الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ساعدة بين جُؤيّة
قال في الأُمّ (1): هذا من غير رواية أبى سعيد جعلناه في هذا الموضع (2):
يا نُعْمَ إني وأيديهمْ وما نَحَروا
…
بالخَيْفِ حيث يَسُحّ الدافِقُ المُهَجا
وأيديهم: موضعه خَفْض؛ لأنّه يمين. والْخَيْف: خيْف مِنًى. والْخَيف أصله ما سفل عن حُجْزة الجبل وارتفع عن مسيل الوادي. وقوله: يسحّ: يصبّ والدافق: الناحر. والمُهَج: خالص الأنفُس.
إنِّي لأهواكِ حقّا (3) غيرَ ما كَذِبٍ
…
ولو نَأَيتِ سِوانا في النَّوَى حِجَجا
نأيتِ سوانا، أي عند غيرنا. والنَّوَى: النيّة، وهو الوجه الذي تريده.
حُبَّ الضَّرِيكِ تِلادَ المالِ زَرَّمَه
…
فقرٌ ولم يتّخذْ في الناس مُلتَحَجا
الضريك: الفقير. زرّمه فقرُه، أي أفقره وقطع عنه الخَير، ومنه أَزرمتُ بولَه أي قطعتُ عليه بولَه. والملتحَجُ والمَلْجأ والعُصْرَةُ والعَصْرَ والمعتصَر والمَعقِل والوَزَر كلّ هذا واحد.
صِفْرِ المَباءةِ ذي هِرْسَينِ (4) منعجِفٍ
…
إذا نظرتَ إليه قلتَ قد فَرَجَا
(1) لعل الشارح أراد بالأمّ هنا الأصل الذي نقل منه هذه النسخة التي بين أيدينا. وأم الشيء أصله.
(2)
شعر ساعدة من رواية أبي سعيد تقدم في السفر الأوّل من هذا الديوان فانظره.
(3)
في رواية "حبا" مكان "حقا" اللسان (مادة زرم).
(4)
في كتب اللغة أن الهرس ككتف الثوب الخلق.
صِفر المبَاءة، يقول: أي خالي مَبارك الإبل. ذى هرسين: ذى خَلَقين. منعجِف: مهزول. قد فَرَجا: قد فَتح فاهُ للموت.
أَنَدَّ مِن قارِبٍ رُوحٍ قَوائمُه
…
صُمٍّ حوافرُه ما يَفْتأ الدَّلَجَا
أَندّ، أي أنفَر، يقَول: هو أَنفَر من حمار وحشٍ في قوائمه رَوَح، أي اتساع. تقول: دَابّة رَوْحاء للأنْثى. ما يفتأ الدَّلَجَا، أي ما يزال يُحيى ليلتَه جميعاً يسير.
أَخِيلُ (1) بَرْقا مَتَى حابٍ له زَجَلٌ
…
إذَا يفتِّر (2) مِن تَوْماضِه حَلَجا
قال: أَخِيلُ برقًا متى حابٍ له زَجَل، أراد أَخِيلُ بَرْقا، من حابٍ. حَلَجَ يَحلِجُ حَلْجا. أَخيلُ بَرْقًا، أي أَرَى خِلافَه مَطَرا، يقال: أَخالُ وأَخِيلُ بَرْقا متى حابٍ. أراد أَخِيلُ برقاً من حابٍ. والحابِى: السحاب المرتفِع. ومتى في معنى (3) مِن. وإنّما سمّى حابيا لأنّه قد أشرف قبل أن يطبِّق السماء. والتَّوْماض: اللَّمْع الضعيف من البَرْق. وحلَجَ: مَطَر. وأصلُه المطر الضعيف الخفيف.
مستأرِضا بين بَطْن (4) اللِّيثِ أيمَنه
…
إلى شَمَنْصِيرَ غيثا مُرسَلا مَعِجا
(1) ضبط هذا اللفظ في الأصل بفتح الألف وسكون الخاء وفتح الياء واللام وهو غير مستقيم الوزن وقد ضبطناه هكذا نقلا عن اللسان (مادة حلج) على أنه قد ورد في اللسان (مادة ومض) مضموم الألف.
(2)
في اللسان (مادة حلج)"تفتر" بفتح التاء والفاء وتشديد التاء المفتوحة. ثم قال بعد أن أنشد هذا البيت ما نصه: "ويروى خلجا" مكان "حلجا".
(3)
زاد في اللسان (مادة حلج) بعد أن أنشد هذا البيت الذي نحن بصدده ما نصه: أو بمعنى (وسط) أو بمعنى (في).
(4)
في اللسان (مادة معج)"أعلى" مكان بطن".
قوله مستأرِضا، أي قد استأرض (1) وثبتَ بالأرض. الليِّث وشَمَنْصِير: موضعان. ومَعِج: سريع.
فأَسْأَدَ الليلَ إرقاصا (2) وزَفْزفةً
…
وغارةً ووَسِيجا (3) غَمْلَجًا رَتِجا
الإسئاد: سيرُ اللَّيل. والزَّفْزَفة: الصوت. صوتُ مَرِّه وحفيفه. قوله:
وغارة، الغارة العَدْو، يقال: أغار إغارةَ الثعلب. والغَمْلَج: العَدْوُ المتدارك. والرَّتِجُ، هو نفسُه مسرِع.
حتى أَضافَ إلى وادٍ ضَفادِعُه
…
غَرْقَى رُدافَى تَراها تَشْتكي النَّشَجا
رُدافَى: يتبع بعضها بعضا. والنَّشج: تقلُّع النفس من أجوافها قَلْعا.
ولا أُقيمُ بِدارِ الهُونِ إنّ ولا
…
آتِى إلى الغَدْر أخشى دونَه الخَمجَا (4)
بدار الهُون: بدار الهوان. إنّ بمعنى، نَعَم، ثم قال: ولا آتيِ إلى الغدر. والخَمَج: سوء الثناء، ومنه خَمِج اللحمُ: إذا أَرْوَح. وخَمِج الدِّين: إذا فسد.
(1) قال في اللسان (مادة أرض) وقد يجيء المستأرض بمعنى المتأرض وهو المتثاقل إلى الأرض واستشهد بهذا البيت.
(2)
يلاحظ أن الشارح لم يفسر "إرقاصا" في البيت، وهو من أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون.
(3)
الوسيج: ضرب من السير.
(4)
في اللسان "مادة خمج""الخدر" مكان "الغدر" وفيها أيضاً أن هذا البيت أورده ابن برى في أماليه:
ولا أقيم بدار للهوان ولا
…
آتى إلى الغدر أخشى دونه الخمجا