المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌وقال المتنخِّلَ

- ‌شعر عبد منافِ بنِ رِبع

- ‌شعر صَخْر الغَيّ

- ‌وقال صَخْر

- ‌وقال يرثى ابنه تلِيدا

- ‌وقال يرثيه أيضاً

- ‌وقال صخر أيضا

- ‌وقال ابنُ عبدِ الله أخو صخر الغيّ

- ‌(وقال يذكر فرّته الّتى كان فَرَّها)

- ‌(وقال أيضًا)

- ‌(وقال أبو كبير أيضاً):

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال أبو خِراش

- ‌وقال أبو خراش أيضًا

- ‌وقال أبو خراش يرثِى خالد بنَ زهير

- ‌وقال أبو خراش أيضا

- ‌وقال أيضاً

- ‌وقال أبو خِراش أيضا

- ‌وقال أيضاً

- ‌وقال أبو خراش أيضاً

- ‌وقال في ذلك مَعقِل بنُ خُوَيْلِد

- ‌وقال أبو خِراش يحرّض على بنى بكر

- ‌وقال أبو خِراش أيضا ويُروَى لتأبّط شَرّا

- ‌وقال أبو خراش أيضا

- ‌وقال أبو خِراش حين نهشتْه الأَفْعَى

- ‌وقال أُميّة بنُ أبى عائذ

- ‌وقال أميّة بن أبي عائذ أيضا

- ‌وقال أسامة بن الحارث

- ‌وقال أسامة بن الحارث أيضا

- ‌وقال أسامة بنُ الحارث لرجلٍ من قَيْسٍ هاجر في خلافة عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌وقال أسامة بنُ الحارث

- ‌وقال ساعدة بين جُؤيّة

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال ساعدة أيضا

- ‌‌‌وقال ساعدة أيضا

- ‌وقال ساعدة أيضا

- ‌شعر صخر الغيّ وأبى المثلَّم

- ‌فأجابه أبو المثلَّم

- ‌فأجابه صخر

- ‌فأجابه أبو المثلَّم

- ‌فأجابه صخر

- ‌فأجابه أبو المثلَّم أيضا

- ‌وقال أيضاً

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال أيضا

- ‌فقال أبو المثلَّم يرثيه

- ‌وقال أبو العيال

- ‌وقال

- ‌ شعر بدر بن عامر وأبى العيال

- ‌فأجابه أبو العيال

- ‌فأجابه بدرُ بنُ عامر

- ‌فأجابه أبو العيال

- ‌فأجابه بدر بن عامر

- ‌فأجابه أبو العيال

- ‌فأجابه بدر بن عامر

- ‌فأجابه أبو العيال

الفصل: ‌وقال صخر أيضا

يقول: يَبعُد منه وِجْدانُه، أي لا يجده إلّا بعيدا. ومعناه لا يجده أبدا. قال: ويَروَى، "بوِجدان شديد".

‌وقال صخر أيضا

لِشَمّاءَ بعد شَتاتِ النَّوَى

وقد كنتُ أَخْيَلْتُ بَرْقا وَليفَا

أخيلتُ: رأيتُ المَخيلة، والمَخِيلة، هو الّذى يُتخيّل (1). ويقال: أخيَلَتِ السماءُ بعد (2). ووَلِيفا: متتابِعا اثنين اثنين، مرتين مرّتين. قال أبو سعيد: سمعتُ عيسى بنَ عمر يقول: كان رؤبة يُنشد:

* والرَّكْضُ يومَ الغارةِ الإيلاف *

والوِيلاف. وبعض العرب يقول: وَلَّف بينهم، والأكثر يقول: أَلَّف بينهم.

وسمعت أبا عَمرٍو يقول: اجتمعوا من شَتات. والشَّتات: اسم الشَّتّ.

أَجَشَّ رِبَحْلاً له هَيْدَبٌ

يكشِّف للخال رَيْطا كَشيفا

أَجَشّ: سحاب (3)؛ لأنّه ذَكَر البرقَ فعُلمِ أنّ ثَمّ سحابا، والرِّبَحْل: الثقيل. والخال: المَخِيلة، يعني سحابا ذا مَخِيلة. يكشِّف للخال، أي الغَيم الذي فيه الخَيلة. والرَّيْط: البَرْق (4). كشِيفا "أي يكشفه (5) من أجل الّذي فيه"، وأنشَدَنا لأوس بن حجر:

(1) كان الأولى أن يقول: "هي التي تتخيل" أي السحابة التي يظن أنها ماطرة.

(2)

يلاحظ أنه لامقتضى لقوله "بعد" في هذه العبارة.

(3)

في كتب اللغة أن الأجش من السحب الشديد الصوت برعده، ليس مطلق السحاب.

(4)

تفسير الريط بالبرق إنما هو على طريق التشبيه. وعبارة السكرى "ويعني بالريط البرق إذا انكشف".

(5)

كذا ورد هذا التفسير في الأصل للكشيف؛ وهو غير ظاهر. والذي في شرح أشعار الهذليين للسكرى ص 42 طبع أوربا: كشيفا مكشوفا. وفي اللسان (مادة كشف) ريط كشيف: مكشوف وأنشد بيت صخر هذا، ورواه "يرفع للخال"، الخ. ثم نقل عن أبي حنيفة أنه يعنى أن البرق إذا لمع أضاء السحاب فتراه أبيض، فكأنه كشف عن ريط.

ص: 68

كأنّما بين أعلاه وأسفلِه

رَيْطٌ منشَّرةٌ أو ضوءُ مِصباحِ

ويقال: هذا خالٌ حَسَنُ البرق. والهَيْدَب من السحاب: الذي تراه كأنّ عليه هُدْبا أو خَمْلا.

كأنّ تَواليَه بالمَلا

سفائنُ أعَجَم ما يَحْنَ رِيفا

تَواليه: مآخيره، أي بعد ما تَوالَى منه أي يَتبع بعضُه بعضا. وقوله: ما يَحْنَ ريفا، أي امتَحْن من الريف، أي اشتَرَيْن من موضع الرِّف (1). والمَلا: موضع (2).

أَرِقْتُ له مِثلَ لَمْعِ البَشيـ

ـرِ يقلِّب بالكفّ فَرْضا خَفيفا

يقول: أرِقت لهذا البرق وهو يلمع مِثلَ لَمْعِ البشَير بالكفّ، فَرْضا أي تُرْسا (3). والبَشِير الّذى يبشّرك، إذا أَقبَل حرّك تُرْسَه، أي اعلَموا أنّي غنمتُ.

فأَقبَلَ منه طِوالُ الذُّرَا

كأنّ عليهنّ (4) بَيْعا جَزِيفا

أي أُخِذَتْ (5) له جِزافا غيرَ كَيْل فأُوقِرَتْ له كما يريد، يعني بذلك أن السحاب ثقيل.

وأقبَل أي أستَقبَل (6).

(1) في شرح أشعار الهذليين في تفسير الريف في هذا البيت أنه الساحل وحيث يكون الخصب.

(2)

ورد في الملا عدّة أقوال: منها أنه مدافع السبعان، والسبعان واد لطىّ يجيء بين الجبلين. والأصيفر في أسفل هذا الوادى، وأعلاه الملا (ياقوت) وقيل: ان الملا مستوى من الأرض.

(3)

في شرح أشعار الهذليين ص 43 طبع أوربا عدّة أقوال في تفسير الفرض، فمنها أنه الترس كما هنا؛ وقيل العود؛ وقيل القدح؛ وقيل الخرقة. قال: والعود أجود. وقال الأصمعى عن بعض أعراب هذيل "ثوب".

(4)

عليهن أي على السفن المشبه بها السحاب، أو على الإبل قولان في ذلك. انظر شرح أشعار الهذليين.

(5)

أخذت وأوقرت أي الأحمال. وعبارة شرح أشعار الهذليين أخذ

فأوقرت الخ. فحذف التاء في الأولى وأثبتها في الثانية.

(6)

عبارة السكرى "فأقبل منه" من المقابلة لا من الإقبال"

ص: 69

وأَقبَلَ مَرًّا إلى مِجْدل

سِياقَ المقيَّد يمشى رَسِيفا

سِياقَ المقيَّد، أي هو يمشى الرَّسيف. والرَّسيف: أن تقيّد الدابة فتُقاربَ الخَطوَ. فيقال عند ذلك: مرّ يَرْسُف في قيْده. ومَرّ ومِجْدَل: موضعان (1).

ولمّا رأى العَمْقَ قُدّامَه

ولمّا رأى عَمَرا والمُنِيفا

العَمْق وعَمَر والمُنيف: بُلدان (2).

أَسالَ من اللّيل أشجانَه

كأنّ ظواهرَه كنّ جُوفَا

الأشجان: طرائقُ في الغِلَظ. وقوله: ظواهره كنّ جُوفا، أي كأن ما ظهر منه من الأشجان من كثرة الماء. يقول: كأنّ ما ارتفع من الأرض كان وادياً من كثرة ما حَمَل من الماء (3).

وذَاك السِّطاعُ خِلافَ النِّجا (4)

ءِ تَحسبه ذا طِلاءٍ نَتيفا

(1) في ياقوت أن مر الظهران موضع على مرحلة من مكة؛ ولم يرد فيه تعيين لمجدل، غير أنه ضبطه بفتح الميم؛ وضبطناه بكسرها عن القاموس. ويريد بقوله:"وأقبل مرا" أن السحاب استقبل هذا الموضع. قال في شرح أشعار الهذليين: أقبل استقبل، من قوله عز وجل:(فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم).

(2)

العمق: واد من أودية الطائف. وعمر: جبل في بلاد هذيل (ياقوت). والمنيف: جبل يصب في مسيل مكة كما في تاج العروس مادة "ناف" ولم يعين ياقوت المنيف المقصود في هذا البيت وإن كان قد عين غيره مسمى بهذا الأسم.

(3)

عبارة الجمحيّ: واحد الأشجان شجن، وهي المسايل، كأن ظواهره أودية من كثرة السيل. يقول: صرن بطونا (انظر شرح السكرى).

(4)

النجاء: السحاب، الواحد نجو، وهو الذي قد هراق ماءه. وقيل هو السحاب أوّل ما ينشأ.

ص: 70

السِّطاع: جبل (1). يقول: تَحسِبه ممّا مشَقَه وصَقَله وأذهب عنه الغبارَ بعيرا نتيفا أي بعيرا نُتِف من الجرب

... (2) بالهِناء وهو القَطران، فهو أسوَد: يعني هذا الجبل من كثرة ما أصابه من المطر. وخِلاف النِّجاء، أي بعد النِّجاء.

إلى عَمَرَينِ إلى غَيْقةٍ

فَيَلْيَلَ يَهدِي (3) ربَحْلا رَجوفا

إلى عَمَرَين إلى غَيْقة، أي مع (4) غيقة، وعَمَران: بلدة (5). والرِّبَحْل: الثقيل. والرَّجوف (6): الذي يَرْجُف من كثرة ما به من الرعد رَجَفَ (7)، وهو مِثل قوله:

* وكلّ رَجّافٍ يسوق الرُّجَّفا * (8)

كأنّ تَوالَيه بالمَلا

نصارى يُساقون (9) لاقَوْا حَنِيفا

(1) السطاع: جبل بينه وبين مكة مرحلة ونصف من جهة اليمن.

(2)

لعل موضع هذه النقط كلمة سقطت من الناسخ وهي "وطلي" مبنيا للمجهول أو ما يفيد معناها.

(3)

في رواية "يزجى" مكان "يهدى"، وفي رواية "زحوفا" مكان "رجوفا" انظر شرح أشعار الهذليين طبع أوربا.

(4)

كذا في الأصل. ولم يتضح لنا معنى المعية التي ذكرها الشارح في تفسير قوله "إلى غيقة".

(5)

عمران هو عمر السابق التعريف به في الحاشية رقم 2 صفحة 70 وإنما ثناه ضرورة، وهو واحد. وفي غيقة عدّة أقوال: منها أنه موضع بظهر حرة النار؛ وقيل: موضع بين مكة والمدينة. ويليل: جبل بالبادية. وقيل موضع قرب وادى الصفراء.

(6)

في الأصل: والرجيف، وهو تحريف، إذ الرجيف مصدر. كما أنه ليس هو لفظ البيت.

(7)

كذا وردت هذه الكلمة في الأصل. ولعله يريد بها بيان الفعل الماضي، إذ قد تقدّم مضارعه.

(8)

وكل رجاف الخ أي كل سحاب يسوق السحب أمامه. ولم نجد هذا الشطر فيما راجعناه من الكتب.

(9)

ضبط قوله "يساقون" في شرح أشعار الهذليين للسكرى بفتح القاف، من السقيا؛ وفسر فيه على هذا الضبط. ولم يضبط في الأصل، غير أن الشارح هنا قد فسره على أنه بضم القاف من السوق وسنذكر في الحاشية الآتية بعد كلام السكرى في ذلك.

ص: 71

توالِيه، يعنِي مآخيرَ هذا الغيم تَسُوق. يَسوقُ فيها صوتٌ كصوت النصارى. يقول: يَسُوقون (1) في عيد لهم. لاقَوا حنيفا فاحتفَلوا له في هذا العيد، والحَنيف من غير دينهم، فاحتفَلوا له. وكذلك من لقى من هو على غير دينه فأَحلط (2). يقول: لا يكاد يَبرَحِ مِثلَ هؤلاء النّصارى الّذين عَزَفوا (3).

فأَصبحَ ما بين وادى القُصو

ر حتّى يَلَمْلَمَ حوضا لَقِيفا

اللَّقيف: المتلجِّف (4) الأصل الذي قد أكل الماءُ أسفلهَ. يقول: تَرَك السيلُ ما بين هذين الموضعين حوضا واحدا. ووادى القصور ويلَمْلَم: موضعان (5).

له ماتِحٌ وله نازِعٌ

يَجُشّان بالدَّلو ماءً خَسيفا

له ماتح وله نازع، يقول: هذا الغيم قد استَقَى من الغيم، فكأنّ له ماتحا يملأ دَلْوَه. وله نازع ينَزعها، يعني الدَّلو؛ وهذا مَثَل. يقول: فهذان يُخرجان ما في البئر

(1) كذا ورد هذا التفسير في الأصل. وقد فسره السكرى على أنه يساقون بفتح القاف، من السقيا قال في شرحه هذا البيت ما نصه: يساقون يسقون في عيدهم. لاقوا حنيفا فاحتفلوا له لاقوا رجلا من غيرهم فاحتشدوا له ولهم ضجة. وتواليه: أواخره. ويساقون يسقى بعضهم بعضا

والحنيف: المسلم هاهنا. الجمحى، لاقوا حنيفا فكفروا له. ابن حبيب، يساقون أي يسقون كما قالوا: يثانيه أي يثنيه. والملا: أرض مستوية. أهـ.

(2)

ورد الإحلاط في كتب اللغة بعدة معان: منها الإقامه بالمكان، والجدّ في الأمر، والغضب؛ وكل من هذه المعاني تصح إرادته هنا، غير أن قوله بعد "يقول: لا يكاد يبرح" الخ يرجح تفسير الإحلاط هنا بالمعنى الأوّل.

(3)

عزفوا، أي لهوا وغنوا ولعبوا بالمعازف، وهي الطنابير ونحوها.

(4)

عبارة بعض اللغويين في تفسير اللقيف "لقف الحوض لقفا بالتحريك: تهوّر من أسفله". وهو بمعنى المتلجف.

(5)

وادى القصور في بلاد هذيل. ويلملم: جبل من الطائف على ليلتين أو ثلاث، وهو ميقات أهل اليمن.

ص: 72

من الماء. يَجُشّان: يستخرجان. والجَشّ: إخراج ما في البئر من حَمْأَة (1) وماءٍ وقَذَر. والخسيف من الآبار: التي [يُكسر (2)] جبَلُها عن الماء.

فإِما يَحيننّ أن تَهْجُرى

وتَنْأَى نواكِ وكانت قَذوفا

تَنَأَى: تَباعَد. قَذوف: بعيدة؛ ويقال أيضاً: نيّة قَذوف في ذلك المعنى.

فإنّ ابن تُرْنَى إذا جئتُكمْ

أَراه يدافِع قولاً عنيفا

يقال للرجل إذا ذُكِر بلؤمٍ أو منَقَصة: ابن تُرْنى. وابن تُرْنَى كأنّه يمهجِّن أمّه (3) لأنّ ابن تُرْنى وابن فَرْتنى من أسماء العَبِيد. والعُنْف: الخُرْق (4).

قد افنى أناملهَ أزمُه

فأَمسَى يَعَضُّ عليّ الوظيفا

أَفنَى أناملَه، يقول: يعَضّ على يديه من الغيظ. والأَزْم: العَضّ، يقال: قد أَزَمَ يدَه يأزِمها أَزْما إذا عضّها (5).

(1) في الأصل "من جمة"؛ وهو تحريف.

(2)

موضع هذه الكلمة التي بين مربعين بياض بالأصل. والسياق يقتضى إثباتها نقلا عن شرح السكرى طبع أوربا. وقد وردت الكلمة التي بعدها في الأصل مهملة الحروف من النقط. وفي شرح السكرى "حيلها" بالحاء والياء المثناة مكان "جبلها"، وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا نقلا عن كتب اللغة، فقد ورد في اللسان (مادة خسف) ما نصه: والخسيف البئر التى نقب جبلها عن عيلم الماء فلا ينزح أبدا. وقال بعض اللغويين أيضاً في معنى البئر الخسيف إنها التى تحفر فى حجارة فلا ينقطع ماؤها.

(3)

في اللسان أنه يقال لفاجرة ترنى، وهو منقول عن ترنى مبنيا للمجهول من الرنوّ، وهو إدامة النظر وذلك إذا زنّت بريبة. وفي شرح السكرى أنه يريد بابن ترنى تأبط شرّا.

(4)

بقى تفسير قوله في البيت "يدافع" وقد فسره الجمحيّ في شرح السكرى فقال: يدافع يتكلم.

(5)

بقي تفسير الوظيف في البيت، وقد فسره السكرى فقال: الوظيف الذراع. يقول: قد أفنى أصابعه فهو بعض على مفصل بين الساعد والكف الخ.

ص: 73

فلا تقعدَنّ على زَخّةٍ

وتُضمِرَ فى القلب وجدا (1) وخِيفا

على زَخّة أي على غيظ. قال: ولم أسمعه فى كلام العرب ولا في أشعارهم إلَاّ في هذا البيت. ويقال: زخَّ في صدرِه يَزُخّ زَخّا إذا دَفع في صدرِه. وقوله: وَخِيفا جمع الخِيفة (2).

ولا أَبغِينّكَ (3) بعد النُّهى

وبعد الكرامة شرّا ظَلِيفا

يقول: لا تكلِّفنى أن أبغيَك بعد النُّهى أي بعد أن كنتَ من أهل النُّهى وأهلِ العقل. والظَّلِيف: الغليط (4)؛ ويقال: مكان ظَلِيف إذا كان غليظا.

ولا أَرقَعنّك رَقْعَ الصَّدِيـ

ـعِ لاءَمَ (5) فيه الصَّناعُ الكَتِيفا

يقول: لا أَرقعنّك بالهِجاء، أي لا تكلّفْنى ذلك. والصَّديع: الإناء يَنصدِع فيُرقَع. والكَتِيف: الضِّباب، واحدها كَتِيفة. والصَّناع: المرأة.

وماءٍ وَردتُ على زَوْرةٍ

كَمْشى السَّبَنتَى يَراح الشَّفِيفا

على زَوْرة أي على اْزوِرار ومَخافة. والسَّبَنْتى النَّمِر، وهو من أسمائه، ثم صار كلّ جرئ الصدر بعد ذلك سَبَنْتَى، وأنشدنا:

(1) في رواية، "غيظا".

(2)

في الأصل: "الخافة"؛ وهو تحريف صوابه ما أثبتنا نقلا عن شرح السكرى. وفسر الجمحىّ الخيف بالمخافة.

(3)

في رواية "ولا أجشمنك" شرح أشعار الهذليين.

(4)

عبارة بعض المفسرين: ظليف شديد ممتنع.

(5)

في رواية "خالف فيه الرفيق". وفي رواية "القيون" مكان "الصناع" وفي رواية "تابع فيه"(السكرى).

ص: 74

سوف تُدْنيك من لَمَيسَ سَبَنْتا

ةُ أَمارتْ بالول ماءَ الكِراضِ (1)

والشَّفيف: البَرْد (2). يقول: يجد البرد فينقبِض ولا يُسرع المشىَ. قال: فكذلك أنا مَشَيتُ على رِسْلِى. يقول: وردته على آزوِرارٍ ومخافة وأنا مقشعرّ مخافَة أن يكون به عدوّى.

فَخضخَضتُ صُفْنِىَ في جَمِّهِ

خِياضَ المُدابِرِ قِدْحا عَطوفا

المدابِر: الذي يعادِى صاحبَه ويقاتلُه من كلَبه على القِمار فقد قُمِر فهو يُخضخِض قِدْحَه من الحَرْد (3). والعَطوف: القِدْح الّذى يردّ (4) مرّة بعد مرّة. وخِياض يريد خِواض "في معنى (5) خائض" والصُّفْن: بين القِربة والعَيْبة. يقول: خَضخَضتُ الصُّفنَ لم أقدِر أن أستقىَ منِه مما عليه (6) حتّى حرّكت الصُّفْن. فكشفتُ ما عليه من الدِّمْن (7)، يعني بهذا أنّه لا عهد له بالبَوْك (8).

(1) البيت للطرماح. والكراض، قيل: هو ماء الفحل. يقال: كرضت الناقة تكرض كرضا وكروضا قبلت ماء الفحل بعد ما ضربها ثم ألقته، واسم ذلك الماء، الكراض؛ وقيل الكراض في البيت هو حلق الرحم بفتح الحاء واللام. والسبنتاة الناقة، وصفها بالقوة لأنها إذا لم تحمل كان أقوى لها اهـ ملخصا من اللسان (مادة كرض).

(2)

ذكر بعض المفسرين أن الشفيف الريح الباردة فيها ندى. ويراح الشفيف أي يشمه. وقال بعض المفسرين: يراح يستقبل الريح (السكرى).

(3)

الحرد: الغيظ والغضب. وقال في اللسان (مادة خوض) في تفسير المدابر أنه المقمور يقمر فيستعير قدحا يثق بفوزه ليعاود من قمره القمار.

(4)

كذا في شرح السكرى. وفي اللسان أن القدح العطوف هو الذي يعطف على القداح فيخرج فائزا. وقيل هو القدح الذي لا غنم فيه ولا غرم، سمى بذلك لأنه فى كل ربابة يضرب بها. وفى الأصل "يراد"، وهو تحريف.

(5)

كذا وردت هذه العبارة التي بين هاتين العلامتين في الأصل. ولم نتبين معناها؛ والذي في اللسان (مادة خوض) أن الخياض هو أن تدخل قدحا مستعارا بين قداح الميسر، يتيمن به، يقال: خضت في القداح خياضا وخاوضتَ القداح خواضا وأنشد هذا البيت؛ ثم قال في تفسير خضخضت: إنه تكرير من خاض يخوض.

(6)

في الأصل "علمته"، وهو تحريف صوابه ما أثبتنا كما يقتضيه السياق.

(7)

الدمن: البعر، يقال منه دمنت الماشية الماء.

(8)

البوك تنوير الماء. ولا عهد له أي للماء.

ص: 75

فلّما جَزَمتُ به قِربتى

تَيمّمتُ أَطرِقةً أوِ خَلِيفا

يقال جَزَم فلانُ قِربتَه إذا ملأها؛ وجَزَم إناءَه إذا ملأه. وأَطرِقة: جمعُ طريق. والخَلِيف: طريق وراء جَبل أو خَلْفَ وادٍ، جمعه خُلُف وأَخلِفة.

معى صاحب داجِنٌ بالعَزاةِ

ولم يك في القوم وَغْلا ضعيفا

الدّاجن: المعاود مرّة بعد مرّة. ودَجَنَ يَدْجُن دُجونا. يقول: قد دَجَن فيها كما يَدْجُن البعير في النَّوى. ودَجَن ورَجَن سواء. والوَغْل: النَّذْل. "والغَزاة ها هنا (1) في معنى الغَزْو؛ لأنّها المرّة (2)؛ وقد أخطأ فيها".

ويَعْدو كعَدْو كُدُرٍّ تَرى (3)

بفائله ونَساهُ نُسوفا

قوله: ويَعْدو، قال أبو سعيد: إنما قال يعدو لأنّ هُذَيلا ليسوا بأصحاب دوابَّ، إنّما هل رَجّالة. والكُدُرّ: الغليظ، يقال: حمار كُدرّ وكُنْدُر وكُنادِر. والفائل: عِرْق يَجرِى في الوَرِك فَيستبطِن الفَخِذ إلى الساق. والنُّسوف: آثارٌ من عَضّ، واحدها نَسْف، وهو الأَخْذ بمقدَّم الفم.

(1) وردت هذه العبارة التي بين هاتين العلامين في الأصل ضمن شرح البيت الآتى، وهو خطأ من الناسخ والصواب وضعها هنا.

(2)

لأنها المرة تعليل لدعواه بعد أن الشاعر قد أخطأ في استعمال لفظ الغزاة هنا. والذي وجدناه في كتب اللغة أن الغزاة اسم من غزوت العدو. قال ثعلب: إذا قيل غزاة فهو عمل سنة، وإذا قيل غزوة فهى المرة الواحدة من الغزو، ولا يطرد. (مستدرك التاج واللسان).

(3)

روى صدر هذا البيت "كعدو أقب رباع ترى" الخ شرح أشعار الهذليين.

ص: 76