الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(213) مسند سَمُرَة بن مِعْيَر بن لُوذان أبي مَحْذُورة المُؤَذِّن
ويقال: اسمه أوس (1).
(2263)
الحديث الأول: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا معاذ بن هشام قال: حدّثني أبي عن عامر الأحول عن مكحول عن عبد اللَّه بن مُحَيريز عن أبي مَحذورة:
أن نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم علَّمَه هذا الأذان: "اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّه، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّه. أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللَّه، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللَّه. ثم يعود فيقول: أشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّه - مرّتين. أشهدُ أن محمّدًا رسول اللَّه - مرّتين. حيَّ على الصلاة - مرّتين. حيّ على الفلاح - مرّتين. اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح بن عُبادة قال: حدّثنا ابن جُرَيح قال: أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي مَحذورة أن عبد اللَّه بن مُحيريز أخبره - وكان يتيمًا في حِجر أبي محذورة قال:
قلت لأبي محذورة: يا عمّ، إنّي خارجٌ إلى الشام، وأخشى أن أُسْأَلَ عن تأذينك. فأخبرَني أن أبا محذورة قال له:
(1) الآحاد 2/ 93، ومعرفة الصحابة 3/ 1411، والاستيعاب 2/ 77، 4/ 176، والتهذيب 8/ 419، والإصابة 4/ 175.
وقد روى مسلم لأبي محذورة حديث الأذان - الجمع (163).
(2)
مسلم 1/ 287 (379). وقريب منه مع زيادة "الإقامة" في المسند 24/ 99 (15381) من طريق همّام عن عامر الأحول.
نعم، خَرَجْتُ في نفرٍ وكنّا ببعضِ طريق حُنين، فقفلَ رسولُ اللَّه من حنين، فلَقِينا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق، فأذَّنَ مؤذِّن رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم بالصلاة عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَسمِعْنا صوتَ المؤذِّن ونحن مُتَنَكِّبون، فصرَخْنا نحكيه ونستهزىء به، فسَمِعَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم[الصوت]، فأرسلَ إلينا إلى أن وقَفْنا بين يديه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أيُّكم الذي سَمِعْتُ صوَته قد ارتفع؟ " فأشار القوم كلُّهم إليَّ، وصدَقوا. فأرسلَ كلَّهم وحَبَسَني، فقال:"قُمْ فأَذّنْ بالصلاة" فقُمْتُ ولا شيءَ أكرهُ إليَّ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولا ممّا يأمرُني به، فقُمْتُ بين يدَي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فألقى عليَّ (1) رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم التأذينَ هو نفسُه. قال:"قُلْ: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر. أشهدُ أنْ لا إله إلّا اللَّه، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللَّه. أشهدُ أنَّ محمدًا رسول اللَّه، أشهدُ أنَّ محمدًا رسول اللَّه". ثم قال لي: "ارجع فامْدُدْ من صوتك". ثم قال: "أشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّه، أشهدُ أن لا إله إلّا اللَّه، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللَّه، أشهدُ أنْ محمدًا رسولُ اللَّه، حيَّ على الصلاة حيّ على الصلاة. حيَّ على الفلاح حيَّ على الفلاح. اللَّه أكبر اللَّه أكبر. لا إلهَ إلّا اللَّه". ثم دعاني حين قضيتُ التأذينَ فأعطاني صُرَّةً فيها من فِضّة، ثم وضع يدَه على ناصية أبي محذورة، ثم أمرَّها على وجهه، ثم بين ثَدْيَيه، ثم على كَبِده، حتى بلغت (2) يدُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سُرَّةَ أبي محذورة ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"بارك اللَّه فيك. بارك اللَّه عليك"(3) فقلتُ: يا رسول اللَّه، مُرْني بالتأذين بمكّة. قال:"قد أمرْتُك به" وذهبَ كلُّ شيء كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من كراهية، وعادَ ذلك كلُّه محبةً لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقَدِمْت على عتّاب بن أَسيد عاملِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكّة، فأذّنت معه بالصلاة عن أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وأخبرَني ذلك من أدركْت من أهلي ممّن أدرك أبا محذورة على نحو ما أخبرَني به عبد اللَّه بن مُحَيريز (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بكر قال: أخبرنا ابن جُريح قال: أخبرَني عثمان
(1) في المسند "إليّ".
(2)
في المسند: "ثم أمارّها على وجهه مرّتين، ثم مرّ بين يدي، ثم على كبده، ثم بلغت. . . ".
(3)
"بارك اللَّه عليك" ليست في المسند.
(4)
المسند 24/ 97 (15380). وحسّن المحقّق إسناده، وصحّحه بطرقه. وينظر تخريجه ومصادره فيه.
ابن السائب عن أمّ عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة:
فذكر نحو ما تقدّم، فقال:"اللَّه أكبر، اللَّه أكبر" مرّتين فقط، كما ذكرنا عن روح (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا ابن جُريح قال: حدّثني عثمان بن السائب عن أبيه السائب مولى أبي محذورة، وعن أمِّ عبد الملك بن أبي محذورة أنهما سَمِعا من أبي محذورة أنّه قال (2):
قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قل: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّه - مرّتين. أشهدُ أنّ محمدًا رسولُ اللَّه - مرّتين. ثم ارجع فاشهد أن لا إله إلا اللَّه، مرّتين، واشهد أن محمدًا رسول اللَّه، مرّتين. حيّ على الصلاة - مرّتين. حيّ على الفلاح - مرّتين. اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، لا إلهَ إلّا اللَّه. وإذا أذّنتَ بالأولى فقل: الصلاة خيرٌ من النوم، الصلاة خيرٌ من النوم. وإذا أقمتَ فقُلْها مرّتين: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة. أَسَمِعْتَ؟ ".
وكان أبو محذورة، لا يَجُزُّ ناصيتَه ولا يَفْرِقُها؛ لأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مسحَ عليها (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا عامر الأحول قال: حدّثني مكحول أن عبد اللَّه بن مُحَيرِيز حدّثه أن أبا محذورة حدّثه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم علَّمَه الأذانَ تسعَ عشرةَ كلمةً، والإقامة سبعَ عشرةَ كلمةً: الأذان: "اللَّه أكبر اللَّه أكبر. أشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّه. أشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّه. أشهدُ أنّ محمدًا رسولُ اللَّه. أشهدُ أن محمدًا رسولُ اللَّه. أشهدُ أن لا إله إلا اللَّه، أشهدُ أن لا إله إلا اللَّه، أشهدُ أن محمدًا رسول اللَّه، أشهدُ أن محمدًا رسول اللَّه. حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة. حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح. اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، لا إلهَ إلّا اللَّه".
(1) المسند 24/ 93 (15377). وضعّف المحقّق إسناده لجهالة حال عثمان بن السائب، وأبيه، وأمّ عبد الملك، ولكنّه صحّحه بطرقه.
(2)
ترك المؤلّف جزءًا من أول الحديث، وفيه أن أبا محذورة كان مع عشرة فتيان، فسخروا من الأذان، فأتي بهم النبيّ صلى الله عليه وسلم. . .
(3)
المسند 24/ 91 (15376)، وإسناده ضعيف كسابقه، وهو صحيح بطرقه. ينظر المسند - الحواشي.
والإقامة مثنى مثنى: "اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللَّه، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّه. أشهدُ أن محمدًا رسولُ اللَّه، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللَّه. حيّ على الصلاة حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح. قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة. اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه".
قال الترمذي: هذا حديث صحيح (1).
(2364)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا الهُذَيل بن بلال عن أبي محذورة عن أبيه أو عن جدّه قال:
جعل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم الأذانَ لنا ولموالينا، والسِّقاية لنبي هاشم، والحِجابة لبني عبد الدار (2).
* * * *
(1) المسند 24/ 99 (15381). والترمذي 1/ 367 (192) بهذا الإسناد. وفيه: حسن صحيح - ينظر مصادر الحديث في حاشية المسند.
وقد نقل المؤلّف ابن الجوزي شيئًا عن صور الأذان وآراء الفقهاه فيها، في كشف المشكل 3/ 224، وذكرت في تعليقي عليه مصادر للحديث، منها: التمهيد 18/ 312، والمجموع 3/ 92، والمغني 2/ 58، والبدائع 1/ 148. وهي تمثّل المذاهب الأربعة.
(2)
المسند 6/ 401، والمعجم الكبير 7/ 175 (6737) من طريق هذيل. قال الهيثمي 1/ 341: رواه أحمد، وفيه رجل لم يُسمّ. وقال 3/ 288: وفيه هذيل بن بلال، وثّقه أحمد وغيره، وضعّفه النسائي وغيره. وقد تحدّث ابن حجر في التعجيل 430 عن هذيل، ونقل أقوال العلماء فيه، وأكثرهم على تضعيفه.