المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌النصوص 2447 - * روى الجماعة عن عمر بن الخطاب رضي - الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام - جـ ٤

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الباب الأولفي فضل القرآن والإقبال على تلاوته وفي بعض الآداب والأحكام

- ‌المقدمة

- ‌الفقرة الأولىفي فضل القرآن والإقبال عليه وتلاوته

- ‌ فضل من يحمل شيئاً من القرآن ويقرؤه ويحافظ عليه والاجتماع على تلاوته:

- ‌ فضل تعلم القرآن وتعليمه:

- ‌ في وجوب تعهد القرآن وعدم الغفلة عنه:

- ‌ نزول الملائكة والسكينة على قارئ القرآن:

- ‌ حب القرآن وعلاماته:

- ‌الفقرة الثانية:في بعض الآداب والأحكام المتعلقة بالقرآن

- ‌ وجوب تعلم القرآن وتعليمه وآداب ذلك:

- ‌ إتقان القراءة:

- ‌ التغني بالقرآن وتزيينه بالصوت:

- ‌ الجمع بين حسن التلاوة وحسن الفهم والإخلاص فيهما:

- ‌ صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ في كم يقرأ القرآن:

- ‌ في ختم القرآن:

- ‌ ماذا يفعل من نام عن حزبه

- ‌ قراءة القرآن عند ائتلاف القلوب:

- ‌ في أحكام الجهر والإسرار بقراءة القرآن:

- ‌ في من جمع القرآن من الصحابة:

- ‌ في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخصّ أحداً بشيء من القرآن:

- ‌ من أسرار القرآن:

- ‌ أقسام القرآن ونسخه لما قبله وفضله على سائر الكتب:

- ‌ تلاوة القرآن من غير وضوء:

- ‌ حكم مس القرآن

- ‌ كراهة السفر بالقرآن إلى أرض العدو:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفقرة الثالثة: في بعض ما خص بالذكر من آيات وسور

- ‌ في البسملة:

- ‌ فضل سورة الفاتحة:

- ‌ فضل خواتيم سورة البقرة:

- ‌ فضل سورتي البقرة وآل عمران:

- ‌ في آية الكرسي:

- ‌ في السبع الطوال:

- ‌ في سورة الكهف:

- ‌ في فضل سورة تبارك "الملك

- ‌ في التكوير والانفطار والانشقاق:

- ‌ في سورة الزلزلة:

- ‌ في سورة الإخلاص:

- ‌ في المعوذتين:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الباب الثانيفي بعض علوم القرآن

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأولفي نزول القرآن على سبعة أحرف وفي القراءات

- ‌عرض إجمالي:

- ‌النصوص

- ‌وصل في نماذج عن الأحرف والقراءات

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفصل الثانيفي ترتيب القرآن وجمعه وجمع الناس على رسم واحدوفي حكم تنزيله منجماً وفي أول ما نزل وآخر ما نزل

- ‌عرض إجمالي

- ‌الحكمة الأولى

- ‌الحكمة الثانية

- ‌الحكمة الثالثة

- ‌الحكمة الرابعة

- ‌جمع القرآن على عهد عثمان رضي الله عنه

- ‌ترتيب آيات القرآن

- ‌فوائد حول الرسم العثماني للمصحف:

- ‌الفائدة الأولى:

- ‌الفائدة الثانية:

- ‌الفائدة الثالثة:

- ‌الفائدة الرابعة:

- ‌الفائدة الخامسة:

- ‌الفائدة السادسة:

- ‌هل رسم المصحف توقيفي

- ‌كيف أنفذ عثمان المصاحف العثمانية

- ‌المصاحف في دور التجويد والتحسين:

- ‌النصوص

- ‌ في عرضة جبريل الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌ في جمع القرآن:

- ‌ جمع عثمان الناس على رسم واحد:

- ‌ في وقوع النسخ في القرآن:

- ‌ في مصحف حفصة:

- ‌ في أول ما نزل وآخر ما نزل:

- ‌الفصل الثالثُفي بعض المأثور من التفسير وبعضأسباب النزول والناسخ والمنسوخ

- ‌مقدمة:

- ‌عرض إجمالي لموضوع التفسير:

- ‌من تفسير سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعْرَافِ

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحِجْر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم

- ‌تفسير سورة طه

- ‌سورة الأنبياء

- ‌سورة الحج

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة طسم الشعراء

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزُّمَر

- ‌سورة المؤمن (غافر)

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة حم عسق (الشورى)

- ‌سورة حم: الدُّخان

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة الطور

- ‌سورة النجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنّة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة ن (القلم)

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة المدثر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة عم يتساءلون

- ‌سورة النازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التكوير

- ‌سورة ويل للمطففين

- ‌سورة إذا السماء انشقت

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة والشمس وضحاها

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة العلق

- ‌سورة إذا زلزلت

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة النصر

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة المعوذتيْن

- ‌(فوائد)

الفصل: ‌ ‌النصوص 2447 - * روى الجماعة عن عمر بن الخطاب رضي

‌النصوص

2447 -

* روى الجماعة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعتُ هشام بن حكيم ابن حزامٍ يقرأ سورة الفرقان، في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعْت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرةٍ، لم يُقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدْتُ أُساورُهُ في الصلاة، فتربَّصْتُ حتى سلم، فلبَبْتُهُ بردائِه، فقلت: من أقرْرأك هذه السورة التي سمِعْتُك تقْرَؤها؟ قال: أقْرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: كذبت، فن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقودُه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إني سمعتُ هذا يقرأ سورة الفرقان على حروفٍ لم تُقْرِئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أرسله، اقرأْ يا هشامُ" فقرأ عليه لقراءة التي كنتُ سمعته يقرأن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هكذا أُنْزِلتْ" ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأْ يا عمرُ" فقرأتُ القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هكذا أنْزِلتْ، إنَّ هذا القرآن أُنْزِلَ على سبعةِ أحرفٍ، فاقرؤوا ما تيسر منهُ".

ولكن، نقول إن الكلمة الواحدة قد يقرها القرشي بلغته والهذلي بلغته.

أقول (1): قوله عله الصلاة والسلام في القراءتين (هكذا أنزلت) دليل على أن الأحرف

2447 - البخاري (9/ 23) 66 - كتاب فضائل القرآن، 5 - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف وجاء أيضاً في (9/ 87) 66 - كتاب فضائل القرآن، 27 - باب منْ لم ير بأساً أنْ يقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا. وورد هذا الحديث أيضاً في (12/ 303) 88 - كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، 9 - باب ما جاء في المتأولين. وورد أيضاً في (13/ 520) 97 - كتاب التوحيد، 53 - باب قول الله تعالى (فاقرأوا ما تيسر منه).

مسلم (1/ 524، 561) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 48 - باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف، وبيان معناه.

أبو داود 02/ 75، 76) كتاب الصلاة، 22 - باب "أُنزل القرآن على سبعة أحرف".

الترمذي (5/ 193، 194) 47 - كتاب القراءات، 11 - باب ما جاء أُنزل القرآن على سبعة أحرف. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

النسائي (2/ 150، 151، 152) 11 - كتاب الافتتاح، 37 - جامع ما جاء في القرآن.

(أساوره) أي: أواثبه وأغالبُهُ.

(فتربصتُ) تربص فلانٌ بفلانٍ، أي: انتظره، وأخره إلى وقت ما.

(فلببته) يقال: أخذتُ بتلبيبه: إذا جمعت عليه ثوبه الذي هو لابسه، وقبضت عليه تجرُّه.

(سبعة أحرف) أراد بالحرف: اللغة، يعني: على سبع لغاتٍ من لغاتِ العرب، وليس معناه: أن يكون في الحرف [الواحدِ] سبعة أوجهٍ، ولكن نقول: هذه اللغات السبع مفرَّقة في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه

=

ص: 1677

السبعة كلها وحي رباني وأنها كلها مأخوذة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لأحد أن يقرأ القرآن إلا على ما تلقنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلام ابن الأثير في تفسير الأحرف السبعة وجه من الوجوه التي فسرت بها الأحرف السبعة، والرسم العثماني جمع الناس على لغة قريش لأن القرآن نزل على قرشي وأجمع الصحابة على الرسم العثماني للمصحف فكان إجماعهم دليلاً على أن ما خالف الرسم العثماني روعيت فيه المرحلية في الخطاب، وما كان الصحابة ليجمعوا إلا على شيء قامت عليه الأدلة سواء عرفناها، أو لم نعرفها.

2448 -

* روى مسلم عن أُبيٍّ بن كعب رضي الله عنه قال: كنتُ في المسجد، فدخل رجل يُصلي، فقرأ قراءة أنكرتُها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءةً سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة، دخلنا جميعاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إنَّ هذا قرأ قراءة أنكرتُها عليه: فدخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ، فحسَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسُقط في نفسي من التكذيب، ولا إذْ كنتُ في الجاهلية، فلما رأى رسول الله صلى الله لعيه وسلم ما قد غشيني، ضرب في صدري، ففضْتُ عرقاً، وكأنما أنظرُ إلى الله عز وجل فرقاً، فقال لي:"يا أبيُّ، أرسل إليَّ: أن اقرأ القرآن على حرفٍ، فرددْتُ إليه: أنْ هونْ على أمتي، فردَّ إليَّ الثانية: أن اقرأهُ على حرفين، فرددتُ إليه: أن هونْ على أمتي، فردَّ إليَّ الثالثة: أن اقرأهُ على سبعة أحرف، ولك بكلِّ ردةٍ رددْتُكهَا مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفرْ لأمتي، وأخرْتُ الثالثة ليومٍ يرغبُ إليَّ الخلقُ كلُّهُم حتى إبراهيمُ".

وفي رواية (1) أخرى قال: إن النبي صلى الله عليه سلم كان عند أضاة بني غفارٍ، فأتاه جبريلُ عليه السلام، فقال: إن الله يأمرُك أنْ تقرأ أُمَّتُك القرآن على حرفٍ، فقال: "أسأل الله معافاته ومغفرته، وإنَّ أمتي لا تُطيقُ ذلك، ثم أتاه الثانية، فقال إن الله يأمُرك أنْ تقرأ أمتُك القرآن على حرفين، فقال: أسألُ الله معافاته ومغفرته، وإنَّ أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاء الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمَّتُك القرآن على ثلاثة

= بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن. "ابن الأثير".

2448 -

مسلم (1/ 561، 562) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 48 - باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف، وبيان معناه.

(1)

مسلم (1/ 562، 563) نفس الموضع السابق.

ص: 1678

أحرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإنَّ أمتي لا تطيق ذلك: ثم جاءه الرابعة، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيُّما حرفٍ قرؤوا عليه فقد أصابُوا.

وفي رواية (1) لأبي داود عن أُبيِّ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أُبيُّ، إني أُقْرِئتُ القرآن، فقيل لي: على حرفٍ أو حرفين؟ فقال الملكُ الذي معي: قل: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملكُ الذي معي: قل: على ثلاثة، قلت: على ثلاثةٍ، حتى بلغ سبعة أحرفٍ، ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ، إن قلت: سميعاً عليماً، عزيزاً حكيماً، ما لم تختِمْ آية عذابٍ برحمةٍ أو آية رحمةٍ بعذاب".

وفي رواية (2) للنسائي عن أُبيِّ قال: ما حاك في صدري منذ أسلمتُ، إلا أني قرأتُ آيةً، وقرأها آخر غير قراءتي، فقلت، أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسول الله، أقرأتني آية كذا وكذا؟ قال:"نعم" وقال الآخرُ: ألمْ تُقْرِئني آية كذا وكذا؟ قال: "نعم، إنَّ جبريل وميكائيل، أتياني، فقعد جبريل عن يميني، وميكائيلُ عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرفٍ، وقال: ميكائيلُ استزدْهُ، حتى بلغ سبعة أحرفٍ، وكلُّ حرفٍ شافٍ كافٍ".

وأخرج الترمذي (3) عن أبيِّ بن كعبٍ هذا المعنى بغير هذا اللفظ مُختصراً قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل، فقال: يا جبريل، بُعثْتُ إلى أمةٍ أُمِّيِّنَ، فيهم العجوز والشيخُ الكبير، والغلام والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتاباً قطُّ، فقال: يا محمدُ إنَّ القرآن أُنزل على سبعة أحرفٍ.

(1) أبو داود (2/ 76) كتاب الصلاة، 22 - باب "أنزل القرآن على سبعة أحرف".

(2)

النسائي (2/ 154) 11 - كتاب الافتتاح، 37 - باب جامع ما جاء في القرآن.

الترمذي (5/ 194، 195) 47 - كتاب القراءات، 11 - باب ما جاء أُنزل القرآنُ على سبعة أحرف، وقال

(3)

الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رُوي من غير وجهٍ عن أُبي بن كعب.

(شافٍ كافٍ) شافٍ: من الشفاء، وكافٍ: من الكفاية.

(فرقاً) الفرق: الفزع.

=

ص: 1679

أقول: وفي الرواية الثانية لمسلم أن أصل التكليف كان بحرف واحد والظاهر أنه كان بحرف قريش، وأن ما زاد على ذلك من الأحرف السبعة كان رخصة روعي فيها حال العرب وقت تنزل القرآن. ولعل هذا يصلح دليلاً للإجماع على رسم واحد للقرآن، وقوله: إن قلت سميعاً عليماً، عزيزاً حكيماً لا يعني هذا أن الإنسان مخير في أن يبدل كلمة بكلمة بل المراد إذا أقرأك رسول الله صلى الله عليه وسلم أي حرف فهو قرآن، ويفهم من ذلك أن الأحرف السبعة قبل الرسم العثماني للمصحف تشمل هذه الصورة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعض الآيات تختم بأكثر من خاتمة على أن يحافظ القاريء على ما تلقنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحديث إشارة إلى ما لا يبطل الصلاة كما أن فيه نموذجاً عملياً على الحال الذي كان يحدث للصحابة حال اجتماعهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه إشارة إلى ما يغلب القلب أحياناً من وساوس ليست محل مؤاخذة ما دام الإنسان يجاهدها.

2449 -

* روى الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرأني جبريل على حرفٍ، فراجعتُه فزادني، فلم أزل أستزيده ويزيدُني، حتى انتهى إلى سبعة أحرفٍ" قال ابن شهابٍ: بلغني أن تلك السبعة الأحرف: إنما هي في الأمر الذي يكون واحداً، لا يختلفُ في حلال ولا حرام.

أقول: يفيد النص أن الأحرف السبعة لا تتناقض، ولو أن الأحرف السبعة وصلتنا لكان فيها مظهر من مظاهر الإعجاز (1)، ولوجدنا فيها علماً كثيراً حول طرائق العرب في الخطاب ولهجاتهم المختلفة وتعبيراتهم عن المعنى الواحد بألفاظ متعددة ولكن هذه المصالح

(الأضاةُ) الغديرُ: وجمعها أضي، مثل حصاةٍ وحصي وأضاة بني غفار الواردة في الحديث هي غدير بني غفار.

(أميين) الأميون: جمع أميِّ، وهو الذي لا يكتب، منسوب إلى ما عليه أمة العرب، وكانوا لا يكتبون، وقيل: الأمي: الذي على أصل ولادة أمه، لمي تعلم الكتابة، فهو على جبلته التي وُلد عليها.

قوله: ولا إذ كنت في الجاهلية.

معناه: ووسوس لي الشيطان تكذيباً للنبوة، أشد مما كنت عليه في الجاهلية، لأنه في الجاهلية كان غافلاً أو متشككاً، فوسوس له الشيطان الجزم بالتكذيب [م].

(ولك بكل ردة رددتكها مسألة تأسلنيها). معناه: مسألة مجابة قطعاً [م].

2449 -

البخاري (9/ 23) 66 - كتاب فضائل القرآن، 5 - باب أُنزل القرآن على سبعة أحرُف.

مسلم (1/ 561) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 48 - باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف، وبيان معناه.

ص: 1680

أهدرها الصحابة أمام مصلحة توحيد الأمة على رسم واحد للمصحف، وفيما فعلوه كل الخير.

2450 -

* روى الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه سمع رجلاً يقرأ آية سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها على خلاف ذلك، قال: فأخذت بيده، فانطلقْتُ به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرتُ ذلك له، فعرفْتُ في وجهه الكراهية وقال:"اقرأ، فكلاكُما مُحْسِن، ولا تختلفُوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكُوا".

أقول: هذا النص يفيد أن من قرأ شيئاً من القرآن على قراءة أقرأه إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصح لأحد أن ينكر عليه، ولكن بعدما أجمعت الأمة على الرسم العثماني للمصحف فلا يصح لأحد أن يعتب رما خالفه قرآنا لأن هذا الرسم مجمع عليه وغيره ليس كذلك، وهو منقول بروايات آحاد، أما القراءات المتواترة فليس لأحد أن ينكر على من قرأ بواحدة منها، وهي من بقايا الأحرف السبعة وليست هي الأحرف السبعة، إلا أنها توافق جميعها الرسم العثماني للمصحف، فإن القُرَّاء بعد أن أجمع الصحابة على الرسم العثماني للمصحف احتفظوا بما يوافقه من القراءات وتركوا ما سواه، فكل ما جاءنا من القراءات المتواترة متفق مع الرسم العثماني للمصحف، لكنه يختلف أحياناً في طرائق الأداء وأحياناً في فرش الحروف كما ذكرنا.

2451 -

* روى أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "نزل القرآنُ على سبعة أحرفٍ. المراءُ في القرآن كُفر، ثلاث مراتٍ، فما عَلِمْتُم فاعْمَلوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالِمه" وفي رواية (1)"أُنزِلَ القرآنُ على سبعة أحرف عليماً حليماً غفوراً رحيماً".

2450 - البخاري (9/ 101) 66 - كتاب فضائل القرآن، 27 - باب اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، ورد هذا الحديث في البخاري أيضاً في (5/ 70) 44 - كتاب الخصومات، 1 - باب ما يُذكر في الإشخاص والخصومة بين المسلم واليهود.

2451 -

أحمد (2/ 300).

(1)

أحمد 02/ 332).

كشف الأستار (3/ 90) باب كم أنزل القرآن على حرف.

مجمع الزوائد (7/ 151) وقال الهيثمي: رواه كله أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح، ورواه البزار بنحوه.

ص: 1681

2452 -

* روى أحمد عن أبي الجهم أن رجلين اختلفا في آيةٍ من القرآن قال هذا تلقنتُها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الآخر تلقنتُها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "القرآن يُقرأ على سبعة أحرف فلا تماروا في القرآن فإن مراء في القرآن كُفرٌ".

أقول (1): المراء في القرآن بغير علم قد يوقع المتجادلين بالكفر، وقد أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم التحذير ليكون جو الأخذ للقرآن سليماً.

* * *

2452 - أحمد (4/ 169، 170).

مجمع الزوائد (7/ 151) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

ص: 1682