الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الزُّمَر
2823 -
* روى الترمذي عن عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما قال: "لما نزلت: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} (1) قال الزبير: يا رسول الله، أتكررُ علينا الخصومة بعد الذي كان بيننا في الدنيا؟ قال: نعم، فقال: إن الأمر إذاً لشديدُ".
2824 -
* روى الطبراني عن ابن عمر قال: لقد عشنا بُرهةً من دهرنا ونحن نرى أن هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكتاب من قبلنا: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} الآية قلنا كيف نختصم ونبينا واحد وكتابنا واحد، حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعضٍ بالسيف فعرفتُ أنها فينا نزلتْ.
2825 -
* روى الطبراني في الوسط عن ابن عباس في قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} (2) قال تلتقي أرواح الأحياء والأموات فيتساءلون بينهم فيمسك الله أرواح الموتى ويرسلُ أرواح الأحياء إلى أجسادها.
2826 -
* روى الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبرٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إن الله يضع السماء على إصبعٍ، والأرضين على إصبعٍ، والجبال على إصبعٍ، والشجر والأنهار على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، ثم يقول: أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (3).
وفي رواية (4) نحوه، وقال: والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، ثم
2823 - الترمذي (5/ 370) 48 - كتاب تفسير القرآن، 41 - باب "ومن سورة الزمر" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(1)
الزمر: 31.
2824 -
مجمع الزوائد (7/ 100) وقال الهيثمني: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.
2825 -
مجمع الزوائد (7/ 100) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح.
(2)
الزمر: 42.
2826 -
البخاري (13/ 438) 97 - كتاب التوحيد، 26 - باب (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا
…
).
مسلم (4/ 2147) 50 - كتاب صفات المنافين وأحكامهم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار.
(3)
الزمر: 67.
(4)
مسلم (4/ 2147) نفس الموضع السابق.
يهزهُنَّ- وفيه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذُهُ، تعجباً وتصديقاً له، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} .
وفي رواية (1) الترمذي، فقال: يا محمدُ، إن الله يُمسكُ السموات على إصبعٍ والجبال على إصبع، والأرضين على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول: أنا الملكُ. قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، حتى بدت نواجذُه، قال:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} .
قال القرطبي في "المفهم": وأما من زاد "تصديقاً له" فليست بشيء، فإنها من قول الراوي، وهي باطلة.
وقال الحافظ في (الفتح: 13/ 336): عن الخطابي: إن قول الراوي "تصديقاً له" ظن منه وحسبان وقد جاء الحديث من عدة طرق ليس فيها هذه الزيادة، وعلى تقدير صحتها، فقد يستدل بحمرة الوجه على الخجل، وبصفرته على الوجل، ويكون الأمر بخلاف ذلك، فقد تكون الحمرة لأمر حدث في البدن كثوران الدم، والصفرة كثوران خلط من مرار وغيره، وعلى تقدير أن يكون ذلك محفوظاً، فهو محمول على تأويل قوله تعالى:{وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} .
2827 -
* روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر يهوديٌّ بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا يهوديُّ، حدثنا"، قال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذِهْ، والأرضين على ذِهْ، والماء على ذِهْ والجبال على ذِهْ، وسائر الخلائق على ذِهْ - وأشار محمد بن الصلت بخنصره أولاً، ثم تابع حتى بلغ الإبهام - فأنزل الله:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} .
= (نواجذ) النواجذ: الأضراس التي تلي الأنياب، وهي الضواحك، وقيل هي أواخر الأسنان.
(1)
الترمذي (5/ 371) 48 - كتاب تفسير القرآن، 41 - باب "ومن سورة الزمر" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
2827 -
الترمذي (5/ 371) 48 - كتاب تفسير القرآن، 41 - باب "ومن سورة الزمر" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
2828 -
* روى مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطوي الله عز وجل السموات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرض بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ".
وفي رواية (1) البخاري قال: "إن الله عز وجل يقبضُ يوم القيامة الأرضين، وتكون السموات بيمينه، ثم يقول: أنا الملكُ".
وفي أخرى لمسلم (2) من حديث عُبيد الله بن مقسمٍ، أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:"يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه، ويقول: أنا الله - ويقبض أصابعه ويبسطها، ويقول: أنا الملك، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيءٍ منه، حتى إني أقول: أساقطٌ هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ".
وفي أخرى (3) نحوه- وفي آخره: "يأخذ الجبارُ عز وجل سماواته وأرضيه بيديه".
وأخرج أبو داود (4) الرواية الأولى، وقال في حديثه: بيده الأخرى، ولم يقل: بشماله قال الحافظ في (الفتح: 13/ 396).
قال البهيقي: تفرد بذكر الشمال فيه عمر بن حمزة، وقد رواه عن ابن عمر أيضاً نافع وعبيد الله بن مقسم بدونها، ورواه أبو هريرة وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، وثبت عند مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رفعه "المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين" وكذا في حديث أبي هريرة قال: "اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين"، ثم قال: وقال القرطبي في "المفهم": كذا جاءت هذه الرواية بإطلاق
2828 - مسلم (4/ 2148) 50 - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار.
(1)
البخاري (13/ 393) 97 - كتاب التوحيد، 19 - باب "لما خلقت بيدي
…
".
(2)
مسلم (4/ 2148، 2149) نفس الموضع السابق.
(3)
مسلم (4/ 2149) نفس الموضع السابق.
(4)
أبو داود (4/ 234) كتاب السنة، باب في الرد على الجهمية.
(الجبارُون): جمع جبار، وهو القهار المتسلط، وقيل: العظيم الذي يفوت الأيدي فلا تناله.
لفظ الشمال على يد الله تعالى على المقابلة المتعارفة في حقنا، وفي أكثر الروايات وقع التحرز عن إطلاقها على الله، حتى قال:"وكلتا يديه يمين" لئلا يتوهم نقص في صفته سبحانه وتعالى، لأن الشمال في حقنا أضعف من اليمين.
قال النووي (17/ 132): وقال القاضي عياض: وفي هذا الحديث ثلاثة ألفاظ "يقبض، ويطوي، ويأخذ" وكله بمعنى الجمع، لأن السموات مبسوطة، والأرضين مدحوة ممدودة، ثم يرجع ذلك إلى معنى الرفع والإزالة، وتبديل الأرض غير الأرض والسماوات، فعاد كله إلى معنى ضم بعضها إلى بعض، ورفعها وتبديلها بغيرها، قال: وقبض النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه وبسطها: تمثيل لقبض هذه المخلوقات، وجمعها بعد بسطها، وحكاية للمقبوض المبسوط، وهو السماوات والأرضون، لا إشارة إلى القبض والبسط الذي هو صفة للقابض والباسط سبحانه وتعالى، ولا تمثيل لصفة الله تعالى السمعية المسماة باليد التي ليست بجارحة.
ثم قال: والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم فيما ورد في هذه الأحاديث من مشكل، ونحن نؤمن بالله تعالى وصفاته، ولا نشبه شيئاً به، ولا نشبهه بشيء:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثبت عنه، فهو حق وصدق، فما أدركنا علمه، فبفضل الله تعالى، وما خفي علينا، آمنا به، ووكلنا علمه إليه سبحانه وتعالى، وحملنا لفظه على ما احتمل في لسان العرب الذي خوطبنا به، ولم نقطع على أحد معنييه، بعد تنزيهه سبحانه عن ظاهره الذي لا يليق به سبحانه وتعالى، وبالله التوفيق.
وقوله: (يتحرك من أسفل شيء منه)
أي: من أسفله إلى أعلاه، لأن بحركة الأسفل يتحرك الأعلى، ويحتمل أن تحركه بحركة النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الإشارة، ويحتمل أن يكون تحرك بنفسه هيبة لسمعه، كما حن الجذع، اهـ (شرح النووي على مسلم: 17/ 132 - 133).
2829 -
* روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يقبِضُ الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملكُ، أين مُلوكُ الأرضِ"(1).
2829 - البخاري (11/ 372) 81 - كتاب الرقاق، 44 - باب يقبض الله الأرض يوم القيامة.