الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع ما ورد في ذم سرعة المشي
136 -
قال الدوري
(1)
: حدثنا الوليد بن سلمة قاضي الأردن، قال: حدثنا عمر بن صُهبان، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«سرعة المشي تُذْهب بهاء المؤمن» .
• رواة الحديث:
1 -
الوليد بن سلمة: الأردني الطبراني قاضي طبرية، قال أبو حاتم:«ذاهب الحديث» ، وقال دحيم:«كذاب» ، وقال ابن حبان:«كان ممن يضع الحديث على الثقات لا يجوز الاحتجاج به بحال»
(2)
.
2 -
عمر بن صُهبان: ويقال: عمر بن محمد بن صُهبان الأسلمي، أبو جعفر المدني خال إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، ضعيف
(3)
.
3 -
نافع: تقدمت ترجمته في الحديث السادس، وأنه ثقةٌ، ثبتٌ، فقيهٌ، مشهور.
• تخريج الحديث:
- أخرجه ابن حبان
(4)
، وابن عدي
(5)
، والثعلبي
(6)
من طريق الدوري به بنحوه.
(1)
تاريخ ابن معين - رواية الدوري - 3/ 256.
(2)
الجرح والتعديل 9/ 6، المجروحين 3/ 80، ميزان الاعتدال 4/ 339.
(3)
تهذيب الكمال 21/ 398، التقريب (4923).
(4)
كتاب المجروحين 2/ 82.
(5)
الكامل 7/ 77.
(6)
تفسير الثعلبي 7/ 315.
- وأخرجه ابن عدي
(1)
-ومن طريقه ابن الجوزي
(2)
- من طريق العباس بن محمد، والخطيب البغدادي
(3)
من طريق محمد بن إسحاق الصغاني.
كلاهما: (العباس، والصغاني) عن الوليد بن سلمة به بنحوه.
- وأخرجه ابن عدي
(4)
من طريق يحيى بن بشير القرقساني، عن الوليد بن سلمة، عن عمر بن صُهبان، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، به بنحوه.
- وأخرجه ابن عدي
(5)
من طريق يحيى بن بشير القرقساني، ومحمد بن أحمد بن الحجاج، عن الوليد بن سلمة، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، به بنحوه.
• الحكم على الحديث:
- إسناده ضعيفٌ جدًّا؛ وذلك لحال الوليد بن سلمة، وقد اضطرب فيه، وقد قال ابن عدي:«وهذه الأحاديث بهذه الأسانيد غير محفوظة كلها»
(6)
، وقال ابن الجوزي:«هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم »
(7)
.
* * *
137 -
قال ابن حبان
(8)
: روي عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«سرعة المشي تذهب ببهاء المؤمن» أخبرناه أحمد بن الحسين الجرادي بالموصل، قال: حدثنا يحيى بن بشير القرقساني، قال: حدثنا الوليد بن سلمة، عن ابن أبي ذئب.
(1)
الكامل 5/ 13.
(2)
العلل المتناهية 2/ 707.
(3)
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/ 394.
(4)
الكامل 5/ 13 و 7/ 77.
(5)
الكامل 7/ 78.
(6)
الكامل في الضعفاء 7/ 78.
(7)
العلل المتناهية 2/ 708.
(8)
كتاب المجروحين 3/ 80.
• رواة الحديث:
1 -
أحمد بن الحسين الجرادي: لم أقف له على ترجمة، سوى ما ذكره ابن نقطة، فقال:«أبو العباس أحمد بن الحسين الجرادي، وراق علي بن حرب، حدث عن محمد بن أحمد بن المثنى خال أبي يعلى الموصلي، وعن إسحاق بن زريق الرسعني، وأحمد بن عبيد الله العنبري، والجراح بن مخلد، وسعيد بن المغيرة الموصلي، وعلي بن حرب الطائي، وغيرهم، حدث عنه أبو بكر بن محمد بن إبراهيم بن المقرئ الأصبهاني في معجم شيوخه، وذكر أنه سمع منه بالموصل»
(1)
.
2 -
يحيى بن بشير القرقساني: هو يحيى بن محمد بن بشير، كذبه مطين، وقال الدارقطني: ثقة حافظ
(2)
.
3 -
الوليد بن سلمة: تقدمت ترجمته في الحديث السادس والثلاثين بعد المائة، وأنه كذاب.
4 -
ابن أبي ذئب: تقدمت ترجمته في الحديث التاسع والثلاثين، وأنه ثقة فقيه فاضل.
5 -
سعيد المقبري: تقدمت ترجمته في الحديث التاسع والأربعين، وأنه ثقة، تغير قبل موته بأربع سنين.
6 -
أبو سعيد: كيسان أبو سعيد المقبري المدني صاحب العباء، مولى أم شريك، ثقةٌ ثبتٌ
(3)
.
(1)
تكملة الإكمال 2/ 122.
(2)
ميزان الاعتدال 4/ 367، لسان الميزان 6/ 275، وهكذا هذه العبارة في الميزان واللسان، والموجود في سؤالات الحاكم للدارقطني (99) قول الدارقطني:«داود بن يحيى بن محمد بن بشير ثقةٌ حافظ» ، وقد أورد الدارقطني قبل ذلك في ترجمة يحيى (61) رمي مطين له بالكذب، ولم يزد عليه شيئًا.
(3)
تهذيب الكمال 24/ 241، التقريب (5676).
• تخريج الحديث:
- أخرجه ابن عدي
(1)
-ومن طريقه ابن الجوزي
(2)
- من طريق عمار بن مطر، وابن عدي
(3)
-أيضًا- من طريق صدقة أبي الليث الحصني.
كلاهما: (عمار، وأبو الليث) عن ابن أبي ذئب، به بنحوه.
- وأخرجه أبو نعيم
(4)
، والخطيب البغدادي
(5)
، والماليني
(6)
، من طريق أبي معشر، عن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
• الحكم على الحديث:
- إسناده ضعيفٌ جدًّا؛ لحال الوليد بن سلمة، وكذا باقي طرقه، وهذا بيان ضعفها:
أما طريق عمار بن مطر، ففيها عمارٌ هذا، قال الذهبي عنه:«هالك»
(7)
.
وأما طريق أبي الليث الحصني، ففيها عبد القدوس بن عبد القاهر، قال الذهبي عنه:«لا يعرف»
(8)
.
وأما طريق أبي معشر، ففيها علتان:
1 -
أبو معشر: نَجيح بن عبد الرحمن، ضعيف
(9)
.
2 -
محمد بن عبد الملك بن قريب الأصمعي، قال الخطيب:«لم أسمع له بذكر إلا في هذا الحديث»
(10)
، وهذا يدل على جهالته.
وقد قال الذهبي عن الحديث من هذه الطريق: «حديثٌ منكرٌ جدًّا»
(11)
.
(1)
الكامل 5/ 72.
(2)
العلل المتناهية 2/ 708.
(3)
الكامل 5/ 72.
(4)
حلية الأولياء 1/ 290.
(5)
تاريخ بغداد 1/ 417.
(6)
الأربعون في شيوخ الصوفية ص 27.
(7)
ميزان الاعتدال 3/ 169.
(8)
ميزان الاعتدال 2/ 643.
(9)
التقريب (7100).
(10)
تاريخ بغداد 1/ 417.
(11)
ميزان الاعتدال 3/ 632.
* * *
138 -
قال ابن بشران
(1)
: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد، ثنا محمد بن يونس، ثنا يوسف بن كامل، ثنا عبد السلام بن سليمان الأزدي، عن أبان، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سرعة المشي تذهب بماء الوجه» .
• رواة الحديث:
1 -
أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد: تقدمت ترجمته في الحديث التاسع بعد المائة، وأنه ثقة.
2 -
محمد بن يونس: بن موسى بن سليمان الكُدَيمي، أبو العباس السامي البصري، ضعيف
(2)
.
3 -
يوسف بن كامل: العطار، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا
(3)
.
4 -
عبد السلام بن سليمان الأزدي
(4)
: أبو همام العبدي، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في التاريخ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
5 -
أبان: بن أبي عياش، واسمه فيروز، ويقال: دينار مولى عبد القيس العبدي، أبو إسماعيل البصري، متروك
(5)
.
• تخريج الحديث:
- أخرجه الخطيب البغدادي
(6)
من طريق أبي سهل القطان به بلفظه.
(1)
الأمالي 2/ 157 ح (1258).
(2)
تهذيب الكمال 27/ 66، التقريب (6149).
(3)
الجرح والتعديل 9/ 228، الثقات 9/ 280.
(4)
التاريخ الكبير 6/ 66، الجرح والتعديل 6/ 46، الثقات 7/ 128.
(5)
تهذيب الكمال 2/ 19 التقريب (142).
(6)
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/ 152.
• الحكم على الحديث:
- إسناده ضعيفٌ جدًّا؛ وذلك لحال الكديمي، وأبان.
* * *
139 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن» .
لم أقف عليه، وقد عزاه السيوطي
(1)
إلى ابن النجار.
• فقه المبحث:
تبين من خلال دراسة أحاديث ذم سرعة المشي أنه لا يصح منها شيء، وبناء عليه فيجوز الإسراع في المشي، وقد قال أبو هريرة رضي الله عنه :«ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأنما الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحدًا أسرع في مشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ كأن الأرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث»
(2)
.
ووصف مشيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: «إذا مشى تكفأ تكفؤًا
(3)
كأنما انحط من صبب
(4)
»
(5)
.
وقال أنس رضي الله عنه : «إذا مشى تكفأ»
(6)
.
قال ابن القيم: «هي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة، وهي أعدل
(1)
الدر المنثور 6/ 272.
(2)
أخرجه الترمذي ح (3648)، وأحمد 14/ 285، وابن حبان 14/ 215.
(3)
قال النووي في شرح مسلم 15/ 86: «قال شمر: أي: مال يمينًا وشمالًا كما تكفأ السفينة، قال الأزهري: هذا خطأ؛ لأن هذا صفة المختال، وإنما معناه أن يميل إلى سمته وقصد مشيه، كما قال: كأنما ينحط في صبب. قال القاضي: لا بُعد فيما قاله شمر، إذا كان خلقة وجبلة، والمذموم منه ما كان مستعملًا مقصودًا» .
(4)
قال في النهاية 3/ 7: «صبب؛ أي: موضع منحدر» .
(5)
أخرجه الترمذي ح (3637)، وأحمد 2/ 143، وابن حبان 14/ 215.
(6)
صحيح مسلم ح (2330).
المشيات وأروحها للأعضاء، وأبعدها من مشية الهوج والمهانة والتماوت؛ فإن الماشي إما أن يتماوت في مشيه، ويمشي قطعة واحدة كأنه خشبة محمولة، وهي مشية مذمومة قبيحة، وإما أن يمشي بانزعاج واضطراب؛ مشي الجمل الأهوج، وهي مشية مذمومة أيضًا، وهي دالة على خفة عقل صاحبها، ولا سيما إن كان يكثر الالتفات حال مشيه يمينًا وشمالًا، وإما أن يمشي هونًا، وهي مشية عباد الرحمن كما وصفهما بها في كتابه فقال:{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63]. قال غير واحد من السلف: بسكينة ووقار من غير تكبر ولا تماوت، وهي مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه مع هذه المشية كان كأنما ينحط من صبب، وكأنما الأرض تطوي له حتى كان الماشي معه يجهد نفسه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
غير مكترث، وهذا يدل على أمرين؛ أن مشيته لم تكن مشية بتماوت ولا بمهانة بل مشية أعدل المشيات»
(1)
.
وعلى ما ذكر ابن القيم يحمل قوله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} [لقمان: 19].
قال القرطبي: «القصد: ما بين الإسراع والبطء؛ أي: لا تدب دبيب المتماوتين، ولا تثب وثب الشطار»
(2)
.
(1)
زاد المعاد 1/ 161.
(2)
تفسير القرطبي 14/ 71.