قال الترمذي: (هذا حديث ليس إسناده بصحيح، ولا نعرف مثل هذا إلا من هذا الوجه من حديث موسى بن مسعود عن سفيان، وموسى بن مسعود ضعيف في الحديث، وروى هذا الحديث عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق مرسلًا، ولم يذكر فيه عن مصعب بن سعد، وهذا أصح) اهـ.

(1)

في (باب: ما جاء في مرحبا، من كتاب: الاستئذان) 5/ 74 ورقمه/ 2735.

(2)

(17/ 373 - 374) ورقمه/ 1022.

(3)

ومن طريق أبي مسلم رواه - أيضًا -: أبو نعيم في المعرفة (4/ 2171) ورقمه/ 5446.

(4)

وكذا رواه: ابن قانع في معجم الصحابة (2/ 280)، والحاكم في المستدرك (3/ 242)، وابن عبد البر في التمهيد (12/ 53)، والبيهقى في الشعب (6/ 458) ورقمه/ 8889، والمزي في تهذيبه (20/ 248)، كلهم من طرق عن أبي حذيفة. وصحح الحاكم إسناده، وهو ليس بصحيح - كما سيأتي -.

ص: 190

وموسى بن سعيد ضعيف - كما قال -. وتوبع موسى من بشر بن سلم، عند أبي نعيم في المعرفة

(1)

بسنده عن الحسن بن بشر بن سلم عن أبيه به

…

ولكن الحسن بن بشر بن سلم، وهو: البجلى ضعفه النسائي، وغيره، وقال ابن حجر:(صدوق يخطئ) - وتقدم -. وأبوه منكر الحديث، قاله أبو حاتم

(2)

. ورواية ابن مهدي لم أقف عليها بعد.

وللحديث وجه ثالث عن أبي إسحاق، فقد رواه: ابن عبد البر في الاستيعاب

(3)

، وأبو نعيم في المعرفة

(4)

بسنديهما عن شريح بن مسلمة (هو: التنوخي) عن إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن عكرمة

…

وإبراهيم بن يوسف هو: ابن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعى، ضعيف الحديث. وأبو إسحاق السبيعي مدلس، لم يصرح بالتحديث في شيء من طرق الحديث عنه - فيما أعلم -، وهو مختلط - أيضًا -، لا يدرى متى سمع منه يوسف - والد إبراهيم -. وعامر هو: ابن سعد بن أبي وقاص، لا أعتقد أنه أدرك عكرمة، لأن هذا مات سنة: ثلاث عشرة

(5)

، ومات عامر سنة: أربع ومئة

(6)

(1)

(4/ 2171 - 2172) ورقمه/ 5447.

(2)

كما في: الجرح والتعديل (2/ 358) ت/ 1365.

(3)

(3/ 150).

(4)

(4/ 2172) ورقمه/ 5448.

(5)

تأريخ خليفة (ص/ 120)، وتأريخ ابن زبر (1/ 96).

(6)

تأريخ خليفة (ص/ 330).

ص: 191

وسماع الثوري منه قديم

(1)

، لكن مصعب بن سعد - وهو: ابن أبي وقاص - لم يدرك عكرمة بن أبي جهل

(2)

، فإسناده منقطع، وبهذا أعله: الذهبي

(3)

، والهيثمي

(4)

، وابن حجر

(5)

…

والأصح في إسناد الحديث ما ذكره الترمذي، وقد عرفت أن إسناده ضعيف - والله الموفق وحده -.

1633 -

[2] عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: عكرمة بن أبي جهل بن هشام

…

فذكر كلامًا، ثم قال: فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه، فاعتنقه، وقال:(مَرحبًا بالرَّاكبِ المهَاجِر).

وهذا رواه: الطبراني في الكبير

(6)

عن الحسين بن فهم عن مصعب به

…

وهذا إسناد معضل، مصعب عده ابن حجر

(7)

في الطبقة العاشرة، وهي طبقة كبار الآخذين عن تبع الأتباع ممن لم يلق التابعين، وهي طبقة الإمام أحمد

(8)

. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(9)

، وقال - وقد عزاه إلى

(1)

انظر: هدي الساري (ص/ 453).

(2)

مات مصعب قبل أخيه عامر بسنة واحدة، انظر: تاريخ خليفة (ص/ 329).

- وانظر: تحفة التحصيل (ص 499 - 500) ت/ 1022.

(3)

السير (1/ 324)، والتلخيص (3/ 242).

(4)

مجمع الزوائد (9/ 385).

(5)

الإصابة (2/ 496) ت/ 5638.

(6)

(17/ 373) ورقمه / 1021.

(7)

التقريب (ص/ 946) ت/ 6738.

(8)

انظر: التقريب (ص/ 82).

(9)

(9/ 385).

ص: 192

الطبراني -: (وإسناده منقطع) اهـ. والحسين بن فهم هو: الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم، ضعيف الحديث - كما تقدم -.

1634 -

[3] عن أم سلمة رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيتُ لأبي جَهْلٍ عُتقَاءَ

(1)

في الجنَّة)، فلما أسلم عكرمة قال:(هُوَ هَذَا).

رواه: الطبراني في الكبير

(2)

عن محمد بن أبان الأصبهاني عن محمد بن عبادة

(3)

عن يعقوب الزهري

(4)

عن المطلب بن كثير عن الزبير بن موسى عن مصعب بن عبد الله بن أبي أمية

(5)

عنها به

…

ويعقوب هو: ابن محمد الزهري، ضعيف، كثير الرواية عن الضعفاء، والمطلب بن كثير، والزبير بن

(1)

هكذا في المعجم الكبير، ووقع في مجمع الزوائد (9/ 385):(عنقا) - بالنون، وآخره ألف غير مهموز -، ووقع في المستدرك للحاكم (3/ 243)، وأسد الغابة (3/ 570):(عذقا) - بالذال المعجمة، والقاف قبل الألف -، ومثله في الفردوس (2/ 381) ورقمه/ 3017، وهذا أشبه.

(2)

(23/ 300) ورقمه/ 673.

(3)

بفتح العين، والموحدة المخففة. - التقريب (ص/ 859) ت/ 6035.

(4)

ورواه: الحاكم في المستدرك (3/ 243)، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 570) بسنديهما عن محمد بن سنان القزاز عن يعقوب بن محمد الزهري به. وعزاه الحافظ في الإصابة (2/ 497)، والزرقاني في شرح الموطأ (3/ 205) إلى: يعقوب الجصاص، في فوائده.

(5)

وقع في المعجم: (مصعب عن عبد الله)، وهو تحريف.

ص: 193

موسى لم أقف على ترجمة لأي منهما، وهو حديث تفرد به هؤلاء، فهو منكر

(1)

وقال الحاكم في المستدرك

(2)

- وقد رواه -: (صح الإسناد، ولم يخرجاه)، وتعقبه الذهبي في التلخيص

(3)

بقوله: (لا، فيه ضعيفان) اهـ. ولعله يعني: محمد بن سنان القزاز، ويعقوب الزهري؛ فإنهما كذلك، وفيه علتان أخريان، تقدمتا.

* خلاصة: اشتمل هذا القسم على ثلاثة أحاديث، كلها موصولة.

منها حديثان ضعيفان. وحديث منكر - والله أعلم -.

(1)

وانظر: مجمع الزوائد (9/ 385).

(2)

وتقدمت الحوالة عليه.

(3)

(3/ 243).

ص: 194

الفصل السابق الفصل التالى