المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ القسم الثاني والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ٩

[سعود بن عيد الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌ القسم الواحد والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن قيس، أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن نعيمان رضي الله عنه، وهو المعروف بالحمار

- ‌ القسم الرابع والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن نهم، ذي البجادين رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن هشام زهرة التيمي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن هلال الأنصاري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن ياسر العنسي، أخي عمار(1)رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثامن والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن يزيد الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع والأربعون ومئة: ما ورد فضائل عبد الله بن يزيد الخطمي - رضى الله عنه

- ‌ القسم الخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي رضي الله عنهما

- ‌ القسم الواحد والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عبيد بن سليم أبي عامر الأشعري رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عتبة بن فرقد بن يربوع السلمي(1)- رضى الله عنه

- ‌ القسم الثالث والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عثمان بن أبي العاص التقفي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عن عثمان بن عامر، والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما

- ‌ القسم الخامس والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عثمان بن مظعون الجمحي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عروة بن الجعد البارقي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع والخمسون ومئة: ما ورد فضائل عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عقيل بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عكاشة(1)بن محصن(2)الأسدي رضي الله عنه

- ‌ القسم الستون ومئة: ما ورد في فضائل عكرمة بن أبي جهل بن هشام المخزومي رضي الله عنه

- ‌ القسم الواحد والستون ومئة: ما ورد في فضائل علقمة بن الحارث، أبي أوفى الأسلمي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والستون ومئة: ما ورد في فضائل علي بن شيبان اليمامي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمار بن ياسر بن عامر العَنْسي رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن أخطب، أبي زيد الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن تغلب النمري رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن ثابت بن وقش الأنصاري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن ثعلبة الجهني الزهري رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن الجموح رضي الله عنه، وهو من أهل أحد

- ‌ القسم التاسع والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن حريث بن عمرو بن القرشي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم السبعون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن الحمق(1)الخزاعي رضي الله عنه

- ‌ القسم الواحد والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن العاص القرشي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل عمران بن حصين الخزاعي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل عمير بن الحُمام(1)الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والسبعون ومئة: ما ورد فضائل عمير بن عدي بن خرشة الأنصاري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل عويمر بن قيس، أبي الدرداء الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل عياش بن أبي ربيعة القرشي المخزومي رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل فرات بن حيان اليشكري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل فريك(1)بن عمرو السلاماني رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل الفضل بن العباس القرشي الهاشمي رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قتادة بن ملحان القيسي رضي الله عنه

- ‌ القسم الواحد والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قتادة بن النعمان الأوسي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قثم(1)بن العباس القرشي الهاشمي رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثالث والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قُرّة بن إياس المزني(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قرة بن هبيرة بن عامر القشيري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قيس بن عاصم المنقري رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل كعب بن عاصم الأشعري، أبي مالك المصري رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل كعب بن عمرو، أبي اليسر(1)الخزرجي رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم التسعون ومئة: ما ورد في فضائل كلثوم بن الهدم(1)، ويقال: كرز بن زهدم رضي الله عنه

- ‌ القسم الواحد والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل لقيط بن صبرة السكوني(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل لقيط بن عامر بن المنتفق العقيلي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل لاحق بن مالك أبي عقيل المُليلي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والتسعون ومئة: ما ورد في فضل مأبور القبطي، قريب مارية رضي الله عنهما

- ‌ القسم الخامس والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل ماعز بن مالك الأسلمي رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل مالك بن التيهان(1)الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل مالك بن سنان الجدري، والد أبي سعيد رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل مالك بن عمير السلمي الشاعر(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل مالك بن قيس الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم المتمم للمئتين: ما ورد في فضائل محمد بن حاطب بن الحارث القرشي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الواحد ومئتان: ما ورد في فضائل محمد بن فضالة بن أنس الأنصاري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني ومئتان: ما ورد في فضائل محمد بن مسلمة الأنصاري الأوسي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث ومئتان: ما ورد في فضائل مدلوك، أبي سفيان(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع ومئتان: ما ورد في فضائل مسلم بن الحارث بن بدل التميمي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس ومئتان: ما ورد في فضائل مصعب بن عمير القرشي رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس ومئتان: ما ورد في فضائل مطر بن هلال، من بني صباح بن لكيز بن أفصى رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع ومئتان: ما ورد في فضائل معاذ بن جبل الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن ومئتان: ما ورد في فضائل معاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله عنه…وهو من أهل العقبة، وممن شهد بدرا

- ‌ القسم التاسع ومئتان: ما ورد في فضائل معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي رضي الله عنهما

- ‌ القسم العاشر ومئتان: ما ورد في فضائل معاوية بن معاوية الليثي المزني رضي الله عنه

- ‌ القسم الحادي عشر ومئتان: ما ورد في فضائل معبد بن أكثم الخزاعي الكعبي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني عشر ومئتان: ما ورد في فضائل المغيرة بن الحارث، أبي سفيان(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث عشر ومئتان: ما ورد في فضائل المغيرة بن شعبة الثقفي رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع عشر ومئتان: ما ورد في فضائل المقداد بن الأسود الكندي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس عشر ومئتان: ما ورد في فضائل المنذر بن ساوي(1)رضي الله عنه

- ‌القسم السادس عشر ومئتان: ما ورد في فضائل المنذر بن عائذ العصري، المعروف بأشج عبد القيس رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع عشر ومئتان: ما ورد في فضائل نافع أبي طيبة الحجام(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن عشر ومئتان: ما ورد في فضائل نبيشة الخير الهذلي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع عشر ومئتان: ما ورد في فضائل نفيع بن الحارث الثقفي، أبي بكرة رضي الله عنه

- ‌ القسم العشرون ومئتان: ما ورد في فضائل نُقَادة بن عبيد الله الأسدي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الحادي والعشرون ومئتان: ما ورد في فضائل نهيك بن عاصم بن المنتفق رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والعشرون ومئتان: ما ورد في فضائل هالة بن أبي هالة التميمي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث والعشرون ومئتان: ما ورد في فضائل هانئ بن مالك، أبي مالك الهمداني(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والعشرون ومئتان: ما ورد في فضائل الهرماس بن زياد الباهلي رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس والعشرون ومئتان: ما ورد في فضائل هشام بن العاص السهمي، أخي عمرو رضي الله عنه

الفصل: ‌ القسم الثاني والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه

*‌

‌ القسم الثاني والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه

-

1568 -

[1] عن علقمة قال: كنا بحمص، فقرأ ابن مسعود سورة: يوسف

وفيه: فقال ابن مسعود: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أحْسَنْت).

هذا حديث يرويه سليمان بن مهران الأعمش عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن علقمة بن قيس النخعي عن عبد الله بن مسعود، ورواه عن الأعمش جماعة.

فرواه: البخاري

(1)

- وهذا مختصر من لفظه -، عن محمد بن كثير عن سفيان (يعني: الثوري)، ورواه: مسلم

(2)

عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير، ثم ساقه

(3)

عن إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم، كلاهما عن عيسى بن يونس، ورواه: الإمام أحمد

(4)

عن ابن نمير

(5)

ويعلى

(6)

، ورواه: الطبراني في المعجم الكبير

(7)

عن إسحاق بن إبراهيم (هو: الدبري) عن

(1)

في (كتاب: فضائل القرآن، باب: القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) 8/ 662 ورقمه / 5001.

(2)

في (باب: فضل استماع القرآن، من كتاب: صلاة المسافرين) 1/ 551 ورقمه/ 801.

(3)

(1/ 552).

(4)

(7/ 130 - 131) و رقمه / 4033، بنحوه.

(5)

ورواه: الشاشي في مسنده (1/ 364) ورقمه/ 354 عن الحسن بن علي العامري عن ابن نمير به.

(6)

ورواه من طريق يعلى - أيضًا -: البيهقي في السنن الكبرى (8/ 315).

(7)

(9/ 344) ورقمه / 9712.

ص: 32

عبد الرزاق

(1)

عن ابن عيينة

(2)

، ستتهم عنه به

ولمسلم في حديث ابن أبي شيبة: عن علقمة عن عبد الله قال: (كنت بحمص، فقال لي بعض القوم: اقرأ علينا، فقرأت عليهم سورة يوسف

وفيه: لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: "أحسنت"). وهذه الرواية تقتضي أن علقمة بن قيس لم يحضر القصة، وإنما نقلها عن ابن مسعود رضي الله عنه، وظاهر رواية البخاري - ومن وافقه - المتقدمة أن علقمة حضر القصة، وهذان الأمران لا تأثير لهما في صحة الرواية - والله أعلم -.

ومحمد بن كثير - شيخ البخاري - هو: العبدي. وجرير - في إسناد مسلم - هو: ابن عبد الحميد. وابن نمير - أحد شيخي الإمام أحمد - هو: عبد الله. ويعلى هو: ابن عبيد.

1569 -

[2] عنْ أبِي سَعيد الخُدْرِيّ - رضى الله تعالى عنهُ - قال: خَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحىً - أَوْ فطْرٍ - إلى المُصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَوَعَظَ النَّاسَ، وأمَرَهُمْ بالصَّدَقَة. فقال:(أيُّهَا النَّاس، تَصَدَّقُوا). فَمَرَّ عَلَى النِّسَاء، فقال:(يَا مَعْشَرَ النِّسَاء تَصَدَّقْنَ؛ فَإنِّي رَأيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ) فَقُلْنَ: وَبِمَ ذلكَ، يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال:(تُكْثرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشيْرَ. مَا رَأيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ، وَدِيْنٍ أذْهَبَ للُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إحْدَاكُنَّ، يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ). ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلمَّا صَارَ

(1)

والحديث في مصنفه (9/ 231) ورقمه: 17041.

(2)

وعن ابن عيينة رواه - كذلك -: الحميدي في مسنده (1/ 62) ورقمه/ 112.

ص: 33

إلى مَنْزِلِه جَاءتْ زَيْنَبُ امْرَأةُ ابنِ مَسْعُود تسْتأذنُ عليهِ. فَقِيلَ: يَا رَسُوْلَ الله، هذهَ زَيْنَبُ. فقالَ:(أيُّ الزَّيَانبِ)؟ فَقِيلَ، امرأةُ ابنِ مَسْعُودٍ. قال:(نَعَمْ ائْذَنُوا لَهَا). فَأُذِنَ لَهَا. قَالتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَ اليَوْمَ بِالصَّدَقَةِ، وَكانَ عنْدِي حُلِيٌّ لِي، فأرَدْتُ أنْ أَتَصَدَّقَ به، فَزَعَمَ ابنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ وَوَلَدَهُ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقتُ به عَلَيْهِمْ! فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:(صَدَقَ ابنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكَ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ).

هذا الحديث رواه: البخاري

(1)

، والبزار

(2)

عن محمد بن مسكين وعبد اللّه بن أحمد بن شبويه، كلاهما عن سعيد بن أبي مريم

(3)

عن محمد بن جعفر عن زيد بن أسلم عن عياض

(4)

بن عبد الله عن أبي سعيد به

واللفظ حديث البخاري، وللبزار نحوه. وقال البزار عقبه:(لا نعلمه عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد. ولا نعلم رواه هكذا إلا محمد بن جعفر) اهـ. والحديث أورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(5)

، وقال - وقد عزاه إلى البزار -:(ورجاله ثقات) اهـ، فاته أن الحديث ما ليس من الزوائد على

(1)

في (باب: الزكاة على الأقارب، من كتاب: الزكاة) 3/ 381 ورقمه / 1462.

(2)

كما في: كشف الأستار (1/ 450 - 451) ورقمه /950.

(3)

وقع في المطبوع من كشف الأستار: (سعيد بن عبد الحكم)، والصواب: ابن الحكم. وهو: سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبى مريم. وروى حديثه - أيضًا -: أبو عبيد في الأموال (ص / 520) ورقمه / 1877، وابن منده في الإيمان (2/ 680 - 681) ورقمه / 674 من طرق عن يحيى بن أيوب، كلاهما عن ابن أبى مريم به

قال ابن منده: (رواه عيسى بن ميناء عن محمد بن جعفر) اهـ.

(4)

وقع في المطبوع من كشف الأستار: (أبى عياض)، وهو تحريف.

(5)

(3/ 118 - 119).

ص: 34

الكتب الستة، وللحديث طرق كثيرة لم أر فيها الشاهد الذي ذكرت الحديث هنا من أجله - والله تعالى الموفق -.

1570 -

1572 - [3 - 5] عن عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بين أبي بكر، وعمر، وعبد الله يصلي، فافتتح سورة النساء، فسنح

(1)

لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منْ أحبَّ أنْ يقرأَ القرآنَ غضًّا

(2)

كمَا أُنزِلَ فَليَقْرَأهُ قِراءَةَ ابنِ أمِّ عَبْد). ثم سأل، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(سَلْ تُعْطه، سَلْ تُعْطَه).

فأتى عمر عبد الله ليبشره، فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه، فقال: إن فعلت، إنك لسباق بالخير.

رواه: الترمذي

(3)

عن محمود بن غيلان، ورواه: ابن ماجه

(4)

عن الحسن بن علي الخلال،

(1)

أي: عرض. - انظر: النهاية (باب: النون مع السين) 2/ 407.

(2)

وسيأتي في حديث عمر: (رطبا)، وفي حديث أبي هريرة:(غريضا)، وكلها بمعنى واحد.

- انظر: المجموع المغيث (ومن باب: الغين مع الضاد) 2/ 566، والنهاية (باب: الغين مع الراء) 3/ 360.

(3)

في (كتاب: الصلاة، باب: ما ذكر في الثناء على الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء) 2/ 488 ورقمه/ 593، بقوله:(سل تعطه)، مختصرًا.

(4)

المقدمة (فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه -) 1/ 49 ورقمه/ 138، بالقراءة، مختصرًا.

ص: 35

ورواه: الإمام أحمد

(1)

، ورواه: البزار

(2)

عن شعيب بن أيوب، ورواه: أبو يعلى

(3)

عن أبي كريب - وهذا لفظه -، خمستهم عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عنه به

وهو في رواية البزار من طريق ابن مسعود عن أبي بكر وعمر، أنهما بشراه

فذكر الحديث مرة بطرفه الأول، ومرة بطرفه الآخر، وقال:(وهذا الحديث قد رواه زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله، ولم يقل عن أبي بكر وعمر، ولا نعلم أحدًا رواه هكذا إلا يحيى بن آدم عن أبي بكر).

وقال في الموضع الثاني: (وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده عن أبي بكر إلا يحيى بن آدم - ويحيى ثقة - عن أبي بكر بن عياش - وأبو بكر لم يكن بالحافظ - ولكن قد حدث عنه أهل العلم، واحتملوا حديثه، وزاد في هذا الحديث؛ لأن زائدة قال: عن عاصم عن زر عن عبد الله، ولم يقل عن أبي بكر وعمر، والزيادة لمن زاد في هذا الحديث إذا كان حافظا. وأرجو أن يكون الحديث صحيحًا؛ لأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قد كانا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت، فاختصره أبو بكر بن عياش) اهـ.

(1)

(1/ 211) ورقمه / 35، وهو في الفضائل له (2/ 844) ورقمه / 1554، إلا أنه سقط من سنده فيه: يحيى بن آدم - ومن طريقه: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 15/ 542) ورقمه / 7066 - ، بالقراءة، مختصرًا.

(2)

(1/ 65 - 66) ورقمه / 12 - 13، و (1/ 205 - 206) ورقمه / 12 م.

(3)

(1/ 26 - 27) ورقمه / 17، و (8/ 472 - 473) ورقمه / 5059، بنحوه.

ومن طريقه رواه: الضياء في المختارة (1/ 13 - 14) ورقمه / 13.

ص: 36

ورجالهم جميعًا ثقات رجال الشيخين، عدا عاصم - وهو: ابن بهدلة - حسن الحديث. وعدا شعيب بن أيوب - شيخ البزار، وأحد رواته عن يحيى بن أيوب - وهو صدوق

(1)

، لكنه يدلس

(2)

، وانتفت شبهة تدليسه بتصريحه بالتحديث، فطريقه حسنة، وبهذا حكم عليها: الهيثمي في مجمع الزوائد

(3)

.

وخالفه الجماعة من أصحاب يحيى بن آدم فرووه عنه به عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مر

)، وقال بعضهم: عن ابن مسعود أن أبا بكر، وعمر بشراه.

ورواه: الإمام أحمد

(4)

، ورواه: الطبراني في الكبير

(5)

عن محمد بن النضر الأزدي، كلاهما عن معاوية بن عمرو

(6)

، ورواه: أبو يعلى

(7)

عن أبي كريب محمد بن العلاء، ورواه: البزار

(8)

عن بشر بن خالد العسكري، كلاهما (أبو كريب، وبشر)، عن حسين بن علي الجعفي، كلاهما

(1)

انظر: تأريخ بغداد (9/ 244) ت / 4818، وتهذيب الكمال (12/ 505) ت / 2743، والتقريب (ص 436) ت /2809.

(2)

انظر: الثقات لابن حبان (8/ 309)، وتعريف أهل التقديس (ص / 38) ت / 72.

(3)

(9/ 287 - 288).

(4)

(7/ 287 - 288) ورقمه /4255، و (7/ 360) ورقمه / 4341، بنحوه.

(5)

(9/ 68) ورقمه / 8417.

(6)

وعن معاوية بن عمرو رواه - أيضًا - ة ابن أبى شيبة في المصنف (7/ 184) ورقمه / 10 - ومن طريقه: ابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 320) -.

(7)

(1/ 26) ورقمه / 16، و (8/ 471 - 472) ورقمه / 5058.

(8)

(5/ 225) ورقمه / 1831.

ص: 37

(معاوية، وحسين) عن زائدة (وهو: ابن قدامة)، ورواه: الإمام أحمد

(1)

عن عفان (يعني الصفار) عن حماد (وهو: ابن سلمة

(2)

)، كلاهما (زائدة، وحماد) عن عاصم به. ورواه حماد - مرة - عن عاصم عن زر مرسلا

(3)

، وهو صحيح عن عبد الله

(4)

.

ورواه: البزار

(5)

عن أحمد بن مالك القشيري عن المفضل بن محمد الكوفي عن الأعمش وإبراهيم والمغيرة، ورواه: الطبراني في الكبير

(6)

عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن فرات بن محبوب عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش - وحده -، ورواه: الطبراني

(7)

- أيضًا - عن أحمد بن عمرو البزار بسنده المتقدم عن إبراهيم بن مهاجر - وحده -، ورواه

(8)

- مرة - بسنده عن شعبة عن إبراهيم بن مهاجر، ثلاثتهم عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به، بلفظ: (قال عبد الله: استقرأني رسول الله - صلى الله

(1)

(7/ 359 - 360) ورقمه / 4340، بنحوه.

(2)

ورواه: يعقوب بن شيبة في المعرفة (2/ 538)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 5/ 303 ورقمه / 1970)، بسنديهما عن الحجاج بن منهال.

ورواه - أيضًا -: الشاشي في مسنده (2/ 124) ورقمه / 661 بسنده عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة به.

(3)

ذكر هذه الرواية: الدارقطني في العلل (1/ 183).

(4)

قاله الدارقطني في الموضع المتقدم نفسه من العلل.

(5)

(4/ 322 - 323) ورقمه / 1510، و (4/ 346 - 347) ورقمه / 1543 بالإسناد نفسه، إلا أنه قال فيه: عن إبراهيم بن مهاجر، وغيره.

(6)

(9/ 71) ورقمه / 8423.

(7)

(9/ 81) ورقمه / 8463.

(8)

(9/ 81 - 82) ورقمه / 8465.

ص: 38

عليه وسلم - سورة النساء - وهو على المنبر -، فقرأت حتى إذا بلغت:{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}

(1)

، قال: فاغرورقت عَيناه، وقال:(مَن سره أن يقرأ القرآنَ غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد).

وهذا لفظ البزار، وقال - عقبه -:(وهذا الحديث رواه عن الأعمش: المفضل بن محمد، وأبو الأحوص بهذا الإسناد. ورواه غيرهما عن الأعمش عن إبراهيم بن عبيدة) اهـ. وللطبراني عنه أن أبا بكر، وعمر - رضى الله عنهما - بشراه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من سره أن يقرأ القرآن كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن مسعود). وفي إسناد البزار: أحمد بن مالك القشيري لم أعرفه. وشيخه المفضل بن محمد تركه أبو حاتم

(2)

، وقال الخطيب

(3)

: (كان علامة

موثقًا في روايته)، وذكره الذهبي في الضعفاء

(4)

، موردًا فيه قول أبي حاتم، وذكر حديثه في السير

(5)

، وقال:(مفضل تركه أبو حاتم، ومشاه غيره) اهـ. وفرات بن محبوب ترجمه ابن أبي حاتم

(6)

، وأهمله، فلم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، كسائر من لا يعرف أحوالهم، وذكره الدارقطني في العلل

(7)

عن فرات بن محبوب

(1)

من الآية: (41)، كما سورة: النساء.

(2)

كما في: الجرح والتعديل (8/ 318) ت/ 1466.

(3)

تأريخ بغداد (3/ 121) ت / 7105.

(4)

الديوان (ص/ 396) إثر الترجمة / 3223.

(5)

(1/ 481 - 480).

(6)

الجرح والتعديل (7/ 80) ت / 457.

(7)

(1/ 184).

ص: 39

عن أبي بكر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن أبي بكر، وعمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وقال:(تفرد بهذا القول: فرات بن محبوب، وكان كوفيًا، لا بأس به، إلا أنه وهم في هذا) اهـ، ولعل الوهم فيه ممن دونه، لأنه عند الطبراني - كما تقدم - من طريقه من حديث عبد الله، ولكنه لا يصح عنه - والله أعلم -

(1)

.

ورواه: الطبراني في الكبير

(2)

- مرة - بسنده عن عمرو بن مرزوق عن شعبة عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم النخعي عن ابن مسعود به، بلفظ: (من سره أن يقرأ القرآن

) الحديث، قال الطبراني:(هكذا رواه عمرو بن مرزوق، وأصحاب شعبة، ووصله سليمان بن حرب) اهـ، ثم ذكره بسنده عن سليمان بن حرب - وتقدم -، وفيه: إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، أدخل علقمة بين إبراهيم النخعي، وابن مسعود.

ورواه: الطبراني في الكبير

(3)

- مرة أخرى - عن عبد الله بن الإمام أحمد والحسن بن علي المعمري عن أبي كامل الجحدري عن المفضل بن محمد الكوفي عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم بن عبيدة عن عبد الله به، بلفظ: (من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة

(1)

والحديث عند الترمذي في جامعه (5/ 221) ورقمه/ 3024، والنسائي في سننه الكبرى (5/ 28) ورقمه/ 8076، والطبراني في الكبير (9/ 82) ورقمه / 8467 من طرق عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مختصرًا، دون الشاهد.

(2)

(9/ 81) ورقمه/ 8464.

(3)

(9/ 81) ورقمه/ 8462.

ص: 40

ابن أم عبد). قال: عن عبيدة، مكان: علقمة. وعرفت كلام أهل العلم في المفضل بن محمد، واسم أبي كامل: فضيل بن حسين.

ورواه: الإمام أحمد

(1)

عن محمد بن جعفر، وعن

(2)

يحيى (وهو: القطان)، والطبراني في الكبير

(3)

عن عثمان بن عمر الضبي عن عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم عن شعبة

(4)

، ورواه - أيضًا -: الإمام أحمد

(5)

عن حجين بن المثنى عن إسرائيل، والطبراني في الكبير

(6)

عن محمد بن عمرو بن خالد الحراني عن أبيه، وعن

(7)

عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل عن محمد بن بكار عن حديج

(8)

، كلاهما (عمرو الحراني، وحديج) عن زهير

(9)

، ورواه

(10)

- أيضًا - عن عبيد العجلي عن أبي كريب عن أبي معاوية عن

(1)

(7/ 230 - 231) ورقمه / 4165، مختصرًا، وهو في الفضائل - أيضًا - (1/ 100) ورقمه / 70.

(2)

(6/ 177 - 178) ورقمه / 3662، مختصرًا.

(3)

(9/ 67) ورقمه / 8413، مختصرًا.

(4)

وعن شعبة رواه - أيضًا -: الطيالسي في مسنده (2/ 45) ورقمه / 340 - ومن طريقه: أبو نعيم في الحلية (1/ 127)، وفي المعرفة (4/ 1770) ورقمه / 4483 - .

(5)

(6/ 346 - 347) و رقمه / 3797، مختصرًا.

(6)

(9/ 67) ورقمه / 8414، بنحوه.

(7)

(9/ 67 - 68) ورقمه / 8415، مختصرًا، ببعضه.

(8)

وهو عن حديج رواه - كذلك -: الطيالسي في مسنده (2/ 44) ورقمه / 334.

(9)

ومن طريقه رواه - أيضًا -: البيهقي في السنن الكبرى (2/ 153) بسنده عن أحمد بن عبد الملك عنه به.

(10)

(9/ 68) ورقمه / 8416، ببعضه، مختصرًا.

ص: 41

الأعمش

(1)

، أربعتهم (شعبة، وإسرائيل، وزهير، والأعمش) عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود به

وأبو إسحاق هو: السبيعي، مدلس، وصرح بالتحديث عند الطبراني بسنده عن عمرو بن خالد الحراني عن زهير - وهو: ابن معاوية - عنه. وهو مختلط - أيضًا - سمع منه شعبة قبل الاختلاط

(2)

، وسمع منه إسرائيل

(3)

- وهو: ابن يونس -، وزهير

(4)

بعد الاختلاط، ولا أدري متى سمع منه الأعمش - وهو: سليمان بن مهران -، وفي السند إليه: عبيد العجلي، ولم أعرفه. وفي أحد طريقي الطبراني إلى زهير: حديج، وهو: ابن معاوية بن حديج، وهو ضعيف

(5)

، ولكنه متابع، تابعه عمرو بن خالد الحراني، من رواية ابنه عنه، وابنه هذا لا أعرف حاله. وأبو عبيدة هو: ابن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه - كما تقدم -؛ فالإسناد: ضعيف؛ لانقطاعه، وهو حسن لغيره بمتابعاته، وشواهده.

ورواه: الطبراني في الصغير

(6)

عن أحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري عن أبي عبد الله عن أحمد بن محمد بن الأصفر عن بشر بن آدم

(1)

ورواه من طريق الأعمش - كذلك -: ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 332)، ومن طريقه - أعني: الأعمش -: النسائي في السنن الكبرى (6/ 217) ورقمه / 10705.

(2)

انظر: هدي الساري (ص/ 453)، والكواكب النيرات (ص / 351 - 352).

(3)

الكواكب النيرات (ص / 350).

(4)

الموضع المتقدم نفسه من الكواكب.

(5)

انظر: التأريخ - رواية الدوري - (2/ 103)، والضعفاء للنسائي (ص/ 165) ت/ 121، والميزان (1/ 467) ت / 1762.

(6)

(1/ 98 - 99) ورقمه/ 196.

ص: 42

- الأكبر - عن القاسم بن معن عن أبان بن تغلب عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم بن عبيدة عن ابن مسعود به، بنحو حديث علقمة المتقدم، إلا أن فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(سل تعطه). وقال: (لم يروه عن فضيل بن عمرو إلا أبان بن تغلب، ولا عن أبان بن تغلب إلا القاسم بن معن، ولا عن القاسم بن معن إلا بشر، تفرد به ابن الأصفر) اهـ. وابن الأصفر لم أقف على ترجمته، وإبراهيم بن عبيدة لم أعرفه، إلا أن يكون ابن الحارث بن المطلب، وله صحبة

(1)

، مع احتمال أن يكون متحرفًا عن: إبراهيم بن يزيد النخعى، فإن فضيلا يروي عنه

(2)

، وهو مدلس، وروايته عن ابن مسعود منقطعة

(3)

.

1573 -

[6] عن عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمر عند أبي بكر ذات ليلة، قال: وأنا معه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرجنا معه، فإذا رجل قائم يصلي في المسجد، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءته، فلما كدنا أن نعرفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(منْ سرَّهُ أنْ يقرأَ القرآنَ رَطبًا كمَا أُنزِلَ فَليَقْرَأهُ علَى قِراءَةَ ابنِ أمِّ عَبْد)، قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له:(سَلْ تُعْطَه، سلْ تُعطَه)، قال عمر: قلت: والله لأغدون إليه فلأبشرنه، قال:

(1)

انظر: الإصابة (1/ 96) ت / 405.

(2)

انظر: تهذيب الكمال (23/ 279) ت / 4762.

(3)

انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص / 8) ت/1، وتعريف أهل التقديس (ص 28) ت / 35.

ص: 43

فغدوت إليه لأبشره، فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه، فبشره، ولا والله، ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه.

رواه: الإمام أحمد

(1)

- وهذا مختصر من لفظه -، ورواه: أبو يعلى

(2)

عن أبي خيثمة، كلاهما عن محمد بن خازم

(3)

، ورواه: البزار

(4)

عن على بن المنذر، ورواه: أبو يعلى

(5)

- أيضًا - عن ابن نمير، كلاهما عن محمد بن فضيل

(6)

، ورواه: الطبراني في الكبير

(7)

عن محمد بن النضر الأزدي عن معاوية بن عمرو عن زائدة، ثلاثتهم (محمد بن خازم، وابن فضيل، وزائدة) عن الأعمش

(8)

عن خيثمة عن قيس بن مروان عنه به

ورجالهم

(1)

(1/ 308 - 309) ورقمه / 175.

(2)

(1/ 172 - 173) ورقمه / 194، بنحوه.

(3)

والحديث من طريق ابن خازم رواه - أيضًا -: ابن أبى شيبة في المصنف (2/ 280) و (10/ 520)، ومحمد بن نصر في قيام الليل (المختصر ص / 50).

(4)

(1/ 460 - 461) ورقمه / 327، مختصرًا، بقوله:(سل تعطه).

(5)

(1/ 172) ورقمه / 193 - وعنه: ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص/ 147) ورقمه / 415 - ومن طريقه - أعني: أبا يعلى - الضياء في المختارة (1/ 384) ورقمه / 267 - ، بنحو لفظ البزار.

(6)

الحديث من طريق ابن فضيل رواه - أيضًا -: النسائي في السنن الكبرى (5/ 71) ورقمه / 8255، 8257، وفي الفضائل (ص / 146) ورقمه / 151، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 157 - 158) ورقمه / 417.

(7)

(9/ 70) ورقمه / 8422 - ومن طريقه: الضياء في المختارة (1/ 384 - 385) ورقمه / 268 - ، وشيخه محمد بن النضر لم أقف على ترجمة له، ولكنه متابع.

(8)

ورواه: النسائي في السنن الكبرى (5/ 71) ورقمه/ 8257، وفي الفضائل (ص / 147) ورقمه / 153، والضياء في المختارة (1/ 383 - 384) ورقمه / 265، 266، بسنديهما عن فضيل - وهو ابن عياض - عن الأعمش به. ورواه: فضيل =

ص: 44

ثقات

(1)

، ورجال الإمام أحمد رجال الشيخين عدا قيس بن مروان، وهو: قيس بن أبي قيس الكوفي، روى له النسائي

(2)

، روى عنه جماعة

(3)

، وذكره ابن حبان في الثقات

(4)

، وقال ابن حجر في تقريبه

(5)

: (صدوق)، والحديث صححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على جامع الترمذي

(6)

، والصواب أنه حديث حسن؛ لما تقدم.

وأبو خيثمة هو: زهير بن حرب، وابن نمير هو: محمد بن عبد الله، وزائدة هو: ابن قدامة. والحديث من هذا الوجه بطرقه الآتية، وبشواهده المتقدمة: صحيح لغيره.

ورواه: الإمام أحمد

(7)

عن يحيى بن آدم عن أبي بكر، ويزيد، وعبد العزيز، ورواه - أيضًا -

(8)

،

= ابن عياض - مرة - عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وخيثمة عن قيس جميعا عن عمر. ذكره الدارقطني في الأفراد (الترتيب 1/ 140 ورقمه / 169). وقال: (غريب

لا أعلم حدث به غير محمد بن زنبور المكي عن فضيل) اهـ، وابن زنبور قال فيه الحافظ في تقريبه (ص 845) ت / 5923:(صدوق له أوهام).

(1)

انظر: مجمع الزوائد (9/ 287).

(2)

انظر ما رقم له به الحافظ في تقريبه (ص / 806) ت/ 5624.

(3)

انظر: تهذيب الكمال (24/ 79) ت / 4919.

(4)

(5/ 311).

(5)

الموضع المتقدم منه نفسه.

(6)

(1/ 174) ورقمه / 195.

(7)

(1/ 211) ورقمه / 36.

(8)

(1/ 308 - 309) ورقمه / 175. ورواه مختصرًا بالإسناد نفسه (1/ 311) ورقمه / 178، و (1/ 353 - 354) ورقمه/ 228، بقصة السمر عند أبي بكر فقط، وهو بنحوه عند الترمذي (1/ 315) ورقمه/ 169.

ص: 45

وأبو يعلى

(1)

عن أبي خيثمة، وعن

(2)

القواريري عبيد الله بن عمر، ثلاثتهم، عن محمد بن خازم

(3)

، ورواه: البزار

(4)

عن القاسم بن بشر بن معروف

(5)

، وأبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير

(6)

عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلام، كلاهما عن مصعب بن المقدام

(7)

عن سفيان

(1)

(1/ 172 - 173) ورقمه / 194، مختصرًا بالشاهد فقط.

(2)

(1/ 317).

(3)

وهو من هذا الوجه رواه - أيضًا - من طريق ابن خازم: ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 184) ورقمه/ 7 - عنه -، والنسائى في السنن الكبرى (5/ 71) ورقمه/ 8255، وابن خزيمة في صحيحه (2/ 186 - 187) ورقمه / 1156، و (2/ 291) ورقمه / 1341، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ورقمه/ 2034)، والحاكم في المستدرك (2/ 227) - وصححه الذهبي في التلخيص (2/ 227) على شرط الشيخين وسكت الحاكم عنه -، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 452 - 453).

(4)

(1/ 459) ورقمه / 326، مختصرًا، ببعضه.

(5)

وعن القاسم رواه - أيضًا -: البرجلاني في الكرم والجود (ص / 60) ورقمه/ 78.

(6)

(9/ 70) ورقمه / 8421.

(7)

ومن طريق مصعب بن المقدام رواه - كذلك -: النسائي في السنن الكبرى (5/ 71) ورقمه / 8256، والحاكم في المستدرك (2/ 227 - 228)، و (3/ 318)، وقال:(حديث علقمة عن عمر صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه)، زاد في الموضع الأول:(وأتوهمهما لم يصح عندهما سماع علقمة بن قيس من عمر - والله أعلم -)، ووافقه الذهبي في التلخيص (2/ 227)، و (3/ 318). ورواه الخطيب في تأريخه (4/ 326 - 327) بسنده عن محمد بن مخلد عن أحمد بن العباس التركي - قال: وكان ثقة - عن مصعب بن المقدام به، إلا أنه جعله من مسند ابن عمر. قال الخطيب:(كذا كان في أصل ابن مهدي، وهو خطأ)، ثم ساقه من وجه آخر عن ابن مخلد به عن عمر، وقال:(وهو الصواب).

ص: 46

الثوري

(1)

.

ورواه: الطبراني في الكبير

(2)

- أيضًا - عن محمد بن النضر الأزدي عن معاوية بن عمرو عن زائدة، وعن

(3)

على بن عبد العزيز وبشر بن موسى عن أبي نعيم

(4)

، سبعتهم (أبو بكر، ويزيد، وعبد العزيز، وابن خازم، والثوري، وزائدة، وأبو نعيم) عن الأعمش

(5)

عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن علقمة بن قيس النخعي عن عمر به، بنحوه.

والحديث صحيح من هذا الوجه - كما قال أحمد شاكر

(6)

-.

والوجهان محفوظان عن الأعمش

(7)

، ولكن خالفه في الوجه الثاني: الحسن بن عبيد الله.

(1)

ومن طريق سفيان رواه - كذلك -: النسائي في الفضائل (ص/ 146 - 147) ورقمه / 152.

(2)

(9/ 70) ورقمه / 8422.

(3)

(9/ 69 - 70) ورقمه / 8420، بنحوه، ومن طريقه: الضياء في المختارة (1/ 93 - 94) ورقمه/ 14، والذهبي في السير (1/ 499 - 500).

(4)

ورواه: يعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 538 - 539) - ومن طريقه: البيهقى في السنن الكبرى (3/ 453) -، وأبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 124 - 125) عن أبى بكر بن خلاد عن الحارث بن أبى أسامة كلاهما عن أبي نعيم - وهو: الفضل بن دكين - به.

(5)

وانظر: فضائل القرآن لابن سلام (ص/ 107) ورقمه/ 1، 2. ورواه: أبو نعيم في المعرفة (4/ 1768) ورقمه/ 4478 بسنده عن أبى نعيم عن الأعمش به. ووقع في إسناده: (محمد)، مكان:(علقمة)، وهو تحريف.

(6)

في تعليقه على جامع الترمذي (1/ 317).

(7)

وذهب البيهقي في السنن الكبرى (1/ 453) إلى أن علقمة لم يسمع هذا الحديث من عمر. ولا أدري ما حجته، وانظر ما تعقبه به ابن التركماني في الجوهر النقي =

ص: 47

روى حديث الحسن بن عبيد الله: الإمام أحمد

(1)

عن عفان، والبزار

(2)

عن محمد بن عبد الملك القرشى

(3)

، والطبراني في الكبير

(4)

عن محمد بن إبرهيم بن بكير الطيالسي عن عبيد الله بن عائشة، ثلاثتهم عن عبد الواحد بن زياد عنه عن إبراهيم عن علقمة عن القرثع عن قيس - أو ابن قيس، رجل من جعفي - عن عمر به. وقيس هذا هو: ابن مروان - المتقدم -

(5)

.

وحكم البخاري

(6)

، والبيهقى

(7)

بحديث الحسن بن عبيد الله على حديث الأعمش، وخالفهما الدارقطني،

(8)

فقال: (وقد ضبط الأعمش إسناده، وحديثه، وهو الصواب

وقول الحسن بن عبيد الله عن قرثع

= (1/ 453 - 454)، وتعليق أحمد شاكر على تعقبه في تعليقه على جامع الترمذي (1/ 318).

(1)

(1/ 371 - 372) ورقمه / 265، بنحوه.

(2)

(1/ 460 - 461) ورقمه / 328.

(3)

ورواه عن محمد بن عبد الملك - أيضًا -: عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على مسند أبيه (1/ 373 - 374) ورقمه / 267، والترمذي في العلل الكبير (2/ 883)، والخطيب في الموضح (1/ 165 - 166).

(4)

(9/ 71) ورقمه / 8424، ببعضه مختصرًا.

(5)

وانظر: علل الدارقطني (2/ 204).

(6)

كما في: العلل الكبير للترمذي (الترتيب 2/ 883 - 884).

(7)

السنن الكبرى (1/ 453).

(8)

العلل (2/ 204)، وانظر: الموضح للخطيب (1/ 166) والمختارة للضياء (1/ 386).

ص: 48

غير مضبوط؛ لأن الحسن بن عبيد الله ليس بالقوي، ولا يقاس بالأعمش) اهـ.

ولم أر للدارقطني سلفًا، ولا خلفًا في تضعيفه للحسن بن عبيد الله - وهو: ابن عروة النخعي -، وهو ثقة

(1)

، لكن الأعمش أوثق منه، في إبراهيم بن يزيد النخعى، كان يحفظ إسناد إبراهيم

(2)

، فإسناد حديثه أصح. ولا يعني هذا أن طريق الحسن بن عبيد الله غير صحيحة، فهو ثقة، وزيادته رجلين في الإسناد تدل على أنه جوّده، ولذا رجح البخاري طريقه. ومن المحتمل أن يكون إبراهيم سمع الحديث من علقمة على الوجهين - إذ إنه كذلك عنده - وأداه تارة كذا، وتارة كذا، وكل حدث عنه بما سمع - والله تعالى أعلم -

(3)

.

وحديث الحسن بن عبيد الله هذا ذكره - أيضًا -: الدارقطني في الأفراد

(4)

، وقال:(تفرد به الحسن بن عبيد الله، أبو عروة النخعي عن علقمة عن قرثع عن رجل من جعفي - يقال له: قيس -، وتفرد به عبد الواحد بن زياد). والحديث رواه: عمارة بن عمير عن رجل من جعفي عن عمر، وهو: قيس بن مروان، قاله الدارقطني

(5)

.

(1)

انظر: تهذيب الكمال (6/ 199) ت / 1242.

(2)

انظر: شرح العلل لابن رجب (2/ 713 - 715).

(3)

وانظر: تعليق أحمد شاكر على جامع الترمذي (1/ 318).

(4)

الترتيب (1/ 141) ورقمه / 170.

(5)

العلل (2/ 204).

ص: 49

والحديث رواه - أيضًا -: الطبراني في الكبير

(1)

عن أسلم بن سهيل الواسطى عن زكريا بن يحيى - زحمويه - عن علي بن هاشم عن حبيب بن حسان عن زيد بن وهب عن عمر به، مختصرًا، بالقراءة فقط. وزحمويه لا أعرف حاله، وعلى بن هاشم هو: ابن البريد، وهو: صدوق، وله مناكير، وحبيب بن حسان الكوفي، ضعفوه

(2)

. وهى طرق حسنة لغيرها بما قبلها.

1574 -

[7] عن عمرو بن الحارث بن المصطلق - رضى الله عنه - قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (منْ أحبَّ أنْ يقرأَ القرآنَ غضًّا كمَا أُنزِلَ فَليَقْرَأهُ علَى قِراءَةَ ابنِ أمِّ عَبْد).

وهذا الحديث رواه: الإمام أحمد

(3)

عن وكيع عن عيسى بن دينار

(4)

عن أبيه عن مولاه عمرو بن الحارث به

وهذا إسناد رواته ثقات، إلا أن دينارًا - والد عيسى -، وهو: الخزاعي مولاهم، لا أعرف أحدا روى عنه غير ابنه

(5)

، وانفرد أبو حاتم بن حبان فذكره في

(1)

(9/ 71 - 72) ورقمه / 8425، مختصرًا، ببعضه.

(2)

انظر: الميزان (1/ 454) ت / 1700.

(3)

(30/ 400) ورقمه / 18457، وهو في فضائل الصحابة له (2/ 844) ورقمه / 1553، ورواه من طريقه: المزي في تهذيب الكمال (22/ 602).

(4)

ورواه من طرق عن عيسى: ابن أبى شيبة في المصنف (7/ 184) ورقمه / 8، والبخاري في خلق أفعال العباد (ص / 67)، وفي التاريخ الكبير (6/ 308)، والحارث بن أبى أسامة في مسنده (البغية 2/ 122 ورقمه / 1012) - ومن طريقه: أبو نعيم في المعرفة (4/ 202 - 203) ورقمه / 530 - ، وابن قانع في المعجم (2/ 207).

(5)

انظر: تهذيب الكمال (8/ 509) ت / 1811.

ص: 50

الثقات

(1)

، وهو معروف بالتساهل. والحديث جيد في الشواهد؛ فهو بها: حسن لغيره. ووكيع هو: ابن الجراح، وعيسى هو: أبو على الكوفي.

1575 -

[8] عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (منْ أحبَّ أنْ يقرأَ القرآنَ غضًّا كمَا أُنزِلَ فَليَقْرَأهُ عَلى قِراءَةَ ابنِ أمِّ عَبْد).

رواه: البزار

(2)

- واللفظ له - عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي

(3)

، ورواه: الطبراني في الأوسط

(4)

عن جعفر بن سليمان البرمكي، كلاهما عن محمد بن جعفر بن أبي كثير عن إسماعيل بن صخر عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عنه به

قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمار - إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم روى عن إسماعيل بن صخر إلا محمد بن جعفر بن أبي كثير)، وللطبراني: (من سره

) الحديث، وله نحو قول البزار وإسماعيل بن صخر هو: الأيلي، ترجمه البخاري

(5)

، وابن أبي حاتم

(6)

، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا - وذكر البخاري حديثه هذا

(1)

(4/ 218)، وانظر: التقريب (ص/ 311) ت/ 1847.

(2)

(4/ 239 - 240) ورقمه/ 1404.

(3)

الحديث من طريق الأويسي رواه - أيضا -: الترمذي في العلل الكبير (الترتيب 2/ 883 - 882)، والحاكم في المستدرك (2/ 228).

(4)

(4/ 201 - 202) ورقمه / 3350.

(5)

التأريخ الكبير (1/ 360 - 361) ت / 1142.

(6)

الجرح والتعديل (2/ 178) ت / 600.

ص: 51

في ترجمته -، وأورده ابن حبان في الثقات

(1)

، ولم يتابع - في ما أعلم -. يرويه عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، روى عنه جماعة، ووثقه ابن معين

(2)

، وقال أبو حاتم

(3)

: (هو منكر الحديث)، وقال الحافظ

(4)

: (مقبول) - يعني: إذا توبع، ولا أعلم أنه توبع في حديثه من هذا الوجه -. ويرويه عن أبيه، روى عنه جماعة

(5)

، وانفرد ابن حبان بإيراده في الثقات

(6)

. وجعفر بن سليمان البرمكي - شيخ الطبراني - ترجم له الذهبي في تأريخ الإسلام

(7)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا، لكنه متابع.

فالحديث ضعيف إسنادًا من هذا الوجه، سأل الترمذي

(8)

البخاري عنه، فقال:(هو حديث حسن، حدثنا به عبد العزيز الأويسي) اهـ، ولعله لا يعني الحسن الاصطلاحي، أو أراد أنه حسن لغيره؛ لضعف سند الحديث. وتقدمت عدة شواهد للحديث هو بها: حسن لغيره.

(1)

(8/ 92).

(2)

كما في: سؤالات ابن الجنيد (ص / 323) ت / 203.

(3)

كما في: الجرح والتعديل (9/ 405) ت/ 1944.

(4)

التقريب (ص / 1175) ت/ 8297.

(5)

انظر: تهذيب الكمال (26/ 166) ت / 5492.

(6)

(5/ 372)، وانظر: التقريب (ص / 881) ت / 6206.

(7)

حوادث (281 - 290 هـ) ص /140، نقلها الأنصاري في بلغة القاصي (ص / 116) ت / 222.

(8)

العلل الكبير (الترتيب 2/ 882 - 883).

ص: 52

1576 -

[9] عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منْ أحبَّ أنْ يقرأَ القرآنَ غضًّا كمَا أُنزِلَ فَليَقْرَأهُ علَى قِراءَةَ ابنِ أمِّ عَبْد).

رواه: الإمام أحمد

(1)

عن وكيع، ورواه: البزار

(2)

- واللفظ له - عن محمد بن جابر بن بحير عن أبي أسامة، ورواه: أبو يعلى

(3)

عن أبي كريب عن وكيع، وأبي أسامة - جميعًا - عن جرير بن أيوب البجلي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عنه به

ووقع في لفظ الإمام: (غريضا)، بدل:(غضا) وهما. بمعنى واحد - كما تقدم -.

وقال البزار - عقب حديثه -: (جرير ليس بالحافظ) اهـ، وهو كما قال مشهور بالضعف، قال البخاري فيه:(منكر الحديث)، وتركه النسائي، ورماه: أبو نعيم بوضع الحديث؛ وذكره جماعة في الوضاعين. وأورد حديثه العقيلي في ترجمته من الضعفاء

(4)

، وأعله به الهيثمي في مجمع الزوائد

(5)

.

والخلاصة: أن الحديث موضوع من هذا الوجه. والرواية في هذا الباب تثبت من غير هذه الطريق.

(1)

(15/ 469) ورقمه/ 9754، وهو في الفضائل له (2/ 838 - 839) ورقمه/ 1537 سندا، ومتنا.

(2)

[285/ ب] الأزهرية.

(3)

(10/ 491 - 492) ورقمه/ 6106.

(4)

(1/ 197 - 198).

(5)

(9/ 288).

ص: 53

1577 -

[10] عن ابن مسعود - رضى الله عنه - أنه بينما يقرأ في المسجد مر نبي الله صلى الله عليه وسلم، وهو يدعو، فلما حاذا به، يسمع دعاءه، وهو لا يعرفه، قال:(سَلْ تُعْطَه).

هذا الحديث يرويه شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر عن عون بن عبد اللّه بن عتبة، واختلف عنه.

فرواه: الطبراني في الكبير

(1)

- واللفظ مختصر منه - عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن سعيد بن أبي الربيع السمان عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام عنه عن عون عن سعيد بن المسيب عن ابن مسعود به.

ورواه: الطبراني في الكبير

(2)

- أيضًا - عن علي بن عبد العزيز عن القعبي عن عبد العزيز بن محمد عنه عن عون عن أبيه عن ابن مسعود به. فقال عن أبيه بدل: سعيد بن المسيب.

ورواه: أبو نعيم في الحلية

(3)

بسنده عن قتيبة بن سعيد عن عبد العزيز بن محمد عنه عن عون بن عبد اللّه قال: بينما عبد اللّه يدعو، فذكر نحوه، فلم يذكر واسطة. وأشار إلى طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام.

ورواه: الحارث بن أبي أسامة فِي مسنده

(4)

بسنده عن زهير بن محمد التميمى عن شريك عن عون عن ابن مسعود. فلم يذكر فيه عبد اللّه بن

(1)

(9/ 68 - 69) ورقمه / 8418 - ومن طريقه رواه: أبو نعيم في الحلية (1/ 128) -.

(2)

(9/ 69) ورقمه / 8419.

(3)

(1/ 127 - 128).

(4)

كما في: بغية الباحث (2/ 961) ورقمه/ 1061.

ص: 54

عتبة، أو سعيد بن السيب. وسئل الدارقطني

(1)

عنه، فرجح طريق زهير بن محمد على طريق سعيد بن أبي الحسام، قال:(هو أشبه).

وشريك بن أبي نمر وثقه ابن سعد

(2)

، وقال ابن معين

(3)

، والنسائي

(4)

، وابن عدي

(5)

، وابن الجارود

(6)

: (ليس به بأس)، زاد ابن الجارود:(وليس بالقوي، وكان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه)، وقال الذهبي

(7)

، وابن حجر

(8)

: (صدوق)، زاد ابن حجر:(يخطئ) ا هـ. واختلف عنه على ما تقدم من أوجه.

وفي الطريق الأولى عنه: سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، وهو صدوق إذا حدث من كتابه، ضعيف إذا حدث من حفظه، يخطئ

(9)

، ولا يدرى على أي الحالين كان أداؤه هذا الحديث. وعبد العزيز بن محمد - في الطريق الثانية - هو: الدراوردي، حسن الحديث. والثالثة، والرابعة

(1)

العلل (5/ 78).

(2)

كما في: تهذيب الكمال (12/ 477).

(3)

التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 251)، وقال - مرة -:(ليس بالقوي)، في: الكامل لابن عدي (4/ 5).

(4)

كما في: تهذيب الكمال (12/ 476).

(5)

الكامل (4/ 6).

(6)

كما في: التهذيب (4/ 338).

(7)

الميزان (2/ 451) ت/ 3696.

(8)

التقريب (ص / 436) ت/ 2803.

(9)

انظر: سنن النسائي (8/ 258) إثر الحديث/ 5453، والجرح والتعديل (4/ 29) ت / 117، وتهذيب الكمال (10/ 477) ت/ 2288، والمغني (1/ 260) ت/ 2401، والتقريب (ص/380) ت/ 2339.

ص: 55

طريقان مرسلتان، واجتماعهما فيه تأييد لما رجحه الدارقطني في قوله المتقدم؛ فالأشبه في الحديث أنه مرسل، والمرسل من جنس: الضعيف. وللحديث عدة شواهد صحيحة، كحديث عمر - رضى اللّه عنه -، هو بها: حسن لغيره - والله تعالى أعلم -.

والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(1)

، وقال - وقد عزاه إلى الطبراني، من الطريق الأولى -: (ورجاله رجال الصحيح غير عبد اللّه بن الإمام أحمد، وسعيد بن أبي الربيع السمان

(2)

، وهما ثقتان) اهـ، وتقدم ما فيها.

1578 -

[11] عن قرة بن إياس - رضى اللّه عنه - أن عبد اللّه بن مسعود رقى في شجرة، يجتني منها سواكًا، فوضع رجليه عليها، فضحك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من دقة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لهُمَا أثقلُ في الميزَان مِنْ أُحُد).

رواه: البزار

(3)

عن محمد بن المثنى وعمرو بن علي، ورواه: الطبراني في الكبير

(4)

عن العباس بن الفضل الأسفاطي عن علي بن المديني، ثلاثتهم عن

(1)

(9/ 288).

(2)

وقع في المجمع: (سعيد بن الربيع)، وفيه سقط، وهو صدوق. (انظر: تعجيل المنفعة ص /103 ت / 369).

(3)

(8/ 245) ورقمه / 3305.

(4)

(19/ 28) ورقمه/ 59.

ص: 56

سهل بن حماد أبي عتاب

(1)

عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه به

قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلم رواه عن شعبة إلا سهل بن حماد) اهـ. وسهل - وهو: الدلال - صدوق - كما سلف -، لا يضره تفرده بالحديث عن شعبة - إن شاء الله -، فهو: حسن.

والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وقال - وقد عزاه إلى البزار، والطبراني -:(ورجالهما رجال الصحيح) اهـ. وسهل بن حماد انفرد مسلم بالرواية له دون البخاري

(3)

. والعباس بن الفضل الأسفاطي - شيخ الطبراني - لم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة، ولا أعرف مرتبته - وهر متابع كما تقدم -.

وروى ابن سعد

(4)

، والشاشي

(5)

، كلاهما من طريق العوام عن إبراهيم ن ابن مسعود .. فذكر نحوه، وهذا معضل؛ إبراهيم هو: ابن يزيد النخعي، بينه وبين إدراك زمن القصة مفاوز. والعوام هو: ابن حوشب.

(1)

الحديث من طريق سهل بن حماد رواه - أيضًا -: البغوى في الجعديات (1/ 534) ورقمه / 1127 - وقال: ولا أعلم أحدا أسند هذا الحديث عن شعبة غير أبي عتاب الدلال -، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 546)، والروياني في مسنده (2/ 129) ورقمه / 948، والحاكم في المستدرك (3/ 317)، والخطيب البغدادي في تأريخه (1/ 148).

(2)

(9/ 289).

(3)

انظر ما رقم له به الحافظ في الموضع المتقدم - آنفا - من: التقريب.

(4)

الطبقات (3/ 155).

(5)

المسند (2/ 321) ورقمه / 904.

ص: 57

1579 -

[12] عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يجتني سواكًا من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:(مِمَّ تَضْحَكوْن)؟ قالوا: يا نبي اللّه، من دقة ساقيه. فقال:(وَالَّذي نَفْسِي بِيَدهِ لهُمَا أثقَلُ في المِيْزَانِ مِنْ أُحُد).

رواه: الإمام أحمد

(1)

- واللفظ له - عن عبد الصمد وحسن بن موسى، ورواه: البزار

(2)

عن محمد بن المثنى، والطبراني في الكبير

(3)

عن علي بن عبد العزيز، وأبي مسلم الكشي، ثلاثتهم عن حجاج بن المنهال

(4)

، ورواه: أبو يعلى

(5)

عن أبي خيثمة عن روح بن عبادة، وعن

(6)

أبي خيثمة عن عفان

(7)

، خمستهم (عبد الصمد، وحسن، وحجاج، وروح، وعفان)

(1)

(7/ 98 - 99) ورقمه / 3991، وهو عن حسن - وحده - في الفضائل له (2/ 843) ورقمه / 1552.

(2)

(5/ 221 - 222) ورقمه / 1827، بنحوه، مختصرًا.

(3)

(9/ 78) ورقمه / 8452، بنحوه.

(4)

وعن حجاج رواه - أيضًا -: يعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 545 - 546)، ورواه: أبو نعيم في الحلية (1/ 127) بسنده عن الحجاج به.

(5)

(9/ 209) ورقمه / 5310.

(6)

(9/ 247) ورقمه / 5365 - ومن طريقه: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 15/ 546 ورقمه / 7069) -.

(7)

ورواه عن عفان - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 155)، ورواه: أبو نعيم في الحلية (1/ 127) بسنده عن عثمان به.

ص: 58

عن حماد بن سلمة

(1)

عن عاصم عن زر بن حبيش عنه به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وعزاه إلى من تقدم ذكرهم، ثم قال:(من طرف، وأمثل طرقها فيه: عاصم بن أبي النجود، وهو حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجال أحمد، وأبي يعلى رجال الصحيح) اهـ. وهو كما قال إلا أن للحديث علة؛ فقد رواه: ابن أبي شيبة في المصنف

(3)

عن أبي أسامة عن زائدة عن عاصم عن زر مرسلًا، بلفظ: جعل القوم يضحكون مما تصنع الريح بعبد الله تلقيه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لهو أثقل عند اللّه يوم القيامة ميزانا من أحد). فالحديث اختلف فيه عن عاصم

رواه حماد بن سلمة عنه مرفوعًا. وأرسله زائدة عنه. وحديث زائدة - وهو: ابن قدامة - أشبه بالصواب في حديث عاصم؛ وحماد ربما أسند حديثًا لا يسنده غيره

(4)

، وتغير حفظه بأخرة

(5)

، فلذا لم يخرج له البخاري في صحيحه

(6)

، ولكن في الرواة عنه: عفان الصفار، وقد قال ابن معين

(7)

: (من أراد أن يكتب حديث حماد بن سلمة فعليه بعفان بن مسلم) اهـ، وتابعه أربعة عن حماد بمثل حديثه، ولكن

(1)

الحديث عن حماد رواه - أيضًا -: الطيالسي في مسنده (2/ 47) ورقمه/ 355، ورواه: الشاشي في مسنده (2/ 124) ورقمه / 661 عن أبى بكر بن أبي خيثمة عن موسى بن إسماعيل عن حماد به.

(2)

(9/ 289).

(3)

(7/ 520) ورقمه/5.

(4)

انظر: تهذيب الكمال (7/ 260).

(5)

انظر: التقريب (ص / 268 - 269) ت / 1507.

(6)

انظر: التهذيب (3/ 14).

(7)

كما في: شرح العلل لابن رجب (2/ 707).

ص: 59

حمادًا خالفه فيه من هو أثبت منه - والله تعالى أعلم -. وشيخ الإمام أحمد: عبد الصمد هو: ابن عبد الوارث، وأبو خيثمة هو: زهير بن حرب، وشيخه هو: ابن مسلم الصفار، وأبو مسلم هو: إبراهيم بن عبد اللّه الكشي.

ورواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن أحمد بن زهير التستري عن محمد بن يحيى الأزدي عن جعفر بن عون عن المعلى بن عرفان عن أبي وائل عن ابن مسعود به، بنحوه، إلا أنه قال فيه:(أشد، وأعظم من أحد). والمعلى بن عرفان، متروك الحديث، ليس بشيء. واسم أبي وائل: شقيق بن سلمة.

ورواه: الطبراني في الكبير

(2)

- أيضًا - عن عبدان بن أحمد عن جعفر بن مسافر التنيسي عن ابن أبي فديك عن موسى بن يعقوب عن ابن أبي حرملة - مولى: حويطب - أن سارة بنت عبد اللّه بن مسعود أخبرته أن أباها أخبرها قال: بينما هو يمشي وراء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذ

(3)

همزه أصحابه - أو بعضهم -، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:(والذي نفسي بيده لعبد اللّه في الموازين يوم القيامة أثقل من أحد) - كأنهم عجبوا من خفته -.

والإسناد من هذا الوجه ضعيف، فيه: موسى بن يعقوب - وهو: ابن عبد اللّه المطلبي، وليس بالقوي هو، وسارة بنت عبد الله لم أقف على ترجمة لها. وجعفر بن مسافر التنيسي شيخ صالح الحديث - كما تقدم -.

(1)

(9/ 78) ورقمه / 8453.

(2)

(9/ 78) ورقمه / 8454.

(3)

وقع في المطبوع من المعجم: (إذا)، ولعل الصحيح ما أثبته.

ص: 60

والطريق حسنة لغيرها بطريق زر بن حبيش، فإن ضعفها يسير. وابن أبي فديك اسمه: محمد بن إسماعيل.

ورواه: أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير

(1)

- أيضًا - عن محمود بن محمد الواسطي عن تميم بن المنتصر عن إسحاق الأزرق عن شريك عن جابر عن أبي الضحى عن الأزهر بن الأسود عن ابن مسعود به، بنحوه.

وشريك هو: ابن عبد الله النخعي، ضعيف، حدث به عن جابر، وهو: ابن يزيد الجعفي، تركه، واتهمه غير واحد، ومدلس، ولم يصرح بالتحديث عمن روى عنه - وهو: الأزهر بن الأسود، ولم أقف على ترجمة له -.

1580 -

[13] عن علي بن أبي طالب - رضى الله عنه - قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود، فصعد على شجرة، أمره أن يأتيه منها بشيء.

فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود - حين صعد الشجرة -، فضحكوا من حموشة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(مَا تَضْحَكوْن؟ لَرِجْلُ عبدِ اللهِ أثقلُ في الميْزَانِ يومَ القيامَةِ منْ أُحُد).

(1)

(9/ 95) ورقمه/ 8517.

ص: 61

رواه: الإمام أحمد

(1)

- وهذا لفظه -، ورواه: أبو يعلى

(2)

عن أبي موسى، كلاهما عن محمد بن فضيل

(3)

، ورواه: أبو يعلى

(4)

- أيضًا - عن زهير، والطبراني في الكبير

(5)

عن عبيد بن غنام عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن جرير، كلاهما (ابن فضيل، وجرير)

(6)

عن مغيرة عن أم موسى عنه به

وأروده الهيثمى في مجمع الزوائد

(7)

، وعزاه إليهم، ثم قال:(ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهى ثقة) اهـ، وأم موسى ما وثقها غير العجلي، وقال الدارقطني:(حديثها مستقيم يُخرج اعتبارًا)، ولم

(1)

(2/ 243 - 244) ورقمه/ 920. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 284).

(2)

(1/ 409 - 410) ورقمه/ 539. ومن طريقه: الضياء في المختارة (2/ 421 - 422) ورقمه / 808.

(3)

الحديث عن ابن فضيل رواه - أيضًا -: ابن أبى شيبة في المصنف (7/ 521) ورقمه/ 8، وعنه: يعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 546)، ورواه من طريق ابن أبي شيبة: ابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 319) -، وابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 155)، وأبو نعيم في المعرفة (4/ 1769) ورقمه 4479.

ورواه البخاري في الأدب المفرد (ص / 94) ورقمه/ 237 عن محمد بن سلام عنه - أقصد: ابن فضيل - به.

(4)

(1/ 446 - 447) ورقمه/ 595.

(5)

(9/ 95) ورقمه / 8516 - ومن طريقه: الضياء في المختارة (2/ 422) ورقمه / 809 - .

(6)

ورواه: يعقوب في المعرفة (2/ 546 - 547) بسنده عن أبى عوانة (وهو: الوضاح)، والخطيب في تأريخه (7/ 191) بسنده عن هشيم (وهو: ابن بشير)، كلاهما عن المغيرة به.

(7)

(9/ 289 - 288).

ص: 62

يرو عنها غير مغيرة بن مقسم، وهو مدلس، ولم يصرح بالسماع في حديثه هذا. فهو ضعيف من هذا الوجه. وصححه الضياء إذ أورده في المختارة

(1)

. وحسّن إسناده الحافظ في الإصابة

(2)

، وفي نظري أن الأول هو الصواب - واللّه أعلم -. وللحديث شواهد عدة - تقدم بعضها هنا -، هو بها: حسن لغيره.

1581 -

[14] عن أبي الطفيل رضي الله عنه أن ابن مسعود صعد شجرة، ليجتني منها، فنظروا إلى ساقيه، فضحكوا من حموشتها

(3)

، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(منْ أيِّ شَيءٍ تضْحَكوْن)؟ قالوا: من حموشة ساقي ابن مسعود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(والله إنَّهمَا لأَثقَلُ في الميزان منْ أُحُد).

هذا الحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(4)

، وقال:(رواه: الطبراني، وفيه: محمد بن عبيد اللّه العرزمي، وهو متروك) اهـ، وهو كما قال. وأحاديث أبي الطفيل - رضى اللّه عنه - من المعجم الكبير لم تزل مفقودة - في ما أعلم -. وعرفت أن هذا الإسناد واه، والرواية ثابتة بغيره.

(1)

وتقدم العزو إليه.

(2)

(2/ 370).

(3)

أي: دقتها - كما تقدم في بعض الأحاديث -. وانظر: النهاية (باب: الحاء مع الشين) 1/ 440.

(4)

(9/ 289).

ص: 63

1582 -

[15] عن حذيفة بن اليمان - رضي اللّه تعالى عنه - قال: (كانَ أقربُ النَّاسِ هديًا

(1)

، ودَلًّا

(2)

، وسمتًا

(3)

برسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: ابنُ مسعُودٍ حتَّى يتوَارَى

(4)

منّا في بيته. وقدْ علِمَ المحفوظونَ

(5)

منْ أصحابِ محمَّدٍ أنَّ ابنَ أمِّ عبدٍ أَقربُهمْ إلى اللّه زُلْفَى

(6)

).

(1)

أي: طريقة، وهيئة.

- انظر: النهاية (باب: الهاء مع الدال) 5/ 253، والفتح (7/ 129).

(2)

- بفتح المهملة، والتشديد - أي: سيرة، وحالة.

- انظر: الفتح (7/ 129).

(3)

أي: حسن هيئة في الدين. ويقال: (فلان حسن السمت)، أي: حسن القصد.

- انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/ 384)، والنهاية (باب: السين مع الميم 2/ 397)، والفتح (7/ 129).

والسمت، والدل، الهدي متقاربات، وهي بمعنى السكينة، والوقار وحسن الهيئة، والشمائل في الحركة والمشي، والتصرف في الدين.

- انظر: شرح السنة (14/ 148)، وجامع الأصول (9/ 47).

(4)

أي: يستتر، وقاله رضي الله عنه احترازا من الشهادة على ما خفي عنه.

انظر: المجموع المغيث (3/ 407)، وجامع الأصول (9/ 47).

(5)

يعني: الذين حفظهم الله من تخريف، أو تحريف في قول، أو فعل، وقولهم هذا لا يمكن أن يقال من قبل الرأى - والله أعلم -.

- انظر: جامع الأصول (9/ 47)، وتحفة الأحوذي (10/ 311).

(6)

أي: قربة.

- انظر: النهاية (باب: الزاي مع اللام) 2/ 309.

ص: 64

رواه: البخاري

(1)

، والإمام أحمد

(2)

، والطبراني في الكبير

(3)

، ثلاثتهم من طرق عن شعبة

(4)

، ورواه: الترمذي

(5)

- واللفظ له -، والإمام أحمد

(6)

، والطبراني في الكبير

(7)

، ثلاثتهم من طرق عن إسرائيل، ورواه:

(1)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه) 7/ 128 - 129 ورقمه / 3762 عن سليمان بن حرب عن شعبة به، مختصرًا.

(2)

(38/ 373) ورقمه / 23350 عن عفان (يعني: الصفار)، و (38/ 416) ورقمه / 23413 عن يحيى (يعني: القطان)، كلاهما عن شعبة به، بنحو حديث سليمان بن حرب. ورواه في الفضائل (2/ 841) ورقمه / 1544 عن يحيى بن بن جعفر، كلاهما عن شعبة به، مختصرًا.

(3)

(9/ 88) ورقمه / 8487 عن أبى خليفة الفضل بن الحباب عن محمد بن كثير العبدي وأبي الوليد الطيالسي، وعن عثمان بن عمر الضبي ومحمد بن حيان المازني، كلاهما عن عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم (العبدي، والطيالسي، وابن مرزوق) عن شعبة به، بنحوه.

(4)

الحديث من طريق شعبة رواه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 154)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 540 - 541)، والنسائى في الكبرى (5/ 73) ورقمه / 8265، وفي الفضائل (ص / 149 - 150) ورقمه / 161، والبغوي في المعجم (3/ 463) ورقمه / 1410، وأبو نعيم في الحلية (1/ 127).

(5)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه) 5/ 631 - 632 ورقمه / 3807 عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل به. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 284).

(6)

(38/ 337) ورقمه / 23308 عن حسين بن محمد عن إسرائيل به، بنحوه.

ورواه - أيضًا -: (38/ 412) ورقمه / 23408 عن وكيع عن إسرائيل به بنحوه، مختصرًا. وهو عن وكيع في الفضائل له - أيضًا - (2/ 841) ورقمه / 1542.

(7)

(9/ 89) ورقمه / 8489 عن عبيد بن غنام عن أبى بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن آدم عن إسرائيل به، بنحو حديث الإمام أحمد عن وكيع.

ص: 65

الطبراني - وحده - في الكبير

(1)

من طريق شريك، وفي الأوسط

(2)

بسنده عن سفيان الثوري، أربعتهم (شعبة، وإسرائيل، وشريك، وسفيان) عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن حذيفة بن اليمان به

وليس فيه للبخاري، والإمام أحمد من حديث شعبة، وكذا للإمام أحمد عن وكيع

(3)

. والطبراني من حديث يحيى بن آدم، كلاهما عن إسرائيل، قوله في آخره:(ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد أقربهم إلى الله وسيلة). وفي ألفاظ الطبراني في الكبير: (ولقد علم المحفوظون)، وأظنه تحريفا. وله في الأوسط:(لقد علم المحفوظون .. ) الحديث، دون سائره، وقال:(لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا مؤمل) اهـ. وقال الترمذي - عقب إخراجه له -: (هذا حديث حسن صحيح) اهـ، وهو كما قال

(4)

.

وأبو إسحاق هو: السبيعى، مدلس من الثالثة، انتفت شبهة تدليسه بتصريحه بالسماع عند الإمام أحمد عن عفان، وغيره

(5)

. وهو ممن اختلط

(1)

(9/ 88) ورقمه / 8488 عن أحمد بن عمرو القطراني عن محمد بن الطفيل عن شريك به، بنحوه.

(2)

(3/ 176 - 177) ورقمه / 2359 عن إبراهيم (يعني: ابن محمد بن عرق الحمصى) عن محمد بن مصفى عن مؤمل بن إسماعيل عن الثوري به، مختصرًا.

(3)

وأظنه اختصره هنا؛ لأنه أخرجه في فضائل الصحابة (2/ 840) ورقمه / 1541 عن وكيع به، بنحوه هنا.

(4)

وصححه الألباني - أيضًا - في صحيح سنن الترمذي (23013) ورقمه / 2994.

(5)

كابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 154)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 540 - 541)، والبغوي في المعجم (3/ 463) ورقمه / 1410.

ص: 66

بأخرة - أيضًا -، وإسرائيل ممن سمع بعد تغيره، ولكن تابعه شعبة، والثوري، وهما من قدماء أصحابه

(1)

، وعبد الرحمن بن يزيد في الإسناد، هو: النخعى، وشريك - في أحد أسانيد الطبراني - هو: ابن عبد الله النخعي، سيء الحفظ، لكنه متابع، ومؤمل - راويه عن سفيان - صالح، كثير الغلط - وتقدم -.

والحديث أورده الحافظ ابن حجر في الإصابة

(2)

عن الترمذي، وصحح إسناده.

وللحديث طرق أخرى

الأولى: طريق شقيق بن سلمة أبي وائل، رواها: البخاري

(3)

، والإمام أحمد

(4)

، والبزار

(5)

، والطبراني في الكبير

(6)

،

(1)

انظر: هدي الساري (ص / 453)، وحاشية الكواكب النيرات (ص / 356 - 357).

(2)

(2/ 369).

(3)

في (كتاب: الأدب، باب: الهدي والصلاح) 10/ 525 ورقمه / 6097 عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي أسامة (يعني: حمادا) عن الأعمش به، بنحوه، مختصرًا.

(4)

(38/ 367) ورقمه / 23342 عن معاوية (هو: ابن عمرو الأزدي) عن زائدة (وهو: ابن قدامة) عن الأعمش به، بنحوه. ورواه في الفضائل (2/ 841) ورقمه / 1543 عن محمد بن عبيد، ورقم / 1545 عن ابن جعفر عن أبى إسحاق، و (2/ 842) ورقمه / 1548 عن أبي معاوية، كلهم عن الأعمش.

(5)

(5/ 214) ورقمه / 1817 عن محمد بن المثني عن محمد بن جعفر عن شعبة عن أبى إسحاق. و (7/ 286 - 287) ورقمه / 2875 عن عمرو بن على عن أبى يحيى الحماني عبد الحميد بن عبد الرحمن، كلاهما (أبو إسحاق، ويحيى) عن الأعمش به.

(6)

(9/ 86) ورقمه / 8480 عن محمد بن النضر الأزدي عن معاوية بن عمرو عن زائدة به، بنحو حديث الإمام أحمد عنه. ورواه الطبراني في الكبير - أيضًا - (9/ 87) ورقمه/ 8482 عن علي بن عبد العزيز وأبي مسلم الكشي، كلاهما عن مهدي بن=

ص: 67

كلهم من من طرق عن الأعمش

(1)

عن شقيق به، بنحوه.

وليس فيه للبخاري قوله: (ولقد علم المحفوظون

) الحديث، وللطبراني:(ولقد علم المحظوظون من أصحاب محمد أن عبد الله من أقربهم وسيلة يوم القيامة)، وأظن أن قوله:(المحظوظون) تحريفا. وليس للبزار فيه إلا نحو طرفه الأول، وقال:(وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة إلا من حديث أبي يحيى الحماني) اهـ، وفيما تقدم رد عليه. وهو للبزار

(2)

، والطبراني في الكبير

(3)

، كلاهما من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأعمش عن شقيق بن

= ميمون عن واصل بن الأحدب، ورقم / 8483 عن شيخيه المتقدمين، كلاهما عن الحجاج بن المنهال عن هشيم عن غندر، ورقم / 8484 عن أبي مسلم - وحده - عن إبراهيم بن بشار الرمادي عن سفيان عن جامع بن أبي شداد، ورقم / 8485 عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن إبراهيم بن الحسن التغلبي عن عبد الله بن بكير الغنوي عن حكيم بن جبير، و (9/ 88) ورقمه / 8486 عن أحمد بن زهير عن أبي شيبة بن أبي بكر عن يحيى بن يعلى عن زائدة عن أبي سنان الشيباني، خمستهم عن شقيق بن سلمة به، بنحوه.

(1)

الحديث من طريق الأعمش رواه - أيضًا -: ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 521) ورقمه / 10، - بطرفه الأخير فقط -، وابن سعد في الطبقات (3/ 154)، ويعقوب في المعرفة (2/ 545) والحاكم في المستدرك (3/ 315) - وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في التلخيص (3/ 315) -، وأبو نعيم في الحلية (1/ 126 - 127).

(2)

(7/ 292) ورقمه / 2884 عن محمد بن المثني وإسماعيل بن حفص، كلاهما عن محمد بن جعفر به، بنحوه.

(3)

(9/ 86) ورقمه / 8481 عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه عن محمد بن جعفر به، بنحوه.

ص: 68

سلمة به. قال البزار: (وأبو إسحاق لم يحدث عن الأعمش إلا هذا الحديث) ا هـ.

وإسناده غير بهما من هذا الوجه، وتقدم من طريق جماعة عن شعبة عن أبي إسحاق عن عمد الرحمن بن يزيد عن حذيفة، ولم أره من هذا الوجه إلا من حديث محمد بن جعفر - غندر - عنه. وأورده الدارقطني في الأفراد

(1)

من طريق غندر، ثم قال:(تفرد به غندر عن شعبة عن أبي إسحاق، وفيه: قال شعبة: إنه سمعه من الأعمش) اهـ.

ورواه: البزار

(2)

عن أحمد بن يحيى الكوفي عن علي بن حكيم عن عبد الله بن بكير عن حكيم بن جبير عن أبي وائل عن حذيفة بلفظ: (إن أشبه برسول

(3)

الله صلى الله عليه وسلم من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إلى أهله: عبد الله بن مسعود) اهـ. وعبد الله بن بكير هو: الغنوي، ضعيف. وحكيم بن جبير هو: الأسدي، متروك الحديث. وهما شيعيان - وتقدما من قبل -.

والثانية: طريق أبي عمرو الشيباني، رواها: الإمام أحمد

(4)

بسنده عن شعبة عن الوليد بن العيزار عنه به، بنحوه. ورجال إسناده رجال البخاري ومسلم، وأبو عمرو الشيباني هو: سعد بن إياس.

(1)

كما في: الأطراف لابن القيسراني (3/ 29) ورقمه / 1999.

(2)

(7/ 306) ورقمه / 2903.

(3)

هكذا، يعني: أشبه الناس.

(4)

(38/ 374) ورقمه / 23351 عن عفان (هو: الصفار) عن شعبة به، بنحوه.

ومنه يتبين أن لشعبة في الحديث ثلاثة أسانيد - إن صحت رواية محمد بن جعفر عنه -.

ص: 69

والثالثة: طريق زيد بن وهب، رواها: الطبراني في الكبير

(1)

من طريق الأعمش، ومن طريق

(2)

إسماعيل بن أبي خالد، كلاهما عنه به، بنحوه، وليس فيه قوله: (ولقد علم المحفوظون

) الحديث. وفي سنده عن الأعمش: على بن سعيد الرازي، وهو ضعيف، وشيخه: عبد الله بن داهر، رافضى، ليس بشيء

(3)

، وشيخه: عبد الله بن عبد القدوس رافضي، ضعيف

(4)

. وفي سنده عن إسماعيل بن أبي خالد: أسلم بن سهل الرّزّاز (بحشل)، وثقه خميس الحوزي

(5)

، ولينه الدارقطني

(6)

. ويزيد بن عطاء هو: الواسطي، لين الحديث. وعلى هذا فطريق الحديث من هذا الوجه ضعيفة، وهى: حسنة لغيرها من وجوهه الأخرى - والله سبحانه أعلم -.

1583 -

[16] عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا

(1)

(9/ 89) ورقمه / 8490 عن علي بن سعيد الرازي عن عبد الله بن داهر عن عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش به، بنحوه، مختصرًا.

(2)

(9/ 89) ورقمه / 8491 عن أسلم بن سهل الواسطي عن محمد بن أبان الواسطي عن يزيد بن عطاء عن إسماعيل بن أبي خالد به، بنحوه، مختصرًا.

(3)

انظر: العلل للإمام أحمد - رواية عبد الله - (2/ 602) رقم النص / 3859، والميزان (3/ 130) ت/ 4295.

(4)

انظر: الضعفاء للعقيلي (2/ 279) ت / 843، وتهذيب الكمال (15/ 242) ت / 3397.

(5)

كما في: سؤالات السلفي له (ص / 111) ت/ 98.

(6)

كما في: لسان الميزان (1/ 388) ت / 1217.

ص: 70

اتَّقَوْا وَآمَنُوا} إلى آخر الآية

(1)

، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:(قِيْلَ لي: أنتَ مِنْهُم).

هذا حديث رواه: سليمان الأعمش عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن علقمة بن قيس النخعي عن ابن مسعود. ورواه: على بن مسهر، وقيس بن الربيع، وسليمان بن قرم، ثلاثتهم عن الأعمش.

فأما حديث ابن مسهر، فرواه: مسلم

(2)

- واللفظ له -، والترمذي

(3)

، والبزار

(4)

، ثلاثتهم من طريقه به.

قال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح) اهـ

(5)

، ولعلهما يعنيان: بغير هذا الإسناد - إسناد الترمذي -، لأن إسناده واه؛ من أجل ابن وكيع، وليس له في لفظه:(قيل لي).

(1)

وهي الثالثة والتسعون، من سورة: المائدة، وتمامها:{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} .

(2)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه - رضى الله عنهما -) 4/ 1910 ورقمه / 2459 عن منجاب بن الحارث التميمي وسهل بن عثمان وعبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي وسويد بن سعيد والوليد بن شجاع، خمستهم عن علي بن مسهر به.

(3)

في (كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة المائدة) 5/ 238 ورقمه / 3053 عن سفيان بن وكيع عن خالد بن مخلد (هو: القطواني) به، بنحوه. وهو في تفسير الطبري (10/ 580) ورقمه / 12531 عن ابن وكيع به.

(4)

(4/ 325 - 326) ورقمه / 1514 عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم عن خالد بن مخلد عن علي بن مسهر به، بنحوه.

(5)

وانظر: صحيح سنن الترمذي (3/ 47) ورقمه / 2446.

ص: 71

وأما حديث قيس بن الربيع، فرواه: البزار

(1)

عن عيسى بن عبد الله عن عاصم بن علي عنه به، ولم يسق لفظه، قال:(بنحوه).

وقيس بن الربيع تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، فحدث به، فوجدت المناكير في رواياته. وعاصم بن على هو: ابن عاصم الواسطي، قال ابن حجر:(صدوق ربما وهم) - وتقدما -، وعيسى بن عبد الله - شيخ البزار - هو: ابن سنان الطيالسي.

وأما حديث سليمان بن قرم، فرواه: البزار

(2)

، ورواه: الطبراني في الكبير

(3)

، بسنديهما عن صدقة بن سابق عن سليمان بن قرم به، بزيادة فيه في سبب نزول الآية، وفيه:(قيل لي: أنت منهم)، وهذا من لفظ البزار، وللطبراني نحوه.

وسليمان بن قرم ضعيف، وصحح الحاكم

(4)

، والذهبي الإسناد

(5)

، وهو حسن لغيره بما قبله

(6)

.

(1)

(4/ 326) ورقمه/ 1515.

(2)

(4/ 325) ورقمه/ 1513 عن محمد بن عبد الرحيم عن صدقة بن سابق به، بنحوه.

(3)

(10/ 78 - 77) ورقمه / 10011 عن عبدان بن أحمد عن محمد بن منصور الطوسي عن صدقة بن سابق عن سليمان بن قرم به.

(4)

المستدرك (4/ 143 - 144).

(5)

تلخيص المستدرك (4/ 143 - 144).

(6)

وسبب نزول الآية صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه.

- انظر: تفسير الطبري - والتعليق عليه - (10/ 577 - 582).

ص: 72

1584 -

[17] عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذْنُكَ عَليَّ أنْ يُرفَعَ

(1)

الحِجَاب، وأنْ تَستمِعَ سِوَادي

(2)

حتَّى أنَهاكَ).

هذا الحديث رواه: عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي، وعلقمة بن قيس النخعي، كلاهما عن عبد الله بن مسعود.

فأما حديث عبد الرحمن بن يزيد عنه فيرويه الحسن بن عبيد الله النخعي عن عبد الرحمن، واختلف عنه.

فرواه: مسلم

(3)

بسنده عن عبد الواحد بن زياد، ورواه - أيضًا -

(4)

،

(1)

هكذا في روايات صحيح مسلم: بالياء المثناة التحتية. وقيِّدَت عن الجياني بالتاء المثناة الفوقية.

- انظر: المشارق (1/ 279).

(2)

- بكسر السين المهملة، وبالدال -، واتفق العلماء على أن المراد به: السرار - بكسر السين، وبالراء المكررة -، وهو: السر، والمسار. قاله: النووي في شرحه على مسلم (14/ 150).

وانظر: تصحيفات المحدثين (1/ 281)، والمشارق (2/ 230)، وعمدة القارئ (2/ 291).

(3)

في (باب: جواز جعل الإذن رفع الحجاب، من كتاب: السلام) 4/ 1708 ورقمه / 2169 عن أبي كامل الجحدري (واسمه: فضيل بن حسين) وقتيبة بن سعيد، جميعًا عن عبد الواحد بن زياد به. والحديث من طريق عبد الواحد رواه - كذلك -: النسائي في فضائل الصحابة (ص / 148 - 149) ورقمه / 157، وتمام في الفوائد (2/ 211) ورقمه / 1553.

(4)

الموضع المتقدم نفسه، عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وإسحاق بن راهويه، كلهم عن ابن إدريس به، غير أنه لم يسق لفظه، قال:(مثله) اهـ، يعني: مثل حديث عبد الواحد. والحديث في مصنف ابن أبي شيبة (7/ 520) ورقمه / 1.

ص: 73

وابن ماجه

(1)

، والبزار

(2)

جميعًا بأسانيدهم عن عبد الله بن إدريس

(3)

، ورواه: الإمام أحمد

(4)

، وأبو يعلى

(5)

، والطبراني

(6)

بأسانيدهم عن زائدة (هو: ابن قدامة)

(7)

، ورواه: أبو يعلى - أيضًا -

(8)

بسنده عن سفيان (يعني: ابن سعيد الثوري)، أربعتهم عن الحسن بن عبيد الله

(9)

عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به.

واللفظ حديث مسلم، ولابن ماجه:(إذنك علي: أن ترفع الحجاب، وأن تسمع سوادي حتى أنهاك)، وللبزار: (وأن ترى سوادي حتى

(1)

المقدمة (فضل: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه) 1/ 49 ورقمه/ 139.

(2)

(5/ 292) ورقمه/ 1912.

(3)

وكذا رواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 153 - 154) عن ابن إدريس به. وكذا رواه: يعقوب في المعرفة (1/ 536) بسنده عن ابن إدريس به.

(4)

(6/ 383) ورقمه/ 3833 عن معاوية بن عمرو (هو: الأزدي) عن زائدة به.

(5)

(9/ 241) ورقمه/ 5356 عن أبي خيثمة (واسمه: زهير بن حرب) عن معاوية عن زائدة به.

(6)

المعجم الكبير (9/ 77) ورقمه / 8449 عن محمد بن النضر الأزدي عن معاوية به.

(7)

وكذا رواه: أبو نعيم في الحلية (1/ 126) بسنده عن زائدة به، غير أنه قال في من الحديث:(وأن تسمع سراري) اهـ، والصحيح أن الرواية بالواو، والدال (وانظر: تصحيفات المحدثين 1/ 288 - 289).

(8)

(8/ 406) ورقمه/ 4989، و (9/ 173) ورقمه/ 5265 عن محمد بن أبي بكر المقدمى عن ابن مهدي (وهو: عبد الرحمن) عن سفيان به.

(9)

وكذا رواه: البغوي في شرح السنة (12/ 286) ورقمه/ 3322، وابن عساكر في تأريخه (33/ 87، 88) بسنديهما عن حفص بن غياث عن الحسن بن عبيد الله به.

ص: 74

أنهاك)، وهذه رواية فيها تحريف من بعض رواتها؛ لمخالفتها سائر الروايات - والله أعلم -.

ورواه: الإمام أحمد

(1)

عن وكيع

(2)

، وعن عبد الرحمن (وهو: ابن مهدي)

(3)

جميعًا عن سفيان (هو: الثوري) عن الحسن بن عبيد الله به، ولم يذكرا فيه: عبد الرحمن بن يزيد

(4)

وهذا إسناد منقطع؛ لأن إبراهيم بن سويد لم يسمع ابن مسعود، بينهما: عبد الرحمن بن يزيد - كما سلف -

(5)

. ولفظ حديث وكيع نحو اللفظ المتقدم، ولابن مهدي:(قد أذنت لك أن ترفع الحجاب، وتسمع سوادي حتى أنهاك).

وأما حديث علقمة بن قيس عنه فرواه: الإمام أحمد

(6)

، وأبو يعلى

(7)

عن أبي خيثمة، والطبراني

(8)

عن محمد بن النضر الأزدي، كلهم عن معاوية بن عمرو عن زائدة قال: قال سليمان: سمعتهم يذكرون عن إبراهيم بن سويد عن علقمة، فذكر نحوه، فيه:(إذنك علي أن تكشف الستر)

وهذا إسناد فيه من لم يسم. ولعل الحديث ليس معروفًا عن

(1)

(6/ 209) ورقمه/ 3684.

(2)

وكذا رواه: ابن عساكر في تأريخه (33/ 85) بسنده عن وكيع به.

(3)

(6/ 277) ورقمه / 3732.

(4)

وكذلك رواه: جرير بن عبد الحميد عن الحسن بن عبيد الله

أفاده: الدارقطني في العلل (5/ 209)، ولم يسق إسناده.

(5)

وانظر: فضائل الصحابة للنسائي (ص / 149) رقم / 158.

(6)

(6/ 384) ورقمه / 3834.

(7)

(9/ 241) ورقمه / 5357.

(8)

المعجم الكبير (9/ 77) ورقمه / 8450.

ص: 75

علقمة عن ابن مسعود، لأنه تقدم من طريق زائدة عن الحسن عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود، وهذا هو المعروف.

وسليمان المذكور في الإسناد هو: الأعمش، نسبه الدارقطني في العلل

(1)

، وأفاد أنه قيل في الحديث - أيضًا -: عن زائدة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصوب قول من قال: عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله

وهو كما قال - والله تعالى أعلم -.

1585 -

[18] عن حميد بن عبد الرحمن الحميري قال: قال ابن مسعود - رضى الله عنه -: (كنتُ لَا أُحجَبُ عَنْ النَّجْوَى، وَلَا عنْ كَذَا، وَلَا عنْ كَذَا).

وهذا الحديث رواه: الإمام أحمد

(2)

عن إسماعيل، وعن ابن أبي عدي ويزيد

(3)

، ورواه: أبو يعلى الموصلي

(4)

عن أبي خيثمة عن يزيد بن هارون - وحده -

(5)

، جميعًا عن ابن عون

(6)

عن عمرو بن سعيد عن حميد

(1)

(5/ 210) رقم السؤال / 824.

(2)

(6/ 154) ورقمه / 3644.

(3)

(7/ 147) ورقمه / 4058، ورواه من طريقه: ابن عساكر في تأريخه (33/ 88/ 89).

(4)

(9/ 194) ورقمه / 5291.

(5)

وكذا رواه: الشاشي في مسنده (2/ 274) ورقمه / 849 عن عيسى بن أحمد عن يزيد بن هارون به.

(6)

وكذا رواه: الحاكم في المستدرك (4/ 182) من طريقين عن بشر بن الفضل عن ابن عون به.

ص: 76

ابن عبد الرحمن الحميري عن ابن مسعود به، واللفظ مختصر من لفظ الإمام أحمد عن إسماعيل، ولسائر الرواة عن ابن عون نحوه. وللإمام أحمد في حديث إسماعيل: قال ابن عون: (فنسي واحدة، ونسيت أنا واحدة) اهـ، يعني: شيخه عمرو بن سعيد، كما في تأريخ ابن عساكر

(1)

.

والحديث قال فيه الحاكم

(2)

- وقد رواه بسنده عن ابن عون به -: (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه) ا هـ، ووافقه الذهبي في التلخيص

(3)

. ورجال أسانيد الحديث رجال الشيخين عدا ابن عون

(4)

، وعمرو بن سعيد

(5)

فمن رجال مسلم وحده. وأعل أحمد شاكر في تعليقه على مسند الإمام أحمد

(6)

الإسناد بالانقطاع بين حميد بن عبد الرحمن، وابن مسعود، قال:(وحميد بن عبد الرحمن هو الحميري تابعي، ثقة، لكنه يروي عن متأخري الصحابة كابن عمر، وأبي هريرة. وما أظنه من طبقة من يدرك ابن مسعود) اهـ.

وابن مسعود مات سنة: اثنتين وثلاثين، أو التي تليها

(7)

. ومات حميد بن عبد الرحمن بعد الثمانين

(8)

، ولا أدري متى ولد، وكم كان له من

(1)

(33/ 89).

(2)

تقدمت الحوالة عليه.

(3)

(4/ 182).

(4)

انظر ما رقم له به الحافظ في التقريب (ص/ 533) ت/ 3544.

(5)

انظر ما رقم له به الحافظ في التقريب (ص/ 736) ت/ 5070.

(6)

(5/ 234) ورقمه/ 3644.

(7)

انظر: تأريخ ابن زبر (1/ 118)، والإعلام للذهبي (1/ 25) ت/ 58، (ص / 545) ت/ 3638.

(8)

كما في: طبقات خليفة (ص / 204).

ص: 77

العمر يوم مات؟ غير أني لم أر من دفع سماعه من ابن مسعود في غير ما ظنه أحمد شاكر.

وسماعه منه محتمل؛ لما سلف آنفًا من تأريخ وفاة ابن مسعود، وحميد. ولأن الحافظ

(1)

عد حميدًا في الطبقة الثالثة، وتمييزها

(2)

: (الطبقة الوسطى من التابعين كالحسن، وابن سيرين).

وفي طبقة تلاميذ ابن مسعود في تهذيب الكمال

(3)

جماعة كثيرة من الرواة الذين عدهم الحافظ في الطبقة الثالثة نفسها، ولم يدفع أحد من أهل العلم سماعهم من ابن مسعود - فيما أعلم - كالبراء بن ناجية

(4)

، وبلاد - بالدال - بن نقطة

(5)

، وعامر بن عبدة الكوفي

(6)

، وعبد الله بن بريدة

(7)

، وعبد الله بن زياد الأسدي

(8)

، وعبد الله بن عمرو الأودي

(9)

، وعبد الرحمن

(1)

التقريب (ص / 275) ت / 1563.

(2)

المرجع نفسه (ص / 81).

(3)

(16/ 123 - 126).

(4)

التقريب (ص / 165) ت / 656.

(5)

المرجع المتقدم نفسه (ص / 179) ت / 783.

(6)

المرجع المتقدم نفسه (ص / 477) ت / 3121.

(7)

المرجع المتقدم نفسه (ص / 493) ت / 3244.

(8)

المرجع المتقدم نفسه (ص / 507) ت / 3347.

(9)

المرجع المتقدم نفسه (ص / 531) ت / 3531.

ص: 78

ابن حرملة الكوفي

(1)

، وعبد الرحمن بن يزيد النخعي

(2)

، وعبيدة بن ربيعة

(3)

، وعمرو بن سلمة الهمداني

(4)

، وغيرهم.

والحديث في نقدي غير منقطع إلا إذا ثبت يقينًا أن حميدًا لم يسمع - أو يدرك - ابن مسعود - رضى الله عنه -

والحديث صحيح على شرط مسلم، قد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي - كما تقدم، وبالله التوفيق، والسداد -.

* وتقدمت عدة أحاديث في هذا المعنى في المطلب الحادي عشر، من هذا الفصل

فانظرها.

* وتقدم - أيضًا -

(5)

حديث حذيفة يرفعه: (ومما أقرأكم عبد الله فأقرؤوه)، رواه: الترمذي، وغيره، وهو حديث حسن لغيره.

1586 -

[19] عن أبي ذر - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لَيمُوتُنَّ رجلٌ منكمْ بفَلَاةٍ منْ الأرضِ، يشهدُهُ عصَابةٌ منْ المؤْمنين)، قال: فكل من كان معى في ذلك المجلس مات في جماعة، وفرقة، فلم يبق منهم غيري، وقد أصبحت بالفلاة أموت، فراقبي [يعني: امرأته] الطريق. فبينا هي كذلك إذا هي بالقوم تجدّ

(6)

بهم

(1)

المرجع المتقدم نفسه (ص / 575) ت/ 3865.

(2)

المرجع المتقدم نفسه (ص/ 604) ت/ 4070.

(3)

المرجع المتقدم نفسه (ص / 654) ت/ 4442.

(4)

المرجع المتقدم نفسه (ص / 737) ت / 5076.

(5)

في فضائل: حذيفة، ورقمه / 1350.

(6)

أي: تجتهد في السير بهم. - انظر: النهاية (باب: الجيم مع الدال) 1/ 244.

ص: 79

رواحلهم، فأقبلوا حتى وقفوا عليها، فقالوا: ما لك؟ قالت: امرؤ من المسلمين تكفنونه، وتؤجرون فيه، قالوا: ومن هو؟ قالت: أبو ذر، فلما وقفوا عليه، قال:(أبشِرُوا، أنتمْ النَّفرُ الَّذين قالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فيكمْ مَا قَال).

رواه: الإمام أحمد

(1)

عن عفان

(2)

عن وهيب

(3)

- وهذا مختصر من لفظه -، ورواه

(4)

- أيضًا - عن إسحاق بن عيسى، ورواه: البزار

(5)

عن يوسف بن موسى، كلاهما عن يحيى بن سليم

(6)

، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم الأشتر عنه به

إلا أن يحيى بن سليم قال في حديثه عن ابن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم الأشتر عن أبيه عن أم ذر عن أبي ذر به، بنحوه، مختصرًا.

وهكذا رواه: ابن الأثير

(7)

بسنده عن عفان عن وهيب به، إلا أنه قال في إسناده:(عن زوجة أبي ذر)، بدل قوله:(عن أم ذر).

(1)

(5/ 166).

(2)

هو الصفار، وشيخه فيه هو: ابن خالد.

(3)

ومن طريق وهيب رواه - كذلك -: ابن سعد (4/ 232 - 233).

(4)

(5/ 155).

(5)

(9/ 447 - 448) ورقمه / 4060.

(6)

والحديث من طريق يحيى رواه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات (4/ 233 - 234)، وابن أبي عاصم في الآحاد (2/ 229) ورقمه / 984، والحاكم في المستدرك (3/ 346 - 344)، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 564 - 565) ورقمه / 1567، وفي الحلية (1/ 169 - 170)، والبيهقى في الدلائل (6/ 401 - 402).

(7)

أسد الغابة (1/ 358).

ص: 80

ورواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى

(1)

عن عفان الصفار به، ولم يذكر أبا ذر في الإسناد.

وفي الطرق - الآنفة الذكر -: إبراهيم بن الأشتر، واسم الأشتر: إبراهيم بن مالك بن الحارث، روى عنه جماعة

(2)

، وذكره ابن حبان في الثقات

(3)

- وما تابعه أحد -، واختلف في إسناد حديثه على ما تقدم ذكره، وطريق الإمام أحمد عن عفان عن وهيب عن ابن خثيم أصح - مع ضعفها؛ لوجود ابن الأشتر في إسنادها -. وفي الطريق الأخرى - إضافة للعلة المتقدمة -: يحيى بن سليم، وهو: الطائفى، سيء الحفظ، وزاد راويين في الإسناد، لم يذكرهما وهيب.

وابن مسعود من أولئك النفر الذين شهدوا دفن أبي ذر

فعن محمد بن كعب قال: (إن ابن مسعود أقبل في ركب عمار، فمرّ بجنازة أبي ذرّ على ظهر الطريق، فنزل هو، وأصحابه، فواروه). أورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(4)

، وقال:(رواه: الطبراني، ومحمد بن كعب لم يدرك أبا ذر، وابن إسحاق مدلس) اهـ. يشير أنه لم يصرح بالتحديث، فحديثه ضعيف، ومحمد بن كعب لم يلق ابن مسعود - كما قاله -؛ فحديثه مرسل

(5)

. والحديث لم أره في المعجم الكبير؛ فلعله في المقدار المفقود منه.

(1)

(4/ 232 - 233).

(2)

انظر: التذكرة للحسيني (1/ 31) ت / 99، وتعجيل المنفعة (ص / 19) ت / 18.

(3)

(4/ 12).

(4)

(9/ 332).

(5)

انظر: جامع التحصيل (ص / 268) ت / 707.

ص: 81

والحديث في الطبقات الكبرى

(1)

لابن سعد عن أحمد بن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني بريدة بن سفيان الأسلمى عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن مسعود به، مطولًا

وابن إسحاق صرح بالتحديث - كما تقدم -. ولكن في الإسناد علتان: ضعف بريدة بن سفيان الأسلمى، وما تقدم ذكره من عدم لقي محمد بن كعب ابنَ مسعود. قال ابن الأثير

(2)

: (وتوفي أبو ذر سنة: اثنتين وثلاثين، بالربذة، وصلى عليه عبد الله بن مسعود؛ فإنه كان مع أولئك النفر الذين شهدوا موته) اهـ.

ورواه: ابن حبان في صحيحه

(3)

بسنده عن الحسن بن محمد الصباح عن يحيى بن سليم به، وذكر فيمن شهده: حجر بن الأدبر، وهو: حجر بن عدي الكندي، له صحبة

(4)

، ثم قال:(في نفر كلهم يمان)، ووقع له

(5)

مثل هذا الأخير - أيضًا - من طريق على بن المديني عن يحيى بن سليم به. وكندة قبيلة مشهورة من اليمن

(6)

، وعبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - هذلي، وهذيل قبيلة مساكنها جنوبي مكة

(7)

، ومكة من تهامة،

(1)

(4/ 228 - 221).

(2)

أسد الغابة (1/ 358).

(3)

الإحسان (15/ 57 - 58) ورقمه / 6670.

(4)

انظر: الإصابة (1/ 314) ت / 1629، وحجر: بضم أوله، وسكون الجيم، قاله في الإصابة.

(5)

الإحسان (15/ 60 - 61) ورقمه / 6671.

(6)

انظر: الأنساب (5/ 104).

(7)

انظر: الأنساب (5/ 631).

ص: 82

وتهامة من أرض اليمن

(1)

، فكل من ذكر في الروايات - فيما يظهر -: يمانون.

والحديث أورده: المنذري في الترغيب والترهيب

(2)

، والهيثمي في مجمع الزوائد

(3)

، وعزواه إلى الإمام أحمد، وإلى البزار - ولم أره فيه، ولا في زوائده للهيثمي، فلعله في المقدار المفقود -، وقالا - يقصدان إحدى طرق الحديث عند الإمام أحمد -:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ. وهذا لفظ المنذري، وطريقاه عنده ليس فيهما شيء رجالها رجال الصحيح؛ لأن إبراهيم بن الأشتر لم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة، وهو مذكور في الإسنادين. وأشار الحافظ

(4)

إلى قصة لحديث، وقال:(رويت بسند لا بأس به) اهـ.

والحديث رواه: الحاكم في المستدرك

(5)

بسنده عن معاوية بن عمرو، عن زائدة عن ابن خثيم عن مجاهد قال: (قال أبو ذر لنفر عنده

). فلم يذكر فيه إبراهيم، ولا أحدًا ممن تقدم ذكرهم، وهذا معضل

ومنه يتضح أنه لم يصح في هذا المعنى شيء من الطرق المتقدمة - والله أعلم -.

(1)

انظر: النهاية (باب: الياء مع الميم) 5/ 300.

(2)

(4/ 220 - 221) ورقمه / 161.

(3)

(9/ 331 - 332).

(4)

الإصابة (4/ 64).

(5)

(3/ 338 - 337)، وسكت هو، والذهبي في التلخيص (3/ 337 - 338) عنه.

ص: 83

1587 -

[20] عن عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رَضيتُ لأُمَّتي مَا رَضِي لهَا ابنَ أمِّ عَبْدٍ، وَكرِهتُ لأُمَّتي مَا كَرِهَ لهَا ابنُ أمِّ عَبْد).

هذا الحديث يرويه منصور بن المعتمر عن القاسم بن عبد الرحمن، واختلف عنه.

فرواه: البزار

(1)

- واللفظ له - عن محمد بن حميد، ورواه: الطبراني في الأوسط

(2)

عن محمد بن إبراهيم الرازى عن زنيج أبي غسان، كلاهما عن هارون بن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس عنه عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود به

قال البزار: (ولا نعلم أسند منصور عن القاسم عن أبيه عن عبد الله إلا هذا الحديث، ولا نعلم رواه مسندًا إلا عمرو بن أبي قيس من حديث محمد بن حميد عن هارون، وقد روي عن منصور عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلا). وقال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن منصور إلا عمرو بن أبي قيس)، وليس له فيه طرفه الآخر.

وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، نفى ابن معين

(3)

- مرة -، وأبو حاتم

(4)

سماعه من أبيه، وأثبته ابن معين

(5)

- مرة أخرى -، وسئل الإمام

(1)

(5/ 354 - 355) ورقمه / 1986.

(2)

(7/ 448 - 447) ورقمه / 6875.

(3)

التأريخ - رواية الدوري - (2/ 351)، وسؤالات ابن الجنيد له (ص / 473) ت / 819.

(4)

كما في: المراسيل لابنه (ص / 256) ت/ 476.

(5)

كما في: جامع التحصيل (ص/ 223) ت / 437.

ص: 84

أحمد

(1)

: هل سمع عبد الرحمن من أبيه، فقال:(أما الثوري، وشريك فيقولان: سمع)، وكذلك أثبت له ابن المديني

(2)

السماع من أبيه، وقال ابن حجر

(3)

: (سمع من أبيه، لكن شيئًا يسيرا) اهـ. وفي سند البزار: شيخه محمد بن حميد، وهو: أبو عبد الله الرازي، وهو ضعيف الحديث، وتابعه زنيج أبو غسان - واسمه: محمد بن عمرو -، وهو ثقة، ولكن الراوي عنه لم أقف على ترجمة له

(4)

.

ورواه زائدة بن قدامة عن منصور، واختلف عنه

فرواه: الطبراني في الكبير

(5)

عن محمد بن النضر الأزدي عن معاوية بن عمرو عنه عن منصور عن القاسم بن عبد الرحمن به. ولم يذكر أباه، وجده، فهو معضل. وهكذا رواه: سفيان الثوري، فيما رواه: ابن أبي شيبة في المصنف

(6)

، والإمام أحمد في فضائل الصحابة

(7)

، والحاكم في المستدرك

(8)

، ثلاثتهم - عدا الحاكم - عن وكيع عنه، إلا أن الحاكم لم يذكر في سنده:(زائدة)، ولعله سقط ذكره من الإسناد؛ بدليل رواية

(1)

كما في: المرجع المتقدم، الحوالة نفسها.

(2)

كما في: المرجع المتقدم، الحوالة نفسها - أيضًا -

(3)

التقريب (ص / 587) ت / 3949.

(4)

وانظر: مجمع الزوائد (9/ 290).

(5)

(9/ 80) ورقمه / 8458.

(6)

(7/ 521) ورقمه / 7.

(7)

(2/ 838) ورقمه / 1536.

(8)

(3/ 318).

ص: 85

الإمام أحمد. وهكذا رواه - أيضًا -: إسرائيل بن يونس عن منصور، فيما رواه: الحاكم

(1)

بسنده إليه

وهذا أشبه طرق الحديث بالصواب

(2)

.

ورواه: ابن أبي عمر

(3)

، ويعقوب بن سفيان

(4)

، كلاهما عن سفيان عن أبي عميس عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: تكلم ابن مسعود عند النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره في قصة، دون طرفه الآخر

وأبو عميس هو: عتبة بن عبد الله بن عتبة الهذلي، وحديثه معضل؛ لأن القاسم لم يدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا جده ابن مسعود

(5)

.

ورواه: الحاكم في المستدرك

(6)

بسنده عن أبي جعفر محمد بن علي الوراق - حمدان - عن يحيى بن يعلى المحاربي عن زائدة عن منصور عن زيد بن وهب عن ابن مسعود به، بنحوه

وقال: (هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وله علة)، ثم ذكر رواية إسرائيل المتقدمة. وشيخه وشيخ شيخه لم يرو لأحد منهما أصحاب الكتب الستة، وتفرد يحيى بن يعلى بهذا الوجه عن زائدة عن منصور. والأشبه في

(1)

(3/ 318).

(2)

وأشار البيهقي في المدخل (ص / 139) رقم / 97 إلى طريق إسرائيل، والثوري عن منصور.

(3)

في مسنده (كما في: المطالب العالية 9/ 338 - 339 ورقمه / 4507).

(4)

المعرفة والتأريخ (2/ 549 - 550).

(5)

انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص / 175) ت / 322، وجامع التحصيل (ص / 253 - 252) ت / 624.

(6)

(3/ 317 - 318) - وعنه: البيهقي في المدخل (ص / 138 - 139) ورقمه / 96 - .

ص: 86

الحديث - كما تقدم - أنه عن منصور عن القاسم به، وروايته معضلة، فالحديث ضعيف من هذا الوجه.

وروى الإمام أحمد

(1)

عن وكيع عن مالك - يعني: ابن مغول - عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد). وهذا مرسل

(2)

، رجاله كلهم ثقات.

والحديث أورده الدارقطني في العلل

(3)

، وذكر فيه بعض ما تقدم، إلا أنه قال في رواية زائدة:(عن منصور عن القاسم، قال حدثت عن ابن مسعود مرسلًا)، ثم قال:(والمرسل هو أثبت) اهـ، ولعل ما تقدم من الترجيح أشبه - والله تعالى أعلم -.

1588 -

[21] عن أبي الدرداء - رضى الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر - مرة - ابن أم عبد أن يخطب، فلما فرغ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أصَابَ ابنُ أمِّ عَبْدٍ، أصابَ ابنُ أمِّ عَبْدٍ، وَصَدَق، رَضِيتُ بمَا رَضِي اللهُ - تعَالى - لي، وَلأُمَّتي وَابنُ أمِّ عَبْد).

هذا الحدَيث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(4)

، وقال: (رواه: الطبراني، ورجاله ثقات، إلا أن عبد الله

(5)

بن عثمان بن خثيم لم يسمع من

(1)

فضائل الصحابة (2/ 840) ورقمه/ 1539.

(2)

انظر: جامع التحصيل (ص/ 222) ت/ 429.

(3)

(5/ 201).

(4)

(9/ 290).

(5)

وقع في المجمع مصغرا، والصحيح ما أثبته.

ص: 87

أبي الدرداء) اهـ. وأحاديث أبي الدرداء - واسمه: عويمر بن زيد - من المعجم الكبير لم تزل مفقودة - في حد علمي -.

وروى الحديث: أبو نعيم في المعرفة

(1)

عن عبد الله بن محمد عن علي بن محمد بن سعيد عن أحمد بن يونس عن ابن شهاب عن محتسب البصري عن محمد بن واسع عن ابن جبير عن أبي الدرداء به، بنحوه

وهذا إسناد ضعيف؛ فيه محتسب، وهو: ابن عبد الرحمن لين الحديث. وعلى بن محمد بن سعيد لم أعرفه. وأحمد هو: ابن عبد الله بن يونس. وأبو شهاب اسمه: عبد ربه بن نافع. وابن جبير هو: سعيد. وقال أبو نعيم عقب الحديث: (رواه: منصور عن القاسم عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم) اهـ.

ثم ساقه

(2)

عن الطبراني عن محمد بن النضر

(3)

عن معاوية عن زائدة عن منصور عن القاسم بن عبد الرحمن قال: حُدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد)

وهذا مرسل، وتقدمت بعض طرق الحديث في الحديث الذي قبل هذا.

وتقدم

(4)

من حديث حذيفة، مرفوعًا:(وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه). رواه: الترمذي، وغيره، بسند ضعيف. والحديث: حسن لغيره بشواهده.

(1)

(4/ 1769 - 1770) ورقمه / 4482.

(2)

(4/ 1770) ورقمه / 4483.

(3)

وقع في المطبوع: (ابن الحنفية)، وهو تحريف.

(4)

برقم/ 620.

ص: 88

1589 -

[22] عن عمرو بن العاص - رضى الله عنه - أنه قال لرجل: (سَأُحدِّثُكَ برجلينِ ماتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهُو يُحبُّهمَا: عبدِ اللهِ بنِ مسْعُودٍ، وعمَّارِ بنِ يَاسِر).

رواه: الإمام أحمد

(1)

عن أسود بن عامر عن جرير

(2)

- قال: يعني ابن حازم -، ورواه: الطبراني في الأوسط

(3)

عن أحمد (يعني: ابن القاسم بن مساور) عن عباد بن موسى الختلي عن أزهر بن سعد (هو: السمان) عن ابن عون

(4)

(وهو: عبد الله)، كلاهما عن الحسن

(5)

عنه به

قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن ابن عون إلا أزهر، تفرد به عباد) اهـ، وتابع عبادًا: الإمام أحمد في فضائل الصحابة

(6)

.

(1)

(29/ 341 - 342) ورقمه / 17807.

(2)

رواه: ابن عساكر في تأريخه (13/ 510) بسنده عن أبي سلمة بن إسماعيل عن جرير به.

(3)

(1/ 360 - 361) ورقمه / 615.

(4)

ورواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 263)، ورواه: النسائي في فضائل الصحابة (ص/ 154) ورقمه/ 169، وفي السنن الكبرى (5/ 74 - 75) ورقمه / 8274 عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله، ورواه: الحاكم في المستدرك (3/ 392) بسنده عن عبيد الله بن معاذ، ثلاثتهم عن معاذ بن معاذ عن ابن عون به.

قال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين إن كان الحسن بن أبي الحسن سمعه من عمرو بن العاص، فإنه أدركه بالبصرة بلا شك) اهـ، قال الذهبي في التلخيص (3/ 392):(لكنه مرسل).

(5)

ورواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 263) عن يزيد بن هارون وموسى بن إسماعيل، كلاهما عن جرير بن حازم عن الحسن به، بنحوه.

(6)

(2/ 861) ورقمه / 1606.

ص: 89

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(1)

، وقال - وقد عزاه إليه، وإلى الطبراني في الكبير -:(ورجال أحمد رجال الصحيح) اهـ، وهو كما قال.

والحديث صححه الحاكم على شرط الشيخين، وأعله الذهبي بالإرسال - كما تقدم -.

ولعل سبب الإعلال أن الحسن لم يذكر سماعًا، أو إخبارًا في الحديث، وهو من كل طرقه إلى وقفت عليها عنه يقول:(قال عمرو)، أو:(قال رجل لعمرو .. ) فيذكره! والحسن مدلس - كما تقدم -. ولم أر أحدًا من أهل العلم دفع سماع الحسن من عمرو

(2)

، وقد أدركه بالبصرة - كما تقدم في قول الحاكم -.

وروى الإمام أحمد

(3)

- أيضًا - عن عفان عن الأسود بن شيبان

(4)

قال: حدثنا أبو نوفل بن أبي عقرب قال: جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعًا شديدا. ثم ذكر كلامًا بينه وبين ابنه عبد الله، وفيه أن عمرًا قال:(ولكني أشهد على رجلين أنه قد فارق الدنيا، وهما يحبهما: ابن سمية، وابن أم عبد).

(1)

(9/ 290).

(2)

انظر - مثلًا - ترجمته في: تحفة التحصيل (ص / 82 وما بعدها).

(3)

(29/ 319 - 320) ورقمه / 17781 - ومن طريقه: ابن عساكر في تأريخه (13/ 536) -.

(4)

ورواه: ابن عساكر في تأريخه (13/ 535 - 536) بسنده عن حجاج بن منهال عن الأسود به.

ص: 90

وهذا إسناد على شرط مسلم، انفرد - دون البخاري - بإخراج حديث الأسود بن شيبان

(1)

، وأبي نوفل

(2)

في صحيحه. وما قبله به: حسن لغيره - في أدنى أحواله -.

1590 -

[23] عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، علمني من هذا القول، قال: فمسح رأسى، وقال:(يَرحمكَ الله، فإنَّكَ غُلَيمٌ مُعَلَّم).

هذا الحديث يرويه عاصم بن بهدلة بن أبي النجود عن زر بن حبيش الأسدي عن ابن مسعود، ورواه جماعة عن عاصم.

فرواه: الإمام أحمد

(3)

- وهذا من لفظه - عن أبي بكر بن عياش

(4)

، ورواه

(5)

- أيضًا - عن عفان

(6)

، وأبو يعلى

(7)

عن أبي خيثمة، عن روح بن

(1)

انظر ما رقم له به الحافظ في التقريب (ص / 146) ت / 507.

(2)

انظر ما رقم له به الحافظ في التقريب (ص / 1216) ت / 8488.

(3)

(6/ 82) ورقمه / 3598، و (6/ 83) ورقمه / 3599.

(4)

ورواه: ابن حبان في صحيحه (15/ 536 - 537) ورقمه / 7061، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/ 807 - 808) ورقمه / 1487، والأصبهاني في دلائل النبوة (2/ 502 - 503) ورقمه / 47 - 49، وأبو نعيم في الحلية (1/ 125)، كلهم من طرق عن أبي بكر بن عياش.

(5)

(7/ 416 - 417) ورقمه / 4412.

(6)

ورواه عن عفان - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 150 - 151)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 444) ورقمه / 163.

(7)

(9/ 209 - 211) ورقمه/ 5310.

ص: 91

عبادة، والطبراني في الكبير

(1)

عن علي بن عبد العزيز وأبي مسلم الكشي كلاهما عن حجاج بن النهال، ثلاثتهم (عفان، وروح، وحجاج) عن حماد بن سلمة

(2)

.

ورواه: البزار

(3)

عن خالد بن يوسف، ورواه: أبو يعلى

(4)

، ورواه: الطبراني في الكبير

(5)

، عن خلف بن عمرو العكبري، كلاهما (أبو يعلى، وخلف) عن المعلى بن مهدي، كلاهما (خالد، ومعلى) عن أبي عوانة

(6)

.

ورواه: أبو يعلى

(7)

، ورواه: الطبراني في الصغير

(8)

عن عمر بن عبد الرحمن السلمي أبي حفص البصري، كلاهما (أبو يعلى، وأبو حفص) عن إبراهيم بن الحجاج السامي عن أبي المنذر سلام بن سليمان، ورواه:

(1)

(9/ 78 - 79) ورقمه / 8455.

(2)

ورواه عن حماد - أيضًا -: الطيالسي في مسنده (2/ 47) ورقمه / 353، ورواه: يعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 537)، والشاشي في مسنده (2/ 122 - 123) ورقمه / 659، والبيهقي في الدلائل (2/ 172)، كلهم من طرق عن حماد به.

(3)

(5/ 219) ورقمه / 1824.

(4)

(8/ 402 - 403) ورقمه / 4985، ورواه عنه: ابن حبان في صحيحه (14/ 432) ورقمه / 6504.

(5)

(9/ 79) ورقمه / 8456.

(6)

وهو: الوضاح، رواه من طريقه - أيضًا -: اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (4/ 807 - 808) ورقمه / 1487، وأبو نعيم في الحلية (1/ 125)، والأصبهاني في الدلائل (2/ 505 - 506) ورقمه / 50.

(7)

(9/ 29 - 30) ورقمه / 5096.

(8)

(1/ 205) ورقمه/ 504، وقال:(لم يروه عن سلام بن المنذر إلا إبراهيم بن الحجاج).

ص: 92

الطبراني في الكبير

(1)

، وفي الأوسط

(2)

عن محمد بن المرزبان الأدمي الشيرازي عن سهل بن عثمان عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبي أيوب الإفريقي، خمستهم (أبو بكر بن عياش، وحماد بن سلمة، وأبو عوانة، وأبو المنذر، وأبو أيوب) عن عاصم به

وللإمام أحمد في الموضع الثاني: علمني من هذا القرآن، فقال:(إنك غلام معلم)، ولم يذكر مسح الرأس. ونحوه حديث حماد بن سلمة عن عاصم. ولأبي يعلى، والطبراني من حديث أبي المنذر: فمسح رأسه، وقال:(بارك الله نهيك، فإنك غلام معلم). وللطبراني في حديث أبي أيوب: (يرحمك الله، إنك غلام معلم)، ولم يذكر المسح.

والحديث حسن، مداره على عاصم بن بهدلة، وهو راو حسن الحديث - كما تقدم عن أهل النقد -.

ورواه: الذهبي في السير

(3)

من طريق الإمام أحمد عن أبي بكر بن عياش، وقال:(هذا حديث صحيح الإسناد) اهـ. وأبو المنذر سلام بن سليمان مختلف فيه، قال ابن حجر:(صدوق يهم) - وتقدم -، ولم يتابعه أحد - فيما أعلم - على قوله في الحديث:(بارك الله نهيك).

وخالد بن يوسف - شيخ البزار - هو: السمتي، ضعيف الحديث - وتقدم -. واسم أبي أيوب الإفريقي: عبد الله بن على الإفريقي الأزرق،

(1)

(9/ 79) ورقمه / 8457.

(2)

(8/ 303) ورقمه / 7617.

(3)

(1/ 464 - 465).

ص: 93

وثقه ابن معين

(1)

، وقال أبو زرعة

(2)

: (ليس بالمتين، في حديثه إنكار، هو لين)، وقال ابن حجر

(3)

: (صدوق يخطئ) - وقد توبعا -.

1591 -

[24] عن علي بن أبي طالب - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَو كنتُ مُؤمِّرًا

(4)

أحَدًا منْ غيرِ مَشُورَةٍ

(5)

لأمَّرتُ ابنَ أمِّ عَبْد

(6)

).

رواه: أبو عيسى الترمذي

(7)

- واللفظ له -، وابن ماجه القزويني

(8)

، والإمام أحمد

(9)

،

(1)

التأريخ - رواية الدوري - (2/ 320).

(2)

كما في: الجرح والتعديل (5/ 116) ت / 526.

(3)

التقريب (ص / 528) ت / 3511.

(4)

بتشديد الميم المكسورة - أي: جاعلًا أحدًا أميرا. - انظر: تحفة الأحوذي (10/ 312).

(5)

بفتح، فسكون، ففتح، كما في المرجع المتقدم، الحوالة نفسها.

(6)

أي على جيش، أو على أمر من أموره حال حياته، ولا يجوز أن يحمل على غير ذلك، فإنه وإن كان من العلم والعمل بمكان، وله الفضائل، والسوابق فإنه لم يكن من قريش، وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن الخلافة في قريش في غير ما حديث. - انظر: تحفة الأحوذى (10/ 312).

(7)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه -) 5/ 632 ورقمه / 3809 عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن سفيان الثوري به.

(8)

المقدمة (فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل عبد الله ابن مسعود) 1/ 49 ورقمه / 137 عن علي بن محمد عن وكيع عن سفيان به، بنحوه.

(9)

(2/ 140) ورقمه / 739، عن وكيع، بمثل حديث على بن محمد عنه، وهو في الفضائل (2/ 839) ورقمه / 1538 سندًا، ومتنا.

ص: 94

وأبو بكر البزار

(1)

، أربعتهم من طرق عن سفيان الثوري

(2)

، ورواه: الترمذي

(3)

، والإمام أحمد

(4)

، والبزار

(5)

- أيضًا -، والطبراني في الأوسط

(6)

، كلهم من طرق عن منصور بن المعتمر، ورواه: الإمام أحمد

(7)

،

(1)

(3/ 73) ورقمه / 838 عن محمد بن المثني عن موسى بن مسعود عن سفيان الثوري به، بنحوه.

(2)

الحديث من طريق سفيان الثوري رواه - أيضًا -: أبو بكر النجاد في أماليه [15/ 2 - 16/ 1]- كما في حاشية مسند البزار (3/ 74) -، وذكره - أيضًا -: الدارقطني في العلل (4/ 65).

(3)

(5/ 632) ورقمه / 3808 عن عبد الله بن عبد الرحمن عن صاعد الحراني (وهو: ابن عبيد) عن زهير بن معاوية عن منصور به، بنحوه. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 284).

(4)

(2/ 208) ورقمه / 846 عن موسى بن داود، و (2/ 211) ورقمه / 852 عن حسن بن موسى، كلاهما عن زهير بن معاوية به، مثله.

(5)

(3/ 73) ورقمه / 837 عن محمد بن المثني عن موسى بن داود عن زهير به، مثله. والحديث من طريق زهير - أيضًا -: يعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 534)، والخطيب في تأريخه (1/ 148)، والبغوي في شرح السنة (14/ 149) ورقمه / 3947، وقال:(هذا الحديث إنما يعرف من حديث على)، وذكره الدارقطني في العلل (4/ 64).

(6)

(7/ 202 - 203) ورقمه / 6387 عن محمد بن عمرو (هو: ابن خالد الحرافي) عن أبيه عن زهير (يعني: ابن معاوية) عن منصور به. وقال: (لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا منصور، تفرد به زهير) اهـ، وفيما ذكرته من طرق الحديث رد عليه.

(7)

(2/ 10) ورقمه / 566 عن أبي سعيد (يعني: مولى بني هاشم) عن إسرائيل (وهو: ابن يونس) به، بمثله.

ص: 95

والبزار

(1)

، كلاهما من طريق إسرائيل بن يونس

(2)

، ثلاثتهم (سفيان، ومنصور، وإسرائيل) عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي به

قال الترمذي - عقب حديث منصور -: (هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث الحارث عن علي). وقال البزار - عقب حديث سفيان -: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد) اهـ. ولابن ماجه: (لو كنت مستخلفا أحدا من غير مشورة لاستخلفت ابن أم عبد).

وفي الإسناد: أبو إسحاق، وهو: السبيعي، مدلس من الثالثة، وقد عنعن. والحارث هو: ابن عبد الله الأعور لا يحتج به، فالحديث ضعيف، وقد ضعفه: المباركفوري

(3)

، والألباني

(4)

.

(1)

(3/ 83) ورقمه / 852 عن يوسف بن موسى عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل به، بمثله. ومن طريق ابن موسى رواه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 154)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 534)، وقرن به: عبد الله بن رجاء.

(2)

لم يقف الدارقطني رحمه الله على رواية إسرائيل هذه عن أبي إسحاق، فقد ذكر الحديث في علله (4/ 66) من طريق الثوري، ومنصور، ثم قال:(ولا نعلم حدث به عن أبي إسحاق كذلك غيرهما).

(3)

تحفة الأحوذي (10/ 312).

(4)

في ضعيف سنن الترمذي (ص / 512) ورقمه / 796، 797، وضعيف سنن ابن ماجه (ص/ 11) ورقمه/ 24. وقال في ضعيف الجامع (ص / 699) ورقمه / 4844:(ضعيف جدًّا)، وأعله في تعليقه على المشكاة (3/ 1755) ورقمه / 6222 بأن الحارث الأعور واه، وليس هذا بعيدا.

ص: 96

ومن علل الحديث الأخرى - فيما دون مدار أسانيده -: في أحد إسنادي الترمذي سفيان بن وكيع، وقد سقط حديثه؛ لما ابتلي به من وراقه أدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح، فلم يقبل. والحديث وارد عن أبيه من غير طريقه، فقد جاء - كما تقدم - من حديث: علي بن محمد عند ابن ماجه، ولا أدري أهو الطنافسي، أم ابن أبي الخصيب، الثاني منهما أوثق من الأول. وفي سنده الآخر: صاعد الحراني، لم أر من وثقه

(1)

، وقال الحافظ

(2)

: (مقبول). وإسرائيل بن يونس ممن سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط، لكن تابعه: منصور والثوري، الثاني من قدماء أصحاب أبي إسحاق. واختلف في سند الحديث على أبي إسحاق على ثلاثة أوجه - غير ما تقدم -.

فرواه: النسائي في الفضائل

(3)

، وفي سننه الكبرى

(4)

، والحاكم في المستدرك

(5)

، كلاهما من طريق المعاني بن سليمان الحراني عن القاسم بن معين

(6)

عن منصور عنه عن عاصم بن ضمرة عن علي به.

قال: عاصم بن ضمرة، بدل: الحارث، وتقدم ذكر الحارث من رواية زهير بن معاوية عن منصور، وهى أولى. قال الحاكم: (هذا حديث

(1)

انظر ترجمته في تهذيب الكمال (13/ 5) ت/ 2793.

(2)

التقريب (ص/ 443) ت/ 2858.

(3)

(ص/ 151) ورقمه/ 163.

(4)

(7/ 73) ورقمه/ 8267.

(5)

(3/ 318).

(6)

أشار إليه الدارقطني في العلل (4/ 65) عن ابن معين - أيضًا -

ص: 97

صحيح الإسناد ولم يخرجاه) اهـ، وتعقبه الذهبي في التلخيص

(1)

بقوله: (عاصم ضعيف) اهـ.

وعاصم لا بأس بحديثه

(2)

، إلا أن في روايته عن علي كلام. قال ابن حبان

(3)

: (يرفع عن علي قوله كثيرا). وقال ابن عدي - وقد ذكره في الكامل

(4)

-: (وعاصم بن ضمرة لم أذكر له حديثًا لكثرة ما يروي عن على مما تفرد به، ومما لا يتابعه الثقات عليه).

وذكره الدارقطني في العلل

(5)

عن مالك بن مغول عن أبي إسحاق مرسلًا، كما ذكره

(6)

- أيضًا - عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي به

وأبو إسحاق اختلط بأخرة، وكل من روى حديثه لا أدري أسمع منه قبل اختلاطه أم لا؟ لكن تقدم أن سفيان الثوري رواه عنه عن الحارث عن علي، فهذا المختار في سند حديثه؛ لأن سفيان ممن سمع منه قديمًا، وتقدم أن منصور بن المعتمر، وإسرائيل روياه عنه بمثله. وسبق التنبيه على حال إسرائيل في جده - والله أعلم -.

(1)

(3/ 318).

(2)

انظر: من كلام يحيى بن معين والرجال - رواية: ابن طهمان الدقاق - (ص/ 65) ت/ 159، والجرح والتعديل (6/ 345) ت / 1910، والتقريب (ص/ 472) ت/3080.

(3)

المجروحين (2/ 125 - 126).

(4)

(5/ 225).

(5)

(4/ 66).

(6)

الحوالة المتقدمة نفسها.

ص: 98

ورواه عبد العزيز بن أبان عن سفيان عن منصور عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي، ذكره الدارقطني في علله

(1)

، والأفراد

(2)

، وقال - في الثاني منهما -:(غريب من حديث الثوري عن منصور عن أبي إسحاق، تفرد به أبو حكيم الأموي عبد العزيز بن أبان عنه) اهـ، وعبد العزيز بن أبان هذا متروك الحديث، كذبه جماعة.

1592 -

[25] عن ابن مسعود - رضى الله عنه - قال - في حديث فيه طول -: فبينما أنا قاعد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوسد فخذي إذا أنا برجال - كأنهم رجال الحجاز - عليهم ثياب بيض، الله أعلم ما بهم من الجمال. وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: هل تدري من هم؟ قلت: الله، ورسوله أعلم، قال:(هُمْ الملائِكَة).

هذا الحديث رواه: أبو تميمة، واختلف عنه

فرواه: الترمذي

(3)

- وهذا من لفظه -، والبزار

(4)

، كلاهما عن محمد بن بشار عن محمد بن أبي عدي

(5)

، ورواه: الدارمي

(6)

عن الحسن بن على عن أبي أسامة، كلاهما

(1)

(4/ 66).

(2)

كما في: الأطراف (1/ 196 - 197) ورقمه / 277.

(3)

في (كتاب: الأمثال، باب: ما جاء في مثل الله لعباده) 5/ 134 - 136 ورقمه / 2861.

(4)

(5/ 271 - 273) ورقمه / 1886.

(5)

ورواه: الأصبهاني في الدلائل (1/ 77) ورقمه / 65 بسنده عن محمد بن العباس الباهلي عن ابن أبي عدى به.

(6)

المقدمة (باب: صفة النبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه) 1/ 19 ورقمه / 12.

ص: 99

عن جعفر بن ميمون عنه عن أبي عثمان عن ابن مسعود به

قال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وأبو تميمة هو: الهجيمى، واسمه: طريف بن مجالد، وأبو عثمان النهدي اسمه: عبد الرحمن بن مل

(1)

). وقال البزار: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه. وقد رواه التيمي فخالف جعفر بن ميمون في إسناده، وقال: عن عمرو البكالي عن أبي عثمان) اهـ.

وجعفر بن ميمون هو: التميمي، أبو علي الأنماطي، ضعفه: ابن معين

(2)

، والإمام أحمد

(3)

، والنسائى

(4)

، والعقيلي

(5)

، وابن عدي

(6)

، ووهاه: ابن معين

(7)

- مرة -، والبخاري

(8)

. ومحمد بن أبي عدي هو: محمد بن إبراهيم، والحسن بن علي هو: الحلواني. واسم أبي أسامة: حماد بن أسامة.

(1)

وانظر: تحفة الأشراف (7/ 81) ورقمه / 9381، وطبقة شيوخ طريف في تهذيب الكمال (13/ 381).

(2)

كما في: الكامل لابن عدي (2/ 138).

(3)

العلل - رواية: عبد الله - (3/ 58) رقم النص / 4157، و (3/ 103) رقم النص/ 4396.

(4)

الضعفاء (ص/ 164) ت/ 110.

(5)

الضعفاء (1/ 189) ت/ 236.

(6)

الكامل (2/ 138).

(7)

التأريخ - رواية الدورى - (2/ 88).

(8)

كما في: التهذيب (2/ 109).

ص: 100

والحديث رواه: الإمام أحمد

(1)

عن عارم

(2)

وعفان، كلاهما عن معتمر عن أبيه عنه [أعني: عن أبي تميمة] عن عمرو - قال: لعله أن يكون قد قال: البكالي يحدثه عن عمرو عن عبد الله بن مسعود -، وفيه:(هم نفر من الملائكة - أو قال: "هم من الملائكة"، أو كما شاء الله -). وهو للبخاري في التأريخ الصغير بسنده عن عارم، وفيه: أبو تميمة عن عمرو - ولعله أن يكون قاله البكالي - حدثهم عن ابن مسعود.

وهذا إسناد رجاله ثقات، عارم هو: محمد بن الفضل، وعفان هو: الصفار، ومعتمر هو: ابن سليمان التيمي، وعمرو البكالي قال البخاري

(3)

، وأبو حاتم

(4)

، وغيرهما: له صحبة.

والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(5)

، وقال:(رواه الترمذي باختصار، ورواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير عمرو البكالي، وذكره العجلي في ثقات التابعين، وابن حبان، وغيره من الصحابة) اهـ. وذكر ابن حجر

(6)

، والمباركفوري

(7)

أن ابن خزيمة رواه، وصححه.

(1)

(6/ 332 - 334) ورقمه / 3788.

(2)

ورواه عنه: البخارى في التأريخ الصغير (1/ 234).

(3)

التأريخ الكبير (6/ 313) ت/ 2498.

(4)

كما في: الجرح والتعديل (6/ 270) ت/ 1495. وانظر: التذكرة للحسيني (3/ 5194) ت/ 5164، والإصابة (3/ 23 - 24) ت/ 5990.

(5)

(8/ 261).

(6)

الفتح (13/ 269).

(7)

تحفة الأحوذي (8/ 158).

ص: 101

ويشبه الإسناد أن يكون منقطعًا، قال البخاري - وقد رواه في التأريخ الصغير

(1)

وتقدم -: (ولا يعرف لعمرو سماع من ابن مسعود) اهـ. وذكره ابن كثير في تفسيره

(2)

عن الإمام أحمد، وقال:(وفيه غرابة شديدة) ا هـ.

واختلفت الروايات هل كان ابن مسعود مع النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة - وهي المعروفة بليلة الجن - أم لا؟ قال ابن كثير

(3)

- وقد أورد بعضها -: (أما ابن مسعود فإنه لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حال مخاطبته للجن، ودعائه إياهم، وإنما كان بعيدًا منه، ولم يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم أحد سواه، ومع هذا لم يشهد حال المخاطبة .. وقد يحتمل أن يكون أول مرة خرج إليهم لم يكن معه صلى الله عليه وسلم ابن مسعود - رضى الله عنه -، ولا غيره

ثم بعد ذلك خرج معه ليلة أخرى - والله أعلم -) اهـ. وذكر البخاري

(4)

أنه لا يصح أن ابن مسعود كان معه صلى الله عليه وسلم، وهو الذي في صحيح مسلم

(5)

.

والخلاصة: أن إسناد حديث معمر عن أبيه عن أبي تميمة أشبه من إسناد جعفر بن ميمون، لكنه منقطع - والله أعلم -.

(1)

(1/ 234)، وقاله - أيضًا - في تأريخه الكبير (2/ 200).

(2)

(4/ 177).

(3)

تفسيره (4/ 175 - 179).

(4)

التأريخ الكبير (2/ 201).

(5)

(1/ 332 - 333) ورقمه / 450، وانظر: العلل لابن أبي حاتم (1/ 45) رقم/ 99.

ص: 102

1593 -

[26] عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: (مَا بَقِي معَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ أُحُدٍ إلَّا أربعةٌ، أحدُهمْ: عبدُ اللهِ بنُ مَسْعُود).

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

، وفي الأوسط

(2)

عن موسى بن هارون عن يحيى الحماني عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن عكرمة عنه به

وقال في الأوسط: (لم يرو هذا الحديث عن سلمة إلا ابنه) اهـ.

وهذا الابن شيعي متروك، في حديثه من غمز الصحابة - رضوان الله عليهم - ما فيه. حدث به عنه: يحيى الحماني - وهو: ابن عبد الحميد - متهم بسرقة الحديث؛ فحديثهما رواية هالك عن هالك، ويشبه أن يكون حديثًا موضوعًا.

* وتقدم

(3)

في فضائله: ما رواه الشيخان، وغيرهما من حديث أبي الدرداء - رضى الله عنه - أنه قال لعلقمة بن قيس:(أليس فيكم صاحب السواك، والوساد - أو السرار -). وفي رواية للبخاري: (أوليس عندكم ابن أم عبد، صاحب النعلين، والوساد، والمطهرة).

(1)

(9/ 95) ورقمه/ 8515.

(2)

(9/ 36) ورقمه / 8075، وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 114) إلى البزار، وانظره (9/ 290).

(3)

برقم/ 749، وانظر الحديث الذي بعده.

ص: 103

* وما روياه - كذلك - من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يرفعه: (استقرئوا القرآن من أربعة .. )، ذكر ابن مسعود منهم - بدأ به -

(1)

.

* وما رواه مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص - رضى الله عنه - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه أبيسلم - ستة نفر، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا. قال: وكنت أنا، وابن مسعود، ورجل من هذيل، وبلال، ورجلان لست أسميهما. فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع، فحدث نفسه، فأنزل الله عز وجل:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}

(2)

.

* وما رواه الترمذي، وغيره من حديث علي رضي الله عنه ينميه: (إن كل نبي أعطي سبعة نجباء، رفقاء - أو قال: نقباء -، وأعطيت أنا أربعة عشر

)، ذكر منهم: عبد الله بن مسعود. وإسناده ضعيف

(3)

.

* وتقدم

(4)

من طرق منها ما هو واه، ومنها ما لم أقف على إسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لقد هممت أن أبعثهم إلى الأمم، كما بعث عيسى الحواريين)، يعني من ذكروا في حديث ابن عمرو - المتقدم -، ومنهم: ابن مسعود.

(1)

برقم/ 707، وانظر ما بعده.

(2)

من الآية رقم: (52)، من سورة: الأنعام

والحديث تقدم برقم/ 1223.

(3)

برقم/ 764.

(4)

برقم/ 735، ومعه عدة أحاديث بنحوه.

ص: 104

* وما رواه الترمذي، وغيره من حديث حذيفة يرفعه:(ومما حدثكم ابن مسعود فصدقوه)

(1)

، وهو حديث حسن لغيره.

* وما رواه الترمذي، وغيره - كذلك - من حديث ابن مسعود يرفعه:(وتمسكوا بعهد ابن مسعود)، وسنده واه

(2)

.

* وما رواه الطبراني في بعض معاجمه من حديث ابن مسعود ينميه: (قد أحسنت، أبشر بالجنة) - يعنيه -، وسنده واه - أيضًا -

(3)

.

* وما رواه الطبراني - أيضًا - من حديث عبادة أن ابن مسعود ممن يحبهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث لا يصح من حيث الإسناد

(4)

.

* خلاصة: اشتمل هذا القسم على خمسة وثلاثين حديثًا، كلها موصولة. منها أربعة عشر حديثًا صحيحًا - اتفق الشيخان على ثلاثة منها، وانفرد باثنين، ومسلم بثلاثة -. وحديثان حسنان. وثمانية أحاديث حسنة لغيرها. وستة أحاديث ضعيفة. وأربعة أحاديث ضعيفة جدًّا - ثبت أحدها من طرق أخرى -. وحديث موضوع. وذكرت فيه ثلاثة أحاديث من خارج كتب نطاق البحث، في الشواهد، أو على إثر أحاديث نحوها - والله تعالى أعلم -.

(1)

ورقمه / 620.

(2)

برقم/ 622.

(3)

برقم / 1148.

(4)

تقدم في فضائل جماعة من الصحابة، برقم / 573.

ص: 105