.

ثم قال: "أما بعد، فإن رجالًا يزعمون أن كسوفَ هذه الشمسِ وكسوفَ هذا القمر وزوالَ هذه النجوم عن مطالعها لِموت رجال عُظماء من أهل الأرض، وإنّهم كذبوا، ولكنها آيات من آيات اللَّه تبارك وتعالى، يعتبرُ بها عبادُه، فينظرُ من يُحْدِثُ له منهم توبة. وايمُ اللَّه، لقد رأيتُ منذُ قمتُ أصلّي ما أنتم لاقون في أمر دنياكم وآخرتكم، وإنّه واللَّه لا تقومُ الساعة حتى يخرجَ ثلاثون كذّابًا آخرُهم الأعورُ الكذّاب (2)، ممسوحُ العين اليسرى كأنّها عينُ أبي تحْيى -لشيخ حينئذ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة- وإنه متى يخرجْ فإنّه سوف يزعمُ أنّه اللَّهُ تبارك وتعالى، فمن آمنَ به وصدّقه واتّبعَه لم ينفعْه صالحٌ من عمله سَلَف، ومن كفرَ به وكذَّبَه لم يُعاقَبْ بشيءٍ (3) من عمله سَلَف. وإنه سيظهرُ على الأرض كلِّها إلا الحرم وبيت المقدس. وإنه يحضرُ المؤمنين في بيت المقدسِ فيُزَلْزَلون زِلزالًا شديدًا، ثم يُهْلِكُه اللَّه عز وجل، حتى إنّ جِذْمَ الحائط وأصلَ الشجرة لينادي، يقول: يا مؤمن -أو قال: يا مسلمُ، هذا يهوديٌّ - أو قال: هذا كافرٌ- تعال فاقتله. قال: ولن يكون ذلك حتى ترَوا أمورًا يتفاقمُ شأنُها في أنفسكم (4)، ثم على إثر ذلك القبض"(5).

(1) في المسند زيادة "فبلّغت رسالات ربّي كما ينبغي لها أن تبلغ، وإنْ كنتُم تعلمون أنّي بلغت رسالات ربّي لما أخبرتموني ذاك".

(2)

في المسند "الدّجّال".

(3)

ويروى "بشيء".

(4)

في المسند بعدها: "وتساءلون بينكم: هل كان نبيُّكم ذكر لكم منها ذكرًا؟ وحتى تزول جبال على مراتبها، ثم على أثر ذلك القبض".

(5)

المسند 5/ 16. ومن طريق زهير أخرجه أبو داود 1/ 308 (1184)، والنسائي 3/ 140، ولم يذكرا الخطبة. ومن طريق سفيان عن الأسود أخرج الترمذي أوله 2/ 451 (562) وقال: حسن صحيح. ومن طريق زهير صحّحه ابن حبان 7/ 94 (2852)، والحاكم 1/ 329 على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. ولكن ذكر 1/ 314 جزءًا منه، فعلّق الذهبي: ثعلبة مجهول، وما أخرج له الشيخان شيئًا. وهذا هو الصحيح. قال الذهبي في الميزان 1/ 371 (1389) سمع سمرة، وعن الأسود بن قيس فقط بحديث الاستسقاء الطويل. قال ابن المديني: يروى عن مجاهيل. وقال ابن حزم: ثعلبة مجهول. وضعّف الألباني الحديث، وضعّف محقّق ابن حبّان إسناده.

ص: 278

آضت الشمس: رجعت.

والتّنُّومة: نبات في ثمره سواد.

وقوله بأزّز: أي ممتلىء بالناس.

(2356)

الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج بن النّعمان قال: حدّثنا بقيّة عن إسحاق بن ثعلبة عن مكحول عن سمرة بن جندب قال:

أمرَنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن نَتَّخِذَ المساجدَ في ديارنا، وأمرَنا أن تُنَظِّفَها (1).

(2357)

الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن إسحاق قال: حدّثنا ابن المبارك قال: أخبرنا وِقاء بن إياس قال: حدَّثني [علي بن] ربيعة (2) عن سمرة بن جندب قال:

قام النبيُّ فخَطَبَ، فنهى عن الدُّبّاء والمُزَفَّت (3).

(2358)

الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه قال: حدّثنا معاذ قال: حدّثني أبي عن قتادة عن سمرة:

أن نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن التَّبَتُّل (4).

(2359)

الحديث الحادي والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا بقيّة بن الوليد عن إسحاق بن ثَعلبة عن مكحول عن سمرة بن جندب قال:

(1) المسند 5/ 17. وإسناده ضعيف. قال ابن حجر في التعجيل 28 عن إسحاق: قال أبو حاتم مجهول، منكر الحديث، قال ابن عدي: روى عن محكول عن سمرة أحاديث مسندة لا يرويها غيره، وأحاديثه كلّها غير محفوظة. قلت [ابن حجر]: له عند أحمد منها حديثان، ولم يسمع مكحول عن سمرة.

وأخرج الحديث أبو داود من طريق خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن جده 1/ 25 (456)، وقال عنه الألباني: صحيح.

(2)

ينظر الأطراف 1/ 518 (2722).

(3)

المسند 5/ 17، والمعجم الكبير 7/ 180 (6758) من طريق ابن المبارك. قال الهيثمي في المجمع 5/ 61: فيه وقاء بن إياس، وثّقه أبو حاتم وابن حبّان والثوري، وضعّفه غيرهم، وبقية رجاله ثقات. وقد ورد النهي عن الدبّاء والمزفّت وهي الآنية المتّخذة من القرع. والمطلية بالزّفت، أن يُجْعَلَ فيها النبيذ، في أحاديث صحيحة كثيرة.

(4)

المسند 5/ 17. ومن طريق معاذ بن هشام في ابن ماجة 1/ 593 (1849)، والنسائي 6/ 59، والترمذي 3/ 393 (1082)، وقال حسن: غريب. ثم قال: وروى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وقال: كلا الحديثين صحيح. وصحّحه الألباني لغيره.

ص: 279

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يتعاطى أحدُكم أسيرَ أخيه فيقتلَه"(1).

(2360)

الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد وأبو كامل قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب:

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "من مَلَكَ ذا رَحِمٍ فهو عَتيق".

وقال أبو كامل: "من مَلَكَ ذا رَحِمٍ مَحْرَم فهو حرٌّ"(2).

(2361)

الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا شيبان عن عبد الملك عن حُصين بن قَبيصة الفَزاري عن سمرة بن جندب قال:

سأل أعرابِيٌّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّه، كيف تقولُ في الضَّبِّ؟ فقال:"أُمّةٌ مُسِخَت من بني إسرائيل، فلا أَدري أيَّ الدوابِّ مُسِخَت"(3).

* * * *

(1) المسند 5/ 18، وإسناده ضعيف (ينظر الحديث الثامن والأربعون من هذا المسند). قال الهيثمي في المجمع 5/ 21: فيه إسحاق بن ثعلبة، وهو ضعيف.

(2)

المسند 5/ 15، 18، 20، وفيها "حرّ" و"عتيق". ورجاله ثقات، وفيه عنعنة الحسن. وقد أخرجه الترمذي 3/ 646 (1365)، وابن ماجة 2/ 843 (2524)، وأبو داود 4/ 26 (3949) من طريق عن حمّاد، وصحّحه الحاكم والذهبي 2/ 214، والألباني.

(3)

المسند 5/ 19، رجاله رجال الصحيح غير قبيصة، وهو ثقة، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجة - التهذيب 1/ 128. قال الهيثمي 4/ 40: رجاله ثقات. وأخرجه الطحاوي في شرح المشكل 8/ 332 (3282) من طريق أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير، وصحّح المحقّق إسناده.

ص: 280