الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بدت يوم رُحْنا عَوْهَجُ (1) لا شَحاصَةُ
…
نَوارٌ (2) ولا رَيّا الغزال لِحَيبُ (3)
يقول: منَحتَنى شَحْصا ليس لها لبن ومنحتُك أنا مالئةً لِحلابك. وإنما ضرب هذا مَثَلا، يقول: منحَتنى شحصاء. وإنما يريد ثنائى ومدائحى. والحِلاب: ما يُحلب فيه، والمعنى منحتُك اللَّبون، ومنحتَنى أنت الشَّحَص.
وحبوتُك النُّصْحَ الذي لا يُشَترى
…
بالمال فانظر بعدُ ما تَحْبونى
وتأمّل السِّبتَ الذي أحذوكُم
…
فانظر بِمثلِ إمامِه (4) فاحذونِى
يقول: مِثلَ ما صنعتُ بك فاحذونى، وليس ها هنا نعل، إنما هذا مثَلَ، يريد ما أحذوكم من الثناء فافعلوا بى مِثله. والسِّبْت: النعل المدبوغة، بالقَرَظ. يقول: اُحذُنى مِثلَها.
فأجابه أبو العيال
أقسمتَ لا تَنسَى شَبابَ (5) قصيدةٍ
…
أبدا فما هَذا الّذى يُنْسينى
قال أبو سعيد: يقول: إنك تبدأ شَبابَ شِعْر، فما هذا الذى ينسينى وقد أقسمتَ لا تَنسى.
(1) العوهج من النوق: الطويلة العنق.
(2)
في الأصل "ثوار" بالثاء؛ وهو تصحيف. والنوار: النافرة. ويجمع على "نور" بضم النون، وهي النوافر من الظباء والوحش وغيرها، وتقول: نسوة نور أي نفر من الريبة.
(3)
اللحيب من الإبل: الفليلة لحم الظهر.
(4)
إمامه: مثاله. (السكرى).
(5)
في رواية "مقال"(السكرى).
فلسوف تنَساها وتعَلمُ أنّها
…
تَبَعٌ لآبيةِ العِصابِ (1) زَبوُنِ
يقول: سَتنسَى مَنيحتك وتعلم أنها تبعُ آبية العِصاب زَبون، إن حُلبتْ لم تَدِرّ وإن عُصِبتْ زَبَنتْ ورَمحتْ، يقال: هذه ناقة زبون. والزَّبنْ: الرَّمْح.
ومنحتَنى فرضيتُ زِىَّ منَيحتى (2)
…
فإذا بها وأبيكَ طَيف جُنون
زِيّها: مَرآتها. يقول: رضيتُ هيئتها ومَرآتها فإذا بها طيفٌ من الجنّ؛ وهذا مَثَل ضربَه له.
جَهْراءَ لا تألو إذا هي أظهرتْ
…
بَصَرا وما مِن عَيْلة تُغنينى
الجَهْراء: التي لا تُبصر في الهاجرة من الدوابّ والإبل، أي منحتنَى شاةً لا تُبصر. والأجهر مِثلُها. لا تألو: لا تستطيع بصرا. قال: وسمعتُ رجلا بمكّة يقول: لا آلو كذا وكذا: لا أستطيعه.
قرِّبْ حِذاءَك قاحِلا أو ليّنا
…
فتَمَنَّ في التّخصير والتَّلْسِينِ
قال أبو سعيد: كانت العَرب إذا تنوّقتْ في جلود البقر لَسّنتْ وخَصّرتْ، فقال هذا الأوّل من الشاعرين: انظر حذائى فاحذونى. فقال هذا الآخر: قرّبْ حذاءَك الّذى حذوتَنى أحذُك مِثلَه على مثاله، وتَمَنّ في التخصير والتلسين، وأنشدنا:
إلى معشر لا يَخصِفون نِعِالهَمْ، ولا يَلبَسون السِّبْتَ ما لم يخصَّر
(1) يقال: عصب الناقة يعصبها عصبا وعصابا إذا شدّ فخذيها أو أدنى منخريها بحبل لتدر (اللسان)
(2)
في رواية: "أمنحتنى جهد اليمين شَمّلة". وفي رواية أخرى: "ومدحتنى فرضيت رأى منيحتى"(السكرى).