الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(264) مسند طَلْحَة بن عُبَيد اللَّه التَّيْمِيّ أبي محمد
(1)
(2618)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن حدّثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مُلَيكة قال: قال طلحة بن عبيد اللَّه:
لا أُحَدِّثُ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا، إلَّا أنّي سَمِعْتُه يقول:"إنّ عمرو بن العاص من صالح قريش".
قال: وزاد عبد الجبّار بن وَرد عن ابن أبي مُليكة عن طلحة قال: "نِعْمَ [أهلُ] البيت عبدُ اللَّه وأبو عبد اللَّه وأمُّ عبد اللَّه"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا نافع بن عمر وعبد الجبار بن وَرد عن ابن أبي مليكة قال: قال طلحة بن عُبيد اللَّه:
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "نِعْمَ أهل البيت عبدُ اللَّه وأبو عبد اللَّه وأمّ عبد اللَّه"(3).
(2619)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بكر قال: حدّثنا ابن
(1) وهو أحد العشرة المبشّرين بالجنّة. ينظر الطبقات 3/ 160، والآحاد 1/ 163، ومعرفة الصحابة 1/ 94، والاستيعاب 2/ 210، والتهذيب 3/ 508، والسير 1/ 23، والإصابة 2/ 220.
ومسنده السادس في الجمع: له حديثان متّفق عليهما، واثنان للبخاري، وثلاثة لمسلم. وفي التلقيح 366 أنّه أسند ثمانية وثلاثين حديثًا.
(2)
المسند 3/ 6 (1382).
(3)
المسند 3/ 6 (1381). وأبو يعلى 2/ 18، 19 (645 - 647) من طرق عن عبد الجبّار بن الورد. ورواه الترمذي 5/ 464 (3845) من طريق نافع بن عمر. وقال: هذا حديث إنما نعرفه من حديث نافع بن عمر الجمحي، ونافع ثقة، وليس إسناده بمتّصل، وابن أبي مليكة لم يدرك طلحة. ولذا ضعّف الألباني والمحقّقون إسناده، لانقطاعه.
جُرَيح قال: حدّثني محمد بن المُنْكَدِر عن مُعاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التَّيمي عن أبيه عبد الرحمن بن عثمان قال:
كنّا مع طلحة بن عُبيد اللَّه ونحن حُرُم، فأُهْدِي له طيرٌ وطلحة راقد، فمنّا مَن أكل ومنّا من تَوَرَّعَ فلم يأكل، فلما استيقظَ طلحةُ وفَّقَ من أكلَه، وقال: أكَلْناه مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2620)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط قال: حدّثنا مُطَرِّف عن عامر عن يحيى بن طلحة عن أبيه قال:
رأى عمرُ طلحة بن عُبيد اللَّه ثقيلًا فقال: مالك يا أبا فلان، لعلَّك ساءَك إمارةُ ابن عمِّك؟ قال: لا، إلَّا أنّي سمعتُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثًا ما مَنَعني أن أسألَه عنه إلَّا القُدرةُ عليه حتى مات، سَمِعْتُه يقول:"إنّي لأعلمُ كلمةً لا يقولُها عبدٌ عندَ موتِه إلَّا أَشْرَقَ لها لونُه، ونَفَّسَ اللَّهُ عنه كُربته" قال: فقال عمر: إنّي لأعلم ما هي. قال: وما هي؟ قال: تعلمُ كلمةً أعظمَ من كلمةٍ أمرَ بها عمَّه عند الموت: لا إله إلَّا اللَّه؟ قال طلحة: صَدَقْت، هي واللَّه هي (2).
(2621)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن إسماعيل قال: قال قيس: رأيتُ طلحة يدَه شلّاءَ، وقَى بها رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد.
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(2622)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن [عبد اللَّه قال: حدّثني محمد مَعن الغِفاري قال: أخبرني](4) داود بن خالد بن دينار:
(1) المسند 3/ 7 (1383)، ومسلم 2/ 1855 (1197) من طريق ابن جريح، ومحمد بن بكر من رجال الشيخين.
(2)
المسند 3/ 8 (1384)، ورجاله ثقات. ورواه ابن ماجة من طريق عامر الشَّعبي عن يحيى بن طلحة عن أمه. . . 2/ 1247 (3795)، ومثله في صحيح ابن حبان 1/ 434 (205). وفي أبي يعلى 2/ 22 (655) عن الشعبي عن يحيى بن طلحة قال: رأى عمر طلحة وله فيه طرق - ينظر 2/ 13، 14 (640 - 642). لذا قال البوصيري: اختلف على الشعبي، فقيل. . .
(3)
المسند 3/ 9 (1385)، والبخاري 7/ 359 (4063).
(4)
مستدرك في المسند.
أنّه مرّ هو ورجلٌ يقال له أبو يوسف من بني تَيْم على ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال: قال أبو يوسف: إنّا لَنَجِدُ عندَ غيرك من الحديث ما لا نَجِدُه عندَك. فقال: أما إنّ عندي حديثًا كثيرًا، ولكن ربيعة بن الهُدير قال -وكان يلزم طلحة بن عبيد اللَّه-: إنّه لَمْ يسمع طلحة يُحَدّث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثًا قطُّ غيرَ حديث واحد. قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: قلتُ له: وما هو؟ قال: قال لي طلحة:
خرجتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى أشرَفْنا على حَرَّة واقم، قال: فدنَوا منها فإذا قبورٌ بمَحْنِية (1)، فقلنا: يا رسول اللَّه، قبور إخواننا هذه؟ قال:"قبور أصحابنا" ثم خرجنا حتى جئنا قبور الشهداء؟ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هذه قبور إخواننا"(2).
(2623)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عمر بن عُبيد قال: حدّثنا سِماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه قال:
كنا نُصلّي والدّوابُّ تَمُرُّ بين أيدينا، فذكَرْنا ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"مِثْلُ مُؤْخِرة الرَّحْل تكونُ بين يدَي أحدكم، لا يَضُرُّه ما مرَّ عليه" وقال عمر مرّة: "بين يديه".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(2624)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلَمة قال:
نزل رجلان من أهل اليمن على طلحة بن عبيد اللَّه، فقُتِلَ أحدُهما مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم مكث الآخرُ بعده سنةً، ثم مات على فراشه، فأُرِيَ طلحةُ الذي ماتَ على فراشه دخل الجنّة قبلَ الآخرِ بحين، فذكرَ ذلك طلحةُ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"كم مكثَ بعده؟ " قال: حولًا. فقال رسول اللَّه: "صلَّى ألفًا وثمانمائة صلاة، وصام رمضان"(4).
(1) المحنية: مكان انحناء الوادي.
(2)
المسند 3/ 10 (1387)، وحسن المحقّقون إسناده، لأن داود من رجال أبي داود، وسائر رواته رجال الصحيح. ومن طريق محمد بن معن أخرجه أبو داود 2/ 218 (2043)، وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 3/ 11 (1388)، ومن طريق عمر بن عبيد الطنافسي وغيره عن سماك في مسلم 1/ 358 (499). وينظر الحديث الثالث عشر من هذا المسند.
(4)
المسند 3/ 12 (1389). وأبو سلمة لم يسمع من طلحة - كما بيّن في الطريق التالي. وضعّف محقّقو المسند إسناده، وحسّنوه لغيره.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قُتيبة بن سعيد قال: حدّثنا بكر بن مُضر عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن طلحة بن عبيد اللَّه:
أن رجلين (1) قَدِما على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامُهما جميعًا، وكان أحدُهما أشدَّ اجتهادًا من صاحبه، فغزا المجتهدُ منهما فاستُشْهِدَ، ثم مكثَ الآخرُ بعده سنة ثم تُوُفّي. قال طلحة: فرأيتُ فيما يرى النائم كأنّي عند باب الجنّة، إذا أنا بهما، وخرج خارجٌ من الجنّة فأذِنَ للَّذي تُوُفّي في الأخير منهما، ثم خرجَ فأَذِنَ للذي استُشهد، ثم رجعا إليَّ، [قالا لي: ارجع فإنّه لَمْ يأنِ لك بعدُ. فأصبح طلحةُ يحدِّث به] (2) النّاسَ، فعجِبوا لذلك، فبلغَ ذلك رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"من أيِّ ذلك تعجبون؟ " قالوا: يا رسول اللَّه، هذا كان أشدَّ اجتهادًا ثم استُشهد في سبيل اللَّه، ودخلَ هذا الجنّةَ قبله! فقال:"أليس قد مَكَثَ هذا بعده سنة؟ " قالوا: بلى. قال: "وأدرك رمضان فصامه؟ " قالوا: بلى. قال: "وصلّى كذا وكذا سجدة في السنة؟ " قالوا: بلى. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فلما بينهما أبعدُ ما بين السماء والأرض"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا طلحة بن يحيى بن طلحة عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عبد اللَّه بن شدّاد:
أن نَفَرًا من بني عُذْرَة ثلاثةً أتَوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأسلموا، قال: فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "من يَكْفِينيهم؟ " قال طلحة: أنا. قال: فكانوا عند طلحة، فبعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعثًا، فخرج فيه أحدُهم فاستُشهد. قال: ثم بعث بعثًا فخرج فيه آخر فاستشهد. قال: ثم مات الثالث على فراشه. قال طلحة: فرأيتُ هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنّة، فرأيتُ الميّت على
(1) في ابن ماجة وابن حبان "من بَلِيّ".
(2)
ما بين المعقوفين من المسند.
(3)
المسند 3/ 21 (1403). ومن طريق ابن الهاد -يزيد بن عبد اللَّه- في ابن ماجة 2/ 1293 (3925) قال البوصيري في الزوائد: رجال إسناده ثقات، إلا أنّه منقطع، قال علي بن المديني وابن معين: أبو سلمة لم يسمع من طلحة شيئًا. وصحّحه ابن حبّان 7/ 248 (2892) وقال: مات أبو سلمة سنة أربع وتسعين، وقتل طلحة سنة ستّ وثلاثين! وصحّح الألباني الحديث. وينظر تخريج وتعليق محقّقي المسند وابن حبّان.
فراشه أمامَهم، ورأيتُ الذي استشهد أخيرًا يليه، ورأيت الذي استشهد أولَهم آخرَهم. قال: فداخَلَني من ذلك، فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكرتُ ذلك له، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"وما أَنْكَرْتَ من ذلك؟ ليس أحدٌ أفضلَ عند اللَّه من مؤمن يُعَمَّرُ في الإسلام، لتسبيحِهِ وتكبيرِه وتهليله"(1).
(2625)
الحديث الثامن: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا مالك ابن أنس عن عمّه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنّه سمع طلحة بن عبيد اللَّه يقول:
جاء رجلٌ من أهل نجد إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثائرُ الرأس، يُسْمَعُ دويّ صوتِه ولا يُفْقَه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسألُ عن الإسلام، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"خمسُ صلواتٍ في اليوم والليلة". فقال: هل عليَّ غيرُها؟ قال: "لا، أن تَطَوَّع". قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وصيامُ رمضان". قال: هل عليّ غيره؟ قال: "لا، إلَّا أن تَطَوّع". وذكر له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الزَّكاة، قال: هل عليّ غيرُها؟ قال: "لا، إلَّا أن تَطَوّع". قال: فأدبرَ الرجلُ وهو يقول: واللَّهِ لا أزيدُ على هذا ولا أنقُصُ. قال رسول اللَّه: "أفلح إن صدق".
أخرجاه (2).
(2626)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو عن الزّهري عن مالك بن أوس قال:
سَمِعْتُ عمرَ يقول لعبد الرحمن وطلحة والزبير وسعد: نَشَدْتُكم باللَّه التي تقومُ به السماء والأرض -قال سفيان مرّة: الذي بإذنه تقوم- أَعَلِمْتُم أنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنا لا نورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقة"؟ قالوا: اللهمّ نَعَمْ (3).
(1) المسند 3/ 19 (1401). ومن طريق طلحة بن يحيى في أبي يعلى 2/ 8 (633). قال الهيثمي 10/ 207: وعن عبد اللَّه بن شداد. . . رواه أحمد، فوصل بعضه وأرسل أوله. ورواه أبو يعلى والبزّار فقالا: عن عبد اللَّه ابن شداد عن طلحة، فوصلاه بنحوه، ررجالهم رجال الصحيح. ووافقه محقّق أبي يعلى. وفي تعليق محقّقي المسند: حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، طلحة بن يحيى اضطرب في إسناده. . .
(2)
البخاري 1/ 106 (46)، ومن طريق مالك في مسلم 1/ 41 (10)، والمسند 3/ 13 (1390).
(3)
المسند 3/ 14 (1391) وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرج الحديث في البخاري ومسلم - من حديث طويل، في مسند عمر: من طريق الزهري عن مالك بن أوس: البخاري 6/ 197 (3094)، ومسلم 3/ 1377 (1757).
(2627)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال: حدّثنا إسرائيل قال: حدّثنا سِماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه قال:
مَرَرْتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نَخل المدينة، فرأى أقوامًا في رؤوس النخلِ يُلَقّحون النخل، فقال:"ما يصنعُ هؤلاء؟ " قال: يأخذون من الذَّكَر فيجعلونه في الأُنثي، يُلَقِّحون به. فقال:"ما أَظُنُّ ذلك يُغني شيئًا" فبلَغَهم فتركوه ونزلوا عنها، فلم تحمل تلك السنة شيئًا، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"إنما هو ظَنٌّ ظَنَنْتُه، إن كان يُغني شيئًا فاصْنَعوا، فإنما أنا بَشَرٌ مِثْلُكم، والظّنُّ يُخطِئُ ويُصيب، ولكن ما قُلْتُ لكم عن اللَّه عز وجل فلن أكذبَ على اللَّه".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2628)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن عبد ربِّه قال: حدّثنا الحارث بن عَبيده قال: حدّثني محمد بن عبد الرحمن بن مُجَبَّر عن أبيه عن جدّه:
إنّ عثمان أشرفَ على الذين حَصَروه، فسَلَّم عليهم فلم يَرُدُّوا عليه، فقال عثمان: أفي القوم طلحة؟ قال طلحة: نعم. قال: فإنَّا للَّه وإنَّا إليه راجعون، أُسَلِّمُ على قوم أنت فيهم ولا يَرُدُّون. قال: قد رَدَدْت. قال: ما هكذا الرَّدّ، أُسْمِعُك ولا تُسْمِعُنِي يا طلحة، أَنْشُدُك اللَّهَ، أَسَمِعْتَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يُحِلُّ دمَ المسلمِ إلَّا واحدةٌ من ثلاث: أَنْ يَكْفُرَ بعد إيمانه، أو يَزْنِيَ بعد إحصانه، أو يَقْتُلَ نَفسًا فيُقتَلَ بها". قال: اللهمّ نعم. فكَبَّر عثمان وقال: واللَّه ما أَنْكَرْتُ اللَّهَ منذ عَرَفْته، ولا زَنَيْتُ في جاهلية ولا إسلام، وقد تركتُه في الجاهلية تَكَرُّمًا" (2)، وفي الإسلام تَعَفُّفًا، وما قتلْتُ نفسًا يَحِلُّ بها قتلي (3).
(1) المسند 3/ 19 (1400)، وأحال فيه على ما قبله: عن عبد الرزّاق عن إسرائيل. . . وهو في مسلم 4/ 1835 (2361) من طريق سماك. وأبو النضر هاشم بن القاسم، وإسرائيل ثقتان.
(2)
في مسند: "تكرّهًا".
(3)
المسند 3/ 20 (1402) وحسّنه المحقّق لغيره، لأن الحارث ليس بقوى. . . وابن مُجَبّر ضعيف. وقد ذكر الألباني أحاديث الباب في إرواء الغليل، ومعها هذا الحديث 7/ 255، وقال عنه: ابن مجبّر ضعيف لكنّ له طرقًا صحيحة. وقد أخرج الإمام أحمد الحديث -دون ذكر قصة طلحة- في 1/ 49 (437) مسند عثمان، بسند صحيح. وينظر تخريج المحقّقين له.
(2629)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي عن ابن اسحاق قال: حدَّثني سالم بن أبي أميّة أبو النضر قال:
جلس إليَّ شيخٌ من بني تميم في مسجد البصرة ومعه صحيفة له في يده. قال: وفي زمان الحجّاج فقال لي: يا عبد اللَّه، أترى هذا الكتابَ مغنيًا عني شيئًا عند هذا السلطان؟ قال: فقلت: وما هذا الكتاب؟ قال: هذا كتاب من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتبه لنا: ألا يُتَعَدّى علينا في صدقاتنا. قال: فقلت: لا واللَّه، ما أَظُنَّ أن يُغْنِيَ عنك شيئًا. وكيف كان شأنُ هذا الكتاب؟ قال:
قَدِمْت المدينة مع أبي وأنا غلامٌ شابٌّ بإبلٍ لنا نبيعُها، وكان أبي صديقًا لطلحة بن عُبيد اللَّه التَّيْميّ، فنزلنا عليه، وقال له أبي: اخرج معي فبع لي إبلي هذه. قال: فقال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد نهى أن يبيعَ حاضِرٌ لبادٍ، ولكنّي سأخرج معك فأجلسُ، وتعرضُ إبلَك، فإذا رضيتُ من رجل وفاءً وصدقًا ممن ساومَك أمرْتُك ببعيه. قال: فخرجْنا إلى السوق، فوقَفْنا ظَهرَنا، وجلسَ طلحة قريبًا، فساوَمَني (1) الرجالُ حتى إذا أعطاني رجلٌ ما نرضي، قال له أبي: أبايعه؟ قال: نعم، وقد رَضِيتُ لكم وفاءه فبايعوه. فبايَعْته.
فلمّا قَبَضْنا مالَنا وفَرَغْنا من حاجتنا قال أبي لطلحة: خُذْ لنا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتابًا ألَّا يُتَعَدَّى علينا في صدقاتنا. قال: فقال: هذا لكم ولكلِّ مسلم. قال: على ذلك إنّي أُحِبّ أن يكون عندي من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتاب. فخرج حتى جاء بنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا رسول للَّه، إنّ هذا الرجل من أهل البادية صديق لنا، وقد أحبَّ أن نكتبَ له كتابًا ألَّا يُتَعَدّى عليه في صدقته. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"هذا له ولكلّ مسلم". فقال: يا رسول اللَّه، إنه قد أحبّ أن يكونَ منك كتابٌ على ذلك. قال: فكتبَ لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب (2).
(2630)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا الترمذي قال: حدَّثنا قُتيبة قال: حدّثنا أبو الأحوص عن سِماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه قال:
(1) في المسند: "فساومَنا. . . أعطانا. . . فبايَعْناه".
(2)
المسند 3/ 22 (1404). ومن طريق ابن إسحاق في أبي يعلى 2/ 15 (644). ورجاله رجال الصحيح، وابن إسحاق صرّح بالتحديث محمد أبي يعلى وهنا. وصحّح الهيثمي إسناده 3/ 85.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا وَضَعَ أَحدُكم بين يدَيه مثلَ مُؤْخِرة الرَّحْلِ فَلْيَصَلِّ ولا يُبالِ مَن مرَّ وراء ذلك".
قال الترمذي: هذا حديث صحيح (1).
(2631)
الحديث الرابع عشر: أخبرنا عبد الأوّل بن عيسى قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن المُظَفَّر قال: أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَمَّوَيه قال: حدّثنا إبراهيم بن خُرَيم الشاشي قال: حدّثنا عبد بن حُميد قال: حدّثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدّثنا سليمان ابن سفيان عن بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللَّه عن أبيه عن جدّه قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلالَ قال: "اللهمّ أَهِلَّه علينا باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربِّي وربُّك اللَّه"(2).
* * * *
(1) هذا الحديث مكرّر مع الحديث السادس الذي نقله عن أحمد ومسلم. وهو في الترمذي 2/ 156 (335) وقال: حسن صحيح. ومن طريق سماك في ابن ماجة 1/ 303 (940) وأبي داود 1/ 183 (685).
(2)
الحديث من طريق عبد الملك بن عمرو، أبي عامر العقدي عن سليمان بن سفيان في المسند 3/ 17 (1397)، والترمذي 5/ 470 (3451). ولكن المؤلّف -على غير عادته- عدل عن مصادره. وأخرجه عن عبد بن حميد - مسنده (103) وقد حسّنه محقّقو المسند لشواهده.