الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(187) مسند أبي سعيد سعد بن مالك، الخُدْريّ
(1)
(1931)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا أبو بِشر عن أبي المتوكِّل عن أبي سعيد الخدريّ:
أن أناسًا من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر، فمرُّوا بحيٍّ من أحياء العرب فاستضافوهم، فأبَوا أن يُضَيِّفوهم، فعَرَضَ لإنسان في عقله - أو لُدغ، فقالوا لأصحابِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هل فيكم من راقٍ؟ فقال رجل منهم: نعم. فأتى صاحبَهم فرقاه بفاتحة الكتاب فَبَرَأ، فأُعطيَ قطيعًا من الغنم، فأبى أن يقبلَ حتى أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، وقال: يا رسول اللَّه، والذي بعثَك بالحقِّ، ما رَقَيْته إلّا بفاتحة الكتاب، فضحك وقال:"وما يُدريكَ أنها رُقية"؟ ثم قال "خُذوا واضْرِبوا لي بسَهم".
أخرجاه (2).
وفي بعض ألفاظ الصحيح: قال رجل: ما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعلًا. فصالَحوهم على قطيع من الغنم (3).
(1932)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا منصور بن
(1) معرفة الصحابة 3/ 1260، والمعجم الكبير 6/ 33، والاستيعاب 4/ 89، والتهذيب 3/ 127، والسير 3/ 168، والإصابة 2/ 32.
وهو من المكثرين، فأحاديثه في "الجمع" (المسند 78). أربعة عشر ومائة: ستة وأربعون للشيخين، وستة عشر للبخاري، واثنان وخمسون لمسلم. وذكر ابن الجوزي في التلقيح 363 أنّه أسند ألفًا ومائة وسبعين حديثًا.
(2)
المسند 17/ 5 (10985)، وهو في مسلم من طريق هشيم 4/ 1727 (2201). وفي البخاري 4/ 453 (2276) من طريق أبي بشر، جعفر بن أبي وحشية.
(3)
هذه الرواية في البخاري - السابق، وفي المسند 17/ 487 (11399): ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من شاء.
زاذان عن الوليد بن مسلم عن أبي المتوكِّل (1) عن أبي سعيد الخدريّ قال:
كُنّا نَحْزِرُ (2) قيامَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر، فحَزَرْنا قيامَه في الظهر والعصر في الركعتين الأوليَين قَدْرَ قراءة ثلاثين آية، قَدْر قراءة (تنزيل السجدة)، وحَزَرْنا قيامَه في الأُخْرَيَين على النِّصف من ذلك، وحَزَرْنا قيامه في العصر في الركعتين الأُولَيين على النِّصف من ذلك، وحَزَرْنا قيامَه في العصر في الأُخْرَيَين على النِّصف من ذلك.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1933)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال: حدّثنا زهير بن محمد عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقيل عن سعيد بن المسيِّب عن أبى سعيد الخدريّ:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدُلُّكم على ما يُكفِّرُ اللَّهُ به الخطايا ويزيدُ به في الحسنات؟ " قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: "إسباغ الوضوء على المَكاره، وكثرة الخُطا إلى هذه المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. ما منكم من رجل يخرج من بيته متطهِّرًا فيصلّي مع المسلمين الصلاة، ثم يجلس في المجلس ينتظر الصلاة الأُخرى، إلّا (4) إنّ الملائكة تقول: اللهمّ اغفِرْ له، اللهمّ ارحمْه، فإذا قُمْتُم إلى الصلاة فاعْدِلوا صفوفَكم، وأقيموها، وسُدُّوا الفُرَج، فإني أراكم من وراء ظهري. وإذا قال إمامُكم: اللَّه أكبر، فقولوا: اللَّه أكبر، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع اللَّه لمن حَمِده فقولوا: اللهمّ ربَّنا لك الحمدُ. وإنّ خيرَ الصفوف صفوف الرّجال المقدَّم، وشرُّها المؤخَّر، وخيرُ صفوف النساء الموخَّر، وشرُّها المُقَدَّم. يا معشرَ النساء، إذا سجدَ الرجال فاغْضُضْنَ أبصارَكُنّ، لا تَرَيْنَ عوراتِ الرجال من ضيق الإزار"(5).
(1) في المسند: "عن أبي المتوكّل أو عن أبي الصدّيق".
(2)
نحزر: نقدّر ونخمّن.
(3)
المسند 17/ 6 (10986)، وهو في مسلم 1/ 334 (452) من طرق عن هشيم، وفيه: عن أبي الصّدّيق الناجي. وأبو الصدّيق، بكر بن عمرو، وأبو المتوكّل علي بن داود، كلاهما من رجال الشيخين.
(4)
"إلا" ليست في المسند.
(5)
المسند 17/ 21 (10994) وهو بطوله من طريق زهير في مسند أبي يعلى 2/ 507 (1355)، وقال الهيثمي 2/ 95: وفيه عبد اللَّه بن محمد بن عَقيل، وفي الاحتجاج به خلاف، وقد وثّقه غير واحد. وأخرج جزءًا من أوله ابن ماجه 1/ 148 (427) من طريق زهير. وقال الألباني: حسن صحيح. وينظر صحيح ابن خزيمة 1/ 90 (177)، والحاكم والذهبي 1/ 191، وصحيح ابن حبّان 2/ 127 (402).
(1934)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا عبّاد بن راشد عن داود بن أبي هند عن أبي نَضرة عن أبي سعيد الخُدريّ قال:
شَهِدْنا (1) مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جنازة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا أيُّها النّاس، إنّ هذه الأُمَّةَ تُبتلى في قبورها، فإذا الإنسان دُفِنَ وتفرَّقَ عنه أصحابُه جاءه مَلَكٌ في يده مِطراق، فأقعده، قال: ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنًا قال: أشهدُ أنْ لا إله إلّا اللَّه وأشهدُ أنّ محمّدًا عبدُه ورسوله، فيقول: صدقتَ. ثم يُفْتَحُ له بابٌ إلى النّار، فيقول: هذا كان منزلك لو كفَرْتَ بربِّك، فأمّا إذْ آمنْتَ فهذا منزلُك، فيُفْتَحُ له بابٌ إلى الجنّة، فيريد أن ينهض إليه فيقول: اسكُنْ، ويُفْسَحُ له في قبره. وإن كان كافرًا أو منافقًا يقول له: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، سمعتُ النّاس يقولون شيئًا، فيقول: لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ ولا اهْتَدَيْتَ، ثم يُفتحُ له بابٌ إلى الجنّة، فيقول: هذا منزلك لو آمَنْتَ بربِّك، فأما إذْ كَفَرْتَ به فإنّ اللَّهَ عز وجل أبدلَك به هذا، ويُفتحُ له باب إلي النّار، ثم يَقْمَعُه قَمعةً بالمِطراق، يسمَعُها خَلْقُ اللَّهِ عز وجل كلُّهم غيرَ الثَّقَلَين"(2). فقال بعض القوم: يا رسول اللَّه، ما أحدٌ يقوم عليه مَلَكٌ في يده مطراق إلا هِيلَ عند ذلك. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} (3)[إبراهيم: 27].
(1935)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا أبو بكر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال:
قال عمر: يا رسول اللَّه، لقد سَمِعْتُ فلانًا وفلانًا يُحْسِنان الثناء، يذكران أنّك أعطيتَهما دينارين، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لكن واللَّه، فلان ما هو كذلك، لقد أعْطَيْتُه من عشرة إلى مائة، فما يقول ذلك. أمَ واللَّه، إنّ أحدَكم ليخرجُ بمسألته من عندي يتأبَّطُها وما
(1) في المسند "شهدت".
(2)
الثقلان: الإنس والجنّ.
(3)
المسند 17/ 32 (11000). وفي إسناده عبّاد بن راشد، اختلف فيه -التهذيب 4/ 46 - وسائر رجاله رجال الصحيحين، قال الهيثمي 3/ 50: رجاله رجال الصحيح. وصحّح محقّقو المسند الحديث، وحسّنوا إسناده، وذكروا شواهده.
هي له إلّا نار" قال: قال عمر: ولِمَ تُعطيها إيّاهم؟ قال: "فما أصنع؟ يأبَون إلّا ذلك، ويأبى اللَّهُ ليَ البُخْلَ" (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن محمد بن أبي يحيى قال: حدّثني أبي أن أبا سعيد أخبره:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جاءَه مالٌ، فجعل يَقْسِمُه بين النّاس، يَقْبِضُه ويُعطيهم، فجاءَ رجل من قريش فسأله، فأعطاه في طرف ثوبِه أو ردائه، ثم قال: زِدني يا رسول اللَّه، فزاده، ثم قال: زِدني، فزاده، ثم ولّى ذاهبًا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ الرجلَ ليأتيني فيسألُني فأُعطيه، ثم يسألُني فأُعطيه، ثم يسألُني فأُعطيه، ويجعلُ في ثوبه نارًا، ثم ينقلبُ إلى أهله بنار"(2).
(1936)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سليمان بن علي قال: حدّثنا أبو المتوكّل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والفِضّة بالفِضّة، والتَّمر بالتَّمر، والبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعير بالشَّعير، والمِلح بالمِلح، سواءٌ بسواء، مثلٌ بمِثل، من زادَ أو استزادَ فقد أربى، الأخِذُ والمُعطي سواء".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1) المسند 17/ 40 (11004) وإسناده صحيح. وينظر 17/ 199 (11123). ومن طريق أبي بكر شعبة بن عيّاش. صحّحه الحاكم 1/ 46، ووافقه الذّهبي، وصحّحه ابن حبّان 8/ 201، 203 (3412، 3414) والهيثمي 3/ 97.
(2)
الحديث مما أخلّ به المسند المطبوع. وهو في الأطراف 6/ 384 (8654) والإتحاف 5/ 499 (5845) عن أحمد، وأشار المحقّقان إلى عدم وقوفهما عليه. والحديث صحيح الإسناد. فمحمد بن أبي يحيى ثقة، روى له ابن ماجة والنسائي وأبو داود. وأبوه يسمعان، روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. التهذيب 6/ 561، 3/ 314. ويحيى بن سعيد من رجال الشيخين.
(3)
المسند 18/ 179 (11635)، ومسلم 3/ 1211 (1584).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا يعقوب القاريُّ عن سهيل عن أبيه عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَبيعوا الذهبَ بالذهب، ولا الوَرِقَ بالوَرِق، إلّا وَزنًا بوزن، مِثلًا بمثل، سواءً بسواء".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا داود بن أبي هند عن أبي نَضرة قال:
قلتُ لأ بي سعيد: أسمعتَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم في الذهب بالذهب، والفضّة بالفضّة؟ قال: سأخبِرُكم ما سمعْتُ منه:
جاءه صاحبُ تمرِه بتمرٍ طيِّب، وكان تمرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يقال له اللُّون، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من أين لك هذا التَّمرُ الطيِّب؟ " قال: ذهبتُ بصاعين من تمرنا فاشتريتُ به صاعًا من هذا. فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "أربيت".
قال أبو سعيد: فالتّمر بالتّمرِ رِبًا أم الفضّة بالفضّة، والذهب بالذهب؟ .
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدّثنا أيوب عن نافع قال:
قال عمر (3): لا تبيعوا الذهب بالذهب، والوَرِق بالوَرِق، إلّا مِثلًا بمثل، ولا تُشِفُّوا بعضَها على بعض، ولا تبيعوا شيئًا منها غائبًا بناجز، فإني أخاف عليكم الرَّماء. والرَّماء: الربا.
(1) المسند 17/ 115 (11062)، ومسلم 3/ 1209 (1584).
(2)
المسند 17/ 131 (11075)، وهو في مسلم 3/ 1215 (1593) من طريق أبي نضرة. وداود من رجال مسلم، وأبو معاوية من رجالهما. وينظر مسلم 3/ 1216 (1594).
(3)
كذا في الأصول. الذي في المسند وجامع المسانيد "ابن عمر" وينظر الفتح 4/ 280.
قال: فحدّث رجل ابن عمر مثل هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري، يحدِّثُه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فما أتمَّ مقالته حتى دخل به على أبي سعيد وأنا معه، فقال: إنّ هذا حدَّثَني عنك حديثًا يزعُمُ أنّك تُحَدِّثُه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَسمِعْتَه؟ قال: بَصُرَ عيني، وسَمع أُذني، سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"لا تبيعوا الذهبَ بالذهب، والوَرِقَ بالوَرِق، إلّا مثلًا بمثل، ولا تُشِفُّوا بعضَها على بعض، ولا تبيعوا شيئًا غائبًا منها بناجز".
أخرجاه (1).
ومعنى: تُشِفُّوا: تُفَضِّلوا وتَزيدوا. وقد يقال: شَفَّ إذا نقص، فهو من الأضداد (2).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال: حدّثني يزيد بن عبد اللَّه بن قُسيط أن أبا سلمة ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أخبراه أنهما سمعا أبا سعيد الخدري يحدِّث:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَسَمَ بينهم طعامًا مختلفًا، بعضه أفضلُ من بعض، قال: فذهبْنا نتزايدُ بيننا، فمنَعَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن نبتاعَه (3)، إلّا كيلًا بكيل لا زيادة فيه (4).
(1937)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضيل قال: حدّثنا عُمارة بن القَعقاع عن ابن أبي نُعْم عن أبي سعيد الخدري قال:
بعثَ عليٌّ من اليمن إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بذَهَبة في أديم مَقروظ لم تُحَصَّل من ترابها، فقسمها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بين أربعة: بين زيد الخيل والأقرع بن حابس وعُيَينة بن حِصن وعلقمة بن علاثة -أو عامر بن الطُّفيل، شكَّ عمارة- فوجد في ذلك بعض أصحابه والأنصار وغيرهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ألا تَتَّمِنوني (5) وأنا أمينُ مَن في السماء، يأتيني خَبَرٌ مِن السماء صباحَ مساءَ؟ ".
(1) المسند 17/ 42 (11006). وفي البخاري 4/ 379 (2177)، ومسلم 3/ 1208 (1584) من طريق نافع.
(2)
ينظر الأضداد لابن الأنباري 166.
(3)
في المسند، ت "نتبايعه".
(4)
في المسند 18/ 294 (11771). رجاله ثقات، ابن إسحاق صرّح بالتحديث. وقال ابن كثير في الجامع 33/ 564 (1236): تفرّد به. وحسّن المحقّقون إسناده.
(5)
اتّمَنه: ائتمنه.
ثم أتاه رجلٌ غائرُ العينين، مشرفُ الوَجنتين، ناشِزُ (1) الجَبهة، كَثُّ اللِّحية، مُشَمَّرُ الإزار، محلوقُ الرأس، فقال: اتَّقِ اللَّه يا رسول اللَّه، فرفع رأسه إليه فقال:"ويحَك، أليس أحقُّ أهل الأرض أن يتّقِيَ اللَّهَ أنا؟ " ثم أدبرَ، فقال خالد: يا رسول اللَّه، ألا أضربُ عُنُقَه؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"فلَعَلَّه يكون يُصَلّي" فقال: إنه رُبّ مُصَلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّي لم أُؤْمَرْ أن أُنَقِّبَ على قلوب النّاس، ولا أَشُقَّ بطونَهم" ثم نظر إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو مُقَفٍّ فقال: "ها، إنه سيخرجُ من ضِئْضِىء هذا قومٌ يقرأون القرآن لا يُجاوِزُ حناجِرَهم، يمرُقون من الدِّين كما يمرُقُ السَّهْمُ من الرَّمِيّة".
أخرجاه (2).
والمقروظ: المدبوغ بالقَرَظ: وهو ورق السَّلَم.
والضِّئضىء: الأصل.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن. مُصْعب قال: حدّثنا الأوزاعيّ عن الزُّهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال:
بينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم يقسِمُ مالًا، إذ أتاه ذو الخُوَيْصرة -رجلٌ من بني تميم- فقال: يا محِمّد، اعْدِلْ، فواللَّهِ ما عَدلْتَ منذُ اليوم. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"واللَّهِ لا تجدونَ بعدي أعدلَ عليكم منّي" ثلاثًا. فقال عمر: يا رسول اللَّه، ائذَنْ لي فأضربَ عنقه. فقال:"لا، إنّ له أصحابًا يَحْقِرُ أحدُكم صلاتَه مع صلاتهم، وصيامَه مع صيامهم، يَمْرُقون من الدِّين كما يَمْرُقُ السَّهْمُ من الرَّمِيَّةَ، ينظر صاحبُه إلى فُوقه فلا يرى شيئًا، آيتُهم رجلٌ إحدى يديه كالبَضعة، أو كثَدي المرأة، يخرُجون على فُرقة من النّاس، يقتُلُهم أولى الطائفتين باللَّه".
قال أبو سعيد: فأشهدُ أني سمعتُ هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وإني شهدتُ عليًا حين قتلَهم، فالتُمِس في القَتلى، فوُجد على النَّعت الذي نَعَتَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم.
(1) ناشز: بارز، مرتفع.
(2)
المسند 17/ 46 (11008)، وهو في مسلم 2/ 741 - 744 (1064) من طريق محمد بن فضيل، ومن طرق أخرى. وفي البخاري 8/ 67 (4351) من طريق عن عبد الرحمن بن أبي نعم.
أخرجاه. ولم يذكرا قصّة عليّ (1).
والفُوق: موضع الوتر. والمعنى أن السّهم مرّ مرًّا سريعًا في الرِّمِيّة فلم يعلق به من الفَرْث والدم شيء، فشبّه خروجهم من الدِّين لم يَعْلَقوا منه بشيء بذلك.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن أبي عديّ عن سليمان عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ذكر قومًا يكونون في أُمّته، يخرُجون في فُرقة من النّاس، سِيماهم التحالق، هم شرُّ الخَلق -أو: من شرِّ الخَلق- يَقتُلُهم أدنى الطائفتين من الحَقّ". قال: فضرب النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَثَلًا -أو قال: قَولًا: الرجلُ يرمي الرَّمِيَّة- أو قال: الغَرَض -فينظُرُ في النَّصْل فلا يرى بَصيرةً، وينظُرُ في النَّضِيِّ فلا يرى بصيرةً، وينظُرُ في الفُوقِ فلا يرى بصيرةً" فقال أبو سعيد: وأنتم قتلْتُمُوهم يا أهل العراق.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
والنَّصْل: حديدة السهم.
والبصيرة: القطعة من الدم.
والفُوق: موضع الوتر.
وأما النَّضِيّ فقال أبو عمرو الشيباني: هو نصل السهم. وقال الأصمعي: هو القَدَح قبل أن يُنْحَت.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بكر بن عيسى قال: حدّثنا جامع بن مطر قال: حدّثنا شدّاد ابن عمران القيسي عن أبي سعيد الخدريّ:
أنّ أبا بكر جاء إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إنّي مَرَرْتُ بوادي كذا وكذا، فإذا رجلٌ مُتَخَشِّعٌ حسنُ الهيئة يصلّي. قال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اذهبْ إليه فاقتُلْه". قال:
(1) المسند 18/ 164 (11621). والبخاري 10/ 552 (6163) من طريق الأوزاعي، وفي مسلم 2/ 744 (1064) من طريق الزهري، وفيهما ذكر قصة قتال عليّ لهم، والتماس الموصوف في القتلى. ولست أدري ما معنى قول المؤلّف: ولم يذكرا قصّة علي!
(2)
المسند 17/ 62 (11018)، ومسلم 2/ 745 (1065).
فذهب إليه أبو بكر، فلمّا رآه على تلك الحال كره أن يقتلَه، فرجعَ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعمر:"اذهب فاقتُلْه" فذهب عمر فرآه على الحال التي رآه أبو بكر، فكَرِه أن يقتلَه، فرجع فقال: يا رسول اللَّه، إني رأيته متخشّعًا (1) فكرهت أن أقتلَه. قال:"يا عليُّ، اذهبْ فاقتُلْه" فذهب عليٌّ فلم يرَه، فرجع عليٌّ فقال: يا رسول اللَّه لم أرَه، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنّ هذا وأصحابه يقرأون القرآنَ لا يُجاوِزُ تراقِيَهم، يَمْرُقون من الدِّين كما يَمْرُقُ السَّهْم من الرَّمِيّة، ثم لا يعودون فيه حتى يعودَ السَّهم في فُوقه، فاقتلوهم، هم شَرُّ البَرِيَّة"(2).
(1938)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا يزيد بن خُصَيفة عن بُسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري قال:
كنتُ في حَلقة من حِلَق الأنصار، فجاء أبو موسى كأنه مذعور، فقال: إنّ عمرَ أمرَني أن آتيَه، فأتيتُه فاستأذنْتُ ثلاثًا فلم يُؤْذَنْ لي فرجعْتُ، وقد قال ذاك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من استأذن ثلاثًا فلم يؤذنْ له فليرجع" فقال: لتَجِيئَنَّ ببيِّنةٍ على الذي تقول وإلّا أوجعْتُك. فقال: أستشهدُكم. فقال أُبيّ بنُ كعب: لا يقوم معك إلّا أصغر القوم. قال أبو سعيد: وكنتُ أصغرَهم، فقمتُ معه فشَهِدْتُ أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"من استأذنَ ثلاثًا فلم يُؤْذَنْ له فليرجعْ".
أخرجاه (3).
(1939)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُفيان قال: حدّثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة قال: سمعتُ أبا سعيد يقول:
اعتكفَ النبيُّ (4) واعتكفْنا معه، فلمّا كان صبيحة عشرين مرّ بنا ونحن نَنْقُلُ متاعَنا، فقال: "من كان مُعتكفًا فليكنْ في مُعْتَكَفه، إنّي رأيتُ هذه الليلةَ فنُسِّيتُها، ورأيتُني أسجُدُ
(1) في المسند "يصلّي متخشِّعا".
(2)
المسند 17/ 187 (11118). قال ابن حجر في الفتح 12/ 298: أخرجه أحمد بسند جيّد عن أبي سعيد. وقال الهيثميّ 6/ 228: رجاله ثقات. ومال محقّقو المسند إلى ضعف إسناده، وأنّ في متنه نكارة. وينظر ما نقلوا عن السّندي في الحاشية.
(3)
المسند 17/ 74 (11029)، وهو في البخاري 11/ 26 (6245)، ومسلم 3/ 1694 (2153).
(4)
في المسند "العشر الوسط".
في ماء وطين" وعريشُ المسجد جريد، فهاجت السماء، فرأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وإنّ على أنفه وجَبهته أَثَرُ الماء والطِّين.
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن محمد بن عمرو قال: حدّثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال:
تذاكَرْنا ليلة القدر، فقال بعضُ القوم: إنها تدور في السنة. فمشَينا إلى أبي سعيد الخدري، فقلت: يا أبا سعيد، سمعتَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يذكرُ ليلة القدر؟ قال: نعم:
اعتكفَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2) واعتكَفْنا معه، فلمّا أصبحْنا صبيحةَ عشرين رجعَ ورجعْنا معه، وأُرِيَ ليلةَ القدر ثم أُنْسِيَها، فقال:"إني رأيتُ ليلة القدر ثم أُنْسِيتُها، وأُراني أسجُدُ في ماء وطين. فمن اعتكفَ فليرجعْ معي إلى مُعْتَكَفه، ابتغوها في العَشر الأواخر من الوِتر منها" وهاجت السماء آخر تلك العَشِيّة، وكان سَقْفُ (3) المسجد عَريشًا من جريد، فوَكَفَ (4)، فوالذي أكرَمَه وأنزلَ عليه الكتاب، لرأيْتُهُ يُصلّي بنا صلاةَ المغرب ليلةَ إحدى وعشرين وانّ جَبهته وأرنبةَ أنفِهِ لفي الماء والطين (5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن سعيد الجُرَيْري عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال:
اعتكفَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم العَشْرَ الأوسطَ من رمضان وهو يلتمس ليلة القدر قبلَ أن تُبانَ
(1) المسند 17/ 82 (11034)، والبخاري 4/ 283 (2040). وهو في مسلم 2/ 824، 825 (1167) من طريق أبي سلمة.
(2)
في المسند "العشر الوسط من رمضان".
(3)
في المسند "نصف".
(4)
وَكَف: سال.
(5)
المسند 17/ 280 (11186). وهو حديث صحيح، أخرجه البخاري 4/ 259 (2018)، ومسلم 2/ 826 (1167) من طريق أبي سلمة. وهو من طريق يحيى بن سعيد في صحيح ابن خزيمة 3/ 244 (2220) باختصار.
له، فلمّا انقضَين أمر ببنائه فنُقِضَ، ثم أُبينت له أنها في العَشر الأواخر، فأمر بالبناء فأُعيد، ثم اعتكفَ العشر الأواخر، ثم خرج على النّاس فقال:"يا أيّها الناسُ، إنها أُبِينت لي ليلةُ القدر، فخرجتُ لأخْبِرَكم بها، فجاء رجلان يحتقّان (1) معهما الشيطان، فنُسِّيتُها، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" فقلتُ: يا أبا سعيد، إنّكم أعلمُ بالعدد منّا. قال: أنا أحقُّ بذلك منكم. فما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: تَدَعُ التي تَدْعون إحدى وعشرين، والتي تليها التاسعة، وتَدعُ التي تَدْعون ثلاثًا وعشرين، والتي تليها السابعة، وتَدَعَ التي تَدْعون خمسًا وعشرين، والتي تليها الخامسة.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلَمة عن حُميد عن أبي نَضرة عن أبي سعيد:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "اطلُبوا ليلةَ القَدر في العشر الأواخر، في تسعٍ يَبْقَيْن، وسبعٍ يَبْقَيْن، وخمسٍ يَبْقَيْن، وثلاثٍ يَبْقَيْن"(3).
(1940)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا هشام بن أبي عبد اللَّه الدَّستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال:
خَطَبَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم وصَعِدَ المِنْبَرَ، وجَلَسْنا حولَه، فقال:"إنّ ممّا أخافُ عليكم بعدي ما يُفْتَحُ عليكم من زهرة الدنيا وزينتها" فقال رجل: يا رسول اللَّه، أوَ يأتي الخيرُ بالشرِّ؟ فسكت عنه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأُرِينا أنّه يُنْزَلُ عليه، فقيل له: ما شأنُكُ تُكَلِّمُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ولا يُكَلِّمُك؟ فسُرِّي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجعل يمسحُ عنه الرُّحَضاء، فقال:"أين السائل"؟ وكأنه حَمِده، فقال: "إنّ الخيرَ لا يأتي بالشَرِّ، وإنّ مِمّا يُنْبِتُ الربيعُ يقتلُ حَبَطًا (4). ألم ترَ إلى آكِلة الخَضِرة، أكَلَت حتى إذا امتلأت خاصِرتاها واستقبلت عينَ
(1) في المسند "يحيفان" أي يجوران ويظلمان.
(2)
المسند 17/ 132 (11076)، ومسلم 2/ 826 (1167) من طريق سعيد عن أبي نضرة، وإسماعيل ثقة.
(3)
المسند 18/ 215 (11679). وإسناده صحيح على شرط مسلم، وهو حديث صحيح.
(4)
في المسند "يقتل أو يُلمّ حبطًا" وفي البخاري: "يقتل حبطًا أو يُلِمّ" وفي مسلم: "يقتل أو يلمّ". ويلمّ: يقارب.
الشمس، فَثَلطَت (1) وبالت ثم رَتَعتْ، وإنّ المال حُلْوة خَضِرة، ونِعْمَ صاحبُ المرء المُسْلِمِ هو، لمن أعطى منه المسكينَ واليتيمَ وابن السبيل -أو كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ومَثَلُ الذي يأخذُهُ بغير حقِّه كمَثَلِ الذي يأكلُ ولا يشبعُ، فيكون عليه شهيدًا يوم القيامة".
أخرجاه (2).
الرُّحَضاء: العرق.
والحَبَط: أن تنتفخ بطون الماشية من كثرة أكلها.
(1941)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا دخلَ أهلُ الجنّة الجنّةَ، وأهلُ النارِ النارَ، يُجاءُ بالموت كأنّه كَبشٌ أملحُ، فيُوقف بين الجنّة والنار، فيقال: يا أهلَ الجنّة، هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئبّون (3)، فينظُرون ويقولون: نعم، هذا الموت. قال: فيقال: يا أهلَ النّار، هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئبّون، فينظُرون ويقولون: نعم، هذا الموت. قال: فيُؤمرُ به فيُذبح. قال: ويقال: يا أهلَ الجنّة خُلود ولا موت. ويا أهل النّار، خلود ولا موت" قال: ثم قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} [مريم: 39] وأشار بيده: "أهل الدنيا في غفلة الدنيا".
أخرجاه (4).
والأملح: الذي فيه سواد وبياض، إلّا أن البياض أكثر.
(1942)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه، وعن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب، كلاهما عن أبي سعيد الخدري قال:
(1) ثلطت الدابة: ألقت رجيعًا سهلًا.
(2)
المسند 17/ 248 (11157). ومن طريق هشام في البخاري 3/ 427 (1465). ومسلم 2/ 728 (1052) ويزيد من رجال الشيخين.
(3)
يشرئبّون: يرفعون رؤوسهم.
(4)
المسند 17/ 120 (11066)، ومسلم 4/ 2188 (2849). وهو في البخاري 8/ 428 (4730) من طريق الأعمش.
أخرج مروان المِنبرَ في يوم عيد ولم يكن يخرُجُ به، وبدأ بالخُطبة قبل الصلاة ولم يكن يبدأُ بها، فقام رجل فقال: يا مروان، خالَفْتَ السُّنَّةَ، وأخرجْتَ المِنبَر يوم عيد ولم يكُنْ يُخرج به في يوم عيد، وبدأت بالخُطبة قبل الصلاة ولم يكن يُبدأ بها. فقال أبو سعيد الخدري: من هذا؟ قالوا: فلان بن فلان. فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى ما عليه. سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم مُنكرًا فاستطاعَ أن يُغَيِّرَه بيده فليفعلْ، فإن لم يستطعْ بيده فبلسانه، فإن لم يستطع بلسانه فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(1943)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمَير قال: حدّثنا عبيد اللَّه عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن (2) بن مَعمر الأنصاري عن نَهار عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أحدَكم ليُسْأَلُ يومَ القيامة حتى يكونُ فيما يُسألُ عنه أن يُقال: ما منَعك أن تُنْكِرَ المُنكَرَ إذا رأيْتَه؟ قال: فمن لقّاه (3) اللَّهُ عز وجل حُجَّتَه قال: ربِّ، رَجَوْتُك وخِفْتُ النّاس"(4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن أبي عدي عن سليمان عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال:
قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَمْنَعَنَّ أحدَكُم هَيْبَةُ الناسِ أن يقول في حقٍّ إذا رآه أو شَهِده أو سَمِعَه".
(1) المسند 17/ 126 (11073)، ومسلم 1/ 69 (49) عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد، وعن سفيان وشعبة عن قيس بن مسلم عن طارق عن أبي سعيد.
(2)
في النسخ "عبد اللَّه بن عبد اللَّه". والمصادر وكتب التراجم على ما أثبت. وهو أبو طوالة المدني، روى له الجماعة. التهذيب 4/ 191.
(3)
في المصادر "لقّنه" وأشار محقّقو المسند إلى أن في نسخ "لقّاه".
(4)
المسند 17/ 311 (11214). وإسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، غير نهار بن عبد اللَّه العبدي، روى له ابن ماجة هذا الحديث، وهو صدوق. التهذيب 7/ 362. وقد أخرج ابن ماجة الحديث 2/ 1332 (4017) من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن. وقال البوصيري: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. وجعله الألباني في الأحاديث الصحيحة 2/ 600 (929) وحسّن محقّقو المسند إسناده.
قال: وقال أبو سعيد: وَدِدْتُ أنّي لم أسْمَعْه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمَيْر قال: أخبرنا الأعمش عن عمرو بن مُرّة عن أبي البَخْتَرِيّ عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَحْقِرَنَّ أحدُكم نَفْسَه أن يرى أمرًا للَّه عليه فيه مقالًا أن يقوله (2)، فيقولُ اللَّه: ما منعك أن تقولَ فيه؟ فيقول: يا ربِّ، خَشِيتُ النّاس. فيقول: فأنا أحقُّ أن تخشى"(3).
(1944)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أمّا أهلُ النّار الذي هم أهلها فإنّهم لا يموتون فيها ولا يحيَون، ولكن أناسٌ تُصيبُهم النارُ بذنوبهم فيُميتُهم إماتةً، حتى إذا صاروا فَحمًا أُذِنَ في الشفاعة، فجيءَ بهم ضبائرَ ضبائرَ، فبُثُّوا على أنهار الجنّة، فيقال: يا أهلَ الجنّة، أفيضوا عليهم، فينبُتون نباتَ الحِبّة تكونُ في حَميل السيل". فقال رجل (4): كأنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قد كان بالبادية (5).
(1) المسند 17/ 61 (11017). وإسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نضرة من رجاله. ومن طريق أبي نضرة أخرجه ابن ماجة 2/ 1328 (4007)، وأبو يعلى 2/ 419 (1212)، وصحّحه الألباني في الصحيحة 1/ 322 (168).
(2)
في المسند زيادة "ثم لا يقوله".
(3)
المسند 17/ 357 (11255)، وابن ماجة 2/ 1328 (4008)، وقال البوصيري: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. ومثله في الترغيب 3/ 180 (3410). وجعله الألباني في ضعيف ابن ماجة، وحكم محقّقو المسند على إسناده بالضعف، لأن أبا البختري -وإن روى له الجماعة- أرسل عن عدد من الصحابة ومنهم أبو سعيد. ينظر تهذيب الكمال 3/ 191، وتهذيب التهذيب 2/ 328.
(4)
في المسند "من القوم حينئذ" وعلى حاشية ت: "من القوم".
(5)
المسند 17/ 134 (11077). وأخرجه مسلم عن طريق أبي مسلمة - سعيد بن يزيد 1/ 172 (185)، وفات المؤلّف التنبيه عليه.
قال الفرّاء: الحِبّة: بُزور البقل. وقال أبو عمرو: هي نبت ينبُت في الحشيش، صغار (1).
وحَميل السَّيل: ما يحمله.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا ابن لَهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن أبا سعيد الخدري أخبره:
أنّه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "سيخرُجُ قومٌ من النّار قد احترقوا وكانوا مثلَ الحُمَم، فلا يزال أهلُ الجنّة يَرُشُّون عليهم الماء حتى ينبُتون كما ينبُتُ الغُثاءُ في حَميل السيل"(2).
الحُمَم: الفحم.
والغثاء: ما فوق ماء السيل.
(1945)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن أبي بُكَير قال: حدّثنا زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن النُّعمان بن أبي عيّاش عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أدنى أهلِ الجنّة منزلةً رجلٌ صرفَ اللَّهُ وجهَه عن النّار قِبَلَ الجنّة، ومَثَّلَ له شجرةً ذاتَ ظِلٍّ، فقال: أيْ ربِّ، قَدِّمْني إلى هذه الشجرة فأكونَ في ظلّها. فقال اللَّه: هل عَسَيْتَ أن تسألَني غيره (3)، قال: لا، وعزّتِك، فقدّمَه اللَّه إليها، ومَثّلَ له شجرةً ذات ظلٍّ وثمر، فقال: أيْ رَبِّ، قَدِّمْني إلى هذه الشجرة أكونُ في ظِلِّها وآكلُ من ثمرها، فقال اللَّه له: هل عَسَيْتَ إنّ أعطيتُك ذلك أن تسألَني غيره، فيقول: لا وعزَّتِك، فيقدِّمه اللَّهُ عز وجل إليها، فتَمَثَّلُ له شجرةٌ أخرى ذاتُ ظِلٍّ وثَمَر وماء، فيقول: أيْ رَبِّ، قدِّمْني إلى هذه الشجرة أكون في ظِلّها وآكلُ من ثَمَرها وأشربُ من مائها، فيقول له: هل عَسَيْتَ إنّ فعلتُ ذلك أن تسألَني غيره، فيقول: لا وعزَّتِك، لا أسألُك غيرَه، فيُقَدِّمُه اللَّهُ
(1) هذه الأقوال وغيرها في غريب الحديث لأبي عبيد 1/ 71.
(2)
المسند 18/ 259 (11732)، وصحّح المحقّقون الحديث، وضعفوا إسناده. وهو في أبي يعلى 2/ 447 (1254) من طريق زهير عن روح عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر. وهو إسناد صحيح.
(3)
في المسند "هل عسيت إنّ فعلت أن تسألني غيرها"؟ .
إليها، فيَبْرُزُ له بابُ الجنّة، فيقول: أيْ ربِّ، قَدِّمْني إلى باب الجنّة فأكونُ تحت نِجاف الجنّة، وأنظرُ إلى أهلها، فيقدِّمُه اللَّهُ إليها، فيرى الجنّةَ (1) وما فيها، فيقول أيْ ربِّ، أدْخلْني الجنّة. قال: فيُدْخِلُه اللَّهُ الجنّة، فإذا دخل الجنّة قال: هذا لي. فيقول اللَّه له: تَمَنَّ، فيتمنَّى، ويذكِّرُه اللَّهُ عز وجل: سَلْ من كذا وكذا، حتى إذا انقطعتْ به الأمانيُّ قال اللَّه عز وجل: هو لك وعشرة أمثاله. قال: ثم يدخلُ الجنّةَ فيدخلُ عليه زوجتاه من الحُور العِينِ فيقولان له: الحمدُ للَّه الذي أحياكَ لنا وأحيانا لك، فيقولُ: ما أُعْطِيَ أحدٌ مثلَ ما أُعطيتُ".
قال: "وأدنى أهل الجنّة عذابًا يُنْعَلُ من نارٍ بنَعلَين، يغلي دماغُه من حرارة نعليه".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
والنِّجاف: الباب.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيّب عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ آخِرَ رجلين يخرجان من النّار، يقول اللَّه عز وجل لأحدهما، يا ابنَ آدمَ، ما أعددْتَ لهذا اليوم؟ هل عَمِلْتَ خيرًا قطُّ؟ هل رَجَوْتَني؟ فيقول: لا يا ربِّ، فيُؤمرُ به إلى النّار، فهو أشدُّ أهل النّار حسرة.
ويقول للآخر: يا ابنَ آدمَ، ماذا أعددْتَ لهذا اليوم؟ هل عَمِلْتَ خيرًا قطُّ ورجوْتَني؟ فيقول: لا يا ربِّ، إلّا أنّي كنتُ أرجوك. قال: فيَرْفَعُ له شجرة، فيقول: أيْ ربِّ، أَقِرَّني تحتَ هذه الشجرة فأستظلَّ بظلِّها، وآكلَ من ثمرها وأشربَ من مائها، ويُعاهِدهُ ألّا يسألَه غيرَها، فيُقِرُّه تحتها. ثم ترفع له شجرةٌ أحسنُ من الأُولى، وأغدقُ ماء، فيقول: أَيْ رَبِّ أَقِرَّني تحتَها، لا أَسأَلُكَ غيرَها، فأستظلَّ بظِلِّها وأشربَ من مائها. فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهِدْني ألّا تسألَني غيرَها، فيقول: أيْ ربِّ، هذه لا أسألُك غيرَها (3). فيُقِرُّه تحتها. ثم
(1) في المسند "أهل الجنّة".
(2)
المسند 17/ 314 (11216)، ومسلم 1/ 175 (188).
(3)
في المسند: "ويعاهده ألا يسأله غيرها".
تُرْفَعُ له شجرةٌ عندَ باب الجنّة هي أحسنُ من الأُولتَين، وأغدقُ ماء، فيقول: أيْ رَبِّ، هذه أَقِرَّني تحتَها، فيُدينه منها، ويُعاهِدُه ألّا يسألَه غيرَها، فيسمعُ أصواتَ أهل الجنّة، فلا يتمالكُ فيقول: أَيْ رَبِّ، أدْخِلْني الجنّة (1)، فيقولُ اللَّهُ عز وجل: سَلْ وتَمَنَّ، فيسألُ ويتمنَّى مقدارَ ثلاثةِ أيّامٍ من أيام الدُّنيا، ويُلَقِّنُه اللَّهُ ما لا علمَ له به، فيسألُ ويتمنَّى، فإذا فرغَ قال: لك ما سألْتَ". قال أبو سعيد: "ومثله معه". وقال أبو هريرة: و"عشرة أمثاله" قال أحدهما لصاحبه: حدِّثْ بما سمعتَ وأُحدِّثُ بما سمعتُ (2).
(1946)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا محمد ابن عمرو عن عمر بن الحكم بن ثَوبان أن أبا سعيد الخدري قال:
بعثَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم علقمةَ بن مُجَزِّز على بَعْثٍ أنا فيهم، حتى إذا انتهَيْنا إلى رأس غَزاتنا أو كنّا ببعض الطريق، أذِنَ لطائفة من الجيش وأمَّرَ عليهم عبد اللَّه بن حُذافة السَّهمي، وكان من أصحاب بدر، وكانت فيه دُعابة، وكنتُ ممّن رجعَ معه، فَنَزَلْنا ببعض الطريق، قال: وأوقد القومُ نارًا لِيَصْنعوا عليها صَنيعًا لهم، أو يَصْطلون، فقال لهم: أليس لي عليكم السمعُ والطاعة؟ قالوا: بلى. قال: فما أنا بآمركم بشيء إلّا صنَعْتُموه؟ قالوا: بلى. قال: أعزِمُ عليكم بحَقّي وطاعتي لما تواثَبْتُم في هذه النّار. فقام ناس فتَحَجَّزوا (3)، حتى إذا ظنّ أنّهم واثبون قال: احبِسوا أنفسَكم، فإنّما كنتُ أضحكُ معكم. فذكروا ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد أن قَدِموا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "من أمرَكم منهم بمعصية فلا تُطيعوه"(4).
(1947)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا شَيبان عن قتادة عن عُقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري قال:
(1) في المسند: "أي ربّ الجنّة، أيْ ربِّ أدخِلنِي الجنّة".
(2)
المسند 18/ 237 (11708). قال الهيثمي 10/ 403، ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد، وقد وثّق على ضعف فيه. والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة، من حديث طويل، وفيه قصة آخر الرجلين دخولًا الجنّة، وان أبا سعيد روى:"هذا لك وعشرة أمثاله". وأبا هريرة: "هذا لك ومثله معه" على عكس ما هو هنا. البخاري 2/ 292 (806)، ومسلم 1/ 163 (182).
(3)
تحجّزوا: استعدّوا للوثوب.
(4)
المسند 18/ 182 (11639)، وابن ماجة 2/ 955 (2863)، وصحّح البوصيري إسناده، وصحّحه ابن حبّان 10/ 421 (4558)، وحسّن المحقّقون إسناده من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، وحسّن الألباني إسناده - الصحيحة 5/ 418 (2324).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ رجلًا ممّن خلا من النّاس رَغَسه اللَّهُ مالًا وولدًا، فلما حضرَه الموتُ دعا بنيه فقال: أيَّ أبٍ كنتُ لكم؟ قالوا: خيرَ أب. قال: فإنّه واللَّه ما ابْتَأرَ عندَ اللَّه خيرًا قطُّ، فإذا مات فأحْرِقوه، حتى إذا كان فحمًا فاسْحَقُوه ثم اذْرُوه في يوم ريح عاصف" قال نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أخذَ مواثيقَهم على ذلك، ففعلوا، أحرقوه حتى إذا كان فحمًا سَحَقوه، ثم ذَرُّوه في يوم عاصف، فقال ربُّه عز وجل: كُنْ، فإذا هو قائم، فقال له ربُّه: ما حَمَلَك على الذي صنعتَ؟ قال: ربِّ، خِفْتُ عذابَك. قال: فوالذي نفسُ محمّد بيده، ما تلافاه غيرُها أن غفر له".
قال قتادة: رجلٌ خاف عذابَ اللَّه، فأنجاه اللَّه من مخافته.
أخرجاه (1).
ومعنى: رغسَه اللَّه مالًا: أي أكثر له منه ونمّاه له.
ومعنى: لم يبتئِرْ خيرًا: أي لم يقدِّم خَبيئة خير.
(1948)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن زيد بن أسلم قال: حدّثنا عِياض بن عبد اللَّه عن أبي سعيد الخدري:
كنّا نُؤَدِّي صدقة الفطر على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صاعًا من شعير، صاعًا من تمر، صاعًا من زبيب، صاعًا من أَقِط، فلمّا جاء معاويةُ جاءتِ السَّمراءُ، ورأى أن مُدًّا يعدل مُدَّين.
أخرجاه.
وفي لفظ: صاعًا من طعام (2).
والسمراء: الحنطة.
(1949)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وَكيع قال: حدّثنا ابن أبي ليلى عن عطاء -أو عطيّة- عن أبي سعيد، وعن نافع عن ابن عمر:
(1) المسند 18/ 203 (11664)، ومسلم 4/ 2111، 2112 (2757) ومن طريق قتادة أخرجه البخاري 6/ 514 (3478).
(2)
المسند 18/ 229، 417 (11698، 12932)، والبخاري 3/ 371، 372 (1505، 1506)، ومسلم 2/ 678، 679 (985) من طرق عن سفيان وغيره.
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يُصَلّي على راحلته في التَّطَوُّع حيثُ توجَّهَتْ به، يُومىء إيماءً يُصلّي، يجعلُ السُّجود أخفضَ من الركوع.
قال عبد اللَّه: والصّواب: عطيّة (1).
(1950)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن إسماعيل بن أميّة عن أبي سلَمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخُدري قال:
اعتكفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسَمِعَهم يَجهرون بالقراءة وهو في قُبَّةٍ له، فكشف السُّتورَ وقال:"ألا إنّ كلَّكم مناجٍ ربُّه، فلا يُؤْذِيَنَّ بعضُكم بعضًا، ولا يَرْفَعَنَّ بعضُكم على بعض في القراءة" أو قال: "في الصلاة"(2).
(1951)
الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج قال: حدّثنا ابن وهَب عن عمرو بن الحارث أنَّ دَرَّاجًا أبا السَّمْح حدَّثَه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري:
أنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أكْثِروا ذكرَ اللَّه حتى يقولوا: مجنون"(3).
(1952)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال:
لما أعطى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء، وَجَدَ هذا الحيُّ من الأنصار في أنفسهم حتى كَثُرَت فيهم القالةُ،
(1) المسند 18/ 232 (11701). وفي المجمع 2/ 165: حديث ابن عمر في الصحيح باختصار، وحديث أبي سعيد رواه أحمد والبزّار، وفي إسنادهما محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام. وصحّح محقّق المسند الحديث لغيره، وضعّف إسناده، وذكر شواهده.
وقد جعل ابن حجر الحديث عن عطية في الأطراف 6/ 294 (8370)، والإتحاف 5/ 347 (5448).
(2)
المسند 18/ 392 (11896)، وسنن أبي داود 2/ 38 (1332)، وصحيح ابن خزيمة 2/ 190 (1162)، وصحّحه الحاكم والذهبي على شرط الشيخين 1/ 310، وصحّحه الألباني والمحققون.
(3)
المسند 18/ 195 (11653). قال الهيثمي عن الحديث 10/ 78: وفيه درّاج، وقد ضعّفه جماعة. ونقل المِزّي في التهذيب 2/ 433: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. وقد ذكر ابن عديّ في الكامل 3/ 980 بعض أحاديثه الضعيفة، وهذا منها، وتابعه الذهبي في الميزان 2/ 24. ولكن الحديث صحّحه ابن حبان من طريق ابن وهب 3/ 99 (817)، والحاكم 1/ 499 وقال: هذه صحيفة للمصريّين صحيحة الإسناد، وأبو الهيثم سليمان بن عمرو العتواري من ثقات أهل مصر.
حتى قال قائلهم: بغى (1) -واللَّه- رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قومَه، فدخل عليه سعدُ بن عبادة فقال: يا رسولَ اللَّه، إنّ هذا الحيَّ قد وَجَدُوا عليك في أنفسهم لما صَنَعْتَ في هذا الفيءِ الذي أصبْتَ، فقَسَمْتَ في قومِك وأعطيتَ عطايا عِظامًا، وفي (2) قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحيِّ من الأنصار شيء. قال:"فأين أنتَ من ذلك يا سعد؟ " فقال: يا رسول اللَّه، ما أنا إلّا امرؤ من قومي (3). قال:"فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة" فخرج سعد فجمع الأنصار في تلك الحظيرة. قال: فجاء رجال من المهاجرين، فتركَهم يدخلون، وجاء آخرون فردَّهم، فلما اجتمعوا له أتاه سعد فقال: قد اجتمع لك هذا الحيُّ من الأنصار. قال: فأتاهم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عليه بالذي هو له أهل، ثم قال:"يا معشرَ الأنصار، ما قالةٌ بلَغَتْني عنكم، وَجِدَةٌ وَجَدْتُموها في أنفسكم؟ ألم آتِكم ضُلّالًا فهداكم اللَّه؟ وعالةً فأغناكم اللَّه؟ وأعداءً فألّفَ اللَّهُ بين قلوبكم؟ " قالوا: بلى، اللَّهُ ورسوله أمَنُّ وأفضل. قال:"ألا تُجيبوني يا معشرَ الأنصار؟ " قالوا: وبِم نُجيبُك يا رسول اللَّه، وللَّه ولرسوله المَنُّ والفَضل؟ قال:"أما واللَّه، لو شِئْتُم لقُلْتُم ولصَدَقْتُم (4): آتَيْتَنا مُكَذَّبًا فصَدَّقْناك، ومَخذولًا فنَصَرْناك، وطَريدًا فآوَيْناك، وعائلًا فآسَيْناك. أوجَدَتُم في أنفسكم -معشر الأنصار- في بضاعة (5) من الدُّنيا تأَلَّفْتُ بها قومًا ليُسْلِموا، ووُكِلْتُم إلى إسلامكم، ألا ترضَون يا معشرَ الأنصار أن يذهبَ الناسُ بالشاء والبعير وترجعون برسول اللَّه إلى رحالكم؟ فوالذي نفسُ محمّد بيده، لولا إلهجرةُ لكُنْتُ امرأً من الأنصار، ولو سَلَكَ الناسُ شِعبًا وسلكت الأنصارُ شِعبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأنصار. اللهمّ ارحمِ الأنصارَ، اللَّهمَّ ارحمِ الأنصار (6)، وأبناءَ الأنصار، وأبناءَ أبناءِ الأنصار". قال: فبكى القوم حتى اخضلَّت لِحاهم، وقالوا: رَضينا برسول اللَّه قِسْمًا وحظًّا. ثم انصرفَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وتفرّقوا (7).
(1) في المسند "لقي"، ومثله في جامع المسانيد والمجمع.
(2)
في المسند "في".
(3)
في المسند زيادة "وما أنا".
(4)
في المصادر: "فلصدقتم وصُدّقتُم".
(5)
في المسند "لعاعة" وهي اليسير من الشراب وغيره.
(6)
لم يرد هذا التكرار في المصادر.
(7)
المسند 18/ 253 (11730)، قال الهيثمي 10/ 32: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، وقد صرّح بالسماع. . . أي فانتفت شبهة التدليس. وقال ابن كثير في الجامع 33/ 425 (908): تفرّد به. وللحديث شواهد في الصحيح.
(1953)
الحديث الثالث والعشرون: وبالإسناد عن أبي سعيد قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تفتحُ يأجوجُ ومأجوجُ، يخرُجون على النّاس كما قال اللَّه عز وجل: {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96] فيَغْشَون النّاس (1)، وينحازُ المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحُصونهم، ويَضُمُّون إليهم مواشيَهم، ويشربون مياه الأرض، حتى إنّ بعضَهم لَيَمُرُّ بالنهر فيشربون ما فيه حتى يترُكوه يَبَسًا، حتى إنّ مَنْ بعدَهم لَيَمُرُّ بذلك النّهر فيقول: قد كان هاهنا ماءٌ مرّةً، حتى إذا لم يبقَ من النّاس أحدٌ إلّا أَحَدٌ في حِصن أو مدينة، قال قائلهم: هؤلاء أهلُ الأرض قد فَرَغْنا منهم، بقي أهلُ السماء. قال: ثم يَهُزُّ أحدُهم حَرْبَتَه، ثم يرمي بها إلى السماء فترجعُ إليه مُخْتَضِبةً دمًا، للبلاء والفتنة. فبينا هم على ذلك، بعثَ اللَّه عز وجل دُودًا في أعناقهم كنَغَفِ الجراد الذي يخرج في أعناقه، فيُصبِحون موتى لا يُسْمَعُ لهم حِسٌّ، فيقول المسلمون: ألا رجلٌ يَشري لنا نفْسَه فينظرَ ما فعل هذا العدوُّ؟ قال: فيتجرّدُ رجلٌ منهم محتسبًا نفسَه قد أَوْطَنَها على أنّه مقتول، فينزلُ فيجدُهم موتى بعضُهم على بعض، فينادي: يا معشر المسلمين، ألا أبشروا، فإن اللَّه عز وجل قد كفاكم عدوَّكم، فيَخرجون من مدائنهم وحُصونهم، ويُسَرِّحون مواشيَهم، فما يكون لها رِعْيٌ إلّا لحومُهم، فَتَشْكَرُ عنه كأحسنِ ما شَكِرَت عن شيء من النبات أصابته قَطّ"(2).
النَّغَف: دودٌ يكون في أنوف الإبل.
وتَشْكَر: تمتلىء وتشبع.
(1954)
الحديث الرابع والعشرون (3): حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا عمران عن قَتادة عن عبد اللَّه بن أبي عُتبة عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَيُحَجَّنَّ هذا البيتُ ولَيُعْتَمَرَنَّ بعد خُروجِ يأجوجَ ومأجوجَ".
(1) في المسند "الأرض".
(2)
المسند 18/ 256 (11731). ومسند أبي يعلى 2/ 503 (1351)، وصحيح ابن حبّان 15/ 244 (6830). ومن طريق ابن إسحق أخرجه ابن ماجة 2/ 1363 (4079) وصحّحه الحاكم 4/ 489 على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وعلّق الشيخ ناصر في الأحاديث الصحيحة 4/ 402 (1793) على تصحيهما بقوله: وهو من أوهامهما أو تساهلهما، فإن ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم في المتابعات ولم يحتجّ به، وفي حِفظه ضعف، فالحديث حسن فقط.
(3)
هذا الحديث مؤخّر على الذي بعده في ت.
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(1955)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا يزيد بن زُريع قال: حدّثنا حُميد قال: حدّثني بكر أنّه أخبره:
أنّ أبا سعيد الخدري رأى رؤيا: أنّه يكتب (ص) فلمّا بلغ إلى التي يُسْجَدُ بها (2) قال: رأى الدَّواةَ والقَلَمَ وكلَّ شيء بحضرته انقلب ساجدًا، قال: فقصَّها على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يَسْجُدُ بها بعدُ (3).
(1956)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن الوليد بن العَيزار أنّه سمع رجلًا من ثقيف يحدِّث عن رجل من كنانة عن أبي سعيد الخدري:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال في هذه الآية: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] قال: "هؤلاء كلُّهم بمنزلة واحدة، وكلّهم في الجنّة"(4).
(1957)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا زكريا عن عطيّة عن أبي سعيد الخدريّ قال:
(1) المسند 17/ 318 (11219)، والبخاري 3/ 454 (1593) من طريق قتادة. وسليمان بن داود، ثقة، من رجال مسلم. وعمران القطّان، من رجال السنن، حسن الحديث، متابع.
(2)
في المسند "إلى سجدتها". وسجدة "ص": {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: 24].
(3)
المسند 18/ 268 (11741). قال الهيثمي 2/ 287: رجاله رجال الصحيح. وأخرجه الحاكم 2/ 432 من طريق حمّاد بن سلمة عن حميد، وسكت عنه، وجعله الذهبي على شرط مسلم. ولكن محقّقي المسند مالوا إلى ضعف سنده، لأن بكر بن عبد اللَّه المزني لم يسمع أبا سعيد.
(4)
المسند 18/ 270 (11745) وفيه راويان مجهولان. وهو في سنن الترمذي 5/ 338 (3225) من طريق محمد بن جعفر، قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وصحّحه الألباني. قال ابن كثير في التفسير 3/ 610: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفي إسناده من لم يُسَمَّ، وقد رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث شعبة به نحوه. قال: ومعنى قوله: "بمنزلة واحدة" أي: في أنهم من هذه الأمة، وأنهم من أهل الجنّة، وإن كان بينهم فرق في المنازل في الجنّة.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من مات لا يُشركُ باللَّه شيئًا دخل الجنّة"(1).
(1958)
الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن محمد، قال عبد اللَّه: وسمعته أنا من عثمان قال: حدّثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يَقْتُلُ المُحْرِمُ الأفعى والعقربَ والحِدَأةَ والكلبَ العقورَ والفُوَيْسِقة" قلتُ: ما الفُوَيْسِقة؟ قال: الفأرة. قلتُ: وما شأن الفأرة؟ قال: إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم استيقظَ وقد أخذتِ الفتيلةَ فصَعِدَتْ بها إلى السقف لِتَحْرِقَ عليه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشَيم قال: أخبرنا يزيد بن أبي زياد قال: حدّثنا عبد الرحمن ابن أبي نُعم عن أبي سعيد الخدري:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عمَا يقتلُ المُحْرِمُ. قال: "الحيَّةُ والعَقرب والفُوَيْسِقة، ويرمي الغرابَ ولا يقتلُه، والكلبُ العقور والحِدَأة، والسَّبعُ العادي"(3).
(1959)
الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، قال عبد اللَّه: وسمعته أنا من عثمان قال: حدّثنا جرير عن الأعمش عن عطيّة عن أبي سعيد قال:
(1) المسند 18/ 274 (11751). وعطية بن سعيد العوفيّ ضعيف. وأخرجه أبو يعلى 2/ 302 (1026) من طريق زكريا، وتساهل الهيثمي 1/ 22 فجعل رجاله رجال الصحيح. ولكن الحديث في البخاري عن ابن مسعود، وفي مسلم عن ابن مسعود وجابر - الجمع 1/ 231 (831)، 2/ 409 (1702).
(2)
المسند 18/ 278 (11755) وهو صحيح لغيره، وإسناده ضعيف لضعف يزيد. فقد أخرجه ابن ماجة 2/ 1032 (3089) من طريق يزيد. قال البوصيري: في إسناده يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف وإن أخرج له مسلم. وقال الهيثمي 8/ 115: فيه يزيد، وهو ليّن، وبقيّة رجاله ثقات. وقد حسّنه الترمذي 3/ 198 (838) من طريق هشيم، وقال: والعمل على هذا عند أهل العلم. وضعّف الألباني الحديث.
(3)
المسند 17/ 15 (10990)، وإسناده كسابقه. وهو في سنن أبي دواد 2/ 170 (1848) من طريق الإمام أحمد. قال الألباني: ضعيف، وقوله:"يرمي الغراب ولا يقتله" منكر. وينظر تخريج الحديث السابق. والإرواء 4/ 225. وللحديث شواهد صحيحة: البخاري 4/ 34، 35 (1826 - 1831)، ومسلم 2/ 852 - 859 (1198 - 1199).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا بلغ بنو فلان (1) ثلاثين رجلًا، اتَّخَذوا مالَ اللَّه دُوَلًا، ودينَ اللَّه دَغَلًا، وعبادَ اللَّه خَوَلًا"(2).
(1960)
الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، وقال عبد اللَّه: وسمعته أنا من عثمان قال: حدّثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال:
جاءت امرأة صفوان بن المعطَّل إِلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقالت: يا رسول اللَّه، إنّ زوجي صفوانَ بن المعطَّل يضرِبُني إذا صلَّيْتُ، ويُفَطِّرُني إذا صُمْتُ، ولا يصلِّي صلاة الفجر حتى تَطْلُعَ الشمس. قال: وصفوان عنده، فسأله عمّا قالت: فقال: يا رسول اللَّه، أما قولها: يضربُني إذا صلَّيْتُ، فإنّها تقرأ سورتي (3) وقد نهيتُها عنها. فقال:"لو كانت سورةً واحدةً لَكَفَتِ النّاس" وأما قولها يُفَطِّرُني، فإنها تصومُ وأنا رجل شابٌّ لا أصبر، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومئذٍ:"لا تَصُومَنَّ منكنّ امرأةٌ إلّا بإذن زوجها" وأما قولها: إني لا أصلّى حتى تطلُعَ الشمسُ، فإنّا أهل بيت قد عُرِفَ لنا ذاك، لا تكادُ نستيقظُ حتى تَطْلُعَ الشمسُ. قال:"فإذا استيقَظْتَ فصَلِّ"(4).
(1961)
الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون، قال عبد اللَّه: وسمعته أنا من هارون قال: [حدّثنا ابن وهب] قال: (5) حدّثني قُرّة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة عن أبي سعيد الخدري أنّه قال:
(1) في المسند "بنو أبي فلان" وذكر المحقّق أن نسخة "آل فلان". وعند أبي يعلى والطبراني "بنو الحكم". وفي المستدرك "بنو أبي العاص".
(2)
المسند 18/ 280 (11758)، وفيه عطيّة العوفي، وهو ضعيف. ومن طريق عطيّة أخرجه أبو يعلى 2/ 383 (1152)، والطبراني في الأوسط 8/ 386 (7781)، والحاكم 4/ 480.
والدّول: ما يُتداول بين النّاس، يكون لهؤلاء مرّة ولهؤلاء مرّة. والدّغل: الغِشّ والخديعة. ويروى: "دخَلًا". والخَوَل: العبيد.
(3)
ويروى "سورتين" و"سورتيّ"، وقد يكون الأخير أرجح، لقوله صلى الله عليه وسلم:"لو كانت سورة واحدة لكفت النّاس".
(4)
المسند 18/ 281 (11759)، وإسناده صحيح. ومن طريق عثمان أخرجه أبو داود 2/ 330 (2459)، وصحّحه الألباني، ومن طريق جرير أخرجه أبو يعلى 2/ 308، 397 (1037، 1174) وابن حبّان في صحيحه 4/ 354 (1488) وقال عنه ابن حجر في الإصابة 2/ 184 - ترجمة صفوان: صحيح الإسناد.
(5)
تكملة من المسند، والإتحاف 6/ 278 (8317)، وأبي داود، وابن حبّان، وأجمعت المخطوطات على إسقاطها.
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الشُّرب من ثُلْمة القَدَح، وأن يُنْفَخَ في الشراب (1).
(1962)
الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه قال: حدّثنا هُشيم قال: مجالد أخبرنا عن أبي الوَدَّاك عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "ثلاثةٌ يضحكُ اللَّهُ عز وجل إليهم: الرجلُ يقوم من الليل، والقوم إذا صَفُّوا للصلاة، والقومُ إذا صَفُّوا للقتال"(2).
(1963)
الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا محمد عن سعد بن إسحاق عن عمّته عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تُنْكَحُ المرأةُ على إحدى خِصالٍ ثلاث: تُنْكَحُ المرأةُ على مالها، وتُنْكَحُ المرأةُ على جَمالها، وتُنْكَحُ المرأةُ على دينها، فخُذْ ذاتَ الدِّين والخُلُق تَرِبَتْ يمينُك"(3).
(1964)
الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحق قال: أخبرنا ابن لَهيعة عن دَرّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّ موسى قال: أيْ رَبِّ، عبدُك المؤمنُ تُقَتِّرُ عليه في الدُّنيا! قال: فيُفْتَحُ له بابٌ من الجنّة، فينظُرُ إليها، فقال: يا موسى، هذا ما أَعْدَدْتُ له. قال موسى: أَيْ رَبّ، وعزَّتِك وجلالِك، لو كان أقطعَ اليدين والرجلين يُسْحَبُ على وجهه منذُ يومِ خَلَقْتَه إلى يوم القيامة وكان هذا مصيرَه لم يرَ بُؤسًا قَطُّ. ثم قال موسى: أَيْ رَبّ، عبدُك
(1) المسند 18/ 283 (11760)، ورجاله رجال الشيخين، غير قُرّة، روى له أصحاب السنن، ومسلم مقرونًا، وفيه خلاف - التهذيب 6/ 117. وهو في سنن أبي داود 3/ 337 (3722)، وصحيح ابن حبّان 12/ 135 (5315) وصحّحه الألباني. ينظر الصحيحة 1/ 743 (388).
(2)
المسند 18/ 284 (11761)، ومسند أبي يعلى 2/ 285 (1004). وضعّف المحقّقون إسناده. وهو في سنن ابن ماجة 1/ 73 (200) من طريق مجالد. وقال البوصيري: في إسناده مقال. وجعله الألباني في ضعيف ابن ماجة، وأحال على الضعيفة (3013).
(3)
المسند 18/ 287 (11765) وحسّن المحقّقون إسناده وصحّحوه لغيره. ومن طريق محمد بن موسى الفطري عن سعد بن إسحق بن كعب بن عُجرة، عن عمّته زينب بنت كعب، زوج أبي سعيد أخرجه أبو يعلى 2/ 292 (1012). وصحّحه ابن حبّان 9/ 345 (4037) وصحّح الحاكم والذهبي إسناده 2/ 161، وقال الهيثمي - المجمع 4/ 257: رجاله ثقات. وللحديث شواهد صحيحة.
الكافرُ تُوَسِّعُ عليه في الدنيا! قال: فيُفْتَحُ له بابٌ إلى النّار، فيقال: يا موسى، هذا ما أَعْدَدْتُ له. فقال موسى: أَيْ رَبِّ، وعِزَّتِك وجَلالك، لو كانت له الدُّنيا منذُ يوم خَلَقْتَه إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم يرَ خيرًا قَطُّ" (1).
(1965)
الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سلمة الخُزاعي قال: أخبرنا مالك عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "غُسْلُ يومِ الجُمُعةِ واجبٌ على كلِّ مُحْتَلِم".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو العلاء الحسن بن سَوّار قال: حدّثنا لَيث عن خالد بن يزيد عن سعيد عن أبي بكر بن المُنْكَدِر أن عمرو بن سُلَيم أخبره عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّ الغُسْلَ يومَ الجُمُعةِ على كلِّ مُحْتَلم، والسِّواكَ، وأن يَمَسُّ من الطِّيب ما يَقْدِرُ عليه".
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وأبي أمامة
(1) المسند 18/ 291 (11767). وابن لهيعة فيه ضعف، ودرّاج بن سمعان، مرّ قريبًا أن روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ضعيفة. قال الهيثمي 10/ 269: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة ودرّاج، وقد وثّقا على ضعف فيهما.
(2)
المسند 18/ 125 (11578). والبخاري 2/ 357 (879)، ومسلم 2/ 580 (846) كلاهما من طريق مالك. وأبو سلمة، منصور بن سلمة، من رجال الشيخين.
(3)
المسند 18/ 200 (11658)، وأخرجه مسلم 2/ 581 (846) من طريق سعيد بن أبي هلال - عن أبي بكر ابن المنكدر، به. والبخاري 2/ 364 (880) من طريق أبي بكر بن المنكدر عن عمرو بن سليم عن أبي سعيد، ولم يذكر فيه عبد الرحمن - وهو من رجال مسلم. وقد رواه مسلم كذلك دون ذكر عبد الرحمن. وليث بن سعد، وخالد بن يزيد، من رجال الشيخين. وأبو العلاء ثقة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.
ابن سَهل بن حُنيف عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من اغتسلَ يوم الجمعة، واستاك، ومَسَّ من طِيب إن كان عنده، ولَبِسَ من أحسن ثيابه، ثم خرجَ حتى يأتي المسجدَ، ولم يَتَخَطَّ رِقَابَ النّاس، ثم ركعَ ما شاء اللَّهُ أن يركع، ثم أنصتَ إذا خرج الإمامُ، فلم يتكلّم حتى يَفْرَغَ من صلاته، كانت كفّارةً لما بينَها وبينَ الجُمُعة التي قبلها".
قالا (1): وكان أبو هريرة يقول: "وثلاثة أيام زيادة، إن اللَّه تعالى جعل الحسنة بعشر أمثالها"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وَهب قال: حدّثنا أبي قال: سمعتُ يونس عن الزُّهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا تَطَهَّرَ الرجلُ فأحسنَ الطَّهور، ثم أتى الجُمُعةَ ولم يَلْغُ ولم يَجْهَلْ حتى ينصرفَ الإمام، كانت كفّارةً لما بينَها وبين الجمعة. وفي الجمعة ساعةٌ لا يُوافِقُها رجلٌ مُوقِنٌ يسألُ اللَّهَ عز وجل شيئًا إلّا أعطاه إيّاه، والمكتوبات كفّارات لما بينهَنّ"(3).
(1966)
الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا شعبة قال: أخبرنا قتادة عن عبد اللَّه بن أبي عتبة قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً من عَذراء في خدرها. كان إذا كره شيئًا عَرَفْناهُ في وجهه.
(1) في المسند، ت "قال". وما أثبت من ك، س، والإتحاف. وهو الأصحّ.
(2)
المسند 18/ 292 (11768). وفي إسناده ابن إسحاق، وصرّح بالتحديث. ومن طريق ابن إسحاق أخرجه أبو داود 1/ 94 (343)، وصحّحه الحاكم والذهبي 1/ 283، وابن خزيمة 3/ 130 (1762)، وقال الألباني: حسن. والحديث بمعناه عن أبي هريرة في مسلم 2/ 587، 588 (857).
(3)
لم أقف على الحديث من طريق وهب بن جرير بن حازم عن أبيه. . . وهو إسناد صحيح، ولكن لم يذكر في المسند، ولا في الإتحاف أو الأطراف أو جامع المسانيد. والحديث في المسند 17/ 445 (11347) وفي المصادر السابقة: حدّثنا معاوية حدّثنا شيبان عن فراس عن عطيّة. بلفظه. وهذا إسناد ضعيف، لضعف عطية العوفي. وقد صحّحه ابن خزيمة 3/ 159 (1817) من طريق معاوية.
أخرجاه (1).
(1967)
الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد الخدري:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إذا كان يومُ الجُمُعةِ قَعَدَتِ الملائكةُ على أبواب المساجد يكتُبون النّاس، من جاء من النّاس على قَدْرِ منازلهم. فرجل قَدَّم جَزورًا، ورجل قَدَّمَ بقرة، ورجل قَدَّمَ شاة، ورجل قَدَّم دجاجة، ورجل قَدَّمَ عصفورًا، ورجل قَدَّمَ بيضة، قال: فإذا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وجلسَ الإمامُ على المِنبر طَوَوا الصُّحُفَ ودخلوا المسجد يستمعون الذِّكر"(2).
(1968)
الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا فِطر عن إسماعيل بن رجاء الزُّبيدي عن أبيه قال: سمعتُ أبا سعيد الخدري يقول:
كُنّا جُلوسًا ننتظرُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فخرجَ علينا من بعض بيوت نسائه، فقُمْنا معه، فانقطعتْ نَعْلُه، فتخلَّفَ عليها عليٌّ يَخْصِفُها، فمضى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ومَضَيْنا معه، ثم قام ينتظرُ وقُمْنا معه، فقال:"إنّ منكم من يقاتلُ على تأويل القرآن كما قاتلْتُ على تنزيله" فاستشرفْنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال:"لا، ولكنّه خاصِف النَّعل" قال: فجِئْنا نُبَشِّرُه، قال: فكأنه قد سَمِعه (3).
(1) المسند 18/ 217 (11683). وهو من طريق شعبة في البخاري 6/ 566 (3562)، 10/ 513 (6102)، ومسلم 4/ 1809 (2320). وبهز بن أسد من رجالهما.
(2)
المسند 18/ 293 (11769). قال الهيثمي 2/ 180: رجاله ثقات. وهو كذلك عدا ابن إسحاق، حسن الحديث، وصرّح بالسماع. والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة - الجمع 3/ 79 (2259).
(3)
المسند 18/ 295 (11773). ومسند أبي يعلى 2/ 341 (1086) وصحّحه ابن حبّان 15/ 385 (6937) من طريق إسماعيل، وصحّح المحقّقون إسناده. وصحّحه الحاكم عن طريق فطر على شرط الشيخين 3/ 122، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي 5/ 189: رجاله رجال الصحيح. وقال 9/ 136: رجاله رجال الصحيح غير فطر، وهو ثقة.
وبهذا يتبيّن عدم توفيق ابن الجوزي في حكمه على الحديث، وتابع ذلك في العلل 1/ 229 (369)، وبنى ذلك على فِطر وإسماعيل، أما إسماعيل فهو ابن رجاء بن ربيعة، وهو ثقة، روى له مسلم وأصحاب السنن. ينظر تهذيب الكمال 1/ 231. وقد بنى ابن الجوزي حكمه على أن إسماعيل هو ابن رجاء بن حبان الحصني، وهذا ضعيف، والمؤلّف ذكره في الضعفاء 1/ 112، وأغرب ما فيه أنّه قال: وجملة من يأتي في الحديث إسماعيل بن رجاء ثلاثة، لم يطعن إلا في هذا (الحِصني). وأما فطر بن خليفة فليس ضعيفًا، فقد روى له أصحاب السنن، والبخاري مقرونًا، ووثّقه بعض العلماء، وقال بعضهم فيه: صالح الحديث، لا بأس به. تهذيب الكمال 6/ 56. والمؤلّف نفسه في الضعفاء 3/ 10 ساق الخلاف حول فطر. وينظر حاشية المسند وابن حبان.
إسماعيل وفطر ضعيفان.
(1969)
الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين قال: حدّثنا ابن عيّاش - يعني إسماعيل عن الحجّاج بن مَروان الكَلاعي وعَقيل بن مُدرك السُّلَمي عن أبي سعيد الخدري:
أن رجلًا جاءه فقال: أوْصِني. قال: سأَلْتُ -عمّا سألْتَ- عنه رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم من قبلك: "أُوصيك بتقوى اللَّه عز وجل، فإنّه رأسُ كلِّ شيء، وعليك بالجهاد، فإنّه رهبانيةُ الإسلام. وعليك بذكر اللَّه وتلاوةِ القرآن، فإنّه رُوحك في السماء وذِكرُك في الأرض"(1).
(1970)
الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا مَسَرَّةُ بن مَعْبَد قال: حدّثني أبو عبيد صاحب (2) سليمان قال: رأيت عطاء بن يزيد الليثي قائمًا يُصَلِّي (3) فذهبت أَمُرُّ بين يديه، فردَّني ثم قال: حدّثني أبو سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قام فصلّى صلاة الصبح وهو خلفه، فقرأ فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال:"لو رأيتُموني وإبليسَ، فأهويتُ بيدي، فما زِلْتُ أخنُقُه حتى وجدْتُ بَرْدَ لُعابه بين إصبعيّ هاتين: الإبهام والتي تليها، ولولا دعوةُ أخي سليمانَ لأصبحَ مربوطًا بساريةٍ من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة، فمن استطاع منكم ألّا يحولَ بينه وبين القبلة أحدٌ فليفعل"(4).
(1971)
الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى بن داود قال: حدّثنا ابن لهيعة عن موسى بن وَردان قال: سمعتُ أبا سعيد الخدري يقول:
(1) المسند 18/ 297 (11774). وضعّف المحقّقون إسناده، لأن عقيلًا لم يدرك أبا سعيد، ولعدم شهرة الحجّاج. وقال الهيثمي عن رجال أحمد: ثقات. المجمع 4/ 218.
(2)
أثبت محقّقو المسند "حاجب" مع وجود "صاحب" في كلّ النسخ كما هو عندنا، لأن أبا عبيد المذحجي كانا حاجبًا لسليمان.
(3)
في المسند: "معتمًّا بعمامة سوداء، مرخيّ طرفها من خلفه، مصفرّ اللحية".
(4)
المسند 18/ 302 (11780). رجاله رجال الصحيح، عدا مَسرّة. قال ابن حجر في التقريب 2/ 579: صدوق، له أوهام. وعليه حسّن المحقّقون إسناده. وأخرجه أبو داود 1/ 186 (699) مختصرًا من طريق أبي أحمد الزّبيري، وقال الألباني: حسن صحيح. وقال الهيثمي في المجمع 2/ 90 بعد أن نقله عن أحمد إلى: . . . صبيان المدينة: رجاله ثقات.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الوسيلةُ درجةٌ عندَ اللَّه عز وجل ليس فوقها درجة، فسَلُوا اللَّه أن يُؤتِيَني الوسيلة"(1).
(1972)
الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدّثنا شَريك عن ابن أبي ليلى عن عمرو بن مُرّة عن أبي البَخْتَري عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الوَسْقُ ستّون صاعًا"(2).
(1973)
الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الأرض كلُّها مسجد، إلّا المقبرة والحمّام"(3).
(1974)
الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا فضيل بن مرزوق عن عطيّة عن أبي سعيد الخُدريّ:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "للَّهُ أفرحُ بتوبة عبده من رجلٍ أضلَّ راحلتَه بفلاة من الأرض، فطلبَها فلم يقدرْ عليها، فتسجّى للموت، فبينما هو كذلك إذا سمع وَجْبَةَ الراحلة حين بَرَكَتْ، فكشَفَ عن وجهه فإذا هو براحلته"(4).
(1) المسند 18/ 306 (11783). وفي إسناده عبد اللَّه بن لهيعة، وفيه ضعف - المجمع 1/ 337.
(2)
المسند 18/ 309 (11785). وأبو البختري لم يسمع من أبي سعيد، ففيه انقطاع، وشريك وابن أبي ليلى فيهما ضعف. وأخرجه ابن ماجة 1/ 586 (1832) من طريق عمرو بن مرّة، وأبو داود كذلك 2/ 94 (1559) وفيه:"الوسق ستون مختومًا" وقال أبو داود: أبو البختري لم يسمع من أبي سعيد. ومثله في صحيح ابن خزيمة 4/ 38 (2310).
(3)
المسند 18/ 312 (11788). وإسناده صحيح على شرط مسلم. وهو من طريق حمّاد في سنن أبي داود 1/ 132 (492)، وابن ماجة 1/ 246 (745)، وصحّحه الألباني. ومن طريق عمرو بن يحيى في صحيح ابن خزيمة 2/ 7 (791). والحاكم والذهبي 1/ 251، وابن حبان 4/ 598 (1699).
(4)
المسند 18/ 314 (11791)، وهو حديث صحيح، ولكن إسناده ضعيف لضعف عطية. وهو في مسند أبي يعلى 2/ 474 (1302)، وسنن ابن ماجة 2/ 1419 (4249). وضعّف البوصيري إسناده. قال الألباني: منكر بهذا اللفظ.
وللحديث شواهد: عن ابن مسعود وأنس في البخاري ومسلم - الجمع 1/ 221 (255). 2/ 578 (1949)، وعن البراء عند مسلم - الجمع 1/ 537 (887).
(1975)
الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا القاسم بن الفضل الحُدّاني عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدريّ قال:
عدا الذئبُ على شاة فأخذَها، فطلبه الراعي فانتزعَها منه، فأقعى الذئب على ذَنَبه فقال: ألا تتّقي اللَّهَ، تنزِعُ منّي رزقًا ساقَهُ اللَّه إليّ، فقال: يا عجبًا، ذئب مُقْعٍ على ذَنَبه يكلِّمني بكلام الإنس! فقال الذئب: ألا أُخْبِرُك بأعجبَ من ذلك؟ محمّد صلى الله عليه وسلم بيثربَ يُخْبِرُ النّاسَ بأنباءِ ما قد سبق. قال: فأقبل الراعي يسوقُ غنمَه حتى دخلَ المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها ثم أتى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فأخبرَه، فأمرَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فنودي: الصلاة جامعة، ثم خرج فقال للأعرابيّ:"أخْبِرْهم" فأخبرَهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"صَدَق، والذي نفسُ محمّدٍ بيده، لا تقومُ الساعةُ حتى تُكَلِّمَ السباعُ الإنسَ، ويُكَلِّمَ الرجلَ عَذْبَةُ سَوْطِهِ وشراكُ نَعله، ويُخْبِره فَخِذُه ما أحدثَ أهلُه بعده"(1).
(1976)
الحديث السادس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا زهير بن محمد قال: حدّثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لَتَتَّبِعُنّ سَنَنَ الذين من قبلكم، شِبرًا بشبر، وذِراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُموهم" قلنا: يا رسول اللَّه، اليهود والنصارى؟ قال:"فمن"؟ .
أخرجاه (2).
(1977)
الحديث السابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال: حدّثني أبو أُمامة بن سهل أنّه سمع أبا سعيد الخدري يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بينما أنا نائم رأيتُ النّاس يُعْرَضون وعليهم قُمُص، فمنها ما يبلغ
(1) المسند 18/ 315 (11792) ورجاله رجال الصحيح. وهو من طريق القاسم في الترمذي 4/ 413 (2181) وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن فضل، والقاسم بن فضل ثقة مأمون عند أهل الحديث. وصحّحه الحاكم 4/ 467 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي 8/ 294: رجال أحمد إسنادي أحمد رجال الصحيح.
(2)
المسند 18/ 322 (11800). وهو في البخاري 6/ 495 (3456)، ومسلم 4/ 2054، 2055 (2669) من طرق عن زيد بن اسلم. وروح بن عبادة وزهير بن محمد من رجال الشيخين.
الثُّديَّ، ومنها ما يَبْلُغُ دون ذلك، ومرّ عليَّ عمرُ بن الخطّاب عليه قميص يَجُرُّه" فقالوا: ما أوَّلْتَ ذلك يا رسول اللَّه؟ قال: "الدِّين".
أخرجاه (1).
(1978)
الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني يزيد بن عبد اللَّه بن قُسَيط عن عطاء بن يسار -أو أخيه سليمان بن يسار- عن أبي سعيد الخُدري قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يخطُبُ النّاسَ على مِنبره وهو يقول: "أيّها النّاس، إني قد رأيتُ ليلةَ القدر ثم أُنْسِيتُها، ورأيتُ أن في ذِراعيَّ سِوارَين من ذهب، فكَرِهْتُهما، فَنَفَخْتُهما فطارا، فأوَّلْتُهما: هذان الكذابان (2): صاحب اليمامة وصاحب اليمن"(3).
صاحب اليمامة مُسَيْلمة، وصاحب اليمن الأسود.
(1979)
الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر عن سليمان بن محمد ابن كعب بن عُجرة عن عمّته زينب بنت كعب -وكانت عند أبي سعيد الخدري- عن أبي سعيد الخدري قال:
اشتكى عليًّا الناسُ، فقام رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فينا خطيبًا، فسَمِعْتُه يقول:"أيُّها النّاس، لا تَشْكُوا عليًّا، فواللَّه إنه لأُخَيْشِنُ في ذات اللَّه (4) أو في سبيل اللَّه عز وجل"(5).
(1980)
الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحكم بن نافع قال: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز عن عطيّة بن قيس عن قَزَعة بن يحيى عن أبي سعيد الخُدري قال:
(1) المسند 18/ 333 (11814)، وهو في البخاري 12/ 395 (7008)، وينظر أطرافه 1/ 73 (23)، ومسلم 4/ 1859 (2390).
(2)
كذا في الأصول، وفي المسند بالنصب، وهو أولى، وتأويل الرفع: هما هذان. ينظر إعراب الحديث 204.
(3)
المسند 18/ 335 (11816). رجاله رجال الصحيح سوى محمد بن إسحاق وهو حسن الحديث، وقد صرّح بالتحديث. والحديث من طريق ابن إسحاق في مسند أبي يعلى 2/ 325 (1063)، ووثّق الهيثمي رجاله في المجمع 7/ 184. وله شاهد عن أبي هريرة عند الشيخين - الجمع 3/ 5 (2169).
(4)
الأخشين: تصغير أخشن، أي لا يُحابي أحدًا.
(5)
المسند 18/ 337 (11871). قال الحاكم 1/ 68: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي 9/ 132: رجاله ثقات.
كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا قال: "سَمِعَ اللَّه لمن حَمِدَه" قال: "اللهمّ ربَّنا لك الحمدُ ملءَ السّموات ومِلءَ الأرض وملءَ ما شئت من شيءٍ بعد، أهلَ الثناء والمَجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلُّنا لك عبد، لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعطيَ لما مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(1981)
الحديث الحادي والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عياش قال: حدّثنا محمد بن مُطَرِّف قال: حدّثنا أبو حازم عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "إنّ المُتَحابّين لتُرى غُرَفُهم في الجنّة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغَربي، فيقال: من هؤلاء؟ فيُقال: هؤلاء المُتَحابّون في اللَّه عز وجل"(2).
(1982)
الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن إسحق قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا سعيد بن يزيد عن أبي السَّمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104] قال: "تَشويهِ النارُ، فتَقْلِصُ شفتُه العُليا حتى يَبْلُغَ وَسْط رأسِه، وتَسْترخي شَفَتُه السُّفلى حتى تَضْرِبَ سُرَّته"(3).
(1983)
الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محبوب بن الحسن عن خالد عن عِكرمة:
أن ابن عبّاس قال له ولابنه عليّ: انطلِقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه.
(1) المسند 18/ 344 (11828)، ومسلم 1/ 347 (477) من طريق سعيد بن عبد العزيز. والحكم بن نافع من رجال الشيخين.
(2)
المسند 18/ 345 (11829)، وضعّف المحقّقون إسناده لانقطاعه: فأبو حازم الأعرج، سلمة بن دينار، ثقة ولم يسمع من أبي سعيد، ونقل المزّي في التهذيب 3/ 245 أنّه لم يسمع من أحد من الصحابة غير سهل ابن سعد. قال الهيثمي 10/ 425: رجاله رجال الصحيح.
(3)
المسند 18/ 350 (11836). رجاله ثقات، ولكن رواية أبي السمح درّاج عن أبي الهيثم العتواري ضعيفة - كما مرّ. ومن طريق عبد اللَّه بن المبارك أخرجه أبو يعلى 2/ 516 (1367)، والترمذي 4/ 610 (2587) وقال: حسن صحيح غريب. وضعّفه الألباني. وقال الحاكم 2/ 246: هذا صحيح من إسناد المصريين ولم يخرجاه. وصحّحه الذهبي. كما صحّحه الحاكم ثانية 2/ 395.
قال: فانطلقنا فإذا هو في حائط له، فلمّا رآنا أخذ رداءَه فقعد، وأنشأ يُحَدِّثنا، حتى أتى على ذكر بناء المسجد، فقال:
كنّا نحملُ لَبِنةً لَبِنَةً وعمّارُ بن ياسر يحمل لَبِنَتَين لَبِنَتَين، قال: فرآه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجعل يَنْفُضُ التُّرابَ عنه ويقول: "يا عمّار، ألا تحملُ لَبِنةً كما يحملُ أصحابُك"، قال: إني أريدُ الأجر من اللَّه عز وجل. قال: فجعل ينفُضُ الترابَ عنه يقول: "وَيْحَ عمّارٍ، تقتلُه الفئة الباغية، يَدْعوهم إلى الجنّة ويَدْعونه إلى النّار" قال: فجعل عمار يقول: أعوذُ باللَّه من الفِتَن.
انفرد بإخراجه البخاريّ (1).
(1984)
الحديث الرابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مَعمر عن زيد بن أسلم عن رجل عن أبي سعيد الخدري قال:
وضع رجلٌ يدَه على النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: واللَّه ما أُطيقُ أن أضعَ يدي عليك من شدّة حُمّاك. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنّا مِعشرَ الأنبياء يُضاعَفُ لنا البلاءُ كما يضاعفُ لنا الأجر. إنْ كان النبيُّ من الأنبياء ليُبْتَلى بالقُمَّل حتى يقتلَه، وإن كانْ النبيُّ من الأنبياء ليُبْتَلى بالفقر حتى يأخذَ العباءة فيجوبها (2). وإن كانوا ليفرحون بالبلاء كما تفرحون بالرَّخاء"(3).
(1985)
الحديث الخامس والخمسون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى بن بُكير قال: حدّثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد -يعني أسلم- عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال:
قلنا: يا رسول اللَّه، هل نرى ربَّنا يومَ القيامة؟ قال: "هل تُضارون في رؤية الشمس
(1) المسند 18/ 367 (11861)، والبخاري 1/ 541 (447) من طريق خالد الحذاء عن عكرمة به. ومحبوب، محمد بن الحسن، روى له الترمذي والبخاري مقرونًا، وفيه كلام، وهو متابع. ينظر تهذيب الكمال 6/ 280.
(2)
يجوبها: يقطعها. وقد تحدّث محقّقو المسند عن روايات هذه الكلمة.
(3)
المسند 18/ 391 (11893). وفيه جهالة الراوي عن أبي سعيد. ولكنّ ابن ماجة أخرجه عن عبد الرحمن ابن إبراهيم عن ابن أبي فديك عن هام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد 2/ 334 (4024) وقال البوصيري: إسناده صحيح، رجاله ثقات. ومن طريق هشام صحّحه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 4/ 307. وصنّفه الألباني في الأحاديث الصحيحة 1/ 274 (144).
والقمر إذا كان صَحوًا؟ " قلنا: لا. قال: "فإنّكم لا تُضارُون في رؤية ربِّكم يومئذ إلّا كما تُضارون في رؤيتهما" ثم قال: "ينادي منادٍ: ليذهبْ كلُّ قوم إلى ما كانوا يعبُدون. فيذهب أصحابُ الصَّليب مع صَليبهم، وأصحابُ الأوثان مع أوثانهم، وأصحابُ كلِّ آلهة مع آلهتهم، حتى يبقى من كان يعبُدُ اللَّهَ من بَرٍّ أو فاجر وغُبَّراتٌ من أهل الكتاب، ثمَ يُؤتى بجهنّم تَعْرِضُ كأنّها سراب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبدُ عُزيرًا ابن اللَّه، فيقال: كَذَبْتُم، لم يكن للَّه صاحبةٌ ولا ولد، فما تريدون؟ قالوا: نريد أن تَسقِيَنا. فيقال: اشربوا، فيتساقطون في جهنّم. ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبُدون؟ فيقولون: كنّا نعبد المسيحَ ابنَ اللَّه، فيقال: كذبتُم، لم يكن للَّه صاحبةٌ ولا ولد، فما تُريدون؟ قالوا: نريدُ أن تَسقيَنا. فيقال: اشربوا، فيتساقطون. حتى يبقى من كان يعبُدُ اللَّهَ بَرٍّ أو فاجر، فيقال لهم: ما يَحْبِسُكم وقد ذهبَ النّاس؟ فيقولون: إنّا (1) سمعنا مناديًا يُنادي: لِيَلْحَقْ كلُّ قوم بما كانوا يعبدون، وإنما ننتظر ربَّنا. قال: فيأتيهم الجبّارُ في صورة غير صورة (2) رأوه فيها أوّلَ مرّة، فيقول: أنا ربُّكم فيقولون: أنت ربُّنا. فلا يُكَلِّمه إلّا الأنبياءُ فيُقال: هل بينكم وبينه آية تعرفونها (3)؟ فيقولون: الساق، فيكشِفُ عن ساقه، فيسجُدُ له كلُّ مؤمن، ويبقى من كان يسجد رِياء وسمعة، فيذهبُ كيما يسجُدَ، فيعودُ ظهرُه طبقًا واحدًا، ثم يُؤتى بالجِسر فيُجعلُ بين ظهرَي جهنّم" قلنا: يا رسول اللَّه، وما الجسر؟ قال: "مَدْحَضَة مَزِلّةٌ، عليه خطاطيفُ وكلاليبُ وحَسَك (4)، المؤمن عليه كالطَّرف (5) وكالبرق وكالريح وكأجاوبد الخيل والرِّكاب (6)، فناجٍ مُسَلَّم، وناج مخدوش، ومكدوس في نار جهنّم، ثم يَمْرُقُ آخرُهم يُسحبُ سحبًا، فما أنتم بأشدَّ لي مناشدةً في الحقِّ قد تبيّن لكم من المؤمنين يومئذ للجبّار، إذا رأَوا أنهم قد نجَوا في إخوانهم، يقولون: ربَّنا، إخوانُنا كانوا يُصَلُّون معنا ويصومون معنا (7)، فيقول اللَّه: اذهبوا، فمن وَجَدْتُم في قلبه مثقال دينار من
(1) في البخاري: "فيقولون: فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم، وإنا. . . ".
(2)
في البخاري: "غير صورته التي".
(3)
في البخاري: "تعرفونه".
(4)
في البخاري: "وحسكة مفلطحة، لها شوكة عُقيفاء تكون بنجد يقال لها: السعدان".
(5)
أي طرف العين، كما في رواية مسلم.
(6)
الركاب: الإبل.
(7)
زاد في البخاري "ويعملون معنا".
إيمان فأَخرجوه، ويحرّم اللَّهُ صُوَرَهم على النّار، وبعضهم (1) قد غاب في النّار إلى قدمَيه، وإلى أنصاف ساقيه، فيُخرجون مَن عرفوا، ثم يعودون، فيقول: اذهبوا، فمن وجدْتُم في قلبه مثقالَ نصف دينار فأخرجوه، فيُخرجون من عرفوا، ثم يعودون فيقول: اذهبوا، فمن وجدْتُم في قلبه مثقالَ ذَرّة من إيمان فأَخرجوه، فيُخرجون من عرفوا" قال أبو سعيد: فإن لم تُصَدِّقوني فاقرأوا: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء: 40] فيشفع النبيّون والملائكةُ والمؤمنون، فيقول الجبّار: بَقِيَتْ شفاعتي، فيقبضُ قَبضة من النّار، فيُخرج أقوامًا قد امتحشوا (2) فيُلقَون في نهر بأفواه الجنّة يقال له ماء الحياة، فينبُتون في حافته كما تَنبُت الحِبّة في حَميل السيل (3)، قد رأيتموها إلى جانب الصخرة وإلى جانب الشجرة، فما كان إلى الشمس منها كان أخضرَ، وما كان منها إلى الظِّلِّ كان أبيضَ، فيَخرجون كأنّهم اللؤلؤ، فيُجعل في رقابهم الخواتيم، فيدخلون الجنّة، فيقول أهلُ الجنّة: هؤلاء عتقاءُ الرحمن، أدخلَهم الجنّةَ بغير عملٍ عَمِلوه ولا خيرٍ قَدَّموه، فيُقال لهم: لكم ما رأيتُم ومثلُه معه".
أخرجاه (4).
وفي صحيح مسلم زيادة: "ادخلوا الجنّة، فما رأيتم فهو لكم، فيقولون: ربَّنا، أعطيتَنا ما لم تُعْطِ أحدًا من العالمين، فيقال: لكم عندي أفضلُ من هذا، فيقولون: يا ربَّنا، وأيُّ شيء أفضلُ من هذا؟ فيقول: رِضاي فلا أَسْخَطُ عليكم بعدَه أبدًا"(5).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن إسحاق قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: حدّثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل يقول لأهل الجنّة: يا أهلَ الجنّة، فيقولون: لبَّيك وسعدَيك، فيقول: هل رَضِيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتَنا ما لم تُعْطِ
(1) في البخاري "فيأتونهم وبعضهم. . . ".
(2)
امتحشوا: احترقوا.
(3)
الجبّة: البزور. وحميل السيل. ما يحمله من طين وغيره.
(4)
البخاري: 13/ 420 (7439)، ومسلم 1/ 167 (183) من طريق زيد بن أسلم عن عطاء.
(5)
مسلم - السابق.
أحدًا من خلقك! فيقول: أنا أُعطيكم أفضلَ من ذلك؟ قالوا: يا ربِّ، وأيُّ شيء أفضلُ من ذلك؟ قال: أُحِلُّ عليكم رِضواني فلا أسْخَطُ عليكم بعدَه أبدًا" (1).
الغُبَّرات: البقايا.
وأما ذكر الصورة فلا يجوز أن يُعتقد أن للحقِّ سبحانه صورة، لأن الصورة هي تحاطيط، وإنما المعنى: يأتيهم بأهوال القيامة والملائكة وما لم يعهدوا مثله، فيستعيذون باللَّه من تلك الحال، لأن في بعض ألفاظ هذا الحديث:"نعوذ باللَّه منك" فيأتيهم باللُّطف والرِّفق، وهي الصُّورة التي يعرفون، فيكشف عن ساق: أي عن شدّة، فكأنه يرفع تلك الشدائد، فيسجدون شكرًا (2).
(1986)
الحديث السادس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن ورَوح قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عُتبة عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "افتخرت الجنّة والنّار، فقالت النّار: يا رَبِّ، يَدْخُلُني الجبابرةُ والمتكبِّرون والملوكُ والأشراف. وقالت الجنّة: أي ربِّ، يدخُلُني الضعفاءُ والفقراءُ والمساكينُ، فيقول اللَّه عز وجل للنار: أنت عذابي أصيبُ بك من أشاء، وقال للجنّة: أنتِ رحمتي وَسِعَتْ كلَّ شيء، ولكلِّ واحدةٍ منكما مِلؤُها. فيُلْقَى في النّار أهلُها، فيقول: هل من مزيد؟ ويُلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ ويُلْقى فيها وتقول: هل من مزيد، حتى يأتيَها تبارك وتعالى فيضعُ قدَمَه عليها، فتُزْوى فتقول: قَدْني قَدْني (3)، وأمّا الجنّة فيبقى فيها ما شاء اللَّهُ أن يبقى (4)، فيُنْشِىءُ اللَّهُ عز وجل لها خَلقًا ما يشاء"(5).
قَدْني: بمعنى حسبي.
(1) المسند 18/ 348 (11835)، والبخاري 11/ 415 (6549)، ومسلم 4/ 2176 (2829) كلاهما من طريق مالك. وابن المبارك إمام ثقة. وعلي بن إسحاق ثقة، روى له الترمذي.
(2)
ينظر الأعلام للخطابي 1/ 525، والفتاوى لابن تيمية 6/ 394، وكشف المشكل 3/ 132.
(3)
ويروى "قدي" وهما بمعنى.
(4)
أثبت محقّق المسند رواية "فيبقي فيها أهلها ما شاء اللَّه أن يبقى".
(5)
المسند 17/ 163 (11099). قال الهيثمي في المجمع 7/ 115: رواه أحمد، ورجاله ثقات، لأن حمّاد بن سلمة روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط. والحديث من طريق حمّاد في مسند أبي يعلى 2/ 483 (1313)، والسنّة 1/ 368 (540)، وصحيح ابن حبان 16/ 492 (7454). ينظر الطريق التالي.
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدّثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: احتجّت الجنّةُ والنار، فقالت النّار: يدخُلُني الجبّارون والمتكبِّرون، وقالت الجنّة: يَدخُلُني ضعفاءُ النّاس ومساكينهم، فقضى بينهما، فقال للجنة: أنتِ رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنتِ عذابي أعذِّب بك من أشاء من عبادي، ولكلِّ واحدةٍ منكما مِلؤها".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(1987)
الحديث السابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن سعيد الجُريري عن أبي نَضرة عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أهونُ أهل النّار عذابًا رجلٌ في رِجلَيه نعلان يغلي منهما دماغُه، ومنهم مَنْ في النّار إلى كعبَيه مع إجراء العذاب، ومنهم من في النّار إلى رُكبتيه مع إجراء العذاب، ومنهم من قد اغتمر في النّار إلى أرنبته مع إجراء العذاب، ومنهم من هو في النّار إلى صَدره مع إجراء العذاب قد اغتمر"(2).
(1988)
الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثني عمرو بن الحارث عن بكر بن سَوادة أن أبا النَّجيب مولى عبد اللَّه بن سعد حدّثه: أن أبا سعيد الخدريّ حدّثه:
أن رجلًا قَدِمَ من نجرانَ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعليه خاتَمُ ذهب، فأعرض رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عنه، ولم يسأْله عن شيء، فرجع الرجلُ إلى امرأته فحدّثها، فقالت: إنّ لكَ لشأنًا، فارجع إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فرجع إليه وألقى خاتمه وجُبَّةً كانت عليه، فلمّا استأذن أذِنَ
(1) مسلم 4/ 2187 (2847) وذكر صدره وقال: فذكر نحو حديث أبي هريرة إلى قوله: "ولكليكما عليّ ملؤها". وحديث أبي هريرة 4/ 2186 (2846). والحديث من طريق عثمان في المسند 18/ 277 (11754).
(2)
المسند 17/ 165 (11100) عن حسن وعفّان، 18/ 266 (11739) عن عفّان. وهو صحيح الإسناد على شرط مسلم، فحمّاد وأبو نضرة، المنذر بن مالك، من رجاله. وقد صحّحه الحاكم والذهبي 4/ 581. وينظر الأحاديث الصحيحة 4/ 246 (1680).
له، وسلّم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فردَّ عليه السلام، فقال: يا رسول اللَّه، أعرضْتَ عنّي قبلُ حين جئتُك. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّك جئتَني وفي يدك جَمرة من نار" فقال: يا رسول اللَّه، لقد جئتُ إذًا بجمر كثير، وكان قد قَدِمَ بحُلِيّ من البحرين، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ ما جِئْتَ به غيرُ مغنٍ عنّا شيئًا إلَّا ما أَغْنَتْ حجارةُ الحَرّة، ولكنّه متاعُ الحياة الدنيا" فقال الرجل: فقلتُ: يا رسول اللَّه، اعْذُرْني في أصحابك. لا يَظُنُّون أنّك سَخِطْتَ عليّ لشيء. فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فعذَره، وأخبرَ أن الذي كان منه إنما كان لخاتَمه الذهب (1).
(1989)
الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال: حدّثنا أبو معاوية شَيبان عن ليث عن عمرو بن مُرّة عن أبي البَخْتَرِيّ عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "القلوب أربعة: قلبٌ أجردُ مثل السِّراج يُزْهر، وقلبٌ أغلفُ مربوط على غِلافه، وقلب منكوس، وقلب مُصْفَح. فأمّا القلب الأجرد فقلب المؤمن، سراجُه فيه نوره، وأمّا القلبُ الأغلفُ فقلب الكافر، وأمّا القلب المنكوس فقلب المنافق، عرف ثم أنكر، وأمّا القلب المصْفَح فقلب فيه إيمان ونفاق، ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة، يُمِدُّها الماء الطيّب، ومثلُ النِّفاق فيه كمثل القَرْحةُ يُمِذها القَيْحُ والدَّمُ، فأيُّ المدَّتَين غَلَبَتْ على الأخرى غَلَبَتْ عليه"(2).
(1990)
الحديث الستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا فُليح عن سالم أبي النَّضر عن بُسر بن سعيد عن أبي سعيد قال:
(1) المسند 17/ 179 (11109). ورجاله رجال الصحيح غير أبي النجيب. روى له البخاري في المفرد، وأبو داود والنسائي، ووثّقه ابن حبان، وقال ابن حجر في التقريب 2/ 772: مقبول. وأخرج البخاري الحديث في الأدب المفرد 2/ 569 (1022)، والطبراني في الأوسط 2/ 309 (8659) والنسائي باختصار 8/ 170، 175 (وفيه أبو البختري مكان أبي النجيب، وصوابه من التحفة 3/ 500) ومن طريق عمرو بن الحارث صحّحه ابن حبّان 12/ 301 (5489) وضعّفه المحقّقون. قال الهيثمي 5/ 157 بعد أن نسبه للطبراني في الأوسط: فيه أبو النجيب، وثّقه ابن حبّان، وبقيّة رجاله ثقات.
(2)
المسند 17/ 208 (11129). قال الهيثمي 1/ 68: في إسناده ليث بن أبي سليم. ومن أجله ضعّف محقّقو المسند إسناده، إضافة إلى انقطاعه، فأبو البختري -كما سبق- لم يلق أبا سعيد. وذكره ابن كثير في التفسير 3/ 321 عن أحمد وقال: إسناده جيّد ولم يخرجوه. وقال السيوطي في الدّرّ 1/ 87: أخرج أحمد بسند جيد. . .
خَطَبَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم النّاسَ فقال: "إنّ اللَّهَ خَيَّرَ عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختارَ ذلك العبدُ ما عند اللَّه". فبكى أبو بكر، قال: فعَجِبْنا لبكائه: أن خَبَّرَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن عبد خُيِّرَ، فكان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم هو المخيَّر، وكان أبو بكر أعلمَنا به. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ أَمَنَّ النّاس عليَّ في صُحبته وماله أبو بكر، ولو كنتُ مُتَّخِذًا خَليلًا غيرَ ربّي لاتَّخَذْتُ أبا بكر، ولكن خُلّةُ (1) الإسلام وموّدته، لا يبقى في المسجد بابٌ إلَّا سُدَّ، إلَّا بابَ أبي بكر".
أخرجاه (2).
(1991)
الحديث الحادي والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة عن أبي مَسلمة قال: سمعتُ أبا نَضرة يحدّث عن أبي سعيد:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّ الدُّنيا حُلوةً خَضِرة، وإنّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكم فيها لينظرَ كيف تعملون، فاتَّقُوا الدنيا، واتَّقُوا النساء، فإنّ أوَّلَ فتنةِ بني إسرائيلَ كانت في النساء"(3).
* طريق له فيه زيادات:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون وعفان قالا: حدّثنا حمّاد بن سلَمة قال: أخبرنا عليّ بن زيد عن أبي نَضرة عن أبي سعيد قال:
خَطَبَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم خُطبةً بعد العصر إلى مُغَيربان الشّمس، حَفِظَها من حَفِظَها ونَسِيَها من نسي. قال: عفّان: وقال حمّاد: وأكثرُ حفظي أنّه قال: بما هو كائن إلى يوم القيامة، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال:
"أما بعدُ، فإنّ الدُّنيا خَضِرة حُلوة، وإن اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُم فيها فناظرٌ كيف تعملون. ألا فاتَّقُوا الدُّنيا واتَّقوا النِّساء. ألا إنّ بني آدم خُلِقوا على طبقات شتّى، منهم من يُولَدُ مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموتُ مؤمنًا، ومنهم من يُولَدُ كافرًا ويحيا كافرًا ويموتُ كافرًا، ومنهم من يُولَدُ
(1) في المصادر: "أخوّة".
(2)
المسند 17/ 215 (11134)، والبخاري 7/ 12 (3654). وهو في مسلم 4/ 1854، 1855 (2382) من طريق فليح، ومن طريق آخر عن عبد بن حنين عن أبي سعيد.
(3)
المسند 17/ 260 (11169)، ومسلم 4/ 2098 (2742). ولم ينبّه المؤلّف على إخراج مسلم لهذه الطريق.
مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولد كافرًا ويحيى كافرًا ويموت مؤمنًا. ألا إنّ الغضبَ جمرةً تُوقَدُ في تجوف ابنِ آدم، ألا تَرون إلى حُمرة عينيَه وانتفاخِ أوداجه، فإذا وجد أحدُكم شيئًا من ذلك فالأرضَ الأرضَ. ألا إنّ خيرَ الرجال من كان بطيء الغضب سريعَ الرِّضا، وشرُّ الرجال من كان سريعَ الغضب بطيء الرِّضا، فإذا كان الرجل بطيءَ الغضب بطيءَ الفيء، وسريع الغضب سريع الفيء، فإنّها بها (1). ألا إنّ خيرَ التُّجّار من كان حسن القضاء، حسنَ الطَّلَب، وشرَّ التُّجار من كان سيء القضاء سيء الطَّلَب، فإذا كان الرجلُ حسن القضاء سيء الطلب، أو كان سيء القضاء حسنَ الطلب، فإنها بها. ألا إنّ لكلِّ غادرٍ لواءً يوم القيامة بقَدْرِ غدرتِه، ألا وأكبرُ الغَدر غدرُ أمير عامّة. ألا لا يَمْنَعَنَّ رجلًا مهابةُ النّاس أن يتكلّمَ بالحقّ إذا علِمه. ألا إنّ أفضلَ الجهاد كلمةُ حقٍّ عندَ سُلطان جائر". فلمّا كان عند مُغَيْرِبان الشمس قال:"ألَا إنّ مثلَ ما بقي من الدُّنيا فيما مضى منها مثلُ ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه"(2).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو الوليد قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا خُلَيد بن جَعفر عن أبي نَضرة عن أبي سعيد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لكلِّ غادرٍ لواءٌ يومَ القيامة، يُعْرَفُ به عندَ اسْتِهِ"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا المُسْتَمِرّ قال: حدّثنا أبو نَضرة عن أبي سعيد قال:
(1) أي واحدة بأخرى. والفيء: الرجوع، أي الرضا.
(2)
المسند 17/ 227 (11143). ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد. وأخرجه أبو يعلى 2/ 352 (1101) والحاكم 4/ 505 من طريق حمّاد، وقال الحاكم: تفرّد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي عن أبي نضرة، والشيخان رضي الله عنهما لم يحتجّا بعليّ بن زيد. قال الذهبي: ابن جدعان صالح الحديث. والحديث في سنن الترمذي 4/ 219 (2191) من طريق حمّاد بن زيد عن عليّ بن زيد. وذكر الترمذي: وفي الباب. . وقال: حسن صحيح. وضعّف المحققون إسناده.
(3)
المسند 17/ 404 (11303)، ومسلم 3/ 1361 (1738) من طريق شعبة، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي من رجال الشيخين.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لكلِّ غادر لواء يوم القيامة، يُرْفَعُ له بقَدْرِ غَدْرتِه، ألا ولا غادرَ أعظمُ غَدرًا من أمير عامّة"(1).
انفرد بهذين الطريقين مسلم.
(1992)
الحديث الثاني والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا شعبة عن قتادة عن أبي المتوكِّل الناجي عن أبي سعيد الخدريّ قال:
جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه إنّ أخي اسْتُطْلِقَ بطنُه. قال: "اسْقِه عسلًا، قال: فذهب ثم جاء فقال: قد سقَيْتُه فلم يَزِدْه إلَّا استطلاقًا، فقال: "اسْقِهِ عَسَلًا" فذهب ثم جاء فقال: قد سَقَيْتُه فلم يَزِدْه إلا استطلاقًا. قال: "اسْقِه عسلًا" فذهب ثم جاء فقال: قد سَقَيْتُه فلم يَزِدْه إلا استطلاقًا. فقال له في الرابعة: "اسقه عسلًا" قال: فأظنه قال: فسقَاه فبَرَأ، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في الرابعة: "صدقَ اللَّه وكَذَبَ بَطْنُ أخيك".
أخرجاه (2).
(1993)
الحديث الثالث والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا همّام ابن يحيى قال: حدّثنا قتادة عن أبي الصِّدِّيق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:
لا أُحَدِّثُكم إلَّا ما سَمعْتُه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، سَمِعَته أذناي ووعاه قلبي: "إنّ عبدًا قتلَ تسعةً وتسعين نَفسًا، ثم عَرَضت له التوبةُ، فسألَ عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على رجل، فأتاه فقال: إنّي قتلْتُ تسعة وتسعين نفسًا، فهل لي من توبة؟ فقال: بعد التسعة والتسعين نفسًا! قال: فانتضى سيفَه فقتله به، فأكملَ به مائةً، ثم عَرَضَت له التوبةُ، فسأل عن أعلم من في الأرض، فدُلَّ على رجل، فأتاه فقال: إنّي قتلتُ مائة نفس، فهل لي من توبة؟ قال: ومن يَحولُ بينَك وبين التوبة؟ اخْرُجْ من القرية الخبيثة التي أنت فيها إلى القرية المصالحة: قرية كذا وكذا، فاعبُدْ ربَّك فيها. قال: فخرجَ يريدُ القرية المصالحة، فعرضَ له أجلُه في الطريق، قال: فاختصمَت فيه ملائكةُ الرَّحمةِ وملائكةُ العذاب، قال: فقال إبليس: أنا أولى به، إنه لم يَعْصِني ساعةً قطُّ. قال: فقالت ملائكة الرحمة: إنه خرج
(1) المسند 18/ 21 (11428)، ومسلم 3/ 1361 (1738).
(2)
المسند 17/ 233 (11146)، وهو في البخاري 10/ 139، 168 (5684، 5716)، ومسلم 4/ 1736، 1737 (2217) من طريق سعيد وشعبة عن قتادة، ويزيد من رجال الشيخين.
تائبًا". قال همّام: فحدّثني حُميد الطويل عن بكر بن عبد اللَّه المُزَني عن أبي رافع قال: "فبعثَ اللَّهُ مَلَكًا فاختصموا إليها ثم رجع إلى حديث قتادة، قال:"فقال: انظُروا أيَّ القريتين كان أقرب إليه فألحِقوه بأهلها".
قال قتادة: فحدَّثنا الحسنُ قال: لما عَرَف الموتَ احتفزَ بنفسه. فقرَّبَ اللَّهُ منه القرية الصالحة وباعَدَ منه القرية الخبيثة، فألحَقوه بأهل القرية المصالحة.
أخرجاه (1).
(1994)
الحديث الرابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيدُ قال: أخبرنا أبو الأشهب عن أبي نَضرة عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إلى رجل يَصْرِفُ راحلتَه في نواحي القوم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"من كان عندَه فَضْلٌ من ظهر فلْيَعُدْ به على من لا ظهرَ له، من كان عنده فَضْلٌ من زادٍ فلْيَعُدْ به على من لا زادَ له" حتى رأينا أنّه لا حقَّ لأحدٍ منا في فَضل.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(1995)
الحديث الخامس والستون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا وَهب بن بقيّة قال: حدّثنا خالد بن عبد اللَّه عن الجُريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا بُويعَ لخليفتَين فاقتُلوا الآخِرَ منهما".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1996)
الحديث السادس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا فُضَيل بن مرزوق عن عطيّة العَوفي عن أبي سعيد الخُدري - قال: فقلتُ لفُضَيل: رفعه؟ قال: أحسبه قد رفعه، قال:
"من قال حين يخرُجُ إلى الصّلاة: اللهمّ إني أسألُكَ بحقِّ السائلين عليك، وبحقِّ مَمشاي، فإنّني لم أخرجْ أشَرًا ولا بَطَرا ولا رِياء ولا سُمعة، خرجْتُ اتّقاء سَخَطِك وابتغاءَ مَرضاتك، أسألُك أن تُنقِذَني من النّار، وأن تَغْفِرَ لي ذنوبي، فإنّه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنت،
(1) المسند 17/ 244 (1154)، ومن طريق قتادة: البخاري 6/ 512 (3470) ومسلم 4/ 2118 (2766).
(2)
المسند 17/ 394 (11293)، ومسلم 3/ 1354 (1728) من طريق أبي الأشهب.
(3)
مسلم 3/ 1480 (1853).
وَكَّلَ اللَّه به سبعين ألف ملك يستغفرون له، وأقبلَ اللَّهُ عز وجل عليه بوجهه حتى يَفْرُغُ من صلاته" (1).
(1997)
الحديث السابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن عمرو بن مُرّة عن أبي البختري الطائي عن أبي سعيد الخدري:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لمّا نَزَلَت هذه السورة: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ. .} قرأَها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى ختمها، فقال: "النّاس حَيِّز وأنا وأصحابي حَيِّز".
وقال: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهادٌ ونِيّة" فقال له مروان: كذبت - وعنده رافعُ ابن خديج وزيد بن ثابت وهما قاعدان معه على السرير، فقال أبو سعيد: لو شاء هذان لحدّثاك، ولكن هذا يخاف أن تَنْزِعَه عن عَرافه قومِه، وهذا يخشى أن تَنْزعَه عن الصَّدقَة، فسَكَتا، فرفع مروانُ عليه الدِّرّة لِيَضْرِبَهُ، فلمّا رأيا ذلك قالا: صدق (2).
(1998)
الحديث الثامن والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن ابن أبي عَروبة قال: حدّثنا قتادة عمّن لَقِي الوفدَ، وذكر أبا نضرة عن أبي سعيد:
أن وفد بني عبد القيس لمّا قَدِموا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالوا: إنّا حيٌّ من ربيعةَ، وبينَنا وبينَك كُفّار مُضَرَ، ولسنا نستطيعُ أن نأتيَك إلا في أشهر الحُرُم، فمُرْنا بأمرٍ إذا نحن أخذْنا به دخلْنا الجنّة، وندعو مَن وراءنا. فقال:"آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: اعبُدوا اللَّه ولا تُشْرِكوا به شيئًا -فهذا ليس من الأربع- وأقيموا الصلاةَ، وآتوا الزّكاة، وصُوموا رمضانَ، وأَعطوا من المَغانم الخُمْس. وأنهاكم عن أربع: عن الدُّبّاء (3) والنَّقير والحَنْتَم والمُزَفّت". قالوا: وما عِلْمُك بالنّقير؟ قال: "جِذْع تنْقُرونه ثم تُلقون فيه من القُطَيعاء -أو التَّمر- والماء، حتى إذا سَكن غَلَيانُه شَرِبْتُموه، حتى إنّ أحدَكم ليضربُ ابن عمّه بالسيف". وفي القوم
(1) المسند 17/ 247 (11156)، وهو في سنن ابن ماجة 1/ 256 (778) من طريق فضيل، وقال البوصيري: هذا إسناد مسلسل بالضعفاء. قال: ولكن رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن مرزوق، فهو صحيح عنده، وضعّفه الألباني. ينظر تخريج محقّقي المسند.
(2)
المسند 17/ 258 (11167)، وإسناده ضعيف لانقطاعه؛ فأبو البختري لم يسمع أبا سعيد. وقال عنه الهيثمي 5/ 253: رجاله رجال الصحيح. وأخرج الحاكم الحديث مختصرًا 2/ 257 من طريق شعبة، ولم يذكر فيه قصة مروان ورافع وزيد، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وصحّحه الذهبي.
(3)
الدّبّاء: القرع. والمراد الوعاء المتّخذ منه.
رجلٌ أصابَتْه جِراحةٌ كذلك، قال: فجعلتُ أخْبَؤُها حياءً من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قالوا: فما تأمُرُنا أن نَشرب؟ قال: "في الأسقية التي يُلاثُ (1) على أفواهها". قالوا: أرضُنا أرضٌ كثيرةُ الجِرذان، لا تبقي فيها أسقيةَ الأدَم (2). قال:"وإن أَكَلَتْه الجِرذان" مرّتين أو ثلاثًا.
وقال لأشَجّ عبدِ القيس: "إنّ فيك خَلَّتَين يُحِبُّهما اللَّهُ عز وجل: الحِلم والأناة"(3).
الحَنتم: جرار خُضر، وكان يحمل فيها الخمر. والمُزَفَت: المُقَيّر (4).
(1999)
الحديث التاسع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثنا قَتادة عن سليمان بن أبي سليمان عن أبي سعيد الخدري:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يكونُ أمراءُ تغشاهم غواشٍ من النّاس، يظلِمون ويكذِبون، فمن دخلَ عليهم، فصدَّقَهم بكَذِبهم وأعانَهم على ظلمهم، فليس منّي ولَسْتُ منه، ومن لم يَدْخُلْ عليهم، ولم يُصَدَّقْهم بكذبهم ولم يُعِنْهم على ظُلمهم، فهو مني وأنا منه"(5).
(2000)
الحديث السبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن ابن عَجلان قال: حدّثنا عِياض عن أبي سعيد قال:
دخل رجلٌ المسجد يومَ الجُمُعة ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم على المِنبر، فدعاه، فأمرَه أن يُصَلِّيَ ركعتَين، ثم دخل الجمعة الثانية والنبيُّ صلى الله عليه وسلم على المِنبر، فدعاه فأمره أن يُصَلِّيَ ركعتين (6)، ثم دخلَ الجُمعة الثالثة، فدعاه فأمره أن يُصَلِّيَ ركعتين، ثم قال:"تصدَّقوا"(7) فأعطاه ثوبَين ممّا تصدَّقوا، ثم قال:"تصدَّقوا" فألقى أحد ثوبَيه فانتهرَه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكَرِهَ
(1) يُلاث: بربط.
(2)
الأَدَم: الجلد.
(3)
المسند 17/ 264 (1175). وأخرجه مسلم من طريق سعيد بن أبي عروبة 1/ 48 (18). ولم ينبّه على ذلك المؤلّف.
(4)
في مخطوطتي ك، ت "والقطيعاء" وسكت عن تفسيره. وهو نوع من التمر، صغار.
(5)
المسند 17/ 287 (11192). ورجاله رجال الصحيح، غير سليمان، ففيه جهالة. ولذا. قال عنه الهيثمي في المجمع 5/ 249: لم أعرفه. وحكم محقّقو المسند بصحّة الحديث وضعّف إسناده. وأخرجه أبو يعلى عن هشام الدستوائي وشعبة كلاهما عن قتادة 2/ 404، 465 (1187، 1286)، وصحّحه ابن حبان من طريق قتادة 1/ 519 (286).
(6)
"أن يُصَلّي ركعتين" ليست في المسند.
(7)
في المسند "ففعلوا".
ما صنع، ثم قال:"انظروا إلى هذا، فإنّه دخلَ المسجد على هيئةٍ بَذَّة، فدعَوْتُه فرجوْتُ أن تَفْطَنوا له فتَصَدَّقوا عليه وتكسونه (1) فلم تفعلوا، فقلت: تصدَّقوا، فتصدَّقوا، فأعطيتُهُ ثَوبين ممّا تصدَّقوا، فألقى ثوبَيه. خُذْ ثوبَك" وانتهرَه (2).
(2001)
الحديث الحادي والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا بُكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ عن عبد الملك بن سعيد ابن سُوَيد الساعدي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَمَّني جبريلُ في الصلاة، فصلّى الظهر حين زالتِ الشمسُ، وصلّى العصرَ حين كان الفيءُ قامةً، وصلّى المغربَ حين غابت الشمسُ، وصلّى العشاء حين غاب الشَّفَقُ، وصلّى الفجر حين طلعَ الفجر. ثم جاء الغدَ فصلّى الظهرَ وفيءُ كلِّ شيءٍ مثلُه، وصلّى العصر والظلُّ قامتان، وصلّى المغرب حين غابت الشمس، وصلّى العشاء إلى ثلث الليل الأول، وصلّى الصبحَ حين كادت الشمسُ تطلُعُ. ثم قال: الصلاةُ ما بين هذين الوقتين"(3).
(2002)
الحديث الثاني والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه ابن الزبير قال: حدّثنا كثير بن زيد عن رُبيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جدّه قال:
كنّا نتناوبُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فنبيتُ عندَه، تكونُ له الحاجةُ أو يطرُقُه أمر من الليل فيبعثُنا، فيكْثُر المُحْتَسِبون وأهلُ النُّوَب، وكنا نتحدّثُ، فخرج علينا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم (4) فقال:"ما هذه النَّجوى؟ ألم أنهَكمِ عن النَّجوى؟ " قال: قلنا: تُبْنا إلى اللَّه عز وجل أيْ نبيَّ اللَّه، إنّما كُنّا في ذكر المَسيح وفَرِقْنا منه. قال: "ألا أُخْبِرُكم بما هو أخوفُ عليكم من المسيح
(1) كذا في المخطوطات وأصول المسند. وصوّبها المحقّق إلى "وتكسوه".
(2)
المسند 17/ 291 (11197). وبهذا الإسناد في سنن النسائي 5/ 63، وبه صحّحه ابن حبّان 6/ 249، 250 (2503، 2505) وهو من طريق ابن عجلان في سنن أبي داود 2/ 128 (1675)، وصحيح ابن خزيمة 3/ 150 (1799) وحسّنه الشيخ ناصر.
(3)
المسند 17/ 350 (11249). وفيه عبد اللَّه بن لهيعة. ينظر المجمع 1/ 308. وقد صحّح محقّقو المسند الحديث لغيره، وحسّنوا إسناده، لأن إسحاق بن عيسى روى عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه وتخليطه. وذكروا شواهد للحديث.
(4)
في المسند "من الليل".
عندي؟ " قلنا: بلى. قال: "الشِّرْكُ الخفي، أن يقومَ الرجلُ يعمل لمكان الرجل" (1).
(2003)
الحديث الثالث والسبعون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا آدمُ قال: حدّثنا سليمان بن المغيرة قال: حدّثنا حُميد بن هلال العَدَوي قال: حدّثنا أبو صالح السَّمّان قال:
رأيتُ أبا سعيد الخدري في يوم جمعة يصلّي إلى شيء يستُره من النّاس، فأراد شابٌّ من بني أبي مُعَيط أن يجتازَ بين يديه، فدفعَ أبو سعيد في صدره، فنظرَ الشابُّ فلم يَجِدْ مساغًا إلا بين يديه، فعاد لِيَجتازَ، فدفعه أبو سعيد أشدَّ من الأُولى، فنال من أبي سعيد، ثم دخل على مروان فشكا إليه ما لَقِيَ من أبي سعيد، ودخل أبو سعيد خلفَه على مروان، فقال: مالك ولابن أخيك يا أبا سعيد؟ قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا صلّى أحدُكم إلى شيء يستُرُه من النّاس، فأرادَ أحدٌ أن يجتازَ بين يديه فليَدْفَعْه، فإن أبى فليقاتِلْه، فإنّما هو شيطان".
أخرجاه (2).
(2004)
الحديث الرابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يقول اللَّه عز وجل يوم القيامة: يا آدمُ، قُمْ فابعَثْ بَعْثَ النّار. فيقولُ: لبَّيك وسعدَيك، والخيرُ في يدَيك، يا ربِّ، وما بَعْثُ النّار؟ قال: من كلّ ألفٍ تسعمائة وتسعةً وتسعين. قال: فحينئذٍ يشيبُ المولود، (وَتَضَعُ كلُّ ذات حَمْلٍ حَمْلَها وتَرَى النّاسَ سُكارى وما هم بِسُكارى ولكنّ عذابَ اللَّه شديد) (3)، فيقولَون: فأيُّنا ذلك الواحد؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تسعمائة وتسعةً وتسعون من يأجوج ومأجوج، ومنكم واحد" فقال النّاس: اللَّه أكبر. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "واللَّه إنّي لأرجو أن تكونوا ربعَ أهل
(1) المسند 17/ 354 (11252) وضعّف المحقّقون إسناده. وأخرجه ابن ماجة 2/ 1406 (4204) من طريق كثير. وقال البوصيري: إسناده حسن، كثير وربيح مختلف فيهما. وحسّنه الألباني. وقال عنه الهيثمي 1/ 320: رجاله موثّقون. وأخرج الحاكم 4/ 329 من طريق كثير: "الشِّرك الخفيّ أن يعمل الرجلُ لمكان الرجل" وصحّحه، ووافقه الذهبي.
(2)
البخاري 1/ 581 (509)، ومسلم 1/ 362 (505) من طريق سليمان، وهو في المسند 118/ 151 (11607) من طريق سليمان، دون ذكر قصّة الشابّ ومروان.
(3)
من قوله: "وتضع. . . شديد". من سورة الحجّ 2.
الجنّة، واللَّه إنّي لأرجو أن تكونوا ثلثَ أهل الجنّة، واللَّه إنّي لأرجو أن تكونوا نصفَ أهل الجنّة". قال: فكبَّرَ النّاس، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما أنتم يومئذٍ في النّاس إلى كالشَّعرة البيضاء في الثور الأسود، أو كالشَّعرة السوداء في الثور الأبيض".
أخرجاه (1).
(2005)
الحديث الخامس والسبعون: وبالإسناد عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُدْعَى نوحٌ يومَ القيامة فيُقال له: هل بَلَّغْتَ؟ فيقول: نعم. فيُدْعَى قومُه فيُقال: هل بلَّغَكم؟ فيقولون: ما أتانا من نَذير، وما أتانا من أحدٍ، فيُقال لنوح: من يشهدُ لك؟ فيقول: محمّد وأمَّتُه. قال: وذلك قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143] قال: الوَّسَط: العَدل، فيُدْعَون فيشهدون له بالبلاغ. قال: ثم أشهدُ عليكم".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يجيءُ النبيُّ يومَ القيامة ومعه الرجلُ، والنبيُّ ومعه الرجلان وأكثرُ من ذلك، فيُدعى قومُه فيقال لهم: هل بلَّغَكم هذا؟ فيقولون: لا. فيقال: هل بلَّغْتَ قومَك؟ فيقول: نعم. فيُقال له: من يشهدُ لك؟ فيقول: محمّد وأمَّتُه. فيُدْعى محمّدٌ وأمَّتُه فيقال لهم: هل بلَّغَ هذا قومَه؟ فيقولون: نعم. فيُقال: وما عِلْمُكم؟ فيقولون: جاءَنا نبيُّنا فأخبرَنا أن الرُّسُل قد بلَّغُوا، فذلك قولُه عز وجل:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قال: عَدلًا {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (3).
(1) المسند 17/ 384 (11284)، ومسلم 1/ 201، 202 (222)، والبخاري 6/ 382 (3348)، من طريق الأعمش، وفيه الأطراف.
(2)
المسند 17/ 383 (11283)، والبخاري 6/ 371 (3339) عن الأعمش.
(3)
المسند 18/ 112 (11558)، وإسناده صحيح، ورجاله الشيخين. وأخرجه ابن ماجة 2/ 1432 (4284)، وساقه الألباني في الأحاديث الصحيحة 5/ 517 (2448).
(2006)
الحديث السادس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأغرّ أبي مسلم قال:
أشهدُ على أبي سعيد وأبي هريرة أنّهما شَهِدا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما قَعَدَ قومٌ يذكُرون اللَّهَ إلَّا حفَّت بهم الملائكةُ، وتَنَزَّلَت عليكم السكينةُ، وتَغَشَّتْهم الرَّحمةُ، وذكرَهم اللَّهُ فيمن عنده"(1).
(2007)
الحديث السابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال: حدّثنا وَرقاء قال: سَمِعْتُ عمرو بن يحيى المازني يحدّث عن أبيه عن أبي سعيد الخُدري قال:
جاء يهوديٌّ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد ضُرِبَ وجهُه، فقال له: ضرَبَني رجل من أصحابك، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لِمَ فَعَلْتَ؟ " قال: يا رسول اللَّه، فَضَّلَ موسى عليك. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لا تُفَضِّلوا بعض الأنبياء على بعض، فإنّ النّاس يُصْعَقون يوم القيامة، فأكونُ أوّلَ من يرفع رأسه من التُّراب، فأجِدُ موسى عندَ العرش، لا أدري أكان فيمن صُعِق أم لا".
أخرجاه (2).
وفي بعض الألفاظ: "فلا أدري، أجُزِي بصعقة الطُّور أم أفاق قبلي"(3).
(2008)
الحديث الثامن والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا شُعبة قال: عبد الملك بن عُمير أنبأَني قال: سمعت قَزَعة مولى زياد قال: سمعت أبا سعيد الخدري قال:
سمعتُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أربعًا فأعْجَبَتْني وأيْنَقَتْني (4):
نهى أن تسافرَ المرأةُ مَسيرةَ يومين -أو ليلتين- إلا ومعها زوجُها أو ذو مَحْرَم. ونهى
(1) المسند 17/ 388 (11287). وهو حديث صحيح، ورجاله رجال الشيخين، عدا الأغرّ، من رجال مسلم. وقد أخرج الحديث مسلم 4/ 2074 (2700) من طريق أبي إسحاق، ولم ينبّه المؤلّف على إخراج مسلم له.
(2)
المسند 17/ 459 (11365) ومن طريق عمرو بن يحيى في البخاري 5/ 70 (2412) وفيه الأطراف. ومسلم 4/ 1845 (2374).
(3)
وهذه الرواية في المسند 17/ 388 (11286)، والبخاري 8/ 302 (4638).
(4)
ويروى "آنَقتْني" وهما بمعنى أعجبتني.
عن الصلاة في ساعتين: بعد الغداةِ حتى تَطْلُعَ الشمس، وبعد العصر حتى تغيبَ. ونهى عن صيام يومَين: يوم النَّحر ويوم الفِطر.
وقال: "لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثة مساجدَ: مسجد الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجدي هذا".
أخرجاه (1).
(2009)
الحديث التاسع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة عن أبي إسحاق عن الأغرّ قال:
أشهدُ على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شَهِدا على النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّ اللَّه عز وجل يُمْهِلُ حتى يَذْهَبَ ثلثُ الليل، ثم ينزل فيقول: هل من سائل؟ هل من تائب؟ هل من مُستغفر؟ هل من مُذنب". قال: فقال له رجل حتى يطلعَ الفجرُ؟ قال: "نعم"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج قال: حدّثنا أبو عَوانة عن أبي إسحاق عن الأغرّ أبي مسلم قال:
اشهد على أبي سعيد وأبي هريرة أنّهما شَهِدا على النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّ اللَّهَ عز وجل يُمْهِل حتى إذا كان ثلثُ الليلِ هَبَطَ، فيقول: هل من سائل فيُعْطَى، هل من مُستغفرٍ من ذنب، هل من داعٍ فيُستجابُ له"(3).
(2010)
الحديث الثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن ذكوان عن أبي سعيد الخدري:
أن النساء قُلْنَ: غَلَبَنا عليك الرجالُ يا رسولَ اللَّه، فاجعلْ لنا يومًا نأتيك فيه.
(1) المسند 17/ 395 (11294)، 18/ (216 (11681)، وهو من طريق شعبة في البخاري 3/ 70 (1197)، ومسلم 2/ 975، 976 (827).
(2)
المسند 17/ 397 (11295). وهو حديث صحيح، والأغرّ بن مسلم من رجال مسلم، وسائر الرواة رجال الشيخين. وهو من هذا الطريق وغيره في مسلم 1/ 523 (758). ولم يشر إلى ذلك ابن الجوزي.
(3)
المسند 17/ 478 (11386) وإسناده صحيح، وينظر الحديث السابق، وتخريج محقّقي المسند.
فواعَدَهُنّ مِيعادًا، فأمَرَهُنّ ووَعَظَهُنّ. وقال:"ما منكن امرأةٌ يموتُ لها ثلاثةٌ من الولد إلا كانوا لها حِجابًا من النّار". فقالت امرأة: واثنين، فإنّه مات له (1) ابنان. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"واثنين (2) ".
أخرجاه (3).
(2011)
الحديث الحادي والثمانون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني زيد بن أسلم عن عِياض بن عبد اللَّه عن أبي سعيد الخدري قال:
خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المُصَلّى، فمرَّ على النساء فقال:"يا معشرَ النِّساء، تَصَدَّقْن، فإنِّي أُرِيتُكُنَّ أكثرَ أهل النّار" فقلن: ولِمَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: "تُكْثِرْن اللَّعْنَ، وتَكْفُرْن العشيرَ. ما رأيتُ من ناقصاتِ عقلٍ ودين أذهبَ للُبِّ الرجلِ الحازم من إحداكنّ" قُلْنَ: وما نقصانُ عقلِنا ودينِنا يا رسولَ اللَّه؟ قال: أليس شهادةُ المرأةِ نصفَ شهادة الرجل؟ قلن: بلى. قال: "فذلك من نُقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تُصَلِّ ولم تَصُم؟ " قلن: بلى. قال: "فذلك من نقصان دينها".
أخرجاه (4).
(2012)
الحديث الثاني والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي سِنان عن أبي صالح الحنفيّ عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّهَ عز وجل اصطفى من الكلام أربعًا: سبحانَ اللَّه، والحمدُ للَّه، ولا إلهَ إلا اللَّه، واللَّهُ أكبر. فمن قال: سبحانَ اللَّه كُتِبَت له عشرون حسنةً أو حُطَّت عنه عشرون سيّئة، ومن قال: اللَّهُ أكبر، مثلُ ذلك، ومن قال: لا إله إلا اللَّه، مثلُ
(1) في المسند "لي".
(2)
كذا الرواية بالنصب في الموضعين.
(3)
المسند 17/ 398 (11296)، والبخاري 1/ 196 (102)، ومسلم 4/ 2028 (2633).
(4)
البخاري 1/ 405 (304)، وأخرجه مسلم 1/ 87 (80) من طريق ابن أبي مريم، ولم يذكر نصّه، وأحال على حديث ابن عمر السابق عليه.
ذلك، ومن قال: الحمدُ للَّه ربّ العالمين، من قبل نفسه، كتبت له ثلاثون حسنة، أو حُطّ عنه ثلاثون خطيئة" (1).
(2013)
الحديث الثالث والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا أيوب بن جابر عن عبد اللَّه بن عِصمة الحنفي عن أبي سعيد الخدري قال:
صلّى رجلٌ خلفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فجعلَ يركعُ قبلَ أن يركعَ، ويرفعُ قبل أن يرفعَ، فلمّا قضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصلاة قال:"من فعل هذا؟ " قال: أنا يا رسول اللَّه، أحببتُ أن أعلمَ، تعلمُ ذلك أم لا؟ فقال:"اتَّقُوا خِداجَ الصلاة، إذا ركع الإمام فارْكَعُوا، وإذا رفعَ فارْفَعوا"(2).
(2014)
الحديث الرابع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثني معاويةُ بن صالح عن ربيعة بن يزيد قال: حدّثني قَزَعة قال:
أتيتُ أبا سعيد وهم مُكِبُّون عليه، فلما تفرّق الناسُ عنه قلتُ: إني لا أسألك عمّا سألَك هؤلاء عنه، أسألك عن صلاة رسول اللَّه. فقال: ما لك في ذلك من خَير، فأعادَها عليه، فقال:
كانت صلاةُ الظُّهر تُقام، فينطلقُ أحدُنا إلى البقيع فيقضي حاجته، ثم يأتي أهلَه فيتوضّأ، ثم يرجعُ إلى المسجد ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى.
قال: ثم سألته عن الزكاة، فقال: لا أدري أرفعَه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم أم لا:
في مائتي دِرهم خمسةُ دراهم. وفي أربعين شاةٌ شاةٌ إلى عشرين ومائة، فإذا زادت واحدةٌ ففيها شاتان إلى مائتين، فإذا زادت ففيها ثلاث شياه إلى ثلاثمائة، فإذا زادت ففي كلِّ مائة شاةٍ شاةٌ.
وفي الإبل: في خمسٍ شاةٌ، وفي عشر شاتان، وفي خمسَ عشرةَ ثلاث شياه، وفي عشرين أربع شياه، وفي خمسٍ وعشرين ابنةُ مخاض إلى خمس وثلاثين، فإذا زادت ففيها
(1) المسند 17/ 405 (11304)، وإسناده صحيح. وصحّحه الحاكم 1/ 512 على شرط مسلم، من طريق إسرائيل، ووافقه الذهبي. وينظر المسند 13/ 387 (8012) مسند أبي هريرة.
(2)
المسند 17/ 479 (11387)، والمعجم الأوسط 5/ 261 (4513) من طريق أيوب. وقد ضعّف محقّقو المسند إسناده. وقال الهيثمي 2/ 80: رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه أيوب بن جابر، قال أحمد: حديثه يشبه حديث أهل الصّدق، وقال ابن عديّ: حديثه يُحمل بعضُه بعضًا. وضعّفه ابن معين وجماعة. وينظر تهذيب الكمال 1/ 315. وعبد اللَّه بن عصمة -أو عُصم- فيه كلام. تهذيب الكمال 4/ 211.
ابنةُ لَبون إلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدةٌ ففيها حِقّةٌ إلى ستين، فإذا زادت واحدةٌ ففيها جَذَعةٌ إلى خمسٍ وسبعين، فإذا زادت واحدةٌ ففيها ابنتا لَبون إلى تسعين، فإذا زادت واحدةٌ ففيها حِقّتان إلى عشرين ومائة، فإذا زادت ففي كلّ خمسين حقّة، وفي كلِّ أربعين ابنةُ لبون".
وسألتُه عن الصوم في السَّفر، فقال:
سافرْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام، قال: فنزلنا منزلًا، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّكم قد دَنَوْتُم من عدوِّكم، والفطرُ أقوى لكم"(1). فكانت رخصة، فمنّا من صامَ ومنّا من أفطر. ثم نزلْنا منزلًا آخر فقال:"إنّكم مُصَبِّحون عدوَّكم، والفطرُ أقوى لكم"(2) فكانت عَزْمةً (3)، فأفطرْنا. ثم قال: لقد رأيتُنا نصومُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعدَ ذلك في السفر.
أخرج مسلم في أفراده من هذا حديث الصوم في السفر (4).
(2015)
الحديث الخامس والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا داود بن قيس عن عِياض بن عبد اللَّه عن أبي سعيد الخدري قال:
كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ يومَ العيد (5) فيُصَلّي بالناس تَينِكَ الرَّكعتين، ويتقدّم فيستقبلُ النّاس وهم جلوس، فيقول:"تَصَدَّقوا" ثلاث مرات. قال: وكان أكثرَ من يتصدَّق من النّاس النساءُ، بالقُرْط والخاتَم والشيء، وإن كانت له حاجة في البَعث ذكرَه، وإن لم يكن له انصرف (6).
(1، 2) في المسند زيادة "فافطروا" في الموضعين.
(3)
أصبت في المسند "عزيمة" وأشار إلى الرواية الثانية. وفي ت "عزيمة".
(4)
المسند 17/ 408 (11307). وإسناده صحيح على شرط مسلم - معاوية بن صالح من رجاله. وسائر رجاله رجال الشيخين. والحديث روي عن الصدّيق رضي الله عنه في البخاري. وينظر رواياته وتخريجه في المسند 1/ 232 (72) مسند أبي بكر.
وأخرج مسلم من طريق عبد الرحمن بن مهدي سؤال قزعة عن الصيام في السفر -كما قال المؤلّف- 2/ 789 (1120).
(5)
في المسند "في الفطر".
(6)
المسند 17/ 417 (11315)، والحديث أطول من هذا في مسلم 2/ 605 (889) من طريق داود. وأبو عامر العقدي من رجال الشيخين.
(2016)
الحديث السادس والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا حمزة قال: حدّثنا أبو إسحاق عن الأغرّ أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "فينادي مع ذلك -يعني أصحاب الجنّة- (1): إنّ لكم أن تَحْيَوا فلا تموتوا أبدًا، وإنّ لكم أن تَصِحُّوا فلا تَسْقَموا أبدًا، وإنَّ لكم أن تَشِبُّوا فلا تَهْرَموا أبدًا، وإنَّ لكم أن تَنْعَموا فلا تَبْأَسوا أبدًا" قال: "يُنادَون بهذه الأربع"(2).
(2017)
الحديث السابع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا لَيث عن ابن عَجلان عن صيفي مولى الأنصار، عن أبي السائب قال:
أتيت أبا سعيد الخدري، فبينا أنا جالس عنده سمعتُ تحتَ سريره تحريكَ شيءٍ، فنظرتُ فإذا حيّةٌ، فقُمْتُ، فقال أبو سعيد: مالك؟ فقال: حيّة هاهنا. قال: فتريدُ ماذا؟ قلتُ: أريدُ قتلَها. فأشار إلى بيتٍ في داره تِلقاءَ بيته، فقال: ابنُ عم لي كان في هذا البيت، فلما كان يومُ الأحزاب استأذنَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أهله، وكان حديثَ عَهد بعُرس، فأذِنَ له وأمرَه أنْ يذهبَ بسلاحه معه، فأتى دارَه، فوجدَ امرأتَه قائمةً على باب البيت، فأشارَ إليها بالرُّمح، فقالت: لا تَعْجَلْ حتى تنظرَ ما أخرجَني، فدخلَ البيتَ فإذا حيّة مُنْكَرة، فطعنَها بالرّمح، ثم خرجَ بها في الرّمح تركُضُ، قال: فلا أدري أيُّهما كان أسرعَ موتًا: الرجل أو الحيّة. فأتى قومُه رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالوا: ادعُ اللَّه أن يَرُدَّ صاحبَنا. قال: "استغفروا لصاحبكم" مرّتين. ثم قال: "إنّ نفرًا من الجنّ أسلموا، فإذا رأيْتُم أحدًا منهم فَحَذِّروه - ثلاث مرات، ثم إن بدا لكم أن تقتلوه فاقتلوه بعد الثالثة"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن ابن عَجلان قال: حدّثنا صَيفي عن أبي سعيد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ بالمدينة نَفَرًا من الجنّ أسلموا، فمَن رأى من هذه العوامرِ
(1)"يعني أصحاب الجنّة" ليس في المسند.
(2)
المسند 17/ 432 (11332)، وأحال المحقّق على مسند أبي هريرة 14/ 9 (8258) وفيه صحّح إسناده على شرط مسلم، وذكر بعض مصادره.
(3)
المسند 17/ 461 (11369)، وهي في مسلم 4/ 1756، 1757 (2236) من طريق ابن عجلان وغيره عن صيفي. وسائر رجاله ثقات.
شيئًا فليُؤْذِنه ثلاثًا، فإن بدا له فليقتُلْه، فإنّه شيطان" (1).
انفرد بإخراج الطريقين مسلم. وفي بعض لفظه "فآذِنوه ثلاثة أيام"(2).
(2018)
الحديث الثامن والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه ابن الزبير قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن مَوْهَب قال: أخبرني عمّي - يعني عُبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن مَوْهَب عن مولى لأبي سعيد الخدري قال:
بينما أنا مع أبي سعيد الخدري وهو مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، إذ دخلْنا المسجد، فإذا رجلٌ جالس في وسط المسجد مُحْتَبٍ، مُشَبِّكٌ أصابعَه بعضها في بعض، فأشار إليه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلم يَفْطَنِ الرجلُ لإشارة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فالتفتَ إلى أبي سعيد فقال:"إذا كان أحدُكم في المسجد فلا يُشَبِّكَنَّ، فإن التّشبيكَ من الشيطان. وإنّ أحدَكم لا يزالُ في صلاة ما كان في المسجد حتى يخرجَ منه"(3).
(2019)
الحديث التاسع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الجُرَيري عن أبي نَضرة عن أبي سعيد قال:
أتى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم على نِهي (4) من ماء السماء والناس صيامٌ في يومٍ صائف، مشاةٌ، ونبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم على بَغلة له، فقال:"اشربوا أيُّها النّاس" قال: فأبَوا. فقال: "إنّي أيسرُكم، إنّي راكب" فأبَوا. قال: فثنى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فخذَه فَنَزَلَ فشَرِبَ، وشربَ النّاس، وما كان يريدُ أن يشرب (5).
والنِّهي: الغدير.
(1) لم يرد الحديث في المسند. وقد ذكره ابن حجر في الإتحاف 5/ 473، والأطراف 6/ 329 عن المسند، وذكر المحقّق أنّه لم يجده. وهو في مسلم 4/ 1756 (2236) بهذا الإسناد.
(2)
وهذه الرواية في مسلم.
(3)
المسند 17/ 477 (11385). وقد حكم المحقّق عليه بضعف الإسناد وبأن في الإسناد خطأ. وحسّن إسناده المنذري في الترغيب 1/ 277 (445)، والهيثمي في المجمع 2/ 28، وينظر الفتح 1/ 566.
(4)
كذا في المخطوطات وشرح المؤلّف للحديث. والذي في المصادر، والإتحاف 5/ 425 (5700)، والأطراف 6/ 370 (8594)، وجامع المسانيد 32/ 459 (986):"نهر".
(5)
المسند 18/ 18 (11423) وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين سوى أبي نَضرة المنذر بن مالك، فهو من رجال مسلم. ومن طريق الجريريّ صحّحه ابن خُزيمة 3/ 228 (1966)، وابن حبّان 8/ 319، 323 (3550، 3556).
(2020)
الحديث التسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا المُسْتَمِرُّ بن الرّيّان الإيادي قال: حدّثنا أبو نَضرة العَبْدي عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكر الدنيا فقال "إنّ الدنيا خَضِرةٌ حلوة، فاتَّقُوها، واتَّقُوا النساء".
ثم ذكر نسوةً ثلاثًا من بني إسرائيل: امرأتين طويلتين تُعرفان، وامرأة قصيرة لا تُعرف، فاتَّخَذت رِجلين من خشب، وصاغَت خاتَمًا فحَشَتْه من أطيب الطِّيب: المسك، وجعلتْ له غَلَقًا، فإذا مرَّت بالملأ أو بالمجلس قالت به ففَتَحَتْه، ففاح ريحُه. قال المُسْتَمِرُّ بخِنْصَره اليُسرى، فأشخصَها دون أصابعه الثلاث شيئًا وقبضَ الثلاثة.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا شعبة عن خُلَيد بن جعفر (2) عن أبي نَضرة عن أبي سعيد الخدري قال:
ذُكِرَ المسك عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "هو أطيب الطيب"(3).
(2021)
الحديث الحادي والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدّثنا عبد اللَّه بن جعفر الزهري عن زيد بن عبد اللَّه بن الهاد عن عبد اللَّه (4) ابن خبّاب عن أبي سعيد الخدري:
(1) المسند 18/ 20 (11426)، وإسناده صحيح على شرط مسلم. والحديث بهذا الإسناد في مسند أبي يعلى 2/ 469 (1293)، وصحيح ابن خزيمة 2/ 99 (1699)، وابن حبّان 12/ 403 (5591). وهو في صحيح مسلم 4/ 1765 (2252) من طريق خليد بن جعفر عن أبي نضرة، وفيه:"كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي مع امرأتين طويلين. . ".
(2)
في المخطوطات - وكذا في بعض النسخ، وإتحاف المهرة 5/ 419، 420، والأطراف 6/ 399 "ابن دعلج". والصواب أن الذي روى له مسلم، وروى عن أبي نضرة، وروى عنه شعبة هو ابن جعفر. ينظر التهذيب 2/ 395 وحاشية الإتحاف والأطراف. أما ابن دعلج فينظر فيه التهذيب 2/ 396.
(3)
المسند 17/ 371 (11269). وإسناده صحيح على شرط مسلم. وفيه 4/ 1766 (2252) من طريق شعبة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكر امرأة من بني إسرائيل حشت خاتمها مسكًا، والمسك أطيب الطيب. وهو من طرق عن شعبة في الترمذي 3/ 317 (991، 992) وقال: حسن صحيح. والنسائي 4/ 39، والحاكم 1/ 361.
(4)
سقط من ك "جعفر. . . بن" بانتقال النظر من "عبد اللَّه بن" إلى مثلها، وحدث مثله في س، ولكنّه استدرك على الحاشية.
قلنا: يا رسول اللَّه، هذا السلام عليك قد عَلِمْناه، فكيف الصلاة؟ قال:"قولوا: اللهمّ صَلِّ على محمّد عبدك ورسولك كما صلَّيْتَ على إبراهيم، وبارِكْ على محمّد وعلى آل محمّد كما باركتَ على آل إبراهيم"(1).
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(2022)
الحديث الثاني والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا زهير عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما يُصيبُ المؤمنَ من وَصَب ولا نَصَب ولا همٍّ ولا حَزَنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ، حتى الشوكةِ يُشاكها إلا كفَّرَ اللَّهُ من خطاياه"(3).
(2023)
الحديث الثالث والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سَيّار قال: حدّثنا جعفر قال: حدّثنا المُعَلّى بن زياد قال: حدّثنا العلاء بن بشير المُزَني -وكان واللَّه ما علمتُ شُجاعًا عند اللقاء، بكّاءً عند الذِّكر- عن أبي الصِّدِّيق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:
كنتُ في حَلقة من الأنصار، إنّ بعضَنا ليستترُ ببعض من العُري، وقارىءٌ لنا يقرأ علينا، فنحن نستمع إلى كتاب اللَّه عز وجل، إذ وقفَ علينا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وقعدَ فينا لِيَعُدَّ نفسَه معهم، وكفَّ القارىءُ، فقال:"ما كُنْتُم تقولون؟ " فقلنا: يا رسول اللَّه، كان قارىء يقرأُ علينا كتاب اللَّه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيده وحلّقَ بها يومىءُ إليهم أن يتحلَّقوا، فاستدارت الحَلَقةُ، قال: فما رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَرَفَ منهم أحدًا غيري. قال: فقال: "أَبْشِروا يا معاشرَ الصعاليك، تدخُلون الجنّة قبلَ الأغنياء بنصف يوم، وذلك خمسمائة عام"(4).
(1) أثبت محقّق المسند "كما باركتَ على إبراهيم وآل إبراهيم" وأشار المحقّق إلى نسخ مخطوطة توافق هذه الرواية.
(2)
المسند 18/ 24 (12433)، وهو في البخاري 8/ 532 (4798) من طريق يزيد. وعبد اللَّه بن جعفر من رجال مسلم. وعبد الملك، أبو عامر من رجال الشيخين.
(3)
المسند 18/ 34 (12450). والحديث للشيخين ولم ينبّه المؤلّف: فهو في البخاري 10/ 103 (5641) من طريق زهير، وفي مسلم 4/ 1992 (2573) من طريق محمد بن عمرو.
(4)
المسند 18/ 147 (11604)، وهو في مسند أبي يعلى 2/ 382 (1151)، وسنن أبي داود 3/ 323 (3666) من طريق جعفر بن سليمان. وضُعّف إسناده لجهالة العلاء بن بشير. وجعله الألباني في ضعيف أبي داود، وحسّنه محقِّقُ المسند لغيره، وساق له شواهد.
(2024)
الحديث الرابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج قال: حدّثنا فُليح عن محمد بن عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال:
سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّي نَهَيْتُكم عن لحوم الأضاحي وادّخارِه بعد ثلاثة أيام، فكُلوا وادَّخِروا، فقد جاءَ اللَّه بالسَّعَة. ونهيتُكم عن أشياء من الأشربة والأنبذة، فاشْرَبوا، وكلُّ مُسْكِر حَرام، ونهيتُكم عن زيارة القبور، فإن زُرْتُموها فلا تقولوا هُجرًا"(1).
(2025)
الحديث الخامس والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا الجُرَيري عن أبي نَضرة عن أبي سعيد الخدري قال:
لم نَعْدُ أنْ فُتِحَت خيبرُ، وَقَعْنا في تلك البَقلة فأكلْنا منها أكلًا شديدًا، وناسٌ جياع، ثم رُحنا إلى المسجد، فوجد رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم الريح، فقال:"مَن أكلَ مِن هذه الشجرة الخبيثةِ شيئًا فلا يَقْرَبَنَّا في المسجد" فقال النّاس: حُرِّمَت. فبلغ ذلك رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"أيّها النّاس، إنه ليس لي تحريمُ ما أحلّ اللَّه، ولكنّها شجرةٌ أكره ريحَها".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا حمّاد بن زيد قال: حدّثنا بشر بن حرب قال: سمعتُ أيا سعيد الخدري يحدِّث قال:
غَزَوْنا مع رسول اللَّه فَدَكًا وخيبر، ففتح اللَّهُ على رسوله فَدَكًا (3) وخيبر، فوقع النّاس في بقلة لهم: هذا الثوم والبصل. قال: فراحوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فوجد ريحَها فتأذّى به، ثم عاد القوم، فقال:"لا تأكُلوه، فمن أكلَ منه شيئًا فلا يَقْرَبَنَّ مَجْلِسَنا".
قال: ووقع الناسُ يومَ خيبرَ في لحوم الحمر الأهلية، ونصبوا القدورَ، فنَصَبْتُ قِدري فيمن نَصَب، فبلغَ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:"أنهاكم عنه، أنهاكم عنه" مرّتين. فكُفِئَتِ
(1) المسند 18/ 149 (11606). وصحّحه المحقّق غير "فقد جاء اللَّه بالسّعة" وضعّف إسناده. ولأجزاء الحديث شواهد كثيرة. ينظر الجمع 1/ 370 (594)، والمجمع 3/ 60 - 62، 4/ 28 - 30. وينظر المسند 17/ 429 (11329) وحاشيته.
(2)
المسند 17/ 147 (11084)، ومسلم 1/ 395 (565).
(3)
في المسند "فدك" ممنوعة من الصرف. وهو وجه للعلمية والفعل.
القُدور، فكَفأْتُ قِدري فيمن كَفَأ (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا ابن هُبيرة عن حَنَش بن عبد اللَّه أنّه سمع أبا سعيد الخدري يقول:
صلَّى بنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم، فوجدَ ريحَ ثُوم من رجل، فقال له لما فَرَغَ:"ينطلقُ أحدُكم فيأكلُ هذا الخبيث، ثم يأتي فيؤذينا"(2).
(2026)
الحديث السادس والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا فُليح عن سعيد بن عبيد بن السّبّاق عن أبي سعيد الخدري قال:
لما قَدِمَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم كنّا نُؤْذنهُ بمن حُضِرَ من موتانا، فيأتيه قبلَ أن يموتَ، فيَحْضُرُه ويستغفرُ له وينتظرُ موتَه، قال: فكان ذلك ربما حبسه الحبسَ الطويل فيَشُقُّ عليه. فقلنا: أرْفِقُ برسول اللَّه لا نؤذِنُه بالميت حتى يموت. قال: فكنّا إذا مات منّا الميت آذنّاه به، فجاءَ في أهله فاستغفرَ له وصلّى عليه، ثم إن بدا له أن يشهدَه انتظرَ شهودَه، وإن بدا له أن ينصرفَ انصرف. قال: فكنّا على ذلك طبقةً أخرى. قال: فقلنا: إنّ أرفقَ برسول اللَّه أن نَحْمِلَ موتانا إلى بيته فلا نشْخِصُه ولا نُعَنيه. قال: ففعَلْنا ذلك، وكان الأمر (3).
(2027)
الحديث السابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنا سيِّد ولد آدمَ يومَ القيامة ولا فَخْرَ. وأنا أوّل من تَنْشَقُّ عنه الأرضُ يومَ القيامة ولا فَخْرَ (4)، وأنا أوّلُ شافع يومَ القيامة ولا فخر"(5).
(1) المسند 18/ 167 (11623). رجاله رجال الصحيح، غير بشر بن حرب الأزدي، روى له النسائي وابن ماجة، وأكثر العلماء على تضعيفه. التهذيب 1/ 349. والنهي عن إتيان المسجد لمن أكل الثوم والبصل، وعن أكل لحوم الحمر له شواهد صحيحة.
(2)
المسند 18/ 209 (11670)، وفيه ابن لهيعة، لذلك حكم محقّقو المسند بضعف إسناده.
(3)
المسند 18/ 138 (11628). ومن طريق فليح صحّحه ابن حبّان 7/ 275 (3006)، والحاكم والذهبي 1/ 357، 364 على شرط الشيخين، ووثّق الهيثمي رجاله 3/ 29.
(4)
سقط من ك "وأنا أوّل من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر".
(5)
المسند 17/ 10 (10987). وهو حديث صحيح، وفي هذا الإسناد ضعف، لضعف ابن جدعان، علي بن زيد. ومن طريق هُشيم أخرجه ابن ماجة 2/ 1440 (4308)، والترمذي 5/ 288 (3148) وقال: حسن صحيح. وصحّحه الألباني. ينظر الصحيحة 4/ 100 (1571)، وتخريج محقّقي المسند.
(2028)
الحديث الثامن والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلَمة عن أبي سعيد الخدري قال:
كنا نُرْزَقُ تمرَ الجَمْع على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فنبيعُ الصاعين بالصاع، فبلغ ذلك النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"لا صاعا تمرٍ بصاع، ولا صاعا حنطةٍ بصاع، ولا درهمان (1) بدرهم"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشام بن سعيد قال: حدّثنا معاوية بن سلّام بن أبي سلّام الحبشيّ قال: سمعتُ يحيى بن أبي كثير يقول: سمعتُ عقبة بن عبد الغافر يقول: سمعتُ أبا سعيد الخدري يقول:
جاء بلالٌ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتمر، فقال:"من أين لك هذا؟ " فقال: كان عندي تمر رديءٌ فبِعْتُه بهذا. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أوَّه، عينُ الربا، عينُ الربا، فلا تَقْرَبَنَّه، ولكن بعْ تمرَك بما شِئْتَ، ثم اشترِ به ما بدا لك"(3).
الطريقان في الصحيحين.
(2029)
الحديث التاسع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بشر بن المُفَضّل قال: حدّثنا عُمارة بن غَزِيّة عن يحيى بن عُمارة قال: سمعت أبا سعيد يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لقِّنوا موتاكم لا إله إلا اللَّه".
انفرد بإخراجه [مسلم](4).
(2030)
الحديث المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا [عبد الملك](5) بن عمرو قال: حدّثنا عبّاد بن راشد عن داود بن أبي هند عن أبي نَضرة عن أبي سعيد قال:
(1) في المسند والمصادر "صاعي. . درهمين"، وهما وجهان.
(2)
المسند 18/ 39 (11457)، وهو في البخاري 4/ 311 (2080)، ومسلم 3/ 1216 (1595) كلاهما عن يحيى بن أبي كثير. وهشام الدّستوائي، ويزيد بن هارون من رجال الشيخين.
(3)
المسند 18/ 138 (11595)، والبخاري 4/ 490 (2312)، ومسلم 3/ 1215 (1594)، من طريق معاوية. وهشام بن سعيد متابع.
(4)
وقع هنا خطأ - أجمعت عليه المخطوطات الثلاث، فقيل:"انفرد بإخراجه البخاري". وليس كذلك الحديث في المسند 17/ 19 (10993) ومن طريق بشر في مسلم 2/ 631 (916).
(5)
وقع في النسخ "عبد اللَّه" والصواب المثبت. وهو أبو عامر العقدي.
إنّكم تعلمون أعمالًا هي أدقُّ أعينكم من الشَّعر، كنا نَعُدُّها على عهد رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم من المُوبِقات (1).
(2031)
الحديث الحادي بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا عبد الملك بن حسن الحارثي قال: حدّثنا سعد (2) بن عمرو بن سليم قال: سمعت رجلًا منّا اسمه معاوية (3) -أو ابن معاوية- يُحَدِّث عن أبي سعيد الخدري:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الميِّتَ يعرِفُ من يَحْمِلُه، ومن يَغْسِلُه، ومن يُدَلِّيه في قبره". فقال ابن عمر- وهو في المجلس: ممّن سمعت هذا؟ قال: من أبي سعيد الخدري. فانطلق ابن عمر إلى أبي سعيد فقال: يا أبا سعيد، ممّن سَمِعْتَ هذا؟ قال: من النبيّ صلى الله عليه وسلم (4).
(2032)
الحديث الثانى بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قتادة عن أبي نَضرة عن أبي سعيد قال:
أمرَنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم أن نقرأَ بفاتحة الكتاب وما تَيَسَّر (5).
(2033)
الحديث الثالث بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا خالد بن عبد اللَّه قال: حدّثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي نُعم عن أبي سعيد الخدري قال:
(1) المسند 17/ 25 (10995). ورجاله رجال الصحيح عدا عبّاد، روى له البخاري مقرونًا بغيره، وأبو داود والنسائي وابن ماجة، قال عنه الإمام أحمد: ثقة، صدوق صالح. ينظر التهذيب 4/ 46. قال الهيثمي في المجمع 10/ 193 عن الحديث: رجاله رجال الصحيح.
وللحديث شاهد صحيح - رواه البخاري عن أنس 11/ 329 (6492).
(2)
في المسند "سعيد" وينظر تعليق المحققين.
(3)
في المسند: قال عبد الملك: نسيت اسمه، ولكن اسمه معاوية، أو ابن معاوية.
(4)
المسند 17/ 29 (10997). وأخرجه الطبراني في الأوسط 8/ 211 (7434) من طريق إسماعيل بن عمرو عن فضيل بن مرزوق عن عطيّة عن أبي سعيد. قال الطبراني: لم يروِ هذا عن فضيل إلا إسماعيل. ويضاف إليه أن عطيّة ضعيف. وقد قال الهيثمي في المجمع 3/ 24: رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه رجل لم أجد من ترجمه. (أي في رواية أحمد). وحكم محقّقو المسند بضعف إسناد الحديث لإبهام الراوي عن أبي سعيد، وبقيّة رجاله ثقات.
(5)
المسند 17/ 30 (10998) ورجاله رجال الصحيح. وصحّحه ابن حبّان 5/ 92 (1790). ومن طريق همّام أخرجه أبو داود 1/ 216 (868). وقال عنه ابن حجر في الفتح 2/ 143: سنده قوي. وصحّحه الألباني.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنّة. وفاطمة سيِّدة نسائهم، إلا ما كان لمريمَ بنتِ عمران"(1).
(2034)
الحديث الرابع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا مالك بن أنس عن خُبيب بن عبد الرحمن: أن حفص بن عاصم أخبره عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما بينَ بيتي ومِنبري روضةٌ من رياض الجنّة. ومِنبري على حَوضي"(2).
(2035)
الحديث الخامس بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ عن شعبة عن العلاء عن أبيه: أنّه سمع أبا سعيد سُئل عن الإزار، فقال: على الخبير سَقَطْتَ:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إزارُ المسلم إلى أنصاف الساقين، لا جُناحَ - أو لا حَرَجَ، عليه ما بينَه وبينَ الكَعْبَين. ما كان أسفلَ من ذلك في النّار. لا ينظر اللَّه عز وجل إلى مَن جرَّ إزارَه بَطَرًا"(3).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن هشام قال: حدّثنا شيبان عن فِراس عن عطيّة أن أبا سعيد حدّثه:
عن نبيِّ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من جرَّ ثيابَه من الخُيَلاء لم ينظرِ اللَّهُ إليه يوم القيامة".
(1) المسند 18/ 161 (11618). وفي إسناده يزيد، لم يوثّقوه. ينظر التهذيب 8/ 126.
وأخرجه الترمذي 5/ 614 (3768)، وقال: حسن صحيح، وأبو يعلى 2/ 395 (1169). وقال الهيثمي 9/ 204 بعد أن نسبه لأحمد وأبي يعلى: رجالهما رجال الصحيح (يزيد أخرج له مسلم مقرونًا بغيره، والبخاري تعليقًا). وجمع محقّقو المسند عددًا من الشواهد الحديث تصحّح الحديث لغيره.
(2)
المسند 17/ 38 (11003) ورجاله رجال الشيخين. والحديث من طريق خبيب عن حفص عن أبي هريرة في البخاري 3/ 70 (1196)، ومسلم 2/ 1011 (1391). ولم ينبّه عليه.
(3)
المسند 17/ 52 (11011)، وإسناده صحيح على شرط مسلم، العلاء وأبوه عبد الرحمن بن يعقوب من رجاله. وهو في سنن أبي داود 4/ 69 (4093) من طريق شعبة. ومن طريق العلاء في صحيح ابن حبّان 12/ 263، 265 (5447، 5450). وصحّحه الألباني - الصحيحة 5/ 65 (2037).
قال: "وبينا رجلٌ يمشي بين بُرْدَين مُختالًا خسفَ اللَّه به الأرض، فهو يَتَجَلْجَلُ فيها إلى يوم القيامة"(1).
(2026)
الحديث السادس بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن أبي عديّ عن داود عن أبي نَضرة عن أبي سعيد قال:
قال رجل: يا رسول اللَّه، إنّا بأرض مَضَبَّةٍ، فما تأمرُنا؟ أو: ما تُفتينا؟ قال: "ذُكِرَ لي أن أُمّةً من بني إسرائيل مُسِخت" فلم يأمر ولم يَنْهَ.
قال أبو سعيد: فلما كان بعد ذلك قال عمر: إنّ اللَّه عز وجل لينفعُ به غيرَ واحد، وإنه لطعامُ عامّة الرِّعاء، ولو كان عندي لَطَعِمْتُه، وإنما عافَه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(2037)
الحديث السابع بعد المائة: وبالإسناد عن أبى سعيد قال:
خَرَجْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نصرُخُ بالحَجّ صُراخًا، حتى إذا طُفْنا بالبيت قال:"اجْعَلُوها عُمرةً إلا من كان معه الهدي". قال: فجعلْناها عُمرةً، فحَلَلْنا، فلما كان يومُ التروية صَرَخْنا بالحَجّ، وانطلقْنا إلى مِنًى.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(2038)
الحديث الثامن بعد المائة: وبه عن أبي سعيد قال:
انتظرْنا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلةً لصلاة العشاء، حتى ذهبَ نحوٌ من شطر الليل، فجاء فصلّى بنا، ثم قال:"خُذوا مقاعِدَكم، فإنّ النّاسَ قد أخذوا مضاجِعَهم، وإنكم لن تزالوا في صلاة منذُ انتظرْتُموهما. ولولا ضَعفُ الضعيفِ، وسُقْم السَّقيم، وحاجةُ ذي الحاجة، لأخَّرْتُ هذه الصلاةَ إلى شَطْرِ الليل"(4).
(1) المسند 17/ 449، 450 (11352، 11353) على أنهما حديثان. وفي إسناده عطية العوفي، ضعيف وسائر رجاله رجال الصحيح. وروي في الصحيحين صدره عن ابن عمر - الجمع 2/ 242 (1371)، وعجزه عن أبي هريرة - الجمع 3/ 195 (2435).
(2)
المسند 17/ 55 (11013)، ومسلم 3/ 1546 (1951).
(3)
المسند 17/ 57 (11014)، ومسلم 2/ 914 (1247) من طريق داود بن أبي هند.
(4)
المسند 17/ 58 (11015) وإسناده صحيح كسابقيه. وهو في صحيح ابن خزيمة 1/ 177 (345) بهذا الإسناد. ومن طريق داود في النسائي 1/ 268، وابن ماجة 1/ 26 (693)، وأبي داود 1/ 14 (422).
(2039)
الحديث التاسع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ عن سعيد بن أبي عَروبة قال: حدّثني سليمان الناجي عن أبي المتوكِّل الناجي عن أبي سعيد:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى بأصحابه، ثم جاء رجل، فقال نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من يَتَّجِرُ على هذا؟ -أو: من يَتَصَدّقُ على هذا- فيصلّي معه؟ " قال: فصلّى رجل معه (1).
(2040)
الحديث العاشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا مالك عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا سَمِعْتُم النِّداء فقولوا مثل ما يقول المؤذِّن".
أخرجاه (2).
(2041)
الحديث الحادي عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن إدريس الشافعي قال: حدّثنا مالك عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى أبي أحمد (3) عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن المُزابنة والمُحاقلة.
والمزابنة: اشتراء التَّمر بالتَّمر في رؤوس النخل. والمحاقلة: استكراء الأرض بالحِنطة.
أخرجاه (4).
(2042)
الحديث الثاني عشر بعد المائهّ: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُفيان بن عُيينة عن الزُّهري عن عطاء بن يزيد اللَّيثيّ عن أبي سعيد الخدري قال:
(1) المسند 17/ 63 (11019). ورجاله رجال الصحيح، غير سليمان الناجي، وثّقه ابن حبان، وروى له الترمذي وأبو داود هذا الحديث. التهذيب 3/ 308 وهو بهذا الإسناد في أبي يعلى 3/ 321 (1057)، وبه صحّحه ابن حبان 6/ 158 (2399) ومن طريق سعيد في الترمذي 1/ 247 (220) وقال: حديث حسن، ومن هذه الطريق صحّحه ابن خزيمة 2/ 63 (1632)، ومن طريق سليمان عند أبي داود 1/ 157 (574)، وصحّحه الألباني.
(2)
المسند 17/ 64 (1020)، ومن طريق مالك في البخاري 2/ 90 (611)، ومسلم 1/ 288 (383).
(3)
كذا في النسخ والمسند. وفي البخاري ومسلم: مولى ابن أبي أحمد، وهو مولى عبد اللَّه بن أبي أحمد بن محسن القرشي. ينظر التهذيب 8/ 323، والفتح 4/ 386.
(4)
المسند 17/ 104 (11052). وهو من طريق مالك في البخاري 4/ 384 (2186)، ومسلم 3/ 1179 (1546). وفي الحديث رواية الإمام أحمد عن الإمام البخاري عن الإمام مالك.
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن لِبستين وعن بَيعتين: أما البيعتان: الملامسة والمنابذة. واللبستان: اشتمال الصّمّاء، والاحتباء في ثوب واحد ليس على فرجه منه شيء.
أخرجاه (1).
(2043)
الحديث الثالث عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزُّهريّ عن عبيد اللَّه عن أبي سعيد الخدري:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن اختناث الأسقية (2).
اختناثُها: أن تُثنى أفواهها ثم يُشرب منها. وفي ذلك ثلاث آفات: إحداها: إن ذلك يُنْتِنُها. والثاني: ربما كان فيها هامةً فسبقت إلى الحلق. والثالث: أنّه ربما أسرعَ جريانُ الماء فوقع الشَّرَق (3).
(2044)
الحديث الرابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزهري عن حُميد بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم رأى نُخامةً في قبلة المسجد، فحكَّها بحَصاه، ثم نهى أن يبصُقَ الرجلُ بين يدَيه وعن يمينه. وقال "ليبصقْ عن يساره أو تحتَ قدمه اليسرى".
أخرجاه (4).
(2045)
الحديث الخامس عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثني ابن أبي صعصعة -وهو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن- عن أبيه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
(1) المسند 17/ 67 (11022). وهو من طريق سفيان عند البخاري 11/ 79 (6284) ولم يوضّح فيه معنى الملامسة والمزابنة. وعن عامر بن سعد عن أبي سعيد في مسلم 3/ 1152 (1512) ولم يبيّن فيه اللبستين.
(2)
المسند 17/ 71 (11026). والحديث في الصحيحين ولم ينبّه عليه المؤلّف: فهو من طريق سفيان بن عيينة في مسلم 3/ 1600 (2023)، ومن طريق الزهري في البخاري 10/ 89 (5625).
(3)
زاد المؤلّف في الكشف 2/ 432 علّتين: أنّه يقع العَبّ الذي يؤذي الكبد. وأن الشارب الثاني يتخايل وقوعَ شيء من فم الشارب الأوّل فيستقذره.
(4)
المسند 17/ 71 (11025)، والبخاري 1/ 511 (414)، ومسلم 1/ 389 (548).
"يوشِكُ أن يكونَ خيرَ مال الرجل غَنَمٌ يَتْبَعُ بها شَعَفَ (1) الجبال ومواقعَ القَطر، يَفِرُّ بدينه من الفِتَن".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(2046)
الحديث السادس عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن مُطَرَّف عن عطية عن أبي سعيد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "كيف أنْعَمُ وقد التقمَ صاحبُ القَرْنِ القَرْنَ، وحنى جبهتَه، وأصغى سَمْعَه ينتظرُ متى يؤمر" قال المسلمون: يا رسول اللَّه، فما نقول؟ قال:"قولوا: حسبُنا اللَّه ونعمَ الوكيل، على اللَّه توكَّلنا"(3).
(2047)
الحديث السابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن سعد الطائي عن عطيّة العَوفي عن أبي سعيد الخُدري قال:
ذكر رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم صاحب الصُّور، فقال:"عن يمينه جبريلُ، وعن يساره مِيكائيل"(4).
(2048)
الحديث الثامن عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو سمع جابرًا يحدّث عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يأتي على النّاس زمانٌ يغزو فِئامٌ (5) من النّاس، فيقال: هل فيكم من صاحبَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فيقال: نعم، فيُفتحُ لهم. ثم يغزو فِئامٌ من النّاس فيقال: هل فيكم من صاحبَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيُفتح لهم. ثم يغزو فئام من النّاس فيقال: هل فيكم من صاحبَ من صاحبَ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيُفتح لهم".
(1) شَعَف الجبال: رؤوسها.
(2)
المسند 17/ 79 (11032)، والبخاري 1/ 69 (19) من طريق عبد الرحمن بن أبي صعصعة.
(3)
المسند 17/ 89 (11039)، رجاله ثقات عدا عطيّة العوفي. وهو من طريق عطيّة في الترمذي 4/ 536 (2431)، 5/ 347 (3243) وقال عنه: حسن. وقد ساق محقّقو المسند للحديث طرقًا تصحّحه، وشواهد تقويه. وينظر الصحيحة 3/ 66 (1079).
(4)
المسند 17/ 123 (11069). وإسناده كسابقه. وهو من طريق الأعمش في سنن أبي داود 4/ 36 (3998، 3999) وضعّف الألباني إسناده.
(5)
الفئام: الجماعة.
أخرجاه (1).
(2049)
الحديث التاسع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا الجُريري عن أبي نَضرة عن أبي سعيد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إذا أتيتَ على راعي إبل ٍفنادِ: يا راعيَ الإبل -ثلاثًا- فإن أجابَك وإلا فاحْلِبْ واشرب في غير أن تُفْسِد. وإذا أتيتَ على حائط فناد: يا صاحب الحائط -ثلاثًا- فإن أجابك وإلا فكُل، في غير أن تفسد"(2).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "والضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة"(3).
(2050)
الحديث العشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا ليث قال: حدثني عمران بن أبي أنس عن ابن أبي سعيد عن أبيه أنّه قال:
تمارَى رجلان في المسجد الذي أُسِّسَ على التَّقوى من أوّل يوم، فقال رجل: هو مسجد قُباء، وقال الآخر: هو مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هو مسجدي".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن أُنَيس بن أبي يحيى قال: حدّثني أبي قال: سمعت أبا سعيد الخدري قال:
اختلف رجلان: رجل من بني خُدرة ورجل من بني عمرو بن عوف، في المسجد
(1) المسند 17/ 92 (11041)، والبخاري 6/ 88 (2897)، ومسلم 4/ 1962 (2532).
(2)
"من غير أن تفسد" ليست في المسند. وهو في جامع المسانيد 33/ 456 (977).
(3)
المسند 17/ 251 (11159). ورجاله ثقات. ومن طريق يزيد أخرج ابن ماجة 2/ 771 (2300) جزأه الأول. وذكر البوصيري أن الجريري اختلط بأخرة، وأن يزيد روى عنه بعد الاختلاط، لكن مسلمًا أخرج في صحيحه عن يزيد عن الجريري. والحديث بتمامه عن يزيد في أبي يعلى 2/ 439 (1244)، وصحيح ابن حبّان 12/ 87 (5281) وصحّح الحاكم قسمه الأول على شرط مسلم 4/ 132، وسكت عنه الذهبي.
(4)
المسند 17/ 99 (11046). وفي مسلم 2/ 1015 (1398) من طريق أبي سلمة وعبد الرحمن بن سعيد عن أبي سعيد: "أنّ المسجد الذي أُسِّس على التقوى هو مسجدكم هذا". والحديث من طريق الليث أخرجه النسائي 2/ 36، وصحّحه ابن حبّان 4/ 483 (1606)، والألباني. وهو في سنن الترمذي 5/ 261 (3099)، وسمّى ابن أبي سعيد: عبد الرحمن، وقال: حسن صحيح غريب من حديث عمران.
الذي أُسِّسَ على التّقوى، فقال الخُدري: هو مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقال العَمري: هو مسجد قُباء، فأتَيا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فسألاه عن ذلك، فقال:"هو هذا المسجد" لمسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وقال: "في ذلك خير كثير": يعني مسجد قباء (1).
(2051)
الحديث الحادي والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن غيلان قال: حدّثنا رِشدين قال: حدّثني عمرو بن الحارث عن أبي السَّمح عن أبي الهَيثم عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمنون في الدنيا على ثلاثة أجزاء: الذين آمنوا باللَّه ورسوله ثم لم يرتابوا، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللَّه. والذي يأمَنُه النّاس على أموالهم وأنفسهم. ثم الذي إذا أشرف على طَمَعٍ تَرَكَه للَّه عز وجل"(2).
(2052)
الحديث الثاني والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سعيد ابن منصور قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: أخبرني رُبَيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضحَّى بكبشَين أقرنَين (3)، فقال:"هذا عنّي وعمّن لم يُضَحِّ من أُمّتي"(4).
(2053)
الحديث الثالث والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن محمد بن أبي شيبة، قال عبد اللَّه بن أحمد: وسَمِعْتُه أنا منه، قال: حدّثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن الضحّاك المِشْرَقيّ عن أبي سعيد الخدري:
(1) المسند 17/ 271 (11178). وهو من طرق عن أنيس: الترمذي 2/ 144 (323) وقال: حسن صحيح، وأبو يعلى 2/ 272 (985)، وصحيح ابن حبّان 4/ 506 (1626)، وصحّحه الحاكم والذهبي 1/ 487 على شرط مسلم.
(2)
المسند 17/ 102 (11050). ونقله في المجمع 1/ 57، 68، وأعلّه بأبي السَّمْح درّاج، وثّقه ابن معين وضعّفه غيره. أما محقّقو المسند فحكموا على إسناده بالضعف، لضعف رِشدين بن سعد، وأبي السَّمح في روايته عن أبي الهيثم، سليمان بن عمرو العُتواري.
(3)
في المسند "بكبش أقرن" ويؤيّده ما في الإتحاف والأطراف.
(4)
المسند 17/ 103 (11051)، ورجاله ثقات غير رُبَيح، فمختلف فيه. التهذيب 2/ 455. وقد أخرجه الحاكم من طريق عبد العزيز الدراوردي، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي 4/ 228. وحكم محقّقو المسند على الحديث بالصحّة، وعلى سنده بأن فيه ضعفًا خفيفًا، وذكروا شواهد للحديث.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أَيعْجِزُ أحدُكم أن يقرأَ ثلثَ القرآن في ليلة؟ " فشقّ ذلك على أصحابه. قالوا: من يُطيقُ ذلك؟ قال: "يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فهي ثلثُ القرآن"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا مالك بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي صعصعة الأنصاري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري:
أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه، إنّ لي جارًا يقومُ الليلَ ولا يقرأُ إلا {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} كأنه يقلِّلها. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده، إنها لَتَعْدِلُ ثلثَ القرآن"(2).
انفرد بإخراج الطريقين البخاري.
(2054)
الحديث الرابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة ابن سعيد قال: حدّثنا بكر بن مُضَر عن ابن الهاد عن عبد اللَّه بن خَبّاب عن أبي سعيد الخدري:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأى أحدُكم الرُّؤيا يُحِبُّها فإنّما هي من اللَّه، فلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رأى غيرَ ذلك ممّا يكره، فإنّما ذلك من الشيطان، فليَسْتَعِذْ باللَّه من شرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحد، فإنها لا تَضُرُّه".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(2055)
الحديث الخامس والعشرون بعد المائة: وبالإسناد عن أبي سعيد:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تُواصلوا، فأيُّكم أرادَ أن يُواصلَ فلْيُواصِلْ حتى السَّحَر". قالوا: فإنك تُواصل. قال: "إنّي لَسْتُ كهيئتكم، إنّي أبيتُ لي مُطْعِمٌ يُطْعِمُني وساقٍ يَسقيني"(4).
(1) المسند 17/ 106 (11053). وهو في البخاري 9/ 59 (5015) من طريق الأعمش. وسائر رجاله ثقات.
(2)
المسند 17/ 483 (11392)، ومن طريق مالك في البخاري 9/ 58 (5013). وإسحاق بن عيسى من رجال مسلم.
(3)
المسند 17/ 107 (11054)، والبخاري 12/ 369 (6985) من طريق يزيد بن الهاد. وبقيّة رجاله رجال الشيخين.
(4)
المسند 17/ 108 (11055)، والبخاري 4/ 202 (1963) من طريق يزيد. ولم يشر المؤلّف إلى إخراج البخاري له.
(2056)
الحديث السادس والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قُتيبة قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وَهب عن عمرو بن الحارث عن دَرّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا حَليمَ إلا ذو عَثرة، ولا حَكيمَ إلا ذو تَجْرِبة"(1).
(2057)
الحديث السابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة ويونس قالا: حدّثنا ليث عن ابن الهاد عن يُحَنَّس (2) مولى مصعب بن الزُّبير عن أبي سعيد الخدري قال:
بينما نحن نسيرُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالعَرْج، إذا عَرَضَ شاعرٌ يُنْشِدُ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"خُذوا الشيطان -أو: أَمْسِكوا الشيطان- لأن يَمتلىءَ جوفُ رجلٍ قَيحًا خيرٌ له من أن يمتلىءَ شِعرًا".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(2058)
الحديث الثامن والعشرون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا سعيد ابن أبي مريم قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني زيد عن عِياض بن عبد اللَّه بن أبي سَرح عن أبي سعيد الخدري قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخرجُ يومَ الفِطر والأضحى إلى المُصَلّى، فأوّلُ شيء يبدأُ به الصلاة، ثم ينصرف فيقومُ مقابلَ الناسِ والناسُ جلوس على صفوفهم، فيَعِظُهم ويُوصيهم ويأمرُهم، وإن كان يُريد أن يقطعَ بَعثًا قطَعَه، أو يأمرَ بشيء أمرَ به، ثم ينصرف.
قال أبو سعيد: فلم يزل الناسُ على ذلك حتى خَرَجْتُ مع مروانَ وهو أمير المدينة في أضحى -أو فِطر- فلما أَتَيْنا المُصَلّى إذا مِنْبَرٌ بناه كثيرُ بن الصَّلت، فإذا مروانُ يريدُ أن
(1) المسند 17/ 110 (11056). وضعّف المحقّق إسناده لضعف درّاج في روايته عن أبي الهيثم سليمان - وقد تكرّر هذا. والحديث في الترمذي 4/ 332 (2033) وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والأدب المفرد 1/ 291 (565)، وضعّفه الألباني. وصحّحه الحاكم والذهبي 4/ 293، وابن حبّان 1/ 421 (193) من طريق ابن وهب. قال ابن حبّان: قال موهب (وهو الراوي عن ابن وهب): قال لي أحمد بن حنبل: أيشٍ كتبتَ بالشام؟ فذكرت له هذا الحديث. قال: لو لم تسمع إلا هذا لم تذهب رحلتُك.
(2)
وهو أبو موسى المدني، من رجال مسلم.
(3)
المسند 17/ 111 (11057) عن قتيبة، 17/ 461 (11368) عن يونس. وأخرجه مسلم 4/ 1769 (2259). من طريق قتيبة. ويونس بن محمّد من رجال الشيخين.
يَرْتَقِيَه قبلَ أن يصلّيَ، فخبَذْتُ بثوبه فجَبَذَني، فارتفعَ فخطبَ قبلَ الصلاة، فقلتُ له: غَيَّرْتُم واللَّه. فقال: يا أبا سعيد، قد ذهبَ ما تعلم. فقلتُ: ما أعلم -واللَّهِ- خيرٌ ممّا لا أعلم. فقال: إنّ النّاس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة، فجعَلْتُها قبل الصلاة.
أخرجاه (1).
(2059)
الحديث التاسع والعشرون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري:
أن ناسًا من الأنصار سألوا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم (2)، حتى نَفَدَ ما عنده، فقال:"ما يكونُ عندي من خير فلن أدَّخِرَه عنكم، ومن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّه اللَّه، ومن يَسْتَغْنِ يُغْنِه اللَّه، ومن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْه اللَّه، وما أُعْطِي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر".
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا شعبة قال: سمعتُ أبا حمزة يحدّث عن هلال بن حِصن قال:
نزلتُ على أبي سعيد، فضمَّني وإيّاه المجلسُ. قال: فحدَّثَ أنّه أصبحَ ذاتَ يوم وقد عَصَبَ على بطنه حجَرًا من الجوع، فقالت له امرأته وأُمُّه (4): ائتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فاسأله، فقد أتاه فلان فسأله فأعطاه، وأتاه فلان فسأله فأعطاه. قال: قلتُ: حتى ألتمسَ شيئًا. قال: فالتمستُ فلم أجد شيئًا، فأتيتُه وهو يخطُبُ، فأدركت من قوله وهو يقول:"من يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّه اللَّه، ومن يَسْتَغْنِ يُغْنِه اللَّه، ومن سألَنا إما أن نَبْذُلَ له وإمَا أن نُواسِيَه -أبو حمزة الشاكّ- ومن يَسْتَعِفُّ عنا أو يستغني أحبُّ إلينا ممّن يسألنَا". قال: فرجعْتُ فما سألتُه
(1) البخاري 2/ 448 (956)، وهو في مسلم من طريق عياض بن عبد اللَّه 2/ 605 (889).
(2)
وفي البخاري -دون مسلم - "ثم سألوه فأعطاهم" مرة ثالثة.
(3)
البخاري 3/ 335 (1469)، ومن طريق مالك في مسلم 2/ 729 (1053). والحديث في المسند 18/ 387، 388 (11890، 11891) من طريق معمر ومالك عن الزهري.
(4)
في المسند "أو أمّه".
شيئًا. فما زال اللَّه تعالى يرزُقُنا حتى ما أعلَم من الأنصار أهلَ بيت أكثرَ أموالًا منّا (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الرِّجال عن عُمارة بن غَزِيّة عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال:
سَرَّحَتْني أُمّي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم أسأَله، فأتيتُه فَقَعَدْتُ، فاستقبلَني فقال:"من استغنى أغناه اللَّه، ومن استعفَّ أعفَّه اللَّه، ومن استكفَّ كفاه اللَّه، ومن سأل وله قيمة أوقيّة فقد ألحف". قال: فقلتُ: ناقتي الياقوتة هي خيرٌ من أوقيّة، فرجَعْت ولم أسألْه (2).
(2060)
الحديث الثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه قال: حدّثنا معاذ بن هشام قال: حدّثني أبي عن عامر الأحول عن أبي الصِّدِّيق عن أبي سعيد الخدري:
أن نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اشتهى المؤمنُ الولدَ في الجنّة كان حملُه ووضعُه وسِنُّه في ساعة واحدة"(3).
(2061)
الحديث الحادي والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا سليمان التَّيْمي قال: حدّثني أبو نَضرة قال: حدّثني أبو سعيد الخدري:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه نهى عن الجَرِّ أن يُنْتَبَذَ فيه، وعن التَّمر والزبيب أن يُخْلَطَ بينهما، وعن البُسْر والتَّمْرِ أن يُخْلَطَ بينهما.
(1) المسند 17/ 488 (11401). وصحّح المحقّق الحديث، وضعّف إسناده. وينظر مسند أبي يعلى 2/ 367 (1129).
(2)
المسند 17/ 114 (11060)، والنسائي 5/ 98. ومن طريق ابن أبي الرّجال في أبي داود 2/ 116 (1628) وصحّحه الألباني، وذكره في الصحيحة 2/ 297 (1719). وقوّى محقّقو المسند إسناده.
(3)
زاد في المسند - وتؤيّده المصادر: "كما يشتهي". وهو في المسند 7/ 1116 (11063). ورجاله رجال الشيخين، عدا عامر، فهو من رجال مسلم. وقد أخرج الحديث من طرق عن معاذ: الترمذي 5/ 599 (2563) وقال: حسن غريب، وابن ماجة 2/ 1452 (4338)، وأبو يعلى 2/ 317 (1051)، وابن حبّان 16/ 417 (7404). وصحّحه الشيخ ناصر.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2062)
الحديث الثاني والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَثَلي ومَثَلُ النبيّين كمَثَلِ رجلٍ بني دارًا، فأتمَّها إلا لَبِنة واحدة، فجئْتُ أنا فأَتْمَمْتُ تلك اللَّبِنة".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(2063)
الحديث الثالث والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا عُبيد اللَّه بن الوليد الوَصّافي عن عطيّة العَوفي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفرُ اللَّهَ الذي لا إله إلا هو الحيُّ القيومُ وأتوبُ إليه، غَفَرَ اللَّهُ ذنوبَه وإن كانَتْ مثلَ زَبَد البَحر، وإن كانت مثلَ رمل عالج، وإن كانت عَدَدَ ورق الشجر"(3).
(2064)
الحديث الرابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد ابن المُثَنّى قال: حدّثنا سالم بن نوح عن الجُريري عن أبي نَضرة عن أبي سعيد قال:
لَقِيَه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يعني الدّجّال- وأبو بكر وعمرُ في بعض طرق المدينة، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أتشهدُ أنّي رسولُ اللَّه؟ " فقال هو: تشهد (4) أني رسول اللَّه؟ . فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "آمنتُ باللَّه وملائكته وكُتبه. ما ترى؟ " قال: أرى عَرْشًا على الماء. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ترى عَرْشَ إبليسَ على البحر. وما ترى؟ " قال: أرى صادِقَين وكاذبَين. أو: كاذبين وصادقين. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لُبِس عليه، دَعُوه".
(1) المسند 17/ 119 (11065). وهو حديثان في مسلم، من طريق سليمان: النهي عن الانتباذ في الجرّ 3/ 1580 (1996)، والنهي عن الخلط في الانتباذ 3/ 1574 (1987).
(2)
المسند 17/ 121 (11067)، ومسلم 4/ 1791 (2286).
(3)
المسند 17/ 130 (11074)، والترمذي 5/ 438 (3397)، وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوصّافي عبيد اللَّه بن الوليد. وضعّف محقق المسند إسناده لضعف عطية، وللاتفّاق على ضعف الوصّافي. وضعّف الشيخ الألباني الحديث.
(4)
في مسلم "أتشهد".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو نُعَيم قال: حدّثنا الوليد بن عبد اللَّه (2) قال: أخبرني أبو سلمة عن أبي سعيد الخدري قال:
أتى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ابنَ صيّاد وهو يلعب مع الغِلمان، فقال:"أتشهدُ أنّي رسولُ اللَّه؟ " قال هو: أتشهدُ أنّي رسولُ اللَّه؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قد خَبَأْتُ لك خَبيئا" فقال: دُخّ، دُخّ (3). قال:"اخْسَأْ، فلن تعدوَ قدرك"(4).
(2065)
الحديث الخامس والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مَعمر عن الزُّهري قال: أخبرني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه أن أبا سعيد الخدري قال:
حدّثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثًا طويلًا عن الدّجّال، فقال فيما يحدِّثنا:"يأتي الدّجّال وهو مُحَرَّمٌ عليه أن يَدْخُلَ نقابَ المدينة، فيخرُجُ إليه رجلٌ يومئذٍ هو خيرُ النّاس - أو من خيرهم، فيقول: أشهدُ أنّكَ الدّجّالُ الذي حدّثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثَه، فيقولُ الدّجّال: أرأيْتُم إنّ قَتَلْتُ هذا ثم أَحْيَيْتُه، أتَشُكُّون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتُلُه ثم يُحييه، فيقولُ حين يُحييه (5): واللَّه ما كنتُ قطُّ أشدَّ بصيرة فيك منّي الآنَ. قال: فيريد قتلَه الثانيةَ فلا يُسَلَّطُ عليه".
أخرجاه (6).
(1) مسلم 4/ 2241 (2925).
(2)
جاء في النسخ المخطوطة عندنا، وفي مطبوعة المسند القديمة، وفي مخطوطاته -كما أشار المحقّق- وفي جامع المسانيد 33/ 566 (1238)"ابن عبد الملك"، وصوّبه محقّق المسند إلى "عبد اللَّه". وهو الذي تصحّحه كتب التراجم، وذكر أنّه أخرج له مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي والبخاري في الأدب.
(3)
في المسند "دخّ" مرة واحدة. وكذا جامع المسانيد.
(4)
المسند 18/ 300 (11776)، وهو حديث صحيح، ورجاله ثقات، وللحديث شواهد في الصحيحين، عن ابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر - ينظر الجمع 1/ 247 (332)، 2/ 101، 161 (1133، 1267).
(5)
في المسند "يحيا". وفي البخاري ومسلم كما عندنا.
(6)
المسند 17/ 419 (11318)، ومن طريق ابن شهاب في البخاري 4/ 95 (1882)، ومسلم 4/ 2256 (2938).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه بن قَهزاد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عثمان عن أبي حمزة السُّكّري (1) عن قيس بن وهب عن أبي الوَدَّاك عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يخرج الدّجّال، فيتوجّه قِبَلَه رجلٌ من المُؤمنين، فتلقاه المَسالحُ (2) مسالحُ الدّجّال، فيقولون له: أين تَعْمِدُ؟ فيقول: "أَعْمِدُ إلى هذا الذي خرج. قال: فيقولون له: أو ما تؤمنُ بربِّنا؟ فيقول: ما بربِّنا من خَفاء. فيقولون: اقتُلوه. فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربُّكم أن تقتلوا أحدًا دونَه. قال: فينطلقون به إلى الدّجّال، فإذا رآه المؤمنُ قال: أيُّها النّاس، هذا الدّجّال الذي ذكرَه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: فيأمر الدّجّال فيُشَجُّ (3)، فيقول: خذوه وشُجُّوه، فيُوسَعُ ظهرُه ضَربًا، فيقول: أما تؤمنُ بي؟ فيقول: أنت المسيح الكذّاب. فيُؤمُر به فيُؤْشَرُ بالمِنشار من مَفْرِقه حتى يُفْرَقَ بين رجليه. قال: ثم يمشي الدّجّال بين القطعتين، ثم يقول له: فيستوي قائمًا، قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازْدَدْتُ فيك إلّا بَصيرةً. قال: ثم يقول: يا أيُّها الناسُ، إنه لا يَفعلُ بعدي بأحد من النّاس، قال: فيأخُذُه الدّجّالُ ليذبحَه، فيُجْعَلُ ما بين رقبيته إلى تَرْقُوته نُحاسًا، فلا يستطيعُ إليه سبيلًا. قال: فيأخذُ بيديه ورجليه فيقذفُ به، فيحسِبُ النّاس أنما قذفَه في النّار، وإنما أُلقِيَ في الجنّة" فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"هذا أعظمُ النّاسِ شهادةً عند ربِّ العالمين".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(2066)
الحديث السادس والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج قال: حدّثنا حمّاد عن الجُريري عن أبي نَضرة عن أبي سعيد قال:
حَجَجْنا فنَزَلْنا تحتَ شجرة، وجاء ابنُ صائد فنزلَ في ناحيتها، فقلت: إنا للَّه؛ ما صَبَّ هذا عليَّ! قال: يا أبا سعيد، ما ألقى من النّاس، وما يقولون لي! يقولون: إني الدّجّال! أما سَمِعْتَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: لا الدّجّال لا يُولَدُ له، ولا يدخلُ المدينةَ ولا
(1)"السكري" ليست في مسلم. وهو محمد بن ميمون المَرْوزَيّ، روى له الجماعة.
(2)
المسالح: حملة السلاح.
(3)
ويروى "فيشج".
(4)
مسلم 4/ 2256 (2938).
مكّة"؟ قلتُ: بلى. قال: قد وُلِدَ لي، وقد خَرَجْتُ من المدينة، وأنا أريد مكّة. قال أبو سعيد: فكأنّي رَقَقْتُ له. فقال: واللَّه إنّ أعلمَ الناسِ بمكانه لأنا. قال: قلت: تَبًّا لك سائرَ اليوم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا عوف عن أبي نَضرة عن أبي سعيد الخدري قال:
أقْبَلْنا في جيش من المدينة وكان فيهم عبدُ اللَّه بن صيّاد، وكان لا يُسايِرُه أحدٌ، ولا يُرافِقه ولا يُؤاكِله ولا يُشاربه، ويُسَمُّونه الدّجّال، فبينا أنا ذات يوم في منزل لي إذ رآني جالسًا، فجاء حتى جلس إليَّ، فقال: يا أبا سعيد ألا ترى ما يصنعُ بي النّاس، لا يُسايرني أحدٌ، ولا يُرافقني أحد، ولا يُشارِبني أحد، ولا يُؤاكلني أحد، ويَدْعوني الدّجّال، وقد عَلِمْتُ أنت يا أبا سعيد أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"الدّجّال لا يدخل المدينة" وإنّي قد وُلِدْتُ بالمدينة، وقد سَمِعْتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ الدّجّال لا يُولَدُ له" وقد وُلِد لي. واللَّه لقد هَمَمْتُ ممّا يَصنعُ بي الناسُ أن آخُذَ حَبْلًا وأخلوَ فأجعلَه في عنقي فأختنقَ وأستريحَ من هؤلاء النّاس. واللَّه ما أنا بالدّجّال، ولكن واللَّه لو شئتَ لأخْبَرْتك باسمه، واسمِ أبيه، واسمِ أُمِّه، واسمِ القرية التي يخرج منها (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن التَّيمي عن أبي نَضرة عن أبي سعيد قال:
لَقِيَني ابن صائد قال: عُدَّ النّاسَ يقولون -أو أحسب النّاسَ يقولون- وأنتم يا أصحابَ محمد! أليس سمعتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول -أو قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هو يهوديٌّ" وأنا مسلم، و"إنّه أعور" وأنا صحيح، و"لا يأتي مكّة والمدينة"، وقد حَجَجْتُ، وأنا الآنَ معك (3). قال: فَلَبَسَ عليَّ (4).
(1) المسند 17/ 482 (11390)، ومسلم 4/ 2242 (2927) من طريق الجريري. وسريج بن النعمان، وحمّاد بن سلمة ثقتان، من رجال الصحيح.
(2)
المسند 18/ 273 (11749)، وإسناده صحيح. ومعناه في مسلم 4/ 2341 (2927) عن أبي نضرة.
(3)
كذا في المخطوطات. والذي في المسند: "وأنا معك الآن بالمدينة". و"ولا يولد له" وقد ولد لي. ثم قال: مع ذاك، إني لأعلم أين ولد، ومتى يخرج، وأين هو. قال: فلبُسَ علي".
(4)
المسند 17/ 305 (11209)، ومسلم 4/ 2442 (2927) من طريق معتمر بن سليمان التّيمي عن أبيه.
انفرد بإخراج هذه الطرق (1) مسلم.
(2067)
الحديث السابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عُبيدة قال: حدّثنا همّام بن يحيى عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تكتبوا عنّي شيئًا إلا القرآن، فمن كتب عنّي شيئًا فَلْيَمْحُه".
وقال: "حدِّثوا عنّي، فمن كَذَبَ عليّ مُتَعَمِّدًا فلْيَتَبوَّأْ مَقعدَه من النّار".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(2068)
الحديث الثامن والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن إسماعيل بن أبي فُدَيك قال: حدّثنا الضّحّاك بن عثمان عن محمد بن يحيى بن حَبّان عن أبي مُحَيريز الشامي أنّه سمع أبا صِرمة المازنيّ وأبا سعيد الخدريَّ يقولان:
أصَبْنا سبايا في غزوة المُصْطَلِق -وهي الغزوة التي أصاب فيها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جُويريةَ، فكان منّا من يريد أن يَتَّخِذَ أهلًا، ومنّا من يريد أن يستمتعَ ويبيعَ، فراجَعْنا (3) في العَزل، فذكَرْنا ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما عليكم ألّا تعزِلوا، فإنّ اللَّهَ قد قَدَّرَ ما هو خالقٌ إلى يوم القيامة".
أخرجاه (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل عن هشام الدَّستوائي قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير [عن محمد بن الرحمن بن ثوبان](5) عن أبي رِفاعة عن أبي سعيد الخدري:
(1) في ت "الطريقين".
(2)
المسند 17/ 443 (11344)، ومسلم 4/ 2298 (3004) من طريق همّام. وأبو عبيدة عبد الواحد الحدّاد ثقة.
وهذه نهاية نسخة دار الكتب المصرية (ك). ينظر المصوّرات بعد المقدّمة.
(3)
في المسند "فتراجعْنا". ورواية البخاري ومسلم "فسألناه"، "فسألنا".
(4)
المسند 18/ 144 (11602)، وينظر تعليق المحقّق. وهو في البخاري 5/ 170 (2542)، 7/ 428 (4138)، ومسلم 2/ 1061 (1438) من طريق محمد بن يحيى.
(5)
تتمّة من المسند.
أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه: إنّ لي وليدةً وأنا أعزِلُ عنها، وإنّي أريدُ ما يريدُ الرجل وأنا أكرهُ أن تحمِل، وإنّ اليهود تَزْعُمُ أنَّ الموءودة الصُّغرى العزل، فقال:"كَذَبَتْ يهودُ، ولو أرادَ اللَّه أن يَخْلِقهَ لم يَسْتَطعْ أحدٌ أن يَصْرِفَه"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن يونس بن عمرو عن أبي الوَدّاك عن أبي سعيد قال:
أَصَبْنا سبايا يومَ حُنين، فكنّا نلتمسُ فداءَهنّ، فسألْنا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن العَزل، فقال:"اصنعوا ما بدا لكم، فما قَضَى اللَّهُ فهو كائن، وليس مِن كلِّ الماء يكون الولد".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بهز قال: حدّثنا شعبة قال: حدثني أنس بن سِيرين عن أخيه مَعبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال في العزل: "لا عليكم ألّا تفعلوا ذلكم، فإنما هو القَدَر".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(2069)
الحديث التاسع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثني علي بن المبارك قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدّثني
(1) في المسند 17/ 389 (11288) عن وكيع عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي مطيع. وفي 18/ 55 (11477) عن يزيد عن هشام عن يحيى عن محمد. . . . وفي 18/ 72 (11502) عن يحيى بن سعيد عن هشام عن يحيى عن محمد. . . ولم ترد فيه رواية إسماعيل عن هشام. وقد ذكرها ابن حجر في الأطراف 6/ 328، والإتحاف 5/ 494، ولم يقف عليها المحقّقان، والحديث في سنن أبي داود 2/ 252 (2171) عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن رفاعة. وهذا الأخير مختلف في اسمه، وهو علّة الحديث. وقد صحّح الألباني ومحقّقو المسند الحديث، ولكن محقّقي المسند ضعّفوا إسناده لأبي رفاعة.
(2)
المسند 18/ 28 (11438) ومسلم 2/ 1064 (1438) عن طريق أبي الوَدّاك، جبر بن نوف. ويونس ابن عمرو مختلف فيه، ولكنّه متابع.
(3)
المسند 18/ 40 (11458)، ومسلم 3/ 1062 (1438).
أبو سعيد مولى المَهْري عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعث بَعثًا إلى بني لِحيان من بني هُذيل، فقال:"لِيَنْبَعِثْ من كُلِّ رجلين أحدُهما والأجرُ بينهما".
ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ بارِك لنا في مُدِّنا وصاعِنا، واجعلْ مع البَرَكة بَرَكَتين"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو عن يزيد بن أبي سعيد مولى المَهري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني لِحيان، وقال "لِيَخْرُجْ من كلِّ رجلين رجلٌ" ثم قال:"للقاعِد خلفَ الخارج في أهله وماله بِخَير مثلُ نصفِ أجر الخارج".
انفرد بإخراج الطريقين مسلم (2).
(2070)
الحديث الأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن مُجالِد قال: حدّثني أبو الوَدّاك قال: سمعتُ أبا سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المؤمنُ يأكل في مِعًى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء"(3).
(2071)
الحديث الحادي والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا المُطَّلب بن زياد قال: حدّثنا ابنُ أبي ليلى عن عطيّة العَوفي عن أبي سعيد الخدري:
(1) المسند 18/ 372 (11867). وبهذا الإسناد في مسلم - في موضعين الجزء الأول منه 3/ 1507 (1896)، والثاني 2/ 1002 (1374).
(2)
المسند 17/ 181 (11110)، ومن طريق يزيد في مسلم 3/ 1507 (1896). وهارون، وعبد اللَّه بن وهب، وعمرو بن الحارث، من رجال الشيخين.
(3)
لم يرد الحديث في مطبوع المسند. وقد ذكره ابن حجر في الإتحاف 5/ 186 (5170) عن أحمد والدارمي وأبي عوانة. وفي الأطراف 6/ 381 (8641)، وذكر المحقّقان أنهما لم يقفا عليه. وهو عن أبي سعيد في سنن الدارمي 2/ 25 (2049) وفي إسناده مجالد بن سعيد، فيه كلام.
وللحديث شواهد في الصحيحين عن ابن عمر وأبي هريرة وأبي موسى وجابر: مسلم 3/ 1631، 1632 (2060 - 2062)، والبخاري 9/ 536 (5393 - 5397). وروى الترمذي 4/ 234، 235 (1818، 1819) حديثين عن ابن عمر وأبي هريرة، وقال بعد الأول: وفي الباب عن. . . وأبي سعيد. . . .
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "تَسَحَّروا؛ فإنّ في السُّحور بَرَكةً"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "السّحور أكلُه بَرَكَة، فلا تَدَعُوه ولو أن يَجْرع أحدُكم جَرعةً من ماء، فإنّ اللَّه وملائكتَه يُصَلُّون على المُتَسَحِّرين"(2).
(2072)
الحديث الثاني والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا حمّاد عن بشر بن حرب عن أبي سعيد الخدري قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم واقفًا بعرفة يدعو هكذا - ورفع يدَيه حيال ثَنْدُوَتَيه، وجعلَ بطونَ كَفَّيه ممّا يلي الأرض (3).
(2073)
الحديث الثالث والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن أبي الصِّدِّيق عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يخلُصُ المؤمنون يومَ القيامة من النّار، فيحتبسون على قَنطرة بين الجنّة والنار، فيُقْتَصُّ لبعضهم من بعض، مظالمُ كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا
(1) المسند 17/ 381 (11281). وفي إسناده عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعطيّة العوفي، ليسا بالقويّين. ومن طريق المطّلب في الأوسط 8/ 30 (8060) قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن أبي ليلى إلّا المطّلب ابن زياد. وقال الهيثمي - المجمع 3/ 154 بعد أن نسبه لأحمد والطبراني: حديثهما حسن. والمطّلب وثّقه الإمام أحمد. .
والحديث صحيح عن أنس: البخاري 4/ 139 (1923)، ومسلم 2/ 770 (1095).
(2)
المسند 17/ 485 (11396). وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ضعيف. التهذيب 4/ 403. وصحّح محقّقو المسند الحديث، وذكروا له شواهد 17/ 150 (11086). وقوّى إسناده المنذري في الترغيب 2/ 81 (1583). وروى الحديث البوصيري في إتحاف الخبرة 3/ 432 (3042) عن أبي سعيد، وقال: له شاهد من حديث ابن عمر، رواه الطبراني الأوسط، وابن حبّان في صحيحه. ولفظه:"السحور كلّه بركة. .".
(3)
المسند 17/ 158 (11093). وإسناده ضعيف لضعف بشر، وكذا قال الهيثمي في المجمع 10/ 171. وينظر التهذيب 10/ 349.
والثندوة: للرجل كالثدي للمرأة.
هُذِّبوا ونُقوا أُذِنَ لهم في دخول الجنّة. فوالذي نفسي بيده، لأحدُكم أهدى لمنزله في الجنّة منه بمنزله كان في الدنيا".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(2074)
الحديث الرابع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا أبو معاوية شَيبان عن يحيى عن أبي نَضرة العَوَقي أن أبا سعيد الخدري أخبره قال:
سألتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الوِتر، فقال:"أَوْتِروا قبلَ الصُّبح".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(2075)
الحديث الخامس والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا زهير عن سعد أبي المجاهد الطائي عن عطيّة بن سعد العَوفي عن أبي سعيد الخدري:
أُراه قد رفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أيُّما مؤمنٍ سقى مؤمنًا شَربةً على ظمأ سقاه اللَّهُ يومَ القيامة من الرّحيق المختوم. وأيُّما مؤمن أطعمَ مؤمنًا على جوع أطعمَه اللَّه من ثمار الجنّة. وأيُّما مؤمن كسا مؤمنًا ثوبًا على عُرْي كساه اللَّه من خُضْر الجنّة"(3).
(2076)
الحديث السادس والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن إسحاق قال: أخبرنا ابن لَهيعة عن خالد بن أبي عمران عن أبي عبد الرحمن الحُبُليِّ عن أبي سعيد الخدري قال:
أخذ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: "يا أبا سعيد، ثلاثةٌ من قالهنّ دخلَ الجنّة" قلت: ما
(1) المسند 17/ 159 (11095). وأخرجه عن روح 18/ 146 (11603) ولكن عن أبي المتوكّل الناجي. وكذا في 17/ 162 (11098)، 18/ 106، 235 (11548، 11706) من طريق عن قتادة عن أبي المتوكّل. والإسنادان صحيحان. وأخرجه البخاري 5/ 96 (2440)، 1/ 1395 (6535) عن هشام وسعيد عن قتادة عن أبي المتوكّل.
(2)
المسند 17/ 161 (11097)، ومسلم 1/ 519، 520 (754) من طريق شيبان ومعمر عن يحيى بن أبي كثير. وهاشم بن القاسم من رجال الشيخين.
(3)
المسند 17/ 166 (11101)، وإسناده ضعيف لضعف عطيّة. وأخرجه الترمذي 4/ 546 (2449)، وأبو يعلى 2/ 360 (1111) من طريق أبي الجارود عن عطيّة، وهو إسناد ضعيف أيضًا، قال الترمذي: هذا حديث غريب. وقد روي هذا عن عطيّة عن أبي سعيد موقوفًا، وهو أصحّ. ورواه أبو داود 2/ 130 (1682) عن نُبيح عن أبي سعيد. وضعّف الألباني حديثي الترمذي وأبي داود. وينظر تخريج الحديث في المسند.
هنّ يا رسول اللَّه؟ قال: "من رَضِيَ باللَّه ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمّد رسولًا". ثم قال: "يا أبا سعيد، والرابعة لها من الفضل كما بين السماء والأرض، وهي الجهاد في سبيل اللَّه عز وجل".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2077)
الحديث السابع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن الحارث قال: حدّثني الأوزاعيّ عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري:
أن أعرابيًا سألَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الهجرة، فقال:"ويحَكَ، إنّ الهجرة شأْتها شديد. فهل لك من إبل؟ " قال: نعم. فقال: "أَلَسْتَ تؤدِّي صدقتَها؟ " قال: بلى. قال: "أَلَسْتَ تَمْنَحُ منها؟ " قال: بلى. قال: "أَلَسْتَ تَحْلِبُها يومَ وِردها؟ " قال: بلى. قال: "فاعمل من وراء البحار ما شِئْتَ، فإن اللَّه لن يَتْرِكَ من عملك شيئًا".
أخرجاه (2).
(2078)
الحديث الثامن والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج قال: حدّثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث: أن دَرّاجًا أبا السَّمح حدّثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتُم الرجلَ يعتادُ المسجدَ فاشْهَدوا له بالإيمان، قال اللَّه عز وجل:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (3)[التوبة: 18].
(1) المسند 17/ 167 (11102). ورجاله رجال الصحيح، غير ابن لهيعة. وهو ضعيف. والحديث في مسلم من طريق أبي هانىء الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي 3/ 1501 (1884).
(2)
المسند 17/ 197 (11108). وهو في البخاري 3/ 316 (1452)، ومسلم 3/ 1488 (1865) من طريق الأوزاعي. وعبد اللَّه بن الحارث من رجال مسلم.
ويَتِرك: ينقصك.
(3)
المسند 18/ 194 (11651) وإسناده ضعيف لضعف درّاج عن أبي الهيثم. ومن طريق عبد اللَّه بن وهب ورشدين بن سعد عن عمرو أخرجه الترمذي 5/ 14، 58 (2617، 3093) وقال: غريب حسن (حسن غريب). وهو من طريق رِشدين دين عن عمرو في ابن ماجة 1/ 263 (802). ومن طريق ابن وهب صحّح الحديث ابن خزيمة 3/ 379 (1502)، وابن حبّان 5/ 6 (1721)، والحاكم 1/ 212. قال الحاكم: هذه ترجمة للمصريين لم يختلفوا في صحّتها وصدق رواتها، غير أن شيخي الصحيح لم يخرجاه. وردّه الذهبي بقوله: درّاج كثير المناكير. وقد ضعّف الألباني الحديث في الترمذي وابن ماجة. ولكن إسناده صحّح في حاشية ابن خزيمة.
(2079)
الحديث التاسع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية ابن عمرو قال: حدّثنا أبو إسحاق [عن الأعمش](1) عن سعد الطائي عن عطيّة بن سعد عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يدخلُ الجنّةَ صاحبُ خَمس: مُدْمن خمر، ولا مُؤمنٌ بسِحر، ولا قاطعُ رحم، ولا كاهنٌ، ولا مَنّان"(2).
(2080)
الحديث الخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا أبو الزبير عن جابر عن أبي سعيد الخدري قال:
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا قضى أحدُكم صلاته في المسجد ثم رجع إلى بيته حينئذٍ فليُصَلِّ في بيته ركعتين، وليجعلْ لبيته نصيبًا من صلاته، فإنّ اللَّه جاعلٌ في بيته من صلاته خيرًا"(3).
(2081)
الحديث الحادي والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا ابن لهيعة عن عُبيد اللَّه بن المغيرة قال: سمعت أبا الهيثم يقول: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:
رأيتُ بياضَ كَشْحِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ساجد (4).
(2082)
الحديث الثاني والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا ابن لَهيعة عن حَبّان بن واسع عن أبيه قال: سمعت أبا سعيد يقول:
(1)(عن الأعمش) أخلّت به النسختان الخطّيّتان. وهو في المسند، والأطراف 6/ 292 (8362)، والإتحاف 5/ 346 (5542).
(2)
المسند 17/ 178 (11107) وفي إسناده عطيّة. قال الهيثمي 5/ 77: وفيه عطيّة، وهو ضعيف، وقد وثّق. وحسّنه محقّقو المسند لغيره. وينظر حديث الألباني عنه في الضعيفة 3/ 656 (1464).
(3)
المسند 17/ 184 (11112)، وهو حديث صحيح، وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وقد أخرجه أحمد بإسناد صحيح 18/ 118 (11567)، عن عبد الرّزاق عن سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، وهذا الإسناد في ابن ماجة 1/ 438 (1376) وقال عنه البوصيري: رجاله ثقات. وصحّحه ابن خزيمة 2/ 212 (1206). وأخرج الحديث مسلم 1/ 539 (778) عن الأعمش. ولكنه جعله عن جابر دون ذكر أبي سعيد.
(4)
المسند 17/ 185 (11113)، ورجاله رجال الصحيح عدا ابن لهيعة. ينظر المجمع 2/ 128. وذكر محقّقو المسند شواهده 4/ 230 (2405) مسند ابن عبّاس.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أذا صلّى أحدُكم في ثوبٍ فليجعلْ طرفَيه على عاتِقَيه"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن أبى سفيان عن جابر عن أبي سعيد الخدري قال:
صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في ثوب واحدٍ واضعًا طرفيه على عاتقيه (2).
(2083)
الحديث الثالث والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن محمد أبو إبراهيم قال: حدّثنا مروان بن معاوية الفَزاري قال: حدّثنا عمر بن حمزة العُمَري قال: حدّثنا عبد الرحمن بن سعد مولى آل أبى سفيان قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ من أعظم الأمانةِ عندَ اللَّه عز وجل يومَ القيامة الرجلَ يُفضي إلى امرأتِه وتُفضي إليه ثم يَنْشُرُ سِرَّها".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(2084)
الحديث الرابع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مُصعب ابن المِقدام وحُجَين بن المُثَنّى قالا: حدّثنا إسرائيل قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عِصمة العِجلي قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخذ الرايةَ فهزَّها ثم قال: "من يأخذُها بحقِّها؟ " فجاء فلان (4) فقال: "أَمِطْ" ثم جاء رجل آخر، فقال:"أَمِط"(5) ثم قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "والذي كرَّمَ وجهَ
(1) المسند 17/ 186 (11116)، وهو حديث صحيح، وهذا الإسناد فيه ابن لهيعة. ينظر الطريق التالي.
(2)
المسند 17/ 126 (11072). وإسناده صحيح. وقد أخرج مسلم 1/ 369 (519) عن عيسى بن يونس وعلي بن مسهر وأبي معاوية عن الأعمش. . . وفيه: رأيته يصلّي في ثوب واحد متوشّحًا به.
(3)
المسند 18/ 196 (11655)، ومسلم 2/ 1060 (1437) من طريق مروان. وأبو إبراهيم المعقّب، قال عنه الإمام أحمد 18/ 200 (11660): كان أحد الصالحين. وقال عبد اللَّه بن أحمد: وكان من خيار النّاس. التعجيل 37.
(4)
في أبي يعلى "الزبير".
(5)
في أبي يعلى "ثم جاء رجل آخر" ثالثة.
محمّد، لأُعْطِيَنَّها رجلًا لا يَفِرُّ. هاك يا عليُّ". فانطلق حتى فتحَ اللَّهُ عليه خبيرَ وفَدَكَ، وجاء بعجوتها وقَديدها (1).
(2085)
الحديث الخامس والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وَهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعت النعمان يحدِّث عن الزُّهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وسئل: أيُّ النّاس خير؟ فقال: "هو من يُجاهدُ بماله ونفسه في سبيل اللَّه" قيل: ثم من؟ قال: "مؤمنٌ في شِعب من الشِّعاب يتّقي اللَّهَ وَيَدَعُ النّاسَ من شَرِّه".
أخرجاه (2).
(2086)
الحديث السادس والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا فضيل عن عطيّة قال: حدّثنا أبو سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أوّلَ زُمْرةٍ تدخُلُ الجنّة يومَ القيامة صورةُ وجوههم على مِثل صورة القمر ليلةَ البدر. والزُّمرةُ الثانيةً على لون أحسنِ كوكبٍ (3) دُرِّيٍّ في السماء، لكلِّ رجلٍ منهم زوجتان، على كلِّ زوجة سبعون حُلَّةً، يُرَى مُخُ ساقِها من وراء لحومهم أو دمائهم أو حُلَلهم"(4).
(2087)
الحديث السابع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري:
(1) المسند 17/ 197 (11122)، ومسند أبي يعلى 2/ 499 (1346) من طريق إسرائيل، ونَسَبَه في المجمع 9/ 127 لأبي يعلى، وقال: ورجاله رجال الصحيح، غير عبد اللَّه بن عصمة، وهو ثقة يخطىء. ونقل الحديث ابنُ كثير في الجامع 23/ 198 (422) وقال: تفرّد به. وقال محقّقو المسند: إسناده ضعيف على نكارة في متنه. وذكروا شواهد "لأعطينّ الراية. . .".
(2)
المسند 17/ 200 (11125)، ومن طريق الزهري في البخاري 6/ 6 (2786)، ومسلم 3/ 1503 (1888)، وسائر الرواة ثقات، عدا النعمان، وهو متابع.
(3)
في المسند "أحسن من كوكب".
(4)
المسند 17/ 201 (11126) وفيه: "من وراء لحومها ودمها وحللها". وهو حديث صحيح، ولكنّ في إسناده عطيّة. وأخرجه الترمذي عن فضيل بن مرزوق وفراس كلاهما عن عطية، وقال في الأول: حسن، وفي الثاني: حسن صحيح 4/ 584، 578 (2535، 2522). وللحديث روايات عند الشيخين عن أبي هريرة - ينظر الجمع 3/ 170 (2393).
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إني أُوشِكُ أن أُدْعَى فأجيبَ، وإنّي تاركٌ فيكم الثَّقَلَين: كتابَ اللَّه وعِتْرتي. كِتابَ اللَّه حبلًا ممدودًا (1) من السماء إلى الأرض، وعِتْرتي أهلَ بيتي. وإنّ اللطيفَ أخبرَني أنّهما لن يتفرّقا حتى يَرِدا عليَّ الحوض، فانظُروا بم تخْلُفوني فيهما"(2).
(2088)
الحديث الثامن والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الملك ابن عمرو قال: حدّثنا عليّ بن عليّ عن أبي المتوكِّل الناجي عن أبي سعيد الخدري:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم غَرَز بين يدَيه عودًا (3)، ثم غرز إلى جنبه آخر، ثم غرز الثالث فأبعدَه، قال (4):"هل تدرون ما هذا؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "هذا الإنسانُ، وهذا أجلُه، وهذا أملُه. يتعاطى الأملَ، يَخْتَلِجُه دونَ ذلك"(5).
(2089)
الحديث التاسع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا عليّ عن أبي المتوكّل الناجي عن أبي سعيد:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو اللَّهَ عز وجل بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قَطيعةُ رَحِم إلا أعطاه اللَّه بها إحدى ثلاث: إمّا أن يُعجِّلَ له دعوتَه، وامّا أن يَدَّخِرَها له في الآخرة، وإما أن يصْرِفَ عنه من السُّوء مثلَها" قالوا: إذًا نُكثر. قال: "اللَّه أكثر"(6).
(1) في المخطوطتين بالنصب هكذا. وفي المسند والمصادر بالرفع "حبل ممدود".
قال العكبري في إعراب الحديث 205: "أما كتاب اللَّه وعترتي" فبدلان من "الثّقلين". وأما "كتاب" الثاني، فهو بدل من "كتاب" الأوّل، وجوّز ذلك وحسّنه ما اتّصل به من زيادة المعنى، وهو قوله "حبلًا ممدودًا". وكذلك "عترتي وأهل بيتي".
(2)
المسند 17/ 211 (11131). ومسند أبي يعلى 2/ 297 (1021) من طريق محمد بن طلحة، والترمذى 5/ 622 (3788) من طريق الأعمش، قال الترمذي: حسن غريب. ومال محقّق المسند إلى تصحيح الحديث بشواهده، وتضعبف سنده. وأطال الشيخ ناصر في الكلام عن الحديث وطرقه ورواياته بما لا مزيد عليه - الصحيحة 4/ 355 - 361 (1761).
(3)
في المسند "غرْزًا".
(4)
في المسند "ثم قال".
(5)
المسند 17/ 212 (11132). قال الهيثمي 10/ 258: رجاله الصحيح، غير عليّ بن عليّ الرفاعي، وهو ثقة. وعليّ روى له أصحاب السُّنن، والبخاري في الأدب. وقالوا عنه: ثقة، أو: لا بأس به. ينظر التهذيب 5/ 286. وينظر أيضًا تخريج محقّقي المسند.
(6)
المسند 17/ 213 (11133)، وإسناده إسناد سابقه. قال الهيثمي 10/ 151 مثل ما قال في سابقه: رجاله رجال الصحيح غير عليّ بن عليّ الرفاعي، وهو ثقة. ومن طريق الرفاعي أخرجه البخاري في المفرد 1/ 374 (710)، وأبو يعلى 2/ 296 (1019). والحاكم والذهبي 1/ 493 وصحّحاه، وصحّحه الألباني. وجوّد محقّقو المسند إسناده.
(2090)
الحديث الستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا زُهير عن عبد اللَّه بن محمد عن حمزة بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال:
سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المِنبر: "ما بالُ رجالٍ يقولون: إنّ رَحِمَ رسولِ اللَّه لا تَنْفعُ قومَه؟ بلى واللَّه، إنّ رَحِمي موصولةٌ في الدنيا والآخرة، وإنّي أيها النّاس فَرَطٌ لكم (1)، فإذا جِئْتمُ قال رجل: يا رسول اللَّه، أنا فلان ابن فلان، وقال آخر: أنا فلان بن فلان. فأقول لهم: أما النَّسبُ فقد عرفت، ولكنّكم أَحْدَثْتُم بعدي وارْتَدَدْتُم القَهْقَرى"(2).
(2091)
الحديث الحادي والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا فُليح عن سعيد بن الحارث قال:
اشتكى أبو هريرة -أو غاب- فصلّى بنا أبو سعيد الخدري، فجَهَر بالتكبير حين افتتحَ الصلاة، وحين ركعَ وحين قال سَمعَ اللَّهُ لمن حَمِدَه، وحين رفع رأسه من السجود، وحين سجدَ، وحين قام بين الركعتين، حتى قضى صلاتَه على ذلك. فلما صلّى قِيلَ له: قد اختلف الناسُ على صلاتك، فخرج فقام عند المنبر فقال: أيُّها الناسُ، واللَّه ما أُبالي أَختلفت صلاتُكم أو لم تختلف، هكذا رأيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يصلّي.
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(2092)
الحديث الثاني والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا أبو الأشهب العُطاردي عن أبي نَضرة عن أبي سعيد الخدري قال:
رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم في أصحابه تأخُّرًا، فقال:"تَقَدَّموا فائتَمُّوا بي، وَلْيَأْتَمَّ بكم مَنْ بعدَكم. ولا يزال قوم يتأخَّرون حتى يؤخِّرَهم اللَّهُ عز وجل يوم القيامة".
(1) في المسند "على الحوض".
(2)
المسند 17/ 219 (11138). وعبد اللَّه بن محمد بن عقيل، مالوا إلى تضعيفه. أما حمزة بن سعيد، فوثّقه ابن حبان، ولم يذكر فيه أبو حاتم جرحًا ولا تعديلًا، ولم يذكروا من الرواة عنه غير ابن عقيل. التعجيل 103. ومن طريق زُهير صحّح الحاكم والذهبي الحديث 4/ 74، وحكم محقّق المسند على الحديث بأنه صحيح لغيره، وأنّ إسناده ضعيف. وذكر شواهد له. وقد أخرجه من هذه الطريق أبو يعلى 3/ 433 (1238) ولكنه جعل عبد الرحمن بن أبي سعيد مكان حمزة. وحكم الهيثمي على رجال أبي يعلى بأنهم رجال الصحيح غير ابن عقيل، وقد وثّق. المجمع 10/ 367.
(3)
المسند 17/ 224 (11140)، ومن طريق فليح في البخاري 2/ 303 (825). وأبو عامر العقدي من رجال الشيخين.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2093)
الحديث الثالث والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا زكريا عن عطية العَوفي عن أبي سعيد الخدري:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال (2): "قد أُعْطِي كلُّ نبيٍّ عَطِيَّةً، فكلٌّ قد تَعَجلَها، وإنّي أخَّرْتُ عَطِيَّتي شفاعةً لأمّتي. وإن الرجلَ من أُمَّتي لَيَشْفَعُ للفِئام من النّاس فيدخلون الجنّة، وإن الرجل ليَشْفَعُ للقبيلة، وإن الرجل لَيَشْفَعُ للعُصْبة، وإن الرجل لَيَشْفَعُ للثلاثة وللرجلين وللرجل"(3).
(2094)
الحديث الرابع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا هشام عن يحيى عن أبي إبراهيم عن أبي سعيد الخدري:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أحرمَ وأصحابَه عامَ الحُديبية غيرَ عثمان وأبي قتادة، واستغفرَ للمُحَلِّقين ثلاثًا، وللمُقَصرّين مرّة (4).
(2095)
الحديث الخامس والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا فُضيل بن مرزوق عن عطيّة العَوفي عن أبي سعيد الخدري:
عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "من صلَّى على جِنازة وشَيَّعَها كان له قيراطان، ومن صلَّى عليها ولم يُشَيِّعها كان له قِيراط. والقِيراط مثلُ أُحُد"(5).
(1) المسند 17/ 394 (11292)، ومسلم 1/ 324 (438) من طريق أبي الأشهب - جعفر بن حَيّان. ويزيد بن هارون ثقة، من رجال الشيخين.
(2)
(قال) من ت. وليس في المسند "أنه".
(3)
المسند 17/ 236 (11148). ورجاله رجال الصّحيح غير عطيّة العوفي، ضعيف. وقد صحّحه محقّق المسند لغيره، وفصّل الكلام في مظانّه وساق شواهده.
(4)
المسند 17/ 238 (11149)، ومسند أبي يعلى 2/ 453 (1263) بهذا الإسناد، وقال في المجمع 3/ 265 265: رواه أحمد وأبو يعلى -واللفظ له- وفيه أبو إبراهيم الأنصاري، جَهِلَه أبو حاتم، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. ولكن فيهما "حلق". مكان "أحرم". وبرواية "حلق" في المسند 18/ 359، 360 (11847، 11848) من طريق يحيى بن أبي كثير. والحديث صحيح، ولكن إسناده ضعيف. وينظر شواهده عند محقّقي المسند وأبي يعلى.
(5)
المسند 17/ 242 (11152). وهو حديث صحيح، ولكن إسناده ضعيف لضعف عطيّة، وحسّن الهيثمي إسناده 3/ 32. وينظر حاشية المسند.
(2096)
الحديث السادس والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن أبي نَعامة عن أبي نَضرة عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلَّى فخلَعَ النّاسُ نعالَهم، فلمّا انصرف قال:"لِمَ خَلَعْتُم نِعالكم؟ " قالوا: يا رسول اللَّه، رأيناك خَلَعْتَ فَخَلَعْنا. قال:"إنّ جبريلَ أتاني فأخبرَني أنّ بهما خَبَثًا. فإن جاءَ أحدُكم المسجدَ فلْيَقْلِب نعلَه ولينظر فيهما، فإن رأى بهما خَبَثًا فلْيُمِسَّه بالأرض ثم لِيُصَلِّ فيهما"(1).
(2097)
الحديث السابع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن الحكم عن ذَكوان عن أبي سعيد:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرّ على رجل من الأنصار، فأرسل إليه، فخرج ورأسُه يقطُرُ، فقال له:"لعلَّنا أعْجَلْناك؟ " فقال: نعم يا رسول اللَّه. فقال: إذا أُعْجِلْتَ أو أُقْحِطْتَ فلا غُسْلَ عليك، عليك الوضوء".
أخرجاه (2).
(2098)
الحديث الثامن والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعت زيدًا أبا الحَواري قال: سمعت أبا الصِّدّيق يحدِّث عن أبي سعيد الخدري قال:
خَشِينا أن يكونَ بعد نبيِّنا حَدَث، فسألْنا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:"يخرجُ المَهْدِيُّ في أمّتي خمسًا أو سبعًا أو تسعًا" زيد الشاكّ، قال: قلنا: أيّ شيء؟ قال: "سنين". قال: "ثم يُرسلُ السماءَ عليهم مِدرارًا، ولا تَدَّخِرُ الأرضُ من نباتها شيئًا، ويكونُ المالُ كُدوسًا". قال: "يجيءُ الرجُلُ إليه
(1) المسند 17/ 242 (11153)، وإسناده صحيح. وقد صحّح الحديث ابن خزيمة 2/ 107 (1017)، والحاكم والذهبي 1/ 260 على شرط مسلم (كلّهم من رجاله عدا يزيد من رجال الشيخين) ومن طريق حمّاد بن سلمة صحّحه ابن حبان 5/ 560 (2185). وهو في سنن أبي داود 1/ 175 (650). من طريق حماد [بن زيد] كما في المطبوعة، وفي التحفة "حمّاد" غير منسوب 3/ 466 (4362).
(2)
المسند 17/ 253 (11162)، والبخاري 1/ 284 (180)، ومسلم 1/ 269 (345).
فيقول: يا مهديُّ، أَعْطِني، أَعْطِني، فيجعل له في ثوبه ما استطاع أن يحمل" (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا جعفر عن المُعَلَّى بن زياد قال: حدّثنا العلاء بن بشير عن أبي الصِّدِّيق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أُبَشِّركم بالمَهْدِيّ، يُبعث في أمّتي على اختلاف من النّاس، وزلازل، فيملأُ الأرض قِسطًا وعَدلًا كما مُلِئَتْ جَورًا وظُلمًا، يرضى عنه ساكنو السماء وساكنو (2) الأرض، يَقْسِمُ المالَ صَحاحًا. فقال له رجل: ما "صَحاحًا"؟ قال: "بالسّوِيّة بين النّاس". قال: "ويملأُ اللَّهُ قلوبَ أمةِ محمد غِنًى، ويَسَعُهم عَدلُه حتى يأمرَ مناديًا فينادي، يقول: من له في مال حاجة؟ فما يقومُ من النّاس إلا رجلٌ واحد، فيقول: أنا. فيقول: ائتِ السّادِن (3) -يعني الخازن- فقل له: إن المهديَّ يأمُرُك أن تُعطِيَني مالًا، فيقول له: احْثُ، حتى إذا جعلَه في حِجره وأبرزَه نَدِمَ، فيقول: كنتُ أَجْشَعَ أمّةِ محمّد نفسًا، أوَ عَجَز عنّي ما وَسِعَهم؟ قال: فيَرُدُّه فلا يُقبلُ منه. فيقال له: إنَّا لا تأخذُ شيئًا أعطَيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خيرَ في العيش بعده" أو قال:"ثم لا خيرَ في الحياة بعده"(4).
الجَشَع: أشدّ الحرص.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال: حدّثنا أبو معاوية شَيبان عن مطر بن طَهمان عن أبي الصِّدِّيق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:
(1) المسند 17/ 254 (11163)، وفي إسناد زيد العَمّي، وهو ضعيف. وبهذا الإسناد أخرجه الترمذي مختصرًا 4/ 439 (2232) وقال: حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. ومن طريق زيد أخرجه ابن ماجه مختصرًا 2/ 1366 (4083) وحسّنه الشيخ ناصر. وينظر تخريج محقّق المسند.
(2)
في المسند "ساكن" في الموضعين.
(3)
في المسند "السّدّان".
(4)
المسند 17/ 426 (11326)، وضعّف المحقّق إسناده لجهالة حال العلاء. وقد نقل الحديث الهيثمي في المجمع 7/ 316 وقال: رواه الترمذي وحده باختصار كثير، ورواه أحمد بأسانيد، وأبو يعلى باختصار كثير، ورجالهما ثقات. وفي ترجمة العلاء بن بشير المزني، نقل الذهبي في الميزان 3/ 97 (5719) عن ابن المديني أنّه مجهول، ثم ذكر الحديث.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ حتى يملك رجلٌ من أهل بيتي، أَجْلَى أقنى، يملأ الأرضَ عدلًا كما مُلِئَت قَبْلَه ظُلمًا، يكون سبع سنين"(1).
الأجلى: الذي قد انحسر الشعر عن جبهته إلى نصف الرأس. والقَنا: احديدابٌ في الأنف.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا داود عن أبي نَضرة عن أبي سعيد الخدري وجابر قالا:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يكونُ في آخر الزمان خليفةٌ يَقْسِمُ المالَ ولا يَعُدُّه".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، قال عبد اللَّه: وسمعْتُه أنا من عثمان قال: حدّثنا جرير عن الأعمش عن عطيّة العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يخرجُ عندَ انقطاعٍ من الزّمان وظهورٍ من الفتن رجلٌ يُقالُ له السفاح، فيكونُ عطاؤه المالَ حثوًا"(3).
عطيّة ضعيف جدًّا (4).
(1) المسند 17/ 209 (11130). وهو في مسند أبي يعلى 2/ 367 (1128) من طريق عدي بن أبي عمارة عن مطر. قال الهيثمي 7/ 317: رواه أبو يعلى، وفيه عدي بن أبي عمارة. قال العقيلي: في حديثه اضطراب، وبقية رجاله رجال الصحيح. فلم ينسبه لأحمد، وأعلّه بعديّ. وقد صحّح الحديث ابن حبان 15/ 238 (6826) من طريق أبي النضر هاشم، وحسّن المحقّق إسناده، مع أن رجاله رجال الشيخين، غير مطر، روي له مسلم متابعة والبخاري تعليقًا، وأصحاب السنن.
(2)
المسند 17/ 439 (11339)، ومسلم 4/ 2235 (2914).
(3)
المسند 18/ 279 (11757). قال الهيثمي 7/ 317: وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف، ووثّقه ابن معين، وبقيّة رجاله ثقات. وقال ابن كثير في الجامع 33/ 318 (676): تفرّد به.
وفي المصادر "حثيًا". وهما لغتان.
(4)
جاء قول المؤلف هنا متأخّرًا، فقد مرّ عطيّة في أحاديث كثيرة وترك القول فيه. وقال عنه المؤلّف في الضعفاء والمجروحين 2/ 180 بعد نقل بعض الكلام فيه: ولا يحلّ كَتْبُ حديثه إلا على التعجّب. وينظر التهذيب 5/ 184.
(2099)
الحديث التاسع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت أبا أمامة بن سهل قال: سمعت أبا سعيد الخدري قال:
نزل أهلُ قُريظةَ على حُكم سعد بن معاذ، فأرسلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى سعد فأتاه على حمار، فلما دنا قريبًا من المسجد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للأنصار:"قوموا إلى سيِّدكم - أو خيركم" ثم قال "إنّ هؤلاءِ نزلوا على حُكمك". قال: تقتلُ مقاتِلَتَهم، وتَسبي ذراريَّهم. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"قضيتَ بحُكم اللَّه". وربما قال: "قضيتَ بحُكم الملِك".
أخرجاه (1).
(2100)
الحديث السبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أبي مَسلمة قال: سمعت أبا نضرة يُحَدِّث عن أبي سعيد:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّ الدنيا حُلوة خَضِرة، وإن اللَّه مُسْتَخْلِفُكم فيها لِيَنْظُرَ كيف تعلمون، فاتقُوا الدّنيا، واتَّقُوا النساء، فإنَّ أوّلَ فتنةِ بني إسرائيلَ كانت في النساء"(2).
(2101)
الحديث الحادي والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن آدم قال: حدّثنا فُضَيل عن عطيّة عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أحبَّ النّاس إلى اللَّه عز وجل يومَ القيامة وأقربهم منه مجلسًا إمامٌ عادل. وإن أبغضَ النّاس إلى اللَّه يومَ القيامة وأشدَّه عذابًا إمامٌ جائر"(3).
(2102)
الحديث الثاني والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سعد بن إسحاق قال: حدّثتنا زينبُ بنت كعب بن عُجرة (4) عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام. فقَدِمَ قَتادةُ بن النُّعمان
(1) المسند 17/ 259 (11168)، والبخاري 7/ 411 (4121)، ومسلم 3/ 1388 (1768).
(2)
المسند 17/ 260 (11169)، وهو بهذا الإسناد في مسلم 4/ 2098 (2742)، وفات المؤلّف التنبيه على ذلك.
(3)
المسند 17/ 264 (11174). وفي إسناده ضعف لضعف عطية. ومن طريق فضيل بن مرزوق أخرجه الترمذي 3/ 617 (1329)، وقال: حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وضعّفه الألباني في السلسلة الضعيفة 3/ 297 (1156).
(4)
وهي زوج أبي سعيد. ذكرها ابن حجر 4/ 312 في الصحابيات، وذكر الاختلاف في صحبتها.
أخو أبي سعيد لأمّه، فقرَّبوا إليه من قَديد الأضحى، فقال: كأنّ هذا من قديد الأضحى؟ . قالوا: نعم. قال: أليس قد نهى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان نهانا أن نَحْبِسه فوق ثلاثة أيّام، ثم رخَّصَ لنا أن نأكلَ ونَدَّخِر (1).
(2103)
الحديث الثالث والسبعون بعد المائة: وبالإسناد عن أبي سعيد قال:
قال رجل لرسول اللَّه: أرأيتَ هذه الأمراضَ التي تُصيبُنا، ما لنا بها؟ قال:"كفّارات" قال أُبي: وإن قَلّتْ؟ قال: "وإنْ شوكةً فما فوقها" قال: فدعا أُبيُّ على نفسه ألّا يُفارقَه الوَعْك حتى يموتَ، في ألّا يشْغَلَه عن حَجّ ولا عُمرة، ولا جهاد في سبيل اللَّه عز وجل، ولا صلاة مكتوبة في جماعة. فما مسَّه إنسان إلا وجدَ حرَّه حتى مات (2).
(2014)
الحديث الرابع والسبعون بعد المائة: وبه عن أبي سعيد قال:
حرَّمَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ما بين لابَتَي المدينة، أن يُعْضَدَ شجرُها أو يُخْبَط (3).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير قال: حدّثني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري أن عبد الرحمن حدّثه عن أبيه أبي سعيد:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّي حرَّمْتُ ما بين لابَتَي المدينة كما حرَّمَ إبراهيمُ مكّة".
قال: ثم كان أبو سعيد يَجِدُ أحدَنا في يده الطيرُ فيَفُكُّه من يده ثم يُرْسِله.
(1) المسند 17/ 268 (11176)، وهو حديث صحيح، وإسناده قوي. وبهذا الإسناد في سنن النسائي 7/ 234، وأبي يعلى 2/ 281 (997)، وصحيح ابن حبّان 13/ 248 (5926). والحديث بإسناد آخر في البخاري 7/ 313 (3997)، وفيه أن الممتنع أبو سعيد، والذي أخبره بالرخصة قتادة. وقال ابن حجر في الفتح 10/ 25: وما في الصحيح أصحّ.
(2)
المسند 17/ 276 (11183)، وإسناده قويّ كسابقه. وهو في مسند أبي يعلى 2/ 280 (995) وصحيح ابن حبّان 7/ 190 (2928). ووثق الهيثميّ رجاله 2/ 304. وأخرجه الحاكم 4/ 308 وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. مع أن زينب وسعد بن إسحق لم يرو لهما سوى أصحاب السنن - التهذيب 8/ 537، 3/ 116.
(3)
المسند 17/ 270 (11177)، وأبو يعلى 2/ 282 (998) وهو صحيحٌ، وإسناده كسابقه. وينظر الطريق التالي. ويعضد: يقطع.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2105)
الحديث الخامس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن سعيد عن هشام قال: أخبرنا قتادة عن داود السَّرّاج عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من لَبِسَ الحريرَ في الدُّنيا لم يَلْبَسْه في الآخرة"(2).
(2106)
الحديث السادس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قتادة عن أبي عيسى الأُسواريّ عن أبي سعيد الخدري:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "عُودوا المريض، واتَّبِعوا الجنازةَ تُذَكِّركم بالآخرة"(3).
(2107)
الحديث السابع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا عوف قال: حدّثنا أبو نضرة قال: سمعت أبا سعيد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "اهتزَّ العرشُ لموت سعد بن عُبادة"(4).
(2108)
الحديث الثامن والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن الجُريري عن أبي نَضرة عن أبي سعيد الخدري:
أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم سألَ ابن صائد عن تُربة الجنّة. فقال: دَرمَكَةٌ بيضاء، مِسك خالص. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"صدق".
(1) مسلم 2/ 1003 (1374).
(2)
المسند 17/ 273 (11179)، وهو حديث صحيح. ورجاله رجال الشيخين غير داود، روى عنه النسائي في الكبرى هذا الحديث، ولم يرو عنه غير قتادة، ووثّقه ابن حبّان. التهذيب 2/ 432. وقال في التقريب 1/ 165: مقبول. وصحّح الحديث الحاكم والذهبي 4/ 191، وابن حبّان 12/ 253 (5437). وللحديث شواهد عن أنس وابن الزبير وأبي أمامة. ينظر الجمع 2/ 606 (2005)، 3/ 333، 463 (2790، 3004).
(3)
المسند 17/ 372 (11270). ورجاله رجال الشيخين، غير أبي عيسى، روي له البخاري في الأدب، ومسلم حديثًا، وهو ثقة. التهذيب 8/ 392. ووثّق الهيثمي في المجمع 3/ 32 رجال الحديث. وأخرجه البخاري في المفرد 1/ 266 (518) من طريق قتادة. وصحّحه ابن حبان 7/ 221 (2955) من طريق همّام. وصحّحه الشيخ ناصر في الصحيحة 4/ 636 (1981).
(4)
المسند 17/ 278 (11184). وإسناده صحيح على شرط مسلم. وصحّحه الحاكم والذهبي على شرطه 3/ 206. وللحديث شواهد صحيحة: في البخاري عن جابر، وفي مسلم عن جابر وأنس. ينظر الجمع 2/ 345، 641 (1559، 2109).
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2109)
الحديث التاسع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن سعيد عن هشام قال: حدّثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي سعيد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيْتُم الجِنازةَ فقُوموا لها، فمن اتَّبَعها فلا يَقْعُد حتى تُوضعَ".
أخرجاه (2).
(2110)
الحديث الثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمَير قال: حدّثنا سفيان عن سُميّ عن النعمان بن أبي عيّاش الزُّرَقي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يصومُ عبدٌ يومًا في سبيل اللَّه عز وجل إلا باعدَ اللَّهُ عز وجل بذلك اليوم النّارَ عن وجهه سبعين خريفًا".
أخرجاه (3).
(2111)
الحديث الحادي والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا مِسْعَر عن زيد العَمِّي عن أبي الصِّدِّيق الناجي عن أبي سعيد الخدري:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتي برجل -قال مِسعر: أظُنُّه قال: في شراب- فضربه النبي صلى الله عليه وسلم بنعلين أربعين (4).
(1) المسند 17/ 481 (11389)، وهو كذلك في مسلم 4/ 2243 (2928) من طريق أبي نضرة. وفيه أيضًا عن الجريري عن أبي نضرة أن ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:"درمكة. . . " والدرمكة: الدقيق الخالص البياض.
(2)
المسند 17/ 289 (11195)، وهو في البخاري 3/ 178 (1310)، ومسلم 2/ 660 (959) من طريق هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير. . . به. ويحيى بن سعيد من رجال الشيخين.
(3)
المسند 17/ 307 (11210)، وهو في البخاري 6/ 47 (2840)، ومسلم 2/ 808 (1153) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح عن النّعمان به. وبإسناد أحمد أخرجه النسائي 4/ 174، وصحّحه الألباني. وذكر محقّق المسند أن إسناده مُعَلّ، ينظر تعليقه عليه.
(4)
المسند 17/ 376 (11277)، وهو في مسند أبي يعلى 2/ 415 (1205)، والترمذي 4/ 38 (1442) قال الترمذي: وفي الباب عن علي وعبد الرحمن بن أزهر وأبي هريرة والسائب وابن عباس وعقبة بن الحارث. وحديث أبي سعيد حديث حسن. وحكم الألباني عليه بأنه ضعيف الإسناد. والحديث صحيح لغيره. وذكر محقّقو المسند شواهد له.
(2112)
الحديث الثاني والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أبي التَّيّاح عن أبي الوَدّاك قال:
لا أشربُ نبيذًا بعدما سمعتُ أبا سعيد يقول:
أتي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم برجل نَشوان، قال: إني لم أشربْ خمرًا، إنما شربتُ زبيبًا وتَمرًا في دُبّاءة. قال: فأمرَ به فنُهِز بالأيدي وخُفِق بالنِّعال. ونهى عن الدُّبّاء، ونهى عن الزّبيب والتّمر - يعني أن يُخْلَطا (1).
(2113)
الحديث الثالث والثمانون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثني إبراهيم بن حمزة قال: حدّثني ابن أبي حازم والدّراورديّ عن يزيد بن عبد اللَّه بن خبّاب عن أبي سعيد الخدري:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "الرؤيا الصالحة جزءٌ من ستّة وأربعين جزءًا من النبوّة".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(2114)
الحديث الرابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا داود بن رُشيد قال: حدّثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن عطيّة بن قيس عن قَزَعة عن أبي سعيد الخدري قال:
لقد كانت صلاة الظهر تُقام فيذهبُ الذاهبُ إلى البقيع فيقضي حاجَتَه ثم يتوضّأ، فيأتي رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم في الرّكعة الأولى مما يُطَوِّلها.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(2115)
الحديث الخامس والثمانون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن عمر القواريري قال: حدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال: حدّثنا سعيد الجُرَيري عن أبي نَضرة عن أبي الخدري قال:
(1) المسند 17/ 399 (11297)، وإسناده صحيح على شرط مسلم - أبو الودّاك، جبر بن نوف من رجاله، ينظر تخريج المحقّق. وقد ورد النهي عن الشرب في بعض الآنية، ومنها الدّباء - وهو القرع، والنهي عن خلط الزبيب بالتمر، ورد عن أبي سعيد في صحيح مسلم. ينظر الجمع 2/ 470 (1814، 1815).
(2)
البخاري 12/ 373 (6989).
(3)
مسلم 1/ 335 (454). وهو جزء من حديث طويل من طريق قزعة في المسند 17/ 408 (11307).
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطب بالمدينة، قال:"يا أيُّها النّاسُ، إنّ اللَّهَ تعالى يُعَرِّضُ بالخمر، ولعلّ اللَّهَ عز وجل سيُنْزِلُ فيها أمرًا، فمن كان عنده منها شيءٌ فلْيَبِعْه ولينتفعْ به". قال: فما لَبِثْنا إلا يسيرًا حتى قال صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّهَ عز وجل حَرَّمَ الخمرَ، فمن أدْرَكَتْه هذه الآيةُ وعندَه منها شيءٌ فلا يَشْرَبْ ولا يَبعْ" قال: فاستقبلَ النّاسُ بما كان عندَهم طُرُقَ المدينة فسفَكُوها.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2116)
الحديث السادس والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عوف قال: حدّثنا أبو نضرة عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَفْتَرِقُ أُمّتي فرقتين، فتَمْرُقُ بينهما مارقةٌ، يقتُلُهما أولى الطائفتين بالحقّ"(2).
(2117)
الحديث السابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا ابن أبي ذئب قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قال:
حُبِسْنا يومَ الخندق عن الصلوات، حتى إذا كان بعدَ المغرب هَوِيًّا -وذلك قبل أن ينزلَ في القتال ما نزل- فلما كُفِينا القتالَ وذلك قوله تعالى:{وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25] أمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بلالًا فأقامَ الصلاة (3) فصلّاها كما يُصَلّيها في وقتها، ثم أقام العصَر فصلّاها كما يصلّيها في وقتها، ثم أقام المغرب فصلّاها كما يُصلِّيها في وقتها (4).
(2118)
الحديث الثامن والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن مجالد قال: حدّثني أبو الوَدّاك عن أبي سعيد قال:
(1) مسلم 3/ 1205 (1578).
(2)
المسند 17/ 290 (11196)، وقد أخرجه مسلم من طرق عن أبي نضرة 2/ 745، 746 (1065) ولم ينبّه على ذلك المؤلّف. ويحيى بن سعيد، وعوف بن أبي جميلة من رجال الشيخين.
(3)
في المسند "الظهر".
(4)
المسند 17/ 293 (11198)، وإسناده صحيح. وهو في النسائي 2/ 17، وصحيح ابن خزيمة 2/ 99 (996).
قلنا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما حُرِّمَت الخمرُ: إنّ عندنا خمرًا ليتيم لنا، فأمرَنا فأهْرَقْناها (1).
(2119)
الحديث التاسع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدَكم أنفقَ مثلَ أحُدٍ ذَهبًا ما أدركَ مُدَّ أحدِهم ولا نصيفَه".
أخرجاه (2).
ورواه أبو بكر البَرقاني في كتابه المُخَرّج على الصحيح، وفيه:"فإنّ أحدَكم لو أنفقَ كلَّ يومٍ مثلَ أُحُدٍ ذهبًا. . . "(3).
(2120)
الحديث التسعون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه قال: حدّثني مالك عن صفوان بن سُليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أهل الجنّة يتراءَون أهلَ الغُرَفِ من فَوقِهم كما تتراءَون الكوكبَ الدُّرِّيّ الغابرَ في الأُفُق من المشرق أو المغرب، لِتفاضُلِ ما بينَهم". قالوا: يا رسول اللَّه، تلك منازل الأنبياء لا يبلُغها غيرهم. قال:"بلى والذي نفسي بيده، رجالٌ آمنوا باللَّه وصدّقوا المُرْسَلين".
أخرجاه (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: سمعت مجالدًا يقول: أشهدُ على أبي الودّاك أنّه شَهِد على أبي سعيد الخدري أنّه سمعه يقول:
(1) المسند 17/ 300 (11205)، ومجالد ضعيف. ومن طريقه أخرجه أبو يعلى 2/ 460 (1277)، والترمذي 3/ 563 (1263)، وصحّحه الألباني. قال الترمذي: حسن صحيح، وفي الباب عن أنس، وقد روي من غير وجه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، نحو هذا. وحسّنه محقّقو المسند لغيره.
(2)
المسند 18/ 80 (11516)، وهو في مسلم 4/ 1967، 1968 (2541) عن وكيع وغيره عن الأعمش، وفي البخاري 7/ 21 (3673) من طرق عن الأعمش.
(3)
وهذا عن الجمع 2/ 450 (1767).
(4)
البخاري 6/ 320 (3256). ومن طريق مالك في مسلم 4/ 2177 (2831).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أهلَ الجنّة ليَرَون أهلَ عِلّيِّين كما تَرَون الكوكبَ الدُّرِّي في أُفُق السماء. وإن أبا بكر وعمر لمنهم، وأَنْعَما".
فقال إسماعيل بن أبي خالد (1): وأنا أشهد على عطيّة العَوفي أنّه شهد على أبي سعيد الخدري أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول ذلك (2).
(2121)
الحديث الحادي والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الوارث قال: حدّثنا محمد بن جُحادة قال: حدّثني الوليد عن عبد اللَّه البهي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يكونُ عليكم أمراءُ تَطْمَئِنُّ إليهم القلوبُ، وتلينُ لهم الجُلُودُ، ثم يكون عليكم أمراءُ تَشْمَئِزُّ منهم القلوبُ، وتَقْشَعِرُّ منهم الجلود" فقال رجل: أنُقاتِلُهم يا رسول اللَّه؟ قال: "لا، ما أقاموا الصلاة"(3).
(2122)
الحديث الثاني والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد العزيز بن صهيب قال: حدّثني أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري:
"أن جبريل أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: اشتكيتَ يا محمد؟ قال: نعم. قال: باسم اللَّه أرقيك، من كلِّ شيء يُؤذيك، ومن شرِّ كُلِّ نفَس وعين، باسم اللَّه أرقيك".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) في المسند: وهو جالس مع مجالد على الطُّنفسة.
(2)
المسند 18/ 133 (11588) وحكم المحقّق على الإسنادين بالضعف لضعف مجالد وعطية. وأخرجه أبو يعلى عن عطية 2/ 369 (1130)، وعن مجالد 2/ 461 (1278). ومن طريق عطية في أبي داود 4/ 34 (3987) وابن ماجه 1/ 37 (96)، والترمذي 5/ 567 (3648) قال الترمذي: حسن، روى من غير وجه عن عطية عن أبي سعيد. وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 17/ 321 (11224)، ومن طريق عبد الوارث في أبي يعلى 2/ 473 (1300). والسنة 2/ 725 (1111). وقال الهيثمي في المجمع 5/ 221: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه الوليد صاحب عبد اللَّه البهي، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات.
(4)
المسند 17/ 323 (11225)، ومن طريق عبد الوارث - والد عبد الصمد في مسلم 4/ 1772 (2186).
(2123)
الحديث الثالث والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زكريا ابن عدي قال: أخبرنا عبيد اللَّه عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقيل عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُفطرُ يومَ الفطرِ قبل أن يَخْرُجَ، ولا يُصلِّي قبلَ الصلاة، فإذا قضى صلاتَه ركعَ ركعتين (1).
(2124)
الحديث الرابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محاضر ابن المُوَرِّع قال: حدّثنا عاصم بن سليمان عن أبي المتوكِّل عن أبي سعيد الخدري:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا غَشِيَ أحدُكم أهلَه ثم أرادَ أن يعودَ فلْيَتَوَضَّأْ وُضوءَه للصلاة".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(2125)
الحديث الخامس والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا شريك عن أبي إسحاق وقيس بن وهب عن أبي الودّاك عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال في سَبي "أوطاس"(3): "لا تُوطَأُ حامل حتى تَضَعَ، ولا غيرُ حامل حتى تحيضَ حَيضة"(4).
(2126)
الحديث السادس والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون، قال عبد اللَّه: وسمعته أنا منه قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو عن بكير الأشجّ عن عَبيدة من مُسافع عن أبي سعيد الخدري قال:
بينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقسم شيئًا: إذا أقبل رجل فأكبَّ عليه، فطعنه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
(1) المسند 17/ 323 (11226)، ومن طريق زكريا في أبي يعلى 2/ 500 (1347)، ومن طريق ابن عقيل في ابن ماجه 1/ 410 (1293)، قال البوصيري: إسناده صحيح، رجاله ثقات. وصحّحه ابن خزيمة 2/ 362 (1469)، وحسّنه الألباني. وينظر إرواء الغليل 3/ 100.
(2)
المسند 17/ 325 (11227)، ومن طريق عاصم في مسلم 1/ 249 (308). ومحاضر متابع في هذا الحديث.
(3)
أوطاس: واد في ديار هوازن، وكانت الوقعة فيه بعد حنين.
(4)
المسند 18/ 140 (11596). ورجاله ثقات. وشريك النخعي في حفظه مقال. وأخرج الحديث من طريق شريك عن قيس أبو داود 2/ 248 (2157)، وصحّحه الحاكم 2/ 195، والألباني. ينظر الإرواء 1/ 200.
بعِرْجُون كان معه، فجرحَ وجهَه، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"تعال فاسْتَقِدْ". فقال: بل عفوتُ يا رسول اللَّه (1).
(2127)
الحديث السابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا دَرّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لو أنّ أحدَكم يعملُ في صخرة صَمّاءَ ليس لها باب ولا كُوّة، لخرجَ عملُه للناس، كائنًا ما كان"(2).
(2128)
الحديث الثامن والتسعون بعد المائة: وبالإسناد:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لو أنّ دلوًا من غَسّاق يُهَراقُ في الدنيا لأنتنَ أهلُ الدنيا"(3).
(2129)
الحديث التاسع والتسعون بعد المائة: وبالإسناد:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: {بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} [الكهف: 29] قال: "كعَكَر الزَّيت، فإذا قرّبه إليه سقطتْ فَروةُ وجهه فيه"(4).
(2130)
الحديث المائتان: وبه:
(1) المسند 17/ 327 (11229)، ورجاله ثقات غير عبيدة، فقد روى له النسائي وأبو داود هذا الحديث، ووثّقه ابن حبّان. وذكر ابن المديني أنّه مجهول، وقال: لا أدري سمع من أبي سعيد أم لا. ينظر تهذيب الكمال 5/ 87، وتهذيب التهذيب 4/ 57. والحديث من طريق ابن وهب في أبي داود 4/ 182 (4536)، والنسائي 8/ 32، وضعّفه الألباني. وهو في صحيح ابن حبان 14/ 346 (6434). وصحّحه محقّق المسند لغيره.
(2)
المسند 17/ 329 (11230) وأبو يعلى 2/ 521 (1378). قال الهيثمي 10/ 228: وإسنادهما حسن. هو بأطول من هذا في صحيح ابن حبان 12/ 491 (5678) من طريق درّاج.
وسيروي ابن الجوزي أربعة وعشرين حديثًا بهذا الإسناد. وفي هذا الإسناد علّتان أشيرَ إليهما مرارًا في مسند أبي سعيد: إحداهما في ضعف عبد اللَّه بن لهيعة، والثانية في ضعف أبي السَّمح درّاج في روايته عن أبي الهيثم سليمان العتواري.
(3)
المسند 17/ 231 (11230). وإسناده كسابقه. وهو في مسند أبي يعلى 2/ 522 (1381). ومن طريق درّاج أخرجه الحاكم 4/ 601 وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الترمذي 4/ 608 (2584) من طريق رِشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن درّاج. . وقال: هذا حديث إنما نعرفه من حديث رشدين بن سعد، وفي رشدين مقال. . . وقد ضعّفه الألباني.
(4)
المسند 18/ 210 (11672)، ومسند أبي يعلى 2/ 520 (1375). وإسناده كسابقه. وهو في الترمذي 4/ 607 (2581) من طريق رشدين عن عمرو عن الحارث عن درّاج، وأعلّه الترمذي برشدين، وضعّفه الألباني. وهو في صحيح ابن حبان 16/ 514 (7473) من طريق درّاج.
أن رجلًا قال لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: طُوبى لمن رآكَ وآمنَ بك. فقال "طُوبى لمن رآني وآمنَ بي، ثم طُوبى ثم طُوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرَني" قال له رجل: وما طوبى؟ قال: "شجرةٌ في الجنّة مسيرةُ مائةَ عام، ثيابُ أهل الجنّة تخرُجُ من أكمامها"(1).
(2131)
الحديث الحادي بعد المائتين: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يأكلُ التُّرابُ كلَّ شيءٍ من الإنسان إلا عَجْبَ ذَنَبِه" قيل: ومثلُ ما هو رسول اللَّه؟ قال: "مثل حبّة خَرْدل، منه ينشئون"(2).
(2132)
الحديث الثاني بعد المائتين: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمنُ باللَّه واليوم الآخر فَلْيُكْرِمْ ضيفَه" قالها ثلاثًا. قالوا: وما كرامة الضَّيف يا رسول اللَّه؟ قال: "ثلاثة أيام، فما جلس بعد ذلك فهو عليك صدقة"(3).
(2133)
الحديث الثالث بعد المائتين: وبه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من حَلَفَ على يمينٍ فرأى خيرًا منها فكفّارتُها تَرْكُها"(4).
(2134)
الحديث الرابع بعد المائتين: وبالإسناد:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 34] "والذي نفسي بيده، إنّ
(1) المسند 18/ 211 (11673)، وأبو يعلى 2/ 519 (1374). وصحّحه ابن حبّان من طريق درّاج 16/ 213 (7230). وذكر محقّقو المسند شواهد له.
(2)
المسند 17/ 332 (11230)، وأبو يعلى 2/ 523 (1382)، ونسبه الهيثميّ لأحمد، وحسّن إسناده - المجمع 10/ 335. ومن طريق درّاج صحّحه الحاكم 4/ 609 على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبان 7/ 409 (3140).
والرواية في المسند "ينبتون" يوافقها ما في المجمع وأبي يعلى. وفي المستدرك كما هي عندنا. وفي ابن حبان "ينشأ".
وللحديث شاهد في الصحيحين عن هريرة - الجمع 3/ 149 (2370).
(3)
المسند 18/ 251 (11726)، وهو حديث صحيح رواه الشيخان عن أبي هريرة وأبي شريح - الجمع 3/ 66، 399 (2247، 2891).
(4)
المسند 18/ 252 (11727)، وإسناده كسابقته. وحسّن الهيثمي هذا الإسناد كعادته فيه 4/ 186. قال محقّق المسند:"فكفّارتها تركها" مخالف للروايات الصحيحة التي توجب الكفّارة بالحنث فيها.
ارتفاعَها كما بين السماء والأرض، وإن ما بين السماء والأرض لمسيرةُ خمسمائة عام" (1).
(2135)
الحديث الخامس بعد المائتين: وبه قال:
قلت: يا رسول اللَّه، أيُّ العبادِ أفضلُ درجةً عند اللَّه عز وجل يوم القيامة؟ قال:"الذاكرون اللَّهَ كثيرًا" قال: قلت: يا رسول اللَّه، ومِنَ الغازي في سبيل اللَّه؟ قال:"لو ضرب بسيفه في الكُفّار والمشركين حتى يَنْكَسِرَ وَيخْتَضِبَ دمًا لكان الذاكرون اللَّهَ أفضلَ منه درجة"(2).
(2136)
الحديث السادس بعد المائتين (3): وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مَقْعَدُ الكافر في النّار مسيرةُ ثلاثة أيام، كلُّ ضِرسٍ له مِثُل أْحُد، وفَخِذُه مثل وَرِقان (4)، وجلدُه سوى لحمه وعظمِه أربعون ذراعًا"(5).
(2137)
الحديث السابع بعد المائتين: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنّ مِقْعمًا من حديد وُضع في الأرض فاجتمعَ له الثَّقَلان ما أقَلُّوه من الأرض"(6).
(2138)
الحديث الثامن بعد المائتين: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: " (ويل) واد في جهنّم، يَهوي فيه الكافرُ أربعين خريفًا قبلَ أن يبْلغَ قَعره.
(1) المسند 18/ 247 (11719)، وأبو يعلى 2/ 528 (1395). ومن طريق رشدين عن عمرو عن درّاج أخرجه الترمذي 4/ 586 (2540) وقال: حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين. وضعّفه الألباني. ولكن ابن حبّان صحّحه 16/ 418 (7405) من طريق درّاج.
(2)
المسند 18/ 248 (11720)، وأبو يعلى 2/ 530 (1401). وهو في الترمذي 5/ 428 (3376) من طريق ابن لهيعة عن درّاج. وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وإنّما نعرفه من حديث درّاج. وضعّفه الألباني.
(3)
كتب ناسخ ت هنا (الحديث السابع بعد المائتين) وسار على ذلك بزيادة رقم إلى أن وصل إلى الحديث الثامن والثلاثين عندنا فأسقطه، ثم استقام الترقيم من التاسع والثلاثين بعد المائتين.
(4)
وَرِقان: جبل في الطريق من المدينة إلى مكة.
(5)
المسند 17/ 333 (11232)، ومسند أبي يعلى 2/ 525 (1387). قال الهيثمي 10/ 394: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه ابن لهيعة وقد وثق على ضعفه. وصحح إسناده الحاكم 4/ 598، ووافقه الذهبي. وصحّحه محقّقو المسند لغيره.
(6)
المسند 17/ 334 (11233)، وأبو يعلى 2/ 526 (1388)، ومن طريق درّاج صحّحه الحاكم 4/ 600، قال الهيثمي 10/ 391: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه ضعفاء وُثّقوا.
و (الصَّعود)(1) جبلٌ من نار يَتَصَعَّدُ فيه سبعين خريفًا ثم يهوي به كذلك فيه أبدًا" (2).
(2139)
الحديث التاسع بعد المائتين: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لِسُرادِقِ النّار أربعةُ جُدُرٍ كُثُفٍ، كلُّ جِدارٍ مِثلُ مَسيرةِ أربعين سنة"(3).
وقال: "الشِّياع حرام".
قال ابن لهيعة: يعني الذي يفتخر بالجماع (4).
(2140)
الحديث العاشر بعد المائتين: وبالإسناد:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الجنّة (5) مائة درجة، ولو أنّ العالمين اجتمعوا في إحداهنّ وَسِعَتُهم (6). وإنَّ أدنى أهلِ الجنّة منزلةً الذي له ثمانون ألف خادم، واثنتان وسبعون زوجًا، ويُنْصَبُ له قُبّةً من لؤلؤٍ وياقوت وزَبَرْجَد، كما بين الجابية وصنعاء"(7).
(1) قال تعالى -[المدثر 17]: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} .
(2)
المسند 18/ 240 (11712)، وأبو يعلى 2/ 523 (1383)، وهو في الترمذي 4/ 605 (2576)، 5/ 399 (3326) وجعله غريبًا غير معروف إلا من حديث ابن لهيعة. وضعّفه الألباني. ومن طريق درّاج صحّح الحاكم إسناده 2/ 507، 596، ووافقه الذهبي. وصحّح جزأه الأول ابن حبّان 16/ 508 (7467).
(3)
المسند 17/ 335 (11234)، وأبو يعلى 2/ 526 (1389). ومن طريق رشدين عن عمرو عن درّاج أخرجه الترمذي 4/ 609 (2584) وضعّفه الألباني. ومن طريق درّاج صحّح الحاكم إسناده 4/ 600.
(4)
المسند 17/ 335 (11235)، وأبو يعلى 2/ 529 (1396). ونسبه الهيثمي في المجمع 4/ 298 لأبي يعلى، وقال: فيه درّاج، وثّقه ابن معين، وضعّفه جماعة. وذكر ابن عدي في الكامل 3/ 980 هذا الحديث مما أُنكر على درّاج.
وقد اختلف في لفظة "السباع - الشياع" ينظر النهاية 2/ 337، 520.
(5)
في المصادر "للجنة" ولم تذكر في ت "إن".
(6)
المسند 17/ 336 (11236)، وأبو يعلى 2/ 530 (1398). والترمذي 4/ 583 (2532) وقال عنه: غريب. وضعفه الألباني.
(7)
المسند 18/ 250 (11723)، وأبو يعلى 2/ 532 (1404). والترمذي 4/ 599 (2562) من طريق رشدين عن عمرو عن درّاج. قال: غريب، لا نعرفه إلّا من طريق رشدين. وضعّفه الألباني. وصحّحه ابن حبّان 16/ 414 (7401).
والجابية: من بلاد الشام.
(2141)
الحديث الحادي عشر بعد المائتين: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "استكثروا من الباقيات الصالحات". قيل: وما هنّ (1) يا رسول اللَّه؟ قال: "المِلّة". قيل: وما هي يا رسول اللَّه؟ قال: "المِلّة" قيل: وما هي يا رسول اللَّه؟ قال: "التكبير والتهليل والتسبيح والحمدُ ولا حول ولا قوة إلا باللَّه"(2).
(2142)
الحديث الثاني عشر بعد المائتين: وبه قال:
هاجر رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من اليمن، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (3):"هل باليمن أبواك؟ " قال: نعم. قال له: أَذِنا لك؟ " لا، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ارْجعْ إلى أبويك فاستأذِنْهما، فإن فعلًا وإلا فبِرَّهمَا" (4).
(2143)
الحديث الثالث عشر بعد المائتين: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الرجلَ ليتّكىءُ في الجنّة سبعين سنةً قبلَ أن يتحوّل، ثم تأتيه امرأة (5) فتضربُ على مَنْكِبَيه، فينظرُ وجهَه في خدَّها أصفى من المِرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها تُضيءُ ما بين المشرق والمغرب، فتُسَلِّمُ عليه، فيرُدُّ السلام ويسألها: مَن أنت؟ فتقول: أنا من المزيد، وإنه ليكون عليها سبعون ثوبًا أدناها مثل النعمان من طوبى (6)، فينفُذُها بصرُه حتى يرى مخَّ ساقِها من وراء ذلك، وإن عليها من التِّيجان إنّ أدنى لؤلؤةٍ منها
(1) في ت "هي" وهما روايتان.
(2)
المسند 18/ 241 (11713)، وأبو يعلى 2/ 524 (1384). وحسّن الهيثمي 10/ 90 إسنادهما. ومن طريق درّاج صحّحه الحاكم والذهبي 1/ 512، وابن حبّان 3/ 121 (840).
(3)
في المسند: "هجرت الشّرك، ولكنّه الجهاد، هل. . . ".
(4)
المسند 18/ 248 (11721)، وأبو يعلى 2/ 531 (1402). ومن طريق درّاج أخرجه أبو داود 3/ 17 (2530) وصحّحه الألباني. وصحّحه ابن حبّان 2/ 165 (422)، وقال عنه الهيثمي 8/ 140 بعد أن نسبه لأحمد: إسناده حسن. وأخرجه الحاكم 2/ 103 من طريق درّاج، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتّفقا على حديث عبد اللَّه بن عمرو:"ففيهما فجاهد". وتعقّبه الذهبي بقوله: درّاج واه.
قلت: مرّت أحاديث كثيرة عن درّاج عن أبي الهيثم، وصحّحها الذهبي. وحديث ابن عمرو الذي ذكره، في الجمع 3/ 433 (2934).
(5)
في المسند والمجمع "امرأته". وفي أبي يعلى كما عندنا.
(6)
كتب على حاشية "ت" يعني شقائق النّعمان. وطوبى شجرة في الجنّة.
لتُضيءُ ما بين المشرق والمغرب" (1).
(2144)
الحديث الرابع عشر بعد المائتين: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "الشتاءُ ربيعُ المؤمن"(2).
(2145)
الحديث الخامس عشر بعد المائتين: وبه عن أبي سعيد قال:
قيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (يوم كان مقدارُه خمسين ألف سنة)(3) ما أطول هذا اليوم! فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، إنه لُيَخَفَّفُ على المؤمن حتى يكونَ أخفَّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ يُصَلّيها في الدنيا"(4).
(2146)
الحديث السادس عشر بعد المائتين: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ المجلس (5) ثلاثة: سالم، وغانم، وشاجب"(6).
والشاجب: الهالك بالإثم.
(2147)
الحديث السابع عشر بعد المائتين: وبالإسناد:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن الشّيطانَ قال: وعزَّتِك ياربِّ، لا أَبْرَحُ أغوي عبادَك ما دامت
(1) المسند 18/ 243 (11715)، وأبو يعلى 2/ 525 (1386). وحسن الهيثمي إسنادهما - المجمع 10/ 422. وأخرج الترمذي 4/ 599 (2562) من طريق رِشدين عن عمرو عن درّاج:"إنّ عليهم التيجان. . . " وقال عنه: غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين. وضعّفه الألباني. ومن طريق درّاج أخرج أجزاء منه الحاكم 2/ 426، 475، وصحّحه. ووافقه الذهبي في الأول، وتعقبه في الثاني بقوله: درّاج صاحب عجائب.
(2)
المسند 18/ 245 (11716)، وأبو يعلى 2/ 525 (1386). وحسّن الهيثمي في المجمع 3/ 203 إسنادهما، كعادته في مثل هذا الإسناد الذي أشرنا إلى ضعفه.
(3)
في سورة المعارج 4: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} .
(4)
المسند 18/ 246 (11717)، وأبو يعلى 2/ 527 (1390). ومن طريق درّاج أخرجه ابن حبّان 16/ 329 (7334). وقال الهيثمي في المجمع 10/ 340: إسناده حسن، على ضعف في راويه.
(5)
في المصادر "المجالس".
(6)
المسند 18/ 246 (11718)، ومن طريق درّاج أخرجه أبو يعلى 2/ 528 (1394)، وابن حبّان 2/ 346 (585) وقال الهيثمي - المجمع 1/ 134: فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف.
أرواحُهم في أجسادهم. قال الربُّ عز وجل: وعِزَّتي وجلالي، لا أزالُ أَغْفِرُ لهم ما استغفروني" (1).
(2148)
الحديث الثامن عشر بعد المائتين: وبه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيدِه، إنه لَيَخْتَصِمُ حتى الشاتان فيما انْتَطَحَتا"(2).
(2149)
الحديث التاسع عشر بعد المائتين: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "ما بين مِصراعين في الجنّة لمسيرة (3) أربعين سنة"(4).
قال: وقال رسول اللَّه: "أصدقُ الرُّؤيا بالأسحارِ"(5).
وقال: "لو يعلمُ النّاسُ ما لهم في التأذين لتضارَبوا عليه بالسيوف"(6).
(2150)
الحديث العشرون بعد المائتين: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الربُّ عز وجل: سيعلمُ أهلُ الجَمع اليومَ مَنْ أهلُ الكَرَم" فقيل: ومن أهل الكَرَم يا رسول اللَّه؟ قال: "أهلُ الذِّكر في المساجد"(7).
(1) المسند 17/ 337 (11237)، وأبو يعلى 2/ 530 (1399). وله في المسند 17/ 344 (11244). وأبي يعلى 2/ 458 (1273) طريق سندها قويّ. قال الهيثمي 10/ 210: وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي أبي يعلى. ومن طريق درّاج صحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 4/ 261.
(2)
المسند 17/ 338 (11238)، وأبو يعلى 2/ 530 (1400). وحسّن الهيثمي إسناده 10/ 352.
(3)
في المسند "كمسيرة". وفي المجمع كما عندنا.
(4)
المسند 17/ 339 (11239)، وأبو يعلى 2/ 459 (1275). وذكر المحقّقون شواهد له. قال الهيثمي 10/ 400: ورجاله وُثّقوا على ضعف فيهم.
(5)
المسند 17/ 341 (11240)، وأخرجه الترمذي 4/ 463 (2274). من طريق ابن لهيعة، وسكت عنه. وهو من طريق درّاج في أبي يعلى 2/ 509 (1357)، والحاكم والذهبي 4/ 392، وصحّحاه، وابن حبان 13/ 407 (6096). وضعّفه الألباني - الضعيفة 4/ 218 (1732).
(6)
المسند 17/ 341 (11241) قال الهيثمي 1/ 330: فيه ابن لهيعة، وفيه ضعف.
(7)
المسند 18/ 249 (11722)، وأبو يعلى 2/ 531 (1403). وأخرجه أحمد 18/ 195 (11652) عن سُريج عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن درّاج به. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 79: رواه أحمد بإسنادين، أحدهما حسن، وأبو يعلى كذلك. على أن الإسنادين فيهما درّاج، وهذا فيه ابن لهيعة. وصحّح ابن حبّان الحديث 3/ 98 (816) من طريق درّاج.
(2151)
الحديث الحادي والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد الزُّبَيري قال: حدّثنا أبو النّعمان عبد الرحمن بن النَّعمان الأنصاري عن أبي سعيد مولى المَهْري قال:
تُوفِّيَ أخي، فأتيتُ أبا سعيد، إنّ أخي تُوفِّي وترك عيالًا، ولي عيالٌ وليس لنا مال، وقد أردْتُ أن أخرجَ بعيالي وعيال أخي حتى ننزلَ بعض هذه الأمصار فيكون أرفقَ علينا في معيشتنا. قال: ويحَكَ، لا تخرجْ، فإني سمعتُه يقول - يعني النبيَّ:"من صبر على لأوائها وشِدَّتِها كنتُ له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2152)
الحديث الثاني والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف ابن الوليد قال: حدّثنا ابن مبارك عن سعيد الجُريري عن أبي نَضرة عن أبي سعيد قال:
كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا استجدّ ثوبًا سمَّاه باسمه - قميصًا أو عمامة، يقول:"اللهمّ لك الحمدُ، أنت كَسَوْتَنِيه، أسألُك من خيره وخيرِ ما صنع له. وأعوذُ بك من شَرّه وشرِّ ما صُنع له"(2).
(2153)
الحديث الثالث والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حمّاد ابن خالد قال: حدّثنا عبد اللَّه العُمَري عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس فيما دونَ خمسةِ ذَوْد صدقة. وليس فيما دونَ خمسِ أواقٍ صدقة، ولا فيما دون خمسة أوسُقٍ صدقة".
أخرجاه (3).
(1) المسند 17/ 346 (11246). وعبد الرحمن بن النّعمان فيه خلاف، ولكنه متابع، فقد رواه مسلم من طرق عن أبي سعيد مولى المهري 2/ 1001، 1002 (1374).
(2)
المسند 17/ 348 (11248)، وهو في الترمذي 4/ 210 (1767)، وأبي داود 4/ 41 (4020) من طريق ابن المبارك، وصحّحه الألباني. وحسّنه محقّق المسند، وضعّف إسناده، لأن ابن المبارك سمع عن الجُريري بعد اختلاطه، وذكر طرقًا للحديث عن رواة كلّهم سمعوه عنه بعد الاختلاط.
(3)
حديث صحيح، أخرجه البخاري 3/ 271 (1405) وفي مواضع غيره، ومسلم 2/ 673، 674 (979) بغير هذا الإسناد. ينظر الجمع 2/ 484 (1759). وحديث أحمد 17/ 356 (11253) رجاله رجال مسلم، عدا العمري، فروى له مسلم متابعة، ولكن فيه خلافًا. ينظر التهذيب 4/ 215.
(2154)
الحديث الرابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن كعب عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن أبي سعيد الخدري قال:
قيل: يا رسول اللَّه، أنتوضّأ من بشر بضاعة (1)؟ قال: وهي بئر يُلقى فيها الحِيَض والنَتَن ولحوم الكلاب. فقال: "الماء طهور، لا يُنَجَّسُه شيء"(2).
(2155)
الحديث الخامس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا الأعمش عن عطيّة العَوفي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هَلَك المُثْرُون" قالوا: إلا من (3)؟ حتى خِفْنا أن تكونَ قد وَجَبَتْ. فقال: "إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا، وقليلٌ ما هم"(4).
(2156)
الحديث السادس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: حدّثنا مُجالد عن أبي الوَدّاك عن أبي سعيد الخدري قال:
سألْنا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الجنين يكونُ في بطن الناقة أو البقرة أو الشاة، فقال: "كُلوه
(1) قال ابن الأثير - النهاية 1/ 134: وهي بئر معروفة بالمدينة، والمحفوظ ضمّ الباء، وأجاز بعضهم كسرها، وحكى بعضُهم بالصاد المهملة. ومثله في القاموس - بضع. وقد جاء في حاشية السندي على سنن النسائي 1/ 174 أنّه بفتح الباء!
(2)
المسند 17/ 358 (11257)، وبهذا الإسناد أخرجه الترمذي 1/ 95 (66)، والنسائي 1/ 174، وأبو داود 1/ 17 (66)، وصحّحه الألباني. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد جوّد أبو أسامة هذا الحديث، فلم يروِ أحد حديث أبي سعيد في بئر بضاعة أحسن ممّا روى أبو أسامة، وقد روي الحديث من غير وجه عن أبي سعيد، وفي الباب عن ابن عباس وعائشة. وأخرج الحديث المزّي في ترجمة عبيد اللَّه - التهذيب 5/ 44. وهو الذي ليس من رجال الصحيح في هذا السند، وقال: قال أبو الحسن الميموني عن أحمد بن حنبل: حديث بئر بضاعة صحيح. وينظر تخريج محقّقي المسند.
(3)
في المسند ثلاث مرّات قوله: "هلك المُثْرون" وقولهم: إلّا مَن؟
(4)
المسند 17/ 360 (11259)، وأبو يعلى 2/ 319 (1083). من طريق الأعمش. ورواه ابن ماجه عن محمد ابن أبي ليلى عن عطية، وفيه "المُكثِرون" قال البوصيري: عطيّة والراوي عنه ضعيفان. وفي المجمع 3/ 123: وفيه عطية بن سعد، وفيه كلام، وقد وُثّق. وساق الألباني الحديث في الصحيحة 5/ 535 (2412)، وحسّنه بشواهده.
إن شِئْتُم، فإن ذَكاتَه ذَكاةُ أُمّه" (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عُبيدة قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي الوَدّاك جبير بن نوف عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ذكاةُ الجنين ذكاةُ أُمّه"(2).
(2157)
الحديث السابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عمّار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ حتى تُقاتلوا قومًا صِغارَ الأعين، عِراضَ الوُجوه، كأنّ أعينَهم حَدَق الجراد، وكأنّ وجوهَهم المَجَانُّ المُطْرَقة، ينتعلون الشَّعر، ويتّخذون الدرَق، حتى يربِطوا خيولَهم بالنَّخل"(3).
(2158)
الحديث الثامن والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وَكيع قال: حدّثنا داود بن قيس عن عِياض بن عبد اللَّه بن أبي سَرح عن أبي سعيد الخُدري:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خطب قائمًا على رِجليه (4).
(1) المسند 17/ 362 (11260)، ومجالد ضعيف، ولكنه متابع. ينظر تخريج المحقّقين. ومن طريق مجالد أخرجه أبو داود 3/ 103 (2827)، والترمذي 4/ 60 (1476)، وابن ماجه 2/ 1067 (3199)، وأبو يعلى 2/ 278 (992). وصحّحه الألباني. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقد روي من غير هذا الوجه عن أبي سعيد، والعمل على هذا عند أهل العلم. . .
(2)
المسند 17/ 442 (11343)، ورجاله رجال الشيخين. عدا يونس، حسن الحديث، وروي له مسلم. وقد صحّح الحديث ابن حبان 13/ 206 (5889) من طريق أبي عبيدة عبد الواحد بن واصل. وصحّحه المحقّقون بطرقه وشواهده.
(3)
المسند 17/ 362 (11261)، وهو في سنن ابن ماجه 2/ 1372 (4099). قال البوصيري: إسناده حسن، عمّار بن محمد مختلف فيه. وعمّار لا بأس به، روي له مسلم. التهذيب 5/ 316. وقد توبع، فروى ابن حبّان الحديث من طريق أبي عبيدة عبد الملك بن معن (من رجال مسلم - التهذيب 4/ 576) عن الأعمش به 15/ 147 (6747). وصحّح المحقّقون إسناده.
ويشهد للحديث ما رواه الشيخان بألفاظ متقاربة عن أبي هريرة - الجمع 3/ 13 (2179).
(4)
المسند 17/ 366 (11263)، وإسناده صحيح، ويشهد للحديث ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر - الجمع 2/ 200 (1308)، وما رواه مسلم عن جابر بن سمرة - الجمع 1/ 341 (529).
(2159)
الحديث التاسع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من نام عن الوِتر أو نَسِيَه، فلْيُوتِر إذا ذكَرَه أو استيقظ"(1).
(2160)
الحديث الثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا ابنُ أبي ليلى عن عطيّة العَوفي عن أبي سعيد الخدري:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} [الأنعام: 158] قال: "طلوع الشَّمس من مغربها (2) ".
(2161)
الحديث الحادي والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى بن بُكير قال: حدّثنا الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال:
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "تكونُ الأرضُ يومَ القيامة خُبْزةً واحدة، يتكفَّأُها الجبّار بيده كما يتكفَّأُ أحدُكم خُبْزَته في السَّفَر، نُزُلًا لأهل الجنّة" فأتى رجلٌ من اليهود، فقال: باركَ الرحمنُ عليك يا أبا القاسم، ألا أخْبِرُكَ بنُزُل أهل الجنّة يوم القيامة؟ قال:"بلى". قال: تكون الأرض خُبْزةً واحدة - كما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فنظر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلينا ثم ضَحِك حتى بَدَت نَواجِذُه. ثم قال: ألا أُخْبِرُك بإدامهم؟ قال: "بلى". قال: إدامُهم بالام ونون. قالوا: وما هذا: ثور ونون يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفًا.
(1) المسند 17/ 366 (11264)، ورجاله رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن زيد، وهو ضعيف. التهذيب 4/ 403، ولكنه توبع، فقد أخرجه الترمذي 2/ 330 (465) عن عبد الرحمن بن زيد، و (466) عن عبد اللَّه بن زيد بن أسلم عن أبيه، ثم قال: وهذا أصح من الحديث الأول. ثم نقل عن البخاري عن علي ابن عبد اللَّه أنّه ضعّف عبد الرحمن، وقال عن عبد اللَّه بن زيد: ثقة. وأخرجه عن زيد بن أسلم، وهذه الطريق الأخيرة صحّحها الحاكم 1/ 302 على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وصحّح الألباني الحديث عند ابن ماجه وأبي داود.
(2)
المسند 17/ 368 (11266)، وإسناده ضعيف. وهو في مسند أبي يعلى 2/ 505 (1353)، والترمذي 5/ 247 (3071). وقال: حسن غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه. وله شواهد تصحّحه، منها ما روي عن أبي هريرة - الجمع 2/ 176 (2402) وينظر تخريج محقّقي المسند.
أخرجاه (1).
وقد دلّ هذا الحديث على أن اللام اسم للثور. وقال الخطّابي: يشبه أن يكون اليهوديُّ أراد يُعَمِّيَ الاسم، وإنما هو لأى على وزن لعًا: أي ثور، والثَّور الوحشي اللأى، إلا أن يكون بالعبرانية.
والنون: الحوت (2).
(2162)
الحديث الثاني والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا ابن أبي ليلى عن عطيّة العَوفي عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَحِلُّ الصَّدَقةُ لغَنِيّ إلا لثلاثة: في سبيل اللَّه، وابن السبيل، ورجل كان له جارٌ فتَصَدَّقَ عليه فأهدى له"(3).
(2163)
الحديث الثالث والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سُفيان عن جابر عن محمّد بن قَرَظة عن أبي سعيد الخدري قال:
اشتريتُ كبشًا أضَحِّي به، فعدا الذئبُ فأخَذَ الألْيةَ، فسألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"ضَحِّ به"(4).
(2164)
الحديث الرابع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا أبو هاشم الرُّمّاني عن إسماعيل بن رِياح بن عَبيدة عن أبيه - أو عن غيره، عن أبي سعيد الخدري:
(1) البخاري 11/ 372 (6520)، ومن طريق الليث عن خالد بن يزيد في مسلم 4/ 2151 (2792).
(2)
ينظر الأعلام 3/ 2266، والكشف 3/ 131، 288، والفتح 11/ 374.
(3)
المسند 17/ 370 (11268)، وفي إسناده ابن أبي ليلى وعطية، ضعيفان. وهو في مسند أبي يعلى 2/ 413 (1202). ومن طريق عطيّة عند أبي داود 2/ 119 (1637) وضعّفه الألباني. وسيكرره المؤلّف في الحديث (2192).
(4)
المسند 17/ 374 (11274)، وفي إسناده جابر بن يزيد الجعفي، ضعيف. ومحمد بن قرظة، وثّقه ابن حبّان، وذكر المزّي 6/ 483 أنّه روى عن أبي سعيد. وقال في التقريب 2/ 548: مجهول. وفي المسند 18/ 270 (11743) أنّه لم يسمع هذا الحديث من أبي سعيد. ومن طريق عبد الرزّاق عن سفيان الثوري أخرجه ابن ماجه 2/ 1051 (3146). وقال البوصيري: في إسناده جابر الجعفي، وهو ضعيف قد اتّهم، قال ابن حزم: هو أثر روي عن جابر الجُعفي وهو كذّاب. وضعّف إسناد الحديث الألباني.
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال: "الحمدُ للَّه الذي أطْعَمَنا وسقانا وجَعَلَنا مسلمين"(1).
(2165)
الحديث الخامس والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وَكيع قال: حدّثنا فُضيل بن مرزوق عن عطيّة العَوفي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعليّ: "أنت منّي بمنزلةِ هارون من موسى، غير أنّه لا نبيَّ بعدي"(2).
(2166)
الحديث السادس والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا همّام عن قتادة عن أبي عيسى الأُسواري عن أبي سعيد الخُدري قال:
زجرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يشْرَبَ الرجلُ قائمًا.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(2167)
الحديث السابع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا المُطَّلب بن زياد قال: حدّثنا ابن أبي ليلى عن عطيّة العَوفي عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يشكرِ النّاسَ لم يشكر اللَّهَ عز وجل"(4).
(1) المسند 17/ 375 (11276)، وسنن أبي داود 3/ 366 (3850). ومن طريق رياح عن ابن أخي سعيد أو مولى لأبي سعيد عن أبي سعيد في الترمذي 5/ 474 (3457)، وعن رياح عن مولى لأبي سعيد في ابن ماجه 2/ 1092 (3283) وضعّفه الألباني. وقال محقّق المسند: إسناده ضعيف، وأطال في تخريجه والتعليق عليه.
(2)
المسند 17/ 373 (11272)، وهو حديث صحيح، لكن إسناده ضعيف لضعف عطيّة. ومن طريق عطية أخرجه الآجريّ في الشريعة 4/ 2040 (1510)، وابن أبي عاصم في السنة 2/ 917 (1415). وصحّ الحديث عند الشيخين عن سعد - الجمع 1/ 192 (190).
(3)
المسند 17/ 379 (11278)، ومسلم 3/ 1601 (2025) من طريق همّام، ووكيع من رجال الشيخين.
(4)
المسند 17/ 380 (11280)، ومن طريق ابن أبي ليلى في الترمذي 4/ 299 (1955) وقال: حسن صحيح. وفي الباب عن أبي هريرة والأشعث بن قيس والنعمان بن بشير. وأبي يعلى 2/ 365 (1122)، وابن أبي ليلى والعوفي ضعيفان، لذا قال البوصيري في الإتحاف 7/ 342 (6974): وهذا إسناد ضعيف لضعف التابعيّ والراوي عنه، لكن المتن له شاهد من حديث أبي هريرة، رواه ابن حبّان في صحيحه وغيره. وانظر شواهده عند محقّقي المسندين.
(2168)
الحديث الثامن والثلاثون بعد المائتين (1): حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وَكيع عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن يحيى عن عمّه واسع بن حَبّان عن أبي سعيد الخدري:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الرجلُ أحقُّ بصَدر دابّته، وأحقُّ بمجلسه إذا رجع"(2).
(2169)
الحديث التاسع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا محمد بن إسحاق عن عُبيد اللَّه بن المغيرة عن عمرو بن سُليم عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ إنّي أتَّخِذُ عندك عَهدًا لا تُخْلِفُينه، فإنّما أنا بَشَر، فأيُّ المؤمنين آذَيْتُه، أو شَتَمْتُه، أو لَعَنْتُه، أو جَلَدْتُه، فاجْعَلْها له زكاةً وصلاةً وقُربةً تُقَرِّبُه بها إليك يوم القيامة"(3).
(2170)
الحديث الأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر (4) قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانوا (5) ثلاثةً فلْيَؤُمَّهم أحدُهم، وأحقُّهم بالإمامة أقرؤُهم".
انفرد بإخراجه مسلم (6).
(2171)
الحديث الحادي والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد:
(1) سقط هذا الحديث من ت، فاستقام الترقيم الذي أشرنا إلى الخلل فيه عند الحديث السادس بعد المائتين.
(2)
المسند 17/ 382 (11282)، ورجاله ثقات سوى إسماعيل، قال الهيثمي 8/ 64: فيه إسماعيل بن رافع، قال البخاري: ثقة، مقارب الحديث، وضعّفه جمهور الأئمّة، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. ينظر التهذيب 10/ 230. وينظر الصحيحة 4/ 126 (1595)، وحاشية المسند حيث ذُكر شواهد له.
(3)
المسند 17/ 391 (11290)، وأبو يعلى 2/ 452 (1262). وهو حديث صحيح، وفيه ابن إسحاق معنعن، ولكنّه متابع. قال الهيثمي 8/ 269: إسناده حسن.
وللحديث شاهد عن أبي هريرة في الصحيحين، جمع طرقه الحميدي في الجمع 3/ 15 (2181).
(4)
في المسند "وسئل عن الثلاثة يجتمعون فتحضُرهُم الصّلاة".
(5)
في المسند "إذا اجتمع" ويروى "اجتمعوا".
(6)
المسند 17/ 400 (11298)، ومن طريق سعيد بن أبي عروبة وغيره في مسلم 1/ 464 (672).
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُبْغِضُ الأنصارَ رجلٌ يؤمنُ باللَّه ورسوله".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2172)
الحديث الثاني والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: أخبرنا إسحاق قال: أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صَعصعة المازني عن أبيه أنّه أخبره: أنّ أبا سعيد قال له:
إنّي أراك تُحِبُّ الغَنَم والبادية، فإذا كُنْتَ في غنمك أو باديتك فأَذَّنْتَ بالصلاة فارفَعْ صوتَك بالنداء، فإنّه لا يسمعُ صوتَ المؤذِّنَ جِنٌّ ولا إنسٌ ولا شيءٌ إلا شَهِدَ له يوم القيامة.
قال أبو سعيد: سَمِعْتُه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(2173)
الحديث الثالث والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا زهير بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إيّاكم والجلوسَ بالطُّرُقات". قالوا: يا رسول اللَّه، ما لنا من مجالسنا بُدٌّ، نتحدَّثُ فيها. قال:"فأمَّا إذا أبَيْتُم إلا المجلسَ، فأعطوا الطريقَ حَقَّه". قالوا: وما حَقُّ الطَّريق؟ قال: "غَضُّ البَصَر، وكفُّ الأذى، ورَدُّ السَّلام، والأمرُ بالمعروف، والنَّهي عن المنكر".
أخرجاه (3).
(2174)
الحديث الرابع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا عِكرمة بن عمّار عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن عِياض قال: حدّثني أبو سعيد الخدري قال:
(1) المسند 17/ 402 (11300)، وإسناده صحيح، وهو في مسلم 1/ 86 (77) من طريق الأعمش، وفيه "اليوم الآخر" بدل "ورسوله" وهي رواية في المسند 18/ 6 (11407).
(2)
المسند 17/ 484 (11393). ومن طريق مالك في البخاري 2/ 87 (609). وإسحاق بن عيسى الطباع، من رجال مسلم.
(3)
المسند 17/ 411 (11309). والبخاري 11/ 8 (6226) عن زهير. وفيه 4/ 112 (2465)، وفي مسلم 3/ 1675، 1676 (1212) عن زيد.
سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَخْرُجُ الرجلان يَضْربان الغائطَ، كاشفان (1) عورتَهما يتحدَّثان، فإن اللَّه عز وجل يَمْقُتُ على ذلك"(2).
(2175)
الحديث الخامس والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم ويزيد قالا: حدّثنا فُضيل بن مرزوق عن عطيّة عن أبي سعيد قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصلِّي الصبحَ حتى نقول: لا يَتْرِكُها، ويَتْرِكُها حتى نقولَ: لا يُصَلِّيها (3).
(2176)
الحديث السادس والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا ليث بن سعد عن بُكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ عن عِياض بن عبد اللَّه ابن سعد عن أبي سعيد الخدري قال:
أُصيبَ رجلٌ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في ثمار ابتاعَها، فكثُرَ دَينُه. قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَصَدَّقوا عليه" فتصدَّقَ النّاسُ عليه، فلم يبلغ ذلك وفاءَ دَينه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"خُذوا ما وَجَدْتُم، وليس لكم إلا ذلك".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(2177)
الحديث السابع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا ليث قال: حدّثنا يزيد بن أبي حَبيب عن أبي الخير عن أبي الخطاب عن أبي سعيد الخدري أنّه قال:
(1) كذا في المخطوطتين، والمسند، وبعض مصادر الحديث، وفي بعضها "كاشفين" وهو أولى.
قال العكبري في إعراب الحديث 206: هكذا وقع في هذه الرواية بالرفع، ووجهُه أن يكون التقدير: وهما كاشفان. وإن روي "كاشفين" كان حالًا.
(2)
المسند 17/ 412 (11310)، وسنن أبي داود 1/ 4 (15) وقال: هذا الحديث لم يسنده إلا عكرمة بن عمار. وصحيح ابن خزيمة 1/ 39 (71) وهو من طريق عكرمة في سنن ابن ماجة 1/ 123 (342)، وصحّحه الحاكم والذّهبي 1/ 157. وضعّف الألباني الحديث. وقال محقّقو المسند: صحيح لغيره، وتحدّثوا عن علل ثلاث في الحديث بإسهاب.
(3)
المسند 17/ 415، 246 (11312، 11155)، وفي إسناده عطيّة. ومن طريق يزيد أخرجه أبو يعلى 2/ 456 (1270)، ومن طريق فُضيل أخرجه الترمذي 2/ 342 (477) وقال: حسن غريب. وضعّفه الألباني، ومحقّقو المسندين.
والمراد بالصُّبح: الضّحى.
(4)
المسند 17/ 418 (11317)، ومسلم 3/ 1191 (1556) من طريق الليث. وأبو كامل مُظفّر بن مُدْرك، ثقة.
قال المؤلّف ابن الجوزي في كشف المشكل 3/ 168: وإنما المعنى: ليس لكم إلا ما وجدتم ويبقى من الدّيون في ذمّته إلى يساره.
إنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عامَ تبوك خَطَبَ النّاسَ وهو مُسنِدٌ ظهرَه إلى نخلة فقال: "ألا أُخْبِرُكم بخير النّاس وشرِّ النّاس؟ إنّ من خير النّاس رجلًا عمل في سبيل اللَّه على ظهر فرسه، أو على ظهر بعيره، أو على قدميه حتى يأتيَه الموت، وإن من شرّ النّاس رجلًا فاجرًا جريئًا، يقرأُ كتابَ اللَّه لا يَرْعَوي إلى شيء منه"(1).
(2178)
الحديث الثامن والأربعون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا المخزومي (2) قال: حدّثنا وهيب بن أبي حازم عن النّعمان ابن أبي عيّاش قال: حدثني أبو سعيد الخدري:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ في الجنّة شجرةً يسيرُ الراكبُ الجوادَ المُضَمَّرَ السريع، مائةَ عامٍ، ما يَقْطَعُها".
أخرجاه (3).
(2179)
الحديث التاسع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا فُليح عن زيد بن أسلم عن يسار عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا شَكّ أحدُكم في صلاته، فلم يَدْرِ كم صلَّى، فلْيَبْنِ على اليقين، حتى إذا استيقنَ أن قد أتمَّ فليسجُدْ سجدَتَين قبل أن يُسَلِّمَ، فإنّه إنّ كانت صلاته وِترًا شفَعَها، وإن كانت شَفعًا كانتا ترغيمًا للشيطان".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزاق قال: حدّثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني عِياض بن هلال أنّه سمع أبا سعيد الخدري يقول:
(1) المسند 17/ 421 (11319)، وفيه أبو الخطّاب المصري، مجهول. التهذيب 8/ 299. والتقريب 2/ 67. ومن طريق اللّيث أخرجه النسائي 6/ 11، وضعفّ الألباني إسناده. وصحّحه الحاكم 2/ 67، ووافقه الذّهبي رغم جهالة أبي الخطاب. وقال محقّقو المسند: حديث حسن، وإسناده ضعيف.
(2)
وهو المغيرة بن سلمة.
(3)
مسلم 4/ 2176 (2828)، والبخاري 11/ 416 (6553).
(4)
المسند 18/ 221 (11689)، وهو من طريق زيد في مسلم 1/ 400 (571).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا شَبّهَ على أحدكم الشيطانُ وهو في صلاته فقال: أَحْدَثْتَ، فلْيَقُل (1): كَذَبْتَ، حتى يسمعَ صوتًا بأُذنيه أو يَجِدَ ريحًا بأنفه. وإذا صلّى أحدُكم فلم يَدْرِ أزادَ أم نقصَ، فليسجُدْ سجدتَين وهو جالس"(2).
(2180)
الحديث الخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن سُهيل بن أبي صالح عن ابن أبي سعيد عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا تثاءب أحدُكم في الصلاة فليضعْ يدَه على فيه، فإن الشيطان يدخل في التّثاؤب".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(2181)
الحديث الحادي والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قاتل أحدُكم أخاه فليجتنبِ الوجه"(4).
(2182)
الحديث الثاني والخمسون بعد المائتين: [حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا أبو إسرائيل عن عطية](5) عن أبي سعيد الخدري يرفعه:
(1) في المسند "فليقل في نفسه".
(2)
المسند 17/ 423 (11230)، والحديث صحيح لغيره، وفي إسناده عياض، مجهول. والحديث بألفاظ قريبة من طريق يحيى في الترمذي 2/ 243 (396)، وأبي داود 1/ 270 (1029) وجعله الألباني في ضعيف أبي داود. وصحّحه ابن حبّان 6/ 388، 389 (2665، 2666) والحاكم والذهبي 1/ 134، 135.
(3)
المسند 17/ 425 (11323). وهو في مسلم 4/ 2293 (2995) عن سهيل عن ابنٍ لأبي سعيد، وسمّاه مرّة عبد الرحمن. ومعمر وعبد الرزّاق إمامان.
(4)
المسند 18/ 385 (11886)، ومن طريق الأعمش أخرجه أبو يعلى 2/ 400 (1179). قال الهيثميّ 8/ 109: فيه عطيّة العوفيّ، ضعّفه جماعة، ووثّقه ابن معين، وبقيّة رجاله رجال الصحيح.
ويشهد للحديث ما رواه الشيخان عن أبي هريرة - الجمع 3/ 209 (2458).
(5)
ورد في الأصلين (وبالإسناد عن أبي سعيد يرفعه) وهذا يوحي أنّه كسابقه إسنادًا، وهو وهم وقع فيه المؤلّف، لأن الحديث الذي قبله في المسند في النهي عن ضرب الوجه، وهو الذي ذكره قبل هذا، له إسنادان، اختار هنا إسناد عبد الرزّاق عن سفيان، ولم يختر إسناد الأسود، فظنّ أنّه هو، فقال: وبالإسناد.
"إنّ الرجل ليتكلم بالكلمة لا يريدُ بها بأسًا لِيُضْحِكَ (1) بها القومَ، وإنّه لَيَقَعُ منها أبعدَ من السماء"(2).
(2183)
الحديث الثالث والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد المقرئ قال: حدّثنا حَيوةُ وابن لَهيعة قالا: أخبرنا سالم ابن غَيلان التُّجِيبي أنّه سمع دَراجًا أبا السمح يقول: إنه سمع أبا الهيثم يقول: إنه سمع أبا سعيد الخدري يقول:
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أعوذ باللَّه من الكُفر والدَّين" فقال رجل: يا رسول اللَّه، أَيُعْدَلُ الدَّينُ بالكُفر؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"نعم"(3).
(2184)
الحديث الرابع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدّثني عبد اللَّه بن الوليد عن أبي سليمان الليثي عن أبي سعيد الخدري:
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَثَلُ المُؤْمن ومَثَلُ الإيمان كمَثَل الفَرَس على آخِيَّتِه (4)، يجولُ ثم يرجعُ إلى آخِيَّتِه. وإن المؤمنَ يسهو ثم يرجعُ إلى الإيمان"(5).
(2185)
الحديث الخامس والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا حَيوة قال: أخبرنا سالم بن غيلان أن الوليد بن قيس التُّجِيبي
(1) في المسند والمجمع "إلا ليضحك".
(2)
المسند 17/ 431 (11331) وأبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة الملائي فيه ضعف. وكذا عطيّة. قال الهيثمي 8/ 98: فيه إسرائيل، وهو ضعيف، وقال 10/ 300: رجاله وثّقوا على ضعفٍ فيهم. ويصحّح الحديث ما رواه أبو هريرة -وهو عند الشيخين- الجمع 3/ 99 (2289).
(3)
المسند 17/ 432 (11333). وفيه عبد اللَّه بن لَهيعة. ورواية أبي السمح درّاج عن أبي الهيثم سليمان غير مقبولة عند العلماء. وأخرجه النسائي 8/ 264، 265 عن حيوة، وضعّفه الألباني. ومن طريق حيوة في مسند أبي يعلى 2/ 492 (1330)، وصحيح ابن حبّان 1/ 301 (1025)، وصحّحه الحاكم والذهبي 1/ 532.
(4)
الآخيّة: حبل أو عود تُشدُّ به الدَّابة.
(5)
المسند 17/ 435 (11335)، وأبو يعلى 2/ 357 (1106). قال الهيثمي 10/ 204: رجالهما رجال الصحيح، غير أبي سليمان الليثي وعبد اللَّه بن الوليد التميمي، وكلاهما ثقة، وضعّف محقّقو المسند إسناده.
أخبره أنّه سمع أبا سعيد الخدري - أو عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لا تَصْحَبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكلْ طعامَك إلا تَقِيٌّ"(1).
(2186)
الحديث السادس والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا حيوة قال: أخبرني سالم بن غَيلان أنّه سمع دراجًا أبا السمح يُحدِّث عن أبي الهَيثم عن أبي سعيد الخدري:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ اللَّه عز وجل إذا رَضِيَ عن العبد أُثْني عليه سبعةَ (2) أصناف من الخير لم يعملْه، وإذا سخط على العبد أُثْنِيَ عليه سبعة أصناف من الشرّ لم يعمله"(3).
(2187)
الحديث السابع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا حَيوة قال: أخبرني بَشير بن أبي عمرو الخَولاني أن الوليد بن قيس حدّثه أنّه سمع أبا سعيد الخدري يقول:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يكون خَلْفٌ من بعد الستّين سنة، أضاعوا الصلاة، واتَّبَعُوا الشهواتِ، فسوف يَلْقَون غَيًّا، ثم يكون خَلْفٌ يقرءون القرآن لا يعدو تراقِيَهم. ويقرأ القرآنَ ثلاثةٌ: مؤمن ومنافق وفاجر".
قال بشير: فقلت للوليد: ما هؤلاء الثلاثة؟ قال: المنافقُ كافرٌ به، والفاجر يتأكّلُ به، والمؤمن يؤمنُ به (4).
(1) المسند 17/ 437 (11337). ورجاله ثقات غير الوليد. وثّقه ابن حبّان - التهذيب 7/ 482، وقال عنه ابن حجر في التقريب، مقبول - 2/ 649. ومن طريق حيوة في الترمذي 4/ 519 (2395) وقال: حسن. وأبي داود 4/ 259 (4832) وحسّنه الألباني. وصحّحه الحاكم والذهبي 4/ 128، وابن حبّان 2/ 324 (554).
(2)
كتبت اللفظة في الموضعين من ت "سبعة" وفي س على وجهين "سبعة - تسعة" وفي المسند وابن حبّان "سبعة" وفي أبي يعلى "تسعة".
(3)
المسند 17/ 438 (11338). وبه عند أبي يعلى 2/ 492 (1331)، وابن حبّان 2/ 89 (368). وقال الهيثمي 10/ 275 رجاله وثّقوا على ضعف في بعضهم. ومشكلته في درّاج عن أبي الهيثم ساقه المؤلّف في العلل المتناهية 2/ 342 (1382). وقال: هذا حديث لا يصحّ. قال أحمد: أحاديث درّاج مناكير.
(4)
المسند 17/ 440 (11340). رجاله ثقات غير الوليد. وبهذا الإسناد صحّحه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 2/ 374، 4/ 547. وابن حبّان 3/ 32 (755).
(2188)
الحديث الثامن والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا أبو إسرائيل عن عطيّة العَوفي عن أبي سعيد الخدري قال:
وجدَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قتيلًا بين قريتين، فأمرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فذَرَعَ ما بينهما، فكأنّي أنظُرُ إلى شِبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فألقاه على أقربِهما (1).
(2189)
الحديث التاسع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهب قال: حدّثنا أبي قال: سمعت يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما بُعِثَ من نبيٍّ ولا استُخْلِفَ من خليفة (2) إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمر بالخير وتَحُضُّه عليه، وبطانة تأمره بالشرّ وتَحُضُّه عليه. فالمعصوم من عصمه اللَّه".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(2190)
الحديث الستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن هشام قال: حدّثنا شيبان عن فراس عن عطيّة عن أبي سعيد:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الخيلُ معقودٌ بنواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة"(4).
(2191)
الحديث الحادي والستون بعد المائتين: وبالإسناد:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من يُرائي يُرائي اللَّه به. ومن يُسَمِّعُ يُسَمِّعُ اللَّهُ به"(5).
(1) المسند 17/ 441 (11341) وإسناده ضعيف، ففيه أبو إسرائيل المُلائي، وعطية، ضعيفان. وأعلّه الهيثميّ 6/ 293 بعطيّة. وقال البيهقي في السنن 8/ 126: تفرّد به أبو إسرائيل عن عطية العوفي، وكلاهما لا يحتجّ بروايتهما.
(2)
في المصادر "ما بعث اللَّه من نبيٍّ ولا استخلف من خليفة. . ".
(3)
المسند 17/ 441 (11342)، والبخاري 11/ 189 (98 71) من طريق يونس. ووهب وأبوه جرير من رجال الشيخين.
(4)
المسند 17/ 444 (11346) وهو حديث صحيح، لكن في إسناده عطيّة - المجمع 5/ 261. وللحديث شواهد صحيحة عن جرير وعروة بن الجعد وابن عمر وأنس - ينظر الجمع 1/ 326، 346 (502، 546)، 2/ 210، 596 (1323، 1982).
(5)
المسند 17/ 453 (11357). وهو حديث صحيح، وإسناده كسابقه. وبهذا الإسناد في أبي يعلى 2/ 323 (1095)، والترمذي 4/ 51 (2381) وقال: حسن صحيح من هذا الوجه. ومن طريق عطية في ابن ماجه 2/ 1407 (4206) وضعّف البوصيري إسناده، وصحّحه الألباني.
والحديث في الصحيحين عن جندب - الجمع 1/ 388 (623)، وفي مسلم عن ابن عبّاس - الجمع 2/ 124 (1213).
(2192)
الحديث الثاني والستون بعد المائتين (1): وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَحِلُّ الصدقةُ لغَنِيّ إلّا أن يكون له جار فقير فيدعوه فيأكل معه، أو يكون ابن سبيل، أو في سبيل اللَّه عز وجل"(2).
(2193)
الحديث الثالث والستون بعد المائتين: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يُقال لصاحب القرآن إذا دخلَ الجنَّةَ: اقرأ واصْعَدْ، فيقرأُ ويصعد بكلِّ آيةٍ درجةً، حتى يقرأ آخرَ شيءٍ معه"(3).
(2194)
الحديث الرابع والستون بعد المائتين: وبه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من تقرَّبَ إلى اللَّه عز وجل شِبرًا تقربَ اللَّه إليه ذراعًا، ومن تقرَّبَ إليه ذراعًا تقرَّبَ إليه باعًا، ومن أتاه يمشي أتاه اللَّهُ عز وجل يُهَرْوِل"(4).
(2195)
الحديث الخامس والستون بعد المائتين: وبه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من لا يرحمُ النّاسَ لا يَرْحَمُه اللَّهُ عز وجل"(5).
(2196)
الحديث السادس والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد ابن الحُباب قال: حدّثني كثير بن زيد الليثي قال: حدّثني رُبيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جدّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا وضوءَ لمن لم يذكر اسم اللَّه عليه"(6).
(1) سقط هذا الحديث من ت.
(2)
المسند 17/ 453 (11358). ومن طريق شيبان أخرجه أبو يعلى 2/ 493 (1333) وينظر فيه 2/ 414. وسبق الحديث (2162).
(3)
المسند 17/ 454 (11360)، ومن طريق شيبان أخرجه ابن ماجه 2/ 1242 (3780)، وأبو يعلى 2/ 346 (1094). قال البوصيريّ في الزوائد: في إسناده عطيّة العَوفي، وهو ضعيف. والحديث صحيح لغيره - ينظر الصحيحة 5/ 281 (2240) وحواشي المسندين.
(4)
المسند 17/ 455 (11361) وإسناده ضعيف لعطيّة - وكذا قال الهيثميّ 10/ 199. ولكن يشهد له ما رواه البخاري عن أنس وأبي هريرة، وما رواه مسلم عن أبي هريرة - الجمع 2/ 618 (2039)، 3/ 6 (2170).
(5)
المسند 17/ 456 (11362) والترمذي 4/ 510 (2381) وقال: حسن صحيح من هذا الوجه، ويصحّحه ما رواه الشيخان عن جرير وأبي هريرة - الجمع 1/ 324 (497)، 3/ 68 (2249).
(6)
المسند 17/ 463 (11370)، وسنن ابن ماجه 1/ 139 (397)، وحسّن البوصيريّ إسناده، وحسّنه الألباني. ومسند أبي يعلى 2/ 324 (1060) وحسّن المحقّق إسناده وذكر شواهده. وضعّفَ محقّقو المسند إسناده لضعف رُبيح، وانفراد كثير، وهو يضعف إذا انفرد، وعلّقوا عليه.
(2197)
الحديث السابع والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس وحجّاج قالا: حدّثنا ليث قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه أنّه سمع أبا سعيد الخدري يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا وُضِعَتِ الجِنازةُ واحْتَمَلَها الرجالُ على أعناقهم، فإن كانت صالحةً قالت: قدِّموني، وإن كانت غيرَ صالحة قالت: يا ويلَها، أين تذهبون بها! يسمعُ صوتَها كلُّ شيءٍ إلا الإنسانَ، ولو سَمِعها الإنسانُ لصَعِق".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(2198)
الحديث الثامن والستون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال: حدّثنا محمد بن فُضيل عن أبي سِنان عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل يقول: إنّ الصومَ لي وأنا أَجزي به؟ . إنّ للصائم فرحتَين: إذا أفطَرَ فَرِح، وإذا لَقِيَ اللَّهَ عز وجل فَرِح. والذي نفسُ محمد بيده، لخُلوف فمِ الصائمِ أَطيبُ عندَ اللَّه من ريح المِسك".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(2199)
الحديث التاسع والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي النَّضر:
أن أبا سعيد الخدري كان يشتكي رجله، فدخل عليه أخوه وقد جعل إحدى رجليه على الأخرى وهو مضطجع، فضرَبه بيده على رجله الوَجِعة فأوجعه، فقال: أوجعْتَني، أو لم تعلمْ أن رجلي وَجِعة؟ قال: بلى. قال: فما حملك على ذلك؟ قال: أولم تسمع أن النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن هذه (3).
أخوه قتادة بن النّعمان، كان أخا أبي سعيد لأمّه.
(1) المسند 17/ 465 (11372) والبخاري 3/ 181 (1314) من طريق الليث. ويونس وحجّاج من رجال الشيخين.
(2)
مسلم 2/ 807 (1151)، وهو في المسند 17/ 49 (11009) من طريق ابن فضيل.
(3)
المسند 17/ 468 (11375). قال الهيثميّ 8/ 103: رجاله رجال الصحيح، إلا أن أبا النضر لم يسمع من أبي سعيد. وعليه حكم المحقّق بانقطاعه، وضعف إسناده، وأن مرفوعة صحيح لغيره.
(2200)
الحديث السبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا جَهْضَم اليمامي قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم عن محمد بن زيد عن شَهر بن حَوشب عن أبي سعيد قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن شراء ما في بطون الأنعام حتى تضعَ. وعمّا في ضُروعها إلا بكَيل. وعن شراء العبد وهو آبق. وعن شراء المغانم حتى تُقسم. وعن شراء الصدقات حتى تُقبض. وعن ضربة الغائص (1).
ضربة الغائص: أن يقول الغائص للتاجر: أغوصُ غوصة فما أخرجْتُه هو لك بكذا.
(2201)
الحديث الحادي والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا أبو الأسود عن عروة عن أبي سعيد الخدري:
أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشيَ الرجلُ في نعل واحدة أو خُفٍّ واحد (2).
(2202)
الحديث الثاني والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون ابن معروف قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو عن سعيد بن أبي سعيد:
أن أبا سعيد الخدري شكا (3) إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حاجتَه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اصْبِرْ أبا سعيد، فإنّ الفقرَ إلى من يُحِبُّني منكم أسرعُ من السَّيل من أعلى الوادي، ومن أعلى الجبل إلى أسفله"(4).
(2203)
الحديث الثالث والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا الحجّاج بن أرطاة عن عطيّة بن سعد عن أبي سعيد الخدري قال:
(1) المسند 17/ 470 (11377)، وأبو يعلى 2/ 345 (1093)، وابن ماجه 2/ 740 (2196)، والترمذي 4/ 112 (1563). قال الترمذي: حديث غريب. وضعّفه الألباني ومحقّقو المسندين.
(2)
المسند 17/ 471 (11378). وذكره في المجمع 5/ 142، قال: فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف، وسائر رجاله رجال الصحيح.
ويصحّح الحديث ما رواه الشيخان عن أبي هريرة - الجمع 3/ 123 (2333).
(3)
في المسند "عن أبيه أنّه شكا. . . ".
(4)
المسند 17/ 471 (11379). قال الهيثميّ 10/ 277: رجاله رجال الصحيح، إلا أنّه شبه المرسل. وذكر محقّقو المسند ضعف إسناده، لأن عمرو بن الحارث لم يثبت سماعه من سعيد بن أبي سعيد. وذكروا بعض الشواهد له.
افتخرَ أهلُ الإبل والغنم عندَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"الفخرُ والخُيَلاء في أهل الإبل، والسكينةُ والوَقار في أهل الغنم".
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بُعِث موسى وهو يرعى غنمًا على أهله، وبُعِثْتُ أنا وأنا راعي غنم لأهلي بجِياد"(1).
(2204)
الحديث الرابع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن الصّبّاح قال: حدّثنا إسماعيل بن زكريا عن سهيل عن سعيد بن عبد الرحمن ابن مُكْمِل عن أَيوب بن بشير عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يكونُ لأحدٍ ثلاثُ بنات، أو ثلاثُ أخوات، أو ابنتان، أو أختان، فيتّقي اللَّهَ فيهنّ ويُحسِنُ إليهنّ، إلّا دخل الجنّة"(2).
(2205)
الحديث الخامس والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وَكيع عن عِكرمة بن عمار عن عاصم بن شُمَيخ عن أبي سعيد قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد في اليمين قال: "لا والذي نفسُ أبي القاسم بيده"(3).
(2206)
الحديث السادس والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط بن محمد قال: حدّثنا الأعمش عن جعفر بن إياس عن شَهر بن حَوشب عن جابر ابن عبد اللَّه وأبي سعيد الخدري قالا:
(1) المسند 18/ 408 (11918)، وحجّاج وعطيّة ضعيفان. ينظر المجمع 4/ 68، 8/ 259.
ويشهد لـ "الفخر والخيلاء". . حديث أبي هريرة عند الشيخين - الجمع 3/ 65 (2245).
وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد 1/ 297 (577) عن عبدة بن حزن: "بعث موسى. . . " وأحال المحقّق على الصحيحة للألباني (3167).
(2)
المسند 17/ 476 (11384). ومن طريق سهيل في سنن أبي داود 4/ 238 (5147)، وضعّفه الألباني، ومن طريقه أيضًا في الأدب المفرد 1/ 46 (79). وينظر الصحيحة 1/ 590 (294). وأخرجه الترمذي 4/ 281 (1912) من طريق سهيل دون ذكر أيوب، وفي 4/ 282 (1916) عن سهيل عن أيوب عن سعيد الأعشى. وقال: حديث غريب. وبالإسناد الأخير في ابن حبّان 2/ 189 (446). وينظر تعليق محقّقي المسند وابن حبّان.
(3)
المسند 18/ 32 (11444)، وسنن أبي داود 3/ 225 (3264)، وعاصم بن شميخ وثّقه العجلي وابن حبّان، وقال عنه أبو حاتم: مجهول. روح له أبو داود هذا الحديث. الثهذيب 4/ 10. وضعّف الألباني الحديث.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الكَمْأَةُ من المَنّ، وماؤُها شفاء للعين. والعَجوة من الجنّة، وهي شفاء من السُّمّ"(1).
العجوة: ضرب من تمر المدينة.
(2207)
الحديث السابع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قُتيبة ابن سعيد قال: حدّثنا ليث عن ابن الهاد عن عبد اللَّه خَبّاب عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذُكِر عنده عمُّه أبو طالب، فقال:"لَعلّه تَنْفَعُه شفاعتي يومَ القيامة، فيُجْعَلُ في ضَحضاح من النّار، يبلغُ كعبيه، يغلي منه دماغُه".
أخرجاه (2).
(2208)
الحديث الثامن والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن أنس قال: حدّثنا جعفر بن سليمان عن عليّ بن عليّ اليشكري عن أبي المتوكِّل عن أبي سعيد الخدري قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليلِ فاستفتح صلاته وكبّر قال: "سبحانك اللهمّ وبحمدك، وتباركَ اسمُك وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرُك" ويقول: "لا إله إلا اللَّه" ثلاثًا. ثم يقول: "أعوذُ باللَّه السميع العليم من الشيطان الرجيم، من هَمْزه ونَفْخه ونَفْثه". ثم يقول: "اللَّه أكبر" ثلاثًا. ثم يقول: "أعوذُ باللَّه السميع العليم من الشيطان الرجيم، من هَمزه ونَفخه ونَفثه"(3).
(1) المسند 18/ 36 (11453). وحكم عليه المحقّق بأنه صحيح لغيره، وإن إسناده ضعيف، وذكر شواهده.
(2)
المسند 17/ 113 (110)، ومسلم 1/ 195 (210). وفي البخاري 7/ 193 (3885) عن الليث.
والضحضاح من الماء: ما يبلغ الكعبين.
(3)
المسند 18/ 51 (11473) والحديث من طريق جعفر في سنن أبي داود 1/ 206 (775)، والترمذي 2/ 9 (242)، وأبى يعلى 2/ 358 (1108)، وابن خزيمة 1/ 238 (467)، وصدره في ابن ماجه 1/ 264 (804)، والنسائي 2/ 132. قال الترمذي: وحديث أبي سعيد أشهر حديث في هذا الباب. وقد أخذ قوم من أهل العلم بهذا الحديث. ونقل كلام يحيى بن سعيد في إسناده، وعدم تصحيح الإمام أحمد له. وقال أبو داود: وهذا الحديث يقولون: هو عن عليّ بن عليّ عن الحسن مرسلًا، الوهم من جعفر. وقال ابن خزيمة: وهذا الخبر لم يسمع في الدعاء، لا في قديم الدهر ولا في حديثه. وصحّح الألباني الحديث، وأطال محقّقو المسند في تخريجه، ونقلِ أقوال العلماء في إعلاله.
قال أحمد بن حنبل: لا يصحّ هذا الحديث. وقال الترمذي: وكان يحيى يتكلَّم في علي بن علي (1).
(2209)
الحديث التاسع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن آدم قال: حدّثنا فُضيل بن مرزوق عن عطيّة العَوفي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لن يدخلَ الجنَّةَ أحدٌ إلا برحمة اللَّه" قلنا: يا رسول اللَّه، ولا أنت؟ قال:"ولا أنا، إلا أن يَتَغَمَّدَني اللَّهُ"(2) وقال بيده فوق رأسه (3).
(2210)
الحديث الثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: الأعمش حدّثنا عن أبي صالح عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَبْرِدوا بالظُّهر في الحرّ، فإن شدَّةَ الحرّ من فَوح جهنّم".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(2211)
الحديث الحادي والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون قال: حدّثنا ابن وهب قال: قال حيوة: حدّثني ابن الهاد عن عبد اللَّه بن خبّاب عن أبي سعيد الخدري:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "صلاةُ الجماعة تَفْضُلُ صلاةَ الفَذِّ بخمسٍ وعشرين درجة".
انفرد بإخراجه البخاري (5).
(2212)
الحديث الثاني والثمانون بعد المائتين: وبالإسناد:
(1) ينظر الترمذي.
(2)
في المسند "برحمته" وأشار المحقّق إلى عدم وجودها في نسخة. وهي ليست في المجمع.
(3)
المسند 18/ 63 (11486)، وهو صحيح لغيره، ففي إسناده عطية. وحسّن الهيثميّ إسناده 10/ 359. ويصحّحه ما رواه الشيخان عن أبي هريرة، وما رواه مسلم عن جابر - الجمع 3/ 102 (2294)، 2/ 413 (1722).
(4)
المسند 18/ 65 (11490)، والبخاري 2/ 18 (538) من طريق الأعمش، ومحمد بن عبيد من رجال الشيخين. ويروى "فيح" بدل "فوح" وهما لغتان.
(5)
المسند 18/ 82 (11521)، والبخاري 2/ 131 (646) من طريق الليث. وهارون بن معروف من رجالهما.
والفذّ: الفرد.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من رآني فقد رأى الحقَّ، فإنّ الشيطانَ لا يتكوَّنُ بي".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(2213)
الحديث الثالث والثمانون بعد المائتين: وبه عن أبي سعيد:
أنّه ذَكر لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه تُصيبَه الجَنابة فيريدُ أن ينامَ، فأمرَه أن يتوضّأَ ثم ينام (2).
(2214)
الحديث الرابع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "للَّهِ عز وجل مائةُ رحمة، فَقَسَم منها جُزءًا واحدًا بين الخَلق، فيه يتراحم النّاس والوَحش والطير"(3).
(2215)
الحديث الخامس والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد قال: أخبرنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيَّب عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أسوأَ الناسِ سَرِقَةً الذي يَسْرقُ صلاته" قالوا: يا رسول اللَّه، وكيف يَسْرِقُها؟ قال:"لا يُتِمُّ ركوعَها ولا سجودها"(4).
(2216)
الحديث السادس والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا حمّاد عن إبراهيم عن أبي سعيد الخدري:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن استئجار الأجير حتى يُبَيِّنَ له أجرَه. وعن النَّجْش، واللَّمس، وإلقاء الحجر (5).
(1) المسند 18/ 83 (11522)، والبخاري 12/ 383 (6997) من طريق الليث عن يزيد بن الهاد به.
(2)
المسند 18/ 83 (11523) وإسناده صحيح كسابقيه. وأخرجه ابن ماجه 1/ 193 (586) من طريق يزيد بن عبد اللَّه بن الهاد.
(3)
المسند 18/ 88 (11530) وإسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الواحد في أبي يعلى 2/ 349 (1098)، وبنحوه من طريق الأعمش في ابن ماجه 2/ 1435 (4293). قال البوصيريّ: حديث أبي سعيد صحيح، ورجاله ثقات.
وقد روى البخاري مثله عن أبي هريرة، وسلمان - الجمع 3/ 17، 360 (2183، 2837).
(4)
المسند 18/ 90 (11532). ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد، ابن جدعان. قال الهيثميّ 2/ 123: وهو مختلف في الاحتجاج به. وهو في أبي يعلى 2/ 481 (1311) وذكر المحقّقون شواهد تحسّنه.
(5)
المسند 18/ 116 (11565). وقال الهيثميّ 4/ 100: وقد رواه النسائي موقوفًا، ورجال أحمد رجال الصحيح، إلا أن إبراهيم النخعي لم يسمع من أبي سعيد فيما أحسب. وفصّل محقّقو المسند الكلام في الحديث، وإن حمّادًا الراوي عن إبراهيم هو ابن أبي سليمان الأشعرى، والراوي عنه هو حمّاد بن سلمة.
النجش: أن يزيد في السلعة وليس بمُشتر. واللّمس: إلقاء الحجر: بيوع كانت لهم، إذا لَمسَ أحدُهم الثوب، أو ألقى الحَجَرَ وجب البيع.
(2217)
الحديث السابع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة قال: حدّثنا داود بن أبي هند عن أبي نَضرة عن أبي سعيد قال:
لمّا أمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُرْجَمَ ماعزُ بن مالك خَرَجْنا به إلى البقيع، فواللَّه ما حَفَرْنا له، ولا أَوْثَقْناه، ولكنه قام لنا فرمَيناه بالعِظام والخِرَق، فاشتكى، فخرج يَشْتَدُّ حتى انتصبَ لنا في عُرض الحَرّة، فرمَيناه بجلاميد الجَندل حتى سكت.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2218)
الحديث الثامن والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال: حدّثنا الضحّاك بن عثمان عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينظرُ الرجلُ إلى عورة الرجل، ولا تنظرُ المرأةُ إلى عورة المرأة، ولا يُفضي الرجلُ إلى الرجل في الثوب، ولا تُفضي المرأة إلى المرأة في الثوب".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(2219)
الحديث التاسع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن مُصعب قال: حدّثنا عُمارة عن أبي نَضرة عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "تَكْثُرُ الصواعقُ عند اقتراب الساعة، حتى يأتيَ الرجلُ القومَ فيقول: من صُعِقَ قِبلَكم الغداةَ؟ فيقولون: صُعِق فلان وفلان وفلان"(3).
(2220)
الحديث التسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن ربيعة قال: حدّثنا محمد بن الحسن عن عطيّة العَوفي عن أبيه عن جدّه عن أبي سعيد الخدري قال:
(1) المسند 18/ 134 (11589)، ومسلم 3/ 1320 (1694).
(2)
المسند 18/ 143 (11601)، ومسلم 1/ 266 (338).
(3)
المسند 18/ 163 (11620)، وأبو نضرة من رجال مسلم. وعمارة بن مهران روي له البخاري حديثًا في المفرد، ووُثّق. التهذيب 5/ 330. أما محمد بن مصعب شيخ أحمد فقد ضُعفّ. التهذيب 6/ 518. والحديث ذكره الهيثميّ 8/ 128 وقال: رواه أحمد عن محمد بن مصعب، وهو ضعيف. وصحّحه الحاكم 4/ 444 على شرط مسلم. قال الذهبي: عمارة ثقة، لم يخرجوا له.
وقد وردت "فلان" مرّتين في المصادر.
لعن رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة (1).
(2221)
الحديث الحادي والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا ابن أبي ذِئب عن سعيد بن خالد قال:
دخلت على أبي سلمة، فسقط ذبابٌ في الطعام، فجعل أبو سلمة يَمْقُلُه بإصبعه فيه، فقلتُ: يا خال، ما تصنعُ؟ فقال: إنّ أبا سعيد الخدري حدّثني:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أحدَ جناحَي الذُّباب سُمٌّ والآخر شِفاء، فإذا وقعَ في الطَّعام فامْقُلوه، فإنّه يُقَدِّمُ السُّمِّ ويُؤَخِّرُ الشَّفاء"(2).
* * * *
آخر المسند
(1) المسند 18/ 166 (11622) وأبو داود 3/ 193 (3128). وضعّف الألباني إسناده. وضعّفه محقّقو المسند، وذكروا بعض الشواهد له.
(2)
المسند 18/ 186 (11643) ورجاله رجال الصحيح عدا سعيد بن خالد، وهو صدوق. التهذيب 3/ 152. والتقريب 3/ 204. والمسند من الحديث في سنن ابن ماجه 2/ 1159 (3504)، ومن طريق ابن أبي ذئب في النسائي 7/ 178، وأبي يعلى 2/ 273 (986)، وابن حبّان 3/ 55 (1247)، وصحّحه الألباني - الصحيحة 1/ 94، 95 (38، 39).
ويشهد له ما رواه البخاري عن أبي هريرة - ينظر الجمع 3/ 262 (2581).