الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِذا هو أمسَى بالحلاءة شاتيًا
…
تقشِّر أعلى أنفِه أمُّ مِرْزَمِ
يقول: إذا أَمسَى، يعني أبا المثلَّم. والحِلَاءة: موضع (1). وأمّ مِرْزَم: الشِّمال، يعيّره، أي أنه نازلٌ بمكان سَوءٍ بارد. ويُروَى "كأنّي أراه بالحلاءة".
فأجابه أبو المثلَّم
أصخر بنَ عبد الله خذها نصيحةً
…
وموعظةً للمرء غيرِ المتيَّم
خذها نصيحة: خذ هذه الكلمة التي أرمى بها نصيحةً. والمتَّيم: المضلِّل الذاهب العقل.
أصخر بنَ عبد الله قد طال ما تَرَى
…
وإلَاّ تَدَعْ بَيْعا لعِرْضِك يُكْلَم
يقول: إنْ جعلتَ عِرضَك بضاعةً تبيع بها وتشترى كُلِمَ.
أصخر بنَ عبد الله إن تك شاعرا
…
فإنّك لا تُهدِى القَريضَ لمُفحَمِ (2)
أصخر بنَ عبد الله قد طال ما تَرَى
…
ومن لم يكرِّم نفسَه لم يكرَّم
أصخر بنَ عبد الله مَن يَغْوِ سادرًا
…
يُقَلْ -غيرَ شكٍّ- لليدينِ وللفم
قوله: من يَغْو سادِرًا، أي يركب رأسَه في غيّه كأنه لا يَعقل. قوله يُقَل لليدين وللفم، أي يقال له: قَع على يديك وفيك، أي أبعَدَك الله، يقال:
(1) الحلاءة بفتح الحاء وكسرها: موضع شديد البرد. وأم مرزم: الريح الباردة بلغة هذيل. قاله ياقوت، وأنشد بيت صخر الغيّ هذا.
(2)
رواية السكرى "إن كنت شاعرا" والمفحم: العيى؛ ومن لا يقدر أن يقول شعرا.
غَوَى يَغوِى غَيّا (1)، وغَوِىَ الفَصيلُ يَغوَى غَوًى (2). قال الأصمعيّ: وهو أن يشرب حتى يَتختّر (3). وقال بعضهم: ألاّ يذوق من اللّبن شيئاً حتى يموت.
أصخر بنَ عبد الله هل ينفعنّنى
…
إليك ارتجاعى أَفنُدى وتسَلُّمِى
ارتجاعى عن أفندي، أي هل ينفعنى أن أردّ الفَنَد عنك، وهو القول القبيح. ارتجاعى، موضعه رَفْع، ونَسقت بتسلّمى عليه، وأوقعت ارتجاعى على أفنُدى، كقولك: هل ينفعنّى ردّ القبيح وحسنُ فعلي.
أعيّرتنى قُرَّ الِحَلاءةِ شاتيًا
…
وأنت بأرضٍ قُرُّها غير مُنجِمِ
غير مُنْجِم: غير مُقلِع، يقال: أنجمَت السماءُ، إذا أقلعتْ.
فإن تَنفِنى نحوَ الحِلاءةِ تَنفِنى
…
إلى أَنَسٍ طاحِى الحُلولِ عَرَمْرَم
قوله: طاحى الحلول، متّسع الحلول. عرمرم: شديد. وغير الأصمعىّ يقول: كثير. والحلاءة؛ موضع.
بها يَدَع القُرُّ البَنانِ مكزَّما
…
وكان أَسيلا قبلَها لم يكزِّمِ
قو،: مكزّم أي قصير متقبِّض. وأسيل: طويل.
(1) يقال: غوى يغوى غيا من باب ضرب: ضل وانهمك في الجهل.
(2)
عبارة اللسان "غوى الفصيل" والسخلة يغوى غوى (من باب علم) فهو غو (بتنوين الواو المكسورة) أي بشم من اللبن وفسد جوفه، وقيل: هو أن يمنع من الرضاع فلا يروى حتى يهزل ويضربه الجوع وتسوء حاله ويموت هزالا، أو يكاد يهلك.
(3)
التختر: التفتر والاسترخاء وفتور البدن من مرض وغيره.