الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويُروَى: بطنِ (1) قَوٍّ، وكان بنو مُرّة عشرة (2): أبو جُندَب، وأبو خِراش والأبحّ، والأسوَد، وأبو الأسوَد، وعمرو، وزُهير، وجَناّد، وسفيان، وعُروة؛ وكانوا دَهاةً شعراء.
وقال أُميّة بنُ أبى عائذ
(3)
ألا يا لِقوِم لِطيف الخَيالِ
…
يؤرِّق (4) من نازحٍ ذى دلالِ
يقال: طاف الخيالُ يَطيف. يؤرّق: يُسهِر.
أجازَ إلينا على بعدِه
…
مَهاوِىَ خَرْقٍ (5) مَهابٍ مَهالِ
أجاز: قَطَع إلينا على بعده. مَهاوِى: المواضع التي يهوى فيها. والمَهْواة بين الثَّنيتين: النَّفْنَف (6). ومَهاب: موضع هيبة. ومَهال: من الهول (7).
(1) قوّ: منزل للقاصد إلى المدينة من البصرة. وقال الجوهرى: قوّ بين فيد والنباج. وقال ياقوت: هو واد يقطع الطريق تدخله المياه ولا تخرج، وعليه قنطرة يعبر عليها القفول يقال لها بطن قوّ.
(2)
لعل ذكره إخوة أبى خراش في هذا الموضع لمناسبة ذكره موته، أو لمناسبة الفراغ من شعره. وكان الأولى ذكر ذلك عند ذكر مرئيته لإخوته في أوّل شعره.
(3)
أمية بن أبى عائذ العمرى أحد بنى عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل، شاعر إسلامى من شعراء الدولة الأموية، وقد مدح بنى مروان. وذكر ابن الأعرابى أنه وفد على عبد العزيز بن مروان بمصر وطال مقامه عنده، وكان يأنس به، ووصله صلات سنية اهـ ملخصا من الأغانى ج 20 ص 115 طبع بولاق.
(4)
فى رواية "أرّق" بصيغة الماضى. و"من نازح" أي طيف جاء من نازح انظر السكرى ص 180 طبع أوربا.
(5)
الخرق: البلد الواسع.
(6)
النفنف: كل مهوى بين جبلين.
(7)
من الهول، أي موضع هول، كما فى السكرى.
صَحارِى تَغوَّلُ جِنّانُها
…
وأحدابَ طَوْدٍ رفيعِ الِجبالِ
موضع صحارِى نَصْبٌ، ولكنّه سكّن الياء. تَغوَّل جِنّانُها: تكون واحدة من الغِيلان (1). والحَدَب: ما ارتفع من الأرض.
خَيالٌ لجَعدة قد هاج لى
…
نُكاسا من الحبّ بعد اندمالِ
يقال: عرض له نُكْس ونُكاس. ويقال: اندَمَل إذا أفاق.
تَسدَّى مع النوم تِمثالهُا
…
دنوَّ الضَّباب بِطَلٍّ زلُالِ
يقول غشِيَنا خيالهُا كما يغشى الضبابُ الأرضَ. والطل: الندى. وزلال: صافٍ.
فباتت تسائلنا في المنام
…
وأَحببْ إلىّ بذاك السؤالِ
تُثنّى التحيّةَ بعد السلام
…
ثم تُفدِّى بعَمٍّ وخالِ
فقد هاجنى ذِكرُ أُمِّ الصَّـ
…
ـبِىِّ (2) من بعد سُقمٍ طويلِ المِطالِ
المِطال: المطاوَلة.
ومَرّ المَنونِ بأمرٍ يَغو
…
لُ من رُزءِ نفسٍ ومن نقصِ مالِ
إلى الله أشكو الّذى قد أَرَى
…
من النائباتِ بعافٍ وعالِ
(1) عبارة السكرى في تفسير "تغول"، تغول: تلوّن، أخذ من الغيلان لأنها تلوّن.
(2)
ضبط فى شرح السكرى طبع أوربا "الصبى" بضم الصاد وفتح الباء وتشديد الياء.
يقول: النائبات التي تنوب. وقوله: بعافٍ وعالٍ، أي تأخذ بالعفو (1) والسهولة وتَقهَر فتعلو وتعظُم. ومنه: تعالَى الأمرُ، إذا تَفاقَم.
وإظلالَ هذا الزمانِ الذّى
…
يقلِّب بالناس حالًا لِحال
إظلاله: إشرافه.
وجَهدَ بَلاءً إذا ما أتى
…
تَطاوَلُ أيّامه واللّيالِى
وقِدْمًا تعلّقتُ أمَّ الصَّبىِّ
…
مِنّى على عَزَفٍ واكتهالِ
أي عزفتُ عن النساء واكتهلتُ.
فسَلِّ الهمومَ بعَيْرانةٍ
…
مُواشِكةِ الرَّجْعِ بعد انتقالِ
عَيْرانة: مشبَّهة بالعَيْر. مُواشِكة: سريعةُ رَجْعٍ يديها. والمُناقَلة: ضربٌ من السَّيْر (2). والنِّقال: الحجارة (3) الصغار، واحدها نقلة.
ذَمولٍ تَزِفّ زفيفَ الظَّليـ
…
ـم شَمَّر بالنَّعْف وسْطَ الرِّئالِ
الزّفيف: مدارَكة المشى. والنَّعْف: ما سفل عن الحجر وارتفع عن مَسِيل الوادِى.
(1) لم ترد هذه الباء في الأصل. وقد أثبتناها عن السكرى.
(2)
قال السكرى: يقال ناقة مناقل إذا وقعت في خشونة وحجارة ناقلتها بقوائمها فتوقيها حتى لا يصيبها منه شيء.
(3)
ورد النقال بمعنى الحجارة في شطر بيت للقتال الكلابى، وهو:
* بكريه يعثر في النقال *
(اللسان مادة نقل).
وترمَدُّ هَمْلَجةً (1) زعزَعا
…
كما انخرط الحبلُ فوق المحَالِ
ترمدّ: تمضِى سريعا. والزّعزع: التحرّك في السير، كما انخرط الحبل فوق البَكْرة، وهي المحَالة.
وإن غُضَّ من غربِها رفَّدتْ
…
وَسِيجا وأَلوَتْ بجَلْسٍ طُوالِ
غُضَّ من غَرْبِها، من حدّها ونشاطِها. ورَفَّدتْ: ضربٌ من السير يقال له: الترفيد (2). بجَلْسٍ طُوال، بقوائمَ (3) طُوال، يقال: جِسم جلس أي طويل.
ومن سَيْرها العَنَقُ المُسْبطِـ
…
ـرّ والعَجْرفِيّة بعد الكَلالِ
العنق المسبطِرّ: السهل (4). والعجرفيّة: الشديد، يقول: إذا كَلّت رأيتَ فيها عجرفيّة من شِدِّة نفسها، وبقيّة فيها.
كأنّى ورَحْلِى إذا رُعتُها
…
على جَمَزَى جازئٍ بالرمالِ
قوله: رعتها، هو أن يزجرها أو يضِربها. وجمزى، حِمار يَجمِز (5)، قال الأصمعىّ: لم أسمع (فَعَلى) مذكَّرا إلا فى هذا الحرف. جازِئ: اجتزأ بالرُّطْبِ عن الماء.
(1) الهملجة: خسن السير فى سرعة.
(2)
فى شرح السكرى فى تفسير قوله: رفدت المشى (أي بتشديد الفاء) اتبعت بعضه بعضا، كما ورد فيه أنه روى "وجيفا" مكان "وسيجا" كما روى "رسميا" أيضا، وورد فيه أن الوسيج ضرب من السير، ولم يعينه. ولم يرد فى اللسان (مادة وسج) أكثر من أن الوسيج سير سريع.
(3)
فسر فى شرح السكرى الجلس بأنه الطويل، وكذك الطوال بضم الطاء، ثم قال بعد ذلك: أي أشرفت بعنق طوال أي طويلة. وفى اللسان (مادة رفد) أنه أراد بالجلس أصل ذنبها.
(4)
عبارة السكرى: "العنق: السير المنبسط. والمسبطر: المسترسل السهل".
(5)
كذا ورد هذا التفسير فى الشرح، وقد ورد فى اللسان (مادة جمز) أنه شبه ناقته بحمار وحش، أما السكرى فقد قال: إنه يعني ثورا. ويجمز: يسرع.
هجانِ السَّراةِ ترى لونهَ
…
كقُبْطِيّة الصَّون بعد الصِّقالِ (1)
هِجانِ السراة، يعنى الثور الأبيض الظهرِ؛ يقال: ثوبٌ صَوْن، إذا كان يصان.
حديدِ القَناتَين عَبْلِ الشَّوَى
…
لَهاقٍ تلألؤه كالِهلالِ
حديدِ القَناتين، يعنى حديد القَرْنين. عَبْل الشَّوَى، يعنى غلِيظَها. لهَاق: أبيض.
أحمِّ المدامِع يَبنِي الكِناس
…
في دَمِثِ التُّربِ يَنثالُ هالِ
أحمِّ: أسوَد. يبنِي الكِناس: يحفِر يتّخذه كِناسا. ينثال: يَسِيل. وهال يَهيلُ إذا تناثر (2).
من الطاوِياتِ خِلالَ الغَضَى
…
بأجمادِ حَوْمَلَ أو بالمَطالِى
يريد من الثيران التي قد طوت أي خَمِصت. وخِلال، بين الغَضَى. وأجماد: الواحد جُمُّد، وهو ما غلظ. وحَوْمَل: موضع. والمَطالِى: نحو نجران.
أو اصحمَ حامٍ جَرامِيزَه
…
حَزابِيةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ
(1) ذكر السكرى أنه يقال: ثياب قبطية (بضم القاف وكسرها) كأنها نسبت إلى القبط. وقال في شرح قوله "بعد الصقال" أي بعد حدثان العهد بالجدّة.
(2)
عبارة السكرى: "وهال: هائل، مثل هار وهائر" الخ.
أصحم: حِمار يضرِب إلى الصُّفرة والسواد. حامٍ جرامِيزه، أي بدنَه، يقال للرجل جمع جرامِيزَه، إذا أراد يثِب. وحَزابِية: مجتمِع الخَلْق. وحَيَدَى: يحيد وهو بالدَّحال جمع دَحْل، والدَّحْل: هُوّة من الأرض فيها ضِيق.
يُرِنّ على مُغْزِياتِ العقاق
…
ويَقْرُو بها قفَراتِ الصّلالِ
يُرِنّ: يصوّت هذا الحمار. على مُغْزِيات: اللّواتى يحمِلن في آخر الزمن ويضعن فى آخر الزمن. والعِقاق: أن تَضخم بطونهنّ عند الحمل، يقال: هي عَقوق. ويَقْرو: يَتبَع. قَفَرات الصِّلال، ما تفرَّق من المطر، الواحد صَلّة. الأصمعىّ، يقال: أرض صَلّة (1) ومطر صَلّة. وخُفٌّ جيّد الصِّلّة، أي جيّد الِجلد.
مُرِبًّا بهنّ له أمرُه
…
وهنّ له حاذِراتٌ قَوالِى
مرِبّ: لازَمَ الأُتُن. له أمره (2). قلَيْنه: أبغضنه لأنهنّ حَوامِل.
لواها عن الماء حتّى أبت
…
-لِحبّ الوُرودِ- أنِيقَ الأَكالِ
لواها: منعها. والأَكال: ما أُكِل حولها: وقوله: حتى أبت لِحبّ الورود بقول: عطشتْ حتّى إنها ترى ما تأكل فلا تستطيع أكلَه من العطش.
وذكّرها (3) فَيْحُ نجِم الفُرو
…
غِ مِن صَيْهَد الشمسِ بَردَ السِّمالِ
(1) أرض صلة، أي يابسة. وليس مرادا هنا، وإنما المراد بالصلة ما تفرق من المطر.
(2)
له أمره أي للفحل، لا يخالفنه في ورود ولا غيره.
(3)
في رواية "فأوردها فيح" الخ. اللسان (مادة سمل) وشرح السكرى. وروى "فيح" بالنصب أي أورد العير أنّه برد السمال في فيح نجم الفروغ، كما روى فيح بالرفع أيضا، أي أوردها الحرّ الماء اللسان (مادة سمل أيضا).
الفَيْح: الفُروع (1): فُروغ الدَّلْو (2)، الواحد فَرْغ. والصَّيْهَد شدّة وقع الشمس. والسِّمال: جمع سَمَلة، وهى بقايا الماء.
فظلّت صَوافنَ خُوصَ العيون
…
كبَثّ النّوى بالرُّبا والِهجالِ
فظلت يعنى الحُمُر. صَوافن، الصافن الذى قد رفع إحدى قوائمه. خُوص العيون: غائراتها. كبثّ، أي كما يُبَثّ النوى أي هنّ متفرّقات. والهَجْل: ما اطمأنّ (3)، وكان الأصمعىّ يقول: الصافن الذى قد فرّق بين رجليه.
وظلّ يسوِّف أبولهَا
…
ويُوفِي زَيازِىَ حُدْبَ التِّلالِ
يسوّف أبوالها: يشمّ. ويوفِى: يعلو. زَيازِى: ما غلظ من الأرض، الواحد زِيزاءة. حُدْب التِّلال: مشرِفات.
مُشِيفا يراقِب شمسَ النهار
…
حتى تقلّع فَيءُ الظِّلالِ
مشيف: مشِرف على هذا التّل. يراقب الشمسَ أن تغيبَ فيرِد. وقوله تقلّع فئُ الظِّلال. الفئ: رُجوع (4). والظلّ: مِن حِين تطلع الشمسُ إلى أن ينتصف النهار، فإذا زالت صار فيئًا إلى أن تغيب.
(1) كذا في الأصل. وعبارة السكرى: الفيح وهج نجم الفروغ.
(2)
في اللسان أن الفرغ نجم من منازل القمر، وهما فرغان: منزلان في برج الدلو، فرغ الدلو المقدّم وفرغ الدلو المؤخر الخ.
(3)
أي ما اطمأن من الأرض.
(4)
في شرح السكرى "الرجوع" معرفا؛ وهو أنسب.
فطافَ (1) بتعشِيرِه وانتحىَ
…
جَوائلَها وهو كالمسُتجالِ
جوائلها، ما جال منها حين حمل عليهنّ. بتعشيره أي بنَهيقه. انتحى: اعتمد. وهو كالمستجال أي كأنما أصابه فَزَع (2).
وهيّجها لاحِقٌ وَقعُه
…
لآثارِ (3) منكمِشاتٍ (4) عجال
لاحق وقعه لآثارها، أي يَلَحق آثارها.
نَواجِىَ مندفِقاتِ الصُّدو
…
رِ بالمرَطَى لاحقاتِ التَّوالى
المرطى: عَدوٌ هيّن. التَّوالى: الأرجل (5).
يؤمّ بها وانتحتْ للنّجا
…
ءِ عينَ الرُّصُافة ذات النِّجال
يؤمّ: يَقصِد بالحُمُر. والنِّجال: ما يَخرج من البئر من النَّزّ. ويقال للسرير الذي يحرَّك فيه الصبىّ مِنَزّ.
تَهادَى حَوافُرها جَنْدَلًا
…
زواهقَ ضربَ قُلاةٍ بِقالِ
(1) في رواية "فصاح"(السكرى).
(2)
قال السكرى فى تفسير المستجال فى هذا البيت ص 187: المستجال: "المستخف (بفتح الخاء) ". وفي اللسان (مادة جول): استجيل: ذهبت به الريح هاهنا وهاهنا اهـ.
(3)
في رواية "لأدبار" مكان (لآثار) السكرى.
(4)
منكمشات: جادّات ماضيات.
(5)
ذكر السكرى التوالى بمعنى المآخير، كما ذكر أنها بمعنى الأرجل كما هنا.
تهادَى: ترمِى به اليدُ إلى الرجل. زواهق: نوادر. وقوله: ضرب قُلاةٍ، يقال: جع قُلَة (1)، وهي الّتى تُضرَب بالقال، وهو عُود؛ ويقال للعُود مِقْلًى (2).
إِذا غُرْبةُ عَمَّهنّ ارتفعـ
…
ـن أرضا ويَغْتالها باغتيالِ
إذا غَرْبُه يعنى غربَ الِحمار، وهو حِدّته ونشاطه. ارتفعن أرضا، أي تنحّين إلى أرض. ويغتالها باغتيال أي يدرِكها حتى يغتال ما بينها وبينه بَعدْوِه أي يُذهِبه حّتى يَلحَقها، وهذه أرض تغتال الماشىَ، أي تُذهب مشيَه ولا يستبين المشُى فيها لبعدِها.
يَجيش عليهنّ جيّاشُه
…
وهنّ جَوافِلُ منه جَوالِ
يَجيشُ عليهنّ بما فارَ من عدْوِه وهنّ جَوافل أي منقلِعات (3). وجَوالٍ، أي تركن مكانهنّ وأجْلَين عنه. والجَلّالة: الإبل تأكل العِذرة. والجِلَّة: المَسانّ من الإبل.
يَغُضّ ويَغْضِفْن مِن رَيِّقٍ
…
كشُؤبوبِ ذى بَرَدٍ وانسِحالِ (4)
(1) فى كتب اللغة أن القلة والقال عودان يلعب بهما الصبيان، فالقلة: العود الصغير الذى يضرب بالقال. والقال: العود الكبير الذى تضرب به القلة.
(2)
ومقلاه أيضا بالهمز.
(3)
عبارة السكرى: جوافل: هوارب، يقال: جفل، انقلع
…
ثم قال: جوافل منقطعات منه.
(4)
الانسحال: الانصباب.
يغضّ، يعنى الحمار يكفّ بعض جَريِه. وَيغضِفن، يعنى الأُتُن. وقال: الغَضْف: الكفّ (1). وقال: يَغضِفن من رَيِّقٍ، يعنى من أوّل جريهنّ. كشُؤبوب، وهي سحابة رقيقة قليلة العرْض، شديدة وقع المطر، وأراد حَدّه.
إذا ما انتَحَين ذَنوبَ الحِضا
…
رِجاشَ خَسيفٌ فَريغُ السِّجالِ
انتحين: تحرّفن له. وساجَلْن فى العَدْوِ، [هذا](2) يَغرِف ذَنوبا (3) والآخر يغرِف ذَنوبا. وجاشَ خسيفُ أي فار عليهنّ بحرٌ من عَدْوِه، يقال: بئرٌ خَسِيفٌ إذا كثر ماؤها. ويقال: دابّة فَرِيغ، واسع العَدْو.
يُحامِى الحَقِيق إذا ما احتَدَمْـ
…
ـن حَمحَم فى كَوثرٍ كالجِلالِ (4)
يقول: هو من الحمير يَحمِى حقيقتَه وهو ما يحقّ عليه أن يحميه. واحتدمن: اشتدّ عَدوُهنّ. والاحتدام: شدّة غَلَيان القِدْر. وحَمحَم فى كوثر: غبارٍ كثير. والِجلال: جمع جلّ (5)، أي قد ركِبها الغبار.
(1) لم نجد الغضف بمعنى الكف فيما راجعناه من كتب اللغة. والذى فى شرح السكرى فى شرح قوله: "ويغضفن" ما نصه: "وهن يغضفن غضفا" يريد الأتن يأخذن أخذا من الجرى بغير حساب وكذلك فى القاموس. (مادة غضف).
(2)
هذه الكلمة أو ما يفيد معناها ساقطة من الأصل. والسياق يقتضى إثباتها.
(3)
الذنوب: الداو وأراد به هنا النصيب من العدو.
(4)
ورد هذا البيت فى اللسان (مادة كثر) ورواه "وحمحمن" بإسناد الفعل إلى الأتن، وزيادة واو العطف.
(5)
ذكر السكرى أنه شبه الغبار بجلال الدواب. وجلال كل شيء غطاؤه، جمع جل بفتح الجيم وضمها وتشديد اللام.
كأنّ الطِّمِرّة ذاتَ الطما
…
حِ منها لضَبْرته (1) بالعِقالِ
يقول: كأنّ الطِّمرّة من هذه الحمير، وهى الوثوب كأنّها فى عِقال من إدراكه إيّاها. وذات الطِّماح، أي تَطمَح فى العَدْو أي تُبعِد.
فأورَدَها مستحِيرَ الجِما
…
مِ ذا طُحْلُبٍ طافِيا فى الضِّحالِ
مستحير: قد امتلأ، ليس له موضع يمضى فيه من كثرته. والجمَّ: ما جَمّ من الماء. والضَّحْل: ما رقّ من الماء.
فلّما وردن ابتدرن الشُّرو
…
عَ بسطَ الأَكفِّ لأخذِ (2) العَوالِى
يريد كما يبسط الرجل يده يأخذ عاليةَ الرمح. والشُّروع: الكرُوع.
فألقت جَحافِلَها (3) فى الجِما
…
مِ مَيْحَ القَماقِم ما فى القِلالِ (4)
تُجيل (5) الحبَاب بأنفاسِها
…
وتجلو سَبيخَ جُفالِ النُّسالِ
قوله: تُجيل الحبَاب: تنفخه بأنفاسها حتى تنحِّى عنها حبَاب الماء.
(1) الضبر: العدو والوثب.
(2)
فى رواية "لقبضَ" مكان "لأخذ".
(3)
الجحافل للدواب بمنزلة الشفاه من الإنسان والمشافر من الإبل.
(4)
لم يذكر الشارح فى تفسير هذا البيت شيئا. وقد ذكر السكرى فى تفسيره أن الجمام: جمع جمة وهي مجتمع الماء. والميح: الاستخراج.
(5)
فى رواية "تثير" مكان "تجيل" وفى رواية "جفال سبيخ" السكرى.
والجُفال: ما يتجفّل (1) من الماء. والسَّبيخ: ما نَسَل من الريش فوقع على الماء، فهي تنحّيه.
وتُلقِى البَلاعيِمَ فى بَرْدِه
…
وتُوفِي الدُّفوفَ بشُرْبٍ دِخالِ
البلاعيم: مجارِى الطعام والشراب؛ الواحد بُلْعوم. تُوفى الدُّفوف: تملأ جنوبها حتى تنتفِخ. بشُرْبٍ دِخال، الشرب: الماء بعينه. والشُّرب: المصدر (2). وأصل الدِّخال أن يؤتَى بإبل لم تشرب فتَكرع فى الحوض، فإذا فرغت صُيّرتْ فى العَطَن ثم يوتى بإبلٍ غيرِها فتصيَّر على الحوض ثم يُدخَل بين كلّ بعيرين بعير مّما قد شرب أوّل مرّة ليؤثَر به، فذلك الدِّخال.
فلمّا وردن (3) صَدَرْنَ النَّقِيل
…
كأوبِ مَرامِى غَوِىٍّ مُغالِى
النَّقيل: المُناقلة فى السير، وهو إذا وقع فى حجارة ناقَلَ قدمَه أي وضعها بين حجرين. والمُغالى: الّذى يغالى أيّهما (4) أبعد سهما.
فأسلَكَها (5) مَرصَدا حافظا
…
به ابن الدجى لاصِقا كالطِّحالِ
(1) يلاحظَ أنه لم يفسر الجفال تفسيرا واضحا. والذى وجدناه فى كتب اللغة أن الجفال ما نفاه السيل من الغثاء والجفاء (شرح القاموس) وهذا هو المناسب لما فى هذا البيت من معانى الجفال.
(2)
في كتب اللغة أن الشرب مصدر شرب يكون مثلث الشين، وبمعنى الماء، تضم شينه وتكسر.
(3)
فى رواية "روين" مكان "وردن". وفى رواية "ابتدرن" مكان "صدرن" شرح السكرى.
(4)
أيهما أي هو أم صاحبه الذى يراميه. ولم يفسر المرامى بفتح الميم وهى السهام. وأوبها: رجوعها، أي إدبارها حين تذهب كما فى شرح السكرى.
(5)
فى رواية "فأوردها" مكان "فأسلكها" وفى رواية "لاطئا" مكان "لاصقا" وفى رواية "على ابنُ الدجى" مكان "به ابن الدجى".
فأسلَكَها الفحل على حيث يَرصُد الرامى، وهو ابن الدجى. والدُّجْية: القُتْرة والبُرْأة والزُّبْية (1). وهو لاصق فى قترته كما لِصق الطِّحال بالجنب.
مُقِيتا (2) مُعِيدا لأكل القنِيـ
…
ـصِ ذا فاقةٍ مُلحِما للعِيالِ
مقيت: مقتدِر. ومعيد: معوّدَ لذلك، ومُلحِم: يطعِم عيالَه اللحم.
له نسوةٌ عاطِلاتُ الصُّدو
…
رِ عُوجٌ مَراضِيعُ مِثلُ السَّعالى (3)
عاطلات: ليس عليهن حُلِيّ.
(82)
تَراح يداه لمحشورةٍ
…
خَواظِى القِداحَ عِجافِ النصالِ
تراح يداه، أي تخفّ للرمى. ومحشورة، أي نَبْل أُلطِف (4) قُذَذها (5) فهو أسرعُ لها وأبعد. وخَواظى: مِتان. وعِجاف النصال، أي مُرهَفةٌ رقيقة.
(1) الدجى: بيع دجية. والدجية والقترة والبرأة والزبية كلها أسماء للسكان الذى يتوارى فيه الصائد. وقد فسر بعض الشراح ابن الدجى فى هذا البيت فقال: يعنى أنه يراصدها بالليل فهو ابن الدجى السكرى.
(2)
فى رواية "مفيدا" مكان "مقيتا" ويفيد: يكتسب (السكرى).
(3)
ورد فى الأصل مكتوبا فوق كلمة: "السعالى" فى البيت كلمة: "الغيلان" تفسير لها "وروى""عطلات" بدون ألف بعد العين. وقد ورد هذا البيت فى اللسان:
ويأوى إلى نسوة عطل
…
وشعث مراضيع مثل السعالى
والمراضيع: جمع مرضع أي ذات رضيع. والعوج: المهازيل.
(4)
فى شرح السكرى "الصق" مكان قوله: "الطف". وكلا المعنيين يصح تفسير لفظ المحشورة به انظر اللسان (مادة حشر).
(5)
كذا فى شرح السكرى. وهو ما يستفاد من اللسان أيضا (مادة حشر). وفى الأصل: "قدّها" وهو تحريف. وقذذ السهم: ريشه.
كَخَشْرَم دَبْرٍ له أَزْمَلٌ
…
أو الجمَرِ حُشَّ بِصُلْبٍ جِزالِ
يعني أنّ السهام تمرّ كما يمرّ الدّبْر (1) في بَريقه. لها أزْمَل أي صوت. والخَشَرم: النحل أو الجمر في بريقه. حُشَّ: أُوقِد بحَطَبٍ صُلبٍ جزل.
على عجِسِ هَتّافةِ المِذْرَوَيْـ .. ـن زَوراء مُضجَعةٍ في الشّمالِ
العجس: مقبِض القوس. وهتّافة المِذروين، أي لطرَفيها صوت نبض. زوراء: مُعْوجّة. مُضجَعة، يقول: إنما (2) هو في مكان ضيق مِثل اللّحد لا يستطيع أن ينصبها.
بها مِحَصٌ غيرُ جافِي القُوَى
…
إذا مُطَّ (3) حَنَّ بَورْكٍ حُدالِ
مَحِص: وترٌ مُحِص حتى ذهب زِئْبِره. وقُواه: الطاقات، الواحدة قوّة. إذا مُطَّ: جُرّ. حَنَّ من صلابته. وَرْك: خشبتُها من أصلِ قضيب، وهو وَرْكُه (4). والحُدال: أن تكون سيَتُها أدخلَ من الأخرى (5).
(1) الذي في شرح السكري "كما يمر الدبر في خفته". والدبر: النحل.
(2)
هو، أي الصائد.
(3)
في شرح السكرى واللسان (مادة ورك)"مطى" بسكون الطاء وياء بعدها مفتوحة. وأصله مطى بكسر الطاء، وسكنت للضرورة ومطى، أي مدّ، وكذلك مط بتشديد الطاء في رواية الشارح هنا.
(4)
في السكري "وهو وركها" بتأنيث الضمير.
(5)
سية القوس: رأسها، وعبارة السكري في تفسير الحدال:"وحدال فيها حدل أي طمأنينة إلى أحد جانبيها تنحدر سيتها قليلًا". وفي عبارة أخرى "أن يكون أحد منكبيها أوفى من الآخر".
فعَيَّثَ ساعةَ أفْقَرْنه
…
بالايفاقِ (1) والرَّمي أو باستِلالِ (2)
عيّث: رجَع بيده إلى كِنانتهِ ليأخذ سهما. أفقرنه، أمكنّه من فِقارهنّ. والإفاق: أن يضع الفُوقَ (3) في الوتر. أو باستِلال هو أن يَستلّ مِعْلبته (4) من الجَعْبة.
يصيب الفَرِيص وصِدقا يقو
…
لُ مَرْحَى وأَيْحَى إذا ما يُوالِي
الفَريص: مُضغة مَرجِع (5) الكتِف. ومَرْحَى: يقال عند الَفَرح والإصابة (6).
فعّما قليلٍ سَقاها معًا
…
بمُزْعِفِ ذِيفانِ قِشْبٍ ثُمالِ
عمّا قليل: أراد عن قليل. بُمْزعِف، وهو الموت الوَحِيّ. والذِّيفان: السمّ. والقِشْب: ما يُخلَط بالسمّ من شيء. وثُمال: مُنقَع.
سِوى العِلْجِ أخطأه رائغًا
…
بثَجْراءَ ذات غِرارٍ مُسالِ
يقول: سقاها بمُزعفٍ سوى العِلج أخطأه فلم يصِبه، والعِلْج: الحمار الغليظ. بثَجْراء: مِعْبلة (7) غليظة. ذات غِرار، وغِرارها: حدّها. ومُسال: مُطال.
(1) كذا في شرح السكري. والذي في الأصل: "بافاقَ"؛ وهو تحريف.
(2)
في شرح السكري: "والاستلال".
(3)
الفوق من السهم: موضع الوتر.
(4)
المعبلة: نصل طويل عريض.
(5)
قال بعض اللغويين في تفسير الفريصة: إنها المضغة التي بين الثدي وموضع الكنف من الرجل والدابة. وقال السكري: هي مضغة لحم في موضع الكنف.
(6)
وكذلك أيحى مثل مرحى في هذا المعنى.
(7)
قال السكري في تفسير قوله ثجراء، أي عريضة الوسط من المعابل.
فجالَ عليهنّ في نَفْرِه
…
ليَفْتَنّهنّ زَوالَ الزَّوالِ (1)
قوله: فجال عليهنّ، أي اعتمد عليهنّ. في نفره: حين نفر. ويفتنهنّ: يَسبِق (2) بهنّ، أي ليزول بهنّ عن الرامي.
فمّا رآهن بالجَلْهَتَيـ
…
ـن يَكبون في مُطحَرات الإِلال
الجَلْهة: ما استقبَلَك من جانب الوادي. يَكبون في مطحَرات، يعني السهام. والمُطحَر: المُلزَق القَذِّ، جَعل حِرابَهن (3) لِطافا. والإلال: الِحراب، الواحدة أَلّة.
رَمىَ بالجَراميز عُرْضَ الوَجِيـ
…
ـنِ وارمدَّ في الجري بعد انفتالِ
رمى بجَراميزه: بنفسِه (4). والوَجين: ما اعترض لك من غِلَظ. وارمدّ: أسرع في العَدْو بعد أن كان انفتل انفتالةً فجال، والحمار هو الذي رمَى بجراميزه.
بشأوٍ له كضَريم الحَريـ
…
ـقِ أو شِقّة البَرْق في عُرْضِ خالِ
الشأو: الطَّلَق. وشِقّة (5) البرق تُرَى في ناحيةِ خالٍ، والخال (6): السحاب.
(1) رواية السكري: "لزول الزوال".
(2)
كذا في الأصل. وفي شرح السكري "يشتق" بدل "يسبق"؛ وهو أقرب لما في كتب اللغة. قال في اللسان (مادة فنن) افتن الحمار بأتنه واشتق بها إذا أخذ في طردها وسوقها يمينا وشمالا وعلى استقامة وعلى غير استقامة، فهو يفتن في طردها أفانين الطرد. والذي في الأصل:"يسبق"؛ وهو تصحيف.
(3)
عبارة السكري "جعلهن حرابا لطافا" أي جعل السهام، وهو الصواب في هذه العبارة. وكان الأولى وضعها في تفسير الإلال كما هو صنيع السكري.
(4)
في شرح السكري: جراميزه جرمه.
(5)
عبارة السكري "شقة البرق انشقاقه وانكشافه".
(6)
الخال: السحاب المتهيئ للمطر.
يَمرّ كَجنْدَلة المَنْجنيـ
…
ـقِ يُرمَى بها السُّورُ يومَ القتال
فماذا تَخَطْرَفَ من حالقٍ
…
ومن حدَبٍ وحجابٍ وَجال
تخطرف يعني الحمار يمرّ بشيء مرتفِع فيثبُه. وحجاب: ما حجب وارتفع. والجال: حرف الشيء (1)؛ ويقال: جُول وَجال. والحَدَب: ما أشرف.
فأحيا وَجيفًا وآلافُه
…
تَجيش بهنّ القُدور الغَوالِي
فأحيا الحمار ليلته ليَجِفَ به في السير. وآلافه (2) يعني آتُنَه قد صيدت فصارت في القُدور تغلي بهنّ.
وقَطَّع ألواذَ داوِيّةٍ
…
صحارِىَ غُلّانِ طَلْحٍ وَضال
الأَلْواذ: ما أطافَ بالفَلاة. واللَّوْذ: حِضن الجبل أي ناحيته. والغُلّان: الواحد غالّ، وهو ما اطمأنّ من الأرض وكثر شجرُه. والضال: السدْر.
وليلٍ كأنّ أفانينَه
…
صَراصِرُ جُلِّلن دُهْمَ المَظالي (3)
(1) يريد حرف الجبل.
(2)
آلاف: جمع إلف بكسر الهمزة وسكون اللام.
(3)
أورد في اللسان (مادة ظل) هذا البيت، وقال في المظالي ما نصه: إنما أراد المظال (أي بالتشديد) فخفف اللام فإما حذفها أي اللام الثانية وإما أبدلها ياء لاجتماع المثلين، لا سيما إن كان اعتقد إظهار التضعيف فإنه يزداد ثقلا وينكسر الأوّل من المثلين فتدعو الكسرة إلى الياء؛ فيجب على هذا القول أن يكتب المظالي بالياء. قال: ومثله سواء ما أنشده سيبويه لعمران بن حطان.
قد كنت عندك حولا لا يروّعني
…
فيه روائع من إنس ولا جاني
وإبدال الحرف أسهل من حذفه. اهـ.
أراد قطّع ألواذَ داوِيّة وألواذَ ليلٍ. أفانِينه: نواحيه. صَراصِر (1)، يقول: كأنّ الليل من هذه الإبل الصرصرانيّات، وهي المولَّدات النَّبَطِيّات. دُهْم أي فوقهنّ أخبِيةٌ سود.
وأضحَى شَفيفًا (2) بقَرْن الفَلا
…
ةِ جَذْلانَ يأمَنُ أهلَ النِّبالِ
أي هو فرِح لأنّه بقرن الفلاة، وهو أعلاها وأبعدها من الصائد.
فإن يَلقَ خيلا فمستضلِعٌ
…
تَزَحزحَ عن مُشَرعاتِ العَوالِي
يقول: إنْ لقِي الحمارُ الخيلَ قوِيَ بها، أي انتَحى (3) حين أشرعت الرماح.
أشبِّه راحلتي ما تَرَى
…
جَوادا ليُسمَع فيها مقالي (4)
وأنجو بها عن دِيار الهوا
…
نِ غير انتحالِ الذليلِ المُوالي
المُوالِي: من الموالاة (5)، أي ليس كما ينتحِل الذليل الموالي، أي أنّي لا أقول ذلك انتحالا. وأنجو بها: بناقته.
(1) الصراصر: والصرصرانيات جمع الصرصراني. والصرصرانيات: الإبل بين البخاتي والعراب.
(2)
قال السكري في تفسير قوله: "شفيفا" قد شفه ما لقى.
(3)
في الأصل: "صحا"؛ وهو تحريف.
(4)
قال السكري في شرح هذا البيت ما نصه: جواد: سريعة. قال: جوادا يعني الحمار. وقوله: "ليسمع" أي ليحفظ اهـ.
(5)
قال السكري في شرح هذا البيت ما نصه: الموالي: من الموالاة، وهو أن يقول أنا مولى فلان فيقال له: ليس كما تقول" الخ.
وأطّلِب الحبّ بعد السُّلـ
…
ـوّ حتى يقالَ امرؤٌ غيرُ سالي (1)
فحينا أُصادِف غِرّاتِها
…
وحِينا أصادِف أهلَ الوِصال (2)
أُسلِّي الهمُومَ بأمثالِها
…
وأَطوِي البِلادَ وأَقضِى الكَوالِي (3)
أي أقضى ما تأخّر عليّ من الحقوق. ومنه الحديث يُكره الكالئ بالكالئ (4)، وهو الدَّين بالدَّين، وكلأتُ في الطعام: أسلفتُ فيه.
وأجعل فُقْرتَها عُدّةً
…
إذا خِفتُ بَيّوتَ أمر عُضالِ (5)
يقال: بعير ذو فُقْرة إذا كان قويّا على الركوب، وأفقرتُ ظهرَه إذا أعرتَه ليرُكب. وبَيّوت: جاءَ بياتا. وعُضال: شديد.
(1) روى السكرى قبل هذا البيت بيتين آخرين لم يردا في نسخة الأصل، وهما:
واطلب النجح من متلف
…
يقطع بالناس عقد الحبال
فيوما أراجع أهل الصبى
…
ويوما أصرم أهل الوصال
(2)
قال السكري في شرح هذا البيت ما نصه: أي غرات ذلك العيش، يقال: عيش غرير أي ساكن، وجارية غريرة: ساكنة لم تجرب الأمور والأشياء. قال: يقول: أصادفها ساكنة مغترة لم تحذر اهـ.
(3)
الكوالي: أصله الكوالئ، بالهمز كما في كتب اللغة وشرح السكري. وبأمثالها أي بأمثال راحلته.
(4)
في شرح السكرى: "الكالئ""الدين الغائب". وقال السكري في شرحه ما نصه: "كان الأصمعي لا يهمز الحديث المأثور الكالي بالكالي أي الدين بالدين، وكان الكسائي وأبو عبيدة يهمزان". وقال أبو عبيدة في هذا الحديث الكالئ بالكاليء أي النسيئة بالنسيئة اللسان (مادة كلأ).
(5)
قال السكرى: هذا البيت آخرها في رواية الأصمعي. وزاد بيتين بعده، وقال فيهما: روى هذين البيتين الأخيرين الجمحي وحده، وهما:
فأقرى مهجد ضيف الهمو
…
م صلبا لها عنتريس المحال
فحينا سمينا وحينا يحـ
…
ـط سديف السنام بوشك ارتحال
وقال أُميّة (1) بنُ أبي عائذ أيضا
لِمن الديارُ بعَلْىَ فالأَخراصِ
…
فالسَّودتين فمَجْمَعِ الأَنواصِ (2)
فضِهاءِ (3) أَظَلمَ فالنَّطوفِ فثادِقٍ
…
مَتْن الصَّفا المتزحْلِف الدَّلّاصِ (4)
متزحلِف: قد تزحلف وتملّس. والدلاّص: الأملس.
أَلْفتْ تَحُلَّ به وتُؤلف (5) خَيمةً
…
إلْفَ الحمامةِ مَدخَل القِرْماصِ
(1) ذكر السكري أن الأصمعي لم يرو من هذه القصيدة إلا ستة أبيات. قال: قد أعلمنا على رأس كل بيت رواه في موضعه، وأوردها تسعة وعشرين بيتا: ولم يرد منها في الأصل هنا غير سبعة أبيات.
(2)
الأبواص أو الأنواص. وزاد السكري على هاتين الروايتين "الأوباص" عن الأصمعي. والأحراص بالحاء المهملة مكان الخاء المعجمة عنه أيضا. وعلى: موضع في جبال هذيل، ولم يذكر ياقوت الأخراص وذكر السودتين والأبواص، ولم يعينهما، وإنما روى هذا البيت في كل منهما.
(3)
ذكر ياقوت هذه الأمكنة الثلاثة التي في هذا البيت ولم يعين المكانين الأولين، وإنما روى هذا البيت في كل منهما، وذكر الثالث وهو ثادق وقال: هو واد في ديار عقيل فيه مياه. ونقل عن الأصمعي أنه واد ضخم يفرغ في الرمة، وأنشد أبياتا ذكر فيها هذا الموضع.
(4)
كتب الشارح في هامش الأصل رواية أخرى في هذا البيت وهي:
. . . . . . . . فصائف
…
فالنمر فالبرقات فالانحاص
أنحاص مسرعة التي حازت إلى
…
هضب الصفا المتزحلف الدلاص
وكتب تحت ذلك ما نصه: هكذا وجدته في معجم البلدان لمؤلفه ياقوت في (مادة أنحاص) وصائف وضهاء ونمر وهضب الصفا وكتبه محمد محمود لطف به. وروى السكرى "فبارق" مكان "فصائف" كما روى الرواية التي ذكرها الشنقيطي أيضا.
(5)
وتؤلف خيمة، أي تألفها، قال الأصمعي: تألف وتؤلف واحد، يقال: ألفت الشيء وألفته السكري ص 177 طبع أوربا.
القِرْماص: بيت الحمام، وأراد أنّها أَلِفت هذه المواضع كما ألِفت الحمامة موضعَها.
ليلَى وما ليلَى ولم أَر مِثلَها
…
بين السماء والأرض ذات عِقاصِ
بيضاءَ صافيةَ المدامِع هُولةً
…
للناظرِين كدُرّةِ الغَوّاصِ (1)
أو مُغزِلٍ بالخَلِّ أو بخَلِيّةٍ
…
تَقرُو السَّلام (2) بشادِنٍ مِخماصِ
المخماص: الخمِيص البطن.
قد كنتُ خَرّاحا وَلُوجا صَيْرَفا
…
لم تَلتحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لحَاصِ
صيرفا، أي أتصرّف في الأمور. وقوله: لم تلتحِصنى لم تَنْشب فيّ. ويقال: لحص فيّ هذا الأمرُ إذا نشِب، فأراد لم تنتشبني، وهو من لَحَص يَلْحَص، يقال وقع في حيصَ بيصَ إذا وقع في الأمر لا يخرج منه. لحَاصِ كقَطامِ: الداهية؛ هكذا قاله في (لسان العرب)(3).
(1) روى الأصمعي "صفراء" مكان "بيضاء". وهولة أي تهول من رآها بحسنها، (السكري).
(2)
مغزل: ذات غزال، وتقرو السلام أي تقصد إلى هذا الشجر وتتبعه.
(3)
في لسان العرب (مادة لحص) بعد أن أنشد هذا البيت ما نصه: أخرج لحاص مخرج قطام وحذام. وقوله: لم تلتحصني، أي لم تثبطني، يقال لحصت فلانا عن كذا والتحصته إذا حبسته وثبطته. وروى عن ابن السكيت في قوله: لم تلتحصني أي لم أنشب فيها، قال الجوهري: ولحاص فعال من التحص مبنية على الكسر وهو اسم الشدة والداهية لأنها صفة غالبة كحلاق اسم للمنية، وهي فاعلة تلتحصني. وموضع حيص بيص نصب على نزع الخافض، يقول لم تلتحصني أي تلجئني الداهية إلى ما لا مخرج لي منه. وفيه قول آخر: يقال التحصه الشيء أي نشب فيه، فيكون "حيص بيص" نصبا على الحال من لحاص اهـ.