الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أيضا
أهاجَكَ من عِيرِ الحبيبِ بُكورُها
…
أجدّت بِلَيلٍ لم يعرِّج أميرُها
أميُرها: الذي يأمرها بالسير ويؤامَر في كلّ أمر.
تَحمّلن مِن ذات السُّلَيم (1) كأنّها
…
سَفائنُ يَمٍّ تَنتَحِيها دَبُورُها
تنتحيها دَبورها: تعتمِدُها.
وكانت قَذوفًا بالنّوى كلَّ جانبٍ
…
على كلّ مَرٍّ يستمرّ مُرورُها
يقول: كانت الإبل من عادتها أن تَقذِف بالنَّوى. تَذهَب بها في كلّ جانب: على كلّ مَرٍّ: على كل مضىٍّ وذَهاب. يستمرّ مُرورُها: يَمضِى.
ميمِّمةً نَجْدَ الشَّرى (2) لا تَرِيمُه
…
وكان طريقاً لا تزال تَسيرُها
لا تَريمُه: لا تَريم عنه، لا تبرَح. ونجد: كلّ مشِرف.
وما مُغزِلٌ تَقْرُو أسِرّةَ أَيْكةٍ
…
منطَّقةٍ بالمَرْدِ ضافٍ بَرِيرُها
مُغزِل: أمّ غزال. تَقرُو أسرّة أيكة أي تتبع طرائق في بطون الأودية. منطَّقة: محفَّفة بالمَرْد. والمَرْد: ثمر الأَراك، وهو ما أَدْرَكَ منه. ضافٍ: كثِير.
(1) قال في تاج العروس (مادة سلم): وذات السليم موضع، واستشهد بهذا البيت.
(2)
قال ياقوت في معجمه: نجد الشرى موضع في شعر ساعدة بن جؤية الهذلى حيث قال:
* مميمة نجدا الشرى لا تريمه * الخ
بَريرُها، والبَرير: ثمر الأَراك يَجمعَ الغَضَّ منه والمُدرِكَ جميعاً. والكَباث: الغض منه.
إذا رَفَعتْ عن ناصلٍ منْ سُقاطةٍ
…
تُعالِي يديْها في غُصونٍ تُصِيرها
يريد إذا رَفعتْ هذه الظبيةُ رأسَها عن ناصل. والناصل: ما سقط من هذه السقاطة. ثم تُعالِى يديْها أي تَناوَلُ ثمَرَ الأراك. في غصون تُصيرُها: تمُيلُها وأهله من صاره يصُوره إذا أمالهَ.
بِوادٍ حرامٍ لم تَرُعْها حِبالةٌ
…
ولا قانصٌ ذو أَسْهُمٍ يستثيرُها
ومنكِ هُدُوَّ الليلِ برقٌ فهاجَنى
…
يصدِّع رُمْكا مستطيرا عَقيرُها
ومنكِ معناه من ناحيتك. وهدوّ الليل: بعد ساعة من الليل. قوله: يُصدِّع رُمْكًا. تَفرَّق عن بَرْق، أي هذا البرقُ تَفرَّجَ عن سحاب رُمْك، فشبّه السحابَ بُرُمْك (1) قد استطار منها عَقيرُها. والعَقير. الذي عُقر من الخيل فهو يتحامل مرّة يرتفع، ومرّة يسقُط.
أَرِقتُ له حتى إذا ما عُروضُه
…
تَحادتْ وهاجَتْها بُروقٌ تُطيرُها
أَرِقْتُ لهذا البرق حتى إذا ما عُروضُه يعني سحابَه. والواحد عَرْض. تَحادتْ يرِيد حَدَا بعضُها بعضا، أي تَلَا بعضُها بعضا.
(1) قوله: فشبه السحاب برمك، أي بخيل رمك. والرمكة بضم الراء وسكون الميم: لون الرماد.
أَضَرَّ (1) به ضاحٍ فنَبْطَا (2) أُسالةٍ (3)
…
فَمَرٌّ فأعْلَى حَوْزِها (4) فخُصُورُها
أضرّ به: لَصِق به ودنا. وضاحٍ: وادٍ وسط وادٍ "أساله من السيل (5) ". ومرّ: موضع. خُصورها: ما حولها (6).
فرَحْبٌ (7) فأعلام القُروطِ (8) فكافرٌ (9)
…
فنخلةٌ (10) تلَّى طَلْحُها وسُدُورُها
قوله تلّى: صرعى، وهذه كلّها أماكن.
(1) ذكر ياقوت أن الضاحي واد لهذيل، وأورد بيت ساعدة هذا، وقال بعد أن أنشده ما نصه: أضر به أي لصق به، ودنا منه أي دنا الماء من ضاح الخ.
(2)
ورد هذا البيت في الأصل هكذا:
أضر به ضاخ قبيطا أساله
…
فمر فأحلى جوزها فخصورها
ولا يخفى ما في غالب مفرداته من تصحيف. وقد صوّبناه هكذا نقلا عن اللسان وياقوت في عدّة مواضع منهما. وقال ياقوت: نبط شعب من شعاب هذيل
…
وضاح ومر ونبط مواضع.
(3)
ذكر ياقوت في معجمه ان أسالة بالضم والتخفيف: اسم ماءة بالبادية.
(4)
الحوز: موضع بالكوفة. قاله ياقوت في معجمه.
(5)
كذا فسر الشارح هذه العبارة التي بين هاتين العلامتين. والذي في اللسان ومعجم البلدان أن أسالة موضع، واستشهدا بهذا البيت الذي نحن بصدده.
(6)
في كتب اللغة أن الخصر هو الطريق بين أعلى الرمل وأسفله، ويجمع على خصور.
(7)
كذا في الأصل. وقد أورده ياقوت مضبوطا بضم الراء وسكون الحاء، وقال: إنه موضع في بلاد هذيل؛ وذكر بيت ساعدة هذا.
(8)
في الأصل "الفروط" بالفاء. والصواب ما أثبتنا نقلا عن ياقوت، فقد ذكر في معجمه أن القروط موضع في بلاد هذيل؛ وأنشد هذا البيت.
(9)
ذكر ياقوت أن كافرا واد في بلاد هذيل. واستشهد بهذا البيت.
(10)
قال ياقوت في معجم البلدان: نخلة الشامية واليمانية: واديان لهذيل على ليلتين من مكة يجتمعان ببطن مر، الأوّل يصب من الغمير، والثاني يصب من قرن المنازل الخ والطلح والسدر: معروفان.
ومنه يَمانٍ مُستطِلّ وجالسٌ
…
بعَرضِ السَّراةِ مكفهِرًّا صَبِيرُها
ومنه يمان: من السحاب. مستطِل: قد استطلّ وأَلبسَ. وجالِس: أَتَى نَجْدا. والعَرْض: الوادى. مكفهِرّ السحاب: الذي قد ركب بعضُه بعضا. والصَّبير: الغَيم الأبيض البطئ البراح، ومنه: صبرتُه، حبستُه. والصَّبير: الكفيل، لأنّه محبوس بصاحبه.
فحَطَّ من السُّول (1) الملمّ (2) وتَلّه
…
يَحِفّ بأَرباضِ الأراكِ ضَريرُها
ويروَى، من [
…
...] (3) الملم، والمعنى واحد. الملمّ: جبل. والأرباض: ما عَظُم من الشجر، الواحد رَبُوض، ثم جُمِعَ فقيل: رُبُض، ثم جُمِع رَبضٌ على أرباض. يحفّ: من الحفيف. وضَريرُها: ما أَضرَّ به من الشجر واقتلعه. ويقال في غير هذا الموضع: إنّه لذو ضَرير، إذا كان ذا صَبر على ما يقاسى من السفر وغير ذلك.
وتالله ما إنْ شَهْلةٌ أمُّ واحدٍ
…
بأَوجَدَ منّى أن يُهانَ صغيرُها
(1) السول: السحب المسترخية.
(2)
كذا ورد هذا اللفظ في الأصل غير مضبوط في هذا الموضع وفي الموضعين الآتيين بعد في شرح البيت. نقول: وقد عرفه بعد بأنه جبل؛ ولم نقف عليه فيما بين أيدينا من الكتب المؤلفة فى أسماء الأماكن والجبال. والذي في معجم البلدان أن الأراك جبل لهذيل. قاله الأصمعي.
(3)
مكان هذه النقط لفظة ساقطة من الأصل بمعنى "السول"، ولعلها "السحب" بتسكين الحاء، بدليل قوله بعد: والمعنى واحد.
امرأة شَهْلة: كبيرة. بأوجَدَ: بأشدَّ وَجْدا. أن يُهانَ صَغيرُها، أي يُهان وَلدُها.
رأته على يأسٍ وقد شابَ رأسُها
…
وحين تَصدَّى للهَوانِ عَشيرُها
رأت ولدها على يأس من أن تلد. تَصدّى لهوانها عشيرُها: زوجُها، أي كبرتْ فهانت عليه.
فشَبَّ لها مِثل السِّنان مبرّأ
…
إمامٌ لِنادى دارِها وأميرُها
عِناشُ عَدُوٍّ لا يَزال مشمِّرًا
…
برَجْلٍ (1) إذَا ما الحَرْبُ شُبَّ سعيرُها
عناش عدوّ: معانِق عدوّ، يقال: اعتنشه واعلوْطه إذا هو عانَقَه، وقوله: شُبَّ: أوقِد.
تَقدّمَ يوما في ثلاثةِ فتيةٍ
…
بجَرْداءَ نُصْبٍ للغَوازى ثُغورُها (2)
أي تقدّم ابنُها في ثلاثة نفرٍ. بجَرْداء: بأرض. نُصْب، أي نُصْب عيونهم. للغوازى: جمع غُزاة.
فبَينَا همُ يَتّابَعون لينتهَوا
…
بقُذْفٍ نِيافٍ مستقِلٍّ صُخورُها
بينا هم، يعني ابن المرأة ومن معه. يتّابعون: يتبع بعضُهم بعضا. بقُذْف: أي إلى قذف. والقُذْف: الناحية من الجبل. نِياف، يعني جبلا طويلا، مستقلّ: مرتفِع.
(1) برجل: أي برجال.
(2)
الثغور: جمع ثغر، وهو موضع المخافة من أطراف البلاد.
رأَوْا من قِدَى الكَفَّين قُدّامَ عَدْوةٍ
…
محُيطًا به من كلّ أَوْبٍ حُضورُها
مِن قِدَى الكَفَّين، أي من قدر الكفَّين. يقال: قِيدَ رُمْح وقادَ رمح وقابَ رمح أيضا. وأنشد الأصمعىّ:
ولكنْ إقدامى إذا الخيلُ أحَجمت
…
وصبرى إذا ما الموتُ كان قدَى الشِّبرِ
من كل أوب: من كلّ وجهة، حضورها.
فورَّك (1) لَينْا أَخْلصَ القَينُ أثْره
…
وحاشِكةً يَحْصى (2) الشِّمالَ نذِيرها
قوله: فورّك لَيْنا، أمالَه إلى يده. وأراد بلَيْنٍ سيفا ليْنا. وأثْرُه فِرِندُه. وحاشكة: القوس تَحشِك بدِرّتِها إذا رمى عنهما أسرع سهمُها (3). قوله: يَحصَى الشِّمال، أي يؤثِّر في الشمال وتَرُها "يقال حَصِىَ يَحصَى حَصًا" والنذير: الوَتَر نفسه.
يُزَحزِحهم عنه بنَبْلٍ سَنِينةٍ
…
يُضِرُّ بحَبّاتِ القلوبِ حَشُورُها
يزحزحهم: ينحّيهم عن نفسه، يعني ابن المرأة. بنَبْلٍ سَنينة: محدودة. وحبّات القلوبِ: الواحدة حَبّة، وهي عَلَقة جامدة سوداءُ في القلب. حَشورُها: حديدُها أي ألطِف الريش وحُدِّد قذَذُه (4).
(1) قال في اللسان "ورّك لينا" أي أماله للضرب حتى ضرب به، يعنى السيف.
(2)
ورد هذا البيت في اللسان (مادة حشك)"يحمى" مكان "يحصى". وورد أيضاً في اللسان في (مادة حصى) فقال يحصى بضم الباء وكسر الصاد، وأنشد هذا البيت، ثم قال بعد أن أنشده بهذا الضبط قبل يحصى في الشمال يؤثر فيها.
(3)
ويقال: قوس حاشك وحاشكة إذا كانت مواتية للرامى.
(4)
القذة: ريش السهم. وللسهم ثلاث قذذ، وهي آذانه. اللسان "مادة قذذ".
فلمّا رآهم يركبون صدورَهم
…
كبُدْنِ إيادٍ يوم ثُجَّت نُحورُها
يركبون: يقعون على صدورهم. كبدن إيادٍ يوم ثُجَّت، يوم أسيلت دماؤها من نحورها.
تَمَلَّزَ مِن تحت الظُّباتِ كأنّه
…
رَداةٌ إذا تَعلُو الخَبارَ نُدورُها (1)
تَمَلّز: نجا وأفلت. والظُّبَة: حدّ السيف. ورَداةٌ: صخرة. شبّهه بها في عَدْوه. نُدور: أعلى الجَبَل. والخَبار: الأرض الرِّخوة فيها "حرقه"(2) وجِحَرة.
بِساقٍ إذا أُولَى العَديِّ تبدّدوا
…
يخفِّض رَيْعانَ السُّعاةِ غَوِيرُها
بساقٍ، أي يعدو على ساقه. إذا أُولَى العَدِىّ. والعَدِىّ: الحاملة التي تعدو به (3). وقوله: يخفّض أي يسكّن، رَيْعان: أوائلَ السّعاة الذين يَعْدون. والغَوير: العَدْو. وأصله من الغارة، يقال: أَغارَ إغارةَ الثعلب: إذا عَدَا فأسرع في عَدْوِه.
وجاء خليلاه إليها كلاهما
…
يُفيض دموعا لا يَرِيثُ هُمورُها
لا يريث: لا يبطئ. قوله همورها: ما هَمَرَ وسال.
يُنِيلانِ باللهِ المجيدِ لقد ثَوَى
…
لدى حيث لاقَى زَينُها ونَصيرُها
يُنيلانِ: يحلفان. أَنالَ يمينا إذا حلف. زَيْنُها ونصيرُها: اِبنُها.
(1) الندور: جمع نادر، وهو من الجبل ما خرج منه وبرز.
(2)
كذا ورد هذا اللفظ الموضوع بين هاتين العلامتين في الأصل مهمل الحروف من النقط. ويبدو أنه مصحف عن "خرق". والخرق: الأرض البعيدة المتسعة وعبارة اللسان في الخبار أنه هو ما لان من الأرض واسترخى وكانت فيها جحرة بكسر الجيم وفتح الحاء، جمع جحر.
(3)
في اللسان أن العديّ هو جماعة القوم يعدون لقتال ونحوه وقيل العدى أوّل من يحمل من الرجالة وذلك لأنهم يسرعون العدو؛ وقيل إن العدى جماعة القوم بلغة هذيل.