المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ القسم الواحد والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن العاص القرشي رضي الله عنه - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ٩

[سعود بن عيد الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌ القسم الواحد والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن قيس، أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن نعيمان رضي الله عنه، وهو المعروف بالحمار

- ‌ القسم الرابع والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن نهم، ذي البجادين رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن هشام زهرة التيمي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن هلال الأنصاري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن ياسر العنسي، أخي عمار(1)رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثامن والأربعون ومئة: ما ورد في فضائل عبد الله بن يزيد الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع والأربعون ومئة: ما ورد فضائل عبد الله بن يزيد الخطمي - رضى الله عنه

- ‌ القسم الخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي رضي الله عنهما

- ‌ القسم الواحد والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عبيد بن سليم أبي عامر الأشعري رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عتبة بن فرقد بن يربوع السلمي(1)- رضى الله عنه

- ‌ القسم الثالث والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عثمان بن أبي العاص التقفي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عن عثمان بن عامر، والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما

- ‌ القسم الخامس والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عثمان بن مظعون الجمحي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عروة بن الجعد البارقي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع والخمسون ومئة: ما ورد فضائل عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عقيل بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع والخمسون ومئة: ما ورد في فضائل عكاشة(1)بن محصن(2)الأسدي رضي الله عنه

- ‌ القسم الستون ومئة: ما ورد في فضائل عكرمة بن أبي جهل بن هشام المخزومي رضي الله عنه

- ‌ القسم الواحد والستون ومئة: ما ورد في فضائل علقمة بن الحارث، أبي أوفى الأسلمي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والستون ومئة: ما ورد في فضائل علي بن شيبان اليمامي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمار بن ياسر بن عامر العَنْسي رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن أخطب، أبي زيد الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن تغلب النمري رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن ثابت بن وقش الأنصاري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن ثعلبة الجهني الزهري رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن الجموح رضي الله عنه، وهو من أهل أحد

- ‌ القسم التاسع والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن حريث بن عمرو بن القرشي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم السبعون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن الحمق(1)الخزاعي رضي الله عنه

- ‌ القسم الواحد والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن العاص القرشي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل عمران بن حصين الخزاعي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل عمير بن الحُمام(1)الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والسبعون ومئة: ما ورد فضائل عمير بن عدي بن خرشة الأنصاري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل عويمر بن قيس، أبي الدرداء الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل عياش بن أبي ربيعة القرشي المخزومي رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل فرات بن حيان اليشكري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل فريك(1)بن عمرو السلاماني رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل الفضل بن العباس القرشي الهاشمي رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قتادة بن ملحان القيسي رضي الله عنه

- ‌ القسم الواحد والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قتادة بن النعمان الأوسي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قثم(1)بن العباس القرشي الهاشمي رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثالث والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قُرّة بن إياس المزني(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قرة بن هبيرة بن عامر القشيري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل قيس بن عاصم المنقري رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل كعب بن عاصم الأشعري، أبي مالك المصري رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل كعب بن عمرو، أبي اليسر(1)الخزرجي رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع والثمانون ومئة: ما ورد في فضائل كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم التسعون ومئة: ما ورد في فضائل كلثوم بن الهدم(1)، ويقال: كرز بن زهدم رضي الله عنه

- ‌ القسم الواحد والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل لقيط بن صبرة السكوني(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل لقيط بن عامر بن المنتفق العقيلي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل لاحق بن مالك أبي عقيل المُليلي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والتسعون ومئة: ما ورد في فضل مأبور القبطي، قريب مارية رضي الله عنهما

- ‌ القسم الخامس والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل ماعز بن مالك الأسلمي رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل مالك بن التيهان(1)الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل مالك بن سنان الجدري، والد أبي سعيد رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل مالك بن عمير السلمي الشاعر(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع والتسعون ومئة: ما ورد في فضائل مالك بن قيس الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم المتمم للمئتين: ما ورد في فضائل محمد بن حاطب بن الحارث القرشي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الواحد ومئتان: ما ورد في فضائل محمد بن فضالة بن أنس الأنصاري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني ومئتان: ما ورد في فضائل محمد بن مسلمة الأنصاري الأوسي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث ومئتان: ما ورد في فضائل مدلوك، أبي سفيان(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع ومئتان: ما ورد في فضائل مسلم بن الحارث بن بدل التميمي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس ومئتان: ما ورد في فضائل مصعب بن عمير القرشي رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس ومئتان: ما ورد في فضائل مطر بن هلال، من بني صباح بن لكيز بن أفصى رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع ومئتان: ما ورد في فضائل معاذ بن جبل الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن ومئتان: ما ورد في فضائل معاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله عنه…وهو من أهل العقبة، وممن شهد بدرا

- ‌ القسم التاسع ومئتان: ما ورد في فضائل معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي رضي الله عنهما

- ‌ القسم العاشر ومئتان: ما ورد في فضائل معاوية بن معاوية الليثي المزني رضي الله عنه

- ‌ القسم الحادي عشر ومئتان: ما ورد في فضائل معبد بن أكثم الخزاعي الكعبي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني عشر ومئتان: ما ورد في فضائل المغيرة بن الحارث، أبي سفيان(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث عشر ومئتان: ما ورد في فضائل المغيرة بن شعبة الثقفي رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع عشر ومئتان: ما ورد في فضائل المقداد بن الأسود الكندي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس عشر ومئتان: ما ورد في فضائل المنذر بن ساوي(1)رضي الله عنه

- ‌القسم السادس عشر ومئتان: ما ورد في فضائل المنذر بن عائذ العصري، المعروف بأشج عبد القيس رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع عشر ومئتان: ما ورد في فضائل نافع أبي طيبة الحجام(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن عشر ومئتان: ما ورد في فضائل نبيشة الخير الهذلي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع عشر ومئتان: ما ورد في فضائل نفيع بن الحارث الثقفي، أبي بكرة رضي الله عنه

- ‌ القسم العشرون ومئتان: ما ورد في فضائل نُقَادة بن عبيد الله الأسدي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الحادي والعشرون ومئتان: ما ورد في فضائل نهيك بن عاصم بن المنتفق رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والعشرون ومئتان: ما ورد في فضائل هالة بن أبي هالة التميمي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث والعشرون ومئتان: ما ورد في فضائل هانئ بن مالك، أبي مالك الهمداني(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والعشرون ومئتان: ما ورد في فضائل الهرماس بن زياد الباهلي رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس والعشرون ومئتان: ما ورد في فضائل هشام بن العاص السهمي، أخي عمرو رضي الله عنه

الفصل: ‌ القسم الواحد والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن العاص القرشي رضي الله عنه

*‌

‌ القسم الواحد والسبعون ومئة: ما ورد في فضائل عمرو بن العاص القرشي رضي الله عنه

-

1681 -

[1] عن ابن شُماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص، وهو في سياقة الموت

(1)

، فبكى طويلا، وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه

(2)

يقول: (يَا أبتَاه، أمَا بشَّركَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِكذَا، أمَا بشَّرَكَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِكَذَا

(3)

).

هذا مختصر من حديث رواه: مسلم

(4)

عن محمد بن المثنى العنزي وأبي معن الرقاشي وإسحاق بن منصور، كلهم عن أبي عاصم

(5)

عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة به

وأبو معن اسمه: زيد

(1)

- بكسر السين - أي: حال حضور الموت. قاله النووي في شرح مسلم (2/ 137).

(2)

هو: عبد الله.

(3)

ولم يذكر الراوي البشارة، ويحتمل أن تفسر بما شهد به النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو من الإيمان، والصلاح - كما سيأتي في بعض الأحاديث -، والله تعالى أعلم.

(4)

في (كتاب: الإيمان، باب: كون الإسلام يهدم ما قبله، وكذا الهجرة والحج) 1/ 112 - 113 ورقمه/ 121.

(5)

وكذا رواه: ابن أبي الدنيا في المحتضرين (ص/ 95) ورقمه/ 107، وابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 258)، وابن أبي عاصم في الآحاد (2/ 101) ورقمه/ 801، وابن حبان في الثقات (3/ 266)، وابن زبر في وصايا العلماء (ص 68 - 69)، وابن منده في الإيمان (1/ 420 - 421) ورقمه/ 270، وأبو نعيم في المستخرج (1/ 190 - 191) ورقمه/ 315، وابن عساكر في تأريخه (46/ 193 - 114)، كلهم من طرق عن أبي عاصم به.

ص: 297

ابن يزيد، وأبو عاصم اسمه: الضحاك بن مخلد النبيل، وابن شماسة اسمه: عبد الرحمن.

1682 -

[2] عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَسْلَمَ النَّاس، وآمَنَ عَمْروُ بنُ العَاص)

(1)

.

رواه: الترمذي

(2)

عن قتيبة بن سعيد، والإمام أحمد

(3)

عن عبد الله بن يزيد،

(1)

قوله: (أسلم الناس) التعريف فيه للعهد، والمعهود: مسلمة الفتح من أهل مكة. (وآمن عمرو بن العاص) أي: قبل الفتح بسنة، أو سنتين، طائعًا، راغبًا. وقيل: إنما خصه بالإيمان رغبة لأنه وقع إسلامه في قلبه في الحبشة حين اعترف النجاشي بالنبوة، فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنًا من غير أن يدعوه أحد إليه. - انظر: تحفة الأحوذي (10/ 342 - 343). وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 239): (وفي الحديث منقبة عظيمة لعمرو بن العاص رضي الله عنه؛ إذ شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مؤمن، فإنّ هذا يستلزم الشهادة له بالجنة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور: "لا يدخل الجنة إلَّا نفس مؤمنة ") متفق عليه. وقال - تعالى -: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار

} الخ، ووهم في لفظ الآية، وأدخل بعض الآيات في بعض، قال - تعالى -:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} ، الآية:(9)، من سورة: المائدة. وقال - تعالى -: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} ، من الآية (72)، من سورة: التوبة. وانظر الآية: (72)، من سورة: النساء.

(2)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب لعمرو بن العاص رضي الله عنه) 5/ 645 ورقمه/ 3844.

(3)

(28/ 629) ورقمه/ 17413 عن أبي عبد الرحمن (وهو: عبد الله بن يزيد المقرئ) به، وهو له في الفضائل - أيضًا - (2/ 912) ورقمه/ 1744.

ص: 298

كلاهما عن ابن لهيعة

(1)

عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر به

قال الترمذي - عقب حديثه -: (هذا حديث غريب، لا نعرفه إلّا من حديث ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان، وليس إسناده بالقوي) اهـ.

وهو كما قال، إسناده ليس بالقوي من هذا الوجه، فيه: ابن لهيعة ضعيف، ومدلس، وقد صرح بالتحديث عند الإمام أحمد.

ومشرح بن هاعان روى عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير، وضعفه بعض أهل العلم، وذكر ابن حبان أنه يعتبر بما وافق فيه الثقات، وعده أبو عبد الله الذهبي صدوقًا - كما تقدم -.

وهو متابع في روايته هذا الحديث عن عقبة، تابعه: أبو عشّانة، وهو حيّ بن يؤمن، عند الطبراني في الكبير

(2)

وأبو عشّانة ثقة، ولكن لا يفيد هذا شيئًا في درجة الحديث، لأنه من رواية ابن لهيعة عنه، وهو ضعيف - كما مرّ - ولم يصرح بالتحديث عمّن روى عنه!

والحديث من طريق ابن لهيعة

(3)

عن مشرح بن هاعان حسنه الألباني

(1)

ورواه ابن نعيم في المعرفة (4/ 1989) ورقمه/ 4996 بسنده عن يحيى بن كثير القاضي عن ابن لهيعة به.

(2)

(17/ 306 - 307) ورقمه/ 845 عن أبى مسلم الكشي (وهو: إبراهيم بن عبد الله) بن يحيى بن كثير الناجي، وَعن يحيى بن أيوب العلاف عن سعيد بن أبى مريم (وهو: الجمحي)، كلاهما عن ابن لهيعة به، مثله.

(3)

الحديث من طريق ابن لهيعة رواه - أيضًا -: الروياني في مسنده (1/ 171) عن ابن البرقي (يعني: عبد الرحيم بن عبد الله) عن سعيد بن أبى مريم، وَ (1/ 173) ورقمه/ 219 عن أحمد بن عبد الرحمن (وهو: المعروف ببحشل) عن عمه (يعني: عبد الله بن وهب)، كلاهما عنه به، بمثله. ومن طريق الروياني في الموضعين رواه: ابن عساكر في تأريخ دمشق (13/ 502).

ص: 299

في صحيح سنن أبي عيسى الترمذي

(1)

، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة

(2)

، وغيرهما من كتبه

(3)

. والأول أشبه عندي.

وللحديث طريق أخرى، رواها: الروياني في مسنده

(4)

فرواه عن أبي عبد الله العسقلاني عن عبد الله بن يزيد المقرئ عن حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو المعافري عن مشرح بن هاعان عن عقبة به، بمثله.

وأبو عبد الله العسقلاني هو: محمد بن أبي السري، مختلف فيه، ووثقه الذهبي

(5)

، وقال ابن حجر:(صدوق عارف، له أوهام كثيرة). وبكر بن عمرو المعافري صدوق. وباقي رجاله ثقات عدا مشرح بن هاعان، والقول فيه ما قاله الذهبي، ومال إليه الألباني

(6)

.

فالخلاصة: أن الحديث حسن من هذا الوجه، وبه ترتقي الطريق المتقدمة إلى درجة: الحسن لغيره - والله أعلم -.

1683 -

[3] عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ابْنَا العَاصِ مُؤْمِنَانِ: عَمْرُو، وَهِشَام).

(1)

(3/ 236) ورقمه/ 3020.

(2)

(1/ 238) ورقمه/ 155.

(3)

انظر - مثلًا -: تعليقه على المشكاة (3/ 1758) رقم/ 6236.

(4)

(1/ 171) ورقمه/ 213.

(5)

في: الديوان (ص/ 372) ت/ 3951.

(6)

في: سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 239) - وكان قد ذكره -.

ص: 300

رواه: الإمام أحمد

(1)

عن أبي كامل الجحدري، وَرواه

(2)

- أيضًا - عنه، وَعن حسن بن موسى، وَعن

(3)

عبد الصمد بن حسان، وَرواه: الإمام أحمد - أيضًا -، والبزار

(4)

عن أحمد بن منصور بن سيار، كلاهما عن

(5)

عفان بن مسلم

(6)

، والطبراني في الكبير

(7)

عن علي بن عبد العزيز عن حجاج بن المنهال

(8)

، خمستهم عن حماد بن سلمة

(9)

عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به

وللإمام أحمد عن عفّان، وَعن حسن

(1)

(13/ 409) ورقمه/ 8042، واللفظ له من هذا الوجه، وأبو كامل هو: فضيل الجحدري.

(2)

(14/ 286) ورقمه/ 8641، بنحوه.

(3)

(14/ 80) ورقمه/ 8338، مختصرًا.

(4)

[71/ أ] كوبريللّي.

(5)

(14/ 286 - 287) ورقمه/ 8642، بمثل حديث الحسن بن موسى.

(6)

وهو في حديث عفان بن مسلم - رواية: أبى بكر الخلال عنه -[67/ ب].

وعنه رواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 191)، وقرن به عمرو بن عاصم الكلابي، به بمثله. ورواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 81) ورقمه/ 8300 - وهو في الفضائل (ص/ 173 - 174) ورقمه/ 195 - ، والحاكم في المستدرك (3/ 452 - 453)، كلاهما من طرق عن عفان به، وسكت هو، والذهبي في التلخيص (3/ 453) عنه.

(7)

(22/ 177) ورقمه/ 461.

(8)

وكذا رواه: أبو نعيم في المعرفة (4/ 1989) ورقمه/ 4997، وَ (5/ 2741) ورقمه/ 6535.

(9)

الحديث من طريق حماد بن سلمة رواه - أيضًا -: أبو علي الصواف في حديثه (3/ 2/ 2)، وابن عساكر في تأريخه (13/ 52/ 1) - كما في السلسلة الصحيحة (1/ 240) -.

ص: 301

ابن موسى وَأبي كامل - معًا -، وللطبراني تقديم اسم هشام على عمرو. وليس للإمام أحمد عن عبد الصمد بن حسان تسميتهما. وقال البزار - عقبه -:(وهذا الحديث لا نعلم رواه عن محمد عن أبي سلمة عن أبي هريرة إلّا حماد بن سلمة) اهـ.

والحديث حسن من هذا الوجه، محمد بن عمرو هو: ابن علقمة، حسن الحديث، وهذا مقتضى كلام الهيثمي على الحديث في مجمع الزوائد

(1)

إذ قال: (

ورجال الكبير، وأحمد رجال الصحيح غير محمد بن عمرو، وهو حسن الحديث) اهـ.

وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة

(2)

من طريق عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة، وقال:(وهذا سند حسن، وسكت عليه الحاكم، والذهبي، ومن عادتهما أن يصححا هذا الإسناد على شرط مسلم) اهـ، والحديث في موضع آخر من المستدرك

(3)

بسند الحاكم عن علي بن عبد العزيز - شيخ الطبراني فيه من هذا الوجه -، وقال عقبه:(صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه)، وسكت عنه الذهبي في التلخيص

(4)

.

وللحديث طريق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه

رواها: الطبراني في الأوسط

(5)

بسنده عن عبد الله بن يزيد البكري عن كثير بن

(1)

(9/ 352).

(2)

(1/ 240) رقم/ 156.

(3)

(3/ 240).

(4)

(3/ 240).

(5)

(7/ 385) ورقمه/ 6748، وفيه: أنه عن عبد الله بن يزيد البكري، وسقط قبله اثنان - شيخ الطبراني، وشيخ شيخه - وهما: محمد بن أبى زرعة، وهشام بن عمار، =

ص: 302

زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عنه به، يرفعه:(ابنا العاص مؤمنان، وعمرو بن العاص في الجنة)

وقال: (لم يرو هذا الحديث عن أبي بكر بن عبد الرحمن إلّا المطلب، ولا رواه عن المطلب إلّا كثير بن زيد، ولا رواه عن كثير إلّا عبد الله بن يزيد البكري، تفرد به هشام بن عمار) اهـ.

وفي الإسناد ست علل، الأولى: شيخ الطبراني محمد بن أبي زرعة لا تُعرف حاله، فقد تقدم أنه ترجم له ابن عساكر في تأريخه، والذهبي في تأريخ الإسلام، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا. والثانية: هشام بن عمار كبر فصار يتلقن، ومحمد بن أبي زرعة من صغار أصحابه، وفي الغالب أنه سمع منه بأخرة

(1)

. والثالثة: عبد الله بن يزيد البكري تقدم أنه قد وهاه أبو حاتم. والرابعة: كثير بن زيد هو: الأسلمي، ضُعّف، وقال الحافظ (صدوق يخطئ). والخامسة: المطلب بن حنطب كثير التدليس، ولم يصرح بالتحديث. والأخيرة: زِيْد في الحديث: (وعمرو بن العاص في الجنة)، وهى زيادة منكرة بإسناد ضعيف جدًّا، لم ترد في طريق أبي سلمة عن أبي هريرة، ولم أقف عليها من غير هذا الوجه، لكنَّ شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بالإيمان يستلزم دخوله الجنة - كما مرّ - والله أعلم.

= يدل عليهما سياق أسانيد الأحاديث قبل هذا، وبعده، وقول الطبراني عقبه، وما تلمّسه الناشر في الحاشية.

(1)

راجع سنة وفاة ابن أبي زرعة في المصدرين المتقدمين، وانظر: الكواكب النيرات (ص/ 431)، وحاشية المحقق.

ص: 303

وجاء قوله صلى الله عليه وسلم (ابنا العاص مؤمنان) عند ابن سعد في الطبقات الكبرى

(1)

عن عمرو بن حكّام بن أبي الوضاح عن شعبة عن عمرو بن دينار عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمه به، مرفوعا

وعمرو بن حكام ضعيف. وعمّ أبي بكر بن محمد لم أعرفه، وإن كان صحابيًا فجهالته لا تضر، لكن يبقى: هل سمع منه أم لا؟ فإن غالب رواياته عن التابعين، وروى عن بعض الصحابة مرسلا

(2)

. وأورد الألباني

(3)

الحديث من هذا الوجه

(4)

شاهدًا لحديث أبي هريرة في السلسلة الصحيحة، وأعله بضعف ابن حكّام، ثم قال: (إلّا أنه مع ضعفه يكتب حديثه كما قال ابن عدي

(5)

، فهو صالح للاستشهاد به) اهـ، فهو بما قبله حسن لغيره - والله أعلم -.

* وتقدم

(6)

من حديث عقبة، مرفوعًا:(أسلم الناس، وآمن عمرو بن العاص)، وهو حسن.

(1)

(4/ 192).

(2)

انظر: طبقة شيوخه في تهذيب الكمال (33/ 137 - 138)، وجامع التحصيل (ص/ 306) ت/ 937.

(3)

في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 241).

(4)

عن ابن عساكر في تأريخ دمشق من طريق ابن سعد، إلَّا أن فيه:(عن عمر) بدل: (عن عمه)، وهو تحريف.

(5)

انظر: الكامل (5/ 138).

(6)

- آنفًا - برقم/ 1682.

ص: 304

* كما تقدم

(1)

من حديث عمرو بن العاص، مرفوعًا:(ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان) - يعني: سالمًا مولى أبي حذيفة، وعمرو بن العاص - في قصة، وهو حديث حسن - كذلك -.

1684 -

[4] عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم في قِصّة: يا رسول الله، ما أسلمتُ منْ أجلِ المال، ولكنّي أسلمتُ رغبةً في الإسلام، وأنْ أكونَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال:(يَا عَمْرو، نِعْمَ المَالُ الصَّالِحُ للْمَرْءِ الصَّالِح).

وهذا الحديث رواه: الإمام أحمد

(2)

- واللفظ له -، وَأبو يعلى الموصلي

(3)

، والطبراني في الأوسط

(4)

، ثلاثتهم من طرق عن موسى بن

(1)

في فضائل: سالم - مولى أبي حذيفة -، برقم/ 1450.

(2)

(29/ 298 - 299) ورقمه/ 17763 عن عبد الرحمن (يعني: ابن مهدي)، وفي الموضع نفسه - أيضًا - عن عبد الله بن يزيد (وهو: أبو عبد الرحمن المقرئ)، وَ (29/ 337 - 338) ورقمه/ 17802 عن وكيع بن الجراح، ثلاثتهم عن موسى بن على به. والحديث عن وكيع هو في الفضائل له (2/ 912) ورقمه/ 1745. وعن أبي عبد الرحمن المقرئ رواه - أيضًا -: البخاري في الأدب المفرد (ص/ 113) ورقمه/ 300، ومن طريق المقرئ رواه - أيضًا - الحاكم في المستدرك (2/ 2)، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي في التلخيص (2/ 2).

(3)

(13/ 320 - 322) ورقمه/ 7336 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع به، بنحوه.

(4)

(4/ 130) ورقمه/ 3213 عن بكر (يعني: ابن سهل) عن عبد الله (وهو: ابن صالح - كاتب: الليث -) عن موسى بن علي به، بمثله، وسكت عنه - خلاف غالب عادته -.

ص: 305

علي

(1)

عن أبيه عن عمرو به

وللإمام أحمد، وَأبي يعلى من حديث وكيع: (يا عمرو، نعمًّا بالمال

) الحديث، وفي آخره في المسند: (قال

(2)

: كذا في النسخة "نعما" بنصب النون، وكسر العين. قال أبو عبيدة: بكسر النون وَالعين) وموسى بن على هو: ابن رباح اللخمي، وهو حسن الحديث، وأبوه ثقة

(3)

، فالحديث: حسن. وحسنه الحافظ ابن حجر

(4)

.

وبقية رجال أسانيده ثقات عدا رجال إسناد الطبراني

فشيخه، وشيخ شيخه - بكر بن سهل، وعبد الله بن صالح - ضعيفان، لكنهما متابعان من أربعة أوجه عن موسى بن علي - كما هو ظاهر مما تقدم لمن أمعن النظر في الطرق -. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(5)

، وعزاه إلى الإمام أحمد، والطبراني في الأوسط، والكبير

(6)

، ثم قال:(ورجال أحمد، وأبي يعلى رجال الصحيح) اهـ، مع أنه لم يقدم ذكرًا لأبي يعلى، فلعله سقط وهمًا، أو طباعة.

(1)

ورواه - أيضًا -: الشهاب في مسنده (2/ 259) ورقمه/ 299 بسنده عن سعيد بن عبد الرحمن الجحمي، ورواه: ابن قانع في المعجم (2/ 213 - 214) بسنده عن الليث بن سعد ورواه: أبو نعيم في المعرفة (4/ 1989) ورقمه/ 4995 بسنده عن أبي عبد الرحمن المقرئ، ثلاثتهم عن موسى بن عُليّ به.

(2)

لعله: عبد الله بن الإمام أحمد.

(3)

انظر ترجمته في: التهذيب (7/ 318).

(4)

الإصابة (3/ 3).

(5)

(9/ 352 - 353).

(6)

لم أره في القدر الموجود من أحاديث عمرو بن العاص في المعجم الكبير.

ص: 306

1685 -

[5] عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّ عَمْرو بنَ العَاصِ مِنْ صَالِحِي قُرَيْش).

هذا الحديث رواه: ابن أبي مليكة، وموسى بن طلحة، كلاهما عن طلحة.

فأما حديث ابن أبي مليكة فرواه: الترمذي

(1)

- وهذا لفظه - عن إسحاق بن منصور عن أبي أسامة (وهو: حماد) عن نافع بن عمر الجمحي، ورواه: الإمام أحمد

(2)

عن عبد الرحمن بن مهدي، وَعن وكيع

(3)

، كلاهما (ابن مهدي، ووكيع) عن نافع وَعبد الجبار بن الورد، ورواه: أبو يعلى

(4)

، من طرق عن عبد الجبار - وحده -، كلاهما (نافع، وعبد الجبار) عنه عن طلحة به

قال الإمام أحمد: وزاد عبد الجبار بن

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: من مناقب لعمرو بن العاص رضي الله عنه) 5/ 646 ورقمه/ 3845.

(2)

(3/ 6) ورقمه/ 1382 عن عبد الرحمن (وهو: ابن المهدي)، به، مطولًا. وهو في الفضائل (2/ 911) ورقمه/ 1742، 1743.

(3)

(3/ 6) ورقمه/ 1382، وهو في الفضائل له (2/ 913) ورقمه/ 1747.

(4)

(2/ 18) ورقمه/ 645 عن عبد الأعلى بن حماد (وهو: النرسي)، وَ (2/ 18 - 19) ورقمه/ 646 عن زهير (وهو: ابن حرب) عن عبد الرحمن (وهو: ابن مهدي)، وَ (2/ 19) ورقمه/ 647 عن القواريري (وهو: عبيد الله) عن عبد الرحمن، كلاهما (عبد الأعلى، وَعبد الرحمن) عن عبد الجبار بن الورد به، بمثل حديث الإمام أحمد.

ص: 307

الورد عن ابن أبي مليكة

(1)

عن طلحة قال: (نعم أهل البيت: عبد الله، وأبو عبد الله، وأم عبد الله)، وهى له - دون اللفظ - عن وكيع عن نافع، وَعبد الجبار. ولفظ أبي يعلى مثل لفظ الإمام أحمد عن ابن مهدي عن عبد الجبار، ونافع.

والحديث - مطولًا، ومختصرًا - منقطع، إسناده ليس بمتصل، فابن أبي مليكة لم يدرك طلحة بن عبيد الله، قاله الترمذي إثر إخراجه للحديث

(2)

، وبهذا أعله - أيضًا -: الحافظ ابن حجر

(3)

. وضعفه الألباني

(4)

.

والزيادة انفرد بها عبد الجبار بن الورد من حديث طلحة، وهو صدوق يهم، ورواه نافع بن عمر، وهو ثقة، فلم يذكرها - كما تقدم -. ولعلها محفوظة في الحديث؛ فإن لها شاهدين تقدما

(5)

، هي بهما: حسنة لغيرها.

وأفاد الحافظ في الإصابة

(6)

أن ابن سعد رواه بسند رجاله ثقات إلى ابن أبي مليكة مرسلًا - لم يذكر طلحة -.

(1)

وذكره عن ابن أبي مليكة: البزار في مسنده (3/ 173) ورقمه/ 961، وقال:(وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه) اهـ.

(2)

وانظر: جامع التحصيل (ص/ 214) ت/ 380.

(3)

الإصابة (3/ 3).

(4)

ضعيف سنن الترمذي (ص/ 516) ورقمه/ 805، وانظر: مجمع الزوائد (9/ 354).

(5)

في فضائل جماعة من الصحابة، من حديثي عقبة، ومطلب

انظر الحديث ذي الرقم/ 761.

(6)

(3/ 3).

ص: 308

وأما حديث موسى بن طلحة فرواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن يحيى بن عثمان بن صالح عن سليمان بن أيوب عن أبيه عن جده عنه عن طلحة به، بنحوه

ويحيى بن صالح لين الحديث، وأيوب هو: ابن سليمان بن حذلم الأسدي، لم أقف على ترجمة له، أو لأبيه.

وللحديث شواهد: حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه يرفعه: (أسلم الناس، وآمن عمرو بن العاص)، عند الترمذي، وغيره؛ وحديث أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه:(ابنا العاص مؤمنان: عمرو، وهشام)، عند الإمام أحمد، وغيره؛ وحديث عمرو بن العاص يرفعه:(يا عمرو، نعم المال الصالح للمرء الصالح)، يعنيه

وهى أحاديث حسنة الأسانيد، والحديث بطرقه وشواهده: حسن لغيره.

1686 -

[6] عن علقمة بن رمثة البلوي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رَحِمَ اللهُ عَمْرًا) - ثلاثًا، في قصة ذكرها -، فقالوا: من عمرو، يا رسول الله؟ قال:(عَمْرُو بنُ العَاص). قالوا: وما باله؟ قال: (ذَكَرْتُهُ أَنِّي كُنْتُ إِذَا نَدَبْتُ النَّاسَ للصَّدَقَة جَاءَ مِنْ الصَّدَّقَة، فَأَجْزَلَ، فَأَقُوْلُ: مَنْ أَيْنَ لَكَ هذَا، يَا عَمْرُو؟ فَيَقُوْلُ: مِنْ عِنْدِ اللهِ. وَصَدَقَ عَمْروٌ، إِنَّ لِعَمْرو عِنْدَ اللهِ خَيْرًا كَثِيْرا).

(1)

(1/ 115) ورقمه/ 208.

ص: 309

هذا الحديث رواه: الإمام أحمد

(1)

، والطبراني في الكبير

(2)

، بسنديهما عن الليث بن سعد

(3)

، ورواه: الطبراني - أيضًا -

(4)

بسنده عن ابن لهيعة

(5)

، كلاهما عن يزيد بن أو حبيب عن سويد بن قيس التجيبي عن زهير بن قيس البلوي عن علقمة به

وزهير بن قيس البلوي لم يرو عنه - في ما أعلم - إلّا سويد بن قيس، ترجم له البخاري

(6)

، وابن أبي حاتم

(7)

، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا.

(1)

(39/ 513) الملحق المستدرك من مسند الأنصار، ورقمه/ 73 عن يحيى بن إسحاق عن الليث بن سعد به. ورواه من طريقه: ابن عساكر في تأريخ دمشق (13/ 505).

(2)

(18/ 5) ورقمه/ 1 عن مطلب بن شعيب الأزدي عن عبد الله بن صالح، وَعن معاوية العتبي المصري عن يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد به.

(3)

وكذا رواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 499)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص/ 302)، ويعقوب في المعرفة (2/ 512)، وابن أبي عاصم في الآحاد (2/ 99 - 100) ورقمه/ 797، وأبو نعيم في المعرفة (4/ 2173) ورقمه/ 5449، والحاكم في المستدرك (3/ 455)، وابن عساكر في تأريخه (6/ 456 - 457)، وَ (11/ 796 - 797)، كلهم من طرق عن الليث

قال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه) اهـ، ووافقه الذهبي في التلخيص (3/ 455).

(4)

(18/ 6) ورقمه/ 2 عن المقدام بن داود عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار عن ابن لهيعة به. وعنه: أبو نعيم في المعرفة (4/ 2173) ورقمه/ 5449.

وانظر: مجمع الزوائد (9/ 351 - 352).

(5)

وكذا رواه الحاكم في المستدرك (3/ 455)، وابن عساكر (6/ 456 - 457)، وَ (11/ 796)، كلاهما من طريق عبد الله بن لهيعة به.

(6)

التأريخ الكبير (3/ 428) ت/ 1422.

(7)

الجرح والتعديل (3/ 586 - 587) ت/ 2669.

ص: 310

وقال البخاري

(1)

: (لا يعرف له سماع من علقمة) اهـ. ولم يتابع - في ما أعلم - على حديثه.

والحديث يرويه الطبراني من طريقين عن الليث بن سعد، في أحدهما: عبد الله بن صالح، وهو: كاتب الليث، ضعيف الحديث. وفي الأخرى: معاوية العتبي المصري، لم أقف على ترجمة له. وشيخه في الطريق الأخرى عن ابن أبي حبيب: القدام بن داود، قال النسائي:(ليس بثقة)، - وقد توبعوا جميعًا -؛ ومنه يظهر أن الإسناد: ضعيف، ولم أقف على طرق أخرى له، أو ما يشهد لمتنه - والله أعلم -.

1687 -

[7] عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِ لَرَشِيْدُ الأَمْر).

رواه: البزار

(2)

- واللفظ له - عن عمرو بن مالك عن فضيل بن سليمان النميري عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، والطبراني في الكبير

(3)

عن يحيى بن عثمان بن صالح عن سليمان بن أيوب عن أبيه عن جده، كلاهما (إسحاق، وَجد سليمان بن أيوب) عن موسى بن طلحة عن أبيه به

وللطبراني: (يا عمرو، إنك لذو رأي رشيد في الإسلام).

(1)

في الموضع المتقدم نفسه، من التأريخ الكبير.

(2)

(3/ 159) ورقمه/ 944.

(3)

(1/ 115) ورقمه/ 209.

ص: 311

قال البزار: (وهذا حديث لا نعلمه يروى عن طلحة إلّا من هذا الوجه، هذا الإسناد) اهـ. وأورده: الهيثمي في مجمع الزوائد

(1)

، وقال - وقد عزاه إلى البزار، والطبراني:(وفي إسناد الكبير من لم أعرفه، وإسناد البزار فيه: إسحاق بن يحيى بن طلحة، وهو متروك) اهـ، وهو كما قال. ومن لم يعرفه في سند الطبراني لعلهما: أبوي سليمان بن أيوب، وهو: سليمان بن أيوب بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، لم أقف على ترجمة لهما.

وسليمان هذا روى أحاديث مناكير، يسبق إلى القلب أنها موضوعة، وتقدمت له أحاديث

(2)

مناكير لا تروى - فيما أعلم - ألّا بإسناده عن آبائه. ومما سبق يظهر أن الحديث على أقل أحواله: ضعيف جدًّا - والله تعالى أعلم -.

* وتقدم

(3)

في فضائله: ما رواه الطبراني في الأوسط من حديثه مرفوعًا: (ما عدل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخالد بن الوليد أحدًا من أصحابه منذ أسلمنا)،، هو حديث منكر.

* خلاصة: اشتمل هذا الفصل على تسعة أحاديث، كلها موصولة. منها حديث رواه مسلم. وأربعة أحاديث حسنة. وحديث حسن لغيره.

(1)

(9/ 352).

(2)

انظر - مثلًا - الأحاديث/ 206، 1191، 1194، 1197، 1201، 1203، 1207.

(3)

ورقمه/ 1412.

ص: 312

وحديث ضعيف. وحديث ضعيف جدًّا. وحديث منكر. وذكرت حديثين في الشواهد - والله ولي التوفيق -.

ص: 313