الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(236) مسند شَمعون أبي رَيحانة الأزدي
ذكره البخاري في حرف الشين. وقال أبو سعيد بن يونس: سمعون بالسين المهملة أصحّ عندي (1).
(2471)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا حَريز قال: سمعتُ سعد بن مَرْثدَ الرَّحَبي قال: سمعت عبد الرحمن بن حَوْشب يحدّث عن ثوبان بن شَهر الأشعري قال: سمعت كُرَيب بن أبرهةَ وهو جالس مع عبد الملك بِدَير المُرّان، وذكروا الكِبْرَ، فقال كُريب: سمعت أبا ريحانة يقول:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يَدْخُلُ شيء من الكبر الجنّةَ" قال: فقال قائل: يا رسول اللَّه، إني أُحِبُّ أن أتجمَّلَ بسَير سَوطي، وشِسْعِ نعلي. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنّ ذلك ليس بالكبر، إنّ اللَّه جميلٌ يُحبُّ الجَمال، إنما الكبْرُ مَن سَفه الحَقَّ، وغَمَصَ النّاسَ بعينه"(2).
في معنى قوله: "سَفِهَ الحقّ" قولان: أحدُهما: سَفَّهَ الحقّ. والثاني: جهل الحقّ.
وغمص بمعنى احتقر. ويروى: غَمَطَ، والمعنى واحد.
(2472)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن غيلان قال: حدّثنا المُفَضَّل بن فَضالة قال: حدّثنا عيّاش بن عبّاس عن أبي الحُصين الهيثم بن شَفِىّ أنّه سمعه يقول:
خرجت أنا وصاحب لي يُسَمّى أبا عامر رجل من المعافر لنصَلِّيَ بإيلياء، وكان قاصَّهم رجلٌ من الأزد يقال له أبو ريحانة، من الصحابة. قال أبو الحُصَين: فسبقَني صاحبي إلى
(1) ينظر الطبقات 7/ 296، والآحاد 4/ 298، ومعرفة الصحابة 3/ 1488، والاستيعاب 2/ 158، والتهذيب 3/ 405، والإصابة 2/ 153.
(2)
المسند 4/ 133. قال الهيثمي 5/ 136: رجاله ثقات.
المسجد ثم أدركْتُه، فجلسْتُ إلى جنبه، فسألَني: هل أدركتَ قَصَصَ أبي رَيحانة؟ فقلت: لا. فقال: سمعتُه يقول:
نهى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن عشرة: عن الوَشْر، والوَشْم، والنَّتْف، وعن مُكامَعةِ الرجلِ الرجلَ بغير شعار، ومُكامعةِ المرأةِ المرأةَ بغير شعار، وأن يجعلَ الرجلُ في أسفل ثوبه حريرًا مثلَ الأعلام، وأن يجعلَ على مَنكبه مثل الأعاجم، وعن النُّهْبَى، وعن رُكوب النُّمور، ولُبوس الخاتَمِ إلا لذي سلطان (1).
الوَشْر: أن تَحِدَ طَرفَ الأسنان لتشبه أسنان الأحداث.
والوَشم: أن يَغْرِزَ الجلدَ بإبرة ثم يحشى بكحل فيخضرّ.
والنَّتف: نتف الشعر.
والمكامعة: المضاجعة في ثوب واحد.
وأما النُّمور: فقال القتيبي: النمرة بردة تلبسها الإماء. قلت: فيكون نهيُه إمّا لئلّا يتشبّه الرجل بالمرأة، وإما لكونها حريرًا.
وأما النهي عن الخاتمَ فليتميَّز السلطان بما يَخْتِم به.
(2473)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا أبو بكر بن عياش عن حُميد الكِندي عن عُبادة بن نُسَيّ عن أبي رَيحانة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من انتسبَ إلى تسعة آباءٍ كفّار يريدُ بهم عزًّا وكَرَمًا (2) فهو عاشرُهم في النّار"(3).
(1) المسند 4/ 134، ومن طريق المفضّل في النسائي 8/ 143، وأبي داود 4/ 48 (4049)، ورواه الطحاوي في شرح المشكل من طرق عن عيّاش 8/ 300 - 302 (3253 - 3256). وضعّف الألباني الحديث. وينظر تخريج محقّق المشكل.
(2)
في الأصل "وكبرًا" وما أثبت في المصادر.
(3)
المسند 4/ 134. ومن طريق أبي بكر بن عيّاش في مسند أبي يعلى 3/ 28 (1439). قال الهيثمي في المجمع 8/ 88: رجال أحمد ثقات. وهو كذلك، إلا أن البخاري ذكر في التاريخ الكبير 2/ 355، 356 بعد أن أخرج الحديث: ما أراه إلا مرسلًا.
(2474)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحُباب قال: حدّثني عبد الرحمن بن شُريح قال: سمعت محمد بن سُمير الرُّعَيني يقول: [سمعتُ أبا عامر التُّجِيبي يقول](1) سمعت أبا ريحانة:
كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزاة، فأتَيْنا ذاتَ يوم إلى شَرَفِ فبِتْنا عليه، فأصابنا بردٌ شديد، حتى رأيت من يحفِرُ في الأرض حُفرَةٌ يدخلُ فيها ويلقي عليه بالحَجَفة - يعني التُّرس، فلما رأى ذلك رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم من النّاس نادى:"مَنْ يَحْرُسُنا في هذه الليلة فأدعوَ له بدُعاء يكونُ فيه فَضل؟ " فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول اللَّه. قال: "ادْنُه" فدنا منه فقال: "من أنت؟ " فتسمّى له الأنصاري، ففتحَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بالدُّعاء فأكثر منه، قال أبو ريحانة: فلمّا سمعتُ ما دعا به رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقلت: أنا رجل آخر، قال:"ادْنُه: فدنوت، فقال: "من أنت؟ " فقلت: أنا أبو ريحانة. فدعا لي بدعاء هو دون ما دعا للأنصاري. ثم قال: "حُرِّمَت النارُ على عين دَمَعَت -أو بَكَتْ- من خَشية اللَّه عز وجل. وحُرِّمَتِ النارُ على عينٍ سَهِرَتْ في سبيل اللَّه" (2).
* * * *
(1) تكملة من المسند. وقال: وقال غيره -يعني غير زيد: أبو علي الجنبي. وفيه اختلاف في المصادر.
(2)
المسند 4/ 134، والآحاد 4/ 301 (2325)، وهو باختصار في النسائي 6/ 15، وصحّحه الألباني. وقال الحاكم 2/ 83: صحيح، ووافقه الذهبي. على أن الذهبي ذكر الحديث في الميزان - ترجمة محمد بن شمير -أو سمير-3/ 580، وقال: لم يرو عنه سوى عبد الرحمن بن شريح، حديثه عن أبي علي الجنبي عن أبي ريحانة مرفوعًا. وقال الهيثمي 5/ 290: رجال أحمد ثقات.