الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم التاسع ومئتان: ما ورد في فضائل معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي رضي الله عنهما
-
1732 -
[1] عن ابن عباس - رضى الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (اذْهَبْ، وَادْعُ لِي مُعَاوِيَة). قال: فجئت، فقلت: هو يأكل. قال ثُمَّ قال لي: (اذْهَبْ، فَادْعُ لِي مُعَاوِيَة) قال: فجئت، فقلت: هو يأكل. فقال: (لا أَشْبَعَ الله بَطْنَه).
رواه: مسلم
(1)
بسنده عن أمية بن خالد، ثم ساقه من وجه آخر
(2)
عن النضر بن شميل، كلاهما عن شعبة عن أبى حمزة القصاب عن ابن عباس به
…
وأبو حمزة القصاب هو: عمران بن أبي عطاء، وهو حسن الحديث، وقال ابن عساكر
(3)
إن الحديث أصح ما ورد في فضل معاوية، وهو كذلك.
والحديث أورده العقيلى في الضعفاء
(4)
بسنده عن فهد بن عوف عن أبى عوانة عن أبي حمزة به، مختصرًا
…
وكان قال في استهلاله ترجمة أبى حمزة: (لا
(1)
في (كتاب: البر والصلة والآداب، باب: من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه
…
كان له زكاة وأجرًا ورحمة) 4/ 2010 ورقمه/ 2604 عن محمد بن المثنى العنزي وَابن بشار، كلاهما عن أمية بن خالد به.
(2)
عن إسحاق بن منصور عن النضر بن شميل، قال:(فذكر بمثله). وهو للبيهقي في الدلائل (6/ 242 - 243) بسنده عن أحمد بن سلمة عن إسحاق بن منصور به، بنحوه.
(3)
انظر: تأريخ دمشق (16/ 349).
(4)
(3/ 299).
يتابع على حديثه، ولا يعرف إلّا به) اهـ، يعني: حديثه هذا، وكأنه يشير إلى ضعفه، وليس الأمر كذلك للمختار في حال أبي حمزة، وإخراج مسلم لحديثه في الصحيح. وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة
(1)
عن الطيالسي في مسنده
(2)
إذ رواه عن أبي عوانة، وهشام (وهو: الدستوائي) عن أبى حمزة به، بمثله
…
وقال: (وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم. وفي أبي حمزة القصاب - واسمه عمران بن أبي عطاء - كلام من بعضهم لا يضره، فقد وثقه جماعة من الأئمة
…
ومن ضعفه لم يبين السبب، فهو جرح مبهم، غير مقبول) اهـ، وإيراد العقيلى لأبي حمزة في الضعفاء لجرح مفسّر - كما هو مبيّن -، ثم إنه لا مناص من أخذ الجروح المبهمة بالاعتبار لئلا يتعطل النقد، واشتراط بيان السبب - دائمًا - يفضى إلى تعطيل النقد
…
نعم يتأكد طلب تفسير الجرح حيث توجد قرينة داعية إليه حيث يحتمل الحال شكًا؛ إما لاختلاف في الاجتهاد، أو لتهمة يسيرة في الجارح، أو نحو ذلك
(3)
، وما الداعى هنا؟ ولا يُوافق الألباني رحمه الله على صحة الإسناد، وقوله:(رجاله كلهم ثقات)؛ فإن المختار أن أبا حمزة صدوق، هذا مقتضى كلام
(1)
(1/ 121) رقم / 82.
(2)
(11/ 359) رقم / 2746.
(3)
انظر في هذه المسألة: طبقات الشافعية (2/ 21 - 22)، وقاعدة في الجرح والتعديل كلاهما للسبكى (ص / 51 - 53)، وضوابط الجرح للدكتور: عبد العزيز العبد اللطيف (ص / 40 - 42)، ودراسات في الجرح والتعديل للدكتور: محمد ضياء الرحمن (ص / 66 - 71).
الإمام أحمد، والذهبي، وابن حجر، وهو خلاصة النظر في أقوال النقاد فيه. ولم يوثقه إلّا ابن معين، وقال ابن حجر:(قال ابن خلفون عن ابن نمير أنه وثقه)، فكأنه لم يثبت عنده - والله أعلم -.
وهو للإمام أحمد
(1)
عن محمد بن جعفر عن شعبة، ومن طرق
(2)
عن أبي عوانة، كلاهما عن أبي حمزة القصاب به، مختصرًا، دون الشاهد، وبعضها أتم من بعض، وفيها جميعًا - عدا حديث بكر بن عيسى، في موضع - أن ابن عباس قال: وكان كاتبه - يعني: معاوية -.
وفي هذا الحديث فضيلة لمعاوية - رضى الله عنه -؛ لأنه صح عند البخاري
(3)
، ومسلم
(4)
من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه - أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم فأيما مؤمن سببته، فاجعل ذلك له
(1)
(4/ 50) ورقمه / 2150 مختصرًا، وَرواه في موضع آخر (5/ 234) ورقمه / 3131 أتم منه.
(2)
(4/ 397 - 398) ورقمه / 2651 عن عفان (وهو: الصفار)، وَ (21715) ورقمه / 3104، وَ (4/ 50) ورقمه /، 215 عن بكر بن عيسى أبى بشر الراسني، كلاهما (عفان، والراسبي) عن أبي عوانة (وهو: الوضاح) به
…
وليس له في الموضع الثاني عن بكر بن عيسى قول ابن عباس: (وكان كاتبه) - كما سيأتي -. ورواه: البيهقى في دلائل النبوة (6/ 243) بسنده عن مرسى بن إسماعيل عن أبى عوانة به، أطول من لفظه هنا.
(3)
في (كتاب: الدعوات، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة") 11/ 175 ورقمه / 6361.
(4)
في (كتاب: البر والصلة والآداب، باب: من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم
…
كان له زكاة وأجرًا ورحمة) 4/ 2008 ورقمه / 2601.
قربة إليك)، واللفظ لمسلم. وفي لفظ آخر له
(1)
: (
…
فاجعلها له زكاة، ورحمة)، وفي لفظ
(2)
: (
…
فاجعلها له صلاة وزكاة، وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة).
1733 -
[2] عن العرباض بن سارية - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الكتَابَ، وَالحِسَابَ، وَقِهِ العَذَاب).
رواه: الإمام أحمد
(3)
عن عبد الرحمن بن مهدي، والبزار
(4)
عن وهب بن يحيى بن زمام العبسى عن قرة بن سليمان، والطبراني في الكبير
(5)
بسنده عن أسد بن موسى، وعبد الله بن صالح، أربعتهم (ابن مهدي، وقرة، وأسد، وابن صالح) عن معاوية بن صالح
(6)
عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن
(1)
الموضع المتقدم نفسه (4/ 2007).
(2)
الموضع السابق نفسه.
(3)
(28/ 383 - 382) ورقمه / 17152، وهو في الفضائل (2/ 913) ورقمه / 1748.
(4)
[ق / 219] الكتاني.
(5)
(18/ 251 - 252) ورقمه / 628 عن أبى يزيد القراطيسي عن أسد بن موسى، وعن بكر بن سهل عن عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح به. ورواه عنه: أبو نعيم في المعرفة (2/ 805) ورقمه / 2120 - الوطن -. ورواه (4/ 2236) ورقمه / 5556 عن الطبراني عن بكر بن سهل به.
(6)
والحديث من طريق معاوية بن صالح رواه - أيضًا -: يعقوب في المعرفة (2/ =
أبي رُهْم
(1)
عن العرباض به
…
وألفاظهم سواء، وأعله البزار بأن الحارث بن زياد لا يعلم كبير أحد روى عنه، قال:(ويونس بن سيف صالح الحديث) اهـ، والحارث هو: الشامى، لا أعرف روى عنه أحد غير يونس بن سيف
(2)
، وقال ابن عبد البر
(3)
، والذهبي
(4)
: (مجهول)، زاد ابن عبد البر:(لا يعرف بغير هذا الحديث)، وقال - مرة -
(5)
: (مجهول، وحديثه منكر)، وقال ابن حجر
(6)
: (لين الحديث). والراوي عنه: يونس بن سيف هو: الكلاعى الحمصى، تقدم أن الأشبه في حاله أنه صالح الحديث.
ومعاوية بن صالح هو: ابن جرير لا بأس به. وأبو رهم هو: أحزاب بن
= 345)، والبغوي في معجمه (5/ 364 - 365) ورقمه / 2184، 2185، وابن خزيمة في صحيحه (3/ 214) ورقمه / 1938، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 272 - 273) ورقمه / 437 بسنده عن بشر بن السري، وَسويد بن سعيد، وابن حجر في التهذيب (2/ 142 - 143) بسنده عن الليث بن سعد، ثلاثتهم عنه به، مثله. ورواه: ابن الجوزي - أيضًا - (2/ 273) ورقمه / 438 بسنده عن عبد الله بن صالح عن يونس بن سيف به
…
وهذا منقطع، بينهما معاوية بن صالح - كما تقدم في رواية الطبراني بسنده عن عبد الله بن صالح -.
(1)
بمضمومة، وسكون هاء. - المغني (ص / 114).
(2)
وانظر: التهذيب (2/ 142)، ومجمع الزوائد (9/ 356).
(3)
الاستيعاب (3/ 401).
(4)
في غير ما كتاب من كتبه، ومنها: المغني (1/ 141) ت / 1229، والميزان (1/ 433) ت / 1617.
(5)
كما في: التهذيب (2/ 142).
(6)
التقريب (ص / 210) ت / 1029.
أسيد
(1)
السماعى، مختلف في صحبته، والصحيح أنه مخضرم ثقة، قاله ابن حجر
(2)
. وفي أحد إسنادي الطبراني: بكر بن سهل، وهو: الدمياطى، ضعيف. يروي عن عبد الله بن صالح، وهو: كاتب الليث، ضعيف - أيضًا -. وفي سنده الآخر: أبو يزيد القراطيسى، هو: يوسف بن يزيد بن كامل.
ومما سبق يتبين أن الحديث ضعيف من هذا الوجه؛ لوجود يونس بن سيف، وشيخه: الحارث بن زياد في إسناده
…
وضعفه الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة
(3)
.
ورواه: الحسن بن عرفة
(4)
، ورواه: ابن قانع
(5)
عن العباس بن حبيب، ورواه: أبو نعيم في المعرفة
(6)
بسنده عن الحسن بن سفيان، كلهم عن قتيبة بن سعيد عن الليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد به، مرفوعًا
…
وهذا معضل، سقط منه أبا رهم، والعرباض.
(1)
قيل: بفتح الهمزة، وقيل: بضمها. - انظر: الإصابة (1/ 100).
(2)
التقريب (ص/ 121) ت/ 143، وانظر: التأريخ الكبير للبخارى (2/ 64) ت/ 1700، والثقات لابن حبان (4/ 60)، وأسد الغابة (1/ 65) ت/ 41، والإصابة (1/ 100) ت/ 428.
(3)
(3/ 214) ورقمه / 1938.
(4)
في جزئه (ص / 61) ورقمه / 36، ورواه عنه: البغوى في المعجم (2/ 78) ورقمه/ 462، وقال:(ولا أعلم لحارث بن زياد غير هذا الحديث) اهـ.
(5)
المعجم (1/ 178 - 179).
(6)
(2/ 804) ورقمه/ 2119 - الوطن -.
قاله الذهبي
(1)
. وفي جزء ابن عرفة: (الحارث بن زياد - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم) اهـ، وقوله:(صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم) زيادتها وهَم، قاله ابن الأثير
(2)
، وقال:(ورواه: أسد بن موسى، وآدم، وأبو صالح عن الليث عن معاوية بن صالح، فقالوا: عن الحارث عن أبي رهم عن العرباض، وهو الصواب) اهـ.
وروى ابن عرفة
(3)
عن شبابة بن سوّار عن حريز بن عثمان الرحبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لمعاوية فقال: (اللهم علمه الكتاب، والحساب، وقه العذاب)
…
وحريز ثقة، رمى بالنصب، يجوز أن يكون إسناد حديثه معضلًا، وعده ابن حجر في الطبقة الخامسة
(4)
، وتمييزها: الصغرى من التابعين، الذين رأوا الواحد، والاثنين من الصحابة، ولم يثبت لبعضهم السماع منهم
(5)
.
وروى الإمام أحمد في الفضائل
(6)
عن أبي المغيرة عن صفوان قال: حدثني شريح بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لمعاوية بن أبى سفيان: (اللهم علمه الكتاب، والحساب، وقه العذاب)
…
وهذا مرسل،
(1)
السير (3/ 124).
(2)
أسد الغابة (1/ 393).
(3)
في كتابه المتقدم (ص / 79) ورقمه / 66.
(4)
التقريب (ص / 231) ت / 1194.
(5)
المرجع نفسه (ص / 82).
(6)
(2/ 914 - 915) ورقمه / 1749.
شريح بن عبيد هو: الحضرمى، كان يرسل كثيرًا
(1)
. وصفوان هو: السكسكي. واسم أبي المغيرة: عبد القدوس بن الحجاج.
وقوله: (وقه العذاب) حسن لغيره بالحديث الآتي، من طريق، مسلمة بن مخلد - رضى الله عنه -، ولا أعلم لبقيته ما يشهد له، فهو: منكر.
وروى أبو داود
(2)
، والنسائى
(3)
، والمزي
(4)
أصل الحديث من طرق عن معاوية بن صالح به، دون الشاهد - ولعله اختصر -.
1734 -
[3] عن مسلمة بن مخلد - رضى الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: (اللهُمَّ مَكِّنْ لَهُ فِي البِلادِ، وَقِهِ سُوْءَ العَذَاب).
رواه: الطبراني في الكبير
(5)
بسنده عن الحسن بن موسى الأشيب
(6)
، وَعن
(1)
انظر: جامع التحصيل (ص / 195) ت / 283، والتقريب (ص / 434) ت / 2790.
(2)
(2/ 757 - 758) رقم/ 2342.
(3)
(2/ 145) رقم / 2163.
(4)
تهذيب الكمال (5/ 231 - 232).
(5)
(19/ 439) ورقمه / 1065 عن عبد الله بن الحسين المصيصى عن الحسن بن موسى الأشيب، وَ (19/ 439) ورقمه / 1066 عن محمد بن على بن شعيب السمسار عن خالد بن خداش عن سليمان بن حرب، كلاهما عن أبى هلال الراسبي به.
(6)
الحديث عن الحسن بن موسى رواه - أيضًا -: الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 915) ورقمه / 1750.
سليمان بن حرب
(1)
: كلاهما عن أبي هلال الراسبي عن جبلة بن عطية عن مسلمة به
…
وهذا لفظ حديث الحسن الأشيب، ولفظ سليمان بن حرب:(اللهم علمه الكتاب، والحساب، ومكن له في البلاد). وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(2)
، وقال:(رواه: الطبراني من طريق جبلة بن عطية عن مسلمة بن مخلد، وجبلة لم يسمع من مسلمة؛ فهو مرسل، ورجاله وثقوا، وفيهم خلاف) اهـ.
وممن اختلف فيه من رجاله: أبو هلال الراسبي، والراجح أنّ فيه لينًا - كما تقدم -، ومدار أسانيد الحديث عليه. وشيخ الطبراني في الموضع الأول: عبد الله بن الحسين المصيصى، قال ابن حبان
(3)
: (يقلب الأخبار، ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد)، ووثقه الحاكم في المستدرك
(4)
، وتعقبه الذهبي في التلخيص
(5)
بأن ابن حبان اتهمه بسرقة الحديث، وأورده - أعني: الذهبي - في الضعفاء
(6)
. وشيخه في الموضع الثاني: محمد بن على بن شعيب، لا أعرف حاله
(7)
. يرويه عن خالد بن خداش، وقد ضعفه الجمهور - كما سلف -.
(1)
وكذا رواه: البغوي في المعجم (5/ 365) ورقمه / 2186 بسنده عن سليمان بن حرب به.
(2)
(9/ 356 - 357).
(3)
المجروحين (2/ 46).
(4)
(2/ 50).
(5)
(2/ 50).
(6)
انظر: الديوان (ص / 213) ت / 2144، والمغني (1/ 335) ت/ 3136.
(7)
ترجم له الخطيب في تأريخه (3/ 66) ت / 1023، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا =
والحديث بمجموع طرقه إلى أبي هلال الراسبي لا بأس به، إلّا أن أبا هلال هذا فيه لين، وهو منقطع بين جبلة بن عطية وَمسلمة بن مخلد - كما تقدم عن الهيثمي -، ويؤكد هذا أن الذهبي ذكر الحديث في السير
(1)
عن أبي هلال عن جبلة عن رجل عن مسلمة به
…
وقال: (فيه رجل مجهول)، ثم قال:(وجاء نحوه من مراسيل الزهري، ومراسيل عروة بن رويم، وحريز بن عثمان) اهـ
…
فالإسناد: ضعيف.
ولقوله: (وقه سوء العذاب) شاهد من حديث العرباض بن سارية - رضى الله عنه - المتقدم قبله، فهو به: حسن لغيره. وبقية لفظ الحديث لا أعلم لها طرقًا، ولا شواهد، فهى: منكرة - والله تعالى أعلم -.
1735 -
[4] عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ كَاتِبَه).
رواه: البزار
(2)
عن يوسف بن موسى عن أبي غسان عن عبد الرحمن بن حميد عن سليمان الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مالك الزبيدي عن ابن عمرو به
…
وعبد الله بن مالك الزبيدى لا أعرف أحدًا روى عنه غير عبد الله بن الحارث، ترجم له ابن أبي حاتم
(3)
، ولم
= تعديلًا.
(1)
(3/ 124 - 125).
(2)
كما في: كشف الأستار (3/ 267) ورقمه / 2722.
(3)
الجرح والتعديل (5/ 171) ت / 793.
يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وبقية رجاله ثقات، عبد الله بن الحارث هو: الزبيدي، النجراني. وعمرو بن مرة هو: الجملي، وعبد الرحمن بن حميد هو: ابن عبد الرحمن الرؤاسى، وأبو غسان هو: مالك بن إسماعيل النهدى. وشيخ البزار: يوسف بن موسى هو: ابن راشد القطان، وقدمت أنه صدوق
…
والإسناد: ضعيف من أجل وجود غيره فيه - كما عرفت -.
والحديث أورد الهيثمي في مجمع الزوائد
(1)
نحوه، وعزاه إلى الطبراني في الكبير، ثم قال:(وإسناده حسن) اهـ.
ولم أر هذا الحديث فيما وصل إلينا من أحاديث عبد الله بن عمرو من المعجم الكبير، فلعله فيما لم يصل إلينا بعد. ومعلوم من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ من كُتّابه: معاوية - رضى الله عنه -
(2)
.
1736 -
[5] عن عبد الرحمن بن أبي عميرة - رضى الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: (اللهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا، مَهْديًا، وَاهْد بِه).
هذا الحديث قد رواه: أبو عيسى الترمذي
(3)
بسنده عن عبد الأعلى بن
(1)
(9/ 357).
(2)
وانظر: الاستيعاب (1/ 51)، وأسد الغابة (1/ 62 - 63)، والمصباح المضي (1/ 167) ت / 40، وكتاب النبي صلى الله عليه وسلم (ص / 103) ت / 54.
(3)
في (كتاب: المناقب، باب: مناقب لمعاوية بن أبى سفيان) 5/ 645 ورقمه/ 3842 عن محمد بن يحيى عن أبى مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر به، مثله. ورواه من =
مسهر
(1)
، والإمام أحمد
(2)
لسنده عن الوليد بن مسلم، كلاهما عن سعيد بن عبد العزيز
(3)
عن ربيعة بن يزيد عن ابن أبي عميرة به
…
وقال: (هذا حديث حسن غريب) اهـ. وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي
(4)
: (صحيح) اهـ. وقال في تعليقه على المشكاة
(5)
: (وسنده صحيح) اهـ. وسعيد بن عبد العزيز
= طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 275).
(1)
والحديث رواه: البخاري في التأريخ الكبير (5/ 240) عن أبي مسهر معلقًا، ورواه: أبو نعيم في المعرفة (4/ 1836) ورقمه/ 4634 عن الطبراني عن أبي زرعة الدمشقى، والخطيب في تأريخه (1/ 207 - 208) بسنده عن عباس بن عبد الله الترقفي، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 275) ورقمه/ 442 بسنده عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن معين، وَ (1/ 276) ورقمه/ 443 بسنده عن أبي القاسم الطبري، أربعتهم عن عبد الأعلى أبي مسهر به، بمثله.
ومحمد بن إسحاق هو: ابن حرب اللؤلؤي، متهم، كان يشتم أم المؤمنين - رضى الله عنها -
…
انظر ترجمته في: الضعفاء لابن الجوزي (3/ 40) ورقمه / 2881، والديوان (ص/ 341) ت/ 3590، وبه أعل ابن الجوزي الحديث. وأعل حديث أبى القاسم الطبري بإسماعيل بن محمد، ونقل عن الدارقطني قال:(ضعيف، كذاب)، ولا ذكر له في الإسناد، فلعله سقط - كما قال المحقق -.
(2)
(29/ 426) ورقمه/ 17895 عن علي بن بحر عن الوليد بن مسلم به
…
وصرح الوليد بالتحديث. وعن الوليد رواه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 418)، ورواه: ابن قانع في المعجم (2/ 146) بسنده عن الوليد.
(3)
وكذا رواه: البغوي في معجمه (4/ 490) ورقمه/ 1948 بسنده عن مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز به.
(4)
(3/ 236) ورقمه / 3018.
(5)
(3/ 1758) ورقمه/ 6235، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/ =
هو: التنوخى الدمشقي، وتقدم أنه ثقة، لكنه اختلط قبل موته، وكان موته سنة: سبع وستين ومئة
(1)
…
ولم أر لأحد من أهل العلم تمييزًا لمن سمع منه قبل الاختلاط، وبعده
(2)
. لكنّ الوليد بن مسلم، وعبد الأعلى بن مسهر - رويا عنه - وقد توفيا بعده بزمن، فتوفي الوليد سنة: خمس وتسعين ومئة
(3)
، أي: بعده بثمان وعشرين سنة. وتوفي عبد الأعلى سنة: ثمان عشرة ومئتين
(4)
، أي: بعده بواحد وحمسين سنة. وتابعهما: مروان بن محمد الأسدي عند البخاري في التأريخ الكبير
(5)
- معلقًا -، وأبي نعيم في ذكر أخبار أصبهان
(6)
، كلاهما من طرق عنه به، بمثله
…
ومروان بن محمد توفي سنة: عشر ومئتين
(7)
، أي بعد سعيد بن عبد العزيز بثلاث وأربعين سنة. فلعلهم سمعوا الحديث من سعيد بعد اختلاطه، ويُمكن أن يؤيّد هذا بأن زيد بن أبي الزرقاء الثعلبي، وعلى بن سهل
= 615) ورقمه / 1969.
(1)
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 468)، وتأريخ خليفة بن خياط (ص / 439)، وتأريخ ابن زبر (1/ 387).
(2)
وانظر: حاشية محقق الكواكب النيرات (ص / 220).
(3)
على المشهور
…
انظر: تأريخ ابن زبر (1/ 436 - 438)، وتهذيب الكمال (31/ 98 - 99)، والأعلام للذهبي (1/ 126) ت / 729، والتقريب (ص / 1041) ت / 7506.
(4)
انظر: تأريخ ابن زبر (2/ 484)، والإعلام (1/ 146) ت / 873.
(5)
(5/ 240)، وَ (7/ 327).
(6)
(1/ 180).
(7)
انظر: التأريخ الكبير للبخاري (7/ 373) ت / 1600، وتاريخ ابن زبر (2/ 470).
روياه عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن ابن أبي عميرة به، مثله
…
قال: (يونس بن ميسرة بن حلبس)، مكان ربيعة بن يزيد.
رواه: الطبراني في الأوسط
(1)
عن أحمد
(2)
عن أبي الفتح نصر بن منصور عن بشر بن الحارث الحافي عن زيد بن أبي الزرقاء به، وقال:(لم يرو هذا الحديث عن بشر إلّا نصر) اهـ، وهذا إسناد رجاله ثقات عدا نصر بن منصور، ترجم له الخطب
(3)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا.
ورواه: أبو نعيم في الحلية
(4)
عن الطبراني بسنده إلى على بن سهل، ورجاله ثقات، والوليد بن مسلم لم يصرح بالتحديث في هذين الطريقين عنه
(5)
. والمشهور في الحديث: سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد الدمشقي - كما تقدم -.
وخلاصة النظر في دراسة هذا الحديث: أنه حديث ضعيف من وجهه هذا، ولا أعلم ما يصلح أن يشهد له - وبالله التوفيق -.
(1)
(1/ 380) ورقمه / 660.
(2)
هو: ابن القاسم بن مساور، ورواه: أبو نعيم في الحلية (8/ 358) عن الطبراني عن أحمد بن على الأبار عن أبى الفتح به.
(3)
تأريخ بغداد (13/ 286) ت/ 7253.
(4)
(8/ 358).
(5)
وأفاد ابن حجر في الإصابة (2/ 414) أن ابن قانع رواه كذلك من هذين الطريقين عن الوليد.
والحديث عزاه ابن حجر
(1)
إلى الطبراني في الكبير من طريق سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد به، ولم أر أحاديث عبد الرحمن بن أبي عميرة في الفدر المطبوع من المعجم.
وروى مثله: البغوي في معجمه
(2)
عن محمد بن إسحاق عن هشام بن عمار عن عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبى السائب القرشى عن أبيه أن عمر بن الخطاب ولّى معاوية بن أبي سفيان، فقالوا: ولّى حدث السن! فقال: تلوموني، وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
…
فذكره. وفي الإسناد علل: هشام بن عمار هو اليمامي، كبر فصار يتلقن، وحديثه القديم أصح، ولا يدرى متى سمع منه الراوى عنه، ولعل هذا الحديث مما تلقنه - وتقدم -. وعبد العزيز بن الوليد بن سليمان ترجم له البخاري في تاريخه الكبير
(3)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات
(4)
- ولم يتابع، فيما أعلم، وهذا لا يكفيه لمعرفة حاله. والوليد بن سليمان لم يدرك عمر - رضى الله عنه -
(5)
.
(1)
الإصابة (2/ 414).
(2)
(5/ 367) ورقمه / 2189.
(3)
(6/ 27) ت / 1577.
(4)
(8/ 392 - 393).
(5)
ذكره ابن حجر في الطبقة السادسة، ولا يثبت لأحد من أصحابها لقاء أحد من الصحابة
…
انظر: التقريب (ص / 1038) ت / 7477، وَ (ص / 82).
1737 -
[6] عن عمير بن سعد - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهُمَّ اهْدِ بِه)، يعني: معاوية بن أبي سفيان.
رواه: الترمذي
(1)
عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد النفيلي عن عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن عمير بن سعد به
…
وقال: (هذا حديث غريب، وعمرو بن واقد يُضعّف). وأورده الألباني في صحيح سنن الترمذي
(2)
، وقال:(صحيح بما قبله) اهـ، وأنّى له الصحّة بما قبله، وفي سنده: عمرو بن واقد، وهو: أبو حفص الدمشقى، كذبه دحيم
(3)
، ومروان بن محمد
(4)
، وقال أبو مسهر
(5)
: (ليس بشئ)، وقال البخاري
(6)
، والترمذي
(7)
: (منكر الحديث)، وتركه جماعة منهم: النسائي
(8)
،
(1)
في (كتاب المناقب، باب: مناقب لمعاوية بن أبى سفيان) 5/ 645 ورقمه / 3843.
(2)
(3/ 236) رقم / 3019.
(3)
كما في المعرفة ليعقوب بن سفيان (1/ 200).
(4)
كما في: الموضع نفسه، من المصدر المتقدم.
(5)
كما في: التأريخ الكبير (6/ 380) ت / 2699.
(6)
التأريخ الكبير (6/ 380) ت / 2699، والضعفاء الصغير (ص / 171) ت / 263.
(7)
الجامع (4/ 494) إثر الحديث ذي الرقم / 2340.
(8)
الضعفاء والمتروكين (ص / 220) ت / 453.
وابن حبان
(1)
، والدارقطني
(2)
، والبرقاني
(3)
، وابن الجوزي
(4)
، والذهبي
(5)
، وابن حجر
(6)
…
فالصحيح: أن الحديث ضعيف جدًّا، لا يقوي غيره، ولا يتقوى بغيره.
1738 -
[7] عن أبي موسى - رضى الله عنه - قال: قال: النبي صلى الله عليه وسلم (فَإِنَّ الله، وَرَسُوْلَهُ يُحِبَّانِه)، يعني: معاوية، في قصة.
هذا الحديث أورده: الهيثمى في مجمع الزوائد
(7)
، وعزاه إلى الطبراني في الكبير، ثم قال:(وفيه من لم أعرفهم) اهـ.
وأحاديث أبي موسى، واسمه: عبد الله بن قيس - رضى الله عنه - لم تصل إلينا فيما وصل من المعجم الكبير
…
وأعله الهيثمى - كما تقدم - بجهالة بعض رواته، وهذا يدل على أن الحديث ضعيف على أقل أحواله. ولم أر ما
(1)
المجروحين (2/ 77).
(2)
كما في: الضعفاء لابن الجوزى (3/ 233) ت / 2598، وانظر: الضعفاء والمتروكون للدارقطني (ص / 305) ت / 393، فقد أورده فيه، ولم يحكم عليه بحكم عيّنه.
(3)
كما في: تهذيب الكمال (22/ 289).
(4)
الضعفاء والمتروكين، الحوالة المتقدمة نفسها.
(5)
الميزان (4/ 212) ت / 6465، والديوان (ص / 307) ت / 3225، وانظر: المغني (2/ 491) ت / 4722.
(6)
التقريب (ص / 748) ت / 5167.
(7)
(9/ 357).
يشهد له - والله أعلم -.
1739 -
[8] عن عبد الله بن بُسر - رضى الله عنه - قال: استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر، وعمر في أمرٍ أراده، فقالا: الله، ورسوله أعلم. فقال:(ادْعُوْا لِي مُعَاوِيَة)، فلما وقف عليه قال: (أَشْهِدُوْهُ أَمْرَكُمْ، أَحْضِرُوْهُ أَمْرَكمْ
(1)
؛ فَإِنَّهُ قَوَّيٌّ أَمِيْن).
رواه: البزار
(2)
عن عمر بن الخطاب السجستاني، عن نعيم بن حماد عن محمد بن شعيب بن شابور عن مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن ابن بُسر به
…
وسكت عنه، على خلاف غالب عادته - رحمه الله تعالى -. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وقال: (رواه: الطبراني
(4)
، والبزار - باختصار -. ورجالهما ثقات، وفي بعضهم خلاف. وشيخ البزار ثقة، وشيخ الطبراني لم يوثقه إلّا الذهبي، وليس فيه جرح مفسّر، ومع ذلك فهو حديث منكر) اهـ، ورجال الإسناد لا بأس بهم
(5)
إلا نعيم بن حماد، وهو: ابن
(1)
في كشف الأستار (3/ 267) رقم / 2721: (أشهدوه أمركم - أو: أحضروه أمركم -).
(2)
(8/ 433) ورقمه / 3507.
(3)
(9/ 356).
(4)
أحاديث عبد الله بن بُسر من المعجم الكبير لا تزال في حكم المفقود.
(5)
ممن لم يتقدم منهم: مروان بن جناح، وهو: الأموي مولاهم، لا بأس به (انظر ترجمته: سؤالات الآجرى أبا داود 3/ 113 ت / 4270 الجامع، وتهذيب الكمال 27/ 386 ت / 5869، والتقريب ص / 931 ت / 16610. ومحمد بن شعيب بن =
معاوية الخزاعي يخطئ ويهم، انفرد برواية أحاديث منكرة، غير محفوظة - كحديثه هذا -.
وحديثه هذا منكر - كما قال الهيثمى -، والأشبه أنه مرسل؛ فقد سأل ابن أبي حاتم
(1)
أباه عن الحديث من طريق نعيم
(2)
بن حماد، فقال: (لم يتابع نعيم على توصيل هذا الحديث، إنما يبدو أنه
(3)
عن محمد بن شعيب عن مروان عن يونس بن ميسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل) اهـ، ومن حديث محمد بن شعيب مرسلًا ذكره - أيضًا -: الذهبي في السير
(4)
.
1740 -
[9] عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: جاء جبريل صلى الله عليه وسلم، فقال:(يَا مُحَمدُ) اسْتَوْصِ مُعَاوِيَةَ؛ فَإِنَّهُ آمِيْنٌ عَلَى كِتَابِ اللهِ، وَنِعْمُ الأَمِيْنُ هُو).
رواه: الطبراني في الأوسط
(5)
عن علي بن سعيد الرازي عن محمد بن قطن الرملى عن مروان بن معاوية الفزاري عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء
= شابور، وهو: الأموي مولاهم، الدمشقى، لا بأس به - أيضًا - (انظر: تأريخ الطبراني عن ابن معين ص / 51 ت / 47، والجرح 7/ 286 ت / 1548، والتقريب ص / 854 ت / 5996).
(1)
العلل (2/ 373) رقم / 2634.
(2)
وقع في المطبوع: (نفيع)، وهو تحريف.
(3)
وقع في المطبوع: (يبدونه).
(4)
(3/ 127).
(5)
(4/ 536 - 537) ورقمه / 3914.
عن ابن عباس به
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك إلّا مروان، تفرد به محمد بن قطن) اهـ.
وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(1)
، وعزاه إلى الطبراني هنا، ثم قال:(وفيه: محمد بن قطر، ولم أعرفه. وعلى بن سعيد الرازي فيه لين، وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ، وحال علي بن سعيد ما قال. وسمى الطبراني والد محمد: قطنًا - بالنون، بدل: الراء -، ولم أقف على ترجمة له. وفي الإسناد علة ثالثة، وهى: عنعنة مروان بن محمد الفزاري، لم أره صرح بالتحديث، وهو مدلس، عده الحافظ في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين
(2)
. وعلة رابعة، مُحتَمَلَة
…
ذلك أن عبد الملك بن أبي سليمان يهم - أحيانًا
(3)
- أنكرت عليه أحاديث يرويها عن عطاء، كحديثه عن عطاء عن جابر في الشفعة
(4)
، وحديثه عنه في النكاح
(5)
. وقال أبو داود
(6)
: (كان من أحفظ أهل الكوفة إلّا أنه رفع
(1)
(9/ 357).
(2)
انظر: تعريف أهل التقديس (ص/ 45) ت/ 105.
(3)
انظر: الثقات لابن حبان (7/ 97)، والتقريب (ص/ 623) ت/ 4212.
(4)
انظر: سنن أبي داود (4/ 787) رقم الحديث / 3518، وجامع الترمذي (3/ 651) رقم/ 1369، وسنن ابن ماجه (2/ 833) رقم/ 2494. وانظر: معالم السنن للخطابى (4/ 788 - 789)، وتأريخ أبى زرعة الدمشقى (1/ 460) ت / 1169، وتأريخ بغداد (10/ 394)، وإرواء الغليل (5/ 378 - 379) رقم / 1540.
(5)
انظر: تأريخ أبي زرعة الدمشقي (1/ 460) ت/ 1170.
(6)
كما في: تأريخ بغداد (10/ 394). وانظر: العلل للإمام أحمد - رواية: عبد الله - (1/ 333) رقم النص/ 599، وَ (1/ 545) رقم النص / 1292، وتهذيب =
أحاديث عن عطاء) اهـ، وحديثه هنا عن عطاء، ولم أقف على متابعات له، أو شواهد، وهو حديث منكر - والله تعالى أعلم -.
1741 -
[10] عن عائشة - رضى الله عنها - أن معاوية دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أذنه قلم يخط به. فقال: (مَا هذَا القَلَمُ عَلَى أُذُنِكَ يَا مُعَاوِيَة)؟ قال: أعددته لله، ولرسوله. قال:(جَزَاكَ الله عَنْ نَبيِّكَ خَيْرًا، وَاللهِ مَا اسْتكْتَبْتُكَ إِلَّا بِوَحْيٍ مِنْ الله عز وجل)، ثم ذكر أن الله سوف يقمصه قميصًا، وفيه هَنَات
(1)
، فقالت أم حبيبة: يا رسول الله، فادع له. فقال:(اللهُمَّ اهْدِهِ بالهُدَى، وَجَنِّبْهُ الرَّدَى، واغْفِرْ لَهُ فِي الآخِرَة، وَالأُوْلَى).
رواه: الطبراني في الأوسط
(2)
عن أحمد عن السري بن عاصم عن عبد الله
(3)
بن يحيى بن كثير عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن هشام إلّا عبد الله بن يحيى، تفرد به السّري) اهـ، وهو هنا من رواية يحيى بن أبي كثير عن هشام، لا من رواية ولده عبد الله، فلعلّ الشيخ وهم؛ لسبق نظر، أو نحوه - والله أعلم -.
= الكمال (18/ 325، وما بعدها)، والميزان (3/ 370) ت / 5212.
(1)
يعني: خصال سوء، ولا يطلق في الخير. انظر: - المجموع المغيث (ومن باب: الهاء مع النون) 3/ 513.
(2)
(2/ 498) ورقمه / 1859.
(3)
في المعجم: (محمد)، وهو وَهَم.
وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(1)
، وأعلّه بضعف السريّ فحسب، وقوله هذا فيه تقصير من ثلاثة أوجه، الأولى: أنّ السند خرب الأساس؛ لأن أحمد - شيخ الطبراني - هو: ابن محمد بن الحجاج بن رشدين المصرى، متهم، ولم ينبّه. والثاني: قوله إن السري - وهو: ابن عاصم - ضعيف، وقد قال ابن عدي
(2)
: (يسرق الحديث)، وكذبه ابن خراش
(3)
، وأورده الذهبي في الميزان
(4)
، فقال: (ومن بلاياه
…
) فذكر حديثًا، ثم قال: (ومن مصائبه
…
) فذكر حديثين، قال الحلبي
(5)
- معلقًا على قول الذهبي -: (وقد غلب عليّ أن الطامات لا يقولها إلّا فيمن وضعه، فإن هذه الأحاديث موضوعات، ليس عليها نور النبوة
…
) اهـ. وممن أورده في الكذابين - أيضًا -: ابن عراق
(6)
، والفتني
(7)
. والأخير: أن في السند عنعنة يحيى بن أبي كثير، وهو مدلس، ولم ينبه عليها - أيضًا -
…
والحديث موضوع بهذا الإسناد.
* خلاصة: اشتمل هذا القسم على عشرة أحاديث، كلها موصولة، والأشبه في أحدها أنه مرسل. منها حديث رواه مسلم، وحديثان حسنان لغيرهما - فيهما ألفاظ منكرة كثيرة، نبهت عليها في مواضعها -، وثلاثة
(1)
(9/ 356).
(2)
الكامل (3/ 460).
(3)
كما في: الميزان (2/ 307) ت / 3089.
(4)
الحوالة المتقدمة - آنفًا -.
(5)
الكشف الحثيث (ص / 123 - 124) ت / 305.
(6)
تنزيه الشريعة (1/ 62).
(7)
قانون الموضوعات (ص / 258).
أحاديث ضعيفة. وحديث ضعيف جدًّا. وحديثان منكران. وحديث موضوع. وذكرت ثلاثة أحاديث في الشواهد، أو على إثر أحاديث نحوها - والله أعلم -
(1)
.
(1)
اتفق العلماء على أن معاوية رضي الله عنه أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، وهو أول الملوك، كان ملكه ملكًا ورحمة كما جاء في الحديث:(يكون الملك نبوة، ورحمة. ثم تكون خلافة ورحمة. ثم يكون ملك ورحمة. ثم ملك وجبرية. ثم ملك عضوض). وكان في ملكه من الرحمة، والحلم، ونفع المسلمين ما يعلم أنه كان خيرًا من ملك غيره. قاله شيخ الإسلام (كما في: مجموع الفتاوى 4/ 478). وانظر في بعض لفظ الحديث الذي ذكره حديث حذيفة المتقدم برقم/ 578.