الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(186) مسند سعد بن أبي وقّاص
واسمُه مالك (1).
(1858)
الحديث الأوّل: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الوارث قال: حدّثنا ابن أبي نَجيح قال:
سألْتُ طاووسًا عن رجلٍ رمى الجمرة بستّ حَصَيات. فقال: ليُطْعِمْ قَبضةً من طعام. قال: فلقيتُ مجاهدًا فسألْتُه، وذكرت له قول طاووس. قال: رَحِمَ اللَّه أبا عبد الرحمن، أما بلغَه قول سعد بن مالك، قال:
رَمَيْنا الجِمار -أو الجَمرة- في حَجّنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم جلسْنا نتذاكرُ، فمِنَا من قال: رَمَيْتُ بستٍّ، ومنّا من قال: رَمَيْتُ بسبعٍ، ومنّا من قال: رَمَيْتُ بثمانٍ، ومنّا من قال: رَمَيْتُ بتسعٍ، فلم يرَوا في ذلك بأسًا" (2).
(1859)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج بن النُّعمان قال: حدّثنا أبو شهاب عن الحجّاج عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن سعد بن مالك قال:
طُفْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فمنّا من طاف سبعًا، ومنّا من طاف ثمانيًا، ومنّا من طاف أكثر من ذلك، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا حَرَج"(3).
(1) أي والد سعد. ينظر الطبقات 3/ 101، 6/ 92. والآحاد 1/ 66. ومعرفة الصحابة 1/ 129، والاستيعاب 2/ 18، والتهذيب 3/ 130، والسير 1/ 92، والإصابة 2/ 32.
ومسنده الثامن في الجمع، له خمسة عشر حديثًا للشيخين، وخمسة للبخاري، وثمانية عمر لمسلم. وقد ذكر في التلقيح 364 أنّه أسند مائتين وواحدًا وسبعين حديثًا. وقيل: أقلّ من ذلك.
(2)
المسند 3/ 49 (1439). ونقل محقّقه عدم سماع مجاهد من سعد، فالإسناد ضعيف لانقطاعه. وفي النسائي 5/ 275 من طريق ابن نَجيح عن مجاهد قال: قال سعد: رجعْنا من الحجّة وبعضنا يقول: رميت بسبع حصيات، وبعضنا يقول: رميتُ بستٍ، فلم يعب بعضهم على بعض. قال الألباني: صحيح الإسناد.
(3)
المسند 3/ 156 (1603) وفي إسناده الحجاج بن أرطاة، وليس بالقويّ، وفيه الكلام في سماع مجاهد من سعد. قال ابن كثير في الجامع 5/ 190 (3337) تفرّد به - أي الإمام أحمد.
(1860)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزُّهريّ عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه قال:
كنتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حَجّة الوداع، فمرضْتُ مرضًا أشْفَيتُ على الموت، فعادَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسول اللَّه، إنَّ لي مالًا كثيرًا، وليس يَرِثُني إلَّا ابنةٌ لي، أفأُوصي بثُلُثَي مالي؟ قال:"لا". قلتُ: بشَطر مالي؟ قال: "لا" قلت: فبثُلُث مالي؟ قال: "الثُّلُث، والثُّلُث كثير. إنّك يا سعدُ أن تَدَعَ ورثتَك أغنياء خيرٌ لك من أن تَدَعَهم عالةً يتكفّفون النّاس، إنّك يا سعدُ لن تُنْفِقَ نفقةً تبتغي بها وجهَ اللَّه عز وجل إلَّا أُجِرْتَ عليها، حتى اللقمةَ تجعلُها في في امرأتك".
قال: قلت: يا رسول اللَّه، أُخَلَّفُ بعد أصحابي؟ قال:"إنّك لن تُخلَّفَ حتى (1) ينفعَ اللَّهُ بك أقوامًا ويَضُرَّ بك آخرين. اللهمّ أَمْضِ لأصحابي هِجرتَهم، ولا تَرُدَّهم على أعقابهم، ولكن البائس سعدُ بن خَوْلةَ" رثى له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان مات بمكة.
أخرجاه في الصحيحين (2).
(1861)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر الحنفيّ عبد الكبير بن عبد المجيد قال: حدّثنا بُكير بن مسمار عن عامر بن سعد:
أن أخاه عمر انطلق إلى سعد في غنم له خارجًا من المدينة، فلمّا رآه سعد قال: أعوذ باللَّه من شرّ هذا الرّاكب. فلمّا أتاه قال: يا أبةِ، أرضيتَ أن تكون أعرابيًّا في غنمك والنّاسُ يتنازعون في المُلك بالمدينة؟ فضرب سعدٌ صَدْرَ عمرَ وقال: اسكُتْ، إنّي سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ اللَّهَ عز وجل يُحِبُّ العبدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيّ".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1862)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن جعفر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن عامر بن سعد:
(1) كذا في المخطوطات: وفي المسند وقريب منه في البخاري ومسلم: "إنّك لن تتخلَّفَ فتعمل عملًا تبتغي به وجه اللَّه إلا ازددت به درجة ورِفعةً، ولعلّك تخلْف حَتّى. . . ".
(2)
المسند 3/ 109 (1524) ومن طريق عبد الرزّاق وطرق أخرى في مسلم 3/ 1251، 1252 (1628)، وهو في مواضع في البخاري من طريق الزُّهريّ، منها 3/ 164 (1295) وينظر أطرافه 1/ 137 (56).
(3)
المسند 3/ 51 (1441)، ومسلم 4/ 2277 (2965).
أنَّ سعدًا ركبَ إلى قصره بالعَقيقِ، فوجد غلامًا يَخْبِطُ شجرًا أو يقطَعُه، فسَلَبه، فلمّا رجع سعد أتاه أهلُ الغلام فكلّموه أن يَرُدّ ما أخذَ من غلامهم. فقال: معاذَ اللَّه أن أرُدَّ شيئًا نَفَّلَنيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وأبى أن يَرُدَّه عليهم.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا جرير بن حازم قال: حدّثنا يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد اللَّه قال:
رأيتُ سعد بن أبي وقاص أخذ رجلًا يصيدُ في حرم المدينة الذي حرَّم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فسلَبَه ثيابَه، فجاء مواليه إليهِ، فقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حرَّمَ هذا الحَرَمَ وقال: "مَن رأيْتُموه يصيدُ فيه شيئًا فله سَلَبُه، فلا أرُدُّ عليكم طُعْمةً أَطْعَمَنيها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولكن إن شِئْتُم أن أُعْطِيَكم ثمنه أعْطَيْتُكم"(2).
(1863)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا محمد بن أبي حُميد عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه عن جدّه سعد بن أبي وقّاص قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سعادة ابن آدمَ استخارتُه اللَّهَ عز وجل. ومن سعادة ابنِ آدمَ رضاه بما قضى اللَّه. ومن شِقوة ابنِ آدمَ تَرْكُه استخارةَ اللَّه. ومن شقوة ابن آدمَ سَخَطُه بما قضى اللَّهُ عز وجل"(3).
وقد رواه رَوح بهذا الإسناد بلفظ آخر، قال:
(1) المسند 3/ 53 (1443)، ومسلم 2/ 993 (1364).
(2)
المسند 3/ 63 (1460) وهو حديث صحيح، ورجاله رجال الشيخين غير سليمان، روى له أبو داود هذا الحديث، ووثّقه ابن حبّان، التهذيب 3/ 288. والحديث في سنن أبي داود 2/ 217 (2037) من طريق جرير، وصحّحه الألباني وأنكر "يصيد" لأن المشهور "يقطف".
(3)
المسند 3/ 54 (1444) وإسناده ضعيف، لضعف محمد بن أبي حميد، ونكارة أحاديثه، التهذيب 1/ 288. ورواه الترمذي 4/ 396 (2151) من طريق محمد بن أبي حميد، وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد. . . وليس هو بالقويّ عند أهل الحديث. ومع هذا صحّحه الحاكم 1/ 518 بهذا الإسناد، ووافقه الذهبي. واعترض على هذا التصحيح محقَّقو المسند، والألباني في الضعيفة 4/ 377 (1906).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سعادة ابنِ آدمَ ثلاثة، ومن شِقوة ابن آدمَ ثلاثة: من سعادة ابنِ آدمَ المرأةُ الصالحةُ، والمَسْكَنُ الصالح، والمَرْكُب الصالح. ومن شِقوة ابن آدمَ المرأة السَّوء، والمَسْكَنُ السَّوء، والمَرْكَب السَّوء"(1).
(1864)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا عبد اللَّه بن لَهيعة قال: حدّثنا بُكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ أنّه سمع عبد الرحمن بن حُسين يحدّث أنّه سمع سعد بن أبي وقاص يقول:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ستكون فتنةٌ، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، ويكون الماشي فيها خيرًا من السَّاعي". قال: وأُراه قال: "والمضطجعُ فيها خيرٌ من القاعد"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا ليث بن سعد عن عيّاش بن عبّاس عن بُكير بن عبد اللَّه عن بُسْر بن سعيد أن سعد بن أبي وقّاص قال عند فتنة عثمان:
أشهد أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّها ستكون فتنةً، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائم خيرٌ من الماشي، والماشي خيرٌ من السّاعي". قال: أفرأيتَ أن دخل عليَّ بيتي فبسط يَدَه لِيقْتُلَنِي؟ قال: "كُنْ كابن آدم"(3).
(1) المسند 3/ 55 (1445) وإسناده كسابقه، وقال الهيثميّ في المجمع: رجال أحمد رجال الصحيح. مع أن ابن أبي حميد لم يُرو له في الصحيح شيء. وينظر الأحاديث الضعيفة - السابق، وحواشي المسند. وللحديث طريق عن سعد يصحّحه. ينظر صحيح ابن حبان 9/ 340 (4032) والاحاديث الصحيحة 1/ 571 (287).
(2)
المسند 3/ 56 (1446) وفيه ابن لهيعة، لكنه متابع، فالحديث صحيح لغيره، فقد رواه الحاكم بإسناد آخر عن سعد وصحّحه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 4/ 441. وللحديث شاهد في الصحيحين عن أبي هريرة. الجمع 3/ 51 (2230).
(3)
المسند 3/ 161 (1609) وإسناده صحيح، على شرط مسلم، عيّاش من رجاله. وهو من طريق قتيبة في الترمذي 4/ 421 (2194)، ومسند أبي يعلى 2/ 95 (750)، ومن طريق عيّاش في أبي داود 4/ 99 (4257) وصحّحه الألباني. وقد حسّن الحديث الترمذي، وأشار إلى من رواه، وقال: وقد روي هذا الحديث عن سعد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه.
(1865)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا شعبة عن سماك بن حرب عن ابن أخٍ لسعدٍ عن سعد:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لبني ناجية: "أنا منهم وهم منّي"(1).
(1866)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا يزيد بن أبي حبيب عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه عن جدّه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنَّ ما يُقِلَّ (2) ظُفرٌ ممّا في الجنّة بدا، لَتَزَخْرَفَتْ له ما بين خوافقِ السموات والأرض. ولو أنّ رجلًا من أهل الجنّة اطَّلَعَ فبدا سِوارُه لَطَمَسَ ضَوؤه ضوء الشمس كما تَطْمِسُ الشمسُ ضَوء النجوم"(3).
(1867)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخُزاعي قال: أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد عن سعد قال:
الْحَدوا لي لَحدًا، وانصِبُوا عليَّ اللَّبِن نَصبًا كما صُنعَ برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1868)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا أصبغُ بن الفَرّج عن ابن وهب قال: حدّثني عمرو قال: حدّثني أبو النَّضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد اللَّه ابن عمر عن سعد بن أبي وَقّاص:
(1) المسند 3/ 57 (1447). وإسناده ضعيف لجهالة ابن أخي سعد. ثم رواه أحمد بعده مرسلًا دون ذكر سعد. قال الهيثميّ 10/ 53: رواه أحمد متّصلًا ومرسلًا عن ابن أخٍ لسعد ولم يُسمّه، وبقيّة رجالهما رجال الصحيح.
(2)
يقلّ: يحمل.
(3)
المسند 3/ 57 (1449). وهو في المسند 3/ 68 (1467) عن عبد اللَّه بن المبارك عن ابن لهيعة، ورواية عبد اللَّه عن ابن لهيعة مقبولة. ومن طريق ابن المبارك عن ابن لهيعة أخرجه الترمذي 4/ 585 (2538) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من حديث ابن لهيعة. وصحّح الحديث الألباني، وحسّنه محقّقو المسند.
(4)
المسند 3/ 58 (1450)، وهو في مسلم 2/ 665 (966) من طريق عبد اللَّه بن جعفر، وهو من رجاله. أما أبو سلمة منصور فمن رجال الشيخين.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه مسحَ على الخُفَّين.
وأنّ عبد اللَّه بن عمر سأل عمر عن ذلك فقال: نعم، إذا حدَّثَك سعد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فلا تسألْ عنه غيره.
انفرد بإخراجه البخاريّ (1).
(1869)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثني مالك -يعني ابن أنس- عن سالم أبي النَّضر عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص قال: سمعْتُ أبي يقول:
ما سمعْتُ رسول اللَّه يقول لحيٍّ من النّاس، يمشي:"إنّه في الجنّة" إلّا لعبد اللَّه بن سلام.
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان ومؤمَّل (3) بن إسماعيل -المعنى- قالا: حدّثنا حمّاد ابن سلمة قال: حدّثنا عاصم بن بَهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه:
أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بقَصْعة فأكل منها، فَفَضَلتْ فَضْلةٌ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يجيءُ من هذا الفَجّ رجلٌ من أهل الجنّة، يأكلُ هذه الفَضلةُ" قال سعد: وكنتُ تركتُ أخي عُميرًا يتوضَّأُ، فقلتُ: هو عُمير، قال: فجاء عبد اللَّه بن سلام فأكلَها (4).
(1870)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشَيم قال: أخبرنا خالد عن أبي عثمان قال:
لمّا ادُّعِيَ زيادٌ لقيتُ أبا بَكرة، فقلتُ: ما هذا الذي صَنَعْتُم؟ إنّي سمعتُ سعد بن أبي
(1) البخاري 1/ 305 (202).
(2)
المسند 3/ 59 (1453) ومسلم 4/ 1930 (2483)، ومن طريق مالك في البخاري 7/ 128 (3812).
(3)
في نسختي ك، س (يزيد) وصوابهُ من ت، والمسند، والمصادر.
(4)
المسند 3/ 63 (1458) عن عفّان وحده، وفي 3/ 150 (1591) عن مؤمّل وعفّان، وهو من طريق عفّان في مسند أبي يعلى 2/ 98 (754) وصحّحه الحاكم والذهبيّ 3/ 416، وابن حبّان 16/ 121 (7164) من طريق حماد. وقال الهيثميّ 9/ 329: فيه عاصم، وفيه خلاف، وبقيّة رجاله رجال الصحيح.
وقّاص يقول: سَمْعُ أُذني من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "من ادّعى أبًا في الإِسلام غيرَ أبيه وهو يعلمُ أنّه غيرُ أبيه فالجنّة عليه حرام" فقال أبو بَكرة: وأنا سمعْتُه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1).
(1871)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ عن وُهيب عن أبي واقد الليثي عن عامر بن سعد عن أبيه:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "تُقْطَعُ اليدُ في ثَمَنِ المِجَنّ"(2).
(1872)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا محمد ابن أبي حُميد المدنيّ قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه عن جدّه قال:
أمرَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أُناديَ أيّامَ مِنًى: "إنّها أيّامُ أكلٍ وشُرب، ولا صومَ فيها" يعني أيّام التشريق (3)
(1873)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: حدّثنا أُسامة -يعني ابن زيد- قال: حدّثنا أبو عبد اللَّه القَرّاظ أنّه سمع سعد بن مالك وأبا هريرة يقولان:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ باركْ لأهل المدينة في مدينتهم، وباركْ لهم في صاعهم، وبارِكْ لهم في مُدِّهم. اللهمّ إنّ إبراهيمَ عبدُك وخليلُك وإنّي عبدُك ورسولُك، وإنّ إبراهيم سألَك لأهل مكّة وإنّي أسألُك لأهل المدينة كما سألك إبراهيم لأهل مكّة ومثلَه معه. إنّ المدينة مُشَبَّكةٌ بالملائكة، على كلّ نَقب منها مَلَكان يحرُسانها، لا يدخلها الطاعون ولا
(1) المسند 3/ 60 (1454) وهو حديث صحيح. وقد أخرجه الشيخان ولم ينبّه المؤلّف على ذلك: البخاري 8/ 45 (4326، 4327) من طريق أبي عثمان النهدي، وفي 12/ 54 (6766، 6767) من طريق خالد الحذّاء عن أبي عثمان، وفي مسلم 1/ 80 (63) من طريق هشيم.
(2)
المسند 3/ 61 (1455) والحديث صحيح لغيره، وإسناده ضعيف لضعف أبي واقد صالح بن محمد الليثيّ فقد أخرجه ابن ماجه من طريق وهيب 2/ 862 (2586) وقال البوصيري: في إسناده أبو واقد، وهو ضعيف. وضعّف الألباني الحديث. وله شاهد في الصحيحين عن عائشة - الجمع 4/ 126 (3235).
(3)
المسند 3/ 62 (1456) وهو صحيح لغيره، فقد سبق أن ابن أبي حميد ضعيف، وينظر شواهد الحديث في مسلم 2/ 800 (1141، 1142) والجمع 3/ 509 (3066).
الدَّجّال. من أرادَها بسوءٍ أذابَه اللَّهُ كما يذوبُ الملحُ في الماء" (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا عثمان بن حكيم قال: حدّثني عامر بن سعد عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "إنّي لأحرِّمُ ما بين لابتَي المدينة كما حرَّمَ إبراهيمُ مكّةَ (2)، لا يُقْطَعُ عِضاهُها، ولا يُقْتَلُ صيدُها، ولا يخرُجُ منها أحدٌ رغبةٌ عنها إلَّا أبدلَها اللَّه خيرًا منه. والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، ولا يُريدُهم أحدٌ بسوء إلَّا أذابَه اللَّه ذَوبَ الرّصاص في النّار، أو ذَوْب الملحِ في الماء"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير عن عثمان بن حكيم قال: أخبرني عامر بن سعد عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّي أُحَرِّمُ ما بين لابتَي المدينة أن يُقْطَعَ عِضاهُها، أو يُقتلَ صيدُها" وقال: "المدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، لا يخرجُ منها أحدٌ رغبةً عنها إلّا أبدلَ اللَّهُ فيها من هو خيرٌ منه، ولا يثبُتُ أحدٌ على لأوائها وجَهدِها إلَّا كنتُ له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا حُسين بن حُريث قال: أخبرنا الفضل عن جُعيد عن عائشة (5) قالت: سمعْتُ سعدًا يقول:
(1) المسند 3/ 151 (1593) وهو حديث صحيح، ورواه مسلم 2/ 1008 (1397) من طريق أسامة بن زيد الليثيّ باختصار. وعثمان بن عمرو العبدي من رجال الشيخين.
(2)
في المسند "حرمه" بدل "مكة".
(3)
المسند 3/ 158 (1606) وإسناده صحيح، ورجاله رجال الشيخين، غير عثمان بن حكيم، فمن رجال مسلم، وانظر الطريق التالي.
(4)
المسند 3/ 141 (1573)، ومسلم 2/ 992 (1363) من طريق ابن نُمير.
(5)
وهي بنت سعد.
سمعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يكيدُ أهلَ المدينة أحدٌ إلّا انماعَ كما ينماعُ الملحُ في الماء".
انفرد بإخراجه البخاريّ (1).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن عمر بن نُبَيه قال: أخبرني دينار القرّاظ قال: سمعْتُ سعد بن أبي وقّاص يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أراد المدينةَ بسُوء أذابَه اللَّهُ عز وجل كما يذوبُ الملحُ في الماء".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(1874)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن الحُصَين أنّه حدّث عن سعد بن أبي وقّاص:
أنّه كان يُصلّي العشاء الآخرة في مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم يُوترُ بواحدة لا يزيد عليها، فيُقال له: أتوترُ بواحدة لا تزيدُ عليها؟ فيقول: نعم، إنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"الذي لا ينامُ حتى يوترَ حازِم"(3).
(1875)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن عمر قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق الهَمْدَانيّ قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد بن سعد قال: حدّثني والدي محمد عن أبيه سعد قال:
مررْتُ بعثمان بن عفّان في المسجد، فسلَّمْتُ عليه، فملأ عينَيه منّي ثم لم يردُدْ (4) عليّ السلام، فأتيتُ عمر بن الخطّاب فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين، هل حدث في الإِسلام
(1) البخاري 4/ 94 (1877).
(2)
مسلم 2/ 1008 (1397)، وهو في المسند 3/ 131 (1558) من طريق عمر بن نبيه.
(3)
المسند 3/ 64 (1461) وجعل المحقّق إسناد الحديث حسنًا، وقال الهيثميّ 2/ 247: رواه أحمد ورجاله ثقات، وقال: روى البخاري منه: رأيت سعدًا يوتر بواحدة، ولم يذكر باقيه.
(4)
في المسند، س "يردّ" وفكّ الإدغام وإبقاؤه لغتان.
شيء؟ مرَّتين. قال: لا. وما ذاك؟ قلت: لا، إلَّا أنّي مررتُ بعثمان آنفًا في المسجد فسلَّمْتُ عليه، فملأ عينَيه منّي ثم لم يردّ عليَّ السلام. قال: فأرسلَ عمر إلى عثمان فدعاه، قال: ما منَعك ألّا تكون رَدَدْتَ على أخِيك السلام؟ قال: فعلتُ. قال سعد: قلت: بلى، حتى حلفَ وحلفْتُ. قال: ثم إنّ عثمان ذكَرَ فقال: بلى، وأستغفر اللَّه وأتوب إليه، إنّك مررْت بي آنفًا وأنا أُحدِّثُ نفسي بكلمة سَمِعْتُها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. لا واللَّه ما ذكرْتُها قطُّ إلَّا تغشّى بَصَري وقلبي غِشاوة. قال سعد: فأنا أُنَبِّئكَ بها:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أوَّلَ دعوة، ثم جاء أعرابيٌّ فشغَلَه حتى قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاتَّبَعْتُه، فلمّا أشفقْتُ أن يسبقَني إلى منزله ضربْتُ بقدمي الأرضَ، فالتفتَ إليَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"من هذا؟ أبو إسحق؟ " قلت: نعم يا رسول اللَّه. قال: "فَمَه"؟ قال: قلت: لا واللَّه، إلَّا أنّك ذكرْتَ لنا أوَّلَ دعوة ثم جاء هذا الأعرابيّ فشغَلَك. قال:"نعم، دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: لا إله إلَّا أنتَ سبحانَك إنّي كنتُ من الظالمين. فإنّه لم يدعُ بها مسلمٌ ربَّه في شيءٍ قطُّ إلّا استجابَ له"(1).
(1876)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا هُشيم عن داود بن أبي هند عن أبي عثمان عن سعد بن أبي وقّاص قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يزالُ أهلُ الغرب ظاهرين على الحقّ حتى تقومَ الساعة".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(1877)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال: حدّثنا أبو بكر - يعني ابن أبي مريم عن راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقّاص:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّي لأرجو ألّا تَعْجِزَ أمَّتي عند ربّي أن يؤخِّرَها نصفَ يوم".
(1) المسند 3/ 65 (1462)، ومسند أبي يعلى 2/ 110 (772)، وحسن محقق المسند إسناده. ومن طريق يونس أخرج "دعوة ذي النون" الترمذي 5/ 495 (3505) والحاكم والذهبي 1/ 505، 2/ 382، وصحّحاه.
(2)
مسلم 3/ 1525 (1925) وأبو عثمان هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي. وينظر أقوال العلماء في "أهل الغرب". النووي 13/ 72.
فقيل لسعد: وكم نصف يوم؟ قال: خمسمائة سنة (1).
(1878)
الحديث الحادي والعشرون: وبه عن سعد بن أبي وقّاص قال:
سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65] فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أما إنّها كائنة، ولم يأتِ تأويلُها بعد"(2).
(1879)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود الهاشميّ قال: أخبرنا إِبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبيه (3) عن سعد بن أبي وقّاص قال:
لقد رأيتُ عن يمين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعن يساره يوم أُحد رجلين عليهما ثياب بيض، يُقاتلان عنه كأشدّ القتال، ما رأيتُهما قبلُ ولا بعد.
أخرجاه في الصحيحين (4).
(1880)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إِسحق بن عيسى قال: حدّثني إبراهيم - يعني ابن سعد عن أبيه عن معاذ التّيمي قال: سمعْتُ سعد بن أبي وقّاص يقول:
سمعْتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "صلاتان لا يُصَلّى بعدهما: الصبحُ حتى تطلُع الشمسُ، والعصرُ حتى تغرُبَ الشمسُ"(5).
(1) المسند 3/ 68 (1465) قال المحقّقون: حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر، ولانقطاعه، فإن رواية راشد عن سعد مرسلة، ولكن الحاكم صحّحه، على شرط الشيخين 4/ 424 من طريق أبي بكر! ولم يرتض الذهبي حكمه، وكلام الذهبي صحيح. وذكر محقّق المسند شواهد له، في الطريق الذي قبله في المسند.
(2)
المسند 3/ 68 (1466) وإسناده كسابقه، وعند الترمذي 5/ 244 (3066) من طريق أبي بكر وقال: حسن غريب. وقال الألباني: ضعيف الإسناد. وفي جامع المسانيد 5/ 130 (3211) عن الترمذي أنّه قال: غريب. وينظر تعليق محقّق المسند.
(3)
أي: عن إبراهيم بن سعد عن أبيه سعد بن إبراهيم عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن سعد.
(4)
المسند 3/ 69 (1468) وهو في البخاري 7/ 358 (4054)، ومسلم 4/ 1802 (2306) من طريق إبراهيم ابن سعد. وسليمان ثقة.
(5)
المسند 3/ 70 (1469)، وأبو يعلى 2/ 111 (773)، وصحّحه ابن حبّان من طريق إبراهيم بن سعد 4/ 416 (1549) وقال الهيثميّ 2/ 228: رجاله رجال الصحيح. وهو كذلك عدا معاذ، فليس من رجالهما. وللحديث شواهد صحيحة.
(1881)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن صالح: قال ابن شهاب: أخبرَني عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد (1) بن زيد أن محمد بن سعد بن أبي وقّاص أخبره: أن أباه سعد بن أبي وقّاص قال:
استأذن عمر على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعنده نساءٌ من قُريش يَكَلِّمْنه ويستكثرْنه، عاليةً أصواتُهنّ، فلمّا استأذنَ قُمْنَ يبتدِرْن الحجاب، فأذِن له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فدخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال عمر: أضحكَ اللَّه سنّك يا رسول اللَّه. قال: "عَجِبْتُ من هؤلاء اللاتي كُنّ عندي، فلمّا سَمِعْن صوتك ابتدرْن الحجاب". قال عمر: أي عدّوات أنفسِهنّ. أتَهَبْنَني (2) ولا تَهَبْنَ رسولَ اللَّه! قُلْن: نعم، أنت أغلظُ وأفظُّ (3) من رسول اللَّه. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده، ما لَقِيَك الشيطانُ قطُّ سالكًا فَجًّا إلّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّك".
قال يعقوب: وما أُحصي ما سَمِعْتُه يقول: حدّثنا صالح عن ابن شهاب.
أخرجاه في الصحيحين (4).
(1882)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال: حدّثني محمد بن أبي سفيان ابن جارية (5) أن يوسف بن الحكم أبا الحجّاج أخبره بأن سعد بن أبي وقّاص قال:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من أهانَ قُريشًا أهانَه اللَّه عز وجل".
وحدّثنا يعقوب عن أبيه فذكره، قال:"من يُرِدْ هوانَ قُريش أهانَه اللَّه عز وجل"(6).
(1) أشار محقّق المسند إلى أنّه في أصول المسند "ابن محمد" وحذفها: مشيرًا إلى أنّه الصواب.
(2)
في المسند "قال عمر: فأنت يا رسول اللَّه، كنتَ أحقَّ أن يَهَبْنَ. ثم قال النبيّ صلى الله عليه وسلم. . . "
(3)
وليس في تعبير النسوة هذا أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان فظًّا أو غليظًا، ولا عمر رضي الله عنه، ولكن المراد أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان ألين.
(4)
المسند 3/ 71 (1472) والبخاري 6/ 339 (3294)، ومسلم 4/ 1863 (2396).
(5)
في المصادر: محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية.
(6)
المسند 3/ 148 (1586، 1587). وفي 3/ 73 (1473) عن يعقوب وسعد عن أبيهما عن صالح بن كيسان. . . وصحّح الحاكم والذهبيّ الحديث 4/ 74 من طريق إبراهيم بن سعد. وهو في الترمذي 5/ 671 (3905) من طريق إبراهيم: وقال غريب من هذا الوجه. وتحدّث عنه الألباني في الصحيحة 3/ 172 (1178)، وبيّن وجه استغراب الترمذي له. وحسّن محقّقو المسند الحديث من الشواهد كما حسّنوا إسناده.
(1883)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن عجلان عن عبد اللَّه بن أبي سلمة:
أن سعدًا سمع رجلًا يقول: لَبَّيك ذا المعارج. فقال: إنّه لذو المعارج، ولكنّا كُنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا نقول ذلك (1).
(1884)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سعيد بن حسّان المخزوميّ عن ابن أبي مُليكة عن عُبيد اللَّه بن أبي نَهيك عن سعد بن أبي وقّاص قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس منّا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن".
قال وكيع: يستغني به (2).
(1885)
الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا أُسامة بن زيد (3) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن سعد بن مالك قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خيرُ الذِّكْرِ الخَفِيُّ، وخيرُ الرِّزقِ ما يكفي"(4).
(1886)
الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا شعبة عن زياد بن مخراق قال: سمعْتُ أبا عباية عن مولى لسعد:
أنّ سعدًا سمع ابنًا له يقول (5): اللهمّ إنّي أسألُك الجنّة ونعيمَها وإستبرقَها، ونحوًا من
(1) المسند 3/ 74 (1475)، وأبو يعلى 2/ 77 (724). قال في المجمع 3/ 226: رجاله رجال الصحيح، إلّا أن عبد اللَّه لم يسمع من سعد. وبالانقطاع حكم المحقّقون على الحديث.
(2)
المسند 3/ 74 (1476)، وإسناده صحيح. وصحّح الحديث من طرق عن أبي مُليكة الحاكم والذهبي 1/ 569 ، 570 وابن حبان 1/ 326 (120) ورواه أبو داود من طريق ابن أبي مُليكة 2/ 174 (1469، 1470) وصحّحه الألباني. وللحديث شاهد في الصحيحين عن أبي هريرة - الجمع 4/ 61 (2242).
وتحدّث ابن الجوزى في الكشف 3/ 367 عن معاني التغّني بالقرآن.
(3)
وهو الليثي.
(4)
المسند 3/ 76 (1477)، ومسند أبي يعلى 2/ 81 (731) ومن طريق أسامة صحّحه ابن حبان 3/ 91 (809). وقال الهيثمي 10/ 84: رواه أحمد وأبو يعلى وفيه محمد بن عبد الرحمن، وقد وثّقه ابن حبّان وقال: روى عن سعد بن أبي وقاص. قلت: وضعّفه ابن معين، وبقيّة رجالهما رجال الصحيح. والعلماء على أن ابن أبي لبيبة لم يسمع من سعد. ينظر تهذيب الكمال 6/ 402.
(5)
في المسند "يدعو وهو يقول".
هذا، وأعوذ بك من النّار وسلاسِلَها وأغلالها. قال: لقد سألتَ اللَّهَ خيرًا كثيرًا، وتعوّذتَ باللَّه من شرٍّ كثير، وإني سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"يكون قومٌ يعتدون في الدُّعاء" وقرأ هذه الآية: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55] وإنّ بحسبك أن تقول: اللهمّ إنّي أسألُك الجنّةَ وما قَرَّبَ إليها من قول أو عمل. وأعوذُ بك من النّار وما قرَّبَ إليها من قول أو عمل (1).
(1887)
الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن جعفر قال: حدّثنا إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد عن أبيه قال:
رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عن يمينه حتى يُرى بياضُ خدّه، وعن يساره حتى يُرى بياضُ خدِّه.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(1888)
الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن وعبد الرزّاق -المعنى- قالا: أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن العَيزار بن حُرَيث عن عمر ابن سعد عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عَجِبْتُ من قضاء اللَّه عز وجل للمؤمن، إنْ أصابَه خيرٌ حَمِد ربّه وشكَرَه، وإن أصابَتْه مُصيبة حَمِد ربَّه وصبر. يؤجر المؤمن في كلّ شيء حتى في اللقمة يرفعُها إلى في امرأته"(3).
(1889)
الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن حبيب أبي ثابت عن إبراهيم بن سعد عن سعد بن مالك وخُزيمة بن ثابت وأسامة بن زيد قالوا:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ هذا الطّاعونَ رِجزٌ وبقيّةُ عذابٍ عُذّبَ به قومٌ قبلَكم، فإذا وقعَ
(1) المسند 3/ 79 (1483) ومسند أبي يعلى 2/ 71 (715) من طريق شعبة. وضعّف المحققون إسناده لجهالة مولى سعد. وهو في سنن أبي داود 2/ 77 (1480) عن زياد بن مخراق عن أبي نعامة عن ابنٍ لسعد. وقال الألباني: حسن صحيح.
(2)
المسند 3/ 80 (1484)، ومسلم 1/ 409 (582) من طريق عبد اللَّه بن جعفر. وأبو سعيد عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبيد. ثقة، من رجال البخاري.
(3)
المسند 3/ 82 (1487) قال المحقّق إسناده حسن. وذكره الهيثميّ في المجمع 7/ 212 وقال: رواه أحمد بأسانيد، ورجاله كلّهم رجال الصحيح. وينظر المجمع 10/ 98.
بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فِرارًا منه، وإذا سَمِعْتم به في أرضٍ فلا تدخلوا عليه".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(1890)
الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال حدّثنا شعبة عن عاصم بن بَهدلة قال: سمعْتُ مصعب بن سعد يحدّث عن سعد قال:
سألتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أيُّ النّاس أشدُّ بلاءً؟ قال: "الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل. يُبتلى الرجلُ على حسب دينه، فإن كان رقيق الدِّين ابتُلِيَ على حسب ذلك، وإن كان صُلْبَ الدِّين ابتُلي على حسب ذاك، فما تزال البلايا بالرّجل حتى يمشيَ على الأرض وما عليه خطيئة"(2).
(1891)
الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن موسى الجُهنيّ قال: حدّثني مصعب بن سعد قال: حدّثني أبي:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أيعجِزُ أحدُكم أن يكسِبَ كلَّ يومٍ ألفَ حسنة؟ " فقال رجل من جلسائه: كيف يكسِبُ أحدُنا ألفَ حسنة؟ قال: يسبِّحُ مائة تسبيحة، تُكتبُ له ألفُ حسنةٍ أو يُحَطُّ عنه ألفُ خطيئة" (3).
انفرد بإخراجه مسلم. والذي في كتابه من حديث موسى عن مصعب: "أو يُحَطُّ عنه ألف خطيئة" قال أبو بكر البرقاني: وقد رواه شعبة وأبو عوانة ويحيى بن سعيد القطّان عن موسى فقالوا: "ويُحَطُّ" بغير ألف (4).
(1892)
الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن إسماعيل قال: سمعتُ قيس بن أبي حازم قال: قال سعد بن أبي وقّاص:
لقد رأيتُني سابعَ سبعة مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما لنا طعامٌ إلَّا ورق الحُبْلة، حتى إنّ أحدَنا
(1) المسند 3/ 143 (1577) ومسلم 4/ 1738 - 1740 (2218) من طريق وكيع ومن طرق أخرى.
(2)
المسند 3/ 87 (1494). وفي 3/ 78 (1481) حدّثنا وكيع حدّثنا سفيان عن عاصم. . . وهو عن عاصم في الترمذي 4/ 520 (2398) وقال: حسن صحيح، وابن ماجه 2/ 1332 (4023) والحاكم 1/ 41، وابن حبّان 7/ 161 (2900)، والأحاديث الصحيحة 1/ 273 (143).
(3)
المسند 3/ 133 (1563)، ومسلم 4/ 2073 (2698) من طريق موسى. ويحيى من رجال الشيخين.
(4)
هذه عبارة الحميدي في الجمع 1/ 199 (215).
لَيَضَعُ كما تَضَعُ الشاة، ما يُخالِطُه شيء. ثم أصبحَت بنو أسدٍ يُعَزِّروني على الإِسلام. لقد خَسِرْتُ إذًا وضلّ سعيي.
أخرجاه (1).
والحُبلة: ثمر العِضاة (2). والعضاة: شجر من شجر الشّوك، كالطّلح والعوسج.
وقوله: ما له خِلط: أي من اليُبس.
ويعزّروني: يؤدّبوني ويعلّموني.
(1893)
الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن يحيى بن سعيد (3) قال: سمعْتُ سعيد بن المسيّب قال: قال سعد بن مالك:
جمع لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبوَيه يوم أُحُد.
أخرجاه في الصحيحين (4).
وفي بعض ألفاظه: نَثَلَ لي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم كِنانتَه يوم أُحُد وقال: "ارمِ، فِداكَ أبي وأُمّي"(5).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن عبّاد قال: حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن بُكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم جمع له أبوَيه يوم أُحد، قال: كان رجلٌ من المشركين قد أحرقَ المسلمين، فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم:"ارمِ، فداكَ أبي وأُمّي" قال: فنزعْتُ له بسهم ليس فيه نَصل، فأصبْتُ جَنبَه، فسقط وانكشفت عورتُه، فضحك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى نظرْتُ إلى نواجذه.
(1) المسند 3/ 90 (1498)، والبخاري 9/ 549 (15412) من طريق شعبة. وهو في 7/ 83 (3728)، ومسلم 4/ 2277 (2966) من طريق إسماعيل بن أبي خالد.
(2)
ينظر الفتح 11/ 289.
(3)
يحيى بن سعيد شيخ الإمام أحمد هو القطّان. ويحيى بن سعيد، هو الأنصاري أبو سعيد، روى لهما الجماعة.
(4)
المسند 3/ 133 (1562)، والبخاري 7/ 83 (3735)، ومسلم 4/ 1876 (2411).
(5)
وهي في البخاري 7/ 358 (4055).
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(1894)
الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُويد بن عمرو قال: حدّثنا أبان قال: حدّثنا يحيى عن الحضرميّ بن لاحق عن سعيد بن المسيَّب عن سعد ابن مالك:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا هامةَ، ولا عَدوى، ولا طِيَرَة. إِن يَكُ ففي المرأة والفرس والدّار"(2).
(1895)
الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن محمد بن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفَل بن عبد المطلّب أنّه حدّثه:
أنّه سمع سعد بن أبي وقَاص والضّحّاك بن قيس عامَ حَجَّ معاوية بن أبي سفيان، وهما يذكران التمتّع بالعمرة إلى الحجّ، فقال الضّحّاك: لا يصنعُ ذلك إلَّا من جهل أمرَ اللَّه تعالى. فقال سعد: بئس ما قلتَ يا ابن أخي. فقال الضّحاك: فإن عمر بن الخطّاب قد نهى عن ذلك. فقال سعد: قد صنعَها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وصَنَعْناها معه (3).
قال أحمد: حدّثنا يحيى بن ممعيد قال: أخبرنا سليمان - يعني التَّيميّ قال: حدّثني غُنيم قال:
سألت ابن أبي وقّاص عن المتعة. فقال: فَعَلْناها وهذا كافرٌ بالعُرُش. يعني معاوية.
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) مسلم 4/ 1876 (2411).
(2)
المسند 3/ 92 (1502) ورجاله رجال الصحيح غير الحضرمي، وهو حسن الحديث. ومن طريق أبان في سنن أبي داود 4/ 19 (3921)، ومسند أبي يعلى 2/ 106 (766). وللحديث شواهد صحيحة. وتحدّث عنه الألباني في الصحيحة 2/ 416 (789).
(3)
المسند 3/ 93 (1503) وهو من طريق مالك في مسند أبي يعلى 2/ 130 (805)، وحكم محقّقو المسندين على سنده بالحسن. وصحّحه ابن حبان 9/ 246 (3939) ورواه النسائي 5/ 152، والترمذي 3/ 185 (823) وقال: صحيح. ولكن الألباني قال: ضعيف الإسناد، والخلاف في محمد بن عبد اللَّه بن الحارث، وثّقه ابن حبّان. التهذيب 6/ 366. قال عنه في التقريب 2/ 528. مقبول، وروى له الترمذي والنسائي هذا الحديث.
(4)
المسند 3/ 138 (1568)، ومسلم 2/ 898 (1225) من طريق يحيى وغيره عن سليمان.
والعُرُش: بيوت مكة. سُمِّيَت عُرُشًا لأنّها عيدان تُنصب وتُظلَّل.
(1896)
الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن قتادة عن يونس بن جُبير عن محمد بن سعد عن سعد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قَيْحًا يَرِيه خيرٌ له من أن يمتلىءَ شعرًا".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
والقيح: المدّة التي لا يخالطها دم.
ويريه من الوَرْي: وهو أن يَدْوى جوفُه.
(1897)
الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عبد الملك بن عُمير، سمعه من جابر بن سمُرة قال:
شكا أهلُ الكوفة سعدًا إلى عمر، فقالوا: إنّه لا يُحسِنُ يُصلّي، فسألَه عمرُ، فقال: واللَّه ما آلُو بهم عن صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، في الظهر والعصر أركُدُ في الأُولَيَين وأحذِفُ في الأُخريين. فسمعْتُ عمرَ يقول: كذاك الظنُّ بك أبا إسحاق.
أخرجاه في الصحيحين (2).
(1898)
الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا فِطر عن عبد اللَّه بن شَريك عن عبد اللَّه بن الرُّقَيم الكِناني قال:
خَرجْنا إلى المدينة يوم الجَمَل، فلقِينا سعدَ بن مالك بها، فقال: أمرَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بسدِّ الأبواب الشارعةِ في المسجد وترك باب عليّ (3).
قال السعدي: عبد اللَّه بن شريك كذّاب. وقال ابن حبّان: كان غاليًا في التشيّع (4).
(1) المسند 3/ 95 (1506)، ومسلم 4/ 1769 (2258).
(2)
المسند 3/ 124 (1548) ومن طريق عبد الملك أخرجه البخاري 2/ 236 (755) ومسلم 1/ 334 (453) وفيه زيادة عند البخاري.
(3)
المسند 3/ 98 (1511) قال المحّقق: إسناده ضعيف لجهالة عبد اللَّه بن الرقيم، وعبد اللَّه بن شريك مختلف فيه. وفي المجمع 9/ 117: إسناده حسن. . . وقد أورد ابن الجوزيّ الحديث في الموضوعات 1/ 363، وأطال ابن حجر الكلام في هذا الحديث في القول المسدّد 5، 17.
(4)
ينظر الضعفاء والمتروكون 2/ 127، والتهذيب 4/ 161. والتقريب 1/ 293.
وقد روي هذا الحديث من حديث جابر وابن عبّاس، ولا يصحّ (1).
وإنّما الذي في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا يبقى باب في المسجد إلّا سُدّ، إلّا باب أبي بكر"(2).
(1899)
الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج (3) قال: أخبرنا ليث قال: حدّثنا عُقيل عن ابن شهاب عن سعد بن أبي وقّاص أنّه قال:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى أن يَطْرُقَ الرّجلُ أهلَه بعد صلاة العشاء (4).
(1900)
الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: أخبرنا ليث قال: حدّثني عُقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيّب أنّه سمع سعد ابن أبي وقّاص قال:
أراد عثمان بن مظعون أن يَتَبَتَّلَ، فنهاه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولو أجازَ ذلك لاختصَيْنا.
أخرجاه في الصحيحين (5).
(1901)
الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن عبد اللَّه بن يزيد عن زيد أبي عيّاش قال:
سُئل سعد عن البيضاء بالسُّلْت، فكَرِهه، وقال: سمعْتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يُسأل عن الرُّطَب
(1) روى الإمام الترمذي 5/ 599 (3732) الحديث بإسناده إلى ابن عباس، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه عن شعبة بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه. وصحّحه الألباني. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 246. من طريق ناصح عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة. قال الهيثميّ 9/ 118: وفيه ناصح أبو عبد اللَّه وهو متروك. وينظر المجمع 9/ 117، 118.
(2)
البخاري 1/ 558 (466)، ومسلم 4/ 1854 (2382).
(3)
اتفقت نسختا ك، س على إسقاط (حدّثنا حجّاج).
(4)
المسند 3/ 99 (1513) وهو منقطع: فابن شهاب لم يسمع سعدًا. ويشهد لصحّته حديث جابر عن الشيخين. الجمع 2/ 333 (1546).
والطروق: المجيء.
(5)
المسند 3/ 100 (1514) وهو في مسلم 2/ 1020، 1021 (1402) من طريق الليث وغيره، وفي البخاري 9/ 117 (5073) من طريق الزهريّ. وحجّاج بن محمد من رجال الشيخين.
بالتّمر، فقال:"ينقص إذا يَبِس؟ " قالوا: نعم. قال: "فلا، إذًا"(1).
البيضاء: الحنطة. ويقال لها السّمراء أيضًا.
والسُّلت: حبّ الحنطة والشعير، لا قشر له.
(1902)
الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يَعلى قال: حدّثنا عثمان بن حكيم عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه قال:
أقبَلْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى مَرَرْنا على مسجد بني معاوية، فدخل فصلّى ركعتين وصلَّينا معه، وناجى ربّه عز وجل طويلًا، قال:"سألْتُ ربّي ثلاثًا: سألتُه ألّا يُهْلِكَ أُمّتي بالغرق، فأعطانيها، وسألتُه ألّا يُهْلِكَ أُمّتي بالسَّنة فأعطانيها. وسألْتُه ألّا يجعلَ بأسَهم بينهم، فمَنَعَنيها".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
والسَّنَة: الجدب.
(1903)
الحديث السادس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يَعلى ويحيى بن سعيد، قال يحيى: قال (3): حدّثني رجلٌ كنت أُسمّيه فنسيتُ اسمه، عن عمر بن سعد قال: كانت لي حاجة إلى أبي سعدٍ. قال: وحدّثنا أبو حيّان (4) عن مُجَمّع قال:
كان لعمر بن سعد إلى أبيه حاجة، فقدّم بين يدي حاجته كلامًا ممّا يحدّث النّاسُ (5)، فلمّا فرغ قال: يا بُنيّ، قد فَرَغْتَ من كلامك؟ قال: نعم. قال: ما كُنْتَ من حاجتك أبعدَ، ولا كُنْتُ فيك أزهدَ منّي مُذْ سمعتُ كلامَك هذا. سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
(1) المسند 3/ 122 (1544) ومن طريق مالك رواه أصحاب السنن أبو داود 3/ 251 (3359)، وابن ماجه 2/ 761 (2264)، والنسائي 7/ 268، والترمذي 3/ 528 (1225) وقال: حسن صحيح. وصحّحه الألباني. وهو في صحيح ابن حبان 11/ 372 (4997). وقال الحاكم 2/ 38: والشيخان لم يخرجاه لما خشياه من جهالة زيد أبي عياش. ووافقه الذهبي.
(2)
المسند 3/ 102 (1516) وهو من مسلم 4/ 2216 (2890) من طريق عثمان بن حكيم، وهو من رجال مسلم. أما يعلى بن عبيد فمن رجال الشيخين.
(3)
يعني أبا حيّان.
(4)
أبو حيّان هو يحيى بن سعيد بن حيّان، وروى عنه يحيى القطان ويعلي بن عبيد شيخا الإمام أحمد. وهو ثقة روى له الجماعة. وينظر توضيح محقّق المسند.
(5)
في المسند زيادة "يوصلون، لم يكن يسمعه".
يقول: "سيكون قومٌ يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقرُ من الأرض"(1).
* وقد رواه مختصرًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج بن النعمان قال: حدّثنا عبد العزيز - يعني الدَّراوَرديّ عن زيد بن أسلم عن سعد بن أبي وقّاص قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يخرجَ قومٌ يأكلون بألسنتهم كما جمل البقرُ بألسنتها"(2).
(1904)
الحديث السابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحق عن عمر بن سعد قال: حدّثنا سعد بن أبي وقّاص قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قتالُ المسلم كُفر، وسِبابُه فُسوق، ولا يَحلُّ لمسلم أن يهجُرَ أخاه فوق ثلاثة أيّام"(3).
* طريق آخر لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن محمد بن سعد بن مالك عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ لمسلم أن يهجُرَ أخاه فوقَ ثلاث"(4).
(1905)
الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزُّهري عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ من أكبر المسلمين في المسلمين جُرْمًا رجلًا سأل عن شيءٍ
(1) المسند 3/ 102 (1517) وينظر تعليق المحقّقين وقد حسّنوا الحديث لغيره.
(2)
المسند 3/ 153 (1597) وقد روى الحديث الأول الهيثميّ في المجمع 8/ 119 وقال: رواه أحمد والبزّار من طرق وفيه راوٍ لم يُسَمّ. وأحسنها ما رواه أحمد عن زيد بن أسلم عن سعد (وهو الثاني عندنا). قال: ورجاله رجال الصحيح، إلا أن زيد بن أسلم لم يسمع من سعد، واللَّه لم علم. وقد ذكر الحديث الألباني في الصحيحة 1/ 779 (419)، ومال إلى أنّه حسن أو صحيح.
(3)
المسند 3/ 105 (1519) وإسناده صحيح. وقد رواه النسائي 7/ 121 من طريق عبد الرزّاق دون "ولا يحلّ". . وصحّحه الألباني. وهو عن ابن مسعود في البخاري 1/ 110 (48)، ومسلم 1/ 81 (64).
(4)
المسند 3/ 149 (1589)، ومسند أبي يعلى 2/ 75 (720) من طريق إسرائيل. قال الهيثميّ 8/ 69: رجال أحمد رجال الصحيح. وهو كما قال.
ويشهد للحديث ما أخرج الشيخان عن أبي أيوب - الجمع 1/ 419 (675).
ونقَّرَ عنه حتى أُنْزِل في ذلك الشيء تحريمٌ من أجل مسألته".
أخرجاه في الصحيحين (1).
(1906)
الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزّهري عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه قال:
أعطى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم رجالًا ولم يُعْطِ رجلًا منهم شيئًا، فقال سعد: يا نبيَّ اللَّه، أعطيتَ فلانًا وفلانًا ولم تُعْطِ فلانًا شيئًا وهو مؤمن، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أومسلم" حتى أعادها سعدٌ - ثلاثًا، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول:"أومسلم" ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنّي لأُعطي رجالًا وأَدَعُ من هو أحبُّ إليَّ منهم فلا أُعطيه شيئًا، مخافةَ أن يُكَبُّوا في النّار على وجوههم".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(1907)
الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزّهري عن عامر بن سعد عن أبيه قال:
أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقتل الوَزَغ وسمّاه فُوَيسِقًا.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1908)
الحديث الحادي والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن إسحق عن داود بن عامر بن سعد مالك عن أبيه عن جدّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّه لم يكن نبيٌّ إلّا وصفَ الدّجّال لأمّته، وَلأَصِفَنَّه صِفةً لم يَصِفْها أحدٌ كان قبلي، إنّه أعور، واللَّه تعالى ليس بأعور"(4).
(1909)
الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو عن الزّهري عن مالك بن أوس قال:
(1) المسند 3/ 105 (1520) وهو في مسلم 4/ 1831 (2358) عن عبد الرزّاق وغيره، وفي البخاري 13/ 264 (7289) من طريق الزُّهريّ.
(2)
المسند 3/ 107 (1522) ومن طرق عن الزُّهريّ في البخاري 1/ 79 (27)، ومسلم 1/ 132 (150).
(3)
المسند 3/ 108 (1523)، ومسلم 4/ 1758 (2238).
(4)
المسند 3/ 111 (1526)، ومسند أبي يعلى 2/ 78 (725) قال الهيثميّ 7/ 340 رواه أحمد وأبو يعلى وفيه ابن إسحق وهو مدلّس.
ويشهد لصحّة الحديث ما رواه الشيخان عن ابن عمر وأنس. الجمع 2/ 162، 573 (1267، 1929).
سمعتُ عمر يقول لعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزّبير وسعد: نَشَدْتُكم باللَّه الذي تقوم به السماء والأرض. وقال مرّة: الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أَعلِمْتُم أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنّا لا نُورَث، ما تَرَكْنا صدقة"؟ قالوا: اللهمّ نعم (1).
(1910)
الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف، قال عبد اللَّه وسمْعتُه أنا من هارون، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وهب قال: حدّثني مَخْرَمة عن أبيه عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص قال: سمعتُ سعدًا - أو ناسًا من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولون:
كان رجلان أخوان على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان أحدُهما أفضلَ من الآخر، فتوفّي الذي هو أفضلُهم، ثم عُمِّرَ الآخرُ بعدَه أربعين ليلة ثم توفّي، فذُكِرَ ذلك (2) لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فضلُ الأوّل على الآخر، فقال:"ألم يكن يصلّي؟ " قالوا: بلى يا رسول اللَّه، وكان لا بأس به. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما يُدريكم ماذا بلغتْ به صلاتُه؟ " ثم قال عند ذلك: "إنّما مَثَل الصلاة مَثَلُ نهر ماء بباب رجل، غَمْرٍ عَذْب، يَقتحمُ فيه كلَّ يومٍ خمسَ مرّات، ماذا تَرَون يُبقي ذلك من دَرَنه؟ "(3).
(1911)
الحديث الرابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا أبو بكر عن عاصم بن أبي النّجود عن مصعب بن سعد عن سعد بن مالك قال:
قال لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: قد شفاني اللَّه من المشركين، فهَب لي هذا السيف. قال:"إنّ هذا السيفَ لا لك ولا لي، ضَعْه" قال: فوضعْتُه، ثم رجعتُ، قلتُ: عسى أن يُعْطَى هذا السيفُ اليومَ من لم يَبْلُ بلائي. قال: إذا رجل يدعوني من ورائي، قال: قلت: قد أُنزل فيَّ شيءٌ؟ قال: "كنتَ سألْتَني السيفَ وليس هو لي، وإنّه قد وُهِبَ لي، فهو لك" قال: وأُنْزِلَتْ
(1) المسند 3/ 125 (1550) وليس فيه عن عمرو، ولكن جاء في المسند 1/ 306 (172) في مسند عمر. والحديث صحيح، ورجاله رجال الشيخين. ينظر الجمع 1/ 113 (36) مسند عمر، وتعليق محقّق المسند.
(2)
"ذلك" ليست في المسند ولا في مصادر التخريج.
(3)
المسند 3/ 115 (1534) قال الهيثميّ 1/ 302. رجاله رجال الصحيح، وصحّحه من طريق ابن وهب ابنُ خزيمة 1/ 160 (310)، والحاكم والذهبي 1/ 200، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فإنهما لم يخرجا مخرمة بن بكير. والعلّة فيه أن طائفة من أهل مصر ذكروا أنّه لم يسمع من أبيه لصغر سنه، وأثبت بعضهم سماعه منه.
هذه الآية: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} (1)[فاتحة الأنفال].
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا أبو إسحق الشّيبانيّ عن محمد بن عبيد اللَّه الثّقفي عن سعد بن أبي وقاص قال:
لمّا كان يومُ بدر قُتِلَ أخي عُمَير، وَقَتلْتُ سعيدَ بن العاص وأخذْتُ سيفَه، وكان يُسمّى ذا الكَتيفة، فأتيت به نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"اذهبْ فاطْرحْه في القَبَض" قال: فرجعْتُ وبي ما لا يعلَمُه إلّا اللَّه، من قتل أخي وأخذ سلَبي. قال: فما جاوزتُ إلّا يسيرًا حتى نزلت سورة الأنفال، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اذهبْ فخذْ سيفَك"(2).
(1912)
الحديث الخامس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال: حدّثني سماك بن حرب عن مصعب بن سعد قال:
أُنزلت في أبي أربعُ أيات: قال أبي: أصبت سيفًا، فقلتُ: يا رسول اللَّه، نَفِّلْنيه، قال:"ضَعْه" قلت: يا رسول اللَّه، نفِّلْنيه، أُجعلُ كَمن لا غَناءَ له. قال:"ضَعْه من حيث أخذْتَه" فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} .
وقالت أُمّي: أليس اللَّهُ يأمُرُك بصلة الرَّحِم وبرّ الوالدين، واللَّه لا آكُلُ طعامًا ولا أشربُ شرابًا حتى تكفرَ. فكانت لا تأكلُ حتى يَشْجُروا فاها بعصا فيصبّون فيه الشَّراب؛ فأُنزلت:{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ. .} إلى قوله: {. . . بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 14، 15].
ودخل عليَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأنا مريض، قلتُ: يا رسول اللَّه، أُوصي بمالي كلِّه، فنهاني. قلت: النّصف؟ قال: "لا" قلتُ: الثُّلُثُ؟ فسكت، فأخذ النّاس به.
وصنعَ رجلٌ من الأنصار طعامًا، فأكلوا وشرِبوا وانتشَوا من الخمر، وذاك قبلَ أن تحرّم. فاجتمعْنا عنده فتفاخروا، فقالت الأنصار: الأنصار خير، وقالت المهاجرون: المهاجرون خير،
(1) المسند 3/ 117 (1538) رجاله رجال الشيخين غير عاصم، وحديثه حسن. والحديث من طريق أبي بكر شعبة بن عياش في سنن أبي داود 3/ 77 (2740) والترمذي 5/ 250 (3079) وقال: حسن صحيح. وصحّحه الألباني. وصحّحه الحاكم والذهبيّ 2/ 132. وسيرد الحديث مع الحديث التالي.
(2)
المسند 3/ 129 (1556) وحكم المحقّق بأنه حسن لغيره. ورجاله رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعًا محمد بن عبيد اللَّه لم يدرك سعدًا.
فأهوى له رجلٌ بِلَحْي جَزور ففَزَرَ أنفَه، وكان أنف سعد مفزورًا، فنزلت:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ. .} إلى قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90، 91].
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(1913)
الحديث السادس والخمسون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: وجدْتُ هذا الحديث في كتاب أبي بخطّ يده، قال: حدّثني عبد المُتعال بن عبد الوهّاب قال: حدّثني يحيى بن سعيد قال عبد اللَّه: وحدّثنا سعيد بن يحيى قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا المجالد عن زياد بن علاقة عن سعد بن أبي وقاص قال:
لمّا قدم رسول اللَّه جاءَته جُهينة فقالوا: إنّك قد نزلْتَ بين أظهرنا، فأوْثِقْ لنا حتى نأتِيَكَ وقومَنا (2). فأوثَقَ لهم، فأسلموا، قال: فبعَثَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في رجب ولا نكون مائة، وأمرَنا أن نُغيرَ على حيٍّ من بني كنانة إلى جنب جُهينة، فأغرْنا عليهم، وكانوا كثيرًا، فلجأْنا إلى جهينة، فمنَعونا وقالوا: لِمَ تقاتلون في الشهر الحرام؟ فقلنا: إنّا إنّما نُقاتل مَن أخرَجَنا مِن البلد الحرام في الشهر الحرام. فقال بعضُنا لبعض: ما تَرَون؟ فقال بعضُنا: نأتي نبيِّ اللَّه صلى الله عليه وسلم فنُخْبِرُه، وقال قوم: لا، بل نقيم هاهنا. وقلتُ أنا في أُناس معي: لا بل نأتي عِيرَ قريش فنقتطعُها، فانطلقْنا إلى العِير، وكان الفَيء اذ ذاك: من أخذ شيئًا فهو له، فانطلَقْنا إلى العير، وانطلقَ أصحابنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأخبروه الخبر، فقام غضبانَ محمرَّ الوجه، فقال:"أَذَهَبْتُم من عندي جميعًا وجئتُم متفرِّقين! إنّما أهلكَ من كان قبلكم الفُرقةُ، لأبْعَثَنَّ عليكم رجلًا ليس بخيركم، أصبرَكم على الجوع والعطش" فبعث علينا عبد اللَّه بن جحش الأسدي، فكان أوّل أمير في الإسلام (3).
(1) المسند 3/ 136 (1567) ومسلم 3/ 1367، 4/ 1877، 1878، (1748) من طرق عن سماك.
(2)
أثبت محقّق المسند (وتُؤْمِنّا) وفي المجمع (تؤمننا) وعند ابن كثير كروايتنا.
(3)
المسند 3/ 118 (1539) وضعّف المحقّق إسناده لضعف المجالد، وزياد لم يسمع من سعد. وقال الهيثميّ في المجمع 6/ 69: وفيه المجالد بن سعيد وهو ضعيف عند الجمهور، ووثّقه النسائي في رواية، وبقيّة رجال أحمد رجال الصحيح. ونقله ابن كثير في جامع المسانيد 5/ 131 (3213)، وقال: تفرّد به. وقال في البداية 3/ 248: وهذا الحديث يقتضي أن أول السرايا عبد اللَّه بن جحش الأسدي، وهو خلاف ما ذكره ابن إسحق أن أول الرايات عُقدت لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلّب، وللواقدي حيث زعم أن أول الرايات عقلت لحمزة بن عبد المطلب، واللَّه أعلم.
(1914)
الحديث السابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: سمعت أبي يحدّث عن محمد بن عِكرمة عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن سعيد بن المسيّب عن سعد بن أبي وقّاص:
أن أصحاب المزارع في زمان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانوا يُكْرون مزارعَهم بما يكون على السواقي من الزّرع وما سَعِدَ بالماء ممّا حول البئر، فجاءوا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فاختصموا في بعض ذلك، فنهاهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُكروا بذلك، وقال:"أكْروا بالذهب والفضّة"(1).
(1915)
الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن أبي عديّ عن ابن إسحق، ويعقوبُ: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني عبد اللَّه بن محمد، قال يعقوبُ: ابنُ أبي عَتيق عن عامر بن سعد حدّثه عن أبيه سعد قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا تَنَخّمَ أحدُكم في المسجد فلْيُغَيِّبْ نُخامتَه، أن تُصِيبَ جلدَ مؤمن أو ثوبَه فتؤذيَه"(2).
(1916)
الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن العلاء - يعني ابن أبي العبّاس عن أبي الطفيل عن بكر بن قِرواش عن سعد:
قيل لسفيان: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: "شيطان الرَّدهة يَحْتَدِرُه رجلٌ من بَجيلة"(3).
الرّدهة: النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء (4).
(1) المسند 3/ 120 (1542) قال المحقّق: حسن لغيره. وهذا الإسناد ضعيف لضعف ابن أبي لبيبة، ولأن ابن عكرمة في عداد المجهولين. وهو من طريق محمد بن عكرمة في النسائي 7/ 41، وأبي داود 3/ 258 (3391)، وحسّنه الألباني. وقال ابن حجر في الفتح 5/ 25 بعد أن نقل الحديث عن أبي داود: رجاله ثقات، إلا أن محمد بن عكرمة لم يروِ عنه إلا إبراهيم بن سعد.
(2)
المسند 3/ 121 (1543) ورجاله رجال الصحيح عدا ابن إسحق، فحديثه حسن. وهو في مسند أبي يعلى 2/ 131 (808)، وصحيح ابن خزيمة 2/ 277 (1311).
(3)
المسند 3/ 125 (1551) وتحدّث المحقّق عن ضعف إسناده ونكارته. وهو من طريق سُفيان بن عيينة عن العلاء في مسند أبي يعلى 2/ 97 (753)، ووثّق الهيثميّ رجاله 6/ 237. وصحّح الحاكم إسناده 4/ 521، لكنّ الذهبي تعقّبه بقوله: ما أبعده من الصحّة وأنكره!
(4)
ويحتدره: يسقطه.
(1917)
الحديث الستّون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بشر قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد عن محمد بن سعد عن أبيه قال:
خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يضربُ بإحدى يَدَيه على الأُخرى، وهو يقول:"الشّهر هكذا وهكذا وهكذا" ونقص إصبعَه في الثالثة.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(1918)
الحديث الحادي والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن موسى الجهنيّ قال: حدّثني مصعب بن سعد عن أبيه:
أن أعرابيًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: علِّمْني كلامًا أقوله. قال: "قل: لا إله إلّا اللَّه وحدَه لا شريكَ له، اللَّه أكبر كبيرًا، والحمد للَّه كثيرًا، وسبحان اللَّه ربّ العالمين، ولا حولَ ولا قوّة إلّا باللَّه العزيز الحكيم - خمسًا". قال: هؤلاء لربّي عز وجل، فما لي: قال: "لك (2): اللهمّ اغفرْ لي وارحَمْني وارزُقْني واهدِني وعافِني".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1919)
الحديث الثاني والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا ليث عن الحُكيم (4) بن عبد اللَّه بن قيس عن عامر بن سعد بي أبي وقّاص عن أبيه سعد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من قال حين يسمعُ المؤذِّنَ: وأنا أشهدُ أن لا إله إلّا اللَّه وحدَه لا شريكَ له، وأنّ محمّدًا عبده ورسولُه. رضيتُ باللَّه ربًّا، وبمحمّدٍ رسولًا، وبالإسلام دينًا، غُفِرَ له ذنبُه".
انفرد بإخراجه مسلم (5).
(1920)
الحديث الثالث والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل عن الزّبير بن عديّ عن مصعب بن سعد قال:
(1) المسند 3/ 152 (1594)، ومسلم 2/ 764 (1086) من طريق محمد بن بشر وغيره.
(2)
كذا في الأصول. وفي المسند ومسلم: "قل".
(3)
المسند 3/ 132 (1561)، ومسلم 4/ 2072 (2696) من طريق موسى.
(4)
في المسند "الحكم" وينظر تعليق المحقّقين.
(5)
المسند 3/ 134 (1565)، ومسلم 1/ 290 (386) من طريق الليث.
صلّيْتُ مع سعد، فقلتُ بيدي هكذا. ووصف يحيى التطبيق، فضرب يديَّ وقال: كُنّا نفعلُ هذا، فأُمِرْنا أن نرفعَ إلى الرُّكَب.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(1921)
الحديث الرابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن نُمَير ومكّي قالا: حدّثنا هاشم عن عائشة بنت سعد عن سعد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "من تَصَبَّحَ بسبع تمرات من عجوةٍ لم يَضُرَّه ذلك اليوم سُمٌّ ولا سِحر".
أخرجاه في الصحيحين من حديث عامر بن سعد (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدّثنا فُلَيح عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر قال: حدّث عامر بن سعد عمرَ بن العزيز وهو أمير على المدينة: أن سعدًا قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أكلَ سبع تمرات (3) ما بين لابتَي المدينة على الرِّيق، لم يضرَّه يومَه ذلك سمٌّ ولا سحر (4) " قال فليح: وأظنُّه قال: "وإن أكلَها حين يُمسي لم يضرَّه سُمٌّ (4) حتى يُصبحَ" فقال عمر: انظرْ يا عامر ما تُحَدِّثُ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: أشهدُ ما كَذَبْتُ على سعد، ولا كَذَبَ سعدٌ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
انفرد بهذه الطريق مسلم (5).
(1) المسند 3/ 139 (1570)، وهو في مسلم 1/ 380 (535) من طريق إسماعيل أبي خالد. وفي البخاري 2/ 273 (790) من طريق مصعب.
(2)
المسند 3/ 140 (1571) عن ابن نمير عن هاشم عن عائشة. و (1572) عن مكّي عن هاشم عن عامر. وهو خلط موهم من المؤلّف، وأخرجه البخاري 9/ 569 (5445)، ومسلم 3/ 1618 (2047) كلاهما عن هاشم بن هاشم عامر بن سعد.
(3)
في المسند زيادة "عجوة".
(4)
اختلفت بعض عبارات المسند عمّا هنا، ففيه "شيء" في الموضعين. بدل "سُمّ ولا سحر" و"سمّ".
(5)
المسند 3/ 52 (1442) ورجاله رجال الصحيح. وهو في مسلم 3/ 1698 (2047) من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن، وفيه:"من أكل سبع تمرات مما بين لابَتيها لم يضرّه سمٌّ حَتّى يُمسي".
(1922)
الحديث الخامس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر وروح قالا: حدّثنا شعبة عن عبد الملك بن عُمير عن مصعب عن سعد بن أبي وقّاص:
أنّه كان يأمرُ بهؤلاء الكلمات الخمس ويُحَدِّثُهن عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ إنّي أعوذُ بك من البُخل، وأعوذ بك من الجُبن، وأعوذ بك أن أُرَدَّ إلى أرذل العُمُر، وأعوذُ بك من فتنة الدّنيا، وأعوذُ بك من عذاب القبر"(1).
أخرجاه في الصحيحين، وفيهما:"أعوذ بك من فتنة الدّجّال" مكان: "الدّنيا"(2).
(1923)
الحديث السادس والستّون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللَّه قال: حدّثني محمد بن طلحة التّيمي قال: حدّثني أبو سهيل نافع بن مالك عن سعيد بن المسيّب عن سعد أبي وقّاص قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للعبّاس: "هذا العبّاس بن عبد المطلّب، أجود قريش كفًّا وأوصلها"(3).
(1924)
الحديث السابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم وحُجين ابن المثنى وأبو سعيد قالوا: حدّثنا إسرائيل عن أبي إمسحق عن مصعب بن سعد عن أبيه قال:
حلفتُ باللات والعُزّى، فقال أصحابي: قد قُلْتَ هُجْرًا، فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: إنّ العهد كان قريبًا، وإنّي حَلَفْتُ باللات والعُزّى، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"قُل: لا إله إلّا اللَّه وحدَه -ثلاثًا، ثم انْفُثْ عن يسارك- ثلاثًا، وتعوّذ ولا تَعُدْ"(4).
(1) المسند 3/ 147، 168 (1585، 1621) ورجاله رجال الشيخين.
(2)
كذا في الأصول. وهذا الحديث من أفراد البخاري. ينظر الجمع 1/ 195 (200) ويروى في البخاري في المواضع المختلفة "فتنة الدُّنيا" ينظر 6/ 35 (2822). ولكن في 11/ 174 (6365)"فتنة الدّنيا - يعني فتنة الدّجّال".
(3)
المسند 3/ 161 (1610) ورجاله رجال الصحيح عدا محمد بن طلحة، روى له النسائي وابن ماجة وهو صدوق. ومن طريق ابن طلحة صحّح الحديث الحاكم والذهبي 3/ 328، وابن حبّان 15/ 528 (7052). وقال في المجمع 9/ 271: فيه محمد بن طلحة التيميّ، وثّقه غير واحد وبقيّة رجاله رجال الصحيح.
(4)
المسند 3/ 150، 168 (1590، 1622) ومن طريق يحيى في سنن ابن ماجه 1/ 678 (2097) والنسائي 7/ 7، 8 من طريق أبي إسحق. وصحّحه ابن حبان 10/ 206 (4364). وينظر الإرواء 8/ 192 (2563)، وتعليق محقّقي المسند وابن حبّان.
(1925)
الحديث الثامن والستّون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا حسن عن إبراهيم بن المهاجر عن أبي بكر -يعني ابن حفص- فذكر قصّة، قال سعد:
إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "نِعْمَ المِيتةُ أن يموتَ الرجلُ دونَ حَقِّه"(1).
(1926)
الحديث التاسع والستّون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الأسديّ عن إسرائيل عن المقدام بن شُرَيح عن أبيه عن سعد قال:
كُنّا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ستّة نَفرٍ، فقال المشركون للنبيّ صلى الله عليه وسلم: اطرُدْ هؤلاءِ لا يَجترءون علينا. وكنتُ أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان نسيتُ اسمَيهما، فوقع في نفس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما شاء اللَّه أن يقعَ، فحدّث نفسَه، فأنزل اللَّه عز وجل:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام: 52].
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(1927)
الحديث السبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف، قال عبد اللَّه: وسمعْتُه أنا من هارون قال: أخبرنا عبد اللَّه بن وهب قال: أخبرني أبو صخر أن أبا حازم حدّثه عن ابنٍ لسعد بن أبي وقّاص قال: سمعتُ أبي يقول:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الإيمانَ بدأ غريبًا، وسيعودُ غريبًا كما بدأ. فطوبى يومئذٍ للغُرباء إذا فسد النّاس. والذي نفسُ أبي القاسم بيده، ليأرِزَنّ الإيمانُ بين هذين المسجدين كما تأرِزُ الحيّةُ في جُحرها"(3).
يأرزُ: ينضمّ.
(1) المسند 3/ 154 (1598) وحكم المحقّق بانقطاعه. قال الهيثميّ في المجمع 6/ 247: رواه أحمد وذكر فيه قصّة، ورجال أحمد رجال الصحيح، إلا أن أبا بكر بن حفص لم يسمع من سعد. وكان الألباني جعل الحديث في الصحيحة 2/ 310 (697) وقال بعد كلام الهيثميّ: وهو إعلال سليم، فإن لم يوجد للحديث شاهد معتبر فلينقل إلى الكتاب الآخر (يعني الضعيفة).
(2)
مسلم 4/ 1878 (2413)
(3)
المسند 3/ 156 (1604)، ومسند أبي يعلى 2/ 99 (756) قال الهيثميّ 7/ 280، ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح، وجهالة ابن سمعد لا تضرُّ؛ لأن أبناءه ثقات. وينظر شواهد للحديث في البخاري 4/ 93 (1876)، ومسلم 1/ 130، 131 (145 - 147).
(1928)
الحديث الحادي والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا عبد الرحمن يعني ابن أبي الزّناد عن موسى بن عقبة عن أبي عبد اللَّه القرّاظ عن سعد بن أبي وقّاص:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه إلّا المسجدَ الحرام"(1).
(1929)
الحديث الثاني والسبعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن بُكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه قال:
أمّرَ معاوية بن أبى سفيان سعدًا، فقال: ما منعَك أن تَسُبَّ أبا تراب (2)؟ فقال: أما ما ذكرْتُ ثلاثًا قالهنّ له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلن أسُبَّه، لأن تكونَ لي واحدة منهنّ أحبُّ إليَّ من حُمْر النَّعَم:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول له وخلَّفَه في بعض مغازيه، فقال له عليٌّ: يا رسول اللَّه، خلَفْتَني مع النساء والصبيان! فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نُبُوَّةَ بعدي".
وسمعتُه يقولُ يومَ خَيبرَ: لأُعْطِيَنَّ الرّايةَ رجلًا يُحِبُّ اللَّهَ ورسولَه، ويُحبُّه اللَّهُ ورسوله" قال: فتطاوَلْنا لها، فقال:"ادعوا لي عليًّا" فأُتِيَ به أَرمدَ، فبصَقَ في عينه ودفع الرّاية إليه، ففتح اللَّه عز وجل عليه.
ولمّا نزلت هذه الآية: {. . نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ. .} [آل عمران: 61] دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليًّا وفاطمة وحسنًا وحسينًا فقال: "اللهمّ هؤلاء أهلي".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1) المسند 3/ 158 (1605)، وأبو يعلى 2/ 112 (774)، وحسن المحقّقون إسناده، ولكن الهيثمي قال: وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد. وهو ضعيف 4/ 8. وابن أبي الزناد وإن روى له أصحاب السنن ومسلم في المقدمة والبخاري استشهادًا، إلا أن القول بضعفه أرجح. تهذيب الكمال 4/ 399. ولكن للحديث شواهد صحيحة. ينظر الجمع 2/ 301 (1504)، 3/ 222 (2476)، 4/ 254 (3492).
(2)
وهي كنية علي رضي الله عنه.
(3)
مسلم 4/ 1871 (2404) وهو من طريق قتيبة في المسند 3/ 160 (1608) دون ذكر معاوية.
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن الحكم عن مصعب ابن سعد عن سعد بن أبي وقّاص قال:
خَلَّفَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عليًّا في غزوة تبوك، فقال له: يا رسول اللَّه، تُخَلِّفُني مع النساء والصبيان! قال:"أما ترضى أن تكونَ منّي بمنزلة هارون من موسى، غيرَ أنّه لا نَبِيَّ بعدي".
أخرجاه (1).
(1930)
الحديث الثالث والسبعون: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا محمد بن طلحة عن طلحة عن مصعب بن سعد قال:
رأى سعد أن له فضلًا على من دونه، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"هل تُنْصَرون وتُرْزَقون إلّا بضعفائكم"(2).
انفرد بإخراجه البخاريّ، فأخرجه هكذا منقطعًا. وقد أخرجه البرقاني عن مصعب عن أبيه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا محمد بن راشد عن مكحول عن سعد بن مالك قال:
قلتُ: يا رسول اللَّه، الرجلُ يكون حامِية القوم، أيكونُ سَهْمُه وسَهْمُ غيرِهِ سواء؟ فقال:"ثَكِلَتْكَ أُمُّك ابنَ أمِّ سعد، وهل تُرْزَقون وتُنْصَرون إلّا بضعفائكم؟ "(4).
* * * *
(1) المسند 3/ 146 (1583)، ومسلم 4/ 1871 (2404) وهو في البخاري 8/ 112 (4416) من طريق شعبة.
(2)
البخاري 6/ 88 (2896).
(3)
ينظر النسائي 6/ 45، والجمع 1/ 196 (202)، ونقل عنه ابن الجوزي، والفتح 6/ 89.
(4)
المسند 3/ 86 (1493). وحكم المحقّق بانقطاعه؛ لأن مكحولًا لم يسمع سعدًا. وينظر مصادر الحديث السابقة.