الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني ما ورد في فضل الرمي
وفيه ثمانية مطالب:
المطلب الأول: ما جاء في الأمر بالرمي
.
المطلب الثاني: ما ورد في ثواب الرمي.
المطلب الثالث: ما ورد في أن الرمي ليس من اللهو الباطل.
المطلب الرابع: ما ورد في التحذير من نسيان الرمي بعد تعلمه.
المطلب الخامس: ما ورد في شهود الملائكة للرمي.
المطلب السادس: ما ورد أن الرمي مطردة للهم.
المطلب السابع: ما جاء أن الرمي من الفطرة.
المطلب الثامن: ما ورد في أن المتناضلين في صلاة ما داموا يتناضلون.
* * * *
المطلب الأول ما جاء في الأمر بالرمي
48 -
قال أبو داود الطيالسي: حدثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلَّام، عن عبد الله بن زيد الأزرق، عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله عز وجل ليدخل الثلاثة بالسهم الواحد الجنة؛ صانعه يحتسب بصنعته الخير، والرمي به، والمُمِدِّ به» ، وقال: «ارموا واركبوا، وأن ترموا أحب الي من أن تركبوا، وكل شيءٍ يلهو به الرجل باطلٌ إلا رمي الرجل بقوسه، أو تأديبه فرسه، أو ملاعبته امرأته؛
فإنهن من الحق، ومن ترك الرمي بعدما علمه فقد كفر بالذي عَلِمَه».
• رواة الحديث:
1 -
هشام: هو ابن أبي عبد الله سَنْبَر، أبو بكر البصري الدَّسْتوائي، ثقةٌ ثبتٌ
(1)
.
2 -
يحيى بن أبي كثير: تقدمت ترجمته في الحديث الرابع والعشرين، وأنه ثقةٌ ثبتٌ.
3 -
أبو سلَّام: هو ممطورٌ الأسود الحبشي، ويقال: النُّوبي، ويقال: الباهلي الأعرج الدمشقي، قيل: إن الحبشي نسبة إلى حي من حمير، لا إلى الحبشة، ثقةٌ يرسل
(2)
.
4 -
عبد الله بن زيد الأزرق: قال ابن حجر: «مقبول» ، والأقرب أنه مجهول؛ إذ لم يرو عنه سوى أبي سلَّام الأسود، ولم يوثقه أحد
(3)
.
• تخريج الحديث:
- أخرجه الروياني
(4)
، وابن حزم
(5)
، والبيهقي
(6)
من طريق أبي داود الطيالسي.
- وأخرجه الترمذي
(7)
، وابن ماجه
(8)
، وابن أبي شيبة
(9)
، وأحمد
(10)
،
(1)
تهذيب الكمال 30/ 215، التقريب (7299).
(2)
تهذيب الكمال 28/ 484، التقريب (6879).
(3)
تهذيب الكمال 14/ 548، التقريب (3334).
(4)
مسند الروياني 1/ 159 ح (184 - 185).
(5)
المحلى 9/ 55.
(6)
سنن البيهقي 10/ 13.
(7)
جامع الترمذي ح (1637).
(8)
سنن ابن ماجه ح (2811).
(9)
مصنف ابن أبي شيبة 4/ 229 و 5/ 303.
(10)
مسند أحمد 28/ 532 - 537 ح (17300) و (17338).
والدارمي
(1)
، والطحاوي
(2)
، والطبراني
(3)
، والآجري
(4)
، والبيهقي
(5)
، وابن عساكر
(6)
، كلهم من طريق هشام الدَّستوائي به بنحوه، وعند بعضهم مختصرًا.
إلا أنه جاء في رواية عند الطبراني قول يحيى: حُدِّثت أن أبا سلَّام قال.
وعلقه ابن أبي حاتم
(7)
من طريق هشام الدَّستوائي، عن يحيى بن أبي كثير؛ عن أبي سلمة، عن عبد الله الأزرق، عن عقبة
(8)
بن عامر به.
- وأخرجه عبد الرزاق
(9)
-ومن طريقه أحمد
(10)
، وابن خزيمة
(11)
، والروياني
(12)
، والطبراني
(13)
، والبغوي
(14)
، وابن عساكر
(15)
- عن معمر، وسعيد بن منصور
(16)
من طريق أيوب.
كلاهما: (معمر، وأيوب) عن يحيى بن أبي كثير بنحوه، إلا أن معمرًا رواه عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلَّام، عن عبد الله بن زيد الأزرق.
(1)
سنن الدارمي 2/ 269 ح (2405).
(2)
شرح مشكل الآثار 1/ 270 ح (295 - 296).
(3)
معجم الطبراني الكبير 17/ 341 ح (940 - 941) وفي فضل الرمي ح (2)، وقد جاء السند عنده هكذا: أبو سلَّام، عن زيد بن سلَّام، عن عبد الله بن زيد، وهذا خطأ في النسخة، فزيد إنما يروي عن جده أبي سلَّام، لا العكس، وقد ذكر الطبراني الإسناد على الصواب ص 17.
(4)
تحريم النرد والشطرنج (2) و (3).
(5)
سنن البيهقي 10/ 218.
(6)
تاريخ دمشق 28/ 212.
(7)
العلل ص 750 رقم (955).
(8)
في الأصل علقمة، ولعله تصحيف؛ إذ لا يعرف صحابيٌّ بهذا الاسم منسوبًا إلى عامر، والحديث مداره على عقبة.
(9)
مصنف عبد الرزاق 10/ 409 ح (19522) و 11/ 461 ح (21010).
(10)
مسند أحمد 28/ 619 - 572 ح (17337) و (17398).
(11)
صحيح ابن خزيمة 4/ 113 ح (2478).
(12)
مسند الروياني 1/ 160 ح (186).
(13)
معجم الطبراني الكبير 17/ 340 ح (939)، وفي فضل الرمي ح (1).
(14)
معالم التنزيل 2/ 647، وشرح السُّنَّة 10/ 381 ح (2641).
(15)
تاريخ دمشق 18/ 212 و 40/ 497.
(16)
سنن سعيد بن منصور 2/ 172.
وأيوب رواه عن يحيى رفعه.
وعلقه البخاري
(1)
، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلَّام، عن أبي سلَّام، عن عبد الله بن زيد الأزرق، عن عقبة به.
- وأخرجه أبو داود
(2)
، والنسائي
(3)
، وسعيد بن منصور
(4)
، وابن أبي شيبة
(5)
-ومن طريقه ابن حزم
(6)
- وأحمد
(7)
، والفسوي
(8)
، وابن الجارود
(9)
، وأبو عَوَانة
(10)
، والروياني
(11)
، والطبراني
(12)
، والآجري
(13)
، والحاكم
(14)
، وأبو نعيم
(15)
، والبيهقي
(16)
، والخطيب البغدادي
(17)
، كلهم من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والطحاوي
(18)
من طريق أبي رجاء
(19)
، وعلقه البخاري
(20)
عن معاوية بن سلَّام.
ثلاثتهم: (ابن جابر، وأبو رجاء، ومعاوية) عن أبي سلَّام الحبشي، عن خالد بن زيد الجهني، عن عقبة بن عامر به بنحوه، وعند بعضهم مختصرًا.
(1)
التاريخ الكبير 3/ 150.
(2)
سنن أبي داود ح (2513).
(3)
سنن النسائي ح (3146) و (3578) وفي الكبرى 3/ 20 - 39 ح (4354) و (4420).
(4)
سنن سعيد بن منصور 2/ 171.
(5)
مصنف ابن أبي شيبة 4/ 215.
(6)
المحلى 9/ 55.
(7)
مسند أحمد 28/ 571 - 572 - 558 ح (17335) و (17336) و (17321).
(8)
المعرفة والتاريخ 2/ 501.
(9)
المنتقى ح (1062).
(10)
مستخرج أبي عوانة 5/ 103 - 104.
(11)
مسند الروياني 1/ 187 ح (247).
(12)
فضل الرمي ح (3).
(13)
تحريم النرد والشطرنج (1).
(14)
المستدرك 2/ 59.
(15)
رياضة الأبدان ح (8).
(16)
سنن البيهقي 10/ 13، ومعرفة السنن والآثار 7/ 434، وشعب الإيمان 4/ 44 ح (4301).
(17)
موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 114.
(18)
شرح مشكل الآثار 1/ 272 ح (297).
(19)
هكذا عند الطحاوي، ولست منه على ثلَج، فلم أر أحدًا من المتقدمين ذكره في هذا الحديث، وأخشى أن يكون تصحيفًا من (ابن جابر) فإن الراوي عنه في هذا الحديث هو بشر بن بكر، وهو مشهورٌ بالرواية عن ابن جابر، ينظر: تهذيب الكمال 4/ 95.
(20)
التاريخ الكبير 3/ 150.
- وأخرجه مسلم
(1)
من طريق فُقَيم اللَّخْمي، عن عقبة به مختصرًا.
• الحكم على الحديث:
- إسناده ضعيفٌ؛ وذلك لجهالة عبد الله الأزرق؛ وقد اختلف في الحديث عن يحيى بن أبي كثير على وجوه:
الأول: عنه، عن أبي سلَّام، عن عبد الله الأزرق، عن عقبة.
الثاني: عنه، عن أبي سلمة، عن عبد الله الأزرق، عن عقبة.
وهذان الوجهان يرويهما هشام الدستوائي.
الثالث: عنه، عن زيد بن سلَّام، عن عبد الله الأزرق، عن عقبة.
وهذا الوجه يرويه معمر.
الرابع: عنه، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا الوجه يرويه أيوب السختياني.
الخامس: عنه، عن زيد بن سلَّام، عن أبي سلَّام، عن عبد الله الأزرق، عن عقبة.
وهذا الوجه علقه البخاري.
وخالف يحيى بن أبي كثير راويان: وهما: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وهو ثقةٌ
(2)
، ومعاوية بن سلَّام، وهو ثقةٌ
(3)
، فروياه عن أبي سلَّام، عن خالد بن زيد، عن عقبة.
وروايتهما هي المقدمة؛ وذلك لأمور:
1 -
أنهما اثنان ثقتان.
2 -
أنهما يرويان عن أبي سلَّام مباشرة، بخلاف يحيى بن أبي كثير؛ فإن روايته عن أبي سلَّام إنما هي من صحيفة، ولم يسمع منه حرفًا، قال حسين المعلم: «لما قدم علينا يحيى بن أبي كثير وجَّه إليَّ مطرٌ أن احمل
(1)
صحيح مسلم (1919).
(2)
التقريب (4041).
(3)
التقريب (6761).
الدواة والقرطاس، وتعالَ، قال: فأتيته، فأخرج إلينا صحيفة أبي سلَّام، فقلنا له: سمعت من أبي سلَّام؟ قال: لا، قلت: فَمِن رجلٍ سمعه من أبي سلَّام؟ قال: لا»
(1)
.
وقال العلائي: «وروى حرب بن شداد عن ابن أبي كثير، أنه قال: كل شيء عن أبي سلَّام، فإنما هو كتاب»
(2)
.
ولا يخفى ما في الصحف من الوهم، قال الذهبي:«الصحف يدخل في روايتها التصحيف، لا سيما في ذلك العصر؛ إذ لا شكل بعد في الصحف، ولا نقط بخلاف الأخذ من أفواه الرجال»
(3)
.
3 -
أنه لم يُختلَف عليهما، كما اختُلف على يحيى بن أبي كثير، فإنه وإن كانت رواية هشام أرجح
(4)
؛ إلا أنه اختلف على يحيى من طريق هشام على أوجه:
- فقيل: عن يحيى بن أبي كثير قال: حُدِّثت أن أبا سلَّام قال، كما في رواية عند الطبراني.
- وقيل: عن يحيى قال: حدث أبو سلَّام، كما في رواية عند الطبراني.
- وقيل: عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثنا
(5)
أبو سلَّام، كما في رواية عند أحمد وابن عساكر.
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم في المراسيل ص 239 - 240.
(2)
جامع التحصيل ص 299.
(3)
سير أعلام النبلاء 5/ 174.
(4)
نقل الأثرم عن أحمد قال: «هشام الدستوائي أثبت في حديث يحيى من معمر» ، ونقل إبراهيم بن الجنيد عن يحيى بن معين قال:«ما روى أيوب -يعني: السختياني- عن يحيى بن أبي كثير شيئًا فيه خير، ولكن هشام الدستوائي» ينظر: شرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 677.
(5)
روى هذا الوجه إسماعيل بن علية عند أحمد، ومروان بن معاوية عند ابن عساكر، وغالب الظن أن هذا التصريح بالتحديث خطأٌ؛ لأمور:
أن يحيى بن أبي كثير لم يسمع من أبي سلَّام، وإنما يروي عنه بالوجادة، ومن المقَّعد في علم الحديث أن الذي يروي بها لا يصرح بالتحديث، قال القاضي عياض في الإلماع ص 117:«لا أعلم من يُقْتدى به أجاز النقل فيها بـ: «حدثنا وأخبرنا» ».
أن جميع من روى الحديث عن هشام الدَّستوائي لم يرد عنهم التصريح بالتحديث، وهم أبو داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، وأبو إسحاق الفزاري، ووهب بن جرير، وأبو الوليد الطيالسي.
أن إسماعيل بن علية نفسَه جاء عنه الحديث، وليس فيه التصريح بالتحديث، كما في تاريخ ابن عساكر 28/ 314 فقد جاء فيه قول إسماعيل:«نا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، قال حدَّث أبو سلَّام .. » ، ومروان بن معاوية علَّق عنه ابن عساكر السند قبلُ، وليس فيه تصريحٌ بالتحديث، وأورده ابن أبي حاتم في العلل ص 750، وليس فيه تصريحٌ بالتحديث، والله أعلم.
- وقيل: عن يحيى، عن أبي سلَّام، كما في باقي الروايات.
- وقيل: عن يحيى، عن أبي سلمة، كما في العلل لابن أبي حاتم.
وهذه قرينةٌ قويةٌ في ترجيح ما رواه عبد الرحمن بن يزيد، ومعاوية بن سلَّام؛ وذلك لسلامته من الاختلاف، وقد قال الحافظ ابن حجر:«فحديثٌ لم يختلف فيه على راويه -أصلًا- أصح من حديث اختلف فيه في الجملة»
(1)
.
وبناءً على ترجيح هذا الوجه، فالحديث حسنٌ -إن شاء الله- فرجاله ثقات، سوى خالد بن زيد، وقد ذكره الفسوي من ثقات التابعين
(2)
، وقد حسنه الترمذي، وصححه الحاكم.
أما الإمام مسلم فروايته مقتصرةٌ على جملة: «من علم الرمي ثم تركه فليس منا، أو قد عصى» ، وللحديث شواهد ستأتي -إن شاء الله-.
• غريب الحديث:
- قوله: «والمُمِدِّ به» : هو الذي يقوم عند الرامي، فيُناوله سَهْمًا بعد سهم، أو هو الذي يَرُدّ عليه النَّبْلَ من الهَدَف، يقال: أمَدّه يُمِدّه فهو مُمِدّ
(3)
.
- قوله: «رمي الرجل بقوسه» : قال ابن حجر: «إنما أطلق على الرمي أنه لهو؛ لإمالة الرغبات إلى تعليمه؛ لما فيه من صورة اللهو؛ لكن المقصود من تعلمه الإعانة على الجهاد»
(4)
.
(1)
النكت 2/ 810.
(2)
المعرفة والتاريخ 2/ 501.
(3)
النهاية لابن الأثير 4/ 308.
(4)
فتح الباري 11/ 91.
- قوله: «أو تأديبه فرسه» : تأديب الفرس؛ إشارةٌ إلى المسابقة عليها
(1)
.
- قوله: «أو ملاعبته امرأته» : ملاعبة الأهل؛ للتأنيس ونحوه
(2)
.
49 -
قال الطبراني
(3)
: حدثنا محمد بن يحيى المروزي، قال: حدثنا الحكم بن موسى، قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كل شيء من لهو الدنيا باطلٌ إلا ثلاثة؛ انتضَالك بقوسك، أو تأديبك فرسك، وملاعبتك أهلك؛ فإنهن من الحق» . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «انتضلوا واركبوا، وأن تنتضلوا أحب إلي، وإن الله عز وجل ليدخل بالسهم الواحد ثلاثةً الجنة؛ صانعه محتسبًا فيه، والمُمِدَّ به، والرامي به، وإن الله عز وجل ليدخل بلقمة الخبز، وقبضة التمر، ومثله مما ينتفع به المسكين ثلاثةً الجنة؛ ربُّ البيت الآمر به، والزوجة تصلحه، والخادم الذي يناول المسكين» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الحمد لله الذي لم ينس خدمنا» .
• رواة الحديث:
1 -
محمد بن يحيى المروزي: أبو بكر الوراق نزيل بغداد، صدوقٌ
(4)
.
2 -
الحكم بن موسى: بن أبي زهير شيرزاد البغدادي، أبو صالح القنطري الزاهد، وثقه ابن سعد، وابن معين -مرة-، وصالح جزرة، وزاد:«المأمون» ، والعجلي، وقال ابن معين -مرة-:«لا بأس به» ، وقال ابن المديني:«الشيخ الصالح» وقال أبو حاتم: «صدوق» ، ومثله قال ابن حجر،
(1)
المرجع السابق.
(2)
المرجع السابق.
(3)
المعجم الأوسط 5/ 278.
(4)
تهذيب الكمال 26/ 612، التقريب (6385).
والأقرب أنه ثقة؛ إذ وثقه من ذكر، ولم يضعفه أحد
(1)
.
3 -
سُوَيد بن عبد العزيز: بن نمير السُّلَمي مولاهم، الدمشقي، وقيل: الحمصي، ضعيف
(2)
.
4 -
محمد بن عجلان: المدني، وثقه ابن عيينة، وأحمد، وابن معين، ويعقوب بن شيبة، وأبو حاتم، والنسائي، والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو زرعة: صدوق وسط.
وذكره العقيلي في الضعفاء، وأخرج بسنده إلى يحيى القطان قوله:«كان ابن عجلان مضطرب الحديث في حديث نافع، ولم يكن له تلك القيمة عنده» .
وقال يحيى في موطن آخر: «سمعت محمد بن عجلان يقول: كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه، عن أبي هريرة، فاختلط علي، فجعلتها كلها عن أبي هريرة» .
وقال الإمام أحمد: «ثقة، إلا أنه اختلط عليه حديث المقبري عن أبي هريرة» .
قال الحافظ ابن حجر: «صدوق إلا أنه اختلط عليه أحاديث أبي هريرة» .
والذي يظهر لي من كلام الأئمة أن محمد بن عجلان ثقة، إلا أنه اختلط عليه أحاديث أبي هريرة من رواية المقبري فقط، كما هو مقيدٌ في كلام الأئمة.
أما كلام يحيى القطان عليه في روايته عن نافع، فلعله من قبيل التضعيف النسبي؛ لأن علي بن المديني والنسائي ذكرا محمد بن عجلان في الطبقة الخامسة من طبقات أصحاب نافع، وقد قسم كل منهما أصحاب نافع إلى تسع طبقات، وزاد النسائي طبقة عاشرة، هي طبقة المتروك حديثهم
(3)
.
(1)
طبقات ابن سعد 7/ 346، تاريخ الدارمي (236)، الجرح والتعديل 3/ 128، الثقات للعجلي 1/ 313، تهذيب الكمال 7/ 137، التقريب (1462).
(2)
تهذيب الكمال 12/ 255، التقريب (2692).
(3)
العلل لأحمد 1/ 35، الجرح والتعديل 8/ 49، ثقات العجلي 2/ 248، ثقات ابن حبان 7/ 386، ضعفاء العقيلي 4/ 118، تهذيب الكمال 26/ 101، شرح العلل 1/ 401 - 404، التقريب (6136).
5 -
سعيد المقبري: هو ابن أبي سعيد -كيسان- المقبري، أبو سعد المدني، ثقة، تغير قبل موته بأربع سنين، وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة
(1)
.
• تخريج الحديث:
- أخرجه الحاكم
(2)
من طريق علي بن بحر، عن سويد به بنحوه بدون جملة: «وإن الله عز وجل ليدخل بلقمة الخبز
…
».
وعلقه ابن أبي حاتم
(3)
عن سويد به بنحوه بدون جملة: «وإن الله عز وجل ليدخل بلقمة الخبز
…
».
- وعلقه ابن أبي حاتم -أيضًا-
(4)
عن الليث، وحاتم بن إسماعيل، والمخلص
(5)
من طريق سليمان بن بلال.
ثلاثتهم: (الليث، وحاتم، وسليمان) عن ابن عجلان، والترمذي
(6)
من طريق ابن إسحاق، وسعيد بن منصور
(7)
، عن سفيان بن عيينة، وأبو عبيدة
(8)
، عن الحسن بن عُمارة.
أربعتهم: (ابن عجلان، وابن إسحاق، وسفيان، والحسن) عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حسين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، بنحوه بدون جملة: «وإن الله عز وجل لَيُدْخِلُ بلقمة الخبز
…
»، وقد رواه سليمان بن بلال، عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
(1)
تهذيب الكمال 10/ 466، التقريب (2321)، الكواكب النيرات (12).
(2)
المستدرك 2/ 104.
(3)
العلل ص 723 - 775 رقم (905) و (997).
(4)
العلل ص 723 - 775 رقم (905) و (997).
(5)
الفوائد المنتقاة (3/ 144/2) نقلًا من السلسلة الصحيحة للألباني 1/ ح (315).
(6)
جامع الترمذي ح (1637).
(7)
سنن سعيد بن منصور 2/ 172.
(8)
الخيل لأبي عبيدة ص 3.
ورواه ابن عيينة، والحسن، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حسين، عن جابر بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ألا أن سفيان أدخل بين ابن حسين وجابر رجلًا.
- وأخرجه القَرَّاب
(1)
من طريق مقاتل بن حيان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة به بنحوه سوى جملة: «وإن الله عز وجل ليُدْخِلُ بلقمة الخبز
…
».
- وأخرجه الدارقطني
(2)
، والخطيب البغدادي
(3)
من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، والقَرَّاب
(4)
من طريق محمد بن زياد، وأبو نعيم
(5)
، والخطيب البغدادي
(6)
من طريق محمد بن سعيد.
ثلاثتهم: (أبو سلمة، وابن زياد، وابن سعيد) عن أبي هريرة به مختصرًا، وبدون جملة: «وإن الله عز وجل ليدخل بلقمة الخبز
…
».
• الحكم على الحديث:
- إسناد الحديث ضعيفٌ؛ وذلك لحال سويد، وابن عجلان، وقد اختلف في الحديث على ابن عجلان على وجوه:
الأول: عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعًا.
وهذا الوجه يرويه سويد بن عبد العزيز.
الثاني: عن ابن عجلان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حسين مرسلًا.
وهذا الوجه يرويه الليث، وحاتم بن إسماعيل، وقد تابع ابنَ عجلان فيه ابنُ إسحاق.
الثالث: عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
(1)
فضائل الرمي ح (12).
(2)
الغرائب والأطراف 5/ 303.
(3)
تاريخ بغداد 6/ 367.
(4)
فضائل الرمي ح (1).
(5)
رياضة الأبدان (17).
(6)
تاريخ بغداد 3/ 128.
وهذا يرويه سليمان بن بلال.
وقد خالف ابنَ عجلان ثلاثةُ رواة: «سفيان بن عيينة، والحسن بن عُمارة، ومقاتل بن حيان» .
فرواه سفيان، والحسن، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حسين، عن جابر بن زيد مرسلًا.
وقد أدخل سفيان بين عبد الله وجابر رجلًا.
ورواه مقاتل بن حيان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا.
وأرجح هذه الوجوه وجهان:
إما الوجه الثاني فقد رجحه أبو حاتم، وأبو زرعة
(1)
، فقد رواه ثقتان، وهما:
الليث بن سعد، وهو ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ إمامٌ مشهورٌ
(2)
، وحاتم بن إسماعيل، وهو ثقةٌ
(3)
.
وإما الوجه الذي رواه سفيان بن عيينة، وهو: ثقةٌ حافظٌ فقيهٌ إمامٌ حجةٌ
(4)
.
والحديث في هذين الوجهين مرسلٌ.
وأما رواية الحسن بن عُمارة، فضعيفةٌ جدًا؛ فهو متروك
(5)
.
وأما رواية مقاتل، ففيها الراوي عنه، وهو: عمر بن الصبح الخراساني، متروك، كذبه ابن راهويه
(6)
.
وأما الوجه الأول فقد رواه سويد بن عبد العزيز، وهو ضعيف كما سبق.
(1)
العلل ص 723 - 775 رقم (905) و (997).
(2)
التقريب (5684).
(3)
الكاشف 1/ 300.
(4)
التقريب (2451).
(5)
التقريب (1264).
(6)
التقريب (4922).
وأما الوجه الثالث ففيه الراوي عن سليمان بن بلال، وهو محمد بن الحسن بن زَبَالة كذَّبوه
(1)
.
أم الطرق الأخرى عن أبي هريرة، فكلها ضعيفة، وهذا بيان ضعفها:
- طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، فيه عنبسة بن مهران، قال أبو حاتم:«منكر الحديث»
(2)
، وقال ابن حبان:«كان ممن يروي عن الزهري ما ليس من حديثه، وفي حديثه من المناكير التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة»
(3)
.
- طريق محمد بن زياد، فيه مالك بن سليمان، قال العقيلي:«في حديثه نظر»
(4)
، وضعفه الدارقطني
(5)
.
- طريق محمد بن سعيد، فيه الراوي عنه: مظاهر بن أسلم، وهو ضعيفٌ
(6)
.
وبهذا يتبين أن الحديث لا يصح عن أبي هريرة بوجه من الوجوه؛ لكن سبق ذكر حديث عقبة بن عامر بنحوه، وأنه حديثٌ حسنٌ.
• غريب الحديث:
- قوله: «انتضَالك بقوسك» : أي: رميك بالسهم
(7)
.
50 -
قال الطبراني
(8)
: حدثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا محمد بن صالح بن مِهران، ثنا المنذر بن زياد، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت خالد بن الوليد يوم اليرموك يرمي بين هدفين، ومعه رجالٌ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: وقال: «أُمرنا أن نعلمه أولادنا الرمي، والقرآن» .
(1)
التقريب (5815).
(2)
الجرح والتعديل 6/ 402.
(3)
المجروحين 2/ 177.
(4)
الضعفاء 9/ 165.
(5)
ميزان الاعتدال 3/ 427.
(6)
التقريب (6721).
(7)
النهاية 5/ 72.
(8)
المعجم الكبير 4/ 114 ح (3837).
• رواة الحديث:
1 -
علي بن سعيد الرازي: قال الدارقطني: «ليس بذاك، تفرد بأشياء» ، وقال ابن يونس:«كان يفهم ويحفظ» ، وقال الذهبي:«حافظٌ رحال»
(1)
.
2 -
محمد بن صالح بن مِهران: البصري، أبو عبد الله، ويقال: أبو جعفر بن النَّطَّاح القرشي، صدوقٌ أخباري
(2)
.
3 -
المنذر بن زياد: الطائي، قال العقيلي:«منكر الحديث» ، وقال الدارقطني:«متروك»
(3)
.
4 -
إسماعيل بن أبي خالد: هرمز، ويقال: سعد، ويقال: كثير البجلي الأحمسي مولاهم، أبو عبد الله الكوفي، ثقةٌ ثبتٌ
(4)
.
5 -
قيس بن أبي حازم: حصين بن عوف، ويقال: عوف بن عبد الحارث، ويقال: عبد عوف بن الحارث، ثقةٌ مخضرمٌ
(5)
.
• تخريج الحديث:
لم أرَ من خرجه سوى الطبراني.
• الحكم على الحديث:
- إسناده ضعيفٌ جدًّا؛ وذلك لحال علي بن سعيد، والمنذر بن زياد، وتفرده عن إسماعيل.
51 -
قال البزار
(6)
: حدثنا حاتم بن الليث الجوهري، قال: نا يحيى بن
(1)
ميزان الاعتدال 3/ 131.
(2)
تهذيب الكمال 25/ 381، التقريب (5963).
(3)
ضعفاء العقيلي 4/ 199، ميزان الاعتدال 4/ 181.
(4)
تهذيب الكمال 3/ 69، التقريب (438).
(5)
تهذيب الكمال 24/ 11، التقريب (5566).
(6)
مسند البزار 3/ 346 ح (1146).
حماد، قال: نا أبو عَوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، عن أبيه رفعه، قال:«عليكم بالرمي؛ فإنه خير أو من خير لهوكم» .
• رواة الحديث:
1 -
حاتم بن الليث الجوهري: أبو الفضل الخراساني نزيل بغداد، قال الخطيب البغدادي:«كان ثقةً ثبتًا متقنًا حافظًا»
(1)
.
2 -
يحيى بن حماد: بن أبي زياد الشيباني مولاهم، أبو بكر، ويقال: أبو محمد البصري، خَتَن أبي عَوانة، ثقةٌ عابدٌ
(2)
.
3 -
أبو عَوانة: وضاح بن عبد الله اليَشْكُري، الواسطي، البزاز، مولى يزيد بن عطاء، مشهورٌ بكنيته، ثقةٌ ثبتٌ
(3)
.
4 -
عبد الملك بن عمير: بن سويد بن جارية القرشي، ويقال: اللَّخْمي، أبو عمرو، ويقال: أبو عمر الكوفي، المعروف بالقِبْطي، اختلف فيه:
فقال ابن معين: «ثقةٌ إلا أنه أخطأ في حديث أو حديثين» ، وقال العجلي: «تابعيٌّ ثقةٌ
…
وهو صالح الحديث»، وقال ابن نمير:«كان ثقةً ثبتًا في الحديث» ، وقال النسائي:«ليس به بأس» ، وقال أبو حاتم:«ليس بحافظ، صالح الحديث، تغير حفظه قبل موته» .
وقال ابن معين: «مخلِّطٌ» ، وقال أحمد:«مضطرب الحديث جدًّا مع قلة روايته، ما أرى له خمس مائة حديث، وقد غلط في كثير منها» ، وقال -مرة-:«يختلف عليه الحفاظ» .
قال الحافظ ابن حجر: «ثقةٌ فصيحٌ عالمٌ تغير حفظه، وربما دلس» .
قلت: وهذا تلخيصٌ حسنٌ لكلام الأئمة؛ فإنه ثقةٌ في حاله الأولى،
(1)
تاريخ بغداد 8/ 245، تعجيل المنفعة (156).
(2)
تهذيب الكمال 31/ 276، التقريب (7535).
(3)
تهذيب الكمال 30/ 441، التقريب (7404).
مجروحٌ فيما انتهى إليه أمره من الاختلاط، ويدل على ذلك قول ابن معين عنه -وهو ممن ثبت عنه توثيقه-:«مخلِّط» ، وقول ابن حجر:«احتج به الجماعة، وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات، وإنما عيب عليه أنه تغير حفظه لكبر سنه» .
أما تدليسه فقد وصفه به الدارقطني، وابن حبان، وذكره الذهبي في قصيدته، وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين
(1)
.
5 -
مصعب بن سعد: بن أبي وقاص القرشي، أبو زرارة المدني، ثقةٌ
(2)
.
• تخريج الحديث:
- أخرجه الطبراني
(3)
، والخطيب البغدادي
(4)
، وأبو حفصٍ المؤدب
(5)
من طريق حاتم بن الليث الجوهري به بنحوه.
- وأخرجه أبو عوانة
(6)
من طريق إبراهيم بن مرزوق، عن أبي عَوانة، وابن أبي شيبة
(7)
، وعلقه الدارقطني
(8)
عن مسعر.
كلاهما: (أبو عَوانة، ومسعر) عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، عن أبيه موقوفًا به بنحوه.
• الحكم على الحديث:
رجاله ثقات، وقد قال المنذري: «رواه البزار والطبراني في الأوسط،
(1)
الجرح والتعديل 5/ 360، ثقات العجلي 2/ 104، ثقات ابن حبان 5/ 117، تهذيب الكمال 18/ 370، ميزان الاعتدال 2/ 661، هدي الساري ص 422، تهذيب التهذيب 6/ 431، التقريب (4200)، تعريف أهل التقديس (84)، التأنيس بشرح منظومة الذهبي في أهل التدليس، لعبد العزيز الغماري ص 31، الكواكب النيرات (66).
(2)
تهذيب الكمال 28/ 24، التقريب (6688).
(3)
المعجم الأوسط 2/ 304 ح (2049).
(4)
موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 24 - 25.
(5)
المنتقى من حديث ابن مخلد، نقلًا من السلسلة الصحيحة للألباني 2/ 204.
(6)
مسند أبو عَوانة 4/ 348 ح (6924).
(7)
مصنف ابن أبي شيبة 6/ 213.
(8)
العلل 4/ 327.
وإسنادهما جيِّدٌ قويٌّ»
(1)
، وقال الهيثمي:«رجاله رجال الصحيح، خلا حاتم بن الليث وهو ثقة»
(2)
، لكن اختلف في الحديث عن عبد الملك بن عمير على وجهين:
1 -
عنه، عن مصعب بن سعد، عن أبيه مرفوعًا.
وهذا الوجه يرويه أبو عَوانة -من طريق يحيى بن حماد عنه-.
2 -
عنه، عن مصعب بن سعد، عن أبيه موقوفًا.
وهذا الوجه يرويه أبو عَوانة -من طريق إبراهيم بن مرزوق عنه-، ومسعر.
والوجه الصحيح عن أبي عَوانة هو الوجه الثاني، فقد رواه عنه إبراهيم بن مرزوق البصري، وهو ثقةٌ عمي قبل موته، فكان يخطئ، ولا يرجع
(3)
، وقد تابع أبا عَوانه على هذا الوجه مسعرُ بنُ كِدَام، وهو: ثقةٌ ثبتٌ فاضلٌ
(4)
.
أما الوجه الأول فقد تفرد به يحيى بن حماد عن أبي عَوانة.
وبهذا يتبين رجحان الوجه الثاني، فالحديث لا يصح إلا موقوفًا على سعدٍ رضي الله عنه قال البزار:«هذا الحديث هو عند الثقات موقوفٌ، ولم نسمع أحدًا أسنده إلا حاتم، عن يحيى بن حماد، عن أبي عَوانة»
(5)
، وقال الدارقطني:«والموقوف أصح»
(6)
، وقال أيضًا:«تفرد به يحيى بن حماد، عن أبي عَوانة، عن عبد الملك، عنه مرفوعًا»
(7)
، وقد صرح عبد الملك بن عمير بالتحديث عند أبي عوانة.
(1)
الترغيب والترهيب 2/ 179.
(2)
مجمع الزوائد 5/ 268.
(3)
التقريب (248).
(4)
التقريب (6605).
(5)
مسند البزار 3/ 346.
(6)
العلل 4/ 327.
(7)
أطراف الغرائب والأفراد 2/ 328 ح (500).
52 -
قال البيهقي
(1)
: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، نا أبو جعفر محمد ابن علي بن دحيم الشيباني، أنا أحمد بن عبيد بن إسحاق بن مبارك العطار، نا أبي، حدثني قيس، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «علموا أبناءكم السباحة، والرمي، والمرأة المغزل» .
• رواة الحديث:
1 -
أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي: القاضي الحِيْري، الإمام العالم المحدث، مسند خراسان، قال السمعاني:«هو ثقةٌ في الحديث»
(2)
.
2 -
أبو جعفر محمد بن علي بن دُحيم الشيباني: الشيخ الثقة، المسند الفاضل، محدث الكوفة
(3)
.
3 -
أحمد بن عبيد بن إسحاق بن مبارك العطار: لم أتبين حاله، وقد ترجم له أبو أحمد الحاكم، فقال:«سمع أبا عون جعفر بن عوف العمري، وأباه أبا عبد الرحمن عبيد بن إسحاق الكوفي»
(4)
.
4 -
أبوه: هو عبيد بن إسحاق العطار، قال يحيى بن معين:«كذاب، وكان صديقًا لي» ، قال البخاري:«عنده مناكير» ، وقال الدارقطني:«ضعيف» ، وقال ابن عدي:«عامة ما يرويه إما أن يكون منكر الإسناد، أو منكر المتن»
(5)
.
5 -
قيس: هو ابن الربيع، تقدمت ترجمته في الحديث التاسع عشر، وأنه ضعيفٌ.
(1)
شعب الإيمان 6/ 401 ح (8664).
(2)
الأنساب 2/ 202، سير أعلام النبلاء 17/ 356.
(3)
سير أعلام النبلاء 16/ 36.
(4)
الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم 2/ 191.
(5)
سؤالات ابن الجنيد (803)، ضعفاء البخاري (228)، ضعفاء الدارقطني (396)، ميزان الاعتدال 3/ 18، الكامل في الضعفاء 5/ 347.
6 -
ليث: تقدمت ترجمته في الحديث السابع والعشرين، وأنه صدوقٌ اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه فترك.
7 -
مجاهد: تقدمت ترجمته في الحديث السابع والعشرين، وأنه ثقةٌ إمامٌ في التفسير والعلم.
• تخريج الحديث:
- أخرجه الخلال
(1)
من طريق أحمد بن حنبل، عن محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهدٍ مقطوعًا بمعناه.
وقال أحمد: «كان في كتابه: عن مجاهد، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنه أبى أن يرفعه، وقال: إنه شَنِعٌ؛ يعني: ابن فضيل» .
- وأخرجه ابن عدي
(2)
، وابن الجوزي
(3)
من طريق حفص بن غياث، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا بمعناه.
• الحكم على الحديث:
- إسناده ضعيفٌ جدًّا؛ وذلك لحال عبيد العطار، وقيس بن الربيع، وليث بن أبي سليم، وقد اختلف في الحديث عن مجاهد على ثلاثة وجوه:
1 -
مجاهد، عن ابن عمر، مرفوعًا.
وهذا يرويه ليث بن أبي سليم من رواية قيس بن الربيع عنه.
2 -
مجاهد مقطوعًا، أو مرسلًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا يرويه ليث بن أبي سليم من رواية محمد بن فضيل عنه.
3 -
مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا.
وهذا يرويه حفص بن غياث.
وهذه الوجوه كلها لا يصح منها شيء.
(1)
المنتخب من العلل للخلال، لابن قدامة (13).
(2)
الكامل 2/ 152.
(3)
الموضوعات 2/ 268.
أما الوجه الأول فقد سبق بيان ضعفه.
وأما الوجه الثاني ففيه ليث بن أبي سليم أيضًا.
وأما الوجه الثالث ففي إسناده الراوي عن حفص، هو جعفر بن نصر، قال عنه ابن عدي:«حدث عن الثقات بالبواطيل، وليس بالمعروف»
(1)
، وقال ابن حبان:«يروي عن الثقات ما لم يحدثوا به»
(2)
.
53 -
قال أبو نعيم
(3)
: حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أحمد بن حماد بن سفيان، ثنا عمرو بن عثمان الحمصي، ثنا بن عياش، عن سُليم بن عمرو الأنصاري، عن عم أبيه، عن بكر بن عبد الله بن ربيع الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «علموا أبناءكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمن في بيتها المغزل، وإذا دعاك أبواك فأجب أمك» .
• رواة الحديث:
1 -
أبو بكر الطلحي: هو عبد الله بن يحيى بن معاوية، أبو بكر التيمي الطلحي الكوفي، وثقه الحافظ محمد بن أحمد بن حماد
(4)
.
2 -
أحمد بن حماد بن سفيان: أبو عبد الرحمن الكوفي القرشي مولاهم، قال الدارقطني:«لا بأس به» ، وقال الخطيب:«كان ثقةً»
(5)
.
3 -
عمرو بن عثمان الحمصي: عمرو بن عثمان بن سعيد القرشي، مولاهم، أبو حفص، وثقه أبو داود، والنسائي، وأبو علي الجياني وغيرهم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم:«صدوقٌ» ، وبمثله قال الحافظ ابن حجر.
(1)
الكاشف 2/ 211.
(2)
الكامل 2/ 152.
(3)
المجروحين 1/ 250.
(4)
معرفة الصحابة 1/ 440 ح (1276).
(5)
تاريخ الإسلام للإمام الذهبي 26/ 210.
سؤالات الحاكم للدارقطني (30) تاريخ بغداد 4/ 124
قلت: هو إلى التوثيق أقرب؛ إذ من ضمن الموثقين إمامان جليلان هما أبو داود والنسائي، ولم يذكره أحدٌ بجرح
(1)
.
4 -
ابن عياش: لم يتميز لي، هل هو علي، أم إسماعيل؟
فقد ذكره الذهبي في الميزان
(2)
، وفي المغني
(3)
، وتبعه ابن حجر في اللسان
(4)
باسم علي، وذكره ابن حجر في الإصابة
(5)
باسم إسماعيل؛ ولذا سأترجم لكلا الراويين:
- علي بن عياش: ابن مسلم الألهاني، أبو الحسن الحمصي، ثقةٌ ثبتٌ
(6)
.
- إسماعيل بن عياش: تقدمت ترجمته في الحديث السادس وأن روايته عن أهل بلده الشام لا بأس بها، وأنه مخلط في الرواية عن غيرهم.
5 -
سُليم بن عمرو الأنصاري: شاميٌّ، قال الذهبي:«روى عنه علي بن عياش خبرًا باطلًا، وليس هذا بمعرف» ، ثم ذكر حديث الباب، وتبعه على هذا ابن حجر في اللسان
(7)
.
6 -
عم أبيه: هكذا، ولم أتبينه، ومثله في الميزان
(8)
، وقد جاء في اللسان
(9)
: «عن أبيه» ، وكذا لم أعرفه، وفي الإصابة
(10)
بإسقاطه كله.
7 -
بكر بن عبد الله بن ربيع الأنصاري: ذكره في الصحابة ابن منده
(11)
،
(1)
الجرح والتعديل 6/ 249، ثقات ابن حبان 8/ 488، شيوخ أبي داود للجياني ص 121، المعجم المشتمل ص 205، تهذيب الكمال 22/ 144، تذكرة الحفاظ 2/ 509، الكاشف 2/ 336، تهذيب التهذيب 3/ 291، التقريب (5073).
(2)
2/ 231.
(3)
1/ 285.
(4)
3/ 112.
(5)
1/ 325.
(6)
تهذيب الكمال 21/ 81، التقريب (4779).
(7)
ميزان الاعتدال 2/ 231، لسان الميزان 3/ 112.
(8)
2/ 231.
(9)
3/ 112.
(10)
1/ 325.
(11)
عزاه إليه ابن حجر في الإصابة 1/ 325.
وأبو نعيم
(1)
، وابن الأثير
(2)
، والذهبي
(3)
، وابن حجر
(4)
، ولا يذكرون له إلا هذا الحديث.
• تخريج الحديث:
عزاه ابن الأثير
(5)
، والسيوطي
(6)
لابن منده، وزاد ابن الأثير عزوه لأبي موسى المديني.
• الحكم على الحديث:
- إسناده ضعيفٌ؛ وقد سبق ذكر وصف الذهبي للحديث بالبطلان، وقد قال في موضع آخر:«منكر بإسناد واه»
(7)
، وذلك لجهالة سُليم بن عمرو، كما أن بكرًا غيرُ مجزوم بصحبته؛ إذ لا يعرف إلا بهذا الحديث الضعيف، وهذا يغلِّب الظن أن الحديث مرسل؛ ولذا قال الحافظ:«ولم يذكر بكر أنه سمعه، فأخشى أن يكون مرسلًا»
(8)
.
هذا وقد ذكر الحافظ ابن حجر له علة أخرى، فقال:«وإسماعيل يُضعَّف في غير أهل بلده، وهذا منه»
(9)
.
وقد سبق ذكر من روى عنه إسماعيل، وأنه سُليم بن عمرو، وأنه شاميٌّ، وممن ذكره الحافظ نفسُه في اللسان كما سبق، فانتفى إعلاله بهذه العلة.
54 -
قال ابن حبان في ترجمة أبي العَطُوف الجراح ابن منهال
(10)
: هو الذي روى عن ابن شهاب، عن أبي سُليم مولى أبي رافع، عن أبي رافع قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من حق الولد على الوالد أن يعلمه كتاب الله عز وجل ،
(1)
معرفة الصحابة 1/ 440.
(2)
أسد الغابة 1/ 303.
(3)
تجريد أسماء الصحابة 1/ 56.
(4)
الإصابة 1/ 325.
(5)
أسد الغابة 1/ 303.
(6)
الدر المنثور 7/ 164.
(7)
تجريد أسماء الصحابة 1/ 56.
(8)
الإصابة 1/ 325.
(9)
المرجع السابق.
(10)
المجروحين لابن حبان 1/ 256.
والسباحة، والرمي» حدثناه أبو عروبة، ثنا المغيرة ابن عبد الرحمن الحراني، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، ثنا الجراح بن منهال، عن ابن شهاب.
• رواة الحديث:
1 -
أبو عروبة: الحسين بن محمد بن حماد السُّلَمي الجزري الحراني، الإمام الحافظ، المعمر الصادق، صاحب التصانيف، قال أبو أحمد الحاكم:«كان من أثبت من أدركناه، وأحسنهم حفظًا، يرجع إلى حسن المعرفة بالحديث، والفقه، والكلام» ، وقال الخليلي:«ثقةٌ حافظٌ مشارٌ إليه»
(1)
.
2 -
المغيرة بن عبد الرحمن الحراني: ابن عون بن حبيب بن الريان الأسدي، أبو أحمد، مولى خريم بن فاتك الأسدي، ثقة
(2)
.
3 -
عثمان بن عبد الرحمن: بن مسلم الحراني، أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو هاشم، المُكْتِب المعروف بـ (الطَّرائفي) وإنما قيل له ذلك؛ لأنه كان يتتبع طرائف الحديث.
وثقه ابن معين، وقال ابن شاهين:«ثقة، ثقة، إلا أنه كان يروي عن الضعاف والأقوياء» ، وقال أبو حاتم:«صدوق» ، وأنكر على البخاري إدخاله في الضعفاء، وقال:«يحول منه» ، وقال:«يروي عن الضعفاء، يشبَّه ببقية في روايته عن الضعفاء» .
وقال أحمد: «لا أجيزه» ، وقال البخاري:«يروي عن قوم ضعاف» ، وقال ابن حبان: «يروي عن قوم ضعافٍ أشياءَ يدلسها عن الثقات، حتى إذا سمعها المستمع لم يشك في وضعها، فلما كثر ذلك في أخباره ألزقت به تلك الموضوعات، وحمل عليه الناس في الجرح، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلها على حالة من الأحوال، لما غلب عليه من المناكير عن
(1)
سير أعلام النبلاء 14/ 510، الإرشاد 1/ 458.
(2)
تهذيب الكمال 28/ 390، التقريب (6846).
المشاهير، والموضوعات عن الثقات»، وقال أبو أحمد الحاكم:«يروي عن قوم ضعاف، حديثه ليس بالقائم» ، وقال ابن نمير:«كذاب» .
قال الذهبي: «أحد علماء الحديث بحران
…
لا بأس به في نفسه، وأما ابن حبان فإنه يقعقع كعادته، ثم ذكر كلامه السابق، ثم قال: لم يرو ابن حبان في ترجمته شيئًا، ولو كان عنده له شيءٌ موضوعٌ لأسرع بإحضاره، وما علمت أن أحدًا قال في عثمان بن عبد الرحمن هذا: إنه يدلس عن الهلكي، إنما قالوا: يأتي عنهم بمناكير
…
وكذا أسرف فيه محمد بن عبد الله بن نمير، فقال: كذاب»
ولخص ابن حجر حاله بقوله: «صدوقٌ، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضُعِّف بسبب ذلك، حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين»
(1)
.
4 -
الجراح بن المنهال: الجزري من أهل حران كنيته أبو العَطُوف، وَبِهِ يُعرف، قال ابن معين:«ليس حديثه بشيء» ، وقال ابن المديني:«ضعيفٌ، لا يكتب حديثه» ، وقال أبو حاتم:«متروك الحديث، ذاهب الحديث، لا يكتب حديثه» ، وقال ابن عدي:«ليس هو بكثير الحديث، والضعف على رواياته بيِّن؛ وذلك لأن له أحاديث عن الزهري والحكم وأبي الزبير وغيرهم، ويبين ضعفه إذا روى عن هؤلاء الثقات؛ فإنه يروي عنهم ما لا يتابعه أحدٌ عليه»
(2)
.
5 -
ابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي الزهري، أبو بكر الفقيه الحافظ، متفقٌ على جلالته وإتقانه
(3)
.
6 -
أبو سليم مولى أبي رافع: لم أعثر على ترجمته.
(1)
التاريخ الكبير 6/ 238، الجرح والتعديل 6/ 157، المجروحين 2/ 96، ثقات ابن شاهين ص 203، تهذيب الكمال 19/ 428، الميزان 3/ 45، التقريب (4494).
(2)
الجرح والتعديل 2/ 523، الكامل 2/ 160، المجروحين 1/ 255.
(3)
تهذيب الكمال 26/ 419، التقريب (6296).
• تخريج الحديث:
- أخرجه ابن الجوزي
(1)
من طريق ابن حبان به بنحوه.
- وأخرجه أبو نعيم
(2)
من طريق أبي عروبة به مطولًا، ووقع عنده سليم مولى أبي رافع.
- وأخرجه أبو نعيم
(3)
من طريق صالح بن زياد، ويزيد بن هارون، عن الجراح بن منهال به مطولًا، ووقع عنده سليم مولى أبي رافع.
- وأخرجه البيهقي
(4)
من طريق عيسى بن إبراهيم، عن الزهري به بنحوه، ووقع عنده أبو سليمان مولى أبي رافع.
• الحكم على الحديث:
- إسناده ضعيفٌ جدًّا؛ وذلك لحال الجراح بن منهال، وقد تابعه عيسى بن إبراهيم، وعيسى قال فيه البخاري:«منكر الحديث»
(5)
، وقال أبو حاتم:«متروك الحديث»
(6)
، وقد تفرد به عن الزهري، وقد ضعف الحديث الحافظ ابن حجر
(7)
.
55 -
قال الإمام مسلم
(8)
: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي علي، عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستفتح عليكم أرَضُون، ويكفيكم الله، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه» .
(1)
العلل المتناهية 2/ 522.
(2)
حلية الأولياء 1/ 184.
(3)
المرجع السابق.
(4)
السنن 10/ 15، والشعب 6/ 401 ح (8665).
(5)
التاريخ الكبير 6/ 407.
(6)
الجرح والتعديل 6/ 271.
(7)
التلخيص الحبير 4/ 166.
(8)
صحيح مسلم ح (1918).
• تخريج الحديث:
أخرجه الترمذي
(1)
من طريق صالح بن كيسان، عن رجل لم يسمه، عن عقبة به بنحوه. وزيادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأه هذه الآية على المنبر: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} قال: «ألا إن القوة الرمي» ثلاث مرات بنحوه.
• غريب الحديث:
- قوله: «يلهو بأسهمه» : أي: يلعب بنباله
(2)
.
56 -
قال الطبراني
(3)
: حدثنا بكر بن سهل، ثنا شعيب بن يحيى، عن ابن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عمرو بن عطية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الأرض ستفتح عليكم، وتكفون المؤنة، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه» .
• رواة الحديث:
1 -
بكر بن سهل: الدمياطي، أبو محمد، مولى بني هاشم، قال النسائي:«ضعيف» ، وقال الذهبي:«حمل الناس عنه، وهو مقارب الحال» ، وقال -مرة-:«متوسط»
(4)
.
2 -
شعيب بن يحيى: بن السائب التُّجيبي العِبادي، أبو يحيى المصري، صدوق
(5)
.
3 -
ابن لهيعة: هو عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي الأُعدولي، ويقال: الغافقي، أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو النضر -والأول أصح- المصري، -قاضي مصر-، اختلف فيه اختلافًا كبيرًا:
فعدله أئمة؛ فقال الليث بن سعد: «ما خلفت بعده مثله» ، وقال سفيان
(1)
جامع الترمذي ح (3083).
(2)
فيض القدير 4/ 97.
(3)
المعجم الكبير 17/ 41.
(4)
ميزان الاعتدال 1/ 345، المغني في الضعفاء للذهبي 1/ 54.
(5)
تهذيب الكمال 12/ 537، التقريب (2808).
الثوري: «عند ابن لهيعة الأصول، وعندنا الفروع» ، وكان ابن وهب إذا حدث عنه قال:«حدثني -والله- الصادق البار: عبد الله بن لهيعة» ، وأثنى عليه أحمد -مرة- وقال:«من كان بمصر يشبه ابن لهيعة، في ضبط الحديث، وكثرته، وإتقانه» ، وقد وثقه أحمد بن صالح المصري -مرة- والساجي، وذكره ابن شاهين في الثقات.
وفصل فيه آخرون؛ فقال ابن مهدي: «ما أعتد بشيء سمعته من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك» ، وقال أحمد:«سماع العبادلة عندي صالح: ابن وهب، والمقرئ، وابن المبارك» ، -ومرة- ذكر أحمد سعيد بن أبي مريم فقال:«إنه سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه» ، -ومرة- قال أحمد لقتيبة:«أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح» ، وقال ابن المبارك سنة (179 هـ):«من سمع من ابن لهيعة منذ عشرين سنة فهو صحيح» ، وقد نقله عنه أحمد، وقال ابن معين:«يكتب عنه ما كان قبل احتراق كتبه» .
وجرحه آخرون؛ فكان يحيى القطان لا يرى ابن لهيعة شيئًا، وقال ابن مهدي -مرة-:«لا أحمل عنه قليلًا ولا كثيرًا» ، وقال أحمد -مرة-، والنسائي، والفلاس:«ضعيف» ، -ومرة- قال أحمد:«ما حديث ابن لهيعة بحجة، وإني لأكتب كثيرًا مما أكتب أعتبر به، وهو يقوي بعضه بعضًا» ، وقال ابن معين -مرة-:«لا يسوى حديثه فلسًا» ، -ومرة- قال:«ليس بشيء، تغير أم لم يتغير» ، وقد نص ابن معين -مرة- وأبو حاتم، وأبو زرعة، والجوزجاني، وابن الجارود، وابن المنذر، والدارقطني بأنه لا يحتج به، وقال ابن عدي:«لين الحديث» ، وقال ابن حبان:«قد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه، فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجودًا، وما لا أصل له من رواية المتقدمين كثيرًا، فرجعت إلى الاعتبار، فرأيته كان يدلس عن أقوام ضعفى، عن أقوام رآهم ابن لهيعة ثقات، فالتزقت تلك الموضوعات به» .
أما الحافظ ابن حجر فتعددت أقواله فيه، فقال -مرة-:«لا يحتج به إذا انفرد» ، -ومرة- قال: «وابن لهيعة وإن كان ضعيفًا، فحديثه يكتب في
المتابعات، ولا سيما ما كان من رواية عبد الله بن وهب»، -ومرة- قال:«صدوقٌ، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما» .
والذي يظهر من حاله باستقراء كلام الأئمة -عليهم رحمة الله- أن ابن لهيعة رحمه الله من الضعفاء الذين إذا توبعوا فحديثهم حسن، وإن انفردوا لم يقبل حديثهم، والكلام فيه يحتمل أكثر من هذا، لكن لعل فيما سطر مقنعًا وكفاية
(1)
.
4 -
سليمان بن عبد الرحمن: ابن عيسى، ويقال: سليمان بن يسار بن عبد الرحمن، الدمشقي الكبير، أبو عمرو، ويقال: أبو عمر، خراساني الأصل حديثه في المصريين، ثقةٌ
(2)
.
5 -
القاسم بن عبد الرحمن: الشامي، أبو عبد الرحمن الدمشقي، مولى آل أبي سفيان بن حرب الأموي، اختلف فيه:
فوثقه ابن معين، والترمذي، وإبراهيم الحربي، والعجلي، ويعقوب بن سفيان، ويعقوب بن شيبة، وذكره ابن شاهين في الثقات، وقال أبو حاتم:«حديث الثقات عنه مستقيم لا بأس به، وإنما يُنْكِر عنه الضعفاء» ، وقال الجوزجاني:«كان خيارًا فاضلًا» .
وتكلم فيه شعبة، وأحمد، فمر حديث عند أحمد فيه ذكر القاسم،
(1)
التاريخ الكبير 5/ 182، الجرح والتعديل 5/ 146، تاريخ الدارمي ص 153، سؤالات ابن الجنيد ص 393، أحوال الرجال للجوزجاني ص 274، ضعفاء النسائي ص 346، ضعفاء العقيلي 2/ 293، ثقات ابن شاهين (601)، الكامل لابن عدي 4/ 1462، المجروحين لابن حبان 1/ 504، تاريخ دمشق 32/ 139 - 153، تهذيب الكمال 15/ 487، إكمال مغلطاي 8/ 145، سير أعلام النبلاء 8/ 15، الميزان 2/ 476، شرح العلل 1/ 419، فتح الباري 2/ 253، و 4/ 93، تهذيب التهذيب 5/ 374، نتائج الأفكار 1/ 325، التقريب (6563)، وللدكتور أحمد معبد دراسة جيدة لحال ابن لهيعة في حاشية النفح الشذي 2/ 794 - 863، وقد أفدت منها.
(2)
تهذيب الكمال 12/ 32، التقريب (2589)، وقد وقع في ترجمته في التقريب أنه (بصري) وهو وهم، والصواب أنه مصري.
فقال: «هو مُنْكِرٌ لأحاديثه متعجِّبٌ منها» ، قال:«وما أرى البلاء إلا من القاسم» ، وقال -مرة-:«يروي علي بن يزيد عنه أعاجيب» ، وقال ابن حبان:«كان ممن يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات، ويأتي عن الثقات بالأشياء المقلوبات، حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمِّدَ لها» .
قال فيه الذهبي: «صدوق» وقال الحافظ ابن حجر: «صدوقٌ يغرب كثيرًا» ، والأقرب قول الذهبي، فبتأمل كلام أهل العلم فيه يتبين بأن المناكير إنما تجيء من رواية الضعفاء عنه، قال ابن معين:«الثقات يروون عنه هذه الأحاديث ولا يرفعونها» ثم قال: «يجيء من المشايخ الضعفاء ما يدل حديثهم على ضعفهم» ، وبنحو كلام ابن معين كلام أبي حاتم السابق
(1)
.
6 -
عمرو بن عطية: غير منسوب، ذكره الطبراني في الصحابة، ولم يذكر له سوى هذا الحديث، وعنه نقل أبو نعيم، وابن الأثير، وابن حجر، والحديث ضعيف، ففي صحبته نظر
(2)
.
• تخريج الحديث:
- أخرجه أبو نعيم
(3)
من طريق الطبراني بلفظه.
• الحكم على الحديث:
- إسناده ضعيفٌ؛ وذلك لحال بكر بن سهل، وابن لهيعة؛ وعمرو بن عطية لم تُتَيَقَّن صحبته؛ لكن يغني عنه حديث عقبة المتقدم بنحوه.
(1)
تاريخ الدوري 2/ 481، التاريخ الأوسط 1/ 361، جامع الترمذي ح (2347 - 3195)، الجرح والتعديل 7/ 113، المعرفة والتاريخ 3/ 477، تاريخ أسماء الثقات (1150)، المجروحين 2/ 212، جامع التحصيل ص 253، تهذيب الكمال 23/ 384، الكاشف 2/ 129، تهذيب التهذيب 8/ 324، التقريب (5470).
(2)
المعجم الكبير 17/ 41، معرفة الصحابة 4/ 2035، أسد الغابة 4/ 270، الإصابة 4/ 662.
(3)
معرفة الصحابة 4/ 2035.
57 -
قال القَرَّاب
(1)
: أنبأ محمد بن الحسن
(2)
بن سليمان، أنبأ محمد بن عبد الله المَخْلَدي، ثنا أحمد بن سعيد الهمداني، أنبأ ابن وهب، عن السري بن يحيى، عن سليمان التيمي، قال:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يكون الرجل سابحًا راميًا» .
• رواية الحديث:
1 -
محمد بن الحسن بن سليمان: أبو النصر الهروي السمسار، سمع الحسين بن إدريس، وعبد الله بن عروة الفقيه، وعنه: أبو يعقوب القرَّاب، لم أتبين حاله
(3)
.
2 -
محمد بن عبد الله المَخْلَدي: أبو الحسن، محمد بن عبد الله بن محمد بن مَخْلَد الهروي المَخْلدي النيسابوري، يروي عن أبي الطاهر بن السراج، وأبي الربيع بن أخي رشدين، وأحمد بن سعيد الهمذاني وطبقتهم، روى عنه أبو عمرو الحِيري، وأبو بكر بن علي، وأبو حفص بن حمدان، وابن حبان لم أتبين حاله
(4)
.
3 -
أحمد بن سعيد الهمْداني: أبو جعفر المصري، صاحب ابن وهب، وثقه أحمد بن صالح المصري، والعجلي، وثبَّته الساجي، وقال النسائي:«ليس بالقوي» ، وقال الحافظ ابن حجر:«صدوق»
(5)
.
4 -
ابن وهب: هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي الفِهري، أبو
(1)
فضائل الرمي ح (16).
(2)
ورد اسم والد شيخ القرَّاب مرة باسم (الحسن) كما في ح (8) و (14) و (16) ومرة باسم (الحسين) كما في ح (21) و (30)، ولعل الأقرب هو الأول؛ لوروده به في تاريخ الإسلام.
(3)
تاريخ الإسلام 26/ 675.
(4)
الأنساب للسمعاني 5/ 277، الإكمال لابن ماكولا 7/ 311.
(5)
تسمية الشيوخ للنسائي (64)، ثقات العجلي 1/ 191، تهذيب الكمال 1/ 312، إكمال مغلطاي 1/ 45، ميزان الاعتدال 1/ 100، التقريب (38).