الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(مسند عقيل بن أبى طالب رضي الله عنه
-)
476/ 1 - " عن عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّد بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِى طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: نَازَعْتُ عَليّا وَجَعْفَر بْنَ أَبِى طَالِبٍ فِى شَىْءٍ فَقُلْتُ: وَالله مَا أَنْتُمَا بِأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مَنِّى: إِنَّ قَرَابَتَنَا لَوَاحدةٌ، وَإنَّ أَبَانَا لَوَاحِدٌ، وَإنَّ أُمَّنَا لَوَاحِدَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنَا أُحِبُّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَقُلْتُ: إِنِّى لَسْتُ عَنْ أُسَامَةَ أَسْأَلُكَ، إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنْ نَفْسِى؟ فَقَالَ: يَا عَقِيلُ: والله إِنِّى لأُحِبُّكَ لِخَصْلَتَيْنِ: لِقَرَابَتِكَ [وَلِحُبِّ] أَبِى طَالِبٍ إِيَّاكَ، وَكَانَ أَحَبَّهُم إِلَى أَبِى طَالِبٍ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِىُّ فَأَنْتَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لا نَبِىَّ بَعْدِى".
كر (1).
476/ 2 - "عَنْ عَقِيلِ بْنِ أَبِى طَالِبٍ قَالَ: جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِى طَالِبٍ فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِى نَادِينَا وَفِى مَسْجِدِنَا، فَانْهه عَن أَذَانَا، فَقَالَ يَا عَقِيلُ: اِئْتِنِى بمُحَمَّدٍ، فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقَالَ: يَا بْنَ أَخِى إِنَّ بَنِى عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيِهم في نَادِيهِمْ وَفِى مَسْجِدِهمْ فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَحَظَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: مَا أنا بِأَقْدَرَ عَلَى أَنْ أَدعَ لَكُمْ ذَلِكَ عَلَى أَنْ تَسْتَشْعِلُوا لىَ مِنْهَا شُعْلَةً، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: ما كَذَبَ ابْنُ أَخِى، فَارْجِعُوا".
(1) الحديث في مختصر تاريخ دمشق الكبير لابن عساكر المجلد 17 ص 119 باب 26 عقيل بن أبى طالب، الحديث بلفظ: عن عقيل بن أبى طالب قال:
نازعت عليا وجعفر بن أبى طالب في شئ، فقلت: والله ما أنتما بأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منى، إن قرابتنا لواحدة، وإن أبانا لواحد، وإن أمنا لواحدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنا أحب أسامة بن زيد، قلت: إنى ليس عن أسامة أسألك، إنما أسألك عن نفسى، فقال: يا عقيل: إنى - والله - لأحبك لخصلتين: لقرابتك ولحب أبى طالب إياك - وكان أحبهم إلى أبى طالب - وأما أنت يا جعفر فإن خلقك يشبه خلقى، وأما أنت يا على فأنت منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبى بعدى".
وما بين القوسين أثبتناه من ابن عساكر ليستقيم المعنى.
وقد زاد ابن عساكر حديث النبى صلى الله عليه وسلم لجعفر، ولم يرد بالأصل.
ع، وأبو نعيم، كر (1).
476/ 3 - "عَنْ عَقِيلِ بْنِ أَبِى طَالِبٍ أنَّهُ تَزَوَّجَ فَقِيلَ لَهُ بِالرَّفَاءِ وَالْبَنِينَ، قَالَ: لَا تَقُولُوا هكَذَا، وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى الْخَيْر وَالبَرَكَة، بَارَكَ الله لَكَ، وبَارَكَ عَلَيْكَ".
كر (2).
(1) الحديث في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر المجلد 17 ص 114 باب 36 عقيل بن أبى طالب الحديث بلفظه.
وفى مسند أبى يعلى الموصلى ج 12 ص 176 مسند عبد الله بن جعفر رقم 18 - (6804) عن موسى بن طلحة حدثنا عقيل بن أبى طالب قال: جاءت قريش إلى أبى طالب فقالوا: إن ابن أخيك يؤذينا في نادينا وفى مسجدنا، فانهه عن أذانا، فقال: يا عقيل: ائتنى بمحمد، فذهبت فأتيته به، فقال: يا بن أخى، إن بنى عمك يزعمون أنك تؤذيهم في ناديهم، وفى مسجدهم، فانته عن ذلك.
قال: فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره إلى السماء فقال: "أترون هذه الشمس؟ قالوا: نعم، قال: "ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تستشعلوا لى منها شعلة "قال: فقال أبو طالب: ما كذبنا ابن أخى فارجعوا".
(2)
الحديث في أسد الغابة مجلد 4 عدد 22 كتاب الشعب ص 63، 64 ترجمة عقيل بن أبى طالب بلفظ: حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل قال: تزوج عقيل بن أبى طالب فخرج علينا فقلنا له: بالرفاء والبنين، فقال: مه، لا تقولوا ذلك فإن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وقال: قولوا: بارك الله لك وبارك عليك وبارك لك فيها أخرجه الثلاثة: ابن عبد البر، وأبو نعيم، وابن منده.
وفى مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر المجلد 17 ص 115 باب 26 عقيل بن أبى طالب.
قال الحسن البصرى: قدم عقيل بن أبى طالب البصرة، فتزوج امرأة من بنى جُشَمٍ، فلما خرج قالوا: بالرفاء والبنين، فقال: لا تقولوا هكذا، نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول: بالرفاء والبنين، وأمرنا أن نقول: بارك الله لك، وبارك عليك.
ومعنى (بالرفاء والبنين): رَفَوْتُ الرجلَ: سكَّنته من الرعب، ومنه قولك للمتزوج:"بالرفاء والبنين" وإن شئت كان معناه: بالسكون والطمأنينة.
والرفاء: الالتحام والاتفاق. اهـ: مختار الصحاح بتصرف يسير.
476/ 4 - "عَنْ عَقِيلِ بْنِ أَبِى طَالِبٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ: إِنَّ غَضَبَكَ عِزٌّ، وَرِضَاكَ حُكْمٌ".
كر (1).
476/ 5 - "عَنْ أبِى إِسْحَاقَ السُّبَيْعِى، عَنِ الشَّعْبِىِّ، عَن عَبْدِ الْمَلكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عقيل بْنِ أَبِى طَالِبٍ وَمُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الله ابْنِ أَخِى الزُّهرِىِّ، عَنِ الزُّهْرِىِّ أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: مَرَّ بِالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُكَلِّمُ النُّقَبَاءَ وَيُكَلِّمُونَهُ، فَعَرَفَ صَوْتَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَ وَعَقَلَ رَاحِلَتَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: يَا مَعْشَرَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ هَذَا ابْنُ أَخِى، وَهُوَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَىَّ، فإِنْ كُنْتُمْ صَدَّقْتُمُوهُ وآمَنْتُمْ بِهِ وَأرَدْتُمْ إِخْرَاجَهُ مَعَكُمْ فَإِنِّى أُرِيدُ أَنْ آخُذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا تَطْمئنُّ بِهِ نَفْسِى، وَلَا تَخْذُلُوهُ وَلَا تَغُدُّوهُ فَإنَّ جِيرَانَكُمْ الْيَهُودُ، وَهُمْ لَهُ عَدُوٌّ، وَلَا آمَنُ مَكْرَهُمْ عَلَيْهِ، فَقَالَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ - وَشَقَّ عَلَيْهِ قَوْلُ الْعباسِ حِينَ اتَّهَمَ عَلَيْهِ أسْعَدَ وَأَصْحَابَهُ - يَا رسُولَ الله ائْذَنْ لَنَا فَلْنُجِبْهُ غَيْر مُخْشِنِينَ لصَدْرِكَ وَلَا مُتَعَرِّضِينَ لِشَىْءٍ مِمَّا تَكْرَهُ إِلَّا تَصْدِيقًا لإِجَابَتِنَا إِيَّاكَ، وَإِيمَانًا بِكَ، فَقَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَجِيبُوهُ غَيْرَ مُتَّهَمِينَ، فَقَالَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَأقْبَل عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ الله إِنَّ لِكُلِّ دَعْوَةٍ سَبِيلًا إِنْ لِينًا وَإنْ شِدَّةً، وَقَدْ دَعَوْتَنَا الْيَوْمَ إِلَى دَعْوَةٍ مُتَهَجَّمةٍ لِلنَّاسِ مُتَوَعِّرَةٍ عَلَيْهِمْ، دَعَوتَنَا إِلَى تَرْكِ دَعْوَةِ دِينِنَا وَاتِّبَاعِكَ عَلَى دِينِكَ، وَتِلْكَ رُتْبَةٌ صَعْبَةٌ فَأَجبْنَاكَ إِلَى ذَلكَ وَدَعَوْتَنَا إِلَى قَطْعِ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ النَّاسِ مِنَ الْجِوَارِ وَالأَرْحامِ الْقَرِيب وَالْبَعِيدِ، وتِلكَ رُتْبَةٌ صَعْبَةٌ، فَأَجَبْنَاكَ إِلَى ذَلِكَ، وَدَعَوتَنَا وَنَحْنُ جَمَاعَةٌ في دَارِ عِزٍّ ومَنَعَةٍ لَا يطْمَعُ فينا أَحَدٌ أنْ يَرْؤُسَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ غَيْرِنَا قَدْ أَفْرَدَهُ قَوْمُهُ وَأَسْلَمَهُ أَعْمَامُهُ، وَتِلْكَ رُتْبَةٌ صَعْبَةٌ، فَأَجَبْنَاكَ إِلَى ذَلِكَ، وَكُلُّ هَؤُلَاءِ الرُّتَبِ مَكْرُوهَةٌ عِنْدَ النَّاسِ إِلَّا مَنْ عَزَمَ الله لَهُ عَلَى رُشْدِهِ، وَالْتَمَسَ الْخَيْرَ في عَوَاقِبِهَا، وَقَدْ أَجَبْنَاكَ
(1) الحديث في مختصر تاريخ دمشق الكبير لابن عساكر المجلد 18 ص 282 رقم 185 ترجمة عمر بن الخطاب، الحديث عن عقيل بن أبى طالب، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب:"إن غضبك عز ورضاك حكم".
إِلَى ذَلِكَ بِأَلْسِنَتِنَا وَصُدُورِنَا، إِيمَانًا بِمَا جِئْتَ، وَتَصْدِيقًا بِمَعْرِفَةٍ ثَبَتَتْ في قُلُوبِنَا نُبَايِعُكَ عَلَى ذَلِكَ ونُبَايعُ الله رَبَّنَا وَرَبَّكَ، يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِينَا وَدِمَاؤُنَا دُونَ دَمِكَ، وَأَيْدِينَا دُونَ يَدِكَ، نَمْنَعُكَ [مِمَّا] نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَنَا وَأبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا، فإِنْ نَفِى بِذَلِكَ فَبِالله نَفِى، وَنَحْنُ بِهِ أَسْعَدُ، وَإنْ نَغْدِرْ فَبِالله نَغْدِر وَنَحْنُ بِهِ أَشْقَى، هَذَا الصِّدْقُ مِنَّا يَا رَسُولَ الله وَالله الْمُسْتَعَانُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: وَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُعْتَرِضُ لَنَا بِالْقَوْلِ دُونَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَالله أَعْلَمُ بِمَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ، ذَكَرْتَ أنَّهُ ابْنُ أَخِيكَ، وَأَنَّهُ أَحَبُّ النَّاس إِلَيْكَ، فَنَحْنُ قَدْ قَطَعْنَا الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ وَذَا الرَّحِمِ، وَنَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَهُ مِنْ عِنْدِهِ، لَيْسَ بِكَذَّابٍ، وَأَنَّ ما [جَاءَ] بِهِ لَا يُشبهُ كَلَامَ الْبَشَرِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكَ لَا تَطْمئنُّ لَنَا فِى أَمْرِهِ حَتَّى تَأخُذ مَوَاثِيقَنَا، فَهَذِهِ خَصَلَةٌ لَا نَرُدُّهَا عَلَى أَحَدٍ [أَرَادَهَا] لرسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَخُذْ مَا [شِئْتَ] ثُم الْتَفَت [إِلَى] النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ الله خُذْ لِنَفْسِكَ مَا شِئْت، وَاشْترطْ لِرَبَّكَ مَا شِئْتَ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَشْتَرطُ لِرَبَّى عز وجل أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشركُوا بِه شَيْئًا، وَلِنَفْسِى أَنْ تَمْنَعُونِى مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَبْنَاءَكُم وَنِسَاءَكُمْ، قَالُوا: فَذلكَ لَكَ يَا رَسُولَ الله".
أبو نعيم (1).
476/ 6 - "يا عَكَّافُ: هَلْ لَكَ مِنْ زَوْجَةٍ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: وَلَا جَارِيَةٍ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: وَأَنْتَ مُوسِرٌ بَخير؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أنْتَ إِذَنْ مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِين، إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ رُهْبَانِ النَّصَارَى فَأَنْتَ مِنْهُمْ، وَإِمَّا أنْ تَكُونَ مِنَّا فَاصْنَعْ كَمَا نَصْنَعُ، لَوْ كُنْتَ مِنَ النَّصَارَى كُنْتَ مِنْ رُهْبَانِهِمْ، وَإِنَّ مِنْ سُنَّتِنَا النَّكَاحَ، شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ، وَأَرَاذِلُ مَوْتَاكُمْ
(1) الحديث في دلائل النبوة لأبى نعيم الأصبهانى ص 256: 259 فقد ذكر الحديث عن أبى إسحاق السبيعى ضمن حديث طويل مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه.
وما بين الأقواس أثبتناه من الدلائل.
وفى الأصل (عبد الله بن عمر) وفى الدلائل (عبد الله بن عمرو).
عُزَّابُكُمْ، بِالشَّيَاطِين تَمرَّسُونَ، مَا لِلشَّيَاطِين مِنْ سِلَاح أَبْلَغَ في الصَّالِحين مِنَ النِّسَاءِ، الْمَتَزَوِّجُونَ أُولَئِكَ الْمُطَهَّرُونَ الْمُبَرَّؤُنَ مِنَ الْخَنَا، وَيْلَكَ عَكَّافُ تَزَوَّجْ إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ أَيُّوبَ، وَدَاوُدَ، وَيُوسُفَ، وكُرْسُفَ، قِيلَ وَمَنْ كُرْسُفُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ فِى بَنِى إسْرَائِيلَ يَعْبُدُ الله مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ ثَلَاثِينَ سَنَةً، يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ، ثُمَّ إِنَّهُ كَفَرَ بِالله الْعَظيمِ في سَبَبِ امْرَأَةٍ غَشِيَهَا وَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ الله عز وجل ثُمَّ اسْتَدْرَكَهُ الله بِبَعْضِ مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ عَمِلَهُ فَتَابَ عَلَيْهِ، وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ: تَزَوَّجْ وَإِلَّا فَأَنْتَ مِن الْمُذْنِبينَ".
حم، عن أبى ذر، وضعف، ع، طب، هب (1).
(1) الحديث في مسند الإِمام أحمد ج 5 ص 163 (مسند أبى ذر) الحديث عن أبى ذر، بلفظ: قال: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له: عكاف بن بشر التميمى فقال له النبى صلى الله عليه وسلم يا عكاف: هل لك من زوجة؟ قال لا؟ قال: ولا جارية، قال: ولا جارية، قال: وأنت موسر بخير؟ قال: وأنا موسر بخير، قال: أنت إذا من إخوان الشياطين، لو كنت في النصارى كنت من رهبانهم، إن سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم، أبالشَّيْطان تمرسون، ما للشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء، ألا تتزوجون أولئك المطهرون المبرأون من الخنا؟ ويحك يا عكاف إنهم صواحب أيوب، وداود، ويوسف، وكرسف، فقال له بشر بن عطية: ومن كرسف يا رسول الله؟ قال: رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلثمائة عام: يصوم النهار ويقوم الليل، ثم إن كفر بالله العظيم في سبب امرأة عشقها وترك ما كان عليه من عبادة الله عز وجل ثم استدرك الله ببعض ما كان منه فتاب عليه، ويحك يا عكاف: تزوج وإلا فأنت من المذبذبين قال: زوجنى يا رسول الله؟ قال: قد زوجتك كريمة بنت كلثوم الحميرى.
وفى شعب الإيمان للبيهقى ج 4 ص 381 حديث رقم 5480 عن عطية بن بشر المازنى بلفظ قال: جاء عكاف بن وداعة الهلالى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عكاف! ألك زوجة؟ قال: لا، قال: ولا جارية؟ قال: لا، قال: وأنت صحيح موسر؟ قال: نعم والحمد لله، قال: فأنت إذن من الشياطين، إما أن تكون من رهبانية النصارى فأنت منهم وإما أن تكون منا فنصنع كما نصنع، فإن من سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم، أبالشيطان تمرسون، ما له في نفسه سلاح أبلغ في الصالحين من الرجال والنساء إلا المتزوجون المطهرون المبرؤون من الخنا. =
476/ 7 - "عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بِشرٍ الْمَازِنِى الدَّيْلَمِى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عِكْرَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِى أَبِى عِكْرَاشُ بْنُ ذُؤَيْبٍ، قَالَ: بَعَثَنِى بَنُو مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدٍ بِصَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ إِلَى رسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ، وَجَدْتُهُ جَالِسًا بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَأَتَيْتُهُ بِإِبِلٍ كَأَنَّهَا عُروق الأَرْطَى، فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ عِكْرَاشُ بْنُ ذُؤَيْبٍ فَقَالَ: ارْفَعْ في النَّسَبِ، فَقُلْتُ: ابْنُ حُرْقُوص بْنِ جَعْدَةَ بْنِ عَمْرٍو النَّزَال بْن مُرَّةَ بْن عُبَيْدٍ، وَهذِهِ صَدَقَاتُ ابن مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدٍ، فَتَبَسَّمَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ إِبِلُ قَوْمِى، هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِى، ثُمَ أَمَرَ بِهَا أَنْ تُوسَمَ بِمَوْسِمِ الصَّدَقَةِ، وَتُضَمَّ إِلَيْهَا، ثُمَّ أَخَد بِيَدِى فَانْطَلَقَ بِي إِلَى مَنْزِلِ أمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ: هَلْ مِنْ طَعَامٍ؟ فَأُتِينَا بِجَفْنَةٍ كثِيرَةِ الثَّرِيد وَالْوَذْر، فَأَقْبَلْنَا نَأكُلُ مِنْهَا، فَأَكَل رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ وَجَعَلْتُ أَخْبِطُ في نَوَاحِيهَا، فَقَبَضَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْيُسْرَى عَلَى يَدى الْيُمْنَى فَقَالَ: يَا عِكْرَاشُ: كُلْ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ طَعَامٌ وَاحِدٌ، ثُمَّ أُتِينَا بِطَبِقٍ فِيهِ أَلْوَانٌ مِنْ رُطَبٍ أَوْ تَمْرٍ - شَكَّ عُبَيْدُ بْنُ عِكْرَاش رُطَبًا كَانَ أَوْ تَمْرًا - فَجَعَلْتُ آكُلُ مِمَّا بَيْنَ يَدَىَّ، فَجَالَتْ يَدُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالُ: يَا عِكْرَاشُ كُلْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ، فَإِنَّهُ غَيْرُ لَوْنٍ، ثُمَ أُتِينَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، ثُمَ مَسَحَ بِبَللِ كَفَّيْهِ وَجْهَهُ وَذِرَاعَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا عِكْرَاشُ هَكَذَا الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرتِ النَّارُ".
= ويحك يا عكاف تزوج إنهم صواحب داود، وصواحب أيوب، وصواحب يوسف، وصواحب كرسف، قال: فقال عطية: ومن كرسف يا رسول الله؟ فقال: رجل من بنى إسرائيل على ساحل من سواحل البحر، يصوم النهار، ويقوم الليل، لا يفتر من صلاة ولا صيام، ثم كفر من بعد ذلك بالله العظيم في سبب امرأة عشقها فترك ما كان عليه من عبادة ربه عز وجل فتداركه الله بما سلف منه، يعنى: فتاب الله عليه ويحك تزوج فإنك من المذنبين قال عكاف: لا أتزوج يا رسول الله حتى تزوجنى من شئت. فقال: "زوجتك على اسم الله والبركة كريمة بنت كلثوم الحميرى.
ابن النجار (1).
(1) الحديث في الطبقات الكبرى لابن سعد ج 7 ص 52، 53 ترجمة عكراش بن ذؤيب بن حرقوص بلفظ: عن عبيد الله بن عكراش، عن أبيه عكراش بن ذؤيب قال: بعثنى مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمت المدينة فوجدته جالسا، وإذا المهاجرون والأنصار فقدمت عليه بإبل كأنها عروق الأرطى، فقال: من الرجل؟ فقلت: عكراش بن ذؤبب فقال: ارفع في النسب، فقلت: ابن حُرقوص بن جعدة بن عمرو بن نزال بن مرة بن عبيد وهذه صدقات بنى مرة بن عبيد، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: هذه إبل قومى، هذه صدقات قومى، ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توسم بميسم إبل الصدقة وتضم إليها، ثم أخذ بيدى فانطلق بى إلى منزل زوج النبى صلى الله عليه وسلم فقال: هل من طعام؟ فأتينا بجفنة كثيرة الثريد والوذر فأقبلنا نأكل منها، وجعلت أخبط بيدى في جوانبها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى على يدي اليمنى ثم قال: يا عكراش كل من موضع واحد فإنه طعام واحد، ثم أتينا بطبق من رطب أو من تمر - شك عبيد الله - فجعلت آكل ما بين يدي، وجالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق ثم قال: يا عكراش كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد، ثم أتينا بماء فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، ثم مسح ببلل كفيه ووجهه وذراعيه ورأسه ثم قال: يا عكراش! هذا الوضوء مما غيرت النار.
وفى شعب الإيمان للبيهقى ج 5 ص 78 باب في المطاعم والمشارب، الأكل مما يليه رقم 5844 بلفظ: حدثنى عبد الله بن عكراش، عن أبيه عكراش بن ذؤيب قال: بعثنى بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمت المدينة فإذا هو جالس بين المهاجرين والأنصار - قال: فقدمت عليه بإبل كأنها عروق الأرض (يعنى من الرطوبة) فقال: من الرجل؟ قلت: عكراش بن ذؤيب فقال: ارفع في النسب، فقلت: ابن (حرقوص) بن عمرو بن النزال بن مرة بن عبيد، وهذه صدقات بنى مرة بن عبيد، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:"هذه إبل قومى هذه صدقات قومى" قال: ثم أمر بها أن توسم بميسم الصدقة ثم تضم إليها، ثم أخذ بيدى فانطلق بى إلى منزل أم سلمة فقال: هل من طعام، فأتينا بجفنة كثيرة الثريد و (الأدم) فأقبلنا نأكل منها، فتخبطت في نواحيها فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم مما بين يديه، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى على يدي اليمنى فقال: يا عكراش كل من موضع واحد، فإنه طعام واحد، ثم أتينا بطبق فيه ألوان من رطب أو تمر - شك عبيد الله - رطب عنى أو تمر - فجعلت آكل مما بين يدي، وجالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق، فقال: يا عكراش كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد، ثم أتينا بماء فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك يديه، ثم مسح بذلك كفيه وذراعيه وقال: يا عكراش هذا الوضوء مما غيرت النار.
ومعنى (عروق الأرطى): هو شجر من شجر الرمل، عروقه حمر، اهـ: نهاية.
و(الوذر) فيه: فأتينا بثريدة كثيرة الْوَذْرِ أى: كثيرة قطع اللحم. والوذْرَةُ: القطعة من اللحم. والوذْر بالسكون جمعها. اهـ نهاية.