المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ فضل من يحمل شيئا من القرآن ويقرؤه ويحافظ عليه والاجتماع على تلاوته: - الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام - جـ ٤

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الباب الأولفي فضل القرآن والإقبال على تلاوته وفي بعض الآداب والأحكام

- ‌المقدمة

- ‌الفقرة الأولىفي فضل القرآن والإقبال عليه وتلاوته

- ‌ فضل من يحمل شيئاً من القرآن ويقرؤه ويحافظ عليه والاجتماع على تلاوته:

- ‌ فضل تعلم القرآن وتعليمه:

- ‌ في وجوب تعهد القرآن وعدم الغفلة عنه:

- ‌ نزول الملائكة والسكينة على قارئ القرآن:

- ‌ حب القرآن وعلاماته:

- ‌الفقرة الثانية:في بعض الآداب والأحكام المتعلقة بالقرآن

- ‌ وجوب تعلم القرآن وتعليمه وآداب ذلك:

- ‌ إتقان القراءة:

- ‌ التغني بالقرآن وتزيينه بالصوت:

- ‌ الجمع بين حسن التلاوة وحسن الفهم والإخلاص فيهما:

- ‌ صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ في كم يقرأ القرآن:

- ‌ في ختم القرآن:

- ‌ ماذا يفعل من نام عن حزبه

- ‌ قراءة القرآن عند ائتلاف القلوب:

- ‌ في أحكام الجهر والإسرار بقراءة القرآن:

- ‌ في من جمع القرآن من الصحابة:

- ‌ في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخصّ أحداً بشيء من القرآن:

- ‌ من أسرار القرآن:

- ‌ أقسام القرآن ونسخه لما قبله وفضله على سائر الكتب:

- ‌ تلاوة القرآن من غير وضوء:

- ‌ حكم مس القرآن

- ‌ كراهة السفر بالقرآن إلى أرض العدو:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفقرة الثالثة: في بعض ما خص بالذكر من آيات وسور

- ‌ في البسملة:

- ‌ فضل سورة الفاتحة:

- ‌ فضل خواتيم سورة البقرة:

- ‌ فضل سورتي البقرة وآل عمران:

- ‌ في آية الكرسي:

- ‌ في السبع الطوال:

- ‌ في سورة الكهف:

- ‌ في فضل سورة تبارك "الملك

- ‌ في التكوير والانفطار والانشقاق:

- ‌ في سورة الزلزلة:

- ‌ في سورة الإخلاص:

- ‌ في المعوذتين:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الباب الثانيفي بعض علوم القرآن

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأولفي نزول القرآن على سبعة أحرف وفي القراءات

- ‌عرض إجمالي:

- ‌النصوص

- ‌وصل في نماذج عن الأحرف والقراءات

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفصل الثانيفي ترتيب القرآن وجمعه وجمع الناس على رسم واحدوفي حكم تنزيله منجماً وفي أول ما نزل وآخر ما نزل

- ‌عرض إجمالي

- ‌الحكمة الأولى

- ‌الحكمة الثانية

- ‌الحكمة الثالثة

- ‌الحكمة الرابعة

- ‌جمع القرآن على عهد عثمان رضي الله عنه

- ‌ترتيب آيات القرآن

- ‌فوائد حول الرسم العثماني للمصحف:

- ‌الفائدة الأولى:

- ‌الفائدة الثانية:

- ‌الفائدة الثالثة:

- ‌الفائدة الرابعة:

- ‌الفائدة الخامسة:

- ‌الفائدة السادسة:

- ‌هل رسم المصحف توقيفي

- ‌كيف أنفذ عثمان المصاحف العثمانية

- ‌المصاحف في دور التجويد والتحسين:

- ‌النصوص

- ‌ في عرضة جبريل الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌ في جمع القرآن:

- ‌ جمع عثمان الناس على رسم واحد:

- ‌ في وقوع النسخ في القرآن:

- ‌ في مصحف حفصة:

- ‌ في أول ما نزل وآخر ما نزل:

- ‌الفصل الثالثُفي بعض المأثور من التفسير وبعضأسباب النزول والناسخ والمنسوخ

- ‌مقدمة:

- ‌عرض إجمالي لموضوع التفسير:

- ‌من تفسير سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعْرَافِ

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحِجْر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم

- ‌تفسير سورة طه

- ‌سورة الأنبياء

- ‌سورة الحج

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة طسم الشعراء

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزُّمَر

- ‌سورة المؤمن (غافر)

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة حم عسق (الشورى)

- ‌سورة حم: الدُّخان

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة الطور

- ‌سورة النجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنّة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة ن (القلم)

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة المدثر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة عم يتساءلون

- ‌سورة النازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التكوير

- ‌سورة ويل للمطففين

- ‌سورة إذا السماء انشقت

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة والشمس وضحاها

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة العلق

- ‌سورة إذا زلزلت

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة النصر

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة المعوذتيْن

- ‌(فوائد)

الفصل: ‌ فضل من يحمل شيئا من القرآن ويقرؤه ويحافظ عليه والاجتماع على تلاوته:

‌الفقرة الأولى

في فضل القرآن والإقبال عليه وتلاوته

-‌

‌ فضل من يحمل شيئاً من القرآن ويقرؤه ويحافظ عليه والاجتماع على تلاوته:

2338 -

* روى الطبراني عن أبي الأحوصِ قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: "هذا القرآن مأدُبةُ الله فمن استطاع أن يتعلم منه شيئاً فليفعلْ فإن أصغر البيوتِ من الخيرِ الذي ليس فيه من كتاب الله شيء وإن البيت الذي ليس فهي من كتاب الله شيءٌ كخراب البيت الذي لا عامر له، وإن الشيطان يخرجُ من البيت يسمعُ فيه سورة البقرة".

أقول: تشبيه القرآن بالمأدبة إشارة إلى أن في هذا القرآن غذاء العقل وفاكهته كما أنه غذاء للقلب والروح وفاكهة لهما، فالذين لا يجدون في القرآن الغذاء الشامل الكامل للعقل والقلب والروح مع قراءتهم إياه حظهم من القرآن ضئيل وقلوبهم مريضة، فليكثروا التلاوة والتأمل والتدبر والتفاعل مع هذا القرآن.

2339 -

* روى الطبراني عن ابن مسعودٍ قال: "لكل شيءٍ سنامٌ وسنامُ القرآن سورةُ البقرة وإن لكل شيء لباباً وإن لباب القرآن المفصَّلُ، وإن الشياطين لتخرجُ من البيت الذي يُقرأ فيه سورةُ البقرة وإن أصغر البيوت للجوف الذي ليس فيه من كتاب الله شيء".

قوله: (وإن أصغر البيوت للجوف الذي ليس فيه من كتاب الله شيء) يدل على أن عمارة القلب منوطة بحفظ القرآن، وبقدر الحفظ مع سلامة القلب من الضلالة والبدعة تكون عمارة القلب.

والرواية التالية تؤكد ذلك:

2338 - الطبراني في (الكبير)(9/ 138).

مجمع الزوائد (7/ 164) وقال الهيثمي: ورجال هذه الطريق رجال الصحيح.

2339 -

الطبراني في (الكبير) في الموضع السابق.

مجمع الزوائد (7/ 159) وقال الهيثمي: وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص: 1600

2340 -

* روى الترمذي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخَرِبِ".

2341 -

* روى أبو داود عن أبي هريرة (رض الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيُوتِ الله تبارك وتعالى يتْلُون كتاب الله عز وجل، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينةُ، وغشيتْهم الرحمةُ، وحَفَّتْهم الملائكةُ، وذكرهم الله فمين عنده".

أقول: إن من آثار تنزل السكينة زيادة الإيمان قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} (1) وهذه واحدة مما يكرم الله عز وجل بها المجتمعين على تلاوة القرآن ومدارسته، فانظر إلى فضل الاجتماع على القرآن، وقد وردت نصوص تحمل على الاجتماع على أنواع أخرى من الخير فاحرص على الجمعة والجماعة والاجتماع على الخير.

2342 -

* روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشر أمثالها، لا أقول: "الم" حرفٌ، ولكن "ألفٌ" حرف، و"لامٌ" حرفٌ، و"ميمٌ" حرف".

2340 - الترمذي (5/ 177) 46 - كتاب فضائل القرآن، 18 - باب وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

الحاكم (1/ 554) كتاب فضائل القرآن، وصححه وقال الذهبي: إن فيه قابوساً بن أبي ظبيان فيه لين، فإن قابوساً قد وثق من قبل عددٍ من العلماء.

2341 -

أبو داود (2/ 71) كتاب الصلاة، 14 - باب في ثواب قراءة القرآن، وهذا الحديث هو جزء من حديث طويل رواه مسلم.

(السكينة) فعيلة من السكون والطمأنينة.

(حفَّتهم) الملائكة، أي: أحاطت بهم من جوانبهم.

(1)

الفتح: من 4.

2342 -

الترمذي (5/ 175) 46 - كتاب فضائل القرآن، 16 - باب ما جاء فيمن قرأ حرفاً من القرآن ماله من الأجر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه ا. هـ وصححه غيره.

ص: 1601

2343 -

* روى أحمد عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: كنتُ جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعتُه يقول:"تعلمُوا سورة البقرة، فإن أخذها بركةٌ وتركها حسرةٌ، ولا تستطيعها البطلةُ، ثم سكت ساعةً. ثم قال: تعلموا سورة البقرة، وآل عمران، فإنهما الزهْرَوان، وإنهما تُظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان أو فرقان من طير صوافَّ، وإنَّ القُرآن يلقي صاحبهُ يوم القيامة حين ينشقُّ عنه القبرُ، كالرجُل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك. فيقول: أنا صاحبُك القرآن، الذي أظمْتُك في الهواجِر، وأسهرتُ ليلك، وإن كُلَّ تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيُعطى المُلْك بيمينه، والخُلْدَ بشماله، ويوُضع على رأسه تاجُ الوقارِ، ويُكسى والداهُ حُلَّتيْن لا يُقَوَّمُ لهما الدُّنْيا، فيقولان: بم كُسينا هذا؟ ويُقالُ لهما: بأخذِ ولدكُما القرآن، ثم يُقال له: اقرأْ واصعدْ في درج الجنة وغُرفِهَا، فهو في صعُودٍ ما دام يقرأُ هذاًّ كان أو ترتيلا".

2344 -

* روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهِرُ بالقرآن مع السَّفرةِ الكرامِ البررةِ، والذي يقرأ القرآن ويتتَعْتَعُ فيه وهو

2343 - أحمد (5/ 348).

مجمع الزوائد (7/ 159) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

ابن ماجه (2/ 1242) 33 - كتاب الأدب، 52 - باب ثواب القرآن.

الدارمي (2/ 45، 451) كتاب فضائل القرآن 15 - باب في فضل سورة البقرة وآل عمران. والحديث حسن إن شاء الله، فإن فيه بشير بن المهاجر قال عنه في التقريب: صدوق لين الحديث، ورمز أنه من رجال مسلم والأربعة.

(البطلة): السحرة.

(فِرقان): قطعتان.

2344 -

البخاري (8/ 691) 65 - كتاب التفسير، 80 - سورة عبس.

مسلم (1/ 549) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 38 - باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه.

(الماهر) الحاذق بالشيء العارف به.

(السفرة) جمع سافر، وهو الكاتب، والمراد بهم: الملائكة الحفظة.

(البررة) جمع بارٍّ، وهو الصادق، والمراد بهم أيضاً الملائكة.

(يتتعتع) التتعتُع في القول: التردُّد فيه.

ص: 1602

عليه شاقٌّ، له أجران".

وفي رواية أبي داود (1) والترمذي (2): "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به الحديث" وليس فيه لفظة "يتتعتع" وقال أبو داود "وهو يشتد عليه".

أقول: المقام الأرقى للأول الذي هو الماهر في القرآن، وكون الثاني له أجران لما يبذل في القرآن من جهد لا يقدم صاحبه على الأول في مقامه العالي الذي من آثاره استحقاقه الكينونة مع الملائكة.

2345 -

* روى الجماعة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مثلُ المؤمنِ الذي يقرأُ القرآن مثلُ الأتْرُجَّةِ، ريحُها طيبٌ، وطعمُها طيبٌ، ومثلُ المؤمن الذي لا يقرأُ القرآن مثل التمرة، لا ريح لها وطعمها حلوٌ، ومثلُ المنافق الذي يقرأ القرآن مثلُ الريحانة، ريحها طيبٌ، وطعمها مُرٌّ، ومثلُ المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، لا ريح لها، وطعمها مُرٌّ".

وفي رواية (3): "ومثلُ الفاجرِ" في الموضعين.

2346 -

* روى أبو داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثلُ المؤمن الذي يقرأُ القرآن، مثلُ الأُتْرُجّة، ريحها طيبٌ، وطمعُها

(1) أبو داود (2/ 70، 71) كتاب الصلاة، 14 - باب في ثواب قراءة القرآن.

(2)

الترمذي (5/ 171) 46 - كتاب فضائل القرآن، 13 - باب ما جاء في فضل قاريء القرآن.

3345 -

البخاري (9/ 555) 70 - كتاب الأطعمة، 30 - باب ذكر الطعام.

مسلم (1/ 549) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 37 - باب فضيلة حافظ القرآن.

أبو داود (4/ 259) كتاب الأدب، 19 - باب من يؤمر أن يُجالس.

الترمذي (5/ 150) 44 - كتاب الأمثال، 4 - باب ما جاء في مثل المؤمن القاريء للقرآن وغير القاريء، إلا أن الترمذي قال في (الحنظلة)"وريحها مر".

النسائي (8/ 124) 47 - كتاب الإيمان وشرائعه، 32 - مثل الذي يقرأ القرآن من مؤمنٍ ومنافق.

ابن ماجه (1/ 77) المقدمة، 16 - باب فضل من تعلم القرآن وعلمه.

(3)

أبو داود (4/ 259) كتاب الأدب، 19 - باب منْ يؤمر أن يُجالس.

(الأتُرجَّة): بضم الهمزة والراء وتشديد الجيم وهو ثمر مشجر من جنس الليمون.

2346 -

أبو داود (4/ 259) كتاب الأدب، 19 - باب منْ يؤمر أنْ يُجالس؛ وإسناده صحيح.

ص: 1603

طيبٌ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن، مثل التمرةِ، طعمُها طيبٌ، ولا ريح لها، ومثلُ الفاجر الذي يقرأ القرآن، كمثل الريحانة، ريحها طيبٌ، وطعمها مُر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن، كمثل الحنظَلةِ، طعمُها مُرّ، ولا ريح لها، ومثل جليس الصالح، كمثل صاحب المسك، إن لم يُصِبْك منه شيء، أصابك من ريحه، ومثلُ جليس السوء، كمثل صاحب الكير، إن لم يصبْك منه سواده أصابك من دُخانه".

2347 -

* روى مسلم عن عامر بن واثلة رحمه الله "أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعُسْفان، وكان عمر استعمله على أهل مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ قال: ابن أبْزَى، قال: ومنِ ابنُ أبْزَى؟ قال: مولى من موالينا، قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإن عالمٌ بالفرائض، قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: إن الله يرفعُ بهذا الكتابِ أقواماً، ويضعُ به آخرين".

أقول: الفرائض في النص تحتمل علم المواريث وهذا يشير إلى أهميته وتحمل العلم بالتكليف.

لقد أنكر عمر رضي الله عنه على عامله أن يستخلف على أهل مكة مولى من الموالي لأن العرب تأنف أني ليها إلا منها، فيترتب على ما فعل فتنة كما أن ذلك يتنافى مع أدب مراعاة الرأي العام في المباح وهو من السياسات النبوية، فلما علل له ذلك بأن العلم والقرآن هما اللذان قدماه، رضي عمر، وفي ذلك إشارة إلى أن للعلم محله في التقديم، وهذا أمر يلاحظ، ولذلك جعلنا في بعض كتبنا معيار التقدم والتأخر في العمل الإسلامي المعاصر: الثقافة الإسلامية والخصائص والالتزام.

2348 -

* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيُحبُّ أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفاتٍ عظامٍ سمانٍ؟ قلنا (1):

= (الكير): بكسر القاف كير الحداد الذي ينفخ به النار.

2347 -

مسلم (1/ 559) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 47 - باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه

إلخ.

2348 -

مسلم (1/ 552) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 41 - باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه. =

ص: 1604

نعم، قال: فثلاث آياتٍ يقرأ بهن أحدُكم في صلاةٍ خيرٌ له من ثلاثِ خلفاتٍ عظامٍ سمانٍ".

2349 -

* روى مسلم عن عقبة بن عامرٍ رضي الله عنه قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصُّفَّة، فقال: أيُّكم يحبُّ أن يغدُو كل يوم إلى بُطحان - أو قال: إلى العقيق -فيأتي منه بناقتين كوماويْنِ في غير إثمٍ ولا قطيعة رحمٍ؟ فقلنا: [يا رسول الله] نحبُّ ذلك، قال: أفلا يعدو أحدُكم إلى المسجد، فيعْلَمَ - أو يقرأ - آيتين من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين، وثلاثٌ [خير له من ثلاثٍ]، وأربعٌ خير له من أربعٍ، ومن أعدادِهنَّ من الإبل".

وفي رواية أبي داود (1) قال مثله إلى "كوماوَين" ثم قال: "زهراويْن بغير إثم بالله عز وجل ولا قطع رحم؟ قالوا: كُلُّنا يا رسول الله، قال: فلأنْ يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد، فيتعلَّم آيتين من كتاب الله عز وجل، خيرٌ له من ناقتين، وإنْ ثلاثٌ فثلاثٌ، مثلُ أعدادِهنَّ من الإبل".

2350 -

* روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا حسد إلا في اثنتين: رجلٌ آتاهُ الله القرآن فهو يتلُوهُ آناء الليل والنهار فسمعهُ جارٌ له، فقال: ليتني أوتيتُ مثل ما أُوتيَ فلانٌ فعملتُ مثل ما عملُ، ورجلٌ آتاه الله مالاً فهو ينفقه في حقه، فقال رجل: ليتني أوتيتُ مثل ما أُوتي فلانٌ، فعملتُ مثل ما يعملُ".

= (الخَلِفات): جمع خَلِفة، وهي الناقة الحامل.

2349 -

مسلم (1/ 552، 553) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 41 - باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه.

(1)

أبو داود (2/ 71) كتاب الصلاة، 14 - باب في ثواب قراءة القرآن.

(الكوماء): الناقة العظيمة السنام، وكوماوان: تثنيتها.

(العقيق): وادٍ مبارك قريب من المدينة المنورة.

(بُطحان): قال ابن الأثير: بفتح الباء وادي المدينة، وأكثرهم يضمون الباء ولعله الأصح.

2350 -

البخاري (13/ 502) 97 - كتاب التوحيد، 45 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ آتاه الله القرآن .. إلخ.

مسلم (1/ 558، 559) 6 - كتاب صالة المسافرين وقصرها، 47 - باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه، وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها وعلمها.

ص: 1605