المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثاني ما ورد في المصارعة بغير عوض - الأحاديث الواردة في اللعب والرياضة

[صالح بن فريح البهلال]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌مشكلة البحث

- ‌ حدود البحث:

- ‌ أهمية البحث، وأسباب اختياره:

- ‌ الدراسات السابقة:

- ‌ أهداف البحث:

- ‌ منهج البحث:

- ‌ إجراءات البحث:

- ‌ خطة البحث

- ‌ منهجي في الرسالة:

- ‌أولًا: منهجي في دراسة الأحاديث:

- ‌1 - نص الحديث:

- ‌2 - تراجم الرواة:

- ‌3 - تخريج الحديث:

- ‌4 - الحكم على الحديث:

- ‌5 - التعليق على الأحاديث:

- ‌ثانيًا: منهجي في فقه الحديث:

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول تعريف اللُّعَب

- ‌المبحث الثاني تعريف الرياضة

- ‌المبحث الثالث حكم اللَّعب في الإسلام

- ‌الباب الأول الأحاديث الواردة في اللُّعَب

- ‌الفصل الأول ما ورد في اللُّعَب المتعلقة بالجماد

- ‌المبحث الأول اللعب بالتراب

- ‌المطلب الأول: تعريف اللعب بالتراب

- ‌المطلب الثاني ما ورد في اللعب بالتراب

- ‌المبحث الثاني اللعب بالأرجوحة

- ‌المطلب الأول: تعريف الأرجوحة

- ‌المطلب الثاني: ما ورد في اللعب بالأرجوحة

- ‌المبحث الثالث اللُّعْبة من العِهْن

- ‌المطلب الأول: تعريف لعبة العِهْن

- ‌المطلب الثاني ما ورد في لعبة العِهْن

- ‌المبحث الرابع اللعب بالبنات

- ‌المطلب الأول: تعريف البنات

- ‌المطلب الثاني: ما ورد في اللعب بالبنات

- ‌المبحث الخامس اللعب بالكُرَّج

- ‌المطلب الأول: تعريف الكُرَّج

- ‌المطلب الثاني ما ورد في اللعب بالكُرَّج

- ‌المبحث السادس اللعب بالخذف

- ‌المطلب الأول: تعريف الخذف

- ‌المطلب الثاني ما ورد في اللعب بالخذف

- ‌المبحث السابع اللعب بالنرد

- ‌المطلب الأول: تعريف النرد

- ‌المطلب الثاني ما ورد في النرد

- ‌المبحث الثامن اللعب بالشطرنج

- ‌المطلب الأول: تعريف الشطرنج

- ‌المطلب الثاني ما ورد في الشطرنج

- ‌المبحث التاسع اللعب بعظم وضاح

- ‌المطلب الأول: تعريف عظم وضاح

- ‌المطلب الثاني: ما ورد في عظم وضاح

- ‌الفصل الثاني اللُّعب المتعلقة بالحيوان

- ‌المبحث الأول اللعب بالحمام

- ‌المطلب الأول: ما ورد في اللعب بالحمام بدون عوض

- ‌المطلب الثاني ما ورد في اللعب بالحمام بعوض

- ‌المبحث الثاني اللعب بالنُّغَر

- ‌المطلب الأول: تعريف النُّغَر

- ‌المطلب الثاني ما ورد بالنُّغر

- ‌المبحث الثالث التحريش بين البهائم

- ‌المطلب الأول: تعريف التحريش بين البهائم

- ‌المطلب الثاني: ما ورد في التحريش بين البهائم

- ‌المبحث الرابع اللعب بالكلب

- ‌الباب الثاني الأحاديث الواردة في الرياضة

- ‌الفصل الأول الرمي

- ‌المبحث الأول تعريف الرمي

- ‌المبحث الثاني ما ورد في فضل الرمي

- ‌المطلب الأول: ما جاء في الأمر بالرمي

- ‌المطلب الثاني ما جاء في ثواب الرمي

- ‌المطلب الثالث ما جاء في أن الرمي ليس من اللهو الباطل

- ‌المطلب الرابع ما جاء في التحذير من نسيان الرمي بعد تعلمه

- ‌المطلب الخامس ما جاء في شهود الملائكة للرمي

- ‌المطلب السادس ما جاء أن الرمي مطردة للهمّ

- ‌المطلب السابع ما جاء أن الرمي من الفطرة

- ‌المطلب الثامن ما جاء في أن المتناضلين في صلاة ما داموا يتناضلون

- ‌المبحث الثالث ما ورد في السبْق في الرمي بدون عوض

- ‌المبحث الرابع ما ورد في السبْق في الرمي بعوض

- ‌المبحث الخامس اتخاذ ذي الروح غَرَضًا

- ‌المطلب الأول: معنى اتخاذ ذي الروح غَرضًا

- ‌المطلب الثاني ما ورد في النهي عن اتخاذ ذي الروح غرضًا

- ‌الفصل الثاني اللعب بالحراب

- ‌المبحث الأول تعريف اللعب بالحراب

- ‌المبحث الثاني ما ورد في اللعب بالحراب

- ‌الفصل الثالث ركوب الخيل

- ‌المبحث الأول فضل ركوب الخيل

- ‌المبحث الثاني: السبق على الخيل

- ‌المطلب الأول ما ورد في السبْق على الخيل بدون عوض

- ‌المطلب الثاني ما ورد في السبْق على الخيل بعوض

- ‌الفرع الأول ما ورد في جواز بذل العوض في سبْق الخيل

- ‌الفرع الثاني ما ورد في تحريم أخذ العوض في سبق الخيل

- ‌الفرع الثالث ما ورد في جواز بذل العوض في سبْق الخيل بشرط وجود محلِّل

- ‌المبحث الثالث ما ورد فيما ينهى عنه في سبق الخيل

- ‌الفصل الرابع ركوب الإبل

- ‌المبحث الأول ما ورد في السبْق على الإبل بدون عوض

- ‌المبحث الثاني ما ورد في السبْق على الإبل بعوض

- ‌الفصل الخامس المشي على الأقدام

- ‌المبحث الأول ما ورد في السبْق على الأقدام بدون عوض

- ‌المبحث الثاني ما ورد في السبْق على الأقدام بعوض

- ‌المبحث الثالث استحباب الإسراع في المشي عند التعب فيه

- ‌المبحث الرابع ما ورد في ذم سرعة المشي

- ‌الفصل السادس المصارعة

- ‌المبحث الأول تعريف المصارعة

- ‌المبحث الثاني ما ورد في المصارعة بغير عوض

- ‌المبحث الثالث ما ورد في المصارعة بعوض

- ‌الفصل السابع السباحة

- ‌المبحث الأول تعريف السباحة

- ‌المبحث الثاني ما ورد في السباحة

- ‌الفصل الثامن رفع الحجر

- ‌المبحث الأول تعريف رياضة رفع الحجر

- ‌المبحث الثاني ما ورد في رياضة رفع الحجر

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌المبحث الثاني ما ورد في المصارعة بغير عوض

‌المبحث الثاني ما ورد في المصارعة بغير عوض

140 -

قال ابن سعد

(1)

: أخبرنا علي بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: اتحد

(2)

الحسن والحسين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يقول:«هِيْ يا حسن، خذ يا حسن» ، فقالت عائشة: تعين الكبير؟ قال: «إن جبريل يقول: خذ يا حسين» .

• رواة الحديث:

1 -

علي بن محمد: هو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني الأخباري، قال ابن معين:«ثقةٌ ثقةٌ ثقةٌ» ، وقال ابن عدي:«ليس بالقوي في الحديث» ، وقال الخطيب البغدادي:«كان صدوقًا» ، وقال الذهبي:«كان عجبًا في معرفة السير والمغازي والأنساب وأيام العرب، مصدقًا فيما ينقله، عالي الإسناد» .

قلت: الأقرب أنه ثقةٌ، فتوكيد التوثيق ثلاثًا نادرٌ عند ابن معين، وهي من أعالي رُتَب التعديل.

(1)

الطبقات الكبرى 6/ 370 مكتبة الخانجي بالقاهرة، ط 1، 1421 هـ، وهو من الأحاديث التي سقطت في طبعة دار صادر.

(2)

ورد في الطبقات: (اتخذ) ويغلب على الظن أنه خطأٌ مطبعي، فقد أورد الحديثَ الذهبيُّ في السير 3/ 266 بلفظ:(اتحد) وهذا أقرب؛ إذ يكون معناه: أن الحسن والحسين انضم بعضهما إلى بعض أثناء المصارعة، حتى صارا شيئًا واحدًا. ينظر: المعجم الوسيط 2/ 955.

ص: 481

أما كلمة ابن عدي في تليينه، فلا أدري ما وجهها؟

(1)

.

2 -

حماد بن سلمة: تقدمت ترجمته في الحديث الثالث عشر، وأنه ثقةٌ عابدٌ، ربما أخطأ، وأنه أثبت الناس في ثابت البناني، وحميد الطويل، وزيد بن جُدعان، وهشام بن عروة.

3 -

عمار بن أبي عمار: مولى بني هاشم، ويقال: مولى بني الحارث بن نوفل، أبو عمرو، ويقال: أبو عمر، ويقال: أبو عبد الله المكي.

قال أحمد -مرة-: «ثقةٌ ثقةٌ» ، -ومرة- قال:«ثقة ثبت» ، ووثقه ابن المديني، وأبو داود، وقال أبو حاتم، وأبو زرعة:«ثقةٌ لا بأس به» ، وقال النسائي:«لا بأس به» وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:«كان يخطيء» .

قال البخاري: «كان شعبة يتكلم فيه» ، وذكر له البخاري حديثًا، وقال:«لا يتابع عليه» .

لخص حاله الحافظ ابن حجر، فقال:«صدوقٌ ربما أخطأ» ، قلت: الذي يظهر من كلام الأئمة أنه ثقة، وما ذكره البخاري، وابن حبان لا يسلم منه أحد، وجرح شعبة غير مفسر

(2)

، والله أعلم.

• تخريج الحديث:

- أخرجه ابن عساكر

(3)

من طريق ابن سعد.

• الحكم على الحديث:

- إسناده صحيح.

(1)

الكامل 5/ 213، تاريخ بغداد 12/ 54، سير أعلام النبلاء 10/ 400، الميزان 3/ 153.

(2)

العلل للإمام أحمد 2/ 44 و 3/ 278، التاريخ الأوسط للبخاري 1/ 106 و 2/ 157، الجرح والتعديل 6/ 389، سؤالات الآجري 1/ 347، الثقات 5/ 267، تهذيب الكمال 21/ 198، تهذيب التهذيب 7/ 354، التقريب (4829).

(3)

تاريخ دمشق 13/ 322.

ص: 482

• غريب الحديث:

«هِيْ يا حسن» : بكسر الهاء، وسكون الياء، اسم فعل أمر، يأتي بمعنى الاستزادة، وبمعنى التهديد

(1)

، وليس له محملٌ هنا سوى الاستزادة.

* * *

141 -

قال أبو يعلى الموصلي

(2)

: حدثنا سلمة بن حبان، حدثنا عمر بن أبي خليفة العبدي، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: كان الحسن والحسين عليه السلام يصطرعان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«هِيْ حسن» ، فقالت فاطمة عليها السلام: يا رسول الله، لمَ تقول:«هِيْ حسن؟» فقال: «إن جبريل عليه السلام يقول: هِيْ حسين» .

• رواة الحديث:

1 -

سلمة بن حبان: العَتَكي، بصريٌّ، روى عنه أبو يعلى الموصلي، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن الإمام أحمد، سكت عنه ابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات

(3)

.

2 -

عمر بن أبي خليفة العبدي: أبو حفص البصري، واسم أبي خليفة حجاج بن عتاب، وثقه الفلاس، والدارقطني، وقال أبو حاتم:«صالح الحديث» ، وقال ابن عدي:«يحدث عن محمد بن زياد القرشي بما لا يوافقه أحدٌ عليه» ، وقال الحافظ ابن حجر:«مقبول» ، قلت: يظهر من كلام الأئمة عليه أنه صدوقٌ له أفراد

(4)

.

(1)

عمدة القاري 25/ 48، المعجم الوسيط 2/ 932.

(2)

معجم أبي يعلى الموصلي ص 171 ح (196).

(3)

الجرح والتعديل 4/ 159، الثقات 8/ 287، المؤتلف والمختلف 1/ 427، الإكمال 2/ 304، توضيح المشتبه 2/ 164.

(4)

التاريخ الكبير 6/ 156، الجرح والتعديل 6/ 106، الكامل في الضعفاء 5/ 18، تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان (208)، تهذيب الكمال 21/ 330، التقريب (4891).

ص: 483

3 -

محمد بن زياد: القرشي الجمحي، أبو الحارث المدني، مولى عثمان بن مظعون، وقيل: مولى آل قدامة بن مظعون، سكن البصرة، ثقةٌ ثبتٌ ربما أرسل

(1)

.

• تخريج الحديث:

- أخرجه ابن عدي

(2)

، وابن عساكر

(3)

، وابن الأثير

(4)

من طريق أبي يعلى.

- وأخرجه أبو نعيم من طريق سلمة بن حيان به بنحوه

(5)

.

- وأخرجه ابن أبي الدنيا

(6)

عن أبي سلمة يحيى بن خلف الباهلي، عن عمر بن أبي خليفة، به بنحوه.

• الحكم على الحديث:

- إسناده ضعيفٌ؛ لتفرد عمر بن أبي خليفة به، عن محمد بن زياد، وقد قال الذهبي:«عمر بن أبي خليفة العبدي البصري، عن محمد بن زياد القرشي، له حديثٌ منكر»

(7)

، ويغني عنه حديث ابن عباس السابق بنحوه.

* * *

142 -

قال ابن أبي شيبة

(8)

: حدثنا المطلب بن زياد، عن جابر، عن أبي جعفر قال: اصطرع الحسن والحسين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هو حسن

(9)

»، فقالت فاطمة: كأنه أحب إليك. قال: «لا، ولكن جبريل يقول: هو حسين» .

(1)

تهذيب الكمال 25/ 217، التقريب (5888).

(2)

الكامل في الضعفاء 5/ 18.

(3)

تاريخ دمشق 14/ 165.

(4)

أسد الغابة 2/ 27.

(5)

فضائل الخلفاء الأربعة ح (128).

(6)

العيال 2/ 796.

(7)

ميزان الاعتدال 3/ 192.

(8)

مصنف ابن أبي شيبة 6/ 380.

(9)

ورد عند ابن أبي شيبة: (هو حسين)، ويغلب على الظن أنه خطأٌ مطبعي، فقد أخرجه الحارث، وابن شاهين، وابن عساكر بلفظ:(حسن)، وهو المتوافق مع آخر الحديث.

ص: 484

• رواة الحديث:

1 -

المطلب بن زياد: بن أبي زهير الثقفي، ويقال: القرشي، مولاهم الكوفي، ويقال: إنه مولى لجابر بن سمرة السوائي، وثقه أحمد، وابن معين -مرة-، والفضل بن دكين، وعثمان ابن أبي شيبة، والعجلي، وقال ابن معين -مرة-:«لا بأس به» ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو داود:«هو عندي صالح» ، وقال ابن عدي:«وللمطلب أحاديث حسان وغرائب، ولم أر له حديثًا منكرًا، وأرجو أنه لا بأس به» .

وضعفه ابن سعد، وقال أبو حاتم:«يكتب حديثه، ولا يحتج به» ، وقال أبو داود:«رأيت عيسى بن شاذان يضعفه، وقال: عنده مناكير» .

قال الحافظ ابن حجر: «صدوقٌ ربما وهم» .

قلت: لعل الأقرب أنه ثقة، فقد وثقه ثلاثة أئمة كلهم قد روى عنه -أحمد، وابن معين، وعثمان- فهم به أعرف، ويحمل قول من ضعفه على أوهام تقع في حديثه، لا يسلم منها أحد، وأبو حاتم متشددٌ في التعديل

(1)

(2)

.

2 -

جابر: هو ابن يزيد بن الحارث الجُعْفي، أبو عبد الله الكوفي، ضعيف رافضي

(3)

.

(1)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 24/ 350: «أبو حاتم يقول مثل هذا -أي قوله: يكتب حديثه، ولا يحتج به- في كثيرٍ من رجال الصحيحين، وذلك أن شرطه في التعديل صعب، والحجة في اصطلاحه ليس هو الحجة في «اصطلاح» جمهور أهل العلم». اهـ، وكلمة «اصطلاح» المقوسة زيادة مني اقتضاها السياق، ولعلها سقطت من ناسخ.

(2)

طبقات ابن سعد 6/ 387، تاريخ الدوري 3/ 272، العلل للإمام أحمد 2/ 481، الجرح والتعديل 8/ 360، المعرفة والتاريخ 3/ 180، سؤالات الآجري 1/ 210، الثقات للعجلي 2/ 282، الكامل 6/ 464، الثقات 7/ 506، تهذيب الكمال 28/ 78، تهذيب التهذيب 10/ 160، التقريب (6709).

(3)

تهذيب الكمال 7/ 482، التقريب (878).

ص: 485

3 -

أبو جعفر: هو الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، تقدم في الحديث الثلاث والثلاثين بعد المئة، وأنه ثقة فاضل.

• تخريجه:

- أخرجه الحارث بن أبي أسامة

(1)

من طريق حسين المعلم، وابن شاهين

(2)

، وابن عساكر

(3)

من طريق علي بن أبي علي اللَّهَبِي، عن جعفر بن محمد.

كلاهما: «حسين المعلم، وجعفر» عن أبي جعفر الباقر به بنحوه، سوى أن السائل عند ابن عساكر هو علي.

وقد رواه اللَّهَبِي عند ابن شاهين، وابن عساكر -مرة- عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي.

• الحكم على الحديث:

إسناد الحديث ضعيف؛ لأمرين:

1 -

ضعف جابر بن يزيد الجُعْفي.

2 -

إرساله؛ فمحمد بن علي تابعي؛ ولذا قال الحافظ ابن حجر: «هذا مرسل»

(4)

.

وفي متابعة حسين المعلم الراوي عنه الحسن بن قتيبة، قال الذهبي عنه:«هالك»

(5)

.

وفي متابعة جعفر بن محمدٍ عليُّ بنُ أبي علي اللَّهَبِي، قال أبو حاتم والنسائي: متروك، وقال ابن معين: ليس بشيء

(6)

.

وكذا في رواية على رضي الله عنه فيها اللَّهَبِي أيضًا.

(1)

بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للهيثمي 2/ 910 ح (992).

(2)

شرح مذاهب أهل السُّنَّة لابن شاهين ص 275 (173).

(3)

تاريخ دمشق 14/ 165.

(4)

المطالب العالية 16/ 200.

(5)

ميزان الاعتدال 1/ 518.

(6)

ميزان الاعتدال 3/ 147.

ص: 486

ويغني عنه حديث ابن عباس السابق بنحوه.

* * *

143 -

قال الروياني

(1)

: نا ابن إسحاق، نا أبو الأحوص محمد بن حيان، نا هُشَيم، نا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن أبيه، قال: قدمت أم سمرة بن جندب المدينة في بعض حوائجها، ومعها ابنها سمرة، وقد يَتُم. قال: وكانت امرأة جميلة، فخطبت فجعلت تقول: إنها لا تتزوج إلا برجل يكفل لها نفقة ابنها سمرة، قال: فخطبها رجل من الأنصار فجعل لها ذاك، قال: وكانوا في الأنصار بَعْد، قال: فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار في كل عام، قال: فإذا ظن أن أحدهم قد بلغ أمضاه في الغزو، قال: فعرض عامًا من تلك الأعوام، قال: فأتاه غلامٌ من الأنصار فأمضاه، قال: ثم قام سمرة فرده، فقال له سمرة: يا رسول الله لقد أمضيت غلامًا لو صارعته لصرعته، قال:«أكذاك؟» قال: نعم. قال: «فصارعه» ، فصرع الأنصاري، قال: فأمضاه النبي صلى الله عليه وسلم .

• رواة الحديث:

1 -

ابن إسحاق: هو محمد بن إسحاق بن جعفر، ويقال محمد بن إسحاق بن محمد أبو بكر الصاغاني، نزيل بغداد، خراساني الأصل، ثقة ثبت

(2)

.

2 -

أبو الأحوص محمد بن حيان: البغوي، نزيل بغداد، ثقة

(3)

.

3 -

هُشَيم: هو ابن بشير، تقدمت ترجمته في الحديث الخامس، وأنه ثقة، ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي.

(1)

مسند الروياني 2/ 77 ح (856).

(2)

تهذيب الكمال 24/ 396، التقريب (5721).

(3)

تهذيب الكمال 25/ 121، التقريب (5840).

ص: 487

4 -

عبد الحميد بن جعفر: بن عبد الله الأنصاري، الأوسي، أبو الفضل، ويقال: أبو حفص المدني، وثقه يحيى القطان، وابن سعد، وابن المديني، ويعقوب بن سفيان، وأحمد، وابن معين، وزادا:«ليس به بأس» ، وقال أبو حاتم:«محله الصدق» ، وقال النسائي:«ليس به بأس» ، وقال -مرة-:«ليس بقوي» ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:«ربما أخطأ» ، وضعفه الثوري، وقال ابن عدي:«أرجو أنه لا بأس به، وهو ممن يكتب حديثه» ، وقال الذهبي:«ثقة، غمزه الثوري للقدر» ، وقال ابن حجر:«صدوق، رمي بالقدر، وربما وهم» . قلت: ولعل الصواب أن الرجل ثقة؛ وذلك لتوثيق الجم الغفير من الأئمة له، وأما تضعيف الثوري، فمعلومٌ سبيه، وأنه لا تعلق له بالرواية، فقد قال يحيى القطان:«كان سفيان يضعفه من أجل القدر» ، وقال أبو داود:«كان سفيان يتكلم فيه لخروجه مع محمد بن عبد الله بن حسن»

(1)

.

5 -

جعفر الأنصاري: هو ابن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري الأوسي المدني، ثقة، من نبلاء التابعين

(2)

.

• تخريج الحديث:

- أخرجه الطبراني

(3)

من طريق محمد بن عبدوس بن كامل السراج، والحاكم

(4)

-وعنه البيهقي

(5)

، من طريق علي بن عبد العزيز.

كلاهما: (السراج، وعلي بن عبد العزيز) عن إبراهيم بن عبد الله

(1)

طبقات ابن سعد (القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ص 400)، تاريخ الدوري 2/ 341، سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لعلي بن المديني ص 99 - 100، رقم (105)، ضعفاء العقيلي 3/ 43، الجرح والتعديل 6/ 10، ثقات ابن حبان 7/ 122، تهذيب الكمال 16/ 416، الميزان 2/ 539، الكاشف 2/ 149، تهذيب التهذيب 2/ 474، التقريب (3756).

(2)

تهذيب الكمال 5/ 64، تاريخ الإسلام 7/ 338، التقريب (944).

(3)

المعجم الكبير 7/ 177 ح (6749).

(4)

المستدرك 2/ 69 ح (2356).

(5)

السنن 9/ 22 و 10/ 18.

ص: 488

الهروي، وأبو نعيم

(1)

من طريق يعقوب بن إبراهيم.

كلاهما: (الهروي، ويعقوب) عن هُشَيم به بنحوه؛ إلا أن علي بن عبد العزيز رواه عن إبراهيم بن عبد الله الهروي، عن هُشَيم، حدثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن أبيه، عن سمرة.

• الحكم على الحديث:

الحديث صححه الحاكم، والأقرب أن إسناده ضعيفٌ؛ لإرساله، فجعفر الأنصاري تابعي، ولذا قال الهيثمي:«رواه الطبراني مرسلًا، ورجاله ثقات»

(2)

، وقد اختلف في الحديث عن هُشَيم على وجهين:

1 -

عن هُشَيم، نا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن أبيه.

وهذا يرويه أبو الأحوص محمد بن حيان، وإبراهيم الهروي -من طريق محمد بن عبدوس عنه- ويعقوب بن إبراهيم.

2 -

عن هُشَيم، عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن أبيه، عن سمرة بن جندب.

وهذا يرويه إبراهيم الهروي -من طريق علي بن عبد العزيز عنه-.

وهذا الوجه ضعيف أيضًا؛ فجعفر لم يلق سمرة، قاله ابن معين

(3)

.

وبناءً على هذا، فالحديث ضعيفٌ من جميع أوجهه.

* * *

144 -

قال أبو نعيم

(4)

: نا القاضي أبو أحمد العسال، نا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن سعيد الجصاص، قال: نا محمد بن معاوية الزيادي، قال نا سعيد بن أوس الأنصاري، قال: نا عمران بن حدير، عن النزال بن

(1)

معرفة الصحابة 3/ 1416، ورياضة الأبدان رقم (1).

(2)

مجمع الزوائد 5/ 319.

(3)

سؤالات الجنيد (647).

(4)

رياضة الأبدان رقم (2).

ص: 489

عمار، عن ابن عباس قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصارعه، فقال:«قم يا معاوية فصارعه» ، فقام معاوية فصارعه، فصرعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«أما علمتم أن معاوية لا يصارع أحدًا إلا صرعه معاوية» .

• رواة الحديث:

1 -

القاضي أبو أحمد العسال: هو محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو أحمد العسال الأصبهاني، قال أبو نعيم: كان من كبار الناس في الحفظ والإتقان والمعرفة، وقال ابن منده:«كتبت عن ألف شيخ، لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال»

(1)

.

2 -

أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن سعيد الجصاص: قال الخطيب: «كان ثقة»

(2)

.

3 -

محمد بن معاوية الزيادي: هو محمد بن معاوية بن عبد الرحمن الزيادي البصري، يلقب عَصِيدَة، صدوقٌ عارفٌ

(3)

.

4 -

سعيد بن أوس الأنصاري: أبو زيد النحوي البصري، وثقه أبو عبيد، وصالح جزرة، والحاكم، وقال ابن معين، وأبو حاتم:«صدوق» .

وقال ابن حبان: «لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به من الأخبار، ولا الاعتبار إلا بما وافق الثقات» .

قال الذهبي: «ذكره ابن حبان ملينًا له؛ لأنه وهم في سند حديث: أسفروا بالفجر» .

لخص حاله الذهبي بقوله: «ثقة علامة ذو تصانيف» ، والحافظ ابن حجر بقوله:«صدوقٌ له أوهام، ورمي بالقدر» ، ولعل الأقرب ما قال الذهبي

(4)

.

(1)

تاريخ بغداد 1/ 270.

(2)

تاريخ بغداد 9/ 381.

(3)

تهذيب الكمال 26/ 475، التقريب (6308).

(4)

الجرح والتعديل 4/ 4، تهذيب الكمال 10/ 330، الكاشف 1/ 432، ميزان الاعتدال 2/ 126، المجروحين 1/ 324، تهذيب التهذيب 4/ 5، التقريب (2272).

ص: 490

5 -

عمران بن حدير: السدوسي، أبو عبيدة البصري، ثقةٌ، ثقةٌ

(1)

.

6 -

النزال بن عمار: بصريٌّ، روى عنه عمران بن حدير، وقرة بن خالد، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ ابن حجر:«مقبول»

(2)

.

• تخريج الحديث:

- أخرجه الديلمي

(3)

عن ابن عباس.

• الحكم على الحديث:

- إسناده ضعيفٌ؛ لأمرين:

الأول: النزال بن عمار مقبول، والمقبول ليِّنٌ ما لم يتابع على اصطلاح الحافظ في التقريب.

الثاني: أن النزال لم يسمع من ابن عباس، قال البخاري:«بلغه عن ابن عباس، قاله ابن المبارك، عن عمران بن حدير»

(4)

، وقال الحافظ ابن حجر:«ذكره ابن حبان في أتباع التابعين؛ فكأن روايته عن ابن عباس عنده مرسلة»

(5)

.

* * *

145 -

مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل.

لم أقف على إسنادها، وقد ذكرها بعض أهل العلم، وبينوا أنها لا أصل لها، فقال عبد الغني بن سعيد:«ما روي من مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل لا أصل له»

(6)

، وبنحوه قال المزي

(7)

، وعلي القاري

(8)

، وقد نقل

(1)

تهذيب الكمال 22/ 314، التقريب (5148).

(2)

الثقات لابن حبان 7/ 544، تهذيب الكمال 29/ 337، التقريب (7106).

(3)

فردوس الأخبار 1/ 283 ح (890).

(4)

التاريخ الكبير 8/ 117.

(5)

تهذيب التهذيب 10/ 378.

(6)

التلخيص الحبير لابن حجر 4/ 163.

(7)

تهذيب الكمال 9/ 221.

(8)

المصنوع في معرفة الحديث الموضوع 1/ 170.

ص: 491

ابن القيم

(1)

كلام المزي مقرًّا له.

* * *

146 -

قال السهيلي: «أبو الأشدَّيْن

(2)

الجُمَحي، واسمه كَلْدَة بنُ أُسيْد بن خلف

وقد دعا النبي إلى المصارعة، وقال: إن صرعتني آمنت بك فصرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارًا»

(3)

.

لم أقف عليه مسندًا، وقد أشار إليه ابن كثير

(4)

.

• فقه المطلب:

دلت أحاديث المطلب على جواز المصارعة إذا كانت بلا عوض، وقد تبين خلال دراستها أنه لم يثبت منها سوى حديث واحد، وهو حديث ابن عباس في مصارعة الحسن والحسين، وقد اتفق الفقهاء من الحنفية

(5)

، والمالكية

(6)

، والشافعية

(7)

، والحنابلة

(8)

على جواز المصارعة إذا كانت بلا عوض.

* * *

(1)

الفروسية ص 87.

(2)

بصيغة التثنية، وقد ورد اسمه في بعض كتب التفسير بالإفراد (الأشد) وهو رجلٌ من قريش شديد القوة، قيل: اسمه أُسَيْد بن كَلْدَة، ينظر: المحرر الوجيز 5/ 455، ومعالم التنزيل للبغوي 8/ 430، وتفسير السراج المنير للشربيني 4/ 394.

(3)

الروض الأنف 2/ 79.

(4)

البداية والنهاية 3/ 104، تفسير ابن كثير 7/ 89.

(5)

رد المحتار 6/ 402.

(6)

القوانين الفقهية ص 162.

(7)

مغني المحتاج 4/ 312.

(8)

المغني 13/ 404.

ص: 492