المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

يَكوِى بها مُهَجَ النفوس كأنّما … يسقيهمُ بالبابِليِّ المُمْقِرِ يَكوِى بها - ديوان الهذليين - جـ ٢

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌وقال المتنخِّلَ

- ‌شعر عبد منافِ بنِ رِبع

- ‌شعر صَخْر الغَيّ

- ‌وقال صَخْر

- ‌وقال يرثى ابنه تلِيدا

- ‌وقال يرثيه أيضاً

- ‌وقال صخر أيضا

- ‌وقال ابنُ عبدِ الله أخو صخر الغيّ

- ‌(وقال يذكر فرّته الّتى كان فَرَّها)

- ‌(وقال أيضًا)

- ‌(وقال أبو كبير أيضاً):

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال أبو خِراش

- ‌وقال أبو خراش أيضًا

- ‌وقال أبو خراش يرثِى خالد بنَ زهير

- ‌وقال أبو خراش أيضا

- ‌وقال أيضاً

- ‌وقال أبو خِراش أيضا

- ‌وقال أيضاً

- ‌وقال أبو خراش أيضاً

- ‌وقال في ذلك مَعقِل بنُ خُوَيْلِد

- ‌وقال أبو خِراش يحرّض على بنى بكر

- ‌وقال أبو خِراش أيضا ويُروَى لتأبّط شَرّا

- ‌وقال أبو خراش أيضا

- ‌وقال أبو خِراش حين نهشتْه الأَفْعَى

- ‌وقال أُميّة بنُ أبى عائذ

- ‌وقال أميّة بن أبي عائذ أيضا

- ‌وقال أسامة بن الحارث

- ‌وقال أسامة بن الحارث أيضا

- ‌وقال أسامة بنُ الحارث لرجلٍ من قَيْسٍ هاجر في خلافة عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌وقال أسامة بنُ الحارث

- ‌وقال ساعدة بين جُؤيّة

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال ساعدة أيضا

- ‌‌‌وقال ساعدة أيضا

- ‌وقال ساعدة أيضا

- ‌شعر صخر الغيّ وأبى المثلَّم

- ‌فأجابه أبو المثلَّم

- ‌فأجابه صخر

- ‌فأجابه أبو المثلَّم

- ‌فأجابه صخر

- ‌فأجابه أبو المثلَّم أيضا

- ‌وقال أيضاً

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال أيضا

- ‌فقال أبو المثلَّم يرثيه

- ‌وقال أبو العيال

- ‌وقال

- ‌ شعر بدر بن عامر وأبى العيال

- ‌فأجابه أبو العيال

- ‌فأجابه بدرُ بنُ عامر

- ‌فأجابه أبو العيال

- ‌فأجابه بدر بن عامر

- ‌فأجابه أبو العيال

- ‌فأجابه بدر بن عامر

- ‌فأجابه أبو العيال

الفصل: يَكوِى بها مُهَجَ النفوس كأنّما … يسقيهمُ بالبابِليِّ المُمْقِرِ يَكوِى بها

يَكوِى بها مُهَجَ النفوس كأنّما

يسقيهمُ بالبابِليِّ المُمْقِرِ

يَكوِى بها أي يَلْذَع بها مُهَجَ النفوس. وقوله: بالبابِليّ، يقول: كأنّما سقاهم سُمَّ بابل. والمُمْقِر: المرّ. والممقِر: الصَّبِر.

من يأتِه منهم يَؤُبْ بمُرِشّةٍ

نَجْلاءَ تُزْغِل مِثلَ عَطِّ المِستَرِ

بمُرِشّة؛ يريد بطعنة ذاتِ رَشاش، وهي الّتى ينتشِر نَضْحُها. وقوله: تُزْغِل أي تَدفَع بالدّم دَفْعة بعد دَفْعة. والمِسْتَر: الثوب يُسَتر به الإنسانُ فيَعُطُّه (1).

أم مَن يُطالِعه يَقُلْ لِصحابِه

إنّ الغَريفَ تُجِنّ ذاتَ القنْطر

الغَرِيف: شجر. والقنْطِر: الداهية.

‌وقال أيضا

أَزُهَيرُ هل عن شَيبةٍ من مَصْرِفِ (2)

أم لا خُلودَ لباذِلٍ متكلِّف

أزُهَير إنّ أخًا لنا ذا مِرّةٍ

جَلْدَ القُوَى في كلّ ساعةِ مَحْرِفِ

ذا مِرّة، أي ذا قوّة. في كلّ ساعةِ مَحْرِف، يقول: يَحترِف ويتقلّب ويتصرّف.

فاردتُه يوما بجانِب نخلةٍ

سبَقَ الِحمامُ به زُهَير تَلهُّفي

يقول: إنّه كان مريضا وكان يتلهّف عليه فسَبَقه به الِحمام، أي غلبه القدَر عليه. ونَخْلة (3): موضع.

(1) يعطه: يشقه.

(2)

روى في اللسان (مادة حرف)"من محرف" بفتح الميم وكسر الراء مكان "من مصرف" وهو بمعناه.

(3)

نخلة الشآمية اليمانية: واديان على ليلة من مكة من بلاد هذيل قاله في التاج.

ص: 104

ولقد وردتَ (1) الماءَ لم يَشرَب به

بين الرَّبيع إلى شهور الصَّيِّفِ

إلَاّ عَواسلُ كالمِراط مَعِيدةٌ

بالليل مَوْردَ أَيِّمٍ متغضِّفِ

عَواسل، يعني تَعسِل في مَشْيها، تمرّ مرّا سريعا، وإنما يعني ذئابا، ويقال: الذئب يَعسِل وينَسِل، إذا مرّ مرّا سريعا (2)؛ وقال الجعديّ:

عَسَلانَ الذِّئب أَمسَى قارِبًا

بَرَدَ اللّيلُ عليه فنَسَلْ

ويُروَى إلّا عَواسر، يقول: هذه الذئاب تَعسِر بأذنابها (3). والمِراط، النَّبْل المتمرِّطة الريِّش. وقوله: معيدة أي معيدةُ الشُّرْب. والأَيمْ: الحيّة. والأصل الأَيِّم ولكن خَفِّفوا. وقوله متغضِّف أي منطوٍ متثَنٍّ. وقوله: معيدة، أي معاوِدة لذلك مرّة بعد مرّة.

يَنسلن في طُرُقٍ سَباسِبَ حَوْلَه

كقِداحِ نَبْلِ محبِّرٍ لم تُرْصَفِ

لم يَعرِف أبو إسحاق هذا البيتَ ولا الّذى بعده، وعرفهما الرِّياشيّ، قال: أنشَدَنيهما الأصمعىّ في هذا الموضع، قال: وأخبرني الأصمعىّ قال: كان طُفَيل الغَنَوىّ يسمَّى في الجاهلية محبِّرا، وذلك لأنّه كان يزيِّن شِعرَه ويحسِّنُه. والمحبِّر: المحسِّن المزيِّن للشيء. وقوله: يَنسلْن، يعني ذئابا يَنْسلْن، وهو شبيه بالعَسَلان. والسَّباسب: جمع سَبْسَب، ومِثْلُه البَسْبَس، وهو المستوِى البعيد، والجمع البَسابسِ.

(1) في الأصل؛ وردت "بضم التاء" والصواب فتحها كما قاله ابن برى في البيت التاسع عن هذه القصيدة؛ وقد ذكرنا قوله في الحاشية رقم 3 من صفحة 106.

(2)

زاد في اللسان (مادة عسل): في معنى عسلان الذئب: واضطرب في عدوه وهز رأسه.

(3)

تعمر بأذنابها، أي تكسر أذنابها إذا عدت قاله في اللسان (مادة عسر) وأنشد هذا البيت وروى فيه "كالقداح" من قوله:"كالمراط".

ص: 105

تَعوِى الذّئابُ من المَجاعة حولهَ

إهلالَ رَكِب اليامِن المتطوِّف

اليامِن: الّذى يجيء من اليَمَنَ، وأنشَدَ لرؤبة:

* بيتُك في اليامِن بيت الأيْمن (1) *

زَقَبٌ يَظَلّ الذئبُ يَنتَبعَ ظِلَّه

من ضِيق مَوْردِه استنِانَ الأَخلَف

الزَّقَب: الضَّيِّق، فيمرُّ فيه الذئبُ في عُرضٍ من ضِيقه، وهو المكان المُعْورُ اّلذى لا يُدَلّ فيه. قال: والاستِنان العَدْو. والأخلَف: العَسِر المخالِف المعوجّ (2)، يقول: فلِضيق هذا المَوْردِ يمشى الذئبُ فيه على حَرف كما يمشى الأخلفُ إذا مَشى.

ولقد وردت (3) الماءَ فوق جِمامِه

مِثلُ الفَرِيفةِ صُفِّيتْ للمُدْنَف

الفَرِيقة: حُلْبة تُطْبَخ للنُّفَساء مع حُبوب (4)، فشبّه ماءَ ذلك السنن بالفَريقة لصُفْرته.

فصدَرْتَ عنه ظامئا وتركتَه

يَهْتزُّ غَلْفَقُه كأن لم يُكشَفِ

الغَلْفَق والعَرْمَض والطُّحْلُب: الخُضْرة الّتي على الماء. يهتزّ: يتحرّك.

ولقد أَجَزْتَ الخَرْق يَركُدُ عِلْجُه (5)

فوقَ الإِكامَ إدامةَ المُستَرْغِفِ

(1) نقل صاحب اللسان عن بعض اللغويين تفسير اليامن بمعنى اليمين كالقادر والقدير وأنشد بيت رؤبة هذا.

(2)

زاد في التاج قوله: الذي كأنما يمشي على شق.

(3)

في اللسان (مادة فرق) قال ابن بري: صواب إنشاده: "ولقد وردت" بفتح التاء؛ لأنه يخاطب المرئيّ. (وفي اللسان "المرّى"؛ وهو تحريف). والذي في الأصل "وردت" بضم التاء.

(4)

في اللسان أن الفريقة بر وتمر وحلبة تطبخ للنفساء؛ وقيل تمر وحلبة.

(5)

العاج: حمار الوحش. وفي الأصل: المسترغف بالغين؛ وهو تصحيف.

ص: 106

أَجَزْت وجُزْت سواء. الخَرْق: الأرض البعيدة. يَركُد، الركود القيام لا يتحرك ولا يأكل، وذلك إذا اشتدّ عليه الحرّ حتى يبوخَ له النهارُ فيَرعىَ ويأكل. والمسترعِف: الذي بَصدِمه الحَرّ فيطأطئ رأسَه. إدامةَ المسترعِف، يقول: كما يديم المسترعف رأسَه، كما يَفعل الّذى يرعف.

فأجَزْتَه بأفَلَّ يُحسَب أَثرُه

نَهْجا أبانَ بذى فَريغٍ (1) مَخرَفِ

الأفلّ: السَّيف به فَلَلٌ وُفلُولٌ (2) معا، قد قُورِعَ به. نَهْج: ماضٍ ذاهِب. والمَخْرَفة: الطريق من طُرُق النَّعَم (3). ومن قال: "قَريع" كان كما قال الراعي:

كهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جَناحَه

يدعو بقارعة الطريقِ هَدِيلا

ويقال: "تركتُه على مِثلِ (4) مَخرَفةِ النَّعَم"، أي علي طريقها.

ولقد نقيم إذا الخُصُوم تَنافَدوا (5)

أحلامَهم صَعَرَ الخَصيم المُجْنِفِ

المُجْنِف: الّذى يأمر بأمرٍ فيه جَنَف، أي عِوَج. والصَّعَر: المَيل؛ ويقال: والله لأقيمنّ صَعَرك أي مَيلَك.

(1) الفريغ: الطريق الواسع. وفي الأصل: فريع بالعين المهملة؛ وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا نقلا عن اللسان (مادتي خرف وفرغ).

(2)

ذكر فى اللسان أن الأصح في معنى الفلول أنه جمع فلة لا مصدر.

(3)

كان الأولى أن يقول: المخرف والمخرفة إذ المخرف لفظ البيت.

(4)

كان الصواب أن يقول: "تركته على مخرفة النعم أي على مثل طريقها" بنقل كلمة "مثل"

إلى العبارة التي تليها، وهو ما روى في حديث عمر رضي الله تعالى عنه "تركتكم على مخرفة النعم" أي على مثل طريقها التي تمهدها بأخفافها. اللسان (مادة خرف).

(5)

تناقدوا: تناقشوا. وروى في اللسان (مادة جنف): "تنافدوا" بالفاء، وهو من نافدت الخصم منافدة إذا حاججته حتى تقطع حجته.

ص: 107

حتّى يظلّ كأنّه مثبِّت

بِرُكوحِ أمغَرَ ذى رُيودٍ مُشرِفِ

الرُّكْح: الناحية من الجبل. ورُكْحَا كلِّ شيء: ناحيتاه (1). وأَمغَر: جبل أحمد يقول: مِن فَرَقِ أن يخطئ كأنّه على حرفِ جبلٍ يَتّقي أن يَسقُط منه.

وإذا الكُماةُ تَعاوَروا (2) طَعْن الكُلَي

نَدْرَ البِكارةِ في الجَزاءَ المُضْعَف

يقول: كما تُندَر البِكارة في جَزاء الدمِ، وهو الدِّيَة. المُضْعَف: الّذى قد أضْعِف ديتُه (3)، يريد الدِّيَة التى تُضاعَف. والكَمِيّ: الشحاع الذي يَدْرِى كيف جهةُ قِتالِه.

وقال أبو إسحاق: هذا مأخوذ من كمَى الرجلُ شجاعَته يَكْمِيها كَمْيا، وكَمَى بها (4) إذا كتمها، وجَمْع كَمِيّ كُماة.

وتَعاوَروا نَبْلا كأنّ سَوامَها

نَفَيانُ قَطْر في عَشِيٍّ (5) مُرْدِفِ

سَوامُها: ما يَسُوم منها أي ما يُرمىَ منها (6) به. ومُردِف: مُظْلِم.

ورَغَابهمْ سَقْبُ السماء وخُنِّقتْ

مُهَجُ النفوسِ بكارِبٍ متزلِّف

(1) في نسحة "جانباه".

(2)

في اللسان (مادة ندر)"تنادروا" مكان قوله: "تعاوروا" ثم قال بعد ذلك؛ يقول:

تندر البكارة في الدية وهي جمع بكر من الإبل، قال ابن برى: يريدان الكلي المطعونة تندر أي تسقط فلا يحتسب بها كما يندر البكر في الدية فلا يحتسب به. الخ

(3)

الصواب إسقاط قوله "ديته" إذ المضعف صفة للجزاء الذي قد أضعف هو، لا للقتيل الذي قد أضعفت ديته.

(4)

لم يذكر في اللسان ولا في القاموس (مادة كمى) أنه يقال: كمى بشجاعته وإنما ذكر هذا الفعل معدّى بنفسه.

(5)

في الأصل: "نفيان قرط في غشيّ" وهو تحريف في كلا اللفظين إذ لم نجد للقرط ولا للغشيّ معنى يناسب السياق فيما راجعناه من كتب اللغة.

(6)

كان الأولى أن يقول: "ما يرمى به منها".

ص: 108

يقول: أصابهم ما أصاب قومَ ثمودَ حين رغا بهم البَكر (1) من الهلاك؛ وأنشِدْنا لعَلْقمةَ فيِ عَبْدة:

رغَا فوقَهُمْ سَقبُ السماء فَداحِصٌ (2)

بشِكّته لَم يُستلَبْ وسَلِيبُ

وقوله: بكارِبٍ متزلِّف، بكارِب، أي بِكَرْب. متزلِّف: يتزلّف منهم أي يدنو من أجوافهم.

وتبوّأ الأبطالُ بعد حَزاحِزٍ

هَكعَ النَّواحِز فى مُناخ المَوْحِف (3)

الهَكعْ: السُّعال. يقول: تبوَّأ الأبْطَالُ يَهْكَعون، يقال: هَكَعَ يَهكَع هُكاعا وهَكعا. النواحِز، يقول: يَزْحَرون (4)، قال: وأنشدَني أبو عمرو بنُ العَلاء:

إذا راعِياها ثَوَّراها لمَنزِلٍ

تُحَزْحز حتى يأذَنا بالتحَزْحز (5)

يقول: جَعلوا يَزْفِرون كما يَزْفر البعير الناحِز.

عَجلتْ يداكَ لخيرِهمْ بمُرِشّةٍ

كالعَطِّ (6) وَسْطَ مزَادةِ المستخلِفِ

(1) يريد بالبكر ولد ناقة صالح التي عقروها؛ وأضافه إلى السماء لأنه رفع إلى السماء قاله في اللسان (مادة دحص).

(2)

الداحص هو الذي يبحث بيديه ورجليه وهو يجود بنفسه كالمذبوح.

(3)

ورد هذا البيت في اللسان مادة (هكع) بعد ذكر الهكاع بمعنى السعال، وقال في تفسيره ما نصه: الحزاحز: الحركات، ومعناه أنهم تبوّأوا مراكزهم في الحرب بعد حزاحز كانت لهم حتى هكعوا بعد ذلك وهكوعم بروكهم للقتال كما تهكع النواحز من الإبل في مباركها أي تسكن وتطمئن. وقال في مادة (زحز) ما نصه: والحزحزة من فعل الرئيس في الحرب عند تعبية الصفوف، وهو أن يقدم هذا ويؤخر هذا، يقال هم في حزاحز من أمرهم، وأنشد هذا البيت ثم قال: والموحف: المنزل بعينه، وذلك أن البعير الذي به النحاز يترك في مناخه لا يثار حتى يبرأ أو يموت. وفي مادة (وحف) أن الموحف مبرك الإبل.

(4)

في اللسان أن النحاز سعال الإبل إذا اشتدّ.

(5)

لم نجد هذا البيت فيما بين أيدينا من الكتب.

(6)

العط: الشق. والمزادة: الراوية معروفة.

ص: 109

بمُرِشّة، أي بطعنةٍ واسعةِ الفَرْغ، يتفرّق دَمها. والمستخلِف: الذي يَستقِي لأصحابه.

مُسْتَنّةٍ سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشّةٍ

تَنفِى الترابَ بقاحِز مُعْرَوْرف

يقول: تَجرِى على وجهها كما يَستنّ (1) الفُلوّ. وقوله: تنفِي التراب، أي تَطْرُدُه هذه الطعنةُ إذا دُفعت دَفْعة. والقاحز: النّازى. والمُعْرَوْرِف: الّذى له عُرْف. يقول: يَخرج منها الدمُ كأنّه عرْف في الطُّول، وإنما عَنَى بالقاحز الدّمَ نفسَه.

يَهدِى السباعَ لها مُرِشُّ جَدِيّةٍ

شَعْواءَ مُشْعَلةٍ كجَرِّ القَرْطَف

يقول: تَشَمُّ السباعُ الدمَ فتَتبعُه. وقوله: شَعْواء. والشعْواء: المنتشِرة. والمُشْعَلة: المتفرِّقة. والجَدِيّة: الطريقة من الدم، وجِماعُها جَدايَا. والقَرْطَف: القطيفة، وكلُّ ما كان له خَمْلٌ فهو قَرْطف.

ولقد غدوتُ (2) وصاحبى وَحْشيّةُ

تحت الرداء بَصيرةٌ بالمُشْرفِ

وصاحبى وحشِيّة، يريد رِيحا تَرفع ثوبه (3). بصيرةٌ بالمُشرِف، يقول: من أشَرفَ للرِّيح أصابتْه.

حتّى انتهيتُ إلى فِراشِ عَزيزةٍ

سَوْداءَ رَوْثةُ أَنفِها كالمِخْصفِ

(1) الفلوّ: المهر إذا بلغت سنه سنة قاله في اللسان (مادة فلا) وأنشد صدر هذا البيت.

(2)

في رواية "عدوت" بالمهملة انظر اللسان (مادة وحش).

(3)

فسر في شرح القاموس الرداء بأنه السيف.

ص: 110

يريد أنّ طَرف مِنْسِرِها حديد دقيقٌ كأنّه مِخْصَف، وهو الّذى تُخصَف به أَخفافُ الإبل (1). والرَّوْثة: طَرف الأَنف. وإنّما يريد طَرَف مِنْقارها، وإنّما ذَكَر عُقابا. وفِراشُها: عُشُّها.

* * *

وقال أيضا

أَزُهَير هل عن شَيْبةٍ مِن مَعْكِمِ

أم لا خُلودَ لباذلٍ من متكرِّم

قال أبو سعيد: قوله: مَعْكِم، أي مَرجِع (2)؛ ويقال: مضى فما عَكَمَ أي ما رَجَع. والباذل: الذي يَيذُل مالَه. يقول: ماله خلود.

يَبكى خَلاوةُ أن يفارقَ أُمَّه

ولسوف يلقاها لَدَى المتهوِّمِ

يقول: سوف يَلْقاها في المنام. وخلاوة اسمُ ابنِه.

أَخَلاوَ إنّ الدهر مُهلكُ من تَرَى

من ذى بنين وأمِّهمْ ومِنِ ابنِم

والدهرُ لا يَبقَى على حَدَثانه

قُبٌّ يَرِدْنَ بذى شُجونٍ مُبْرمِ

قبّ: خِماصُ البطون، يريد حميرَ وَحْش. بذى شُجون، والشُّجون: شِعاب تكون في الحَرّة، يَنبتُ المَرعَى مكانَها. والمُبْرِم: الذي قد خرجتْ بَرَمَتَه. والبَرَمة: ثمر الطَّلحْ.

يَرتَدْن ساهرةً كأنّ جَميمَها

وعَيمَها أسدافُ ليلٍ مظلمِ

الساهرة: الأرض. وأنشَدَنا أبو سعيد لأميّة بنِ أبي الصَّلْت الثَّقَفيّ:

(1) الصواب "وهو الذي تخصف به الأخفاف"، فإن أخفاف الإبل لا تخصف.

(2)

عبارة اللسان نقلا عن الجوهري: "معكم: معدل ومصرف".

ص: 111

وفيها لحمُ ساهرةٍ وبَحْرٍ (1)

وما فاهوا به لهمُ مقيمُ

والجَميم: النبت الذي قد نَبَت وارتفع قليلًا ولم يَتمّ كلّ التمام، صار مثلَ الجُمّة. والعَميم: المكتهِل التامّ من النّبْت؛ وأنشَدَنا لأبي ذؤيب:

أَكَلَ الجَميمَ وطاوعتْه سَمْحَجٌ

مِثلُ القَناة وأَزْعلتْه الأَمْرُعُ

أزعَلَتْه: أنشَطَته.

في مَرتَع القُمْرِ الأَوابد أُسقيتْ

دِيَمَ العَماءَ وكلَّ غَيْثٍ مُثْجِم

مَرْتَع: حيث تَرتَع وتَرعى. والقُمْر: حُمُرٌ بيضُ البطون. والأَوابِد: المتوحِّشة؛ ويقال: قد أَبَد إذا توحَّش، وأنشَدَنا لاْمرئ القيس:

* قَيْدِ الأَوابِدِ هَيْكَلِ * (2)

والدِّيَم: جمع دِيمة، وهي المطر الساكن. والعَماء: السحاب الرقيق.

والغَيْث: يُجعَل مرّة اسما للكَلَإ، ومرّة اسما للمطر. ومُثْجِم: مقيم، ومُنْجِم: مُقْلِع. ويقال: قد أثجمتْ علينا السماءُ حتى خشينا الهلاكَ. وأنْجمتْ إذا أَقلعتْ وأنشَدَ لأبي ذؤيب:

* فَأثجَمَ بُرْهَةً لا يُقلِعُ (3) *

بُرْهة: زمنٌ وحِين، أي أَقامَ.

(1) يريد لحم البرّ والبحر. وفيها، أي في الجنة.

(2)

بيت امرئ القيس:

وقد أغتدي والطير في وكناتها * بمنجرد قيد. . . . . . . . الخ

يصف حصانا.

(3)

البيت بتمامه:

بقرار قيعان سقاها وابل

واه فأثجم برهة لا يقلع

ص: 112

واهى العُروضِ إذا استطار بُروقُه

ذاتَ العِشاء بهَيْدَبٍ متهزِّم

واهٍ: يقول كأنّما تشقّقتْ نواحيه بالماء. والهيْدَب: الّذى يتدلّى من السحاب كأنّه هُدْبُ قطيفة. ومتهزِّم: متشقِّق بالماء. استطارَ بُروقُه، أي انكَشفَ.

وكأنّ أصواتَ الخَموش (1) بجَوِّه

أصواتُ رَكْبٍ في مَلاً متزنِّمِ

الخَموش: البَعوض كأنّ أصواتهنّ تطريبُ رَكْب يُغَنّون في صَحرْاء؛ ويقال: راكب ورَكْب مِثلَ صاحب وصَحْب وسافر وسَفْر وشارب وشَرْب.

عَجِلَ الرياحُ لهمْ فتَحمِلُ عِيرُهمْ

مُصْطافةً فَضَلاتِ ما في القُمْقُمِ

يقول: أصابوا رِيحا فطابت أنفسُهم. وقوله: فَضَلاتِ ما في القُمْقُم، أي فَضَلات ما في الدَّنّ. وقال الآخر:

* كَمْيحِ (2) القَماقِم ما في القِلال *

ومصطافة: في الصيف.

فرأين قُلَّةَ فارسٍ يَعْدو به

متفلِّقُ النَّسَيَنِ نَهْدُ المَحْزِمِ

يعنى هذه الحمير الّتى وصفها. قُلّة فارس: رأس. نَهْد المَحزِم، أي عظيم البطن، وهو موضع الِحزام للفرسِ.

ذو غَيِّثٍ بَثْرٍ يَبُذُّ قَذالُه

إذ كان شَغشَغَةُ (3) سِوارَ المُلجِمِ

(1) ضبط في الأصل الخموش بضم الخاء؛ وقد ضبطناها بالفتح عن اللسان "مادة خمش".

(2)

أصل الميح في الاستقاء أن ينزل الرجل إلى قرار البئر إذا قل ماؤها فيملأ الدلو بيده يميح فيها بيده قاله في اللسان (مادة ميح).

(3)

الشغشغة: تحريك اللجام في فم الدابة، يقال: شغشغ الملجم اللجام إذا امتنعت الدابة على اللجام فردّده في فيها تأديبا.

ص: 113

الغيِّث: شيء بعد شيء من جَرْيِه؛ ويقال بئر ذاتُ غَيِّث إذا كان ماؤها يجيء شيئاً بعد شيء. وفرس ذو غَيِّث أي يجيء منه عَدْوٌّ بعد عَدْو؛ يريد أنّه شديد الجَرْي، وإنما جَعَل هذا مَثَلا. والبَثْر: الكثير. وسِوارُ المُلْجِم: مُساوَرَتُه إيّاه إذا كان الإلجام.

وكأنّ أَوْشالَ الجَدِيّةِ وَسْطَها

سَرَفُ الدِّلاءَ مِن القَلِيبِ الِخضْرِمِ (1)

الوَشَل: الماء يَقطُر ويسيل؛ ويقال عَيْن بني فلانٍ تكفيهم ويَذهَب باقيها سَرَفا في الأرض. والخِضِرم من الآبار: الكثيرة الماء. والخِضْرِم من الرجال: الكثير الخير والفضل.

قال الأصمعي. وزعم جريرُ بنُ حازم (2) قال: قال لي العجَّاج: أو قال لرجل: أين تريد؟ قال: البحرين. قال. لَتَوافِقنّ بها نَبيذا خِضْرِما أي كثيرا. وسَرَفُ الدِّلاء: ما يَذهب من الماء فضلا عمّا يُستقَى، يقال: ذهب ماءُ القَلِيبِ سَرَفا.

متبهِّراتٍ بالسِّجال مِلاؤها

يخْرجن من لجَفٍ لها ملقِّمِ (3)

(1) يلاحظ أنه لا صلة بين هذا البيت وبين ما قبله؛ والظاهر أن قبل هذا البيت بيتا أو أكثر قد سقط من القصيدة، إذ أن هذا البيت في وصف طعنة طعن بها هذا الفارس السابق ذكره أحد هذه الحمر كما يتبين ذلك من ذكر الجدية، وهي الطريقة من الدم.

(2)

في اللسان (مادة خضرم)"ابن الخطفي" وقد وردت فيه هذه القصة هكذا: وخرج العجاج يريد اليمامة، فاستقبله جرير بن الخطفى، فقال: أين تريد؟ قال: أريد اليمامة؛ قال: تجد بها نبيذا خضرما" اهـ.

(3)

ضبط هذا اللفظ في اللسان مادتي (لجف وبهر) بفتح القاف المشدّدة. والذي في الأصل: "كسرها" وهو الصواب كما يظهر لنا.

ص: 114

المتبهِّر: الممتلئ. ويقال للرجل: بَهَرَه أمرُ كذا وكذا أي ملأ صدرَه. واللَّجَف: ما تَهدّم من طَىِّ البئر من أسفلها، يريد صوتَ الماء؛ ويقال: سمعتُ تَلقُّمَ البئرِ يعنِي صوتَ الماءِ من (1) أسفلها.

فاهتَنجن مِن فَزَعٍ وطارَ جِحاشُها

من بين قارِمِها وما لَم يَقْرِم

القارم: الّذى قد فُطِم فهو يَقْرِم من بُقول الأرض؛ ويقال للرجل إذا كان زَهِيدا في الطعام: إنّما يَقرِم كما تَقرِم السَّخْلة.

وَهَلًا وقد شَرَعَ الأسِنّةُ نحوَها

من بين مُحْتَقٍّ بها ومشرَّمِ

الوَهَل: الفَزَع. والمُحْتَقّ: الذي قد أُصيبَ فاحتَقَّ الرَّمْيَة (2). والمشَّرم: الذي قد شُقَّ بالعَرْض، يقال: شْرَمَه يَشرِمه شَرْما.

(1) عبارة القاموس "تلقم الماء: قبقبته من كثرته".

(2)

عبارة اللسان (مادة حقق) المحتق من الطعن: النافذ إلى الجوف، وأنشد هذا البيت، ثم قال: أراد من بين طعن نافذ في جوفها وآخر قد شرم جلدها ولم ينفذ إلى الجوف. وعبارته في (مادة شرم) المحتق الذي قد نفذ السنان فيه فقتله ولم يفلت. وقال في التشريم: هو أن ينفلت الصيد جريحا. وأنشد هذا البيت أيضا.

ص: 115