الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما ينبغي أن يقفَ عنده منها كما تعلمون أنتم القرآن، ثم لقد رأيتُ رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأُ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته ما يدري ما آمِرُه ولا زاجره وما ينبغي أن يقف عنده منه وينثره نثر الدقل".
2376 -
* روى البزار عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يظهرُ الإسلام حتى يختلف التجارُ في البحر وحتى تخوض الخيلُ في سبيل الله، ثم يظهر قومٌ يقرؤون القرآن يقولون من أقرأُ منا، من أعلم منا، من أفقه منا، ثم قال لأصحابه: هل في أولئك من خيرٍ؟ قالوا الله ورسوله أعلمُ. قال: أولئك منكم من هذه الأمة وأولئك هم وقودُ النار".
2377 -
* روى أحمد عن عبد الله بن عمروٍ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أكثرُ منافقي أمتي قُرَّاؤها: فأثخنوهم فالمأجورُ قاتِلُهم".
2378 -
* روى أحمد عن عقبة بن عامرٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثرُ منافقي أمتي قراؤها".
أقول: هذا وأمثاله محمول على أهل البدعة من القراء ومن يوالي الكافرين مختاراً.
-
صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
2379 -
* روى أحمد عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال "سبحان ربي الأعلى" (1).
2376 - كشف الأستار (1/ 99) باب ما يخاف على العالم.
مجمع الزوائد (1/ 186) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجال البزار موثقون.
2377 -
أحمد (2/ 175).
مجمع الزوائد (6/ 229، 230، 231) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، والطبراني رواه أيضاً وكذلك البزار بنحوه.
2378 -
أحمد (4/ 151، 155).
الطبراني في (الكبير)(17/ 305).
مجمع الزوائد (6/ 229) وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وأحد أسانيد أحمد ثقات أثبات.
2379 -
أحمد (1/ 232).
أقول: هذه سنة نبوية نجدها في أكثر من نص. مفادها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ يتجاوب مع معانيه وذلك من آثار التدبر فعلى المسلم أن يفطن لذلك.
2380 -
* روى النسائي عن أم سلمة رضي الله عنها "سألها يعْلي بنُ ممْلكٍ عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته؟ قالت: ما لكم وصلاته؟ ثم نعتتْ قراءتَهُ، فإذا هي تنعتُ قراءةً مُفسرةً حرفاً حرفاً".
وفي رواية الترمذي (1)، قالت:"ما لكم وصلاتَهُ؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينامُ قدر ما صلى، حتى يصبح، ثم نعتتْ قراءته، فإذا هي تنعتُ قراءةً مفسرةً حرفاً حرفاً".
وللترمذي من رواية (2) ابن أبي مُليكة عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقطعُ قراءته: يقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ثم يقف، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، ثم يقف، وكان يقرأ:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} .
وأخرجه أبو داود (3) قال: قالت: قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، يقطع قراءته آية آيةً.
أقول: ويرى بعضهم أن الأصل هو الوقوف على رؤوس الآيات ولكن لهذه القاعدة استثناءات فالعبرة عندهم للمعنى وبناء على هذا قسم الوقف إلى أقسام، ومعرفة أحكام الوقف نصف علم الترتيل والنصف الآخر إعطاء الحروف حقوقها ومستحقاتها.
= أبو داود (1/ 223) كتاب الصلاة، 151 - باب في الدعاء في الركوع والسجود.
الحاكم (1/ 263، 264) وصححه وأقره الذهبي.
2380 -
النسائي (2/ 181) 11 - كتاب الافتتاح، 83 - باب تزيين القرآن بالصوت.
(1)
الترمذي (5/ 182) 46 - كتاب فضائل القرآن، 23 - ما جاء كيف كان قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
الترمذي (5/ 185) 47 - كتاب القراءات، 1 - باب في فاتحة الكتاب.
(3)
أبو داود (4/ 37) كتاب الحروف والقراءات.
قال محقق الجامع: ولهذا الحديث طرق كثيرة، وقال الجزري في "النشر" 1/ 226. وهو حديث حسن، وسنده صحيح.
وقد عد بعضهم الوقف على رؤوس الآي في ذلك سنة، وقال أبو عمرو: هو أحب إليَّ، واختاره أيضاً البيهقي في "شعب الإيمان" وغيره من العلماء، وقالوا: الأفضل الوقوف على رؤوس الآيات، وإن تعلقت بما بعدها، قالوا: واتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته أولى.
2381 -
* روى البخاري عن قتادة رحمه الله قال: سألت أنساً عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كان يمدُّ مداً، ثم قرأ:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يمدُّ ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
2382 -
* روى الشيخان عن عبد الله بن مُغفَّلٍ رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم-يوم فتح مكة على ناقته - يقرأُ سورة الفتح، فرجع في قراءته، قال: فقرأ ابن مُغفلٍ ورجع، وقال معاوية بن قُرة: لولا الناس لأخذت لكم بذلك الذي ذكره ابن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية أبي داود قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته- يقرأ سورة الفتح، وهو يُرجعُ.
أقول: المشهور في تعرف الترجيع في الأذان أن يذكر الإنسان الشهادة بصوت غير مرتفع ثم يرفع صوته بها، فلعل أحد الأوجه في معنى الترجيع هاهنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ من سورة الفتح بصوت خفيض، ثم يعود ليقرأ ما قرأه بصوت مرتفع (1).
2381 - البخاري (9/ 91) 66 - كتاب فضائل القرآن، 29 - باب مدِّ القراءة.
أبو داود (2/ 73) كتاب الصلاة، 20 - باب استحباب الترتيل في القراءة.
النسائي (2/ 179) 11 - كتاب الافتتاح، 82 - باب مد الصوت بالقراءة.
وقد انتهت رواية كل من أبي داود والنسائي عند قوله "يمُدُّ مداً".
2382 -
البخاري (13/ 512) 97 - كتاب التوحيد، 50 - باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وروايته عن ربه.
مسلم (1/ 547) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 35 - باب ذكر قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح يوم فتح مكة.
أبو داود (2/ 74) كتاب الصلاة، 20 - باب استحباب الترتيل في القراءة.
قال محقق الجامع:
الترجيع: هو تقارب ضروب الحركات في القراءة، وأصله: الترديد، وترجيع الصوت: ترديده في الحلق، وقد جاء تفسيره في حديث عبد الله بن مغفل في كتاب التوحيد من صحيح البخاري "أاأ" بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم همزة أخرى، كذا ضبطه الحافظ وغيره، قوال العلامة عليِّ القاري: الأظهر أنها ثلاث ألفات ممدودات. ثم قالوا: يحتمل أمرين.
أحدهما: أن ذلك حدث من هز الناقة.
والآخر: أنه أشبع المد في موضعه، فحدث ذلك، قال الحافظ: وهذا الثاني أشبه بالسياق، فإن في بعض طرقه "لولا أن يجتمع الناس، لقرأت لكم بلك "اللحن" أي: النغم، وقد ثبت الترجيع في غير هذا الموضع، فأخرج الترمذي في "الشمائل" والنسائي وابن ماجه وابن أبي داود، واللفظ له من حديث أم هانئ "كنت أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وأنا نائمة على فراشي - يُرجِّعُ القرآن"، وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة، معنى الترجيع: تحسين التلاوة، لا ترجيع الغناء، لأن القراءة بترجيع الغناء، تنافي الخشوع الذي هو مقصود التلاوة.
2383 -
* روى الطبراني عن موسى بن يزيد الكندي قال: "كان ابن مسعود يقريء رجلاً فقرأ الرجل: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} مرسلةً، فقال ابن مسعودٍ ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ قال أقرأنيها: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} فمددها".
أقول: من المعلوم أن الهمزة أو السكون إذا جاءا بعد حرف المد في كلمة واحدة كما في قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ} فإنها تمد مداً واجباً مقداره أربع أو خمس حركات.
ولقد استقرأ علماء القراءات كيفية أداء رسول الله صلى الله عليه وسلم لقراءة القرآن، فاستخرجوا قواعد التجويد والترتيب في الممدود وكيفية النطق بالأحرف إلى غير ذلك من قواعد ينبغي أن يبذل المسلم جهداً في تعلمها. فإنها من المطلوبات العينية في حق كل تالٍ للقرآن.
2384 -
* روى أحمد عن بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نافعٌ أُراها حفصة - أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إنكم لا تستطيعونها. قال: فقيل أخبرينا بها. قال فقرأتْ قراءةً ترسلتْ فيها. قال فحكى لنا ابن أبي مليكة الحمد لله رب العالمين ثم قطع الرحمن الرحيم ثم قطع مالك يوم الدين.
أقول: كما أن علماء النحو والصرف استقرؤوا اللغة العربية واستخرجوا قواعد النحو والصرف فكذلك علماء القراءات استخرجوا قواعد الترتيل استقراءً فأصبح علم الترتيل علماً قائماً بذاته فقارئ القرآن يجب عليه أن يقرأ القرآن مرتلاً وذلك بمراعاة طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأداء، وذلك لا يكون إلا بتلقن القرآن من أفواه المقرئين الذين يؤدونه كما تلقوه، ولا يستقيم ذلك بعد العصور الأولى إلا بمعرفة أحكام الترتيل كما دونها العلماء. فعلى المسلم أن يجمع وهو يقرأ القرآن ما بين أحكام التلاوة وتحسين الصوت والتخشع والتدبر (1)، ومن
2383 - الطبراني في (الكبير)(9/ 148).
مجمع الزوائد (7/ 155) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات، ولكن قال محقق الطبراني: قال في المجمع ورجاله رجال الصحيح وكذلك وقع في المجمع مسعود بن يزيد، وفي المطبوع من الطبراني موسى بن يزيد وهو الصحيح.
2384 -
أحمد (6/ 288).
مجمع الزوائد (2/ 108) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.