الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم الثالث والستون ومئة: ما ورد في فضائل عمار بن ياسر بن عامر العَنْسي رضي الله عنه
-
1637 -
[1] عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: (تَقتُلهُ الفئةُ البَاغيَة).
رواه: البخاري
(1)
، والإمام أحمد
(2)
- واللفظ له - من طرق عن خالد الحذاء
(3)
عن عكرمة، ورواه - أيضًا -: الإمام أحمد
(4)
عن ابن أبي عدي، والبزار
(5)
من طريق عبد الأعلى، والطبراني في الأوسط
(6)
من طريق
(1)
في (كتاب: الصلاة، باب: التعاون في بناء المسجد) 1/ 644 ورقمه/ 447 عن مسدد (وهو: ابن مسرهد) عن عبد العزيز بن المختار، وفي (كتاب: الجهاد، باب: مسح الغبار عن الرأس في سبيل الله) 6/ 37 - 38 ورقمه/ 2812 عن إبراهيم بن موسى عن عبد الوهاب (يعني: ابن عبد المجيد)، كلاهما عن خالد الحذاء به، بنحوه، مطولًا.
(2)
(17/ 257) ورقمه/ 11166 عن محمد بن جعفر حدثنا شعبة، و (18/ 368 - 367) ورقمه/ 11861 عن محبوب بن الحسن (واسمه: محمد، ومحبوب لقب)، كلاهما عن خالد (يعني: الحذاء) به.
(3)
الحديث من طريق خالد الحذاء رواه - أيضًا -: النسائي في الخصائص (ص/ 170) ورقمه/ 162، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ورقمه/ 7078، 7079)، والبيهقى في دلائل النبوة (2/ 546 - 547) من طرق عنه به.
(4)
(17/ 53) ورقمه/ 11011.
(5)
كما في: كشف الأستار (3/ 252) ورقمه/ 2687 عن محمد بن المثنى ثنا عبد الأعلى ثنا داود به، بنحو لفظ الإمام أحمد، وقال:(هكذا رواه داود عن أبي نضرة، ورواه أبو مسلمة عن أبي نضرة عن أبى سعيد عن أبى قتادة) اهـ، وهو كما قال، فلعل حديث أبي سعيد هذا من مراسيل الصحابة، وهى حجة - والله تعالى أعلم -.
(6)
(9/ 250 - 251) ورقمه/ 8546 عن معاذ (يعني: ابن المثنى) عن حفص بن عمر الحوضى عن مرجى بن رجاء به.
مرجي
(1)
بن رجاء، ثلاثتهم عن داود بن أبي هند
(2)
عن أبي نضرة، كلاهما (عكرمة، وأبو نضرة) عن أبي سعيد الخدري به
…
وللبخاري في كتاب الصلاة أن أبا سعيد قال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين - يعني: في بناء المسجد - فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فنفض التراب عنه، ويقول: (ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار
(3)
) قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن. وله في كتاب الجهاد، وللإمام أحمد عن محبوب بن الحسن وابن أبي عدي نحوه. وللطبراني:(ويحك يا ابن سمية، تقتلك الفئة الباغية)، وقال:(لم يرو هذا الحديث عن مرجي بن رجاء إلا أبو عمر الحوضي).
ومرجى بن رجاء في سند الطبراني هو: اليشكري، وحديثه لا بأس به
(4)
- إن شاء الله -، وهو متابع كما هو ظاهر فيما تقدم، أورد حديثه
(1)
بتشديد الجيم. قاله ابن حجر في التقريب (ص/ 921) ت/ 6594.
(2)
ورواه من طريق داود - أيضًا -: الطيالسي في مسنده (3/ 84) ورقمه/ 603، و (9/ 288) ورقمه/ 2168 - ومن طريقه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 252) -، والبيهقي في الدلائل (2/ 548 - 549)، وعنده أن ذلك كان يوم الخندق، وسيأتي الكلام عليه في حديث أبي قتادة رضي الله عنه عقب هذا.
(3)
لعل المراد أنه يدعوهم إلى طاعة الإمام الحق إلى هي سبب دخول الجنة، وهم يدعونه إلى طاعة الإمام الباطل التي هي سبب لدخول النار لمن علم ببطلانه - كعمار - ولا يلزم في ذلك أنها سبب لدخول النار لمن كان له التزام بمعاوية، وهذا ظاهر - والله تعالى أعلم -. قاله السندي في حاشية المسند (18/ 368 - 369).
(4)
انظر: التاريخ لابن معين - رواية: الدوري - (2/ 555)، والتقريب (ص/ 929) ت/ 6594.
الهيثمي في مجمع الزوائد
(1)
، وعزاه إلى الأوسط، ثم قال:(وإسناده حسن)، وأورده ثانيًا
(2)
من لفظ البزار، وقال:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ.
وهكذا رواه داود بن أبي هند عن أبي نضرة، وخالفه أبو مسلمة سعيد بن يزيد؛ فرواه عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن أبي قتادة رضي الله عنهما، فلعل حديث داود مرسل صحابي - وهو حجة -، والحديثان محفوظان.
ورواه: الإمام أحمد
(3)
- وحده - بسنده عن شعبة عن عمرو بن دينار عن أبي هشام عن أبي سعيد الخدري به، بلفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار:(تقتلك الفئة الباغية)
…
وأبو هشام لم يرو عنه غير عمرو بن دينار، ولم أر من وثفه
(4)
، والحديث صح من غير طريقه، وطريقه: حسنة لغيرها.
وسيأتي
(5)
نحو حديثه عن شعبة عن عمرو بن دينار عن رجل من أهل مصر عن عمرو بن العاص، فلعله أبو هشام هذا - والله أعلم -.
(1)
(9/ 296).
(2)
الحوالة المتقدمة نفسها.
(3)
(17/ 319) ورقمه/ 11221 عن سليمان بن دارد (يعني: الطيالسي) عن شعبة به. وهو في مسند الطيالسي (9/ 293) ورقمه/ 2202 - ومن طريقه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 252) -.
(4)
انظر: الكنى للبخاري (ص/ 80)، والجرح والتعديل (9/ 455) ت/ 2323، ولم أره في التذكرة، والإكمال للحسيني، أو التعجيل للحافظ ابن حجر، وهو على شرطهما - والله أعلم -.
(5)
في الحديث رقم/ 1642.
1638 -
[2] عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: حين جعل يحفر الخندق
(1)
- وجعل يمسح رأسه - ويقول: (بؤسَ
(2)
ابنَ سُمَيَّةَ
(3)
، تقتُلُكَ فئَةٌ بَاغِيَة).
رواه: مسلم
(4)
- واللفظ له - والإمَام أحمد
(5)
، كلاهما من طرق عن
(1)
وتقدم. وسيأتي مثلها - أيضًا - في أحاديث صحيحة أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له مثل هذا عند بنائه للمسجد - مسجد المدينة -، قال البيهقي في الدلائل (2/ 549): (
…
فيشبه أن يكون ذكر الخندق وهمًا - في رواية: أبي نضرة - أو كان قالها عند بناء المسجد، وقالها يوم الخندق - والله أعلم -) اهـ، والثاني أولى.
(2)
البؤس: الشدة في الأمر، وشدة الحاجة، كأنه ترحم له من الشدة التي يقع فيها.
- انظر: المجموع المغيث (1/ 123)، والنهاية (باب: الباء مع الهمزة) 1/ 89، وجامع الأصول (9/ 42).
(3)
وهي أمه، ممن سبق إلى الإسلام، وأول شهيدة فيه.
- انظر: السيرة لابن هشام (1/ 319 - 320)، والإصابة (4/ 334) ت/ 585.
(4)
في (كتاب: الفتن، باب: لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء) 4/ 2235 ورقمه/ 2915، عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، كليهما عن محمد بن جعفر به، و (4/ 2235 - 2236) عن محمد بن معاذ بن عباد العنبري وهريم بن عبد الأعلى، كليهما عن خالد بن الحارث، وعن إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور ومحمود بن غيلان ومحمد بن قدامة، أربعتهم عن النضر بن شميل، ثلاثتهم (ابن جعفر، وابن الحارث، وابن شميل) عن شعبة به، واللفظ له من حديث ابن جعفر.
(5)
(37/ 297) ورقمه/ 22609 عن محمد بن جعفر، و (37/ 298) ورقمه/ 22610، عن حسن بن يحيى - من أهل مرو - عن النضر بن شميل، كلاهما عن شعبة به، بمثله. إلا أنه في الموضع الأول قال:(عن أبي سلمة)، والصحيح:(أبو مسلمة).
شعبة
(1)
عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن أبي قتادة به
…
قال مسلم عقب طريق النضر بن كيل عن شعبة: (غير أن في حديث النضر: أخبرني من هو خير مني - أبو قتادة -. وفي حديث خالد بن الحارث قال: أراه يعني أبا قتادة، وفي حديث خالد: ويقول: "ويس"
(2)
، أو يقول:"يا ويس ابن سمية") اهـ.
وللإمام أحمد عن ابن جعفر: (أخبرني من هو خير مني)، ولم يسمه، وسماه في روايته عن حسن بن يحيى عن النضر بن شميل.
وفي السند: أبو سلمة، وهو: سعيد بن يزيد الأزدي، وأبو نضرة هو: المنذر بن مالك العبدي.
1639 -
[3] عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: (تَقتُلُكَ الفِئةُ البَاغِيَة).
(1)
الحديث من طريق شعبة رواه - أيضًا -: محمد بن سعد في الطبقات (3/ 252)، وأبو عبد الرحمن النسائي في الخصائص (ص/ 171) ورقمه/ 163، والبغوي في المعجم (2/ 39) ورقمه/ 434، والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 548)، و (6/ 420)، وفي السنن الكبرى (8/ 189)، والخطيب البغدادي في تاريخه (2/ 282)، كلاهما من طرق عنه به.
(2)
كلمة تقال لمن يترحم عليه، ويرفق به، مثل: ويح، وذلك في حال الشفقة والتلطف.
- انظر: جامع الأصول (9/ 42).
وواه: مسلم
(1)
- وهذا لفظه -، والإمام أحمد
(2)
- وهو للطبراني في الكبير
(3)
عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه - كلاهما من طريق شعبة
(4)
، ورواه: الطبراني
(5)
- أيضًا - عن يعقوب بن إسحاق المخرمي عن عمرو بن مرزوق عن سعيد، كلاهما عن خالد الحذاء عن سعيد بن أبي الحسن عن أمه عن أم سلمة به
…
وللإمام أحمد: (تقتل عمارًا الفئة الباغية)، وسعيد بن أبي الحسن هو: البصري أخو الحسن - ثقة
(6)
، وأمه هي: خيرة - مولاة أم سلمة رضي الله عنها روى عنها جماعة
(7)
، وذكرها ابن حبان في الثقات
(8)
.
(1)
في (كتاب: الفتن، باب: لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء) 5/ 2236 ورقمه/ 2916 عن محمد بن عمر بن جبلة وعقبة بن مكرم وأبي بكر بن نافع، ثلاثتهم عن غندر (وهو محمد بن جعفر) عن شعبة به.
(2)
(44/ 255) ورقمه/ 26650، - ومن طريقه: المزى في تهذيب الكمال (10/ 389 - 388) -، عن غندر عن شعبة به، بنحوه.
(3)
(23/ 369 - 370) ورقمه/ 874.
(4)
للحديث طرق أخرى عن شعبة، انظرها في: الخصائص (ص/ 168) ورقمه/ 158، والحلية (7/ 197 - 198).
(5)
(23/ 369 - 370) ورقمه/ 874.
(6)
انظر: تهذيب الكمال (10/ 385) ت/ 2251، والتقريب (ص/ 375) ت/ 2297.
(7)
انظر: تهذيب الكمال (35/ 167) ت/ 7832.
(8)
(4/ 216).
ورواه - أيضًا -: مسلم
(1)
، والإمام أحمد
(2)
، كلاهما من طريق شعبة
(3)
عن خالد الحذاء عن الحسن (هو: البصري) عن أمه عن أم سلمة به، بمثله.
ورواه: الطبراني في الكبير
(4)
بسنده عن شعبة عن أيوب، ثم ساقه
(5)
بسنده عن شعبة عن يونس بن عبيد، ثم ساقه
(6)
بسنده عن شعبة عن عوف، ثلاثتهم عن الحسن عن أمه به، بنحوه. وأيوب هو: السختياني، وعوف هو: الأعرابي.
(1)
(4/ 2236) عن إسحاق بن منصور عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة به، مثله.
(2)
(44/ 189) ورقمه/ 26563 عن سليمان بن داود الطيالسي عن شعبة له، مثله. وهو في مسند الطيالسي (ص/ 152) ت/ 2570، وقرنه بالحذاء: أيوب بن أبي تميمة، وهو عنه لابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 252).
(3)
الحديث رواه من هذا الوجه من طريق شعبة: النسائي في الخصائص (ص/ 169) ورقمه/ 159، والبيهقي في السنن (8/ 189)، ودلائل النبوة (2/ 549)، والبغوي في شرح السنة (14/ 154) ورقمه/ 3952. إلا أنه عند البغوي: عن سعيد بن أبي الحسن عن أبيه، وهو تحريف.
(4)
(23/ 363) ورقمه/ 852، عن معاذ بن المثنى ومحمد بن محمد التمار وعثمان بن عمر الضبي، قالوا: ثنا عمرو بن مرزوق عن شعبة به.
(5)
(23/ 364) ورقمه/ 857 عن عبدان بن أحمد، وزكريا بن يحيى الساجي قالا: ثنا محمد بن بشار: ثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة به.
(6)
ورقمه/ 858 عن أسلم بن سهل الواسطي عن فضل بن داود الواسطي عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة به.
وكذلك رواه عن الحسن عن أمه: عبد الله بن عون
(1)
، روى حديثه: مسلم
(2)
، والإمام أحمد
(3)
، وأبو يعلى
(4)
، والطبراني في الكبير
(5)
، أربعتهم من طرق عنه به، بلفظ:(تقتل عمارًا الفئة الماغية) عندهم جميعا
(6)
. ولأبي يعلى عن القواريري، وله عن أبي خيثمة عن عفان قالت أم سلمة: ما نسيت يوم الخندق
(7)
وهو يعاطيهم اللبن، وقد اغبرّ شعره - تعني: النبي
(1)
وهو - أيضًا - من طريقه عند ابن سعد في الطبقات (3/ 252)، والنسائي في الخصائص (ص/ 169 - 170) ورقمه/ 160، و (ص/ 170) ورقمه/ 161، وفي الفضائل (ص/ 154) ورقمه/ 170.
(2)
(4/ 2236) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون به.
(3)
(44/ 83) ورقمه/ 26482 عن ابن أبى عدي، و (44/ 279 - 280) ورقمه/ 26680 عن معاذ (وهو: ابن معاذ)، كلاهما عن ابن عون به.
(4)
(3/ 209) ورقمه/ 1645 عن القواريري عن خالد بن الحارث، و (12/ 424) ورقمه/ 6990 عن أبي خيثمة (وهو: زهير) عن إسماعيل بن إبراهيم، و (12/ 455) ورقمه/ 7025 عن أبي خيثمة عن عفان (هو: الصفار) عن يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن ابن عون به. والحديث من طريق ابن عون رواه - أيضًا -: البيهقي في الدلائل (2/ 550)، و (6/ 420)، وله في الدلائل - أيضًا - (2/ 550) من طريق معمر عمن سمع الحسن، فذكره.
(5)
(23/ 363) ورقمه/ 854 عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد عن معاذ بن معاذ، ثم رواه (23/ 363) ورقمه/ 855 عن عبيد بن غنام عن أبي بكر بن أبي شيبة عن إسماعيل بن علية، كلاهما عن ابن عون به.
(6)
وهو عند ابن سعد في الطبقات (3/ 251 - 252) بسنده عن عوف الأعرابي عن الحسن عن أمه به. وفي سنده تحريف.
(7)
ارجع إلى التعليق المتقدم في حديث أبي قتادة رضي الله عنه عن اليوم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لعمار ما قال.
صلى الله عليه وسلم -، وهو يقول:(إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة)، وجاء عمار، فقال: (ويحك - أو ويلك، شك خالد
(1)
- ابن سمية، تقتلك الفئة الباغية).
وهذا لفظ القواريري، ولأبي خيثمة نحوه. ونحوه للطبراني من حديث معاذ بن معاذ عن ابن عون. ووقع في حديث الإمام أحمد عن ابن أبي عدي: (ويح
(2)
ابن سمية)، وقال عقبه: قال
(3)
: فذكرته لمحمد - يعني: ابن سيرين -، فقال:(عن أمه)؟ قلت: نعم، قال:(أما إنها كانت تخالطها، وتلج عليها) اهـ. يعني: خيرة، تخالط أم سلمة. وتقدم أن خيرة مولاة لها.
وكذلك رواه: الطبراني في الكبير
(4)
عن عمر بن إبراهيم عن محمد بن إبراهيم عن أبي عاصم عن سهل السراج عن الحسن عن أمه به، بنحوه. ومحمد بن إبراهيم هو: ابن مسلم الخزاعى، وثقه أبو داود
(5)
، وذكره ابن حبان في الثقات
(6)
، وقال: (وكان من الثقات، دخل مصر، فحدثهم من حفظه من غير كتاب بأشياء أخطأ فيها، فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا
(1)
يعني: ابن الحارث.
(2)
ويح: كلمة ترحم، وتوجع. تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها. قاله ابن الأثير في أسد الغابة (باب: الواو مع الياء) 5/ 235.
(3)
لعله يعني: ابن عون.
(4)
(23/ 364) ورقمه/ 856.
(5)
كما في: سؤالات الآجرى له (2/ 439) ت/ 3763.
(6)
(9/ 137).
ما حدث من كتابه)، وقال الحاكم
(1)
: (صدوق كثير الوهم)، وقال ابن حجر
(2)
: (صدوق صاحب حديث يهم) اهـ. وهو متابع، وبقية رجال الإسناد ثقات؛ عمر بن إبراهيم هو المعروف بأبي الآذان البغدادي، وأبو عاصم اسمه: الضحاك بن مخلد النبيل، وسهل هو: ابن أبي الصلت البصري، لا بأس به
(3)
.
ورواه: الطبراني
(4)
- أيضًا - عن إبراهيم بن صالح عن عثمان بن الهيثم، ثم ساقه عن محمد بن العباس عن هوذة بن خليفة قالا: ثنا عوف عن الحسن عن أمه به، بنحوه
…
عثمان بن الهيثم المؤذن، وتقدم أنه صدوق إلّا أنه تغير بأخرة، وكان يتلقن
(5)
، ولا يدرى متى سمع منه إبراهيم بن صالح، وإبراهيم هذا هو: الشيرازي، لا أعرف حاله - وتقدما -، وهما متابعان. ومحمد بن العباس هو: مولى بني هاشم، وعوف هو: الأعرابي.
1640 -
[4] عن عمرو بن حزم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَقتُلهُ الفِئةُ البَاغِيَة)، يعني: عمارًا.
(1)
كما في: تهذيب المزي (24/ 330).
(2)
التقريب (ص/ 820) ت/ 5736.
(3)
انظر: الجرح والتعديل (4/ 200) ت/ 862، وتهذيب المزي (12/ 195) ت/ 2617.
(4)
(23/ 363) ورقمه/ 853.
(5)
انظر: الجرح والتعديل (6/ 172) ت/ 942، والثقات لابن حبان (8/ 453)، والاغتباط (ص/ 239) ت/70، والتهذيب (7/ 158)، وتقريبه (ص/ 670) ت/4557.
رواه: الإمام أحمد
(1)
- واللفظ له -، وأبو يعلى
(2)
عن إسحاق بن أبي إسرائيل وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، ثلاثتهم عن عبد الرزاق عن معمر
(3)
عن ابن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده به
…
وابن طاوس هو: عبد الله، والحديث صحيح، ورجاله كلهم ثقات مشهورون. ووقع في مسند الإمام: عن معمر عن طاوس، والصواب ما أثبته.
والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(4)
، وعزاه إلى الإمام أحمد وحده -، ثم قال:(وهو ثقة)! هكذا، ولعل فيه سقطًا وتحريفًا - الله أعلم -.
1641 -
[5] عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تَقتُلهُ الفِئةُ البَاغِيَة)، يعني: عمارًا.
(1)
(29/ 316) ورقمه/ 17778، واستدركه محققو مسند الإمام أحمد على مسند الأنصار منه (39/ 479) ورقمه/ 42، وهو في المسند!
(2)
(13/ 124 - 123) ورقمه/ 7175 عن إسحاق وإبراهيم معا، و (13/ 330 - 331) ورقمه/ 7346 عن إبراهيم وحده، بنحو لفظ الإمام أحمد.
(3)
الحديث في الجامع له (11/ 240) ورقمه/ 20427، ورواه من طريق عبد الرزاق عنه رواه - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (2/ 155 - 156) - وصححه، ووافقه الذهبي في التلخيص (2/ 155 - 156) -، والبيهقى في دلائل النبوة (2/ 551)، وفي السنن الكبرى (8/ 189).
(4)
(7/ 241 - 242).
هذا الحديث رواه جماعة عن عبد الله بن عمرو.
فرواه: الإمام أحمد
(1)
- واللفظ له، في قصة ذكرها - عن يزيد عن العوام عن أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنبري عن عبد الله بن عمر به.
وهذا حديث صحيح من وجهه هذا، يزيد هو: ابن هارون
(2)
، والعوام هو: ابن حوشب، وأسود بن مسعود هو: العنبري.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وعزاه إلى الإمام أحمد من هذا الوجه، وقال:(ورجاله ثقات)، وذكره قبله الذهبي في المعجم المختص
(4)
، وقال:(إسناده جيد) اهـ.
(1)
(11/ 96) ورقمه/ 6538، و (11/ 522) ورقمه/ 6927، و (11/ 523) ورقمه/ 6929، وفيه: العنزي - في نسبة حنظلة - وهو أشبه. - انظر: حاشية المعلمي على التأريخ الكبير للبخاري (3/ 39)، وحاشية مسند الإمام أحمد (11/ 97).
(2)
وحديثه رواه عنه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 253)، وابن أبي شيبة في مسنده (كما في: المطالب العالية 10/ 62 ورقمه/ 4937)، والنسائي في الخصائص على (ص/ 172) ورقمه/ 164، والمزي في تهذيب الكمال (7/ 437)، والذهبي في المعجم المختص (ص/ 96)، وأخرجه ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 269) من طريق هشيم عن العوام بن حوشب به.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 198) من طريق غندر عن شعبة عن العوام عن رجل من بن شيبان عن حنظلة بن سويد به، ومن هذا الوجه ذكره البخاري في تأريخه الكبير (3/ 39).
(3)
(7/ 244).
(4)
(ص/ 96).
ورواه الإمام أحمد - أيضًا
(1)
-: عن أبي معاوية
(2)
، والطبراني في الكبير
(3)
بسنده عن عبيد بن أسباط، كلاهما عن الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن الحارث عن ابن عمرو به
…
ولفظ أحمد: (ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية). ثم ساقه بسنده عن سفيان
(4)
عن الأعمش به، ولم يذكر لفظه، قال: مثله، أو نحوه. ثم أورده في موضع آخر
(5)
بسنده عن سفيان به، بنحوه، في قصة، وهو للطبراني عن عبد الله بن عمرو، وأبيه، ومعاوية بن أبي سفيان.
وعبد الرحمن بن زياد هو: مولى بى هاشم، ويقال: ابن أبي زياد، قال فيه أبو عبد الله البخاري
(6)
: (في عبد الرحمن نظر)، ووثقه يحيى بن
(1)
(11/ 42) ورقمه/ 6499 - ومن طريقه: المزي في تهذيب الكمال (17/ 114 - 113) -. وعن أبي معاوية رواه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 253)، وأبو بكر بن أبى شيبة في مسنده (كما في المطالب العالية 10/ 61 ورقمه/ 4935)، والنسائى في الخصائص (ص/ 174) ورقمه/ 167.
(2)
وعن أبي معاوية رواه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 253)، ورواه: النسائي في الخصائص (ص 174) ورقمه/ 167، بسنده عن أبى معاوية.
(3)
(19/ 331) ورقمه/ 759 عن الحسين بن إسحاق التستري عن عبيد بن أسباط به، وهو عند النسائي في الخصائص (ورقمه/ 167) عن عبيد بن أسباط - أيضا -.
(4)
ولا أدري أهو ابن عيينة، أم الثوري؟ والحديث في المسند (11/ 45) ورقمه/ 6500 عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن سفيان به. ورواه من طريق سفيان - أيضًا -: النسائي في الخصائص (ص/ 174) ورقمه/ 168.
(5)
(11/ 522) ورقمه/ 6926.
(6)
كما في التهذيب (6/ 177)، ولم أر هذا القول للبخاري في شيء من كتبه، أو كتب تلاميذه، ولم أر أن الذهبي أورد عبد الرحمن بن زياد هذا في الميزان! ولم أر من ذكر هذا عن البخاري سوى الحافظ!
معين
(1)
، والعجلي
(2)
، وابن حبان
(3)
، وقال الحافظ في التقريب
(4)
: (مقبول)، - يعني: إذا توبع، كما هو اصطلاحه -، وقد توبع من غير وجه عن ابن عمرو رضي الله عنه. والأعمش مدلس، ولم أره صرح بالسماع، وهكذا رواه عنه سفيان، وأبو معاوية - وهو: محمد بن خازم -، وتابعهما: جرير بن عبد الحميد عند أبي يعلى في الكبير
(5)
.
ورواه: عبيد بن أسباط بن محمد عنه عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن عمرو، وأبيه، ومعاوية بن أبي سفيان به، مختصرًا. كذلك أخرجه الطبراني في الكبير عن الحسين بن إسحاق التستري عنه به - كما تقدم -، وعبيد بن أسباط صدوق
(6)
.
ورواه: أسباط بن محمد عن الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن الحارث عن عمرو بن العاص - بدل: ابنه عبد الله -، ومعاوية بن أبي سفيان - وستأتي روايته في الحديث الذي بعد هذا -.
(1)
كما في: تأريخ الدارمي عنه (ص/ 159) ت/ 559.
(2)
تأريح الثقات (ص 292) ت/ 953.
(3)
الثقات (7/ 74).
(4)
(ص/ 578) ت/ 3888.
(5)
كما في المطالب العالية (10/ 63) ورقمه/ 4940 عن أبى خيثمة (وهو: زهير بن حرب) عن جرير به.
إلا أن في سنده: (عبد الله بن عمرو)، بدل:(ابن الحارث)، وأظنه تحريفا - والله أعلم -.
(6)
التقريب (ص/ 648) ت/ 4389، وانظر: مجمع الزوائد (9/ 296 - 297).
فلعل الحديث عند الأعمش عن الثلاثة جميعًا، فجمعهم - أحيانًا -، وفرقهم، أو ذكر بعضهم - أحيانًا - أخرى. وقيل: عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن عمرو، وأبيه، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ذكره المزي في تهذيب الكمال
(1)
، ولم أره مسندًا إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى، والعبارة كما في التهذيب
(2)
: (
…
وروي - أيضًا - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) اهـ، يعني مرسلًا، وسيأتي
(3)
من حديثه عن عمار رضي الله عنه.
ورواه: النسائي في الخصائص
(4)
بسنده عن جرير عن الأعمش عن عبد الرحمن عن ابن عمرو به، لم يذكر عبد الله بن الحارث
…
وهذا منقطع.
وللحديث أربعة طرق أخرى عن عبد الله بن عمرو
…
الأولى: طريق مجاهد؛ رواها: البزار
(5)
بسنده عن معتمر بن سليمان
(6)
عن ليث بن أبي سليم عنه به، بنحوه، وفيها إقرار عمرو بن العاص لسماعه له من النبي صلى الله عليه وسلم. وليث بن أبي سليم اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه، فأصبح في عداد المتروكين - وتقدم -.
(1)
(17/ 113).
(2)
(6/ 177).
(3)
انظر الحديث ذي الرقم / 1643.
(4)
(ص/ 173) ورقمه/ 166.
(5)
(1/ 358) ورقمه/ 2368، عن عمرو بن يحيى ومحمد بن خلف، كلاهما عن معتمر بن سليمان به، بنحوه.
(6)
الحديث عن معتمر بن سليمان رواه - أيضًا -: مسدد في مسنده (كما في: المطالب العالية 10/ 61 ورقمه/ 4934) عنه به، بنحوه.
والثانية: طريق أبي الغادية الجهني؛ رواها: أبو يعلى في الكبير
(1)
عن عمرو بن مالك عن يوسف بن عطية عن كلثوم بن جبر عنه، به، بلفظ:(تقتلك الفئة الباغية، بشر قاتل عمار بالنار)، وفيه قصة. وعمرو بن مالك هو: أبو عثمان البصري، ترك حديثه غير واحد. وشيخه يوسف بن عطية هو: الصفار، البصري، متروك مثله
(2)
. وشيخه: كلثوم بن جبر وثقه ابن معين
(3)
، والإمام أحمد
(4)
، وقال النسائي
(5)
: (ليس بالقوي)، وذكره الحافظ في التقريب
(6)
، وقال:(صدوق يخطئ). وأبو الغادية هو: يسار بن سبع - قاتل عمار - له صحبة
(7)
.
والثالثة: طريق حنظلة بن سويد؛ رواها: النسائي في الخصائص
(8)
بسنده عن شعبة عن العوام بن حوشب عن رجل من بني شيبان عنه به، بنحوه. وفي الإسناد من لم يسم، وتقدم من طريق يزيد عن العوام عن أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد.
(1)
كما في: المطالب العالية (10/ 62) ورقمه/ 4939.
(2)
انظر: التأريخ - رواية الدوري - (2/ 685)، وتاريخ الضعفاء لابن شاهين (ص/ 198) ت/ 706، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 221) ت/ 3854.
(3)
كما في: الجرح والتعديل (7/ 164) ت/ 926.
(4)
العلل - رواية عبد الله - (2/ 379) رقم النص/ 2689، و (3/ 100) رقم النص/ 4382.
(5)
كما في: تهذيب الكمال (24/ 201).
(6)
(ص / 812) ت/ 5689.
(7)
انظر: أسد الغابة (5/ 237) ت / 6140.
(8)
(ص/ 172 - 173) ورقمه/ 165.
والرابعة: طريق أبي عبد الرحمن السلمي؛ رواها: البيهقي في دلائل النبوة
(1)
بسنده عن عطاء بن مسلم الحلبي عن الأعمش عنه به، بلفظ:(أما إنك ستقتلك الفئة الباغية، وأنت من أهل الجنة).
وعطاء بن مسلم هو: الخفاف، ضعفه غير واحد
(2)
، وقال الحافظ في التقريب
(3)
: (صدوق يخطئ كثيرًا). والأعمش لم يصرح بالتحديث. وأبو عبد الرحمن اسمه: عبد الله ابن حبيب.
وقوله: (ستقتلك الفئة الباغية) حسن لغيره بشواهده.
وسيأتي
(4)
قوله: (وأنت من أهل الجنة) بإسناد لا بأس به من حديث عمرو بن العاص، فهو به: حسن لغيره - كذلك -.
1642 -
[6] عن عمرو بن العاص - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تَقتُلهُ الفِئةُ البَاغِيَة)، يعني: عمارًا.
لهذا الحديث أربعة طرق عن عمرو بن العاص.
الأولى: طريق عمرو بن دينار عن رجل من أهل مصر، رواها: الإمام
(1)
(2/ 551 - 552).
(2)
انظر: التاريخ الكبير (6/ 476) ت / 3033، والضعفاء للعقيلى (3/ 405) ت/ 1443، والضعفاء لابن الجوزي (2/ 178) ت/ 2313.
(3)
(ص/ 678 - 679) ت/ 4632.
(4)
ورقمه/ 1641. وانظر: الحديث ذي الرقم/ 629، في فضائل: على، وعمار، وسلمان رضي الله عنهم.
أحمد
(1)
- واللفظ له - بسنده عن شعبة عنه به، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
من هذا الوجه، وعزاه إلى الإمام أحمد، ثم قال:(وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ، وهو كما قال. والمبهم يحتمل أن يكون هو: زياد - مولى: عمرو بن العاص -، المذكور في طريق أبي يعلى، وهي هذه:
والثانية: طريق زياد - مولى: عمرو بن العاص -، رواها: أبو يعلى
(3)
بسنده عن ورقاء عن عمرو بن دينار عنه به، بنحوه. وزياد هذا مجهول
(4)
. وورقاء هو: ابن عمر اليشكري. وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(5)
، وقال:(رواه الطبراني مطولًا، ورواه مختصرًا، ررجال المختصر رجال الصحيح غير زياد - مولى عمرو - وقد وثقه ابن حبان) اهـ. ولم أره في الكبير، فلعله في المقدار المفقود منه - والله أعلم -.
(1)
(29/ 301) ورقمه/ 17766 عن محمد بن جعفر (يعني: السِّمناني)، وعن الحجاج (وهو: ابن المنهال الأنماطي)، كلاهما عن شعبة (وهو: ابن الحجاج) به. ورواه: أبو القاسم البغوي في الجعديات (2/ 694) ورقمه/ 1685 بسنده عن الإمام أحمد عن محمد بن جعفر - وحده - به.
(2)
(7/ 242).
(3)
(13/ 327) ورقمه/ 7342 عن أبى بكر (هو: ابن أبي شيبة) عن يحيى بن آدم عن ورقاء به، بنحوه.
(4)
انظر: تهذيب الكمال (9/ 526) ت/ 2075، والتقريب (ص/ 349) ت/ 2118.
(5)
(9/ 297).
والثالثة: طريق محمد بن عمرو بن حزم، رواها: الإمام أحمد
(1)
بسنده عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه به، بمثله، في قصة. ورواه - أيضًا - من هذا الوجه الحاكم في المستدرك
(2)
، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في التلخيص
(3)
، ومحمد بن عمرو بن حزم لم يرو له البخاري، ولا مسلم، فالحديث من هذا الوجه صحيح فحسب.
والرابعة: طريق عبد الله بن الحارث؛ رواها: أبو يعلى
(4)
والطبراني في الكبير
(5)
، كلاهما من طريق أسباط بن محمد، ورواها: الطبراني في الكبير
(6)
من طريق عبيد بن أسباط بن محمد، كلاهما عن الأعمش عن عبد الرحمن بن أبي زياد عنه به، إلا أنه عند أبي يعلى من مسند عمرو بن العاص، وابنه عبد الله، وهو من مسنديهما ومسند معاوية بن أبي سفيان عند الطبراني في حديثه من طريق عبيد بن أسباط. ولفظه عند أبي يعلى:
(1)
(29/ 316 - 317) ورقمه/ 17778 عن عبد الرزاق عن معمر عن طاوس عن أبي بكر بن محمد له، وهو في جامع معمر (11/ 240) ورقمه/ 20427، وهو من طريق عبد الرزاق عن معمر للحاكم في المستدرك (2/ 155 - 156)، وعند البيهقي في دلائل النبوة (2/ 551) - أيضا -.
(2)
(2/ 155 - 156).
(3)
(2/ 155 - 156).
(4)
(13/ 333 - 334) ورقمه / 7351 عن إسماعيل بن موسى بن بنت السدي عن أسباط بن محمد به.
(5)
(19/ 330 - 331) ورقمه/ 758 عن عبيد بن غنام عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أسباط به.
(6)
(19/ 331) ورقمه / 759 عن الحسين بن إسحاق التستري عن عبيد بن أسباط به.
(إنك لحريص على الأجر، وإنك من أهل الجنة، ولتقتلك الفئة الباغية)، ومثله للطبراني من حديث أسباط بن محمد إلا أنه قال:(إنك حريص على الجهاد)، وله من حديث عبيد بن أسباط نحوه هنا. وتقدم الكلام على الإسناد في حديث عبد الله بن عمرو، وهو لا بأس به.
وفي سند أبي يعلى: إسماعيل بن موسى السدي، وهو رافضي، ضعيف، لكنه متابع، تابعه محمد بن عبد الله بن نمير عند الطبراني. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(1)
، وعزاه إلى الطبراني، ثم قال:(ورجاله ثقات) اهـ.
ورواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى
(2)
بسنده عن جعفر بن محمد قال: سمعت رجلًا من الأنصار يحدث أبي عن هنيّ - مولى: عمر بن الخطاب - عن عمرو به
…
فهذه طريق خامسة عن عمرو، وفيها من لم يسم.
1643 -
[7] عن عمار بن ياسر - رضى الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له: (تَقتُلُكَ الفئةُ البَاغيَة).
هذا الحديث رواه: عبد الله بن أبي الهذيل، ومولاة لعمار، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ثلاثتهم عن عمار.
(1)
(9/ 297).
(2)
(3/ 253 - 254).
فأما حديث ابن أبي الهذيل؛ فرواه: البزار
(1)
بسنده عن شريك عن الأجلح
(2)
عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عمار به
…
وقال: (هذا الحديث قد رواه أبو التياح عن عبد الله بن أبي الهذيل، ولم يقل: عن عمار) اهـ. وروي عنه - أيضًا - موصولًا - كما سيأتي -.
وأبو التياح اسمه: يزيد بن حميد. وشريك هو: ابن عبد الله، سيئ الحفظ. وشيخه الأجلح هو: ابن عبد الله الكندي، شيعي، صدوق. والإسناد: ضعيف.
ورواه: الحارث بن أبي أسامة في مسنده
(3)
عن عبيد الله بن محمد بن أبي عائشة عن حماد (يعني: ابن سلمة)، وأبو نعيم في الحلية
(4)
بسنده عن محمد بن عيسى الطباع عن عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن أبي التياح به، موصولًا، موفوعا
…
والإسناد: صحيح من هذا الوجه، إلا أنه اختلف في وصله، وإرساله عن ابن أبي الهذيل.
(1)
(4/ 256) ورقمه/ 1428 عن الفضل بن سهل عن أسود بن عامر عن شريك به.
(2)
الحديث من طريق الأجلح رواه - أيضًا -: أبو نعيم في الحلية (4/ 361)، وقرن به: فضل بن سهل، وأبا سنان. وأبو سنان هذا لم أعرفه.
(3)
كما في: بغية الباحث (2/ 924) ورقمه/ 1017 - ورواه من طريقه: أبو نعيم في الحلية (4/ 361) -.
(4)
(4/ 361).
وأما حديث مولاة عمار، فرواه: أبو يعلى
(1)
بسنده عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مولاة لعمار عنه به، بلفظ:(أخبرني حبيبي أنه تقتلني الفئة الباغية، وأن آخر زادي مذقة لبن).
ومولاة عمار لم أعرفها، وحفيده أبو عبيدة وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم:(هو منكر الحديث)، وقال الحافظ:(مقبول). فهذه طريق حسنة لغيرها بما قبلها، دون قوله:(وأن آخر زادي مذقة لبن)، وسيأتي نحوها في بعض ألفاظ الحديث عند الطبراني في الكبير بإسناد حسنه الهيثمي، ومن حديث حذيفة بإسناد واه.
وأما حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ فرواه: الطبراني في الأوسط
(2)
بسنده عن إسماعيل بن عمرو البجلي عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمار به، مثل حديث البزار. وقال:(لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إلا يزيد بن أبي زياد، انفرد به أبو مريم) اهـ.
وأبو مريم رافضي، يضع الحديث، وشيخه: يزيد بن أبي زياد ضعيف، كبر فتغير، وكان يتلقن، على شيعية فيه. وراويه عن أبي مريم: إسماعيل بن عمرو البجلي ضعيف، حدث بأحاديث لا يتابع عليها؛ فالإسناد واه مظلم، ما بين شيخ الطبراني، وابن أبي ليلى.
(1)
(3/ 189) ورقمه / 1614 عن القواريري (يعني: عبيد الله بن عمر) عن يوسف بن الماجشون عن أبيه (وهو: يعقوب بن أبي سلمة) عن أبى عبيدة بن محمد به.
(2)
(8/ 259) ورقمه/ 7522 عن محمد بن إبراهيم بن شبيب العسال الأصبهاني عن إسماعيل بن عمرو البجلي به.
والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(1)
، وقال: (رواه أبو يعلى، والطبراني بنحوه
…
ورواه البزار باختصار، وإسناده حسن) اهـ، وتقدم أن إسناد البزار معلول بشريك بن عبد الله.
كما أورده الهيثمي
(2)
- أيضًا - وعزاه إلى الطبراني في الكبير
(3)
، بلفظ: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على خاصرتي، فقال: (خاصرة مؤمنة، تقتلك الفئة الباغية، آخر زادك ضياح
(4)
من لبن)، ثم قال:(وإسناده حسن) اهـ.
والخلاصة: أن الحديث صح من طريق ابن أبي الهذيل عن عمار رضي الله عنه، وطريق مولاته صحيحة لغيرها بما قبلها، وشواهدها، وأما الحديث عن ابن أبي ليلى عن عمار، فلا يثبت، لما علمت من حال إسناده - والله تعالى أعلم -.
1644 -
[8] عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبشِرْ عمَّارٌ، تَقتُلُكَ الفِئةُ البَاغِيَة).
(1)
(9/ 295).
(2)
(9/ 298).
(3)
أحاديث عمار - رضى الله عنه - من المعجم الكبير لم تزل في حكم المفقود - فيما أعلم -.
(4)
أي: لبنًا خاثرًا، يصب فيه الماء، ثم يخلط. - انظر: النهاية (باب: الضاد مع الياء) 3/ 107.
رواه: الترمذي
(1)
- واللفظ له - عن أبي مصعب المدني عن عبد العزيز بن محمد، ورواه: البزار
(2)
، وأبو يعلى
(3)
، كلاهما عن أحمد بن المقدام العجلي عن عبد الله بن جعفر، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به
…
وللبزار: (تقتل عمارًا الفئة الباغية)، ولأبي يعلى: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني المسجد فإذا نقل الناس حجرًا، نقل عمار حجرين، وإذا نقلوا لبنة نقل لبنتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ويح ابن سمية، تقتله الفئة الباغية).
قال الترمذي: (وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن)، وصحح الألباني
(4)
إسناد الترمذي، وقال
(5)
: (على شرط مسلم) اهـ، وفيه: أبو مصعب، وهو: أحمد بن أبي بكر الزهري، وشيخه: عبد العزيز بن محمد، وهو: الدراوردي، وهما صدوقان، فالإسناد حسن فحسب. وقوله:(تَقتُلُكَ الفِئةُ البَاغِيَة) صحيح لغيره بشواهده.
وحديث أبي يعلى أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(6)
، وعزاه إليه، ثم قال:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ، وفيه: عبد الله بن جعفر، وهو:
(1)
في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عمار بن ياسر - رضى الله عنه -) 5/ 628 - 627 ورقمه / 3800. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 620).
(2)
[106/ أ] كوبريللّى.
(3)
(11/ 403) ورقمه/ 6524.
(4)
صحيح سنن الترمذي (3/ 229) ورقمه/ 2989، وسلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 335) ورقمه/ 710.
(5)
في السلسلة الصحيحة، الموضع المتقدم.
(6)
(9/ 296)، ووهم رحمه الله إذ عدّه في الزوائد!
والد علي بن المديني، مشهور بالضعف، وأورد حديثه ابن عدي في الكامل
(1)
، وقال - وقد ذكر غيره -:(وهذه الأحاديث عن العلاء غير محفوظة، يحدث بها عبد الله بن جعفر) اهـ.
وقوله: (تقتلك الفئة الباغية) ثابت عند البخاري، ومسلم من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، وبنحوه.
1645 -
[9] عن خزيمة بن ثابت - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تَقتُلُ عمارًا الفِئةُ البَاغِيَة).
رواه: الإمام أحمد
(2)
، والطبراني في الكبير
(3)
، كلاهما من طرق عن أبي معشر
(4)
عن محمد بن عمارة بن خزيمة عن جده به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
، وعزاه إليهما، ثم قال:(وفيه: أبو معشر، وهو لين) اهـ.
(1)
(4/ 178).
(2)
(36/ 198) ورقمه / 21873 عن يونس (يعني: ابن محمد المؤدب) وخلف بن الوليد (وهو: العتكي)، كلاهما عن أبى معشر به. ورواه من طريقه: ابن عساكر في تأريخه (12/ 641).
(3)
(4/ 85) ورقمه / 3720 عن الحسن بن علي المعمرى عن محمد بن سليمان بن أبي رجاء العباداني عن أبي معشر به.
(4)
الحديث من طريق أبي معشر رواه - أيضًا -: ابن أبى شيبة في المصنف (15/ 302)، والبغوي في المعجم (2/ 250 - 251) ورقمه/ 605، والحاكم في المستدرك (3/ 397)، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 116) ورقمه/ 2364
…
وسكت الحاكم، والذهبي في التلخيص (3/ 317) عنه.
(5)
(7/ 242).
وأبو معشر هو: نجيح بن عبد الرحمن ضعيف، أسن واختلط جدًّا حتى كان لا يدري ما يحدّث، وشيخه: محمد بن عمارة لا يكاد يعرف
(1)
، ولا أدري أأدرك جده أم لا؟
وشيخ الطبراني: الحسن بن على المعمري له غرائب ومناكير. وشيخه: محمد بن سليمان العباداني لم أقف على ترجمة له، وقد توبعا.
ومما سبق يتبين أن الحديث ضعيف من هذا الوجه، وصح من غيره عند البخاري ومسلم وجماعة آخرين، فهو بشواهده: حسن لغيره.
والحديث رواه - أيضًا -: ابن سعد
(2)
عن الواقدي عن عبد الله بن الحارث بن فضيل
(3)
عن أبيه عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه، فذكره، في حديث فيه طول. والواقدى هو: محمد بن عمر متروك الحديث.
ورواه: البغوي
(4)
عن محمد بن حميد الرازي عن علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن قال: إن خزيمة بن ثابت - ذا الشهادتين - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
وفي الإسناد علل، محمد بن حميد ضعيف. وشيخه هو: أبو مجاهد الرازي، متروك. وابن إسحاق مدلس لم يصرح بالتحديث - وتقدموا -.
(1)
انظر: التأريخ الكبير (1/ 186) ت/ 573، والإكمال للحسيني (ص/ 382) ت/ 787، وتعجيل المنفعة (ص/ 246) ت/ 963.
(2)
الطبقات الكبرى (3/ 259).
(3)
ومن طريق عبد الله بن الحارث ذكره الحاكم في المستدرك (3/ 385).
(4)
المعجم (2/ 325) ورقمه/ 672.
ومحمد بن عبد الرحمن هو: يتيم عروة، لا يثبت سماعه من أحد من الصحابة الكرام - رضى الله عنهم وأرضاهم -
(1)
.
1646 -
[10] عن ابن أبي الهذيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: (ابنُ سُمَّيةَ، تقتُلُكَ الفئةُ البَاغِيَة).
رواه: أبو يعلى
(2)
عن أبي يحيى عنه به
…
وأبو يحيى لا أدري من هو! وابن أبي الهذيل لم يدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم
(3)
، فحديثه مرسل
(4)
.
وكذلك جاء مرسلًا عنه من طريقين
…
إحداهما: طريق يزيد بن حميد، أبي التياح، ورواه عنه اثنان: عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عند مسدد
(5)
، والحارث بن أبي أسامة
(6)
في مسنديهما، وأبي يعلى في الكبير
(7)
. وفي سند الحارث شيخه: العباس بن الفضل، وهو الأزرق، ضعيف كذبه
(1)
انظر: التقريب (ص/ 871) ت / 6125، و (ص/ 82).
(2)
(7/ 195) ورقمه/ 4181.
(3)
عده الحافظ في التقريب في الطبقة الثانية، وهى طبقة كبار التابعين.
- انظره: (ص / 81)، و (ص / 554) ت / 3703.
(4)
وبالانقطاع أعله الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 242)، وعزاه إلى الطبراني في الأوسط، وقال:(وفي إسناد الطبراني أحمد بن عمر العلاف الرازي، ولم أعرفه) اهـ، ولم أقف عليه في الأوسط - والله أعلم -.
(5)
كما في: المطالب العالية (10/ 60) ورقمه/ 4930.
(6)
كما في: المرجع المتقدم (10/ 60) ورقمه/ 4931.
(7)
كما في: المرجع المتقدم نفسه (10/ 60 - 61) ورقمه/ 4932.
ابن معين
(1)
. وإسنادا مسدد، وأبي يعلى صحيحان. والآخر: عبد الوارث بن سعيد، رواى حديثه الحارث في مسنده
(2)
عن العباس بن الفضل عنه به. والعباس قد علمت حاله.
والطريق الأخرى: طريق الأجلح، رواها: ابن سعد في الطبقات الكبرى
(3)
عن عبد الله بن نمير عنه به، مطولًا. وهذا إسناد حسن؛ الأجلح هو: ابن عبد الله صدوق.
وتقدم الحديث من طرق عن ابن أبي الهذيل عن عمار بن ياسر، موصولًا، مرفوعًا، منها طرق عن أبي التياح، وعن الأجلح. فلعل ابن أبي الهذيل يرسله - أحيانًا - ويصله أخرى. وقد ثبت موصولًا - بذكر عمار رضي الله عنه من غير طريقه - كما تقدم -
(4)
، وهذا بها: حسن لغيره.
1647 -
[11] عن أبي رافع - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر - رضى الله عنه -: (تَقتُلُكَ الفِئةُ البَاغِيَة).
(1)
انظر: سؤالات ابن الجنيد لابن معين (ص/ 324) ت/ 209، والميزان (3/ 99) ت / 4178، والتقريب (ص/ 488) ت / 3203.
(2)
كما في: بغية الباحث (2/ 924) ورقمه/ 1018، والمطالب العالية (10/ 61) ورقمه/ 4933.
(3)
(3/ 251).
(4)
وانظر: حديث أنس بن مالك - رضى الله عنه - ذي الرقم/ 1650، في آخره.
رواه: الطبراني في الكبير
(1)
بسنده عن ضرار بن صرد عن علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده به
…
ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع، وضرار بن صرد ضعيفان، الثاني منهما: متشيع، كشيخه على بن هاشم، وهو: ابن البريد. فالحديث ضعيف إسنادًا، ومتنه حسن لغيره بشواهده الواردة هنا.
والحديث قد أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وعزاه إلى الطبراني في الكبير بلفظ:(تقتل عمارًا الفئة الباغية)، ثم قال:(وفيه: محمد بن موسى الواسطي، وهو ضعيف) اهـ
…
فلعل للحديث إسنادًا آخر عند الطبراني في المقدار الذي لم يزل في حكم المفقود من كتابه المذكور - والله تعالى أعلم -.
1648 -
[12] عن أبي اليَسَر، وزياد بن الفَرْد
(3)
- رضى الله عنهما - أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: (تَقتُلُكَ الفِئةُ البَاغيَة).
رَواه: الطبراني في الكبير
(4)
بسنده عن فردوس بن الأشعري عن مسعود بن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن شهاب عنهما به
…
وأورده
(1)
(1/ 320) ورقمه/ 954 عن محمد بن عبيد الله الحضرمي عن ضرار بن صرد به.
(2)
(9/ 296).
(3)
بالفاء، وقيل: بالغين المعجمة، والراء المكسورة - وقيل: ساكنة -، وقيل: بقاف بدل الغين، أو: ابن أبي الفرد، أو: ابن أبي الغرد.
- انظر: أسد الغابة (2/ 121) ت/ 1807، والإصابة (1/ 558) ت/ 2862.
(4)
(5/ 266) ورقمه/ 5296 عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن أبي كريب (هو: محمد بن العلاء)، عن فردوس بن الأشعري به. ورواه: ابن قانع في المعجم (1/ =
الهيثمي في مجمع الزوائد
(1)
، وقال - وقد عزاه إلى الطبراني -:(فيه: مسعود بن سليمان، قال الذهبي: مجهول) اهـ، وهو كما قال - وتقدم -. وقول الذهبي انظره في الميزان
(2)
.
وفي الإسناد: عنعنة حبيب بن أبي ثابت، وهو مشهور بالتدليس، عده الحافظ في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين.
وفردوس بن الأشعري ترجم له البخاري في التاريخ الكبير، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وقال أبو حاتم:(شيخ)، وذكره ابن حبان في الثقات.
والحديث أورده الحافظ في الإصابة
(3)
، ونقل عن ابن منده قال:
(غريب)، ثم قال:(وفيه انقطاع بين الزهري، وبينهما)، يعني: أبا اليسر، وزياد بن الفرد، وبالانقطاع أعله - أيضًا - الهيثمي في مجمع الزوائد
(4)
. وذكره ابن الأثير
(5)
عن الزهري عن أبي السرو عن زياد القرد به، هكذا! ومما سبق يتضح أن سند الحديث ضعيف. وأما متنه فهو صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من عدة أوجه، هو بها: حسن لغيره - والله تعالى أعلم -.
236)، والمعرفة (3/ 1217) ورقمه 3060 - الوطن - بسنده عن محمد بن محمد عن محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، كلاهما عن أبي كريب به.
(1)
(9/ 296).
(2)
(5/ 225) ت/ 8474، وانظر: لسان الميزان (6/ 26) ت/ 94.
(3)
(1/ 558).
(4)
(9/ 296).
(5)
(2/ 121).
1649 -
[13] عن عثمان بن عفان - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تَقتُلُ عمارًا الفِئةُ البَاغِيَة).
رواه: الطبراني في الصغير
(1)
عن عمر بن محمد بن عمرويه المخرمي عن أحمد بن بديل القاضي عن يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عثمان به
…
وقال: (لم يروه عن الأعمش إلا يحيى بن عيسى) اهـ. وابن عمرويه ترجم له الخطيب في تأريخه
(2)
، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وشيخه: أحمد بن بديل فيه لين.
وتابعه: أحمد بن محمد الرملي عند أبي يعلى
(3)
، وأبي نعيم
(4)
. والرملي هذا لم أعرفه، ولكن يرويه عنه الفضل بن السُّكين، وهو ذاهب الحديث، يكذب
(5)
. ويحيى بن عيسى الرملي ضعيف، يرويه عنه الأعمش، وهو مدلس لم يصرح بالتحديث. وفيه تشيع كتلميذه.
والخلاصة: أن الحديث ضعيف من أسناده عند الطبراني، وله شواهد كثيرة أوردتها هنا، هو بها: حسن لغيره.
(1)
(1/ 206) ورقمه/ 507، ومن طريقه: الخطيب في تأريخه (11/ 218).
(2)
(11/ 218) ت/ 5933.
(3)
في الكبير، كما في: المطالب العالية (10/ 64) ورقمه/ 4944، وفي معجم شيوخه (ص/ 311) ورقمه/ 283.
(4)
الحلية (4/ 172).
(5)
انظر: تاريخ بغداد (12/ 362) ت/ 6794، والميزان (4/ 272) ت/ 6726.
1650 -
[14] عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبني المسجد، وكان عمار بن ياسر يحمل صخرتين، فقال:(ويحَ ابنَ سُمَيَّةَ تَقتُلهُ الفِئةُ البَاغِيَة).
رواه: الطبراني في الأوسط
(1)
بسنده عن أحمد بن عمر العلاف الرازي عن أبي سعيد - مولى بني هاشم - عن حماد بن سلمة عن أبي التياح عن أنس به
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا أبا سعيد
(2)
- مولى بني هاشم - تفرد به أحمد بن عمر الرازي) اهـ. وأحمد بن عمر تفرد ابن حبان بذكره في الثقات
(3)
، وشيخه أبو سعيد - مولى بني هاشم - واسمه: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد وثقه ابن معين، وضعفه الإمام أحمد، وهو لا بأس به - إن شاء الله -. وهكذا روى الحديث: عن حماد بن سلمة عن أبي التياح عن أنس بن مالك.
وخالفه: عبيد الله بن محمد بن عائشة فرواه عن حماد عن أبي التياح عن ابن أبي الهذيل عن عمار بن ياسر، وهذا أولى، وهو المعروف، تابعه عليه: محمد بن عيسى الطباع عن عبد الوارث بن سعيد عن أبي التياح، وتابع أبا التياح جماعة، وتقدم ذكرهم، هذا هو المعروف في الحديث.
ولا اعتراض بأن الخطيب
(4)
رواه من وجه آخر من حديث أنس بن مالك من رواية الحسن البصري عنه؛ لأن في سنده: محمد بن سهل
(1)
(7/ 169 - 170) ورقمه / 6311 عن الصائغ (يعني: محمد بن علي) عن أحمد بن عمر العلاف به.
(2)
في الأوسط: (سعد)، وهو تحريف.
(3)
(8/ 22).
(4)
في تأريخ بغداد (5/ 315).
العطار، وهو متروك وضاع
(1)
، وشيخه: عمرو بن عبد الجبار اليمامي
(2)
ليس بحجة
(3)
، وقال الخطيب عقب حديثهما:(كذا قال: عن الحسن عن أنس، والمحفوظ عن الحسن عن أمه عن أم سلمة)، وهو كما قال، وتقدم حديثه.
ولا اعتراض - أيضًا - بأن البيهقي رواه في الدلائل
(4)
بسنده عن أبي يعلى عن جعفر بن مهران، وبسنده عن أحمد بن سلمة عن أزهر بن مروان، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد عن أبي التياح عن أنس، لأنه منكر من هذا الوجه، إذ الصواب في رواية أبي يعلى الإرسال - وتقدمت -، وفي الطريق الأخرى شيخ البيهقي: العتر بن الطيب، وشيخه: يحيى بن منصور لم أقف على ترجمة لهما، وأحمد بن سلمة كان يسرق الحديث
(5)
.
ومن هذا يتضح أن الحديث ليس بمحفوظ، ولا معروف من حديث أنس بن مالك - رضى الله عنه - والله أعلم -، وقد صح متنه من غير وجه - كما تقدم -.
(1)
انظر: تأريخ بغداد (5/ 314) ت/ 2832، والكشف الحثيث (ص/ 234) ت/ 677.
(2)
في التأريخ: (اليامي)، وهو تحريف.
(3)
انظر: الميزان (4/ 191) ت / 6400، ولسانه (4/ 368) ت/ 1084.
(4)
(2/ 552 - 550).
(5)
انظر: الضعفاء لابن الجوزي (1/ 71) ت/ 182، والميزان (1/ 101) ت/ 394.
وسئل الدارقطني
(1)
عن حديث أبي التياح يزيد بن حميد عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبني المسجد، وعمار يحمل حجرين حجرين، فقال: (
…
تقتلك الفئة الباغية)، فقال:(يرويه على بن قمير عن عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس. وتابعه: أبو سعيد - مولى بني هاشم - عن أبي سلمة عن أبي التياح عن أنس. والمعروف عن أنس قصة بناء المسجد، فأما "تقتل عمارًا" رواه أبو التياح عن عبد الله بن أبي الهذيل مرسلا) اهـ.
ومن المناسب أن أذكر هنا خلاصة موجزة في اختلاف الرواة على أبي التياح في سند هذا الحديث
…
اختلف عن أبي التياح في سند الحديث على ثلاثة أوجه:
الأول: رواه عبد الوارث بن سعيد، وحماد بن سلمة، عنه عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عمار بن ياسر بأسانيد صحيحة لا مطعن فيها، وهذا هو المحفوظ. وتابع أبا التياح عليه فضل بن سهل، والأجلح، وأبو سنان.
والثاني: رواه العباس بن الفضل عن عبد الوارث بن سعيد، ورواه هو، ومسدد، وجعفر بن مهران عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، كلاهما عنه عن ابن أبي الهذيل مرسلًا، مرفوعًا.
والعباس بن الفضل ضعيف، كذبه ابن معين، وحديثه عن عبد الوارث منكر، لم يتابعه أحد عليه، والصحيح في حديثه ما وافقه مسدد، وجعفر بن مهران عليه، وابن أبي الهذيل كان يرسل - أحيانًا - أسقط هنا ذكر عمار بن ياسر من سند الحديث - كما هو واضح -.
(1)
العلل [14/ 16/ أ - ب].
والثالث: رواه أحمد بن عمر العلاف عن أبي سعيد - مولى بني هاشم - عن حماد بن سلمة، ورواه جعفر بن مهران، وأحمد بن سلمة عن أزهر بن مروان، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، كلاهما (حماد، وعبد الوارث) عنه عن أنس بن مالك. والعلاف ضعيف، وشيخه يخطئ، والمعروف في حديث حماد بن سلمة: عنه عن أبي التياح عن ابن أبي الهذيل عن عمار. وأحمد بن سلمة يسرق الحديث، والمحفوظ في حديث جعفر بن مهران: عنه عن عبد الوهاب بن عبد المجيد عن أبي التياح عن ابن أبي الهذيل مرسلًا، مرفوعًا.
1651 -
[15] عن معاوية بن أبي سفيان - رضى الله عنه - أنه جاء إلى عمار يعوده، فلما خرج من عنده قال: اللهم لا تجعل منيته
(1)
بأيدينا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(تَقتُلُ عمارًا الفِئةُ البَاغِيَة).
رواه: أبو يعلى
(2)
- واللفظ له -، والطبراني في الكبير
(3)
عن عبد الله بن الإمام أحمد، كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن شيخ عن بنت هشام بن الوليد بن المغيرة عن معاوية به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(4)
، وعزاه إليهما، ثم قال: (وابنة هشام، والراوي عنها لم أعرفهما،
(1)
أي: موته. - انظر: النهاية (باب: الميم مع النون) 4/ 368.
(2)
(13/ 353 - 354) ورقمه/ 7364.
(3)
(19/ 316) ورقمه/ 132 في قصة، وفي بعض ألفاظه تحريف ظاهر.
(4)
(9/ 296).
وبقية رجالهما رجال الصحيح) اهـ، وهو كما قال، ولم أعرفها أنا - أيضًا -، والراوي عنها لم يسم، وجرير هو: ابن عبد الحميد.
1652 -
1653 - [16 - 17] عن حبة العرني قال: اجتمع حذيفة، وأبو مسعود، فقال أحدهما لصاحبه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تَقتُلُ عمارًا الفئةُ البَاغِيَة)، وصدقه الآخر.
رواه: البزار
(1)
عن علي بن المنذر عن محمد بن فضيل عن مسلم - قال: يعني ابن عبد الله الأعور - عن حبة به
…
وقال: (وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه) ا هـ.
وهو كما قال، إلا أن قوله في الإسناد:(يعني: ابن عبد الله الأعور) لعل صوابها: (يعني: أبا عبد الله)، وهو ابن كيسان الملائي، متروك الحديث
(2)
. وحبة العرني ضعيف، غال في التشيع، وشيخ البزار: علي بن المنذر شيعي مثله. وفي الحديث فضل من قاتل مع علي، وأنه على الحق.
(1)
(7/ 351) ورقمه/ 2948، وانظر: مجمع الزوائد (9/ 296)، وكشف الأستار (3/ 253) ت/ 2689.
(2)
وروى الحديث من طريقه - أيضًا -: أبو يعلى في الكبير (كما في: المطالب العالية 10/ 60 - 61 ورقمه/ 4932)، والحاكم في المستدرك (2/ 148 - 149)، والخطيب في تأريخ بغداد (8/ 275). إلا أنه وقع في سند الحديث في المطالب العالية تحريف، ففيه:(عن علي بن مسهر عن مسلم بن حبة)، والصحيح: مسلم عن حبة. وقال الحاكم عقبه: (هذا حديث له طرق بأسانيد صحيحة، أخرجا بعضها، ولم يخرجاه بهذا اللفظ)، وأعله الذهبي في تلخيص المستدرك (2/ 148 - 149) بمسلم بن كيسان، =
والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(1)
، وعزاه إلى الطبراني في الكبير، وأعله بابن كيسان، ولم أره - والله تعالى أعلم -. وحذيفة هو: ابن اليمان، وأبو مسعود هو: الأنصاري، إلا أني لم أر أن حبة العرني يروي عنه، فهل قوله:(أبو مسعود) محرف عن ابن مسعود؟ وله رواية عنه - والله أعلم -.
1654 -
[18] عن أبي اليسر - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَقتُلُ عمارًا الفِئةُ البَاغِيَة).
رواه: الطبراني في الكبير
(2)
من وجهين عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي بكر بن حفص عن رجل عن أبي اليسر به
…
ويحيى بن سلمة متروك، شيعي كأبيه، والراوي عن أبي اليسر لم يسم؛ فالإسناد: ضعيف جدًّا، ومتنه صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أوجه عدة.
وأبو بكر بن حفص الأقرب أنه: عبد الله بن حفص القرشي.
= قال: (تركه أحمد، وابن معين)، وفي لفظ الحاكم زيادات لم أرها عند غيره، وزاد الخطيب في آخره:(وإن آخر رزقه ضياح لبن).
(1)
(9/ 297).
(2)
(19/ 170 - 171) ورقمه/ 382 عن علي بن عبد العزيز (هو: البغوي) عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، و (19/ 171) ورقمه/ 383 عن إبراهيم بن هاشم البغوي عن الأزرق بن علي (وهو: الحنفي) عن حساد بن إبراهيم (وهو: الكرماني)، كلاهما (مالك، وحسان) عن يحيى بن سلمة بن كهيل به. وتحرفت نسبة مالك بن إسماعيل في المعجم إلى: (النهري) بالراء المهملة، بدل: الدال المهملة.
ورواه: أبو نعيم في المعرفة
(1)
بسنده عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبيه عن سلمة عن أبي بكر بن حفص عن أبيه عن أبي اليسر به
…
فقال فيه: (عن أبي بكر بن حفص عن أبيه)، وإبراهيم بن إسماعيل ضعيف، تركه أبو حاتم. وأبوه متروك - وتقدما -. ويحيى بن سلمة علمت حاله؛ فهذا إسناد واه، والمتن ثبت من طرق أخرى مغنية عنه.
1655 -
[19] عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - وضرب جنب عمار - قال: (إنَّكَ لنْ تموتَ حتَّى تقتَلكَ الفِئةُ البَاغِيَة، النَّاكبةُ عنْ الحقِّ، يكونُ آخرُ زادِكَ منْ الدُّنيَا شَرْبةُ لَبَن).
هذا الحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وقال:(رواه الطبراني، وفيه: مسلم بن كيسان الأعور، وهو ضعيف) اهـ.
ومسلم متروك الحديث؛ فالإسناد: ضعيف جدًّا، لا أعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه. وقوله:(تقتلك الفئة الباغية) صح من طرق غير هذه - وتقدمت آنفًا -. والحديث لم أره في أحاديث من اسمه حذيفة في المعجم الكبير، ولعله في ترجمة عمار بن ياسر منه، وما زالت مفقودة - في ما أعلم -.
(1)
(4/ 2370) ورقمه / 5820.
(2)
(9/ 297).
1656 -
[20] عن أبي أيوب - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَقتُلُ عَمَّارًا الفِئةُ البَاغِيَة).
رواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن علي بن سعيد الرازي عن محمد بن موسى القطان الواسطي عن معلى بن عبد الرحمن عن منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود، كلاهما عن أبي أيوب به
…
وعلى بن سعيد الرازي ضعيف. ومعلى بن عبد الرحمن رافضي متهم بالوضع. ومنصور بن أبي الأسود، والأعمش متشيعان، وفي الحديث فضل لمن قاتل مع علي - رضى الله عنه -. ثم إن الأعمش مدلس، ولم أر له تصريحًا بالسماع. وفي الإسناد: إبراهيم هو: ابن يزيد النخعي، وعلقمة هو: ابن قيس النخعي، والأسود هو: ابن يزيد.
وهكذا قال فيه معلى بن عبد الرحمن مرة، وقال مرة أخرى: عن شريك، كذلك رواه من طريقه الخطيب البغدادي في تأريخه
(2)
. وشريك هو: ابن عبد الله سيء الحفظ، والمتهم به: معلى.
ويتضح مما سبق أن قتل الفئة الباغية لعمار متواتر لفظًا، ومعني
…
وقد نص على تواتره جماعة من أهل العلم
(3)
.
(1)
(4/ 168) ورقمه / 4030.
(2)
(13/ 186 - 187).
(3)
انظر: الإصابة (2/ 512)، والأزهار (ص/ 38) رقم / 102، ولقط اللآلئ (ص/ 222).
1657 -
[21] عن عمرو بن العاص - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ قاتلَه، وَسَالِبَهُ في النَّار)، يعني: عمارًا.
رواه: الإمام أحمد
(1)
عن عفان عن حماد بن سلمة عن أبي حفص وكلثوم بن جبر، كلاهما عن أبي غادية عن عمرو به
…
وأبو غادية هو: يسار بن سبع، قاتل عمار بن ياسر رضي الله عنه، وله صحبة، وكلثوم بن جبر وثقه الإمام أحمد، وابن معين، وقال النسائي (ليس بالقوي)، وتقدم. وتابعه: أبو حفص، ولم أعرفه، وبقية رجال إسناده ثقات، وعفان هو: الصفار.
وللحديث طريق أخرى رواها: مسدد في مسنده
(2)
عن المعتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن عمرو به، بلفظ: (اللهم أولعت
(3)
قريش بعمار. قاتل عمار، وسالبه في النار). وليث بن أبي سليم اختلط حديثه جدًّا فلم يتميز فترك.
وأورد الهيثمي في مجمع الزوائد
(4)
عن عبد الله بن عمرو - رضى الله عنه - أن رجلين أتيا عمرو بن العاص - رضى الله عنه - يختصمان في دم عمار، وسلبه، فقال: خليا عنه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(قاتل عمار، وسالبه في النار)، وعزاه إلى الطبراني في
(1)
(19/ 311) ورقمه/ 17776.
(2)
كما في: المطالب العالية (10/ 61) ورقمه/ 4935.
(3)
أي: صيرتهم يولعون به. يقال: مولع بالشيء، أي: مغرى به.
- انظر: النهاية (باب: الواو مع اللام) 5/ 226.
(4)
(9/ 297).
الكبير، ثم قال:(وقد صرح ليث بالتحديث ورجاله رجال الصحيح) اهـ. ولم أره في الكبير من هذا الوجه، ولعله مما لم يزل في حكم المفقود منه.
وروي مثله من حديث ابنه عبد الله، أورده الهيثمي في مجمع الزوائد، وعزاه إلى الطبراني في الكبير - أيضًا -، ثم قال:(وفيه مسلم الملائي، وهو ضعيف) اهـ. وتقدم أن المختار في مسلم الترك.
وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى
(1)
من قصة قتل عمار - رضى الله عنه - أن رجلين اختصما: أيهما قتله؟ فقال عمرو: (والله إن يختصمان إلا في النار)، موقوفًا. وفي السند: الواقدي، وهو متروك، وفيه من لم أعرفه. ومما سبق يتبين أن هذا المعني لا يثبت فيه شيء.
وروى ابن عدي في الكامل
(2)
بسنده عن ناصح أبي عبد الله عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة ينميه: (تقتل عمارًا الفئة الباغية)، وقال - وقد ساق غيره -:(وهذه الأحاديث عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة غير محفوظات) اهـ.
وناصح أبو عبد الله هو: ابن عبد الله الكوفي، رافضي ليس بثقة، منكر الحديث لا سيما في روايته عن سماك بن حرب. وسماك تغير بأخرة، وليس أبو عبد الله من قدماء أصحابه - وتقدما -.
(1)
(3/ 258 - 259).
(2)
(7/ 46 - 47).
1658 -
[22] عن عمرو بن شرحبيل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مُلِئَ عَمَّارٌ إِيمَانًا إِلى مُشَاشِه
(1)
).
رواه: النسائي
(2)
بسنده عن عبد الرحمن
(3)
عن سفيان
(4)
عن الأعمش عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم به
…
وهذا إسناد صحيح، قال الألباني
(5)
- وقد ذكره -: (وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عمار، واسمه: عريب
(6)
بن حميد الهمداني، وهو ثقة، وجهالة الصحابي لا
(1)
- بضم الميم، ومعجمتين، الأولى خفيف - جمع: مشاشة، وهي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها.
- انظر: جامع الأصول (9/ 46)، والفتح (7/ 116)، وحاشيتي السيوطي والسندي على سنن النسائي (8/ 111).
وسيأتي حديث ابن عباس - رضى الله عنهما - يرفعه: (إن عمارًا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه) - يعني: مشاشه - ففسرت فيه.
(2)
في (كتاب: الإيمان، باب: تفاضل أهل الايمان) 8/ 111 ورقمه/ 5007 عن إسحاق بن منصور (يعني: الكوسج) وعمرو بن علي (هو: الفلاس) عن عبد الرحمن (وهو: ابن مهدي) عن سفيان (وهو: الثوري) به، وهو في الفضائل له (ص/ 153 - 154) ورقمه / 168. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (5/ 439).
(3)
الحديث من طريق عبد الرحمن عند الحاكم في المستدرك (3/ 392 - 393) - أيضًا -.
(4)
ورواه: أبو نعيم في المعرفة (6/ 3157) ورقمه/ 7269 عن الطبراني بإسناده عن أبي نعيم (هو: الفضل) عن سفيان به.
(5)
سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 466) ورقمه/ 807.
(6)
بفتح العين المهملة، وكسر الراء، بعدها تحتانية، ثم موحدة. =
تضر، على أنه قد سماه محمد بن أبي يعقوب ثنا عبد الرحمن بن مهدي به، فقال:"عبد الله" يعني: ابن مسعود، أخرجه الحاكم
(1)
، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن كان محمد بن أبي يعقوب حفظه من عبد الرحمن بن مهدي"، ووافقه الذهبي في التلخيص
(2)
. قلت: ابن أبي يعقوب هذا ثقة من شيوخ البخاري
(3)
…
فإن كان قد حفظه فلا يزيد على كونه صحيحًا؛ لأن أبا عمار ليس من رجال الشيخين - كما ذكر آنفا -) اهـ.
وتقدم أن الحديث عند النسائي عن إسحاق بن منصور وَعمرو بن على، كلاهما عن ابن مهدى به بإبهام الصحابي، واثنان أحفظ من واحد، فحديثهما أرجح من حديث ابن أبي يعقوب، وروايتهما مقدمة على روايته، ولا يضر هذا الحديث شيئًا؛ لأن جهاله الصحابي لا تضر - كما تقدم -.
لكن عبد الرحمن بن مهدي خولف في إسناده
…
خالفه وكيع؛ فرواه عن سفيان به مرسلا. رواه عنه: ابن أبي شيبة في المصنف
(4)
، والإمام أحمد في الفضائل
(5)
كلاهما عنه.
= انظر: الإكمال (7/ 11)، والتقريب (ص/ 675) ت/ 4605.
(1)
المستدرك (3/ 392 - 313).
(2)
(3/ 312 - 393).
(3)
انظر: رجال البخاري للكلاباذي (2/ 638) ت / 1012، وتهذيب الكمال (24/ 404) ت/ 5056.
(4)
(7/ 522) ورقمه/ 2 عن وكيع به، بنحوه.
(5)
(2/ 858 - 859) ورقمه/ 1600.
ووكيع قدمه يحيى بن معين في الثوري على ابن مهدي، ويحيى بن سعيد
(1)
، وذكر صالح بن الإمام أحمد
(2)
عن أبيه قال: (عبد الرحمن بن مهدي أقل سقطًا من وكيع في سفيان، قد خالفه وكيع في ستين حديثًا من حديث سفيان، وكان عبد الرحمن يجيء على ألفاظها)، وقال ابنه عبد الله
(3)
: (وكان عبد الرحمن بن مهدي عند أبي أكثر إصابة من وكيع) - يعني: في حديث سفيان خاصة -.
ووافق الإمام أحمد في تقديم ابن مهدي على وكيع في حديث سفيان - أيضًا - أبو حاتم، قال ابنه
(4)
: سمعت أبي يقول وقيل له: قال يحيى بن معين: (وكيع أحب إلي في سفيان من عبد الرحمن بن مهدي فأيهما أحب إليك؟ قال: عبد الرحمن ثبت، ووكيع ثقة). قال ابن رجب
(5)
- معلقًا -: (وهذا الكلام يدل على ترجيح عبد الرحمن عند أبي حاتم) اهـ.
وعلى هذا فالمختار في حديث سفيان الثوري: رواية عبد الرحمن بن مهدي عنه به، موصولًا - والله تعالى أعلم -.
1659 -
[23] عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: ما أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ولو شئت لقلت فيه ما
(1)
انظر: تأريخ الدارمي عنه (ص 61/) ت/ 91، 90.
(2)
كما في: شرح العلل لابن رجب (2/ 724).
(3)
العلل - من روايته - (1/ 427) رقم النص/ 940.
(4)
الجرح والتعديل (1/ 231).
(5)
شرح العلل (2/ 725).
خلا عمارًا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(مُلِئَ إِيمَانًا إِلى مُشَاشِه).
رواه: البزار
(1)
عن محمد بن يزيد أبي هشام
(2)
عن يحيى بن اليمان
(3)
عن سفيان (يعني: الثوري) عن سلمة بن كهيل عن ذر (وهو: ابن عبد الله المرهبي) عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن عائشة به
…
وذكره الحافظ في الفتح
(4)
، وعزاه إلى البزار، ثم قال:(وإسناده صحيح)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
، وقال - وقد عزاه إلى البزار أيضًا -:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ.
وفي ما قالاه نظر؛ فأما قول الحافظ إن إسناده صحيح فليس كذلك؛ لأن محمد بن يزيد - شيخ البزار - مجمع على ضعفه. وشيخه: يحيى بن اليمان ضعفه غير واحد، قال الحافظ:(صدوق عابد، يخطئ كثيرا، وقد تغير) اهـ، ولا يدرى متى سمع منه الراوي عنه! وأما قول الهيثمي إن رجاله رجال الصحيح فإن يحيى بن اليمان لم يرو البخاري له في صحيحه
(6)
، والراوي عنه قول من قال إن البخاري روى له محل نظر،
(1)
كما في: كشف الأستار (3/ 251 - 252) ورقمه/ 2685.
(2)
في كشف الأستار: (هاشم)، وهو تحريف.
(3)
ومن طريق يحيى رواه: ابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 478)، وفي سنده تحريف في مواضع!
(4)
(7/ 116).
(5)
(9/ 295).
(6)
انظر: تهذيب الكمال (32/ 60) ت/ 6953.
والأشبه خلافه
(1)
. وسلمة بن كهيل يتشيع، وقوله عن عائشة في الحديث:(ما أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت فيه ما خلا عمارًا) منكر؛ إذ إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم إيمانًا، وأفضلها علمًا، وأبعدها كلامًا في بعضهم بعضًا.
وللحديث طريق أخرى عن عائشة بنحوه، رواها: ابن عبد البر في الاستيعاب
(2)
بسنده عن معلى عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عنها به، وفيه:(إن عمار بن ياسر حشي ما بين أخمص قدميه إلى شحمة أذنه علما)
…
ومعلى إما أن يكون ابن عبد الرحمن الواسطي، وإما ابن هلال الكوفي، وكلاهما متهمان بالوضع - وتقدما -.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه) شاهد من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما رواه: أبو نعيم في الحلية
(3)
بسنده عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به، بلفظ:(إن عمارًا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه) - يعني: مشاشه -. وإسناده ضعيف فيه علل؛ سلمة بن الفضل - وهو: الأبرش -، وابن إسحاق - إذا عنعن، وقد فعل -، وحكيم بن جبير كلهم ضعفاء
(4)
. ولكن رواية سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق لا
(1)
انظر: التعريف للجياني (ص/ 59) رقم/ 75، وتهذيب الكمال (27/ 24) ت/ 5703، والتقريب (ص/ 909) ت/ 6442.
(2)
(2/ 478 - 479).
(3)
(1/ 139 - 140).
(4)
وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (2/ 467).
بأس بها، لأن ابن معين قال
(1)
: (سمعت جريرًا يقول: ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة بن الفضل) اهـ.
والحديث من طريقيه: حسن لغيره - والله ولي التوفيق -.
1660 -
[24] عن حذيفة - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أبُو اليَقظَان علَى الفِطْرَة، أبُو اليَقظَانِ علَى الفِطْرَة، لا يدَعُهَا حتَّى يَمُوت، أوْ يَمَسُّهُ الهَرَم).
رواه: البزار
(2)
عن أحمد بن يحيى عن عبيد الله بن موسى عن سعد بن أوس
(3)
عن بلال بن يحيى عنه به
…
وقال: (وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد) اهـ. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(4)
، وعزاه إلى البزار، والطبراني في الأوسط قال:(باختصار، ورجالهما ثقات) اهـ، وهو كما قال، إلا أن بلال بن يحيى صدوق - كما تقدم -؛ فالإسناد: حسن.
(1)
كما في الجرح والتعديل (4/ 169) ت/ 739.
(2)
(7/ 348) ورقمه/ 2945.
(3)
الحديث رواه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 262 - 263) عن أبي نعيم وعبيد الله بن موسى، ورواه: الخطيب في تالي تلخيص المتشابه (2/ 302) ورقمه/ 179 بسنده عن عبيد الله بن موسى، ورواه: ابن عساكر في تأريخه (12/ 926) بسنده عن أبي نعيم، ورواه: ابن عدي في الكامل (5/ 205) بسنده عن علي بن غراب، ثلاثتهم عن سعد بن أوس به. وعن أبى نعيم ذكره الذهبي في السير (1/ 417).
(4)
(9/ 295).
والحديث في المعجم الأوسط
(1)
عن إبراهيم عن نصر بن علي عن عبد الله بن داود عن سعد
(2)
بن أوس عن بلال قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عمار كذا، وكذا، ما لم يبلغه الهرم). وقال: (لا يروى هذا الحديث عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعد بن أوس الكاتب) اهـ. ورجال إسناده كلهم ثقات إلا بلال فإنه صدوق - كما سلف -.
والحديث ذكره البخاري في التأريخ الكبير
(3)
، ثم قال:(وقال أبو أحمد الزبيري عن سعد بن أوس عن بلال بلغني عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصح).
وروى: الحاكم في مستدركه
(4)
- واللفظ له -، وابن عساكر في تأريخه
(5)
، كلاهما من طريق عمرو بن أبي قيس عن شعيب بن خالد عن سلمة بن كهيل عن سالم بن أبي الجعد عن مسروق عن عائشة أنها قالت:(انظرا عمار بن ياسر فإنه يموت على الفطرة، إلا أن تدركه هفوة من كبر). قال الحاكم: (صحيح الإسناد)، ووافقه الذهبي في التلخيص
(6)
. وفي الإسناد: عمرو بن أبي قيس، وشعيب بن خالد، وهما صدوقان؛ فهذا موقوف حسن - وبالله التوفيق -.
(1)
(3/ 425 - 426) ورقمه/ 2918.
(2)
وقع في سند الحديث، وكلام الطبراني عليه:(سعيد)، وهو تحريف.
(3)
(3/ 95) وذكره عنه: المزي في تهذيب الكمال (5/ 499).
(4)
(3/ 393 - 394).
(5)
(12/ 630).
(6)
(3/ 394).
1661 -
[25] عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا خُيِّرَ عمَّارُ بينَ أمرينِ إلَّا اختَارَ أشدَّهُمَا
(1)
).
هذا الحديث رواه: أبو عيسى الترمذي
(2)
- واللفظ له -، وابن ماجه
(3)
،
(1)
أي: أصعبهما، وفي بعض نسخ جامع الترمذي:(أرشدهما) بالراء، أي: أصوبهما، وأقربهما إلى الحق.
ووقع للخطيب البغدادي في تأريخه (11/ 288) من طريق عبيد الله بن موسى: (أيسرهما)، قال القارئ:(كما في: تحفة الأحوذي 10/ 299): (والأظهر في الجمع بين الروايات أنه كان يختار أصلحهما، وأصوبهما فيما تبين ترجيحه، وإلا فاختار أيسرهما) اهـ، وكأنه لم يقف على مثل ما في لفظ الخطيب البغدادى، ويقال فيها جمعًا: أنه يكون مع الحق حتى وإن تحمل فيه ما تحمل، ويستأنس له. مما رواه الطبراني في الكبير من حديث ابن مسعود رضي الله عنه:(إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق)، وسيأتي عقب هذا. وكون عمار - رضى الله عنه - يختار أرشد الأمرين دائما يقتضي أنه قد أجير من الشيطان الذي من شأنه الأمر بالغي، وثبت له هذا في حديث تقدم في فضل جماعة من الصحابة. (وانظر: الفتح 7/ 116). وقيل: في هذا الحديث دليل على أن الرشد مع علي رضي الله عنه في قتاله مع معاوية رضي الله عنه؛ لأن عمارًا كان في جيشه. (انظر: تحفة الأحوذي. 10/ 299).
(2)
في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه) 5/ 627 ورقمه/ 3799 عن القاسم بن دينار الكوفي (وهو: القاسم بن زكريا بن دينار) عن عبيد الله بن موسى عن عبد العزيز بن سياه به. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 629 - 670).
(3)
المقدمة (فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل عمار بن ياسر) 1/ 52 ورقمه/ 148 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد الله بن موسى، وعن علي بن محمد وعمرو بن عبد الله، كلاهما عن وكيع، كلاهما (ابن موسى، ووكيع) عن =
كلاهما من طرق عن عبد العزيز بن سياه
(1)
الكوفي، ورواه: الإمام أحمد
(2)
من طريق عبد الله بن حبيب، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار عن عائشة به
…
ولابن ماجه: (عمار ما عرض عليه أمران إلا اختار الأرشد منهما)، وللإمام أحمد:(لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما) في قصة.
قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه [إلا] من هذا الوجه من حديث عبد العزيز بن سياه، وهو شيخ كوفي، وقد روى عنه الناس) اهـ. وابن سياه صدوق إلا أنه يتشيع، وقد توبع. وبقية رجاله ثقات، إلا أن حبيب بن أبي ثابت مدلس، ولم يصرح بالسماع - في ما أعلم -.
فالخلاصة: أن الحديث ضعيف من هذا الوجه. ويرتقي إلى درجة: الحسن لغيره بحديث عبد الله بن مسعود - رضى الله تعالى عنه - الآتي
…
وهو هذا:
= عبد العزيز بن سياه به، بنحوه. والحديث من طريق عبيد الله بن موسى رواه - أيضًا -: النسائي في الكبرى (5/ 75) ورقمه/ 8276، وفي الفضائل (ص/ 155) ورقمه/ 171، والحاكم في المستدرك (3/ 388)، وسكت هو، والذهبي في التلخيص (3/ 388) عنه.
(1)
بكسر السين المهملة، وفتح الياء العجمة من تحتها باثنتين.
- انظر: تكملة الإكمال لابن نقطة (3/ 384).
(2)
(6/ 113).
1662 -
[26] عن عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ابنُ سُميَّةَ مَا عُرِضَ عليه أمرانِ قطُّ إلَّا اختَارَ الأرْشَدَ مِنْهُمَا).
رواه: الإمام أحمد
(1)
- واللفظ له - عن وكيع
(2)
عن سفيان عن عمار بن معاوية الدهني عن سالم بن أبي الجعد عن ابن مسعود به.
وسفيان هو: الثوري، وعمار بن معاوية صدوق إلا أنه يتشيع، وشيخه: سالم بن أبي الجعد ثقة إلا أنه يرسل، والحديث منقطع بينه وبين ابن مسعود، فإنه لم يلقه
(3)
، ولهذا ضعفه الألباني
(4)
.
وكذلك رواه عن عمار الدهني جماعة منهم:
معاوية بن هشام
(5)
عند الطبراني في الكبير
(6)
عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن أبي كريب عنه به، بلفظ:(إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق).
(1)
(6/ 220) ورقمه/ 3693، و (7/ 281) ورقمه/ 4249.
(2)
الحديث من طريق وكيع رواه - أيضًا -: ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 523) ورقمه/ 4، والحاكم في المستدرك (3/ 388)، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن كان سالم بن أبي الجعد سمع من عبد الله بن مسعود، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص (3/ 388).
(3)
انظر: جامع التحصيل (ص/ 179) ت / 218.
(4)
سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 511) ورقمه/ 835.
(5)
وأشار إليه من حديث معاوية بن هشام: الدارقطني في العلل (5/ 233).
(6)
(10/ 96) ورقمه / 10072.
وعمار بن زريق - من رواية: معاوية بن هاشم
(1)
، وأبي الجواب
(2)
عنه -، وعمر بن سعيد الثوري، وصباح بن يحيى المزني، وغيرهم
(3)
، أشار إلى رواياتهم الدارقطني في العلل
(4)
.
وخالفهم: على بن هاشم، فرواه مرة عن عمار الدهني عن ابن أبي الجعد عن علقمة عن ابن مسعود به
…
رواه: الطبراني في الكبير
(5)
عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن ضرار بن صرد عنه به.
وضرار بن صرد ضعيف، وأعل حديثه الهيثمي في مجمع الزوائد
(6)
به، والسند منقطع بين علي بن هاشم وعمار الدهني، بينهما عمار بن رزيق، كما عند الدارقطني في العلل
(7)
، إلا أن فيه: على بن علقمة، بدل:(علقمة) وهو: ابن قيس، ولم أر لسالم بن أبي الجعد رواية عنه - والله تعالى أعلم -.
وعلي بن هاشم هو: ابن البريد، شيعي صدوق، ولا أعرف حال السند إليه من هذا الوجه.
(1)
ذكرها الدارقطني في العلل (5/ 234).
(2)
عند البيهقي في الدلائل (6/ 421 - 422)، وأبو الجواب هو: أحوص بن جواب.
(3)
انظر: المصدر المتقدم (5/ 233).
(4)
(5/ 234).
(5)
(10/ 95 - 96) ورقمه/ 10071.
(6)
(7/ 243).
(7)
(5/ 233).
وعلي بن علقمة هو: الأنماري، لم يرو عنه غير سالم بن أبي الجعد - كما قاله ابن المديني
(1)
-، وقال البخاري
(2)
: (في حديثه نظر)، وضعفه العقيلى
(3)
، وابن الجوزي
(4)
، وغيرهما
(5)
.
وخالف عليَّ بن هاشم: سفيانُ الثوري، ومعاوية بن هشام، في جماعة آخرين، - تقدم ذكرهم -، وقولهم في سند الحديث هو الصحيح - كما جزم به الدارقطني في العلل
(6)
-.
ورواه: الدارقطني في العلل
(7)
بسنده عن قاسم الجرمي عن سفيان الثوري عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن ابن مسعود به، بنحوه. والجرمي ثقة
(8)
، إلا أن الراوي عنه: جابر الأودي لم أعرفه، ويرويه عنه ابنه النعمان، له ترجمة في ثقات ابن حبان
(9)
، ولا أعرف حاله، والصحيح في حديث الثوري ما رواه وكيع عنه.
والخلاصة: أن الصحيح في سند الحديث: عمار الدهني عن سالم عن ابن مسعود، وهذا منقطع، ومتنه منجبر بشاهده من حديث عائشة - رضي
(1)
كما في: تهذيب الكمال (21/ 71).
(2)
التأريخ الكبير (6/ 289) ت/ 2429.
(3)
الضعفاء (3/ 242) ت/ 1240.
(4)
الضعفاء (2/ 196) ت/ 2388.
(5)
انظر: المجروحين (2/ 109)، والميزان (4/ 66) ت/ 5893.
(6)
(5/ 234).
(7)
(5/ 233).
(8)
انظر: تهذيب الكمال (23/ 460) ت/ 4835.
(9)
(9/ 209).
الله عنها - فهو: حسن لغيره، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة
(1)
- والله أعلم -.
1663 -
[27] عن علي - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (دمُ عمَّارٍ، وَلحمُهُ حَرامٌ علَى النَّار).
رواه: البزار
(2)
عن إبراهيم بن سعيد عن عبيد بن جناد عن عطاء بن مسلم عن سفيان عن أبي إسحاق الهمداني عن أوس بن أوس عنه به
…
وقال: (وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم روى أبو إسحاق عن أوس بن أوس بشيء، إنما أتى هذا إذ كان وهم من عطاء بن مسلم لم يكن به بأس، ولم يكن حافظًا). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(3)
، وقال - وقد عزاه إليه -:(ورجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف لا يضر) اهـ. وعطاء بن مسلم هو: الخفاف ضعيف، وأبو إسحاق هو: السبيعي، مدلس ولم يصرح بالتحديث، ومختلط، ولكن سفيان - وهو: الثوري - ممن سمع منه قديمًا قبل اختلاطه.
فالحديث ضعيف من هذا الوجه، ذكره الدارقطني في العلل
(4)
، وقال:(تفرد به عطاء بن مسلم) اهـ، ويحتمل أنه وهم في إسناده - كما تقدم في قول البزار -. وعبيد بن جناد - في الإسناد - هو: الحلبي.
(1)
(2/ 511) ورقمه/ 835.
(2)
(3/ 14) ورقمه / 760.
(3)
(9/ 295).
(4)
(4/ 152).
وتقدم
(1)
من حديث عبد الله بن عمرو ينميه: (
…
وأنت من أهل الجنة) - يعني: عمارًا -. وإسناده: لا بأس به. وهو شاهد له بالمعنى، وهو به: حسن لغيره - والله أعلم -.
وتقدم - أيضًا -
(2)
من حديث أنس ينميه: (إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة
…
)، فذكر عمارًا منهم. وهو حديث منكر.
1664 -
[28] عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: جاء عمار يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ائذَنُوا لَه، مرحَبًا بالطيِّبِ المُطَيَّب).
هذا الحديث رواه: الترمذي
(3)
- وهذا لفظه -، وابن ماجه
(4)
، والإمام أحمد
(5)
،
(1)
برقم/ 1641.
(2)
في فضائل علي، وعمار، وسلمان، برقم/ 655.
(3)
في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عمار بن ياسر - رضى الله عنه -) 5/ 626 ورقمه/ 3798 عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان (وهو: الثوري) به.
(4)
المقدمة (فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل عمار بن ياسر رضي الله عنه) 1/ 52 ورقمه/ 146 عن عثمان بن أبى شيبة وعلى بن محمد، كليهما عن وكيع عن سفيان به، مثله.
(5)
(2/ 169) ورقمه/ 779، و (2/ 326) ورقمه / 1079، عن وكيع و (2/ 303) ورقمه/ 1033 عن عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان الثورى به، بمثله. وهو له في الفضائل (2/ 858) ورقمه/ 1599 عن وكيع وعبد الرحمن. ورواه من طرق عن وكيع - وحده -: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 629).
وأبو بكر البزار
(1)
، وأبو يعلى الموصلي
(2)
، خمستهم من طرق عن سفيان الثوري
(3)
. ورواه - أيضًا -: الإمام أحمد
(4)
، والبزار
(5)
من طريق شعبة
(6)
. ورواه - أيضًا -: ابن ماجه القزويني
(7)
،
(1)
(3/ 313) ورقمه/ 741 عن محمد بن معمر عن أبى عاصم (يعني: الضحاك) وأبي نعيم (هو: الفضل بن دكين)، كلاهما عن سفيان به.
(2)
(2/ 324) ورقمه/ 403 عن عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به، بمثله.
(3)
الحديث من طريق الثوري رواه - أيضًا -: ابن أبى شيبة في المصنف (7/ 522) ورقمه/ 1، والبخاري في الأدب المفرد (ص/ 345) ورقمه/ 1035، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 15/ 551 ورقمه/ 7075)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 139 - 140)، و (7/ 135)، والحاكم في المستدرك (3/ 388)، والخطيب في تأريخ بغداد (1/ 151)، والدارقطني في العلل (4/ 152)، والبغوي في شرح السنة (14/ 153 - 154) ورقمه/ 3951.
قال أبو نعيم: (مشهور من حديث الثوري) اهـ. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي في التلخيص (3/ 388). وقرن الدراقطني بسفيان: إسرائيل (وهو: ابن يونس).
(4)
(2/ 362) ورقمه / 1160، عن محمد بن جعفر، و (2/ 289) ورقمه/ 999 عن يحيى (هو: ابن سعيد)، كلاهما عن شعبة به، بنحوه، مختصرًا.
(5)
(3/ 312) ورقمه/ 739 عن محمد بن المثنى عن ابن جعفر به، بنحوه، مختصرًا.
(6)
وهو من طريق شعبة رواه - أيضًا -: أبو داود الطيالسي في مسنده (ص/ 18) ورقمه / 117، والإمام أحمد في الفضائل (2/ 860) ورقمه / 1605.
(7)
(1/ 52) ورقمه/ 147 عن نصر بن علي الجهضمي عن عثام بن علي عن الأعمش به.
والبزار
(1)
، وأبو يعلى
(2)
من طريق الأعمش. ورواه - أيضًا -: أبو يعلى
(3)
- وحده - من طريق شريك.
ورواه: الطبراني في الكبير
(4)
من طريق زياد بن خيثمة، ورواه - أيضًا - في الصغير
(5)
من طريق الصبي بن الأشعث، ستتهم (سفيان، وشعبة، والأعمش، وشريك، وزياد، وابن الأشعث) عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي به
…
زاد ابن ماجه في آخره - من طريق الأعمش -: (ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه) وهى عند البزار - أيضًا - بنحوه إلا أنه في حديث ابن ماجه من هذا الوجه جعل قوله: (مرحبًا بالطيب المطيب) من قول علي - رضى الله عنه -. وقال: (وهذا الحديث لا نعلمه يروي إلا عن علي، وهانئ بن هانئ لا نعلم روى عنه إلا أبو إسحاق)، وقال عقب حديث أبي عاصم: (وهذا الحديث لا نعلم رواه عن علي إلا هانئ بن هانئ،
(1)
(3/ 312) ورقمه/ 740 عن نصر بن علي عن عثام بن علي عن الأعمش به، بنحوه، وزاد فيه. وفي السند: هشام، بدل: عثام، وهو تحريف.
(2)
(1/ 324 - 325) ورقمه/ 404 عن المقدمي والحسن بن حماد، كلاهما عن عثام بن علي به.
(3)
(1/ 381 - 382) ورقمه/ 492 عن زكريا بن يحيى الواسطي عن شريك به، بنحوه.
(4)
(5/ 399 - 400) ورقمه/ 4791 عن عبيد بن كثير التمار عن محمد بن عبيد بن إبراهيم الصيرفي عن الحسن بن عبد الكريم بن هلال عن حمزة بن عمران بن مسلم عن زياد بن خيثمة به، بنحوه.
(5)
(1/ 109) ورقمه/ 230 عن إبراهيم بن محمد بن عرفة الأنباري عن سويد بن سعيد عن الصبي بن الأشعث به، بنحوه، ومن طريقه: الخطيب في تاريخه (6/ 155) بسنده عنه به.
ورواه عن أبي إسحاق غير واحد. فأما حديث الأعمش عن أبي إسحاق فلا نعلم رواه عن الأعمش إلا عثام بن علي، وزاد فيه:"ملئ إيمانا إلى مشاشه"، ولا نعلم روى عن هانئ بن هانئ إلا أبو إسحاق) اهـ.
ولأبي يعلى من طريق الأعمش أن عمارًا دخل، فقال علي:"مرحبا بالطيب المطيب"، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(عمار ملئ إيمانا إلى مشاشته). فجعل قوله: "مرحبا بالطيب المطيب" من قول علي رضي الله عنه كما تقدم عند ابن ماجه، فلعل عليًا يرفعها تارة، ويترك رفعها تارة أخرى، والحديث عنه غير ثابت أصلًا. قال الترمذي عقب إخراجه له:(هذا حديث حسن صحيح)، وقال الطبراني في الصغير:(لم يروه عن الصبي إلا سويد بن سعيد) اهـ، وهو ضعيف، وشيخه لا بأس به، وقد توبعا. وذكره الحافظ في الإصابة
(1)
عن الترمذي، وابن ماجه، وحسن إسناده.
وأسانيد الحديث تدور على أبي إسحاق، وهو السبيعي، مدلس وقد عنعن من جميع طرق الحديث عنه، ولكن من الرواة عنه: شعبة، وقد قال:(كفيتكم تدليس ثلاثة)، ثم ذكر منهم: أبا إسحاق
(2)
، وعلى هذا فحديث أبي إسحاق إذا جاء من طريقه دل على السماع
(3)
. لكن شيخه: هانئ بن هانئ لم يرو عنه إلا هو، قال ابن سعد
(4)
: (كان يتشيع، وكان منكر
(1)
(2/ 512).
(2)
كما في: معرفة السنن للبيهقي (1/ 65).
(3)
انظر: النكت للحافظ (2/ 630 - 631)، وضوابط الجرح والتعديل للدكتور: عبد العزيز العبد اللطيف (ص/ 123)، والتدليس للدميني (ص/ 123).
(4)
الطبقات الكبرى (6/ 223).
الحديث)، وقال ابن الديني
(1)
: (مجهول)، وقال الشافعي
(2)
: (لا يعرف، وأهل الحديث لا ينسبون حديثه لجهالة لحاله)، وقال الحافظ
(3)
: (مستور). وأما توثيق العجلي
(4)
له، وذكر ابن حبان له في الثقات
(5)
فلا ينفعه، لتساهلهما. وأفاد المعلمي
(6)
أن الأول أشد تساهلًا في توثيق التابعين - وهذا منهم -. ثم إن أبا إسحاق اختلط بأخرة. لكن سماع الثوري، وشعبة، وشريك منه قبل الاختلاط
(7)
، وشريك ضعيف، وقع شك في سند حديثه - أظنه منه؛ فإنه سيء الحفظ - قال: عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ - أو يزيد بن هانئ -؟ وهو الأول.
فالحديث ضعيف من هذا الوجه؛ لما عرفت من حال هانئ بن هانئ. وأما تصحيح الحاكم للحديث، وموافقة الذهبي له، وأيضًا: تصحيح الألباني له مرة
(8)
، وتحسينه أخرى
(9)
فهو محل نظر. والأولى ما قاله في
(1)
كما في: التهذيب (11/ 23).
(2)
كما في: المرجع المتقدم، الحوالة نفسها.
(3)
التقريب (ص / 1018) ت / 7314.
(4)
تأريخ الثقات (ص/ 455) ت/ 1717.
(5)
(5/ 509).
(6)
في تعليقه على الفوائد للشوكاني (ص/ 253، 41).
(7)
انظر: حاشية الكواكب النيرات (ص/ 356 - 357).
(8)
صحيح سنن الترمذي (3/ 228 - 229) ورقمه/ 2986، وصحيح سنن ابن ماجه (1/ 30) ورقمه/ 119.
(9)
في تعليقه على المشكاة (3/ 1756) ورقمه/ 6226.
السلسلة الصحيحة
(1)
: (ورجاله ثقات، رجال البخاري، غير هانئ بن هانئ، وهو مستور كما في التقريب).
ولقوله: (عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه) عدة شواهد كحديث عمرو بن شرحبيل عن رجل من الصحابة، وعائشة، هو بها حسن لغيره - وتقدمت -.
وسيأتي من حديث عمار مرفوعًا: (إنهم ليخرزون أديما طيبا)، وهو هذا:
1665 -
[29] عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متكئًا في حجر عمار، فدخل رجل، فقال: ماذا يقول المشركون - آنفًا - لهذا - يعني: عمارًا -؟ قال: فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم يده من وراء ظهره، ورأسه في حجره، حتى أحاط بظهره، وقال:(إنَّهُمْ لَيخْرِزُونَ أدِيْمًا طَيِّبَا).
هذا الحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(2)
، وقال:(رواه الطبراني، وفيه: يعقوب بن حميد بن كاسب، وقد وثق، وضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ.
ويعقوب بن حميد ضعفه غير واحد، له غرائب، ومناكير، ولعل هذا منها، فإني لم أره في غير مجمع الزوائد، منسوبًا إلى الطبراني في معجمه الكبير.
(1)
(2/ 467).
(2)
(9/ 293).
وأحاديث عمار بن ياسر رضي الله عنه من المعجم لم تزل مفقودة - في حد علمي -، وبقية رجال الإسناد غير معروفين.
1666 -
[30] عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منْ عَادَى عمارًا عادَاهُ الله، ومنْ أبغضَ عمارًا أبعْضَهُ الله).
رواه: الإمام أحمد
(1)
- وهذا لفظه - عن يزيد بن هارون
(2)
، ورواه: الطبراني في الكبير
(3)
عن أحمد بن عمرو القطراني عن أبي الربيع الزهراني عن هشيم، كلاهما عن العوام بن حوشب
(4)
عن سلمة بن كهيل عن علقمة بن قيس عنه به، في قصة
…
وللطبراني فيه: (فإنه من يبغض عمارًا يبغضه الله، ومن يعاديه يعاديه الله).
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
، وقال - وقد عزاه إليهما -:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ، وهو كما قال، ولكن له علة
…
فقد
(1)
(28/ 12 - 14) ورقمه / 16814. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 629).
(2)
الحديث من طريق يزيد بن هارون رواه - أيضًا -: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 15/ 556 ورقمه/ 7081)، والحاكم في المستدرك (3/ 390 - 391)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 73).
(3)
(4/ 113 - 114) ورقمه/ 3835.
(4)
ومن طريق العوام رواه - أيضًا -: النسائي في السنن الكبرى (5/ 73 - 74)
ورقمه/ 8268، 8269، وفي الفضائل (ص/ 151 - 152) ورقمه/ 164.
(5)
(9/ 293)، وانظره:(9/ 293 - 294).
سأل ابن أبي حاتم
(1)
أباه، وأبا زرعة عنه - وكان قد ذكره من طريق هشيم عن العوام -، فقالا:(أسقط العوام من هذا الإسناد عدة. ورواه شعبة عن سلمة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن الأشتر) اهـ، فكأنهما رجحا إسناده دون ذكر العوام بن حوشب فيه.
واختلف في إسناده على سلمة بن كهيل - كما سيأتي. وبناء عليه فقول الحاكم - عقب إخراجه له من طريق عمرو بن مرزوق
(2)
-: (حديث العوام بن الحوشب هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، لاتفاقهما على العوام بن حوشب، وعلقمة. على أن شعبة أحفظ منه حيث قال: عن سلمة بن كهمل عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن الأشتر، والإسناد أن صحيحان) اهـ، محل نظر!
وما أشارا إليه من حديث شعبة رواه: الإمام أحمد
(3)
عن محمد بن جعفر عن شعبة
(4)
عن سلمة بن كهيل عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن يزيد عن الأشتر قال: كان بين عمار، وبين خالد، ثم ذكر نحوه. والأشتر هو: مالك بن الحارث، لم يدرك خالدًا، فسند حديثه
(1)
العلل (2/ 356 - 357) ورقمه / 2588.
(2)
وتقدمت الحوالة عليه.
(3)
(28/ 25 - 24) ورقمه/ 16821، وهو في الفضائل له (2/ 860) ورقمه/ 1604 سندًا، ومتنا - ومن طريقه: النووي في تهذيب الأسماء 2/ 38 - .
(4)
ورواه: النسائي في السنن الكبرى (5/ 74) ورقمه/ 8270، وهو في الفضائل (ص / 152) ورقمه / 165، والحاكم في المستدرك (3/ 389)، كلاهما من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة به. قال الحاكم:(صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص (3/ 389).
منقطع
(1)
، ورجاله كلهم ثقات، رجال البخاري، ومسلم عدا محمد بن عبد الرحمن روى له البخاري في الأدب، والأربعة
(2)
. وهذا وجه ثان للحديث من طريق سلمة بن كهيل، من رواية محمد بن جعفر عن شعبة عنه.
ورواه: عمرو بن مرزوق فيما رواه: الطبراني في الكبير
(3)
بسنده عنه
(4)
عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن عبد الرحمن بن يزيد به، فلم يذكر فيه محمد بن عبد الرحمن. وعمرو بن مرزوق هو: أبو عثمان الباهلي، ضعفه جماعة من النقاد لخطئه، ووهمه
(5)
، وقال ابن حجر في تقريبه
(6)
: (ثقة فاضل، له أوهام)، فحديث محمد بن جعفر عن شعبة أصح من حديثه.
ورواه: محمد بن سلمة بن كهيل، فيما رواه: الطبراني في الكبير من طريق حسان بن إبراهيم
(7)
، ومن طريق عون بن سلام
(8)
، كلاهما
(1)
انظر: تهذيب الأسماء (2/ 38)، وجامع التحصيل (ص/ 272) ت/ 724.
(2)
انظر ما رقم له به الحافظ في التقريب (ص/ 871) ت/ 6126.
(3)
(4/ 112) ورقمه / 3831.
(4)
ومن طريق ابن مرزوق رواه - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (3/ 390).
(5)
انظر: الثقات لابن حبان (8/ 484)، وتهذيب الكمال (22/ 224) ت/ 4446، وتهذيبه (8/ 101).
(6)
(ص/ 745) ت/ 5145.
(7)
(4/ 112 - 113) ورقمه/ 3832 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن الأزرق بن علي (وهو: الحنفي) عن حسان بن إبراهيم (يعني: أبا هشام الكرماني) به.
(8)
(4/ 113) ورقمه/ 3833 عن عبيد بن كثير التمار عن عون به، إلا أنه لم يذكر فيه أبا يحيى!
عنه
(1)
عن أبيه عن أبي يحيى عن عمران بن أبي الجعد عن عبد الرحمن بن يزيد عن الأشتر عن خالد به، بلفظ:(من يحقر عمارًا يحقره الله، ومن يسب عمارًا يسبه الله، ومن ينتقص عمارًا ينتقصه الله). ومحمد بن سلمة بن كهيل متروك الحديث. وأبو يحيى - في الإسناد - لم أعرفه. ومثله عمران بن أبي الجعد، إلا أن يكون الذي يروي عن ابن مسعود، ترجم له ابن أبي حاتم
(2)
، وأهمله فلم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو كالراوي عنه. وفي طريق عون بن سلام: عبيد بن كثير، وهو متروك.
وهكذا رواه: مخرمة بن ربيعة، فيما رواه: الطبراني في المعجم الكبير
(3)
عن عبد الله بن الإمام أحمد عن محمد بن عبد الوهاب الحارثي عن عمرو بن ثابت عن عبد الرحمن بن عابس عنه، ومحمد بن شداد، فيما رواه: الطبراني في الكبير
(4)
- أيضًا - عن عبيد بن كثير التمار عن الوليد بن حماد عن الحسن بن زياد اللؤلؤي عن العباس بن الحسن بن عبيد الله عن أبيه
(5)
عنه، كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد، بمثل رواية عمران بن أبي الجعد عنه.
(1)
ورواه من طريق محمد بن سلمة - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (3/ 391)، ولم يذكر فيه: أبا يحيى.
(2)
الجرح والتعديل (6/ 295) ت/ 1638.
(3)
(4/ 113) ورقمه/ 3834.
(4)
(5/ 400 - 401) ورقمه/ 4793.
(5)
ومن طريق الحسن بن عبيد الله رواه - أيضًا -: النسائي في الفضائل (ص/ 153) ورقمه/ 167، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 74).
ومخرمة بن ربيعة ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل
(1)
، ولم يعرف من حاله بأكثر مما أخذه عن أبيه أنه كوفي، سمع الأشتر يقول: حدثني خالد بن الوليد، فذكر حديثه هذا. وفي السند إليه: عمرو بن ثابت، وهو: ابن هرمز، تقدم أنه رافضي متروك. حدث به عنه محمد بن عبد الوهاب الحارثي، وتقدم أنه ترجم له الخطيب البغدادي في تأريخه، وسمى أباه:(عبد الوهاب)، وذكر أنه حدث بأحاديث باطلة، وغرائب. ومحمد بن شداد كوفي، ترجم له البخاري
(2)
، وابن أبي حاتم
(3)
، ولم يذكرا في جرحًا ولا تعديلًا. وقال الذهبي في الميزان
(4)
: (عنه الحسن بن عبيد الله النخعي فقط في فضائل عمار)، وقال ابن حجر في تقريبه
(5)
: (مقبول). والحسن بن عبيد الله النخعي، وابنه العباس لم أقف على ترجمة لأي منهما، حدث به عنهما: الحسن بن زياد اللؤلؤي، وهو كذاب، يضع الحديث
(6)
. حدث به عنه: الوليد بن حماد، ولم أقف على ترحمة له، حدث به عنه: عبيد بن كثير، وهو متروك، - وتقدم آنفًا -.
(1)
(8/ 363) ت / 1658.
(2)
التأريخ الكبير (1/ 114) ت/ 321.
(3)
الجرح والتعديل (7/ 285) ت/ 1546.
(4)
(5/ 25) ت/ 7666.
(5)
(ص/ 854) ت/ 5993.
(6)
انظر: التأريخ لابن معين - رواية الدوري - (2/ 114)، والضعفاء والمتروكون للنسائي (ص/ 179) ت/ 156، وتأريخ أسماء الضعفاء لابن شاهين (ص/ 72) ت/ 118، والديوان (ص/ 80) ت/ 905.
ورواه: الحاكم في المستدرك
(1)
بسنده عن محمد بن المؤمل بن الحسن عن الفضل بن محمد الشعراني عن نعيم بن حماد عن محمد بن فضيل عن الحسن بن عبيد الله به - كحديث الوليد بن حماد عنه -. ومحمد بن المؤمل ترجم له الذهبي في السير
(2)
، وأثنى عليه، ولكنه لم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا، ونعيم بن حماد ضعيف.
ورواه: الطبراني في المعجم الكبير
(3)
عن علي بن عبد العزيز عن أبي غسان مالك بن إسماعيل
(4)
عن مسعود بن سعد الجعفي عن الحسن بن عبيد الله
(5)
عنه عن عبد الرحمن بن يزيد عن الأشتر به - كحديث سلمة بن كهيل عن محمد بن عبد الرحمن، من طريقين عن شعبة به -.
وهذا أصح في حديثه، وطريقه - ومن وافقه - أمثل طرق الحديث، وهى مرسلة، والمرسل من جنس الضعيف. فالحديث ضعيف، ولم أر ما يشهد له.
(1)
(3/ 390).
(2)
(16/ 23 - 24).
(3)
(4/ 112) ورقمه/ 3830.
(4)
ورواه: النسائي في السنن الكبرى (5/ 74) ورقمه/ 8271، 8272، كلاهما عن أبي غسان به، والمزي في تهذيب الكمال (25/ 366) بسنديهما عن إسماعيل بن عبد الله، ورواه: الحاكم في المستدرك (3/ 390) بسنده عن الحسين بن الحكم.
(5)
ومن طريق الحسن رواه - كذلك -: الحاكم في المستدرك (3/ 389 - 390)، وصححه، ووافقه الذهبي في التلخيص (3/ 390).
وروى البخاري
(1)
من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عادى لي وليا فقد آذنني بالحرب).
1667 -
[31] عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كمْ مِنْ ذِي طِمْرِينِ
(2)
، لا يُؤبَهُ له، لَو أقسمَ علَى اللهِ لأَبَرَّه، منهمْ: عمَّارُ بنُ يَاسِر).
رواه: الطبراني في الأوسط
(3)
عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن علي بن مسابه
(4)
الكوفي عن يحيى بن إبراهيم السلمي عن عيسى بن قرطاس عن عمرو بن مليح عنها به
…
وقال: (لا يروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن قرطاس، ولم يروه عن عيسى بن قرطاس إلا يحيى بن إبراهيم السلمي) اهـ.
وعيسى بن قرطاس متروك، أطلق عليه الساجي الكذب. وبه أعل الهيثمي الحديث في مجمع الزوائد
(5)
. وعمرو بن مليح لم أقف على ترجمة له. وعلى الكوفي لم أعرفه؛ فالحديث: ضعيف جدًّا - إن لم يك موضوعًا -. وذكره السيوطي في الجامع الصغير
(6)
، وعزاه لابن عساكر،
(1)
في (كتاب: الرقاق، باب: التواضع) 11/ 348 - 349 ورقمه/ 6502.
(2)
تثنية (طمر): الثوب الخلق. - انظر: النهاية (باب: الطاء مع الميم) 3/ 138.
(3)
(6/ 320 - 321) ورقمه/ 5682.
(4)
قال طابع المعجم الأوسط: (هكذا رسمت في المخطوطة، ولم أعثر على هذه الكلمة).
(5)
(9/ 294).
(6)
(2/ 295) ورقمه/ 6413.
وضعفه، وتعقبه المناوي في فيض القدير
(1)
بأنه ينجبر بتعدد طرقه، قال:(فقد رواه: الرافعي في أماليه - أيضًا -) اهـ، وأمالي الرافعي لم أعرفها. وأورده الألباني في ضعيف الجامع
(2)
، وقال:(ضعيف جدًّا) اهـ، وهو الصحيح.
1668 -
[32] عن ابن عمر - رضى الله عنهما - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أوْلعتُهمْ بعمَّارٍ، يَدعُوهمْ إلى الجنَّة، ويَدعُونَهُ إلى النَّار).
وهذا الحديث رواه: الطبراني في الكبير
(3)
عن أحمد بن عمرو البزار عن خالد بن يوسف السمتي عن عبد النور بن عبد الله بن عبد الملك بن أبي سليمان عن ليث عن طاوس عن ابن عمر به
…
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(4)
، وعزاه إليه، وقال:(وفيه عبد النور بن عبد الله، وهو ضعيف، ووثقه ابن حبان) اهـ، وعبد النور هو: المسمعي، رافضي كذاب.
حدث بهذا عنه خالد بن يوسف، وهو ضعيف، وفي الإسناد: ليث، وهو: ابن أبي سليم، تُرك حديثه. حدث بهذا عنه: عبد الملك بن أبي سليمان، وهو: العرزمي، فيه كلام، وقال ابن حجر:(صدوق له أوهام) - وتقدموا -. والحديث موضوع بهذا الإسناد.
(1)
(5/ 63) ورقمه/ 6413.
(2)
(ص/ 620) ورقمه/ 4270.
(3)
(12/ 301) ورقمه/ 13457.
(4)
(7/ 243).
ورواه: ابن أبي شيبة في المصنف
(1)
، والإمام أحمد في الفضائل
(2)
عن وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن مجاهد رفعه: (ما لهم ولعمار! يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار
…
)، وهذا مرسل، صحيح إسناده إلى مجاهد؛ وكيع هو: ابن الجراح، وسفيان هو: الثوري.
* وتقدمت في فضائله عدة أحاديث في المطالب: الثاني، والسادس، والرابع عشر، والخامس عشر
…
ومنها: ما رواه الشيخان من حديث أبي الدرداء - رضى الله عنه - أنه قال لعلقمة بن قيس - في حديث -: (أليس منكم من أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم)؟ يعني: عمار بن ياسر -
(3)
.
* ونحوه: ما رواه الترمذي من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه -، وهو حديث حسن - كما مر -
(4)
.
* كما تقدم
(5)
عند البخاري من حديث عمار قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما معه إلا خمسة أعبد
…
) الحديث. ذكر بعض أهل العلم بالحديث، والسير فيهم: عمارًا.
* وروى الترمذي من حديث على يرفعه: (إن كل نبي أعطي سبعة نجباء رفقاء - أو قال: نقباء - وأعطيت أنا أربعة عشر) ذكر فيهم: عمارًا، وسنده ضعيف - كما سبق -
(6)
.
(1)
(7/ 523) ورقمه/ 5.
(2)
(2/ 858) ورقمه/ 1598.
(3)
برقم/ 749.
(4)
برقم/ 750.
(5)
برقم/ 753.
(6)
برقم/ 764.
* وروى الإمام أحمد، وغيره من حديث عثمان يرفعه:(اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت).
* وروى الطبراني في بعض معاجمه من حديث جابر يرفعه: (أبشروا آل ياسر، موعدكم الجنة)
…
وهذان حديثان ضعيفان
(2)
.
* وروى الترمذي، وغيره من حديث حذيفة - رضى الله عنه - يرفعه - في حديث -: (
…
واهتدوا بهدي عمار)، وإسناده ضعيف - كما مر -
(3)
.
* وروى الترمذي وغيره - أيضًا - نحوه من حديث ابن مسعود، وهو حديث ضعيف جدًّا - تقدم -
(4)
.
* وروى أبو يعلى من حديث الحسين بن علي أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك) فذكر عمارًا فيهم. وفي إسناده متروكان - وتقدم كذلك -
(5)
.
* وللحديث طرق أخرى - في موضعه - منها: حديث أنس بن مالك، عند الترمذي
(6)
. وهو حديث منكر.
* وللبزار من حديث أنس - المذكور أنفًا - نحو حديث الحسين، وفيه: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن الله يحب ثلاثة من أصحابك)، فذكر فيهم: عمارا.
(2)
تقدما في فضائل جماعة من الصحابة، ورقماهما/ 765، 766.
(3)
برقم/ 620.
(4)
برقم/ 622.
(5)
برقم/ 656، وانظر ما بعده.
(6)
تقدم برقم/ 655.
وفي الإسناد علل منها: فيه سعد بن طريف الإسكاف، وهو شيعي يكذب - وتقدم -
(1)
.
* وصح من حديث عمرو بن العاص، أنه قال لرجل: (سأحدثك برجلين، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبهما
…
)، فذكر عمارًا منهما - وتقدم -
(2)
.
* خلاصة: اشتمل هذا القسم على خمسة وأربعين حديثًا، كلها موصولة إلا واحدًا. منها أحد عشر حديثًا صحيحًا - أحدها متفق عليه. وانفرد البخاري باثنين، ومسلم باثنين -. وحديث صحيح لغيره. وحديثان حسنان. وأحد عشر حديثًا حسنة لغيرها - أحدها على الاحتمال في الحكم عليه -. وتسعة أحاديث ضعيفة. وستة أحاديث ضعيفة جدًّا - وثبتت بعضها من طرق أخرى -. وحديثان منكران. وثلاثة أحاديث موضوعة. وذكرت فيه خمسة أحاديث في الشواهد - والله ولي التوفيق -.
(1)
برقم/ 629.
(2)
برقم/ 1589.