المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(280) مسند عبادة بن الصامت - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٣

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف السين

- ‌(173) مسند سالم بن عُبَيد الأشجعيّ

- ‌(174) مسند السائب بن خَبّاب

- ‌(175) مسند السائبِ بن خَلّاد بن سُويد أبي سَهلة

- ‌(176) مسند السائب بن أبي السائب

- ‌(177) مسند السائب بن يزيد ابن أخت نَمِر أبي يزيد الكنِاني الكنِدي

- ‌(178) مسند سَبْرة بن الفاكه

- ‌(179) مسند سَبرةَ بن مَعْبَد أبي الرّبيع الجُهَنيّ

- ‌(181) مسند سُرَّق

- ‌(182) مسند سعد بن الأطول بن عبد اللَّه أبي مُطَرِّف الجُهَنيّ

- ‌(183) مسند سعد الدّليل

- ‌(184) مسند سعد بن أبي ذُباب الدَّوسيّ

- ‌(185) مسند سعد بن عُبادة

- ‌(186) مسند سعد بن أبي وقّاص

- ‌(187) مسند أبي سعيد سعد بن مالك، الخُدْريّ

- ‌(188) مسند سعد بن مُعاذ

- ‌(189) مسند سعد بن المُنْذِر الأنصاريّ

- ‌(190) مسند أبي عُبيد مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌(191) مسند سعد مولى أبي بكر

- ‌(192) مسند سعيد بن حُرَيث أبي عمرو المَخْزومي

- ‌(193) مسند سعيد بن زيد بن عَمرو بن نُفَيل

- ‌(194) مسند سعيد بن سعد بن عُبادة

- ‌(195) مسند سُفيان بن أَبِي زُهير الأزدي

- ‌(196) مسند (1) سُفيان بن عبد اللَّه بن رَبيعة الثَّقَفي

- ‌(197) مسند سُفيان بن وَهب بن أيمن الخَولاني

- ‌(198) مسند سَلَمة بن سلامة بن وَقْش أبي عَوف الأنصاريّ

- ‌(199) مسند سلَمة بن صَخر بن سَلمان بن الصِّمَّة الزُّرَقي الأنصاري

- ‌(200) مسند سَلمة بن المُحَبِّق الهُذَليّ

- ‌(201) مسند سَلَمة بن عمرو بن سنِان أبي مسلم

- ‌(202) مسند سَلمة بن قيس الأشجعيّ

- ‌(203) مسند سَلَمة بن نُعيم بن مَسعود الأشجعيّ

- ‌(204) مسند سَلَمة بن نُفَيل السَّكُونيّ

- ‌(205) مسند سَلَمَة بن يزيد الجُعْفيّ

- ‌(206) مسند سلمة بن نُفَيع أبي عَمرو الجَرْمي

- ‌(207) مسند سلمان بن عامر الضَّبِّيّ

- ‌(208) مسند سَلمان الفارسيّ

- ‌(209) مسند سليمان بن صُرَد

- ‌(210) مسند سُليم السَّلَمِيّ

- ‌(211) مسند سَمُرَة بن جُنْدُب

- ‌(212) مسند سَمُرَة بن فاتِك

- ‌(213) مسند سَمُرَة بن مِعْيَر بن لُوذان أبي مَحْذُورة المُؤَذِّن

- ‌(214) مسند سنِان بن سَنّة الأسلمي

- ‌(215) مسند سَواء بن خالد الخُزاعِيّ

- ‌(216) مسند سَوادة بن الرَّبيع التَّمِيمي

- ‌(217) مسند سُوَيد بن حَنْظَلة

- ‌(218) مسند سُوَيد أبي عُقْبةَ الأنصاري

- ‌(219) مسند سُوَيد بن قيس

- ‌(220) مسند سُوَيد بنُ مُقَرِّن بن عائذ أبي عَدِيّ المُزَنِيّ

- ‌(221) مسند سُوَيد بن النُّعْمان بن مالك الأَوسيّ

- ‌(222) مسند سُوَيد بن هُبَيرة

- ‌(223) مسند سهل بن حُنَيف بن واهب أبي ثابت الأنصاري

- ‌(224) مسند سَهل بن سعد الساعدي

- ‌(225) مسند سَهل بن أبي حَثْمةَ

- ‌(226) مسند سهل بن حَنْظَلة

- ‌(227) مُسند سُهيل بن وَهب بن ربيعة أبي موسى

- ‌حرف الشين

- ‌(228) مسند شَبيب بن نُعَيم أبي رَوح الكَلاعِيّ

- ‌(229) مسند شُرَحبيل بن الأعور بن عمرو أبي شِمْر الضِّبابيّ

- ‌(230) مسند شُرَحْبيل بن أوس

- ‌(231) مسند شُرَحْبيل بن عبد اللَّه بن المُطاع

- ‌(232) مسند شَدّاد (1) بن أُسامة بن الهاد

- ‌(233) مسند شَدّاد بن أوس

- ‌(234) مسند الشَّريد بن سُوَيد الثَّقَفي

- ‌(235) مسند شَكَل بن حُمَيد أبي شُتَير العَبْسي

- ‌(236) مسند شَمعون أبي رَيحانة الأزدي

- ‌(237) مسند شَيبة بن عُتبة بن رَبيعة أبي هاشم القرشي

- ‌(238) مسند شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أبي عثمان الحَجَبيّ

- ‌حرف الصاد

- ‌(239) مسند صالح مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌(240) مسند صُحار بن صَخر العَبْدِيّ

- ‌(241) مسند صخر بن حرب أبي سفيان

- ‌(242) مسند صخر بن العَيْلة بن عبد اللَّه أبي حازم الأحْمَسِيّ

- ‌(243) مسند صَخْر بن وَداعةَ بن عمرو الغامِديّ

- ‌(244) مسند أبي أُمامة [صُدَيّ] بن عَجْلان بن عَمرو بن وهب الباهلِيّ

- ‌(245) مسند الصَّعْب بن جَثّامة بن قيس اللَّيثيّ

- ‌(246) مسند صَعْصَعَةَ بن معاوية

- ‌(247) مسند صَفوان بن أُمَيّة الجُمَحِيّ

- ‌(248) مسند صَفوان بن عَسّال المُرادي

- ‌(249) مسند صَفوان بن مَخْرَمة

- ‌(250) مسند صَفوان بن المُعَطَّل السُّلَمي

- ‌(251) مسند الصُّنابح بن الأعسر الأحمَسِيّ

- ‌(252) مسند صُهَيب بن سنِان

- ‌حرف الضاد

- ‌(253) مسند الضّحّاك بن سُفيان بن عَوف الكِلابي

- ‌(254) مسند الضَّحّاك بن قَيس بن خالد أبي أُنَيس الفِهْرِيّ

- ‌(255) مسند ضِرار بن الأَزْوَر

- ‌(256) مسند ضَمْرة بن ثَعْلَبة السُّلَمي

- ‌(257) مسند ضُميرة بن سعد

- ‌حرف الطاء

- ‌(258) مسند طارق بن أَشْيَمَ الأشجعيّ أبي أبي مالك

- ‌(259) مسند طارق بن شِهاب أبي عبد اللَّه البَجَلي

- ‌(260) مسند طارق بن عبد اللَّه المُحاربي

- ‌(261) مسند طارق بن سويد الحضرمي

- ‌(262) مسند طَخْفَة بن قَيس الغِفاري

- ‌(263) مسند طَريف بن مُجالدِ أبي تَميمة الهُجَيمي

- ‌(264) مسند طَلْحَة بن عُبَيد اللَّه التَّيْمِيّ أبي محمد

- ‌(265) مسند طلحة

- ‌(266) مسند طُفَيل بن سَخْبَرة

- ‌(267) مسند طَلْق بن عليّ بن عمرو أبي علي الحَنَفي

- ‌حرف الظاء

- ‌(268) مسند ظُهَير بن رافع

- ‌حرف العين

- ‌(269) مسند العاص بن هشام أبي خالد المخزوميّ

- ‌(270) مسند عاصم بن عَدِيّ بن الجَدّ أبي عمرو الأنصاري

- ‌(271) مسند عامر بن ربيعة بن ثُمامة بن مالك أبي عبد اللَّه العَدَويّ

- ‌(272) مسند عامر بن شَهر أبي الكَنود الهَمْدانيّ

- ‌(273) مسند أبي عُبيدة عامر بن عبد اللَّه بن الجَرّاح

- ‌(274) مسند عامر بن قيس أبي بُردة الأشعري

- ‌(275) مسند عامر بن مسعود الجُمَحِي

- ‌(276) مسند عامر بن واثلة أبي الطُّفَيل

- ‌(277) مسند عامر أبي هِلال المُزَني

- ‌(278) مسند عائذ بن عَمرو المُزَنِيّ

- ‌(279) مسند عبّاد بن شُرَحْبيل الغُبَريّ

- ‌(280) مسند عُبادة بن الصّامت

- ‌(281) مسند عُبادة بن قُرْط بن عُروة اللَّيْثيّ

الفصل: ‌(280) مسند عبادة بن الصامت

(280) مسند عُبادة بن الصّامت

(1)

(2686)

الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزهري عن أبي إدريس الخَولاني عن عبادة بن الصامت قال:

كُنّا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مجلس فقال: "تُبايعوني على ألَّا تُشركوا باللَّه شيئًا، ولا تَسرقوا، ولا تَزنوا، ولا تَقتلو أولادَكم" قرأ الآية التي أُخِذَتْ على النساء: {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ. . . .} [الممتحنة: 12]"فمن وفَى منكم فأجْرُه على اللَّه تبارك وتعالى، ومن أصَابَ من ذلك شيئًا فعوقب به فهو كفّارة له، ومن أصابَ من ذلك شيئًا فسترَه اللَّهُ تعالى عليه فهو إلى اللَّه تعالى، إنّ شاءَ غفرَ له، وإن شاء عذَّبَه".

أخرجاه في الصحيحين (2).

وهذه البيعة بايعهم إيَّاها ليلةَ العقبة، وهي التي بايع عليها النساء. فأما بيعة الحرب فأُخرى (3).

(2687)

الحديث الثاني: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثني مالك عن يحيى بن سعيد قال: أخبرَني عُبادة بن الوليد قال: أخبرني أبي عن عُبادة بن الصامت قال:

بايَعْنا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المَنْشَط والمَكْره، وألَّا نُنُازِعَ الأمرَ أهلَه،

(1) الطبقات 3/ 412، 7/ 271، والآحاد 3/ 429، ومعرفة الصحابة 4/ 1919، والاستيعاب 2/ 441، والتهذيب 4/ 61، والسير 2/ 5، والإصابة 2/ 260.

ومسنده هو التاسع والثلاثون في الجمع، مع المقدّمين بعد العشرة، له عشرة أحاديث: ستّة متّفق عيها، وانفرد كلٌّ من الشيخين بحديثين. وذكر ابن الجوزي في التلقيح 364 أنّه روى واحدًا وثمانين ومائة حديث.

(2)

المسند 5/ 314، ورواه البخاري ومسلم من طرق عن سفيان وغيره عن الزهري: البخاري 1/ 64 (18)، وفيه الأطراف، ومسلم 3/ 1333 (1709).

(3)

ينظر الفتح 1/ 66.

ص: 471

وأن نقومَ -أو نقولَ- بالحقّ حيثما كنّا، لا نخافُ في اللَّه لومة لائم (1).

وفي بعض الألفاظ: ولا ننازِعَ الأمرَ أهلَه، إلا أن تَرَوا كفرًا بَواحًا، عندكم فيه من اللَّه برهان (2).

ومعنى بَواحًا: جِهارًا.

(2688)

الحديث الثالث: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللَّه قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا الزهرى عن محمود بن الربيع عن عُبادة بن الصامت:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاةَ لِمَنْ لَمْ يقرأْ بفاتحة الكتاب".

أخرجاه (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن سلَمة عن ابن إسحاق عن مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال:

صلّى بنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (4) فقرأ فثَقُلَت عليه القراءة، فلمّا فَرغَ قال:"تقرءون؟ " قلنا: نعم يا رسول اللَّه. قال: "لا عليكم ألَّا تفعلوا إلَّا بفاتحة الكتاب، فإنّه لا صلاةَ إلَّا بها"(5).

(2689)

الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يَساف عن أبي المُثَنّى الحِمْصي عن أبي أُبَيّ - ابن امرأة عبادة بن الصامت عن عبادة بن الصامت قال:

(1) البخاري 13/ 192 (7199، 7200)، وهو من طريق يحيى بن سعيد في مسلم 3/ 1470 (1709)، ولم يذكر المؤلّف "أخرجاه". ومن طرق عن الوليد في المسند 5/ 318، 319.

(2)

وهذا في البخاري 13/ 5 (7056)، ومسلم 3/ 1470 (1709)، والمسند 4/ 315.

(3)

البخاري 2/ 236 (756)، وهو في مسلم 1/ 295 (394)، والمسند 5/ 4314 من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري به.

(4)

في بعض المصادر "صلاة الصبح".

(5)

المسند 5/ 313، وسنن أبي داود 1/ 217 (823)، ومن طريق ابن إسحاق في الترمذي 2/ 116 (311) وقال: حديث حسن. وذكر أحاديث الباب. ومن طرق عن ابن إسحاق صحّحه ابن خزيمة 3/ 36 (1581)، وابن حبّان 5/ 68، 95، 156 (1785، 1792، 1848)، والضياء في المختارة 9/ 339 - 341 (411 - 414). وقال الدارقطني بعد أن رواه من طريق ابن إسحاق 1/ 318: هذا إسناد حسن. وينظر تلخيص الحبير 1/ 379.

ص: 472

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّها ستكون عليكم أمراءُ تَشْغَلُهم أشياءُ عن الصلاة، حتى يُؤَخِّروها عن وقتها، فصَلُّوها لوقتها". فقال رجل: يا رسول اللَّه، وانْ أَدْرَكْتُها معهم أُصَلّي؟ قال:"إن شئت"(1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن منصور عن هلال بن يَساف عن أبي المُثَنّى عن ابن امرأة عبادة بن الصامت عن عبادة:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ستكونُ أمراءُ تَشْغلُهم أشياءُ، يُؤَخِّرون الصلاة عن وقتها، فصَلُّوا الصلاة لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم تَطَوُّعًا"(2).

(2690)

الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثنا الأوزاعيّ قال: حدّثني عُمير بن هانىء قال: حدّثني جُنادة بن أبي أميّة قال: حدّثنا عُبادة ابن الصامت:

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من تعارَّ (3) من الليل فقال: لا إله إلَّا اللَّه وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيء قدير. سبحانَ اللَّه، والحمدُ للَّه، ولا إلهَ إلَّا اللَّه (4)، واللَّهُ أكبر، ولا حولَ ولا قوَّة إلَّا باللَّه. ثم قال: ربِّ اغفِرْ لي، أو قال: ثم دعا، استُجِيبَ له، فإن عَزمَ فتوضَّأ ثم صَلَّى تُقُبِّلَت صلاته".

انفرد بإخراجه البخاري (5).

(2691)

الحديث السادس: وبالإسناد من عبادة:

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من شَهِد أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّه وحدهَ لا شريكَ له، وأنَّ محمّدًا

(1) المسند 5/ 315، وأبو المُثَنَّى هو ضمضم الأملوكي، وثّقه العجلي وابن حبّان. تهذيب الكمال 3/ 488 والتقريب 1/ 260. وأبو أبيّ، ابن أم حرام، صحابي قديم الإسلام - التهذيب 8/ 225، وسائر رجاله رجال الصحيح. وهو بهذا السند عند أبى داود 1/ 118 (433)، ومن طريق سفيان بن عيينة عن منصور في ابن ماجة 1/ 398 (1257). واختاره الضياء 9/ 317 - 319 (381 - 384)، وصحّحه الألباني.

(2)

المسند 5/ 314، وإسناده كسابقه.

(3)

تعارّ: انتبه واستيقظ.

(4)

"ولا إله إلا اللَّه" ليست في مطبوع المسند، وهي في البخاري.

(5)

المسند 5/ 313، والبخاري 3/ 39 (1154).

ص: 473

عبدُه ورسولُه، وأن عيسى عبدُ اللَّه ورسولُه وكَلِمَتُه ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، وأن الجنّة حقٌّ، والنَّارَ حقٌّ، أدخلَه اللَّه تعالى الجنَّةَ على ما كان من عمل".

أخرجاه في الصحيحين (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا ليث عن ابن عَجلان عن محمد بن يحيى بن حَبّان عن ابن محيريز عن الصُّنابحيّ قال:

دخلْتُ على عبادة بن الصامت وهو في الموت، فبكيتُ، فقال: مهلًا، لا تَبْكِ، فواللَّه لَئنْ استُشْهِدْتُ لأشهدَنَّ لك، ولئن شُفِّعْتُ لأَشْفَعَنَّ لك، ولئن استَطْعْت لأنفعَنَّك.

ثم قال: واللَّه ما حديثٌ سَمِعتُه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلَّا حدَّثْتُكم إلَّا حديثًا واحدًا، سوف أحدِّثُكموه اليومَ وقد أُحِيطَ بنَفسي، سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"من شَهِدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّه، وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّه، حُرِّم على النّار".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(2692)

الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج قال: حدّثنا المعافى قال: حدّثنا مُغيرة بن زياد عن عبادة بن نُسَيّ عن الأسود بن ثعلبة عن عبادة بن الصامت قال:

أتاني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا مريض في ناس من الأنصار يعودُني، فقال:"هل تدرون ما الشهيد؟ " فسكتوا. فقال: "هل تدرون ما الشهيد؟ " فسكتوا، فقلت لامرأتي: أَسْنِديني، فَأسْنَدَتْني، فقلتُ: من أسلمَ ثم هاجرَ ثم قُتِلَ في سبيل اللَّه تبارك وتعالى فهو شهيد. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ شهداءَ أُمَّتي إذًا لقليل. القتل في سبيل اللَّه تبارك وتعالى شهادة، والبَطْن شهادة، والغَرقُ شهادة، والنُّفَساء شهادة"(3).

(1) المسند 5/ 313، والبخاري 6/ 474 (3435)، ومسلم 1/ 57 (28).

(2)

المسند 5/ 318، ومسلم 1/ 57 (29) من طريق ليث. ويونس من رجال الشيخين.

(3)

المسند 5/ 317، قال ابن كثير في الجامع 7/ 88 (4811): تفرّد به، ولا بأس بإسناده. وقال الهيثمي 5/ 302: رواه الطبري وأحمد بنحوه، ورجالهما ثقات. مع أن الأسود قال عنه ابن حجر: مجهول - التقريب 1/ 55.

ص: 474

* طريق آخر:

حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني عبد الواحد بن غِياث قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن أبي سِنان عن يعلى بن شدّاد عن عبادة بن الصامت:

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "القتيل في سبيل اللَّه شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون شهيد، والنُّفَساء شهيد، يَجُرُّها ولدُها بسَرَره إلى الجنّة"(1).

(2693)

الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا زيد بن أسلم بن عطاء بن يسار عن عبادة بن الصامت:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الجنةُ مائةُ درجة، ما بين كلِّ درجتين كما بين السماء إلى الأرض، والفِرْدَوسُ أعلاها درجة، ومنها تخرج الأنهار الأربعة، والعرش فوقَها، فإذا سألتُم اللَّهَ تبارك وتعالى فاسألوه الفِرْدَوس"(2).

(2694)

الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: أخبرنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يحدّث عن عبادة بن الصامت:

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحبَّ لقاءَ اللَّه عز وجل أحبَّ اللَّه لقاءه، ومن كَرِه لقاءَ اللَّه كَرِهَ اللَّهُ لقاءه".

أخرجاه في الصحيحين (3).

(2695)

الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم عن أبي سلّام الأعرج عن المِقدام بن معدي كرب الكِندي:

(1) المسند 5/ 328، وجامع المسانيد 7/ 168 (4955) قال: لم يخرجوه. وإسناده ليس قويًا: فعبد الواحد، صدوق روى له أبو داود، وأبو سنان عيسى بن سنان، لين، روى له الترمذي وابن ماجة، ويعلى صدوق، روى له أبو داود وابن ماجة.

ويشهد لأكثر ما روي فيه ما أخرجه مسلم عن أبي هربرة وأنس 3/ 1521، 1522 (1915، 1916).

(2)

المسند 5/ 316، ومن طريق همّام أخرجه الترمذي 4/ 583 (2531). وصحّح الحاكم إسناده 1/ 80.

وصحّحه الألباني - الصحيحة 2/ 591 (922).

وله شاهدصحيح عن أبي هريرة - رواه البخاري 6/ 11 (2790).

(3)

المسند 5/ 316، ومسلم 4/ 2065 (2863). وهو في البخاري 11/ 357 (6507) من طريق قتادة.

ص: 475

أنّه جلس مع عبادة بن الصامت وأبي الدّرداء والحارث بن معاوية، فتذاكروا حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدّرداء لعبادة: يا عبادة، كلمات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزوة كذا وكذا في شأن الأخماس، فقال عبادة:

إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى بهم في غزوهِ إلى بعيرٍ من المغنم، فلما سلّم قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فتناولَ وَبَرةً بين أُنْمُلته فقال:"إنّ هذه من غنائمكم، وإنه ليس لي فيها إلَّا نصيبي معكم، إلَّا الخُمْسَ، والخُمسُ مردودٌ عليكم، فأدُّوا الخيطَ والمِخْيَط، وأكبرَ من ذلك وأصغر، ولا تَغُلُّوا، فإن الغُلولَ نار وعارٌ على أصحابه في الدنيا والآخرة. وجاهدوا النّاسَ في اللَّه تعالى: القريبَ والبعيد، ولا تُبالوا في اللَّه لومة لائم، وأقيموا حدودَ اللَّه تبارك وتعالى في الحَضَر والسَّفَر. وجاهدوا في اللَّه، تبارك وتعالى؛ فإنَّ الجهاد بابٌ من أبواب الجنّة عظيم، يُنَجّي اللَّهُ به من الهَمّ والغَمّ"(1).

(2696)

الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج بن النُّعمان قال: حدّثنا هُشَيم عن المغيرة عن الشَّعبي أن عُبادة بن الصامت قال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجلٌ يُجْرَحُ في جسده جِراحةً فيتصدّق بها، إلَّا كفّر اللَّهُ تعالى عنه مثلَ ما تَصَدَّق به"(2).

(2697)

الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحسن بن سَوَّار قال: حدّثنا ليث عن معاوية عن أيّوب بن زياد قال: حدّثني عبادة بن الوليد بن عبادة قال: حدَّثني أبي قال:

دخلت على عبادة وهو مريض أتخايَلُ فيه الموتَ، فقلتُ: يا أبَتاه، أوصِني واجتهدْ لي. فقال: أَجْلِسوني. فلما أجلسوه قال: يا بُنَيّ، إنَّك لن تَطْعَمَ طعم الإيمان، ولن تبلغَ حقَّ حقيقة العلم باللَّه تبارك وتعالى حتى تؤمنَ بالقدَرِ خيرِه وشرِّه. قلتُ: يا أبَتاه، وكيف

(1) المسند 5/ 316، قال ابن كثير في الجامع 7/ 156 (4937): إسناده حسن ولم يخرجوه. وفي المجمع 5/ 341: رواه أحمد، وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف. وذكره الألباني في الصحيحة 4/ 620 (1932). ونقل كلام الهيثمي، ثم نقل طرقه التي ترقى به الحسن أو الصحّة. وينظر 4/ 582، 621 (1942، 1973).

(2)

المسند 5/ 316، والمختارة 9/ 299 (366، 367). وفي الترغيب 3/ 270 (3617)، والمجمع 6/ 305: رجاله رجال الصحيح.

ص: 476

لي أن أعلمَ ما خيرُ القدر من شرِّه؟ قال: تعلمُ أن ما أخطأكَ لَمْ يكنْ ليُصيبَك، وما أصابَك لَمْ يكن ليخطِئَك. إني سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ أَوَّلَ ما خلقَ اللَّهُ تعالى القلمُ، ثم قال له: اكتبْ، فجرى في تلك الساعة بما هو كان إلى يوم القيامة". يا بُنَيّ، إن مِتَّ ولستَ على ذلك دخلتَ النّار (1).

(2698)

الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى بن داود قال: حدّثنا ابن لَهيعة عن الحارث بن يزيد عن عُلَيّ بن رباح: أن رجلًا سمع عبادة بن الصامت يقول:

خرج علينا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: قُوموا نستغيثُ برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُقامُ لي، إنما يُقامُ للَّه تبارك وتعالى"(2).

(2699)

الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه بن جعفر قال: حدّثني أنس بن عياض أبو ضَمرة قال: حدّثني عبد الرحمن بن حرملة عن يعلى بن عبد الرحمن بن هرمز أن عبد اللَّه بن عبّاد الزُّرَقي أخبره:

أنّه كان يصيد العصافير في بئر إهاب، وكانت لهم، قال: فرآني عبادة بن الصامت وقد أخذت العصفور، فينزعه مني ويرسله، ويقول: أيْ بُنَي، إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حَرَّمَ ما بين لابتَيها كما حَرَّمَ إبراهيم مكّة (3).

(2700)

الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد الزُّبَيري قال: حدّثنا سعد بن أوس الكاتب عن بلال بن يحيى العبسي عن أبي بكر بن حفص عن ابن مُحَيريز عن ثابت بن السِّمط عن عبادة بن الصامت قال:

(1) المسند 5/ 317، أيّوب بن زياد من رجال التعجيل، وثّقه ابن حبّان، وسائر رجاله رجال الصحيح. وأخرجه بنحوه من طرق عبادة بن الوليد الترمذي 4/ 398 (2155) وقال: غريب من هذا الوجه، وأبو داود 4/ 225 (4700). وأخرج المرفوع منه ابن أبي عاصم في السنة 1/ 103 (111)، وصحّح الألباني الحديث.

(2)

المسند 5/ 317، وإسناده ضعيف. قال الهيثمي: فيه راو لَمْ يُسَمّ، وابن لهيعة - المجمع 8/ 43، وقال ابن كثير - الجامع 7/ 193 (4999). وقد رواه الطبراني عن عُلَيّ عن عبادة، بلا واسطة.

(3)

المسند 5/ 317، وعبد اللَّه بن عباد من رجال التعجيل 225، مجهول، وقد جوّد ابن كثير إسناد الحديث - 7/ 126 (4882). وقال الهيثمي 3/ 306: فيه عبد اللَّه بن عبّاد الزرقي، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات. واختاره الضباء 9/ 314 - 316 (377 - 380).

ص: 477

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَتَسْتَحِلَّنَّ طائفةٌ من أمّتي الخمرَ باسم يسمُّونها إيَّاه"(1).

(2701)

الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: أخبرنا ابن جريج قال: وقال سليمان بن موسى: حدّثنا كثير بن مرّة أن عبادة بن الصامت حدَّثهم:

أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما على الأرض من نفسٍ تموتُ ولها عند اللَّه تبارك خيرٌ تُحِبُّ أن ترجعَ إليكم، إلا القتيلَ في سبيل اللَّه عز وجل، فإنّه يُحبُّ أن يرجِعَ فيُقْتَلَ مرَّةً أُخرى"(2).

(2702)

الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ عن حُميد عن أنس عن عبادة بن الصامت قال:

خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يريد أن يُخْبِرَنا بليلة القَدر، فتلاحَى رجلان، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"خرجْتُ وأنا أُريدُ أن أُخبِرَكم بليلة القدر، فتلاحى رجلان فرُفِعت، وعسى أن يكونَ خيرًا لكم. فالتَمِسوها في التاسعة أو السابعة أو الخامسة".

انفرد بإخراجه البخاري (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بن هاشم قال: حدّثنا سعيد بن سلَمة بن أبي الحسام قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عَقيل عن عمر بن عبد الرحمن عن عبادة ابن الصامت:

أنّه سألَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "في رمضان، فالتمسوها في العشر الأواخر، فإنها في وتر: في إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين، أو تسع وعشرين، أو في آخر ليلة. فمن قامها وابتغاها إيمانًا

(1) المسند 5/ 318، قال الهيثمي 5/ 78: فيه ثابت بن السمط، وهو مستور، وسائر رجاله ثقات. ومن طريق سعد بن أوس أخرجه ابن ماجة 2/ 1123 (3385)، واختاره الضياء 9/ 255 - 258 (309 - 314) وجوّد ابن حجر إسناده - الفتح 10/ 51، وصحّح الألبانيّ الحديث - الصحيحة 1/ 182 (90).

(2)

المسند 5/ 318، ومن طريق كثير أخرجه النسائي 6/ 35، واختار الحديث الضياء في المختارة 9/ 336 - 338 (407 - 410)، وجوّد الألباني إسناده - الصحيحة 5/ 269 (2228).

(3)

المسند 5/ 313، ومن طريق حميد أخرجه البخاري 1/ 113 (49). وابن أبي عدي من رجال الشيخين.

ص: 478

واحتسابًا ثم وُفِّقَتْ له، غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر" (1)

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حيوة بن شُريح قال: حدّثنا بقيِّة قال: حدّثنا بَحير بن سعد عن خالد بن مَعدان عن عبادة بن الصامت:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ليلةُ القَدر في العشر البواقي. من قامَهُنّ ابتغاء حِسْبَتِهنّ فإنّ اللَّه تعالى يَغْفِرُ له ما تقدَّمَ من ذنبه وما تأخَّرَ. وهي ليلة وِتر: تسع، أو سبع، أو خامسة، أو ثالثة، أو آخر ليلة".

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أمارةَ ليلة القدر أنّها بَلْجة (2)، كأنّ فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة ساجية، ولا بَرْدَ فيها ولا حَرّ، لا يَحِلُّ لكوكب أن يُرْمى به فيها حتى تُصبحَ. وإنّ أمارتَها أنّ الشمسَ صبيحتَها تَخْرُجُ مستويةٌ ليس لها شُعاعٌ، مثل القمر ليلة البدر، لا يَحِلُّ للشيطانِ أن يخرج معها يومئذ"(3).

(2703)

الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن حِطّان بن عبد اللَّه الرَّقاشي عن عبادة بن الصامت قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا نزلَ عليه الوحيُ أُثِرَ عليه كَرْبٌ لذلك وتريَّدَ وجهُه. فأُنْزِلَ اللَّه عليه ذات يوم، فلما سُرِّي عنه قال:"خُذوا عنّي، قد جعلَ اللَّهُ لهنّ سَبيلًا، الثَّيِّبُ بالثَّيِّب، والبِكْرُ بالبِكْر. الثَّيِّبُ جَلْدُ مائةٍ ورَجْمٌ بالحجارة، والبِكْرُ جَلْدُ مائةٍ ثم نفيُ سنة".

انفرد بإخراجه مسلم (4).

(1) المسند 5/ 318، وإسناده فيه مقالة - قال الهيثمي 3/ 178: رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه عبد اللَّه ابن محمد بن عقيل، وفيه كلام، وقد وثّق.

(2)

في المسند والمصادر "صافية بلجة" والبلجة: الواضحة.

(3)

المسند 5/ 324، والمختارة 9/ 279 (342) وصحّح المحقّق إسناده. وقال الهيثمي 3/ 178: أخرجه أحمد، ورجاله ثقات، وقال ابن كثير - الجامع 7/ 112 (4855): إسناده حسن ولم يخرجوه، إلَّا أنّه منقطع، فإن خالدًا لم يسمع من عبادة. وقول ابن كثير تؤكّده المصادر.

(4)

المسند 5/ 318، ومسلم 3/ 1316 (1690) من طريق سعيد بن أبي عروبة ومن طرق أخر.

ص: 479

(2704)

الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعة عن الحارث بن يزيد عن عُلَيّ بن رباح: أنّه سَمعَ جُنادة بن أبي أميّة يقول: سمعتُ عبادة بن الصامت يقول:

أن رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبيَّ اللَّه، أيُّ العمل أفضل؟ قال:"الإيمان باللَّه، وتصديق به، وجهادٌ في سبيله". قال: أريدُ أهونَ من ذلك يا رسول اللَّه. قال: "السَّماحة والصَّبرُ". قال: أريدُ أهونَ من ذلك يا رسول اللَّه. قال: "لا تَتَّهِمِ اللَّه تبارك في شيء قُضي لك به"(1)؟

(2705)

الحديث العشرون: حدّثنا أحمدُ قال: حدّثنا وكيع عن سُفيان عن خالد الحذّاء عن أبي قِلابة عن أبي الأشعث الصَّنعاني عن عبادة بن الصامت قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والفِضَّةُ بالفضَّةِ، والبُرِّ بالبُرِّ، والشَّعير بالشَّعير، والتَّمْر بالتَّمْر، والمِلحُ بالمِلح، مِثلًا بمثل، يدًا بيَد، فإن اختَلَفت هذه الأوصافُ فبِيعوا كيف شئتم إذا كان يدًا بيد"(2).

* طريق آخر:

حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عُبيد اللَّه بن عمر القواريري قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيوب عن أبي قِلابة قال: كنت بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار، فجاء أبو الأشعث، قالوا: أبو الأشعث أبو الأشعث، فجلس، فقلتُ له: حدِّثْ أخانا حديث عبادة بن الصامت. قال: نعم:

غَزَونا غزاةً وعلى الناس معاوية، فغَنِمْنا غنائمَ كثيرة، فكان فيما غَنِمْنا آنيةٌ من فضَّة، فأمر معاويةُ رجلًا أن يبيعَها في أُعطيات النّاس، فت مسارع النّاس في ذلك، فبلغ عبادةَ بن الصامت، فقام فقال: إنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ينهى عن بيع الذهب بالذهب، والفضّة بالفضّة، البُرّ بالبُرّ، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، إلَّا سَواءً بسَواء، عينًا

(1) المسند 5/ 318، وفيه ابن لهيعة، فيه كلام، وسائر رجاله ثقات. قال الهيثمي 1/ 64: رواه أحمد، وفي إسناده ابن لهيعة. قال ابن كثير في الجامع 7/ 98 (4827): إسناده حسن. وقال البوصيري بعد أن ذكر من أخرجه: ورواه أحمد بن حنبل والطبراني بإسنادين أحدهما حسن - الإتحاف 1/ 47، 48 (1 - 3).

(2)

المسند 5/ 320، ومسلم 3/ 1211 (1587).

ص: 480

بعين، فمن زاد أو ازداد فقد أربى. فردَّ النّاس ما أخذوا، فبلغ ذلك معاويةَ، فقام خطيبًا فقال: ألا ما بالُ رجال يتحدّثون عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحاديث قد كنّا نشهدُه ونصحَبُه فلم نسمعْها منه؟ فقام عبادة بن الصامت فأعاد القصّة، ثم قال لَنُحَدِّثَنَّ بما سمعنا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإن كره معاوية -أو قال: وإن رغم- ما أبالي ألَّا أصحبَه في جُنده ليلة سوداء. قال حمّاد هذا أو نحوه (1).

انفرد بإخراج الطريقين مسلم.

(2706)

الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يحدّث عن عبادة بن الصامت:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "رُؤيا المسلم جزءٌ من ستَّة وأربعين جزءًا من النبوة".

أخرجاه (2).

(2707)

الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان [قال: حدّثنا أبان](3) قال: حدّثنا يحيى عن أبي سلمة عن عبادة بن الصامت:

أنّه سأل رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، أرأيتَ قولَ اللَّه تبارك وتعالى:{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] فقال: "لقد سألْتَني عن شيء ما سألَني عنه أحد من أُمَّتي - أو أحد قبلك" قال: "تلك الرؤيا يراها الرجلُ الصالح أو تُرى له"(4).

(2708)

الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا مُغيرة بن زياد عن عبادة بن نُسَيّ عن الأسود بن ثعلبة عن عبادة بن الصامت قال:

عَلَّمْتُ ناسًا من أهل الصُّفّة الكتابة والقرآن. قال: فأهدى إليَّ رجلٌ منهم قوسًا،

(1) مسلم 3/ 1210 (1587).

(2)

المسند 5/ 316، والبخاري 12/ 272 (6987)، ومسلم 4/ 1774 (2264).

(3)

تتمة من المسند والأطراف.

(4)

المسند 5/ 315، وفي بعض المصادر أن أبا سلمة بن عبد الرحمن قال: نُبِّئْت عن عبادة، أي لم يسمع منه. ومن طريق يحيى بن أبي كثير أخرجه الترمذي 4/ 463 (2275)، وحسّنه، وابن ماجة 2/ 1283 (3898)، وصحّح الحاكم إسناده 2/ 340، ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني - الصحيحة 4/ 392 (1786).

ص: 481

فقلتُ: ليست لي بمال، وأرمي عنها في سبيل اللَّه تبارك وتعالى. فسألتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"إنْ سَرَّكَ أنْ تُطَوَّقَ بها طَوقًا من نار فاقْبَلْها"(1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا بشر بن عبد اللَّه بن يسار السُّلَمي قال: حدّثني عبادة بن نُسَيّ عن جنادة بن أبي أميّة عن عبادة بن الصامت قال:

كان رسول اللَّه يُشْغَلُ، فإذا قَدِمَ رجل مهاجرٌ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منّا يُعَلِّمُه القرآن، فدفعَ إليَّ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلًا، فكان [معي] في البيت، أُعَشِّيه عَشاءَ أهل البيت، وكنتُ أُقْرِئُه القرآن، فأنصرفُ انصرافه إلى أهله، فرأى أن عليه حقًّا، فأهدى إليَّ قوسًا لَمْ أرَ أجودَ منها عُودًا، ولا أحسنَ منها عَطفًا، فأتيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلت: ما ترى يا رسول اللَّه فيها؟ قال: "جمرة بين كتفيك تَقَلَّدْتَها - أو تَعَلَّقْتَها"(2).

(2709)

الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن جَبَلة بن عطيّة عن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جدّه عبادة بن الصامت:

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من غزا في سبيل اللَّه تعالى وهو لا ينوي في غزاته إلَّا عِقالًا، فله ما نوى"(3).

(2710)

الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حَبّان عن ابن مُحَيْرِيز القرشي (4) أخبره أن المُخْدَجيّ -رجلًا من بني كنانة- أخبره:

(1) المسند 5/ 315، وابن ماجة 2/ 730 (2157)، وأبو داود 3/ 264 (3416). ومغيرة فيه كلام، والأسود مجهول، ومع ذلك صحّح الحاكم إسناده 2/ 41. وقال الذهبي: مغيرة صالح الحديث، وقد تركه ابن حبّان. وصحّح الألباني الحديث.

(2)

المسند 5/ 324، وصحّح الحاكم إسناده 3/ 356، ووافقه الذهبي، ومن طريق بشر أخرجه أبو داود 3/ 265 (3417) وصحّحه الألباني.

(3)

المسند 5/ 315، والنسائي 6/ 24، وصحح الحاكم إسناده 2/ 109، ووافقه الذهبي. ومن طريق حمّاد بن سلمة أخرجه ابن حبّان 10/ 495 (4638)، وحسّن المحقّق إسناده، لأن يحيى بن الوليد لم يوثّقه غير ابن حبّان، واختاره الضياء 9/ 356 - 358 (435 - 440)، وحسنّه الألباني.

(4)

في المسند "ثم الجمحي، وكان بالشام، وكان قد أدرك معاوية".

ص: 482

أنّ رجلًا من الأنصار كان بالشام يكنى أبا محمد أخبره: أن الوتر واجب، فذكر المُخْدَجيّ أنّه راح إلى عبادة بن الصامت، فذكر أن أبا محمد يقول: الوتر واجب، فقال: كذب أبو محمد، إنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"خمسُ صلوات كتبهنّ اللَّهُ تعالى على العباد، من أتى بهنّ، لم يضيِّعْ منهنّ شيئًا استخفافًا بحقّهنّ، كان له عند اللَّه تعالى عهدٌ أن يُدْخلَه الجنّة، ومن لم يكن يأتي بهنّ فليس له عند اللَّه عهد، إنّ شاء عذَّبَه، وإن شاء غفر له"(1).

(2711)

الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا الحسن بن ذكوان عن عبد الواحد بن قيس عن عبادة بن الصامت:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "الأبدال في هذه الأمّة ثلاثون، مثل إبراهيم خليل الرحمن عز وجل، كلّما ماتَ رجلٌ أَبدلَ اللَّهُ تبارك وتعالى مكانَه رجلًا"(2).

(2712)

الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثني مالك بن الخَير الزَّبادي عن أبي قَبيل المعافريّ عن عبادة بن الصامت:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ليس من أمّتي من لَمْ يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صَغيرنا، ويعرفْ لعالمنا"(3).

(2713)

الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي قال: أخبرنا إسماعيل قال: أخبرنا عمرو عن المطّلب عن عبادة بن الصامت:

(1) المسند 5/ 315، ومن طريق يحيى بن سعيد أخرجه أبو داود 2/ 62 (1420)، والنسائي 1/ 230 ومن طريق محمد بن يحيى بن حبّان أخرجه ابن ماجة 1/ 449 (1401)، وابن حبّان 6/ 174 (2417). وصحّحه الألباني وشعيب.

(2)

المسند 5/ 322، ثم قال الإمام أحمد: فيه -يعني حديث عبد الوهاب- كلام غير هذا. وهو منكر، يعني حديث الحسن بن ذكوان. وقال ابن كثير - الجامع 7/ 135 (4897) بعد أن نقل كلام الإمام أحمد: وهو كما قال، فيه نكارة شديدة جدًّا. وتحدّث عن رجال الحديث. وينظر كلام الألباني في تضعيف الحديث - الضعيفة 2/ 339 (936).

(3)

المسند 5/ 323، ومن طريق عبد اللَّه بن وهب أخرجه الطحاوي في شرح المشكل 3/ 364 (1328)، وقوّى المحقّق إسناده، والحاكم 1/ 122، وقال: مالك بن الخير الزيادي مصري ثقة، وأبو قبيل تابعي كبير. وحسّن ابن كثير والهيثمي إسناده - جامع المسانيد 7/ 188 (4992)، والمجمع 1/ 132، 8/ 17.

ص: 483

أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمنْ لكم الجنّة: اصدقوا إذا حَدَّثْتُم، وأَوْفُوا إذا وَعَدْتُم، وأَدُّوا إذا ائْتُمِنْتُم، واحفظوا فروجَكم، وغُضُّوا أبصارَكم، وكُفُّوا أيديَكم"(1).

(2714)

الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا عبد العزيز بن مُسلم قال: حدّثنا يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن عبادة بن الصامت قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من أمير عشرة إلَّا يُؤْتَى به يوم القيامة مغلولًا، لا يَفُكُّه منها إلا عَدْلُه. وما من رجل تعلَّمَ القرآنَ ثم نَسِيَه إلا لَقِيَ اللَّهَ تبارك وتعالى يومَ القيامة أجذمَ"(2).

* طريق آخر:

حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا علي بن شُعيب البزّاز قال: حدّثنا يعقوب بن اسحاق الحضرمي قال: أخبرني أبو عَوانة عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى -وكان أميرًا على الرقّة- عن عبادة بن الصامت قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من أمير عشرة إلَّا يؤتى به يومَ القيامة مغلولةٌ يدُه إلى عنقه، حتى يُطْلِقَه الحقُّ أو يُوبِقَه. ومن تعلَّمَ القرآنَ ثم نَسِيهَ لقيَ اللَّهَ تعالى وهو أجذَمُ"(3).

(2715)

الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحباب قال: أخبرنا عبد الرحمن بن ثوبان عن عمير بن هانىء أنّه سمعَ جُنادة بن أبي أميّة الكِندي يقول: سمعتُ عبادة بن الصامت يحدّث:

(1) المسند 5/ 323، ومن طريق إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو أخرجه ابن حبّان 1/ 506 (271)، والحاكم 4/ 358، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: فيه إرسال. ووثّق الهيثمي رجاله 4/ 148، 221، وذكر هو والمنذري في الترغيب 3/ 246 (3561) أن المطّلب لم يسمع من عبادة.

(2)

المسند 5/ 323.

(3)

المسند 5/ 327، وعيسى مجهول، روايته عن الصحابة مرسلة. أما يزيد فتغيّر. التقريب 1/ 464، 2/ 671، قال ابن كثير في الجامع 7/ 144 (4913): إسناده حسن، ولم يخرجوه. وقال الهيثمي - المجمع 7/ 17: رواه عبد اللَّه بن أحمد، ورجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف.

ص: 484

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أن جبريل عليه السلام أتاه وهو يَرْعَدُ فقال: باسم اللَّه أرقيك، من كلِّ شيء يُؤذيك، من حَسَدِ كلِّ حاسد، وكلِّ عين، واسمُ اللَّه يَشفيك"(1).

(2716)

الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو قال: حدّثنا أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللَّه بن عيّاش بن أبي ربيعة عن سليمان بن موسى عن أبي سلّام عن أبي أُمامة عن عبادة بن الصامت قال:

خرجْنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، فشهدت، معه بدرًا، فالتقى الناسُ، فهزم اللَّهُ العدوَّ، فانطلقتْ طائفةٌ في آثارهم يهزمون ويقتُلون، وأكبَّتْ طائفة على العسكر يحوونه ويجمعونه، وأحدقَت طائفةٌ برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يُصيب العدوُّ منه غِرّةً، [حتى] إذا كان الليلُ وفاءَ الناسُ بعضُهم إلى بعض، قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حَوَيناها وجمعْناها، فليس لأحد فيها نصيب، وقال الذين خرجوا في طلب العدوّ: لَسْتُم بأحقَّ بها منَّا، نحن نَفَينا عنها العدوَّ وهزَمْناهم، وقال الذين أحدقوا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: نحن أحدَقْنا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وخِفْنا أن يصيبَ العدوُّ منه غِرَّةً، واشتغلْنا به، فنزلت {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [فاتحة الأنفال] فقَسمها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بين المسلمين.

وقال: وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أغار في أرض العدوِّ نَفَّلَ الربعَ، وإذا أقبلَ راجعًا وكلَّ الناسُ نَفَّلَ الثلث. وكان يكرهُ الأنفال، ويقول:"لِيَرُدَّ قويُّ المؤمنين على ضعيفهم"(2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن عن سليمان ابن موسى عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي قال:

(1) المسند 5/ 323، ومن طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان أخرجه ابن ماجة 2/ 1165 (3527). قال البوصيري: إسناده حسن، ابن ثوبان مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات. ومن طريق زيد بن الحباب أخرجه ابن حبّان 3/ 234 (953)، وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 4/ 412. وابن ثوبان أخرج له أصحاب السنن، والبخاري في الأدب. وقال عنه ابن حجر - التقريب 1/ 332: صدوق يخطىء، تغيّر بأخرة، وحسّن محقّق ابن حبّان إسناد الحديث، وذكر شواهده.

(2)

المسند 5/ 323، قال ابن كثير - الجامع 7/ 183 (4983): تفرّد به ولم يخرجوه، وإسناده جيّد قويّ مَرْضِي، ووثّق الهيثمي رجاله - المجمع 7/ 29.

ص: 485

سألتُ عبادة عن الأنفال، فقال: فينا معشرَ -أصحاب بدر- نزلت حين اختلفنا في النَّفَل، وساءت فيه أخلاقُنا، فانتزعَه اللَّهُ من أيدينا وجعلَه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقَسَمه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بين المسلمين عن بَواء. يقول: على السواء (1).

في الحديث: الجراحات بواء: أي متساوية في القصاص (2).

(2717)

الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حيوة بن شريح ويزيد ابن عبد ربه قالا: حدّثنا بَحير بن سعد عن خالد بن مَعدان عن عمرو بن الأسود عن جُنادة بن أبي أمية أن حدّثهم عن عبادة بن الصامت أنّه قال:

إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّي قد حدَّثْتُكم عن الدّجّال حتى خَشِيتُ ألَّا تَعْقِلوا. إنّ مسيحَ الدّجّال رجلٌ قصيرٌ، أفحجُ، جَعْدٌ، أعورُ، مَطْموس العَين، ليس بناتئةٍ ولا حَجْراءَ، فإن أَلْبَسَ عليكم (قال يزيد "ربُّكم")، فاعلموا أن ربَّكم تبارك وتعالى ليس بأعور، وأنَّكم لن تَرَوا ربَّكم حتى تموتوا"(3).

الحَجْراء: التي ليست بصُلبة متحجّرة. ويروى: جحراء بتقديم الجيم: أي ليست بغائرة منجحرة. ويدلّ على صحّة هذه الرواية قوله: "ليست بناتئة"(4).

(2718)

الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال: حدّثنا ابن عيّاش عن عَقيل بن مُدرك السُّلَميّ عن لُقمان بن عامر عن أبي راشد الحُبراني عن عبادة بن الصامت:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ عبدَ اللَّهَ تبارك وتعالى لا يُشْرِكُ به شيئًا، وأقامَ الصلاةَ، وآتى الزكاةَ، وسَمعَ وأطاعَ، فإنَّ اللَّه تبارك وتعالى يُدْخِلُه مِن أيِّ أبوابِ الجنّة شاء، ولها ثمانيةُ

(1) المسند 5/ 323، وأخرجه الحاكم 2/ 136 شاهدًا على الحديث السابق، وصحّحه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وأخرجه الترمذي 4/ 110 (1561)، وابن ماجة 2/ 951 (1285) عن عبد الرحمن عن سليمان عن مكحول عن أبي أمامة عن عبادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نفّل في البدأة الربع، وفي الرجعة الثلث. وحسّنه الترمذي، وينظر ابن حبّان 11/ 193 (4855).

(2)

ينظر غريب الحديث للمؤلّف 1/ 99.

(3)

المسند 5/ 324، ومن طريق حيوة وحده أخرجه أبو داود 4/ 116 (4330)، ومن طريق بقية أخرجه ابن أبي عاصم - السنة 1/ 304 (437)، وهو في المختارة 9/ 264، 265 (320 - 322) وعزاه الهيثمي في المجمع 7/ 351 للبزّار، وقال: فيه بقية، وهو مدلّس.

(4)

غريب الحديث للمؤلّف 1/ 139.

ص: 486

أبواب. ومَنْ عَبدَ اللَّه تعالى لا يُشْرِكُ به شيئًا، وأقامَ الصلاةَ، وآتى الزكاة، وسَمعَ وعصي، فإن اللَّه تعالى من أمره بالخِيار، إنْ شاء رَحمَه، وإن شاء عذَّبه" (1).

(2719)

الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يَعْمَر بن بشر قال: حدّثنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرنا رشدين بن سعد قال: حدثني أبو هانىء الخَولاني عن عمرو بن مالك الجَنْبي: أن فَضالة بن عُبيد وعُبادة بن الصامت حدّثاه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يومُ القيامة، وفَرَغَ اللَّهُ تعالى من قضاء الخَلق، فيبقى رجلان، فيُؤمرُ بهما إلى النّار، فيلتفتُ أحدُهما، فيقول الجبّارُ تعالى: رُدُّوه، فيَرُدُّونه. قال له: لِمَ الْتَفَتَّ؟ قال: كنتُ أرجو أن تُدخْلِنَي الجنّة. قال: فيُؤْمَرُ به إلى الجنّة. فيقول: لقد أعطاني اللَّه عز وجل حتى لو أنّي لو أطعمتُ أهلَ الجنّة ما نَقَصَ ما عندي شيئًا".

قال: وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا ذكره يُرى السرورُ في وجهه (2).

(2720)

الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحكم بن نافع أبو اليمان قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن عبد اللَّه بن عثمان بن خُثيم قال: حدّثنا إسماعيل بن عبيد الأنصاري. . . فذكر الحديث

فقال عبادة لأبي هريرة: يا أبا هريرة، إنَّك لَمْ تَكُ معنا إذ بايعْنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على السَّمع والطاعة في النشاط والكَسَل، وعلى النَّفَقة في العُسر واليُسر، وعلى الأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، وعلى أنّ نقولَ في اللَّه تعالى ولا نخافَ لومةَ لائم فيه، وعلى أن نَنْصُرَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا قَدِمَ علينا يثربَ، فنمنعَه ممّا نمنعُ منه أنفُسَنا وأزواجَنا وأبناءنا، ولنا الجنّةُ، فهذه بيعةُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم التي بايعنا عليها، فمن نَكَثَ فإنما يَنْكُثُ على نفسه، ومن أوفَى بما بايع عليه رسولَ اللَّه وفّى اللَّهُ تبارك وتعالى، وله ما بايعَ عليه نبيَّه.

فكتب معاويةُ إلى عثمان بن عفّان: أن عبات بن الصامت قد أفسدَ عليَّ الشامَ وأهلَه فإما تكفُّ إليك عبادة، وإما أُخلِّي بينه وبين الشام. فكتب إليه: أن رحِّل عبادة حتى تَرْجِعَه

(1) المسند 5/ 325، وعن طريق إسماعيل أخرجه ابن أبي عاصم، وحسّن المحقّق إسناده - السنّة 2/ 666 (1002)، وقال الهيثمي في المجمع 5/ 219: رجال أحمد ثقات.

(2)

المسند 5/ 329، ورشدين ضعيف. قال ابن كثير - الجامع 7/ 142 (4909): تفرّد به، وإسناده حسن، ومتنه أحسن. وقال الهيثمي 10/ 387: رجاله وثّقوا على ضعف في بعضهم.

ص: 487

إلى داره من المدينة. فبعث بعبادةَ حتى قدم المدينة، فدخل على عثمان في الدار، وليس في الدار غيرُ رجل من السابقين أو من التابعين قد أدرك القوم، فلم يفجأ عثمانَ به إلَّا وهو قاعد في جانب الدار، فالتفتَ إليه فقال: يا عبادة بن الصامت، ما لنا ولك؟ فقام عبادة بن الصامت بين ظهري النّاس فقال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم أبا القاسم محمّدًا صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه سيلي أمورَكم بعدي رجالٌ يُعَرِّفونكم ما تُنكرون، ويُنْكرون عليكم ما تَعْرِفون، فلا طاعةَ لمن عَصَى اللَّه عز وجل، فلا تَعْتَلُّوا بربّكم"(1).

(2721)

الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحكم بن نافع قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن يزيد بن سعيد عن أبي عطاء يزيد بن عطاء السَّكْسَكي عن معاذ بن سعد السَّكْسَكي عن جُنادة بن أبي أمية:

أنّه سمع عبادة بن الصامت يذكر أن رجلًا أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، ما مُدّةُ أمَّتك من الرَّخاء؟ فلم يَرُّدَّ عليه شيئًا، حتى يسأله ثلاث مرار، كلُّ ذلك لا يُجيبه، ثم انصرفَ الرجل، ثم إنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"أين السائلُ؟ " فرَدُّوه عليه، فقال:"سألْتَني عن شيء ما سأَلَني عنه أحدٌ من أمّتي. مدَّةُ أمَّتي من الرخاء مائة سنة" قالها مرَّتين أو ثلاثًا. فقال الرجال: يا رسول اللَّه، فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية؟ قال:"نعم، الخَسْف، والرَّجف، وإرسال الشياطين المُجْلِبة (2) على النّاس"(3).

(2722)

الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحكم بن نافع قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن راشد بن داود الصنعاني عن عبد الرحمن بن حسان عن روح بن زنباع عن عبادة بن الصامت قال:

(1) المسند 5/ 325، قال ابن كثير - الجامع 7/ 86 (4805): تفرّد به، ولا بأس بإسناده. ووثّق الهيثمي رجاله، وقال: إلا أن إسماعيل بن عياض رواه عن الحجازيين، وروايته عنهم ضعيفة - الجمع 5/ 229.

ولا تعتلّوا: أي لا تطيعوهم وتزعمون أن اللَّه أذِن لكم.

(2)

ويروى "الملجمة" و"المخلبة".

(3)

المسند 5/ 325، ويزيد بن سعيد شامي، ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: ربما أخطأ. التعجيل 450. ويزيد بن عطاء مقبول - التقريب 2/ 674، ومعاذ مجهول - التقريب 2/ 590، وذكرهما تمييزًا. فإسناده ضعيف. وقال الهيثمي 8/ 12: رواه أحمد والطبراني، وفيه يزيد بن سعد (كذا) ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات. ومن طريق يزيد بن سعيد أخرجه الحاكم 4/ 418، وصحّح إسناده، وتعقّبه الذهبي بقوله: إسناده مظلم. وضعّفَهُ ابن الجوزي في العلل 2/ 852 (1426).

ص: 488

فقدَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلةً أصحابُه، وكانوا إذا نزلوا أنزلوه في وسطهم، ففَزِعوا وظنُّوا أنّ اللَّه عز وجل اختارَ له أصحابًا غيرَهم، فإذا هم بخيالِ النبيّ صلى الله عليه وسلم، فكبَّروا حين رأَوه، وقالوا: يا رسولَ اللَّه، أشفَقْنا أن يكونَ اللَّهُ تبارك وتعالى اختارَ لك أصحابًا غيرَنا. فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا، بل أنتم أصحابي في الدنيا والآخرة، إنّ اللَّه تعالى أيقظَني فقال: يا محمد، إني لم أبعث نبيًّا ولا رسولًا إلَّا وقد سأَلني مسألةٌ أعطيتها إياه، فسَلْ يا محمّد تُعْطَ فقلتُ: مسألتي شفاعةٌ لأمّتي يوم القيامة". فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه، وما الشفاعة؟ قال:"أقول: يا ربّ، شفاعتي التي اختبأْتُ عندَك. فيقول الربُّ تبارك وتعالى: نعم. فيُخْرِجُ ربِّي عز وجل بقيّةَ أمّتي من النّار فيَنْبِذُهم في الجنّة"(1).

(2723)

الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن كثير القصّاب البصري عن يونس بن عُبيد عن محمد بن سيرين عن عبادة بن الصامت:

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الدارُ حَرَمٌ، فَمَن دخلَ عليك حَرَمَك فاقْتُلْه"(2).

(2724)

الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو كامل الجَحدري قال: حدّثنا الفضل بن سُليمان قال: حدّثنا موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة عن عبادة بن الصامت قال:

إنّ من قضاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنّ المَعْدِنَ جُبار، والبئرَ جُبار، والعَجْماء جَرْحُها جُبار".

والعَجْماء: البهيمة من الأنعام وغيرها. والجبار هو الهدر الذي لا يُغرم.

وقضى في الرِّكاز (3) الخمس.

وقضى أن ثمرَ النَّخلِ لمن أبَّرَها إلَّا أن يشترط المبتاع.

[وقضى أن مالَ المملوك لمن باعه إلَّا أن يشترط المبتاع]

(1) المسند 5/ 325، راشد بن داود، دمشقي، صدوق له أوهام، أخرج له النسائى - التقريب 1/ 168 وحسّن ابن كثير إسناده - الجامع 7/ 118 (4864)، وعزاه الهيثمي لأحمد والطبراني، قال: رجال أحمد ثقات، على ضعف في بعضهم - المجمع 10/ 370، ومن طريق إسماعيل بن عياش أخرجه ابن أبي عاصم - السنة 1/ 564 (843)، وضعّف المحقّق إسناده.

(2)

المسند 5/ 326، وإسناده ضعيف لضعف محمد بن كثير السلمي. ينظر المجمع 6/ 248، والتعجيل 376.

(3)

الرِّكاز: ما يكون في باطن الأرض.

ص: 489

وقضى أن الولد للفراش، وللعاهر الحَجَر.

وقضى بالشُّفْعة بين الشُّرَكاءِ في الأرَضين والدُّور.

[وقضى لحَمَل بن مالك الهُذَلي بميراثه عن امرأته التي قَتَلَتْها الأخرى]. وقضى في الجنين المقتول بغُرّة: عبدٍ أو أمة. قال: فَورِثها بعلُها وبنوها. قال: وكان له من امرأتيه كلتيهما ولد. فقال أبو القاتلة المقضيُّ عليه: يا رسول اللَّه، كيف أَغْرَمُ من لا صاح ولا استهلّ، ولا شرب ولا أكل، فمثل ذلك بَطَل؟ . فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"هذا من الكُهّان".

قال: وقضى في الرَّحْبة تكون بين الطريق، ثم يريد أهلها البنيان فيها، فقضى أن يُترَكَ الطريقُ منها سبع أذرع. قال: وكانت تلك الطريقُ تسمّى المِيتاء.

وقضى في النخلة أو النخلتين أو الثلاث، يختلفون في حقوق ذلك، فقضى أن لكلّ نخلة من أولئك مبلغ جريدها حيِّز لها.

وقضى في شُرب النخل من السَّيل أن الأعلى يشرب قبل الأسفل ويترك الماء إلى الكعبين، ثم يرسل الماء إلى الأسفل الذي يليه، وكذلك حتى تنقضيَ الحوائط أو يفنى الماء.

وقضى أن المرأة لا تُعطي من المال شيئًا إلا بإذن زوجها.

وقضى للجدّتين من الميراث السُّدُس بينهما بالسواء.

وقضى أن من أعتقَ شِركًا في مملوك فعليه جواز عِتقه إن كان له مال.

وقضى أن لا ضَرَر ولا ضِرار.

وقضى أنّه ليس لعِرق ظالم حقّ.

وقضى بين أهل المدينة في النخل لا يمنع نَقْع بئر.

وقضى بين أهل البادية ألَّا يُمْنَعَ فضلُ ماء لِيُمْنَعَ به الكلأ.

وقضى في الدِّية الكُبرى المُغَلَّظة ثلاثين ابنة لبون وثلاثين حِقّة وأربعين خَلِفة. وقضى في الدِّيَة الصغرى ثلاثين ابنة لَبون وثلاثين حِقّة وعشرين ابنة مخاص وعشرين بني مخاض ذكور. ثم غلتِ الإبلُ بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهانت الدراهم، فقوّم عمر بن الخطّاب إبل الدية ستة آلاف درهم، حساب أوقيّة لكلّ بعير. ثم غلت الإبل وهانت

ص: 490

الدراهم، فزاد عمر بن الخطاب ألفين، حساب أوقيّتين لكلّ بعير، ثم غلت الإبل وهانت الدراهم، فأتمّها عمر اثني عشر ألفًا، حساب ثلاث أواق لكلّ بعير.

قال: فزاد ثلث الدية في الشهر الحرام، وثلثًا آخر في البلد الحرام. قال: فتمّت دية الحرمين عشرين ألفًا. قال: فكان يؤخذ من أهل البادية من ماشيتهم، لا يُكَلَّفون الوَرِقَ ولا الذهب، ويُؤخذُ من كلّ قوم مالهم قيمة العدل من أموالهم (1).

(2725)

الحديث الأربعون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد مَخْلَد ابن الحسن بن أبي زُمَيل قال: حدّثنا الحسن بن عمرو بن يحيى الفَزاري عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم قال:

دخلتُ مسجد حِمص، فإذا فيه حلقةٌ فيها اثنان وثلاثون رجلًا من أصحاب رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، منهم شابٌّ أكحلُ برّاق الثَّنايا مُحْتَبٍ، فإذا اختلفوا في شيء سألوه فأخبرَهم، فانتَهَوا إلى خبره. قال: قلتُ: من هذا؟ قالوا: هذا معاذ بن جبل. قال: فقمتُ إلى الصلاة، وأردْتُ أن ألقى بعضهم فلم أقدر على أحد منهم، انصرفوا. فلمّا كان الغدُ دخلتُ فإذا معاذٌ يصلّي إلى سارية، فصلَّيْتُ عنده، فلما انصرف جلسْتُ بيني وبينه الساريةُ، ثم احْتَبَيْتُ فلَبِثْتُ ساعةً لا أُكلِّمُه ولا يُكَلِّمُني. قال: ثم قلتُ: واللَّه إني لأُحِبُك لغير دُنيا أرجوها أُصيبها منك، ولا قَرابةَ بيني وبينك. قال: فلأيِّ شيء؟ قلتُ: للَّه تعالى. قال: فَنَثَرَ حَبْوَتي ثم قال: فأَبْشِرْ إن كُنْتَ صادقًا، فإنّي سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"المُتَحابُّون في اللَّه تعالى في ظِلِّ العرش يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّه يَغْبِطُهم بمكانهم النبيّون والشُّهداء".

قال: ثم خرجتُ، فألقى عبادة بن الصامت، فحدَّثْتُه بالذي حَدَّثَني معاذ، فقال عبادة:

(1) المسند 5/ 326، 327، وإسناده ضعيف. قال المزّي في التحفة 4/ 239: إسحاق لم يدرك عبادة. وقال ابن حجر في التقريب 1/ 46: أرسل عن عبادة، وهو مجهول الحال. وذكر الهيثمي الحديث في المجمع 4/ 206 - 208، وقال: روى ابن ماجة طرفًا منه، ورواه عبد اللَّه بن أحمد، وإسحاق لم يدرك عبادة. وذكر البوصيري الانقطاع في مواضع من الحديث. ولأجزاء من الحديث شواهد صحيحة، وروى ابن ماجة منه قطعًا من طريق الفضيل - ينظر 2/ 746، 830، 831، 883 (2213، 2483، 2488، 2643) وصحّحها الألباني لغيرها. وينظر تعليقات البوصيري عليها.

ص: 491

سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يروي عن ربِّه عز وجل أنّه قال: "حَقَّتْ محبّتي على المتحابّين فيّ، وحقَّت محبَّتي للمتناصحين فيّ، وحقَّت محبَّتي على المتزاورين فيّ، وحقَّت محبَّتي على المتباذلين فيّ، على منابرَ من نور، يَغْبِطُهم [بمكانهم] النبيُّون والصِّدِّيقون"(1).

وقد روي هذا من طريق أخرى عن أبي إدريس الخَولاني أنّه هو الذي جرى له هذا مع معاذ وعبادة (2).

(2726)

الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا إسحاق ابن منصور الكَوسج قال: أخبرنا محمد بن يوسف قال: حدّثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جُبير بن نُفير أن عبادة بن الصامت حدّثهم:

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما على ظهر الأرض من رجل مسلم يدعو اللَّهَ عز وجل بدعوة إلَّا آتاه اللَّهُ تبارك وتعالى إيَّاها أو كفَّ عنه من السُّوء مثلَها، ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو قطيعة رَحِم"(3).

(2727)

الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال: حدّثنا محمد بن بشر قال: حدّثنا عبد العزيز بن عمر قال: حدَّثَني من لا أتّهمُ من أهل الشام عن عبادة بن الصامت قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلالَ قال: "اللَّه أكبر، الحمدُ للَّه، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّه. اللهمّ إنّي أسألُك خيرَ هذا الشهرِ، وأعوذُ بك من شَرِّ القَدَر، ومن سوء المَحْشَر"(4).

* * * *

(1) المسند 5/ 328، ومن طريق أبي أحمد مخلد أخرجه ابن حبّان 2/ 338 (577) دون ذكر أوله، وجوَّد المحقّق إسناده، وذكر مظانّه. وينظر المختارة 6/ 309 - 310 (369 - 373).

(2)

المسند 5/ 329، وينظر المستدرك 4/ 168، 169، وشرح المشكل 10/ 33 - 37 (3890 - 3895)، وتعليق المحقّق.

(3)

المسند 5/ 328، ومن طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان أخرجه الترمذي 5/ 529 (3573) وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، والطحاوي في شرح المشكل 2/ 335 (881). وقال الألباني: حسن صحيح. وحسّن شعيب إسناده، من أجل عبد الرحمن بن ثابت، فهو صدوق يخطىء، تغيّر بآخرة - التقريب 1/ 332. وينظر الترغيب 2/ 474 (2425).

(4)

المسند 5/ 329، والمصنف لابن أبي شيبة 10/ 398 (9793)، والسنّة لابن أبي عاصم 1/ 275 (396). قال الهيثمي - المجمع 10/ 142: فيه راوٍ لم يُسَمّ. وضعّف محقّق السنّة إسناده لجهالة الرواي عن عبادة.

ص: 492