الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أيضاً
أفى كلِّ مُمسَى ليلًة أنا قائلٌ
…
من الدّهر لا تبعَدْ قتيلَ جَميلِ (1)
فما كنتُ أخشى أن تَنالَ دِماءنا
…
قريشٌ ولمّا يُقتَلوا بقَتِيلِ
وأَبرَحُ ما أمِّرتُمُ ومَلَكتُم
…
يدَ الدهرِ ما لم تُقتَلوا بغَليلِ
ما أُمِّرْتم إذا كانت الإمارة فيكم، فأَبرُح بغليلٍ ما لم تُقتَلوا. والغليل: خَرُّ فى الصدر يكون من الغيظ، ويكون من العطش فى غير هذا الموضع.
وقال أبو خِراش أيضا
(2)
حَمِدتُ إلهى بعد عُروةَ إذ نجا
…
خِراشٌ وبعضُ الشّر أهوَنُ من بعضِ
عروة: أخوه، وخِراش: ابنُه. وبعض الشرّ أهوَن مِن بعض، إذ لم يُقتَلا جميعاً.
(1) قتيل جميل، هو زهير بن العجوة الذي قتله جميل بن معمر فى قصة تقدم ذكرها.
(2)
كان سبب هذه الأبيات فيما ذكره صاحب الأغانى ج 21 ص 63 أن عروة بن مرة وخراشا ابن أبى خراش أخى عروة خرجا مغيرين على بطنين من ثمالة يقال لهما بنو رزام وبنو بلال (بتشديد اللام الأولى كما فى خزانة الأدب ج 2 ص 459) طمعا فى أن يظفرا من أموالهم بشيء، فظفر بهما الثماليون فأما بنو رزام فنهوا عن قتلهما، وأبت بنو بلال إلا قتلهما حتى كاد يكون بينهم شر، فألقى رجل من القوم ثوبه على خراش حين شغل القوم بقتل عروة، ثم قال له: انج، وانحرف القوم بعد قتلهم عروة إلى الرجل، وكانوا أسلموه إليه، فقالوا أين خراش، فقال أفلت منى فذهب، فسعى القوم فى أثره، فأعجزهم، فقال أبو خراش هذه الأبيات يرثى أخاه عروة، ويذكر خلاص ابنه، وقد وردت هذه الأبيات أيضاً فى خزانة الأدب ج 2 فى الكلام على الشاهد السادس بعد الأربعمائة من صفحة 458 إلى صفحة 463 فانظرها مع قصتها التى نقلناها هنا عن الأغانى مشروحة أبياتها شرحا مطولا.
فوالله لا أَنسَى قتيلا رُزِئتُه
…
بجانب قُوسَى (1) ما مشيتُ على الأرض
بلى إنّها تعفو الكُلومُ وإنّما
…
نُوكَّل بالأدنى وإنْ جَلّ ما يَمضِى
قوله: بلى إنّها تَعفو الكُلوم، تَبرأُ وتَستوِى. نوكَّل بالأدنى، يقول: إنما نحن نحزن على الأقرب فالأقرب، ومن مضى ننساه وإنْ عَظُم.
ولَم أَدرِ من أَلقَى عليه رِداءَه
…
ولكَنّه (2) قد سُلَّ من ماجِدٍ مَحْضِ
وذلك أنّه لما صُرِع أَلقىَ عليه رجل ثيابَه فواراه، وشُغِلوا بقتل عروة، فنجا خِراش. وهذا الرجل الذي أَلقَى عليه ثوبه من أَسْدِ شَنوءة، فقال:
ولم أدرِ من أَلقَى عليه رداءَه
…
ولكنّه قد سُلّ من ماجِدٍ مَحْضِ
ولمَ يكُ مَثْلوجَ الفؤادِ مهبَّجًا
…
أضاع الشبابَ فى الرَّبيلةِ والخَفضِ
مثلوج الفؤاد، لم يكن ضعيفَ الفؤاد، باردَ الفؤاد. مهيَّج: مثقَّل. أضاع الشبابَ فى الرَّبيلة والخفض، يقول: أضاعه فى المُقام فى الخفض الدَّعَة. والرَّبِيلة: كثرة اللَّحمِ وتمامُه.
ولكنّه قد نازعتْه مخامِصٌ
…
على أنّه ذو مِرّةٍ صادقُ النَّهضِ
نازعتْه مخَامِص، أي جاذَبهَ جُوع. وصادق النهض حين يَنهض فى الأرض.
(1) ضبط هذا الاسم بفتح القاف فى القاموس وشرحه ضبطا بالعبارة، وضبط فى الأصل بضم القاف. وفي خزانة الأدب ج 2 ص 460 ما يفيد أنه يروى بفتح القاف كما يروى بضمها. وهو موضع جلاد السراة من الحجاز، قاله فى تاج العروس، وأنشد هذا البيت.
(2)
فى رواية "سوى أنه" من قوله "ولكنه".