المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(مسند عمرو بن مرة الجهنى) - جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» - جـ ٢١

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌(مسند عَبدِ اللَّهِ بن عكيم رضي الله عنه

- ‌(مُسندُ عَبد اللهِ بن عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنهما

- ‌(مُسند عَبد الله بن عَمرُو في العَاص رضي الله عنهما اسمهُ عمرو في شعيبٍ)

- ‌(مسند عبد الله بن عمرٍو بن هلال المَزنِى، ولد بكر)

- ‌(مسند عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومى)

- ‌(مسند عبد الله بن قرط الأزدي)

- ‌(مسند عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف المطلبى)

- ‌(مُسْنَد عبد الله بن مالك بن بُحَيْنَة)

- ‌(مُسْنَد عبد الله بن مخمر الشرعى)

- ‌(مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

- ‌(مُسْنَدُ عَبْدِ الله بن مُغَفَّلٍ رضي الله عنه

- ‌(مسند عبد الله بن يزيد الخثعمي قال: كر: لا تثبت له صحبة)

- ‌(مسند عبد الجبار بن الحارث بن مالك الجرشى)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنهما

- ‌(مسند عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما

- ‌(مسند عبد الله بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللخمى أبي يحيى)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن حسنة رضي الله عنه

- ‌(مسند عبد الرحمن بن خالد بن الوليد)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن خنبش)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب العبشمى)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن سنة)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن سهل بن زيد الأنصاري الحارثى)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن عابد الأزدي)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن عائش الحضرمي)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن عثمان التيمي)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني ويقال الأزدي)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن غنم الأشعري)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن قتادة)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه

- ‌(مسند عبد الرحمن بن قرط)

- ‌(مسند عبد الرحمن بن معاوية بن خديج النجيبي)

- ‌(مسند عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه

- ‌(مسند عبيد الله بن العباس)

- ‌(مُسْنَدُ عِتبَان بن مَالِكٍ)

- ‌(مُسْنَدُ عُتبَة بن عَبْدٍ السُّلَمىّ)

- ‌(مُسْنَدُ عُثْمَان بن أبى الْعَاصِى الثَّقفِىّ)

- ‌(مسند العد بن خالد)

- ‌(مسند عدى بن حاتم)

- ‌(مسند العرس بن عميرة)

- ‌(مسند عدى بن ربيعة بن سواة التميمي السعدي)

- ‌(مسند عدى بن عميرة)

- ‌(مسند العرباض بن سارية رضي الله عنه

- ‌(مسند عرفة بن عرفجة الأشجعي)

- ‌(مسند عروة بن الجعد البارقى)

- ‌(مسند عروة بن عامر)

- ‌(مسند عروة بن مضرس)

- ‌(مسند عصمة بن مالك الخطمي)

- ‌(مسند عَطارد بن حَاجِب التَميمي)

- ‌(مسند عطية بن عروة السعدي)

- ‌(مسند عطية القرظي)

- ‌(مُسْنَد عُقبَة بن الْحَارِث)

- ‌(مسند عقبة بن عامر الجهنى)

- ‌(مسند عقبة بن مالك الليثى)

- ‌(مسند عقيل بن أبى طالب رضي الله عنه

- ‌(مسند عكرمة بن أبى جهل رضي الله عنه

- ‌(مسند علقمة بن الحارث)

- ‌(مسند علقمة بن رمثة البلوىّ)

- ‌(مسند علقمة بن عُلاثة العامرى رضي الله عنه

- ‌(مسند علقمة بن وقاص)

- ‌(مسند على بن شيبان)

- ‌(مسند على السلمى أبو سدرة)

- ‌(مسند عمار بن ياسر رضي الله عنهما

- ‌(مُسْنَد عُمَارة بن أحْمَر المازنِى)

- ‌(مُسْنَد عمارة بن أوس)

- ‌(مُسْنَد عمَارة بن حَزم بن زيد بن لوذان الأنصارى البخارى)

- ‌(مسند عمارة بن رويبة)

- ‌(مسند عمران بن حصين رضي الله عنه

- ‌(مسند عمر بن أبى سلمة رضي الله عنه

- ‌(مسند عمرو بن أمية الضمرى رضي الله عنه

- ‌(مسند عمرو بن حريث رضي الله عنهما

- ‌(مسند عمرو بن حزم الأنصارى)

- ‌(مسند عمرو بن الحمق الخزاعِى رضي الله عنه

- ‌(مسند عمرو بن خارجة الأشعرى)

- ‌(مسند عمرو بن سعيد بن العاص الأموى)

- ‌(مسند عمرو بن شاس رضي الله عنه

- ‌(مسند عمرو بن الشريد)

- ‌(مسند عمرو بن الطفيل بن عمرو الدوسى رضي الله عنهما

- ‌(مسند عمرو بن العاص)

- ‌(مُسْنَدُ عَمْرو بن عَبَسَة)

- ‌(مسند عَمرو بن غَيلانَ الثقفِي)

- ‌(مسند عَمْرو بن مُرَّة الجُهَنِى)

- ‌(مسند عَمرو بن مَعدِى كربَ)

- ‌(مسند عمرو البكالى أبى عثمان)

- ‌(مسند أبي ظبيان عمير بن الحارث الأزدى)

- ‌(مسند عمير بن سلمة الضمري)

- ‌(مسند عمير بن قتادة الليثى رضي الله عنه

- ‌(مسند عمير مولى لأبى اللحم)

- ‌(مسند عوف بن مالك الأشجعى رضي الله عنه

- ‌(مسند عياض بن حمار المحاسبى)

- ‌(مسند عياض بن غنم الفهري)

- ‌(مسند عياض الأشعرى)

- ‌(مُسْنَد غُضَيْف بن الْحَرث السَّكُونِى)

- ‌(مُسنَد غيلان بن سَلمَة الثقفىّ)

- ‌(مُسْنَد فرَوة بن مُسَيك الغُطَيْفِى ثمَّ المرَادى)

- ‌(مُسْنَد فضَالة بن عُبَيْد)

- ‌(مُسْند الفضل بن العَبَّاس رضي الله عنهما

- ‌(مُسْنَد فيروز الدَّيلمى)

- ‌(مسند قباث بن أشيم الليثى رضي الله عنه

- ‌(مسند قبيصة بن ذؤيب)

- ‌(مسند قبيصة بن مخارق رضي الله عنه

- ‌(مسند قتادة بن النعمان الأنصارى الظفري رضي الله عنه

الفصل: ‌(مسند عمرو بن مرة الجهنى)

(مسند عَمْرو بن مُرَّة الجُهَنِى)

502/ 1 - " كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ: الْحَمْدُ لله الذى مَنَّ عَلَيْنَا فَهَدانَا، وَالْحَمْدُ لله الَّذِى أَشْبَعَنَا وَأرْوَانَا، وَكُلَّ بَلَاءٍ حَسَنٍ أَوْ صَالِحٍ أَبْلَانَا".

ش (1).

502/ 2 - "عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِىِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فَقَالَ: مَنْ كَانَ هَهُنَا مِنْ مَعَدٍ فَلْيَقُمْ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَانَ هَهُنَا مِنْ مَعَد فَلْيَقُمْ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ، فَقُلْتُ: مِمَّنْ نَحْنُ؟ فَقَالَ: أَنْتُمْ وَلَدُ قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيرٍ، النَّسب الْمَعْرُوف غَيْر الْمُنْكَرِ".

الشاشى، كر، وسنده حسن (2).

(1) ابن أبى شيبة في مصنفه 10/ 342 رقم 9609 كتاب (الدعاء) باب: ما يدعو به الرجل إذا فرغ من طعامه وأورد الحديث بلفظه عن عمرو بن مرة.

(2)

تهذيب تاريخ دمشق الكبير 5/ 395 في ترجمة: زهير بن عمرو بن مرة بن عيسى بن مالك بن الحارث بن مازن بن سعد بن رفاعة القضاعى الجهنى، كانت لأبيه صحبة وقال أبوه: كنت عند النبى صلى الله عليه وسلم جالسا فقال: "من كان ها هنا من معد فليقم، فقمت فقال: اجلس فجلست، فقلت: ممن نحن؟ فقال: أنتم ولد قضاعة بن مالك بن حمير النسيب المعروف غير المنكر، قال عمرو: فكتمت هذا الحديث حتى كان أيام معاوية بن أبى سفيان فبعث إلى فقال: يا عمرو هل لك أن ترقى المنبر وتقول: إن قضاعة بن معد بن عدنان وأنا أطعمك خراج عراقين؟ فقلت له: نعم، قال: فنادى فاجتمع الناس فجاء حتى صعد المنبر فقال: أيها الناس من عرفنى فقد عرفنى، ومن لم يعرفنى فأنا عمرو بن مرة، وإن معاوية دعانى إلى أن قضاعة بن معد بن عدنان إلا أن قضاعة هو ابن مالك بن حمير النسيب المعروف غير المنكر

الحديث".

وذكر في ذلك شعرا لعمرو بن مرة الجهنى.

وأخرجه الهيثمى في مجمع الزوائد باب: (في علم النسب) 1/ 194 بلفظه، عن عمرو بن مرة الجهنى.

قال الهيثمى: رواه الطبرانى في الكبير، وفيه دلهاث بن داود، قال الأزدى: حديثه عن آبائه لا يصح، وهذا من حديثه عن آبائه.

وأخرجه أبو يعلى الموصلى في مسنده 3/ 136 رقم 3/ 1567 عن عمرو بن مرة بلفظ مقارب.

ص: 763

502/ 3 - "عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِىِّ قَالَ: لتَخْرُجَنَّ رَايَةٌ سَوْدَاءُ مِنْ خُرَاسَانَ حَتَّى تَرْبِطَ خُيُولَهَا بِهَذَا الزَّيْتُونِ الَّذِى بَيْنَ بَيْتِ لَهْيَا وَحَرْسِيَا، قِيلَ: وَالله مَا بَيْن هَاتَيْنِ الْقَرْيَتَيْنِ زَيتُونَةٌ قَائِمَةٌ، قَالَ: إِنَّهُ سَيُصِيبُ مَا بَيْنَهُمَا حَتَّى يَجِئَ أَهْلُ تِلْكَ الرَّايَةِ فَيَقِيلُونَ تَحْتَهَا، وَيَرْبِطُونَ خُيُولَهُمْ بِهَا".

كر (1).

502/ 4 - "عَنْ عَمْروِ بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِّى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ قُضَاعَةَ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله: أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّكَ رسُولُ الله، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ وَأَدَّيْتُ الزَّكَاة، وَصُمْتُ رَمَضَانَ، وَقُمْتُهُ فَمَنْ أَنَا؟ قَالَ: أَنْتَ مِنَ الصِّدِّيقينَ وَالشُّهَداءِ، وَفِى لَفْظِ: قَالَ: مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كان مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ".

ابن منده، كر وابن جرير (2).

(1) مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 14/ 363 في ترجمة عبد الرحمن بن لغاز بن ربيعة الجُرَشى من أهل دمشق، حدث عن عمرو بن مرة الجهنى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

لتخرجن راية سوداء من خراسان، حتى تربط خيولها بهذا الزيتون الذى بين بيت لهيا وحرستا، قال عبد الرحمن: فقلنا: والله ما بين هاتين القريتين زيتونة قائمة، فقال عمرو بن مرة: إنه ستنصب فيما بينهما، حتى يجئ أهل تلك الراية فينزلون تحتها، ويربطون خيولهم بها. والله أعلم.

(2)

تهذيب تاريخ دمشق الكبير لابن عساكر 4/ 246، 247 في مرويات الحسن بن محمد بن الحسن أبى على الساوى الفقيه، بلفظ: وروى الحافظ من طريقه بسنده إلى عمرو بن مرة الجهنى أنه قال: جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته فمن أنا؟ قال: أنت من الصديقين والشهداء".

وأخرجه الهيثمى في مجمع الزوائد 1/ 46 كتاب (الإيمان) باب: منه، بلفظ: وعن عمرو بن مرة الجهنى قال: جاء رجل من قضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنى شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت رمضان وقمته، وآتيت الزكاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء".

قال الهيثمى: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا شيخى البزار، وأرجو إسناده أنه إسناد حسن أو صحيح.

ص: 764

502/ 5 - "عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى جِذْعٍ مِنْ جُذُوعِ نَخْلِ خَيْبَرَ: لَا يَسْأَلُنِى الْيَوْمَ أَحَدٌ عَنْ نَسَبِهِ إِلَّا أَلْحَقْتُهُ بِأَهْلِهِ، فَجَعَلْنَا تَتَطَاوَلُ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: يَا عَمْرُو بْنَ مُرَّةَ أَنَّ يَطْلُعَ مِنْ هَهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ - قَوْمٌ أَنْتَ مِنْهُمْ، فَجَعَلْتُ كُلَّمَا طَلَعَ أَحَدٌ (ايدأنْ) أَثِبُ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: لَيْسُوا بِهِمْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ طَلَعَ قَوْمٌ فَقَالَ: هُمْ أُولاءِ فَقُمْتُ إِلَيهِمْ فَقُلْتُ: مِمَّنِ الْيَوْمَ الَقْومُ؟ قَالُوا: مِنْ حِمْيَرٍ، فَأَقَامَ عَمْروٌ عَلَى ذَلِكَ".

كر (*)(1).

502/ 6 - "عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِىِّ قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ قَوْمِى فَرَأَيْتُ فِي الْمَنامِ وَأَنَا بِمَكَّةَ نُوْرًا سَاطِعًا مِنَ الْكَعْبَةِ حَتَّى أَضَاءَ لى جَبَلَ يَثْرِبَ وَأَشْعَرَ جُهَيْنةَ، وَسَمِعْتُ صَوْتًا في النُّورِ وَهُوَ يَقُولُ: انْقَشَعَتِ الظَّلْمَاءُ، وَسَطَعَ الضِّيَاءُ، وَبُعِثَ خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ، ثُمَّ أضَاءَ لِى إِضَاءَةً أُخْرَى حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى قُصُورِ الْحِيرَةِ وَأَبْيَضَ الْمَدَائِنِ، وَسَمِعْتُ صَوْتًا فِي النُّورِ وَهُوَ يَقُولُ: ظَهَرَ الإِسْلَامُ وَكُسِّرتِ الأَصْنَامُ وَوُصِلَتِ الأَرْحَامُ، فَانْتَبَهْتُ فَزِعًا فَقُلْتُ لِقَوْمِى: وَالله لَيَحْدُثَنَّ في هَذَا الْحىِّ مِنْ قُرَيْشٍ حَدَثٌ وَأَخْبَرْتُهُمْ بِمَا رَأَيْتُ، فَلَمَّا انْتَهَيتُ إِلَى بِلَادِنَا جَاءَ الْخَبَرُ أَنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ قَدْ بُعِثَ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ، فَقَالَ: يَا عَمْرُو بْنَ مُرَّةَ أَنَا النَّبِىُّ الْمُرْسَلُ إِلَى الْعِبَادِ كَافَّةً، أَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ، وآمُرُهُمْ بِحَقْن الدِّمَاءِ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَعِبَادَةِ الله وَحْدَهُ،

(*)(ايدأن): هكذا بالمخطوطة.

(1)

(عمرو بن مرة) ترجم له ابن حجر في الإصابة 7/ 140، 141 رقم 5956 قال: عمرو بن مرة بن عبس بن مالك بن الحارث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نَصْر بن غطفان بن قيس بن جهينة .. قال ابن سعد: كان في عهد النبى صلى الله عليه وسلم شيخا كبيرًا، وشهد معه المشاهد، يكنى أبا طلحة، وأبا مريم ويقال: إن أبا مريم الأزدى آخر من أسلم قديما وشهد كثيرا من المشاهد، وكان أول من ألحق قضاعة باليمن .. مات في خلافة عبد الملك بن مروان.

ص: 765

وَرَفْضِ الأَصْنَامِ، وَبِحَجِّ الْبَيتِ، وصيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ، شَهْر مِنْ اثْنَى عَشَرَ شَهْرًا، فَمَنْ أَجَابَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ عَصَى فَلَهُ النَّارُ فآمِنْ يَا عَمْرُو وَيُوَمِّنُكَ الله مِنْ هَوْلِ جَهَنَّمَ، فَقُلْتُ: أشَهْدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّكَ رسَولُ الله، آمَنْتُ بِكُلِّ مَا جِئْتَ بِهِ مِنْ حَلَالٍ وَحَرَامٍ، وَإنْ زَعَمَ ذَلِكَ كَثِيرٌ مِنَ الأَقْوَامِ، ثُمَّ أَنْشَدتُهُ أَبْيَاتًا قُلْتُهَا حِينَ سَمِعْتُ بِهِ، وَكَانَ لَنَا صَنَمٌ وَكَانَ أَبِى سَادِنَهُ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَكَسَرْتُهُ، ثُمَّ لَحِقْتُ بِالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَقُولُ:

شَهدتُ بِأَنَّ الله حَقٌّ وَأنَّنِى

لأَلِهةِ الأَحْجَارِ أَوَّلُ تَارِكٍ

وَشَمَّرْتُ عَن سَاقِى الإزَارَ مُهَاجِرًا

أجُوبُ إِلَيْكَ الْوَعْثَ بَعْدَ الدَّكَادِكِ

لأَصْحَبَ خَيْرَ النَّاسِ نَفَسًا وَوَالِدًا

رَسُولُ مَلِيك النَّاسِ فَوْقَ الْحَبَائِكِ

قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: مَرْحَبًا بِكَ يَا عَمْرُو، فَقُلْتُ: بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى لَعَلَّ الله أَنْ يَمُنَّ بِى عَلَيْهِمْ كَمَا مَنَّ بِكَ عَلَىَّ، قَالَ: فَبَعَثَنِى، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالرِّفْقِ وَالْقَوْلِ السَّدِيدِ، وَلَا تَكُنْ فَظّا وَلَا مُتَكبِّرًا وَلَا حَسُودًا، فَأَتَيْتُ قَوْمِى فَقُلْتُ: يَا بَنِى رِفَاعَةَ بَلْ مَعْشَرَ جُهَيْنَةَ إِنِّى رَسُولُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَدْعُوكُمْ إِلَى الإِسْلَامِ، وآمُرُكُمْ بِحَقْنِ الدِّمَاءِ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَعِبَادَةِ الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَرَفْضِ الأَصْنَامِ، وَبِحَجِّ الْبَيْتِ، وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْر مِنْ اثْنَى عَشَرَ شَهْرًا، فَمَنْ أَجَابَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ عَصَى فَلَهُ النَّارُ، يَا مَعْشَرَ جُهَينَةَ: إِنَّ الله جَعَلَكُمْ خِيَارَ مَنْ أَنْتُمْ مِنْهُ، وَبَغَّضَ إِلَيْكُمْ فِي جَاهِلِيَّتِكُمْ مَا حُبِّبَ إِلَى غَيْرِكُمْ مِنَ الْعَرَبِ، فَإِنَّهمُ كَانُوا يَجْمَعُونَ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ، وَالْغَزَاة فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، وَيَخْلُفُ الرَّجُلُ عَلَى امْرأَةِ أَبِيهِ، فَأَجِيبُوا هَذَا النَّبِىَّ الْمُرْسَلَ مِنْ بَنِى لُؤَىِّ بْنِ غَالِبٍ تَنَالُوا شَرَفَ الدُّنْيَا وَكَرَامَةَ الآخِرَةِ، فَأَجَابُونِى إِلَّا رَجُلًا مِنْهُمْ، فَقَالَ: يَا عَمْرُو بْنَ أَمَرّ أَمَرَّ الله عَيْشَكَ، أَتَأمُرُنَا بِرَفْضِ آلِهَتِنَا، وَأَنْ نُفَرَّق جَمْعَنَا، وَأَنْ نُخَالِفَ دِينَ آبَائِنَا لَا حُبًا وَلَا كَرَاهَةً، ثُمَّ أَنْشَأَ الْخَبِيثُ يَقُولُ:

ص: 766

إِنَّ ابْنَ مُرَّة قَدْ أَتَى بِمقَالَة

لَيْسَتْ مَقَالَةَ مَنْ يُرِيدُ صَلَاحًا

إِنِّى لأَحْسِبُ قَوْلَهُ وَفِعَالَهُ

يَوْمًا وَإنْ طَالَ الزَّمَانُ ذُبَاحًا

لِيُسَفِّهَ الأَشيْاخَ مِمَّن قَدْ مَضى

مَنْ رَامَ ذَلِكَ لَا أَصَابَ فَلَاحًا

فَقَالَ عَمْرٌو: الْكَاذِبُ مِنِّى وَمِنْكَ أَمَرَّ الله عَيشَهُ وَأَبْكَمَ لِسَانَهُ، وَأَكْمَدَ أَنْسَابَهُ، وَكَانَ لَا يَجِدُ طَعْم الطَّعَامِ فَخَرَجَ عَمْرٌو بِمنْ أسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى أتَوا النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَحَيَّاهُمْ وَرَحَّبَ بِهِمْ، وَكتَبَ لَهُمْ كِتَابًا، هَذِه النُّسْخَةُ: بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابُ أَمَانٍ مِنَ الله الْعَزِيزِ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ بِحَقٍّ صَادِقٍ، وَكتَابٍ نَاطِقٍ مَعَ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ لِجُهَينَةَ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ لَكُمْ بُطُونَ الأَرْضِ وَسُهُولَهَا، وَتِلَاعَ الأَوْدِيَةِ وَظُهُورَهَا عَلَى أَنْ تَرْعَوْا نَبَاتَهَا، وَتَشْرَبُوا مَاءَهَا عَلَى أَنْ تُوَدُّوا الْخُمُس، وَتُصَلُّوا الْخَمْسَ، وَفِى الغَنَيْمَةِ وِالصَّرِيمَةِ شَاتَانِ إِذَا اجْتَمَعَتَا، فَإِنْ تَفَرَّقَتَا فَشَاة شَاة، لَيْسَ عَلَى أَهْلِ المثيرة صَدَقَة، وَلَا عَلَى الوَارِدَةِ لَبِقَةٌ، وَالله شَهِيدٌ عَلَى مَا بَيْنَنَا وَمَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. كِتَاب قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ".

الرويانى، كر (1).

(1) المثيرة: هى بقر الحرث، لأنها تثير الأرض "النهاية 1/ 229".

اللبقة: الحسنة الدَّلِّ، اهـ: القاموس، ولعله يريد أنه لا يؤخذ في الصدقة كرائم الأموال.

الدكادك: جمع دكداك، وهو ما تكبر من الرمل بالأرض، ولم يرتفع كثيرا، اهـ: نهاية.

والذباح: القتل، وهو أيضا نبت يقتل آكله، اهـ نهاية.

البداية والنهاية للحافظ ابن كثير 2/ 319 - 320 في قصة عمرو بن مرة الجهنى مع اختلاف يسير.

وفى نفس المصدر ص 351، 352 ذكر الحديث مع زيادة في الأشعار.

وترجم له ابن حجر في الإصابة (7/ 141) وقال: وتوفى في خلافة عبد الملك بن مروان وقيل: في خلافة معاوية اهـ. بتصرف.

وأخرجه ابن عساكر في مختصر تاريخ دمشق 19/ 289 في ترجمة عمرو بن مرة، بلفظ: خرجنا حُجاجا في الجاهلية من قومى، فرأبت في المنام - وأنا بمكة - نورا ساطعا من الكعبة حتى أضاء لى جبل يثرب وأشعر جهينة، وسمعت صوتا في النور وهو يقول: انقشعت الظلمات

الحديث".

ص: 767

502/ 7 - "عَنْ عَمْروِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كَانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ إِلَى أَبِى سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمىِّ، وَكَانَ مُنَابِذًا النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا وَلَّوْا غَيْرَ بَعِيدٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ الله بِأَبِى أَنْتَ وَأمِّى عَلَى مَا تَبْعَثُ كَبْشَيْنِ قَدْ كَادَا يتهانبان فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَدْرَكَهُم الإِسْلامُ وَهُمْ عَلَى بَقِيَّةٍ مِنْهَا، فَأَمَرَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِرَدِّهِمْ حَتَّى وَقَفُوا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُزَيْنَةُ حَتَّى جُهَيْنَةَ، يَا جُهَيْنَةُ حَتَّى مُزَيْنَةَ، فَعَقَدَ لِعَمْروِ بْنِ مُرَّةَ عَلَى الْجَيْشِ عَلَى جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ، ثُمَّ قَالَ: سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ الله فَسَارُوا إِلَى أَبِى سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ فَهَزَمَهُ الله وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِي أَصْحَابِهِ".

كر (1).

502/ 8 - "عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِىِّ قَالَ: اسْتَأذَنَ الحَكَمُ بْنُ أَبِى الْعَاصِ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَعَرَفْنَا صَوْتَهُ فَقَالَ: إِيذَنُوا لَهُ حَيَّةٌ أَوْ وَلَدُ حَيَّةٍ عَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَعَلى كُلِّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ إِلَّا الْمُؤْمِنَ مِنْهُمْ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ يَشْرُفُونَ في الدُّنْيَا، وَيُوضَعُونَ فِي الآخِرَةِ، ذَووا مَكْرٍ وَخَدِيعَةٍ، يُعْطَوْن فِى الدُّنْيَا وَمَا لَهُمْ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ".

ع، طب، ك وتعقب، ق في .... كر (2).

(1) ذكره الهيثمى في مجمع الزوائد 6/ 201 كتاب (المغازى والسير) باب: في سرية إلى أبى سفيان بن الحارث بلفظه عن عمرو بن مرة.

قال الهيثمى: قال أبو محمد عبد الله بن داود: ياسر بن سويد وسيار بن يسار بن سويد أفوه، ومسلم بن يسار هو ابن يسار بن سويد، قلت: هكذا وجدته في الأصل الذى كتبته منه ولا أدرى ما معناه.

(2)

المطالب العالية 4/ 333 رقم 4533 بقية كتاب (الفتن) باب: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم بن العاص وبنيه وبنى أمية بلفظ: عمرو بن مرة قال: استأذن الحكم بن العاص على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف كلامه، فقال:"ائذنوا له، لعنه الله وكل ما خرج من صلبه إلا مؤمنهم وقليل ما هم، يشرفون في الدنيا، ويوضعون في الآخرة، ذووا مكر وخديعة، يعطون في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق" لأبى يعلى.

قال المحقق: =

ص: 768

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فيه أبو الحسن الجزرى، قال ابن المدينى: مجهول، ولا أدرى سمع من عمرو بن مرة أم لا، وفيه جعفر بن سليمان شيعى، وقال الهيثمى: فيه أبو الحسن الجزرى وهو مستور، وبقية رجاله ثقات 5/ 243.

وأخرجه الهيثمى في مجمع الزوائد 5/ 242 كتاب (الجهاد) باب: في أئمة الظلم والجور وأئمة الضلالة، بلفظ: وعن عمرو بن مرة الجهنى - وكانت له صحبة - قال: استأذن الحكم من أبى العاص على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف كلامه فقال: ائذنوا له فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وما يخرج من صلبه إلا الصالحين منهم وقليل ما هم، يشرقون في الدنيا ويرذلون في الآخرة، ذود مكر وخديعة".

قال الهيثمى: رواه الطبرانى هكذا وفى غيره، (وما يخرج من صلبه إلا الصالحون منهم وقليل ما هم) وفيه أبو الحسن الجزرى وهو مشهور، وبقية رجاله الثقات.

وأخرجه الحاكم في المستدرك كتاب (الفتن والملاحم) ذكر بعض الأحياء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 4/ 481. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

وتعقبه الذهبى في التلخيص فقال: قلت: لا والله، قالو الحسن من المجاهيل.

وأخرجه البيهقى في الدلائل 6/ 512 (ما جاء في رؤياه في ملك لبنى أمية، بلفظه.

ص: 769