الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَقبلتُ لا يشتدّ شَدِّى واحدٌ
…
عِلْجٌ أَقَبُّ مسيَّرُ الأقرابِ (1)
قوله: مسيَّر الأقراب أي فيه خطوط. أقَبّ: ضامر.
الله يعلم ما تركتُ منبِّها
…
عن طيبِ نفسٍ فاسألوا أصحابى
لامَتْ ولو شَهِدتْ لكان نكيرُها
…
ماءً يَبُلّ مشَافِرَ القَبْقابِ
يقول: لو شهدتْ هذه الّتى لامتْه لكن نكيرُها أن تَبول. والقَبْقاب: الفرْج، أي القَبْقاب في صوته.
* * *
وقال أبو خراش أيضا
لَحَى اللهُ جَدًّا راضِعا (2) لو أفادَنى
…
غَداةَ الْتَقى الرَّجْلانِ فى كفٍّ ساهِكِ
الرَّجْلان، أراد الفريقين من الرَّجّالة. ويُروَى، ماهِك، وهو اسم رجل.
فإِنْ تزعمى أنِّى جَبُنتُ فإنّنى
…
أَفِرُّ وأَرمِى مَرّةً كلَّ ذلكِ
أقاتِلُ حتّى لا أرَى لى مُقاتَلا
…
وأنجو إذا ما خِفتُ بعضَ المَهالكِ
قوله: مقاتَلا، قِتالا مفتعل ومُفْعَل ومُستفعَل ومُفاعَل تكون مواضعَ وَمصادر.
(1) الأقراب: جمع قرب كقفل، وهو الخاصرة اللسان (مادة قرب).
(2)
راضعا، أي لئيما؛ وسمى به لأنه من شدة لؤمه يرضع إبله أو غنمه من ضروعها لئلا يسمع صوت حلبه.
وقال أبو خِراش أيضا حين هاجر ابنُه في خلافة عمر (1) رضي الله عنه
ألا مَن مُبْلِغٌ عنّى خِراشًا
…
وقد يأتيك بالنبإِ البعيدُ
وقد يأتيكَ بالأخبارِ من لا
…
تجهِّز بالِحذاء ولا تُزِيدُ
أخذ هذا من قوَل طَرَفة: "ويأتيك بالأخبار من لم تُزوِّد" قوله: "تُزيد" أراد ولا تزوِّد.
ينُادِيه ليَغبِقَه كُلَيبٌ
…
ولا يأتى لقد سَفِهَ الوَليدُ
يناديه كُلَيب: عبد أبى خِراش. ليَغبِقَه: ليسقِيَه اللّبن فى قَبَلِ (2) الليل. والوليد: ابن أبى خِراش.
فرَدَّ إناءه لا شيءَ فيه
…
كأنّ دموعَ عينيه الفَريدُ (3)
يقول: ناداه العبدُ ليغَبِقَه، فلّما لم يجِده رَدّ إناءَه فارغا وبكى.
(1) ذكر صاحب الأغاني ج 21 ص 68 في هذا الخبر أن خراش بن أبي خراش الهذلى هاجر فى أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغزا مع المسلمين، فأوغل في أرض العدوّ، فقدم أبو خراش المدينة، فجلس بين يدي عمر وشكا إليه شوقه إلى ابنه، وأنه رجل قد انقرض أهله، وقتل إخوته، ولم يبق له ناصر ولا معين غير ابنه خراش، وقد غزا وتركه، وأنشأ يقول هذه الأبيات؛ فكتب عمر -رضي الله تعالى عنه- بأن يقبل خراش إلى أبيه، وألا يغزو من كان له أب شيخ إلا بعد أن يأذن له.
(2)
في قبل الليل أي فى مقابلة الليل.
(3)
الفريد: جمع فريدة، وهي الشذر من فضة كاللؤلؤة. والشذر: صغار اللؤلؤ، شبه الدموع بها.