الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو العيال
(1)
يرثي ابنَ عم له يقال له: عبد بن زهرة، قتل في زمن معاوية بن أبي سفيان بالروم، رضي الله تعالى عنهما وعن جميع الصحابة العدول:
فَتًى (2) مَا غَادَرَ الأَجْنَا
…
دُ لَا نِكْسٌ ولا جَنَبُ
قال أبو سعيد: النِّكْس إنما ضربه مثلا للسهم يُرْمَى به فينكسر نَصْلُه، فيؤخذ فيُضرَب النصل حتى يطول قليلًا، ويُقلَب السهم فيجعل فوقه أسفله، ويجعل أسفله فوقه، فلا يزال ضعيفا، فيقول: ليس كهذا السهم ضعيفا. والجَنَب والجأْنَب والجانَب، هو القصير، وإنما يريد الجَأْنَب، فترك الهمز. قال: يقول: فتًى من الفتيان غادروه لا نِكْس ولا جَنَب. والسِّنْخ: القِدْح من النصل، وهو الذّي يُقلَب.
ولا زُمَّيْلةٌ رِعدِيـ
…
ـدةٌ رَعِشٌ إذا رَكِبوا
الزُّمَّيْلة والزُّمَّال والزُّمّل والزُّمَّيْل: الضعف من الرجال. والرِّعْديدة: الذي يرُعَد عند القتال فيؤخذ. والرَّعِش: الّذى إذا طُعن ارتعشتْ يداه فلا يَقصِد رُمحُه إذا كان كذلك.
(1) أبو العيال الهذلي هو ابن أبي عنترة؛ وقال أبو عمرو الشيباني: ابن أبي عنترة بالثاء المثلثة، وهو أحد بني خفاجة بن سعد بن هذيل. كان شاعرا فصيحا مقدّما من شعراء هذيل مخضرما، أدرك الجاهلية والإِسلام، ثم أسلم فيمن أسلم من هذيل، وعمر إلى خلافة معاوية. وهذا القصيدة رثي بها ابن عمه عبد ابن زهرة. ويقال إن المرثي كان أخاه لأمه اهـ. ملخصا من الأغانى ج 20 ص 167 طبع بولاق. وفي الشعر والشعراء ص 420 ما يفيد أن أبا العيال رثي بهذه القصيدة رجلا من قومه.
(2)
رواية السكري "فتى ما غادر الأقوام" ويقول: أن هذا على التعجب، أراد أي فتي غادروا.
ولا بِكَهامةٍ بَرَمٍ
…
إذا ما اشتدّت الِحقَبُ
ويُروَى ولا كَهْكاهةٍ بَرَمٍ. والكَهامَة والكَهام واحد، وهو الكلَيل اللسان والبَرَم: الذي لا يَيْسِر ولا يأخذ معهم، أي مع القوم إذا أخذوا في الميسر وأنشدنا "لا يَيْسِرُونَ مع أيسار الجَزور
…
" والكَهكاهة: الشيخ (1).
ولا حَصِرٌ بخُطبتِه
…
إذا ما عَزّت الخُطَب (2)
الحَصِر: الذي يُحصَر. والخُطبة: الكلام. والخِطْبة: طلب الرجل النكاح.
ذكرتُ أخي فعاوَدَني
…
صُداعُ (3) الرأس والوَصَبُ
الوصب: الوجع، وهو النَّصَب والتعب أيضا.
كما يعتاد ذاتَ البَـ
…
ـوّ بعد سلوِّها الطَّرَبُ
ذات البوّ تسلو عن ولدها ثم تذكره فتصيح. والبَوّ: جلدُ ولد الناقة يُحشَى تبنًا ويُلقَى على عِفاءٍ (4) فتَرْأمُه وتشمّه. وسلوُّها: بعد ما تسلو. والطرب: خِفّة وليس بفرح.
فدمعُ العَينِ مِن بُرَحا
…
ءِ ما في الصّدر يَنسكِبُ
(1) فسر السكري الكهكاهة بأنه الذى يهاب كل شيء، يكهكه، إذا رأى الحرب يقول: كه كه.
(2)
عزت: قلت وامتنعت.
(3)
روى "رداع" مكان قوله "صداع". والرداع: النكس بضم النون وسكون الكاف. قال ابن الأعرابيّ: ردع على المجهول إذا نكس في مرضه. اللسان.
(4)
العفاء: ما كثر من الوبر والريش، واحدته عفاءة بكسر العين (اللسان مادة عفا).
قال: يقال: أجد بُرَحاء في صدرى، أي حرّ وجد وحُزْن. ورُحِضَ (1): عَرِق. والتبريح: المشقة، ومن ذا برّح بي تبريحا شديدا. قال: والجائر، حَرٌّ يجده الرجلُ (2) في صدره.
كما أَودَى بماءِ الشَّنّـ
…
ـةِ (3) المخروزةِ السَّرَبُ
السرب: الماء نفسُه يصبّ في الإِناء لتنتفخ سيورُه التي في الخُروز، فما تسرب من الماء منه فذلك السَّرَب. وأنشدنا لجرير:
* كما عَيَّنتَ بالسَّرَب الطِّبابا * (4)
ويقال: سقاء عيِّن أي قد رقّ حتى كاد أن يبدوَ منه مِثل العيون؛ وأنشَدَنا "كأنّه من كُلى مفريّةٍ سَرَب"(5). وأنشدنا أيضا "عيناك دمعُهما سَروب". ويقال: تَعيَّن السقاء، إذا كان كذلك، وأنشد للقُطاميّ:
ولكنّ الأَديم إذا تَفرَّى
…
بِلًى وتعيُّنًا غَلب الصَّناعا
(1) قال في اللسان (مادة رحض): ورحض الرجل بالبناء للمجهول رحضا: عرق كأنه غسل جسده.
(2)
الجائر والجيار: حر في الحلق والصدر يكون من غيظ أو جوع. وينشد في الجائر:
فلما رأيت القوم نادوا مقاعسا
…
تعرض لي دون الترائب جائر
وفي الجيار:
كأنما بين لحييه ولبته
…
من جلبة الجوع جيارو إرزين
(3)
الشنة: القربة الخلق.
(4)
هذا عجز بيت له، وصدره:
بلى فارفض دمعك غير نزر
…
كما عينت. . . . . . . . . الخ
والطباب: جمع طبابة بكسر الطاء فيهما، وهي السير بين الخرزتين (اللسان).
(5)
هذا من شعر ذى الرمة، وصدر البيت:"ما بال عينك منها الماء ينسكب".
على عبدِ بنِ زهرة طُو
…
لَ هذا الليل أكتئب
يقول: على عبد بن زهرة أكتئب. والكآبة: الحزن.
أخ لي دون من لِى مِن
…
بِنى عَمٍّ وإنْ قَرُبُوا (1)
يقول: هم في المودّة عندي دونَه، وهم أقرب إليّ منه.
طَوَى من كان ذا نسبٍ
…
إليّ وزادَه نسبُ
يقول: طَوَى هو من كان ذا نسب وصار دونهم إليّ عندي، وزاده هو نسبٌ إليّ آخر دون الأقارب.
أبو الأيتامِ والأضيا
…
فِ ساعةَ لا يُعَدُّ أبُ
أبو الأيتام والأضياف، يقول: يأوى إليه الأيتام والأضياف؛ ويقال لمن تنزل عليه الأضياف: هو أبو منزلهم.
له في كلّ ما رَفَع الـ
…
ـفتى من صالحٍ سببُ
قال: يقول: كلُّ ما قدّم الرجال من خيرٍ فله فيه نصيب.
أَقامَ لَدَى مدينةِ آ
…
لِ قُسطنطِين وانقلبَوا
ألَا لِلَّه دَرُّكَ مِن
…
فَتَى حَيٍّ (2) إذا رَهِبوا
قال: يقال للرجل إذا أُعجِب منه: لله درّك؟
(1) رواية السكري:
سجيرى دون من لي من
…
بني عمي وإن قربوا
وسجير الرجل: صفيه وخليله.
(2)
رواية السكرى "قوم" مكان "حي".
وقالوا مَن فتىً للحر (1)
…
بِ يَرقُبُنا وَيرتَقِبُ
يرقبنا: ينظُر لنا. ويرتقب: ينظُر لنفسه.
فلَم يوجد لشرْطتهمْ (2)
…
فتًى فيهم وقد نَدَبو (3)
شرطتهم: ما شرطوا عليه من الاْرتقاب، أي ما اشترطوا إلا فتًى لكذا وكذا.
فكنتَ فَتاهمُ فيها
…
إذا تُدعَي لها تثب
مآقِطُ مَحضَةٌ وحِفا
…
ظُ ما تأبَي به الريَب (4)
مآقط: مشاهد وأيامِ شِداد، يقال: كان في مَأْقِط، أي في يوم شدّة، ويقال: إنه لذو مآقِط، أي أيام شِداد أَبْلَى فيها. ومحضة: خالصة. والمأقِط المضيق: قوله: حِفاظ ما تأبَى به الريب، يقول: مخافة ما تأبى به الريبة، فلا يقرب الريبة.
فإِنّك مُنجِحٌ بأخيـ
…
ـكَ محمودٌ بك الطلَب (5)
(1) روى السكري "للثغر" بدل "للحرب" وفسره فقال: الثغر، الفرجة بينك وبين العدوّ. وفي اللسان أن الثغر موضع المخافة من فروج البلدان.
(2)
شرطتهم، قال السكري: الشرطة العهد الذي اعتقدوا عليه وشرطهم الذي اشترطوا بينهم. ويكون أيضا العلامة، يقال: شرطته بكل إذا جعلت فيه علامة.
(3)
ضبط السكري قوله: "ندبوا"(بالبناء للمجهول) وفسره بقوله: دعوا (بضم الدال) للأمر.
(4)
روى السكري هذا البيت هكذا:
مآقط محضة وحفا
…
ظ ما تأتى به الريب
ثم قال: وينصب مآقط محضة على قولك: كنت فتى كريما جوادا.
(5)
السكرى في قوله: منجح بأخيك، قال: منجح، أصبت به النجح. وجاء هذا البيت في السكرى هكذا:
فإنك منجح بأخيـ
…
ـك مجموع لك الرغب
قال: "الرغب" بضم الراء وفتح الغين: المال الكثير؛ ومنه رغيب ورغب، مثل كبير وكبر.
يقول: إذا كنتَ تُدخِله في حوائجك أنجِحْتَ، بإذن الله.
وقد يَهدى لفعل العُرْ (1)
…
فِ خَيْرُ الجَدِّ والأَدَبُ
وقد يهدى: يقول: كان هذا الرجل يفعل الخَيرَ، وكان شريفا، والخَير مصدر خَيَرَ، يقال: هو خَيرٌ منه خَيْرا.
نجيبٌ حين يُدعَي إنّ
…
آباءَ الفتى نُجُبُ (2)
وكان أخي كذلك كا
…
مِلا أمثالهُ العَجَبُ
قال: يقول: وكان أخى مِثله من الفِتْيان عَجَب، فعلهُ من العجب.
له دَعَواتُ أهلِ الذِّكـ
…
ـر والأعْلَين والسَّلَبُ
له دعوات أهل الذكر، أي صوتُ أهلِ الذِّكْر، يقول: إذا دُعىَ أهل الذكر والعُلا من الأمور الشريفة دُعِىَ معهم. والسَّلَب؛ يقول: له سَلَب الأقران في الحرب أيضا.
ولا ينفكّ جَنْبٌ من
…
عدوٍّ تحتَه تَرِبُ
يقول: لا يزال قد صَرَع قِرْنَه فَترَّبَه.
(1) روي هذا البيت في السكري: "وقد يهدى لفعل الخير".
(2)
نجب: كرام الأولاد. وروى هذا البيت:
نجيب حين يدعي والـ
…
ـفتى آباؤه نجب (السكري)
مُشيحٌ فوق شِيحانٍ (1)
…
يدور (2) كأنّه كَلِبُ
المُشيح: الجادّ الحامل، يقال: بَطَل مشيح.
فذلك في طِراد الخيـ
…
ـلِ ثم إذا هم انتَسَبوا
يقول: يَضرب ويَطعن، فيقول: خذها وأنا ابن فلان.
على أقدامهم يمشو
…
ن في أيمانهم خَدَبُ
الخَدَب: تَهاوِى الشيء لا يحتبس. ويقال: رجل خَدِبٌ كأنّه تساقَطَ. ورَكوبٌ لرأسه. وكذلك الضربة الخدباء التي لا تُرجَع.
وقد ظهر السَّوابغُ فيـ (3)
…
ـهمُ والبَيْضُ واليَلَبُ
اليَلَب: نُسُوع قد كانت تُرصف فيلبسها الرجل مِثل البيضة بدلا من البَيضة وتُلبَس تحت البَيضة.
(1) شيحان: ضبطها في الأصل بكسر الشين، ولم يفسرها. والذي في اللسان مادة (شيح): الشائح الغيور، وكذلك الشيحان بفتح الشين وكسرها، وهو الحذر على حرمه؛ أو هو الطويل الحسن الطول.
(2)
كذا في الأصل، وقد روي هذا البيت في اللسان هكذا:
مشيح فوق شيحان
…
يدر كأنه كلب
ويدر، من قولهم: در الفرس بدر دريرا ودرّة: إذا عدا عدوا شديدا. أما السكرى فقد روى هذا البيت هكذا:
مشيح فوق شيحان
…
يميح كأنه كلب
وفسره فقال: المشيح في كلام هذيل الحامل الجادّ الأصمعى يكسر الشين في شيحان وأبو عبد الله يفتح يريد الفرس الشديد النفس يميح في عدوه ودورانه أي هو نشيط. والذي كأنه كلب يريد الرجل يأخذه مثل الكلب من النشاط.
(3)
لم يفسر الشارح السوابغ، وهي الدروع الواسعة، عن السكري.
ومطّرِدٌ من الخطّ
…
ـىِّ لا عارٍ ولا ثَلِبُ
قال أبو سعيد: كان يُرفَأ بالخَطيّة (1) إلي الخّط، وهي قرية بالبحرين، فنسبت القنا إلى الخَطّ. والثَّلِب: القديم المتكسّر المُتَحاتّ، يقال: ثلب البعير إذا تكسّرَ وضَعُف. والعارى: المنكسر الجلد.
يكاد سِنانُه من حَـ ـدِّ
…
هِ في الشمسِ يَلتهبُ
يكاد سنانه يُورى نارا من شدّة بياضه.
ومشقوقُ (2) الخَشيبة مَشْ
…
ـرَفىٌّ (3) صادقٌ رُسَبُ (4)
مشقوق الخشيبة، يعني سيفا عُرِّضت طبيعته. رُسَب: أي يَرْسُب إذا ضرب به.
خِضَمٌّ لم يُلق شيئًا
…
كأنّ حُسامَه اللَّهَبُ
لم يُلقِ، يقول: لم يحبِس شيئا، ويقال: ما ألاقَنى المطر، أي لم يحبسنى، ويقال للرجل: ما يُليق شيئا، أي ما يَحبس شيئا، ويقال للسيف: ما يُليق شيئا
(1) قوله: الخطية، أي الرماح الخطية، نسبة إلى الخط، وهو مرفأ السفن بالبحرين، تنسب إليه الرماح يقال: رمح خطي، ورماح خطية بفتح الخاء وكسرها على القياس وعلى غير القياس؛ وليست الخط بمنبت للرماح، ولكنها مرفأ السفن التي تحمل القنا من الهند، كما قالوا: مسك دارين. فقول الشارح: يرفأ بالخطية إلى الخط، أي أنهم يرفؤون بها أي جمعونها في هذا المرفأ. وهذا من قولهم: أخذ رفء الثوب لأنه يرفأ فيضم بعضه إلى بعض. اهـ ملخصا من اللسان.
(2)
مشقوق الخشيبة، يقال: سيف مشقوق الخشيبة، أي عرض (للمجهول وتشديد الراء المكسورة) حين طبع.
(3)
المشارف: قرى من أرض اليمن أو أرض العرب تدنو من الريف، تنسب اليها السيوف المشرفية.
(4)
يقال: سيف رسب (بضم ففتح) ورسوب (بفتح الراء): ماض، يمضى في الضريبة ويغيب فيها.
أي ما يَردّ ضربتَه شيء. والحسام: القاطع. واللَّهَب: النار. يقول: كأن حدّه النار.
إذا عُقَبٌ قضَوْا نَحْبًا
…
يقوم خلافَهم عُقَبُ
قوله: إذا عُقَب يقول: إذا تعاقبوا الغَزْوَ فكلَّما قضى قوم غزوَهم رجعوا، وتهيّأ آخرون للغزو، ويقال هذه عُقْبة بني فلان كأنّها نوبتُهم.
تَرى فُرسانَهم يُردُو
…
ن إرداءً إذا لَغَبوا
يُردُون، يقول يحملون خيلَهم على الرَّدَيان (1). قال أبو سعيد: وإذا ذهب النشاط حاء الرَّدَيان. لَغَبوا: فَتَروا.
كأنّ أسنّة الخَطِّ
…
ـىِّ تَخطِر بينهم شُهُبُ
الخطّ: قرية من قرى البحرين للتجار في الجاهلية يُشتَرى منها القَنا. والشُّهُب: جمع شِهاب. والشِّهاب: النار.
وحَمَّجَ (2) للجبان المو
…
تُ حتى قلبُه يَجِبُ
يقول: نظر الجبان إلى الموت فهابَه. والتحميج: رفعُ البصر الى السماء وفتحُ العينين. يقول ذهب قلبه حتى ما يدرى أيقبل أم يدبر، كأنه مبهوت، وأنشد لذى الإصبع العُدْواني:
آإن رأيت رأيتَ بني أبِيـ
…
ـكَ محمِّجين إليك شُوسا
(1) الرديان: ضرب من السير.
(2)
رواية السكرى: "وحمج للهلاك المرء".
أي سدّدوا النظر.
وكان قرينَ قلبِ المر
…
ءٍ شَكُّ الأَمر والرُّعُبُ
قوله: شكّ الأمر والرّعب، قال: المرعوب الطائر القلب. يقول: ذهب قلبه حتى لا يدرى أيُقْبِل أم يُدْبِر.
رأيتَ أُوليِ محاضَرة الـ
…
ـقِتاد إذا خَبَوا ثَقَبوا (1)
أُولِى محاضَرة القتال، هم الذين يحضرون القتال، إذا فتر أمرُهم الْتَهَبَ بَعدْو (2) ويقال: ثقَبَت النارُ؛ إذا اشتعلتْ.
تَرَى عبدَ بنَ زهرةَ صا
…
دقا فيهمْ إذا كَذَبوا
صادقا فيهم، يقول: تراه يَصدُق القتال إذا لم يَصدقُوه هم.
يَلُفّ طوائفَ الفُرْسا
…
ن وهو بلَفِّهم أرِبُ
هو بلَفِّهم أَرِب، أي ذو علم بهم، يَحمِل عليهم فيجمعهم ويضعضعهم أي هو حاذق بقتالهم.
كما لَفّ القُطامِىُّ الـ
…
ـقَطام لم يؤنِه الطلبُ
(1) رواية السكري لهذا البيت:
رأيت ذوى محاضر الـ
…
ـقتال. . . . . . . . الخ
وفسره قال: يقول الذين يحضرون الحرب في هذا الوقت إذا خبوا أي سكنوا. ثقبوا: أوقدوا أي التهبوا كما تلتهب النار، فكذلك ترى عبد بن زهرة.
(2)
كذا في الأصل. ويبدو أنها محرفة عن "بعد".
القُطامىّ: الصقر (1). يُؤْنِه: يُفْتِره، ومنه، تَوانَى فى الحاجة، ويقال: ونَى بَنِى، وأوناه ذلك الأمر، أي أفَتَرَه.
ويُورِدُ ثم يَحمِى أن
…
يعرِّدَ باسلٌ دَرِبُ
الباسل: الشديد. والَّدرِب: الضارِى، يقول: يَرِد ثم يأنف أن يرجِع. ويقال: عَرَّد إذا فرّ، وعَرَّد القومُ عن فلان، أي فرّوا عنه. والباسل: الشجاع. ويقال: باسل، بيّن البَسالة، والبَسْل: الحرام. ويقال ذلك بَسْل وأنشَدَنا أبو عمرو بن العَلاء:
حنّتْ إلى نخلةَ القُصْوى فقلتُ لها
…
بَسْلٌ حرامُ إلى تلك الدَّهاريس (2)
وقال الأعشى:
فجارتُكم بَسْلٌ علينا محرّمٌ
…
وجارتُنا حِلٌّ لكم وحَليلُها
ويَحمِله جَمومٌ أرْ
…
يَحىٌّ صادقٌ هَدبُ
الجَموم: الذي يذهب له جريٌ ثم يثوب له جريٌ آخَر. والأريَحيّ: الذى تأخذه خِفّة للعطاء. والصادق: الصُّلْب في أمره. والهَدِب (3): الطويل العُرْف. والسَّبيب: شَعر الذَّنَب.
(1) في السكرى أن القطامى اسم للبازى وللصقر وللشاهين.
(2)
الدهاريس: الدواهى، واحده دهرس بكسر الدال وضمها.
(3)
رواية السكرى "هذب" بالذال المكسورة، وفسوها فقال: هذب أي سريع. وهو متفق مع رواية اللسان لهذا البيت، فقد جاء فيه: أهذب الإنسان في مشيه والفرس في عدوه والطائر في طيرانه: أسرع وأنشد هذا البيت، ثم قال: هو على النسب، أي ذو هذب.