المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بَذَلْتُ لهم بذى شَوْطانَ (1) شَدِّى … ولَم أَبْذُل غَداتئذٍ - ديوان الهذليين - جـ ٢

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌وقال المتنخِّلَ

- ‌شعر عبد منافِ بنِ رِبع

- ‌شعر صَخْر الغَيّ

- ‌وقال صَخْر

- ‌وقال يرثى ابنه تلِيدا

- ‌وقال يرثيه أيضاً

- ‌وقال صخر أيضا

- ‌وقال ابنُ عبدِ الله أخو صخر الغيّ

- ‌(وقال يذكر فرّته الّتى كان فَرَّها)

- ‌(وقال أيضًا)

- ‌(وقال أبو كبير أيضاً):

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال أبو خِراش

- ‌وقال أبو خراش أيضًا

- ‌وقال أبو خراش يرثِى خالد بنَ زهير

- ‌وقال أبو خراش أيضا

- ‌وقال أيضاً

- ‌وقال أبو خِراش أيضا

- ‌وقال أيضاً

- ‌وقال أبو خراش أيضاً

- ‌وقال في ذلك مَعقِل بنُ خُوَيْلِد

- ‌وقال أبو خِراش يحرّض على بنى بكر

- ‌وقال أبو خِراش أيضا ويُروَى لتأبّط شَرّا

- ‌وقال أبو خراش أيضا

- ‌وقال أبو خِراش حين نهشتْه الأَفْعَى

- ‌وقال أُميّة بنُ أبى عائذ

- ‌وقال أميّة بن أبي عائذ أيضا

- ‌وقال أسامة بن الحارث

- ‌وقال أسامة بن الحارث أيضا

- ‌وقال أسامة بنُ الحارث لرجلٍ من قَيْسٍ هاجر في خلافة عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌وقال أسامة بنُ الحارث

- ‌وقال ساعدة بين جُؤيّة

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال ساعدة أيضا

- ‌‌‌وقال ساعدة أيضا

- ‌وقال ساعدة أيضا

- ‌شعر صخر الغيّ وأبى المثلَّم

- ‌فأجابه أبو المثلَّم

- ‌فأجابه صخر

- ‌فأجابه أبو المثلَّم

- ‌فأجابه صخر

- ‌فأجابه أبو المثلَّم أيضا

- ‌وقال أيضاً

- ‌وقال أيضا

- ‌وقال أيضا

- ‌فقال أبو المثلَّم يرثيه

- ‌وقال أبو العيال

- ‌وقال

- ‌ شعر بدر بن عامر وأبى العيال

- ‌فأجابه أبو العيال

- ‌فأجابه بدرُ بنُ عامر

- ‌فأجابه أبو العيال

- ‌فأجابه بدر بن عامر

- ‌فأجابه أبو العيال

- ‌فأجابه بدر بن عامر

- ‌فأجابه أبو العيال

الفصل: بَذَلْتُ لهم بذى شَوْطانَ (1) شَدِّى … ولَم أَبْذُل غَداتئذٍ

بَذَلْتُ لهم بذى شَوْطانَ (1) شَدِّى

ولَم أَبْذُل غَداتئذٍ قتالى

ذو شَوْطان: مكان. يقول: بذلتُ لهم عَدْوِى ولم أبذُلْ قِتالى.

وأَحسِب عُرْفُطَ الزَّوْراءِ يُودى

علىَّ بوَشْكِ رَجْعٍ واستِلالِ

يقول: كأنّ هذا الموضع (2) يُعينُ علىَّ مِن فَرَقِى (3). واستِلال، أي كأنه يَسْتَلُّ علىّ السيفَ لمِا دخلنى من الفزع. والوَشْك: العَجَلة. ويقال: آدِنِي على ذاك أي أعنِّى عليه. قال: وأهل الحجاز يقولون: قد استأدَيتُ الأميرَ أي استعنتُه.

(وقال أيضًا)

أَعَبْدُ اللهِ يَنْذُر يالَسَعْدٍ

دَمِى إن كان يَصْدُق ما يقولُ

أي أنه كاذب لا يقدر على ذلك.

متى ما تَلقَنى ومعى سلاحى

تُلاقِ الموتَ ليس له عَديل

يقول: هو، تُلاقى الموتَ نفسَه، ليس يَعدِلُه شيء.

(1) في رواية "بذى وسطان"(ياقوت والسكرى).

(2)

صواب العبارة: "كأن عرفط هذا الموضع" كما يستفاد ذلك من كلام السكرى، فقد ورد فيه ما نصه: يقول: كلما طلعت عرفطة أحسبها إنسانا يعين عليّ من الفرق. وقال في موضع أخر، يقول: كلما مررت بشجرة ظننتها تعين علىّ. الخ والذي وجدناه عدة مواضع يسمى كل منها الزوراء. والعرفط: من شجر العضاه، وله صمغ كريه الرائحة، وهو يفرش على الأرض لا يذهب في السماء، وله ورقة عريضة وشوكة حديدة حجناء، وتصنع من لحائه الأرشبة التي يستقى بها الخ.

(3)

في الأصل: "فوق"؛ وهو تحريف

ص: 85

تُشَايعُ (1) وَسْطَ ذَوْدِكَ مُقْبَئنًّا

لِتُحسَبَ سيّدا ضَبُعا تَبُولُ

المشايَعة: دعاء الإبل، وهو الشِّياع، وأنشد لحسّان بنِ ثابت:

طَوَى أبرَقَ العَزّافِ يَرعدُ مَتْنُه

حَنين المَتالى خَلفَ ظَهْر المُشايِعِ (2)

وهو دَعّاء الإبل. والمُقْبئنّ: المجتمِع (3). والذَّوْد: ما بين الثلاثة إلى العَشَرة من الإبل.

عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرها ثَمانٍ

فُوَيقَ زماعهَا وَشْمٌ حُجُولُ

العَشَنْزَرة: الغليظة (4). وقوله: جواعرُها ثمانٍ، يقول: إنّ للضَّبُع في دُبُرهاُ خُروقا (5) عِدةً فُوَيْقَ زِماعها، والزِّماع: جمع زمعة، والزَّمَعة: شَعَرات خَلْفَ ظِلْفِ الشاة، فضربه مَثَلا، وهي شَعَرات مجتمِعة مِثلُ الزيتونة. وَشْم (6): خطوط.

(1) في رواية "فشايع". وفى رواية "مستقنا" مكان، "مقبئنا" من القن بكسر القاف، وهو الذى يقيم مع غنمه يشرب ألبانها ويكون معها حيث ذهبت. ويريد بقوله "ضبعا" نداءه أي يا ضبعا فهو منصوب على النداء. قاله السكرى في شرحه ص 63 طبع أوربا وورد فيه أيضا وفى اللسان "مادّة قئن" وفى هامش الأصل "تنول" بالنون وفسره في الأصل بقوله:" أي تحرك استها". وفسره السكرى فقال: هي التي إذا مشت تحرك رأسها. وذكر الأزهرى في تفسير قوله "مستقنا" ضبعا الخ أي مستخدما امرأة كأنها ضبع "اللسان مادّة قنن"، وذكر السكرى في معنى هذا البيت أنه يقول: إنك ذو يسر ومال.

(2)

في ديوان حسان "نحو صوت المشايع" وأبرق العزاف: موضع بالمدينة. والمتالى: التي تتلوها أولادها. يصف برقا.

(3)

فى "شرح السكرى: المقبئن المنتصب. وفي رواية "مقتئن" أي منتصب أيضا؛ قاله في اللسان وفى شرح السكرى.

(4)

زاد السكرى "المسنة" أيضا.

(5)

قال في اللسان في تفسير قوله: "جواعرها ثمان" أن لها جاعرتين فجعل لكل جاعرة أربعة غضون، وسمى كل غصن منها جاعرة باسم ما هي فيه.

(6)

روى "خدم" بالتحريك مكان "وشم" والخدمة مثل الخلخال، وهو لون يخالف سائر لون رجلها قاله السكرى ص 64 وفى السكرى أيضا "رسم" بضم أوله وفتح ثانيه؛ وما هنا هو ماء يرد في اللسان. ولم نجد الرسم في مادّة رسم بمعنى النقط أو الخطوط فيما راجعناه من كتب اللغة؛ وقد انفرد بذلك السكري فى شرحه نقلا عن الجمحى.

ص: 86

تراها الضُّبْعُ أعظمَهنّ رأسا

جُراهِمةُ لها حِرَةُ وَثِيلُ (1)

الجُراهمة: العظيمة الرأس (2)؛ ويُروَى حُراهِمة بالحاء (3). وحِرَة يعني حِرًا، يريد أنّها خُنْثَى (4).

وإِن السيّد المعلومَ منّا

يجود بما يَضَنّ به البخيلُ

السيّد المعلوم، هو الّذى يجود ويعطِى.

وإنّ سِيادة الأقوام فاعلمْ

لها صَعْداءُ (5) مَطلَعُهَا طويلُ

مَطلَعُها: مكانُها (6) لأنّها تَطلعُ منه، شديدُ التصعّد. وفي الحديث أنّ عليّا قال: هذا بشيرٌ قد طلع اليَمَن. وقول: "صَعْداء" يريد موضعا شديدَ التصعُّد.

(1) الثيل: جراب قضيب البعير. وقال السكرى في شرح قوله. لها حرة وثيل، يقال إنها خنثى.

(2)

في اللسان: الضخمة الثقيلة. وقال السكرى: الجراهمة المغتلمة.

(3)

وبالعين المهملة أيضاً اللسان مادة (عرهم).

(4)

في الأصل "أنثى" وهو تحريف صوابه ما أثبتنا كما يقتضيه معنى قوله: "لها حرة وثيل". وانظر اللسان مادّة "جرهم". وقد نقلنا عبارة السكرى الدالة على هذا أيضا فيما سبق.

(5)

كذا ضبط هذا اللفظ في اللسان (مادة صعد) بفتح الصاد وسكون العين، وفسره فقال: أكمة ذات صعداء: يشتدّ صعودها على الراقى. وضبط في الأصل وفي شرح السكرى بضم الصاد وفتح العين؛ وروى هذا البيت في اللسان" وإن سياسة" الخ.

(6)

عبارة السكرى "مطلعها: الإشراف على أعلاها".

ص: 87

وقال أبو كبير (1) -واسمه عامر بن الْحُلَيسْ- أحد بني سعد بن هُذَيل ثم أحد بنى جُرَيْب

أزهير هل عن شيْبةٍ من مَعْدِلِ

أم لا سبيلَ إلى الشَّباب الأوّل

قوله: أَزُهَيرْ، قال أبو سعيد: يريد زُهَيْرة. وقوله: هل عن شَيْبة من مَعْدِل، يقول: هل عن شَيْبةٍ من مَصِرف، أم لا سبيلَ إلى شَبابى الّذى مضى.

(1) كان السبب في هذه القصيدة أن أبا كبير تزوّج أم تأبط شرا، وكان غلاما صغيرا، فلما رآه يكثر الدخول على أمه تنكر له، وعرف ذلك أبو كبير في وجهه إلى أن ترعرع الغلام، فقال أبو كبير لأمه: ويحك، قد والله رابنى أمر هذا الغلام، ولا آمنه، فلا أقربك. قالت: فاحتل عليه حتى تقتله، فقال له ذات يوم: هل لك أن تغزو؟ فقال: ذاك من أمرى. قال: فامض بنا؛ فخرجا غازيين ولا زاد معهما، فسارا ليلتهما ويومهما من الغد حتى ظن أبو كبير أن الغلام قد جاع، فلما أمسيا قصد به أبو كبير قوما كانوا له أعداء، فلما رأيا نارهم من بعد قال له أبو كبير: ويحك قد جعنا، فلو ذهبت إلى تلك النار فالتمست منها لنا شيئا؛ فمضى تأبط شرا فوجد على النار رجلين من ألص من يكون من العرب، وإنما أرسله إليهما أبو كبير ليقتلاه، فلما رأياه قد غشى نارهما وثبا عليه، فرمى أحدهما وكرّ على الآخر فرماه، فقتلهما، ثم جاء إلى نارهما فأخذ الخبز منها، فجاء به إلى أبي كبير، فقال: كل لا أشبع الله بطنك، ولم يأكل هو، فقال: ويحك، أخبرنى قصتك، فأخبره، فازداد خوفا منه، ثم مضيا في ليلتهما فأصابا إبلا؛ وكان يقول أبو كبير ثلاث ليال: اختر أي نصفى الليل شئت تحرس فيه وأنام وتنام النصف الآخر. فقال: ذلك إليك، اختر أيهما شئت، فكان أبو كبير ينام إلى نصف الليل ويحرسه تأبط شرا، فإذا نام تأبط شرا، نام أبو كبير أيضاً لا يحرس شيئا، حتى استوفى الثلاث، فلما كان في الليلة الرابعة ظن أن النعاس قد غلب على الغلام فنام أوّل الليل إلى نصفه، وحرسه تأبط شرا، فلما نام الغلام قال أبو كبير: الآن يستثقل نوما وتمكننى منه الفرصة، فلما ظن أنه قد استثقل أخذ حصاة فحذف بها، فقام الغلام كأنه كعب فقال: ما هذه الوجبة؟ قال: لا أدرى والله، صوت سمعته في عرض الإبل، فقام فعس وطاف فلم ير شيئا، فعاد فنام، فلما ظن أنه استثقل أخذ حصية صغيرة فحذف بها، فقام كقيامه الأوّل، فقال: ما هذا الذى أسمع؟ قال: والله ما أدرى، لعل بعض الإبل تحرّك، فقام وطاف فلم ير شيئا، فعاد فنام، فأخذ حصاة أصغر من تلك، فرمى بها، فوثب فطاف ورجع إليه، فقال: يا هذا إنى أنكرت أمرك، والله لئن عدت أسمع شيئا من هذا لأقتلنك. قال أبو كبير: فبت والله أحرسه خوفا أن يتحرّك شيء من الإبل فيقتلنى، فلما رجعا إلى حيهما قال أبو كبير: إن أم هذا الغلام لا أقربها أبدا وقال هذه القصيدة اهـ ملخصا من (خزانة الأدب ج 3 ص 467 طبع بولاق) وزعم بعض الرواة أنها لتأبط شرا.

ص: 88

أم لا سبيلَ إلى الشّبابِ، وذِكرُه

أَشهَى إليّ من الرّحيق السَّلْسَل

قال ابن دُرَيْد: وذِكرُه وذِكرِه بالضم والكسر. " الرحيق: اسم الخمر. والرَّحيق: اسمٌ يقع علي الخمر (1) ". والسَّلْسَل: السهل في الحَلْق السَّلِس.

ذهب الشبابُ وفات منِّى ما مضى

ونضا زُهَيْر كرِيهتى وتبطُّلى

نَضا: انسَلخ. وكريهتُه: شدّته، ورجلَ ذو كريهة، أي شِدّة. وسيف ذو كريهة أي ماضٍ على الضرائب الشِّداد.

وصَحَوتُ عن ذكر الغوانى وانتهَى

عُمُرِى وأَنكرتُ الغَداةَ تقتُّلِى

وانتهى عمرى، يقول: بلغ عُمُرِى نهايتَه. تقتُّلى، أي تكسُّرى وتغنُّجى.

أزهير إن يَشِب القَذالُ فإِنّنى

رُبَ هَيْضَلٍ مَرِسٍ لَفَفْتُ بهَيْضَلِ

ويُروَى: لَجِبٍ. يقول: يا زُهَيْرة، إنْ يَشِب القَذالُ وهو ما بين الأُذُنين والقفا. والهَيْضَل والهَيْضَلة واحد، وهم الجماعة من الناس يُغْزَى بهم. مَرِسَ: ذو مَراسة (2) وشدّة:

فلَففْت بينهمُ لغير هَوادةٍ

إلّا لسَفْكٍ للدِّماء محلَّلِ

لفَفَت بينهم في الحرب: كنت رئيسا عليهم.

حتى رأيتُ دماءَهمْ تغشاهمُ

ويُفَلّ سَيفٌ بينهم (3) لَم يُسْلَل

(1) لا يخفى ما في العبارتين من التكرار.

(2)

أراد بالمراسة هنا شدّة المعاجلة في الحرب.

(3)

ويفل سيف الخ، يريد أن سيوف أعدائه تفل وهي في أغمادها قبل أن تسل خوفا ورعبا.

ص: 89

ويُروَى: ويُفَلّ سيْفٌ، ويُغَلّ (1). تَغْشاهم، يقول: حتى رأيتُ دماءَهم تسيل عليهم.

أزهير إن يُصبِحْ أبوكِ مقصِّرا

طِفْلا يَنوءُ إذا مَشَى للكَلْكَلِ

يقول: صار كأنّه طِفْل من الصِّبْيان لكِبَره وسِنِّه. والكَلْكَل: الصَّدْر وجَمْعُه كَلا كِل.

يَهدى العَموُد له الطريَق إذا همُ

ظَعَنوا ويَغمِدُ للطّريق الأَسْهَلِ

العَمود: العصا التي يتوكّأ عليها. والأسهَل: الأليَن. وظَعَنوا: شَخَصوا.

فلقد جمعتُ من الصّحابِ سَرِيّةً

خُدْبا لِداتٍ غيرَ وَخْشٍ سُخَّلِ

الأخدب: الأهوَج. خُدْبا، وهم الّذين يركبون رءوسَهم لا يردّهم شيء. والسُّخَّل: الضِّعاف، وإذا ضعف حَمْل النخلة قيل: قد سَخَّلتْ. قال أبو سعيد: ولا أدرى ما واحد السُّخَّل. ويقال: نخل سُخَّل إذا كان قليلَ الحَمْل. ولِداتٍ: قَرُب بعضهمْ من بعضٍ في السنّ. والوَخْش: النّذْل من كل شيء (2)؛ ويقال وَخشُ المَتاع.

سُجَراءَ نفسى غيرَ جمعِ أُشابَةٍ

حُشُدًا ولا هُلْكِ المَفارش (3) عُزّلِ

(1) يغل سيف بالغين، من الغل بضم الغين وهو شدّة العطش. وذلك لأن السيف إذا كان في غمده لم يسلل، فكأنه عطش إلى الدماء.

(2)

قوله: "من كل شيء" كان مقتضى هذا التعميم أن يقول "الرذل" بالراء، لا النذل بالنون، إذ النذالة خاصة بالناس، والرذالة يوصف بها الناس وغيرهم، كما يستفاد من كتب اللغة.

(3)

حشدا أي لا يدعون عند أنفسهم شيئا من الجهد والنصرة والمال؛ ويقال للواحد حشد بفتح أوّله وكسر ثانيه، وحاشد. والعزل بالتشديد: الذين لا سلاح معهم، فهم يعتزلون الحرب.

ص: 90

سُجَراء نفسى، قالوا سَجِير الرجل صفيُّه وخاصّتُه، وأنشد أبو سعيد:

* وأنت صَفِىُّ نفسِه وسَجِيرُها (1) *

"والواحد (2) سَجِير (2) ". وقوله: ولا هُلْكِ المَفارِش، ليس أمّهاتُهم أمّهاتِ سوء. والهَلوك، هي الّتي تتساقط على زوْجها وتَغَنَّج.

لا يُجْفِلون عن المُضاف ولو رأَوا

أُولَى الوَعاوِعِ كالغَطاطِ المقبِلِ

لا يُجْفِلون: لا يَنْكشفون. والمُضاف: المُلْجأ. وقوله: أولَى الوَعاوِع أي أوْل من يُغيث (3) من المقاتِلة. يقول: إذا رأَوْا أعدائهم يَحمِلون عليهم كما يبدو الغَطاط (4) لم يُجْفِلوا عن ثغرهم وقاتَلوا عنه. والوَعاوِع: جمع وَعْوَاعَة (5).

يتعطّفون على البطئ تعطُّفَ الـ

ـعُوِذ المَطافِلِ في مُناخِ المَعقِلِ

العُوذ: جمع عائذ، وهي الّتى معها ولد صغير. قال: والمَطافِل الّلاتى معهنّ أطفال لهن (6)(أولاد صغار). والمَعقِل: الحِرْز الذي يأوون إليه فيكون لهم حِرْزا. فيقول: هؤلاء القومُ يتعطّفون على جَرحاهم وقَتلاهم كما تتعطّف العُوذ.

(1) هذا عجز بيت من قصيدة لخالد بن زهير يخاطب بها أبا ذؤيب، وصدره:

تنقذتها من عبد وهب بن جابر

وأنت صفى. . . . . . . . الخ

وفى رواية * وأنت صفى النفس منه وخيرها *

(2)

يلاحظ أن معنى هذه العبارة التي بين هاتين العلامتين يستفاد مما سبق.

(3)

في الأصل: "يعبث" بالعين المهملة؛ وهو تحريف. والتصويب عن كتب اللغة.

(4)

قد سبق التعريف بالغطاط في الحاشية رقم 1 من صفحة 25 عند قول المتنخل:

وماء قد وردت أميم طام

على أرجائه زجل الغطاط

فانظره ثم.

(5)

صوابه جمع "وعواع" إذ لم نجد الوعوعة إلا بمعنى صوت الذئب والكلب. والوعاوع في البيت أصله وعاويع فحذف الياء للضرورة قاله ابن سيده اللسان والقاموس مادة (وعع).

(6)

في الأصل "وهن"؛ وهو تحريف صوابه ما أثبتنا.

ص: 91

ولقد سَرَيتُ على الظَّلام بمغْشَمٍ

جَلْدٍ من الفِتْيان غيرِ مُهَبَّلِ (1)

الْمِغشَم: الذي يَغْشِم الناسَ ويَظلمُهم ولا يتخاجَأ (2) عن شيء. والمهبَّل: الكثير اللحم (3).

ممّا (4) حَمَلْن به وهنّ عَواقِدٌ

حُبُكَ الثّيابِ فشَبَّ غيرَ مثقَّلِ (5)

ويُروَى "حُبُكَ النِّطاق"، يقول: حَملتْ به أمّه وهى فَزِعة، وكانوا يقولون: إذا حَملت المرأةُ وهي فَزِعة فجاءت بغلام جاءت به لا يطاق.

قال أبو سعيد: وكانت العرب تقول: من حَملتْ به أمُّه وهي فَزِعةُ جاء مفزِّعا فقال: "حملت به" وقد تَحزّمتْ للهَرَب فجاء هكذا. والحُبُك: كلُّ ما حُزِم به شيء فهو حِباك.

حَملَت به في ليلةٍ مَزْءودةٍ

كَرْها وعَقْدُ نِطاقِها لَم يُحلَلِ

كان أبو عبيدة يَنصِب مزءودة، والأصمعيّ يجرّها، يجعل الزّؤدَ للّيلة. ومزءودة: فَزِعة. يقول: أكرِهتْ فلم تَحُلَّ نِطاقَها، قال الأصمعىّ: وحدّثنى عيسى بنُ عمرَ قال: أنشدتُ هذا البيتَ خيرَ بنَ حبيبٍ فقال: قاتله الله، يَغْشِمُها (6) قبل أن تَحُلَّ نِطاقَها.

فأتت به حُوشَ الجَنان مبطَّنا

سُهُدا إذا ما نام لَيْلُ الهَوْجَل

(1) في رواية "غير مثقل".

(2)

ولا يتخاجأ عن شيء، أي لا يتباطأ.

(3)

زيد في كتب اللغة (المتورم الوجه).

(4)

مما، أي هو من الحمل الذي حملن به الخ. وفي رواية "ممن" انظر خزانة الأدب ج 3 ص 466.

(5)

في رواية "غير مهبل".

(6)

يغشمها: يغصبها.

ص: 92

حُوش الفؤاد، يقول: فؤادُه وَحْشِىّ (1). مبطَّن: خَميصُ البَطْنِ، ورجل مِبْطان إذا كان [غير] (2) خَمِيص البطن. وقوله: سُهُدا، يقول: لا ينام الليلَ كلَّه، هو يَقْظانُ. والهَوْجَل: الثقيل؛ ويقال: فَلاةُ هَوْجَل إذا لم يكن يُهتدَى فيها، إذا لم يكن فيها عَلَم.

ومبرَّأً من كلِّ غُبَّرِ حَيْضةٍ

وفَسادِ مُرضِعةٍ وداءٍ مُغْيِلِ

الغُبَّر: البقيّة. وقوله: وفساد مرضِعة، يقول: لم تَحمِل عليه فتسقيه الغَيْل وليس به داءٌ شديد قد أَعضَل (3). الحَيْضة: المرّة من الحَيض. قاد: وسمعتُ أبا عمرو بنَ العَلاء يقولها: الحَيْضُ غِذاء الصبيّ.

فإذا طَرَحتَ له الحَصاةَ رأيته

يَنْزُو لوَقْعَتها طُمورَ الأَخْيَلِ

قال: يريد أنه حديد القلب لا يَستثقِل في نومه. والأَخْيَل: طائر أخضرُ يُتشاءم به. طُمُور: نَزْو.

ما إنْ يَمَسُّ الأرضَ إلَاّ مَنِكبٌ

منه وحَرْفُ الساقِ طَىَّ المِحْمَل

يقول: إذا اضطجع لم يَمِسَّ الأرضَ إلَاّ مَنكِبُه وحرفُ ساقِه لأنّه خميص البطن، فلا يصيب بطنُه الأرضَ، والمِحمَل: مِحمَل السَّيف.

(1) في اللسان: حوش الفؤاد حديده.

(2)

لم ترد هذه الكلمة التى بين مربعين في الأصل. والصواب زيادتها. فقد ورد في كتب اللغة أن المبطان هو الضخم البطن من كثرة الأكل.

(3)

يلاحظ أن قوله: "قد أعضل" تفسير لرواية أخرى في البيت، وهي "وداء معضل" مكان "مغيل" وكان الأولى للشارح تفسير ما ورد في هذا البيت هنا. والمغيل بضم الميم وكسر الياء، من الغيل، وهو أن تغشى المرأة وهي ترضع، فذلك اللبن الغيل، يقال أغالت المرأة ولدها وأغيلته بفتح الياء فهى مغيل بكسر الغين ومغيل بسكونها وكسر الياء إذا أرضعته على حبل. انظر كتب اللغة.

ص: 93

واذا رَميتَ به الفِجاجَ رأيتَه

يَنْضُو مَخارِمَها هُوىَّ الأَجْدَلِ

الفجاج: الطُّرُق. والواحد فَجّ. ويَنْضُو: يَقطَع ويَجوز. والمخَارم: أنوف الجبال، والواصد منها مَخْرِم (1). والأجدل: الصَّقْر.

واذا نَظَرْتَ إلى أَسرّة وَجْهِه

بَرقتْ كبَرْقِ العارضِ المتهلِّلِ

أَسِرَتُه: طرائقه. والعارض، هو الّذى يجئ مُعارِضا في السماء. والمتهلِّل: المُمْطِر.

وإذا يَهُبُّ من المنام رأيتَه

كُرتُوب كَعْبِ السّاق ليس بزُمَّلِ

يقول: تراه منتصِبا كانتِصاب الكَعْب. والرُّتُوب: الانتصاب. والزُّمَّل: الضعيف. ويقال: رجل زُمَّل وزُمَّيْل وزُمّال وزُمَّيْلة. يقول: يَنتْصِب إذا قام من منامه كما يقوم الكَعْب إذا رَتَب.

صَعب الكَريهة لا يُرامُ جَنابُه

ماضى العزيمةِ كالحُسام المِقْصَلِ

قال: يقال رجل ذو كريهة إذا كان له صبرٌ علي النبلاء. وقوله: ماضى العزيمة، يقول: عزيمتُه ماضية، إذا اعتَزم على أمرٍ قَضاه. والمِقْصَل: القاطع.

يَحمِى الصِّحابَ إذا تكون عظيمةُ

وإذا هم نَزَلُوا فمأوَى العُيَّلِ

قال: يكون حاميةَ أصحابِه إذا وقعوا في عظيمة، وإذا صاروا في منازلهم فبيتُه مأوَى الفقراء. والعُيَّل: جمع عائل.

(1) وقيل: المخزم الثنية بين الجبلين.

ص: 94

ولقد شهدتُ الحىَّ بعد رُقادِهمْ

تُفْلَى جمَاِجمُهمْ بكلّ مقلَّلِ

بعد رُقادهم، قال: كأنّهم بُيِّتوا. وتُفْلَى: تُعْلَى. بكلّ مقلَّل بكلّ سيف جُعلتْ له قُلّة، وهي القَبِية (1) ، وكذا الرواية مقَلَّل. ويُروَى "بكلّ مؤلَّل" وهو المحدَّدَ المرقَّق. ويُروَى بكلّ منخَّل (2) أي متنخَّل (2)، هذا عن ابن دُرَيد.

حتّى رأيتُهمُ كأنّ سحابةً

صابتْ عليهنم وَدْقُها لَم يُشْمَلِ

صابت تَصُوب تَنحدِر كما ينحدر المطر. وقوله: لَم يُشمَل أي لم تُصِبْه الرِّيح الشَّمال، وذاك أن الشَّمال إذا أصابته انقَشَع.

نَضَعُ السّيوفَ على طَوائفَ منهم

فنقيمُ منهمْ مَيْلَ ما لَم يُعْدَلِ

الطوائف: النواحى، الأيدى والأرجل والرءوس. وقوله: ميلَ ما لمَ يُعدَل قال: مَيْلُه فضْلُه وزيادتُه. وإنما يريد أنّ هؤلاء القومَ كانوا غَزوْهم فقتلوهم فكان ذلك المَيلُ مَيْلا على هؤلاء القوم المقتولين ثم غَزَوْهم بعدُ فقتلوهم، فكان قتلهم لهم قياما للمَيْل، وهو مِثْلُ قولِ ابنِ الزِّبَعْرَى:

* وأَقَمْنَا مَيْلَ بَدْرٍ فاعتَدَلْ *

يقولها في يومِ أحُد. يقول: اِعتدَلَ يومُ بَدْر إذ قَتلنا مثلَهم يوم أُحُد. ويُروَى:

تقعُ السيوفُ على طوائفَ منهمُ

فيُقام منهم مَيْلُ ما لم يُعْدَلِ

(1) قبيعة السيف ما كان على رأس قائمه، وهى التي يدخل القائم فيها، وربما اتخذت من فضة. وفى الأصل:"مفلل" في البيت و"فلة" بالفاء في الشارح؛ وهو تصحيف إذ لم نجد الفلة بهذا المعنى فيما بين أيدينا من كتب اللغة.

(2)

ورد هاتان الكلمتان اللتان تحت هذا الرقم بالحاء المهملة فى الأصل؛ ولم نجد فيما راجعناه من كتب اللغة نحله ولا تنحله بتشديد الحاء، المهملة، من النحول؛ والصواب ما أثبتنا. "والمنخل والمتنخل" بالخاء المعجمة مشدّدة أي المنتقى المتخير المصفى.

ص: 95

متكوِّرين على المَعارِى بينهمْ

ضَرْبٌ كتَعْطاط المَزاد الأَنْجَلِ

متكوِّرِين، أي بعضُهم على بعضَ، على المَعارِي، وهي السَّوْءات (1). يقول: سقطوا عليها حين ضُرِبوا. والأَنْجَل: الواسع، مِثل طَعْنة نَجْلاء أي واسعة.

نَغْدو فنَتْرك في المَزاحِف من ثَوَى

ونُمِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْتَلِ

ابن دُرَيد "من لم نَقْتُل". نُمِرّ، يقول: نُوثِق. والعَرَقة: حبلٌ مضفور مِثلُ ضَفْر النِّسْعة. ويقال: السَّفيف (2)(الزَّنْبيل)، للواحد منه عَرَقة.

ولقد رَبَأتُ إذا الرجاُل تَواكَلوا

حَمَّ الظَّهيرة في اليَفاعِ الأَطْوَلِ

ربَأْتُ، يقول: كنتُ ربيئةً لهم. وحَمُّ الظَّهيرة: مُعْظَمُها.

في رأسِ مُشرِفةِ القَذالِ كأنّما

أَطْرُ السَّحاب (3) بها بَياضُ الِمْجدَلِ

قال: إنما هذا مَثَل. يقول: لها عُنُق مُشْرِف، وإنّما يَعنِي هَضْبة والمِجْدَل: القَصْر، والمَجادِل للجَمْع.

وعَلَوْتُ مُرْتَبِئا على مَرْهوبةٍ

حَصّاءَ ليس رقيبُها في مَثْمِلِ

(1) ورد فى اللسان (مادة عرى) في تفسير المعارى أنها مبادى العظام حيث ترى من اللحم؛ وقيل هي الوجه واليدان والرجلان؛ وأنشد هذا البيت. وتعطاط: من العط، وهو الشق.

(2)

ويقال: السفيف، أي ويقال في معنى العرق إنه السفيف أي الزنبيل، كما ورد في كتب اللغة في بعض الأقوال؛ ففى كلام الشارح حذف إذ لم يذكر العرق بدون هاء.

(3)

أطر السحاب، أي مأطوره، فهو مصدر بمعنى المفعول. والأطر: الاعوجاج، يريد ما تعطف من السحاب على هذه الهضبة.

ص: 96

مرْهُوبة: يُرْهَب أن يُرقَى فيها. حَصّاء: ليس فيها نبات. وقوله: ليس رقيبُها في مَثْمِل. أي ليس رقيبها في (1) حِفْظٍ. مرتبئا أي كنتُ رَبيئةَ القَومِ.

عَيْطاءَ مُعْنِقَةٍ يكون أنيسها

وُرْق الحَمامِ جَميمُها لمَ يُؤْكلِ

العَيْطاء: الطويلة العُنُق. والمُعْنِقة: الطويلة. وقوله: جَميمُها لم يؤكَل يقول: لا يَرْقىَ فيها راقٍ ولا راعٍ ولا أحدٌ فيأكُلَ جَميمها (2). أنيسها وُرْق الحَمام يقول: لا يؤنسك فيها إلَاّ الحَمامُ الخُضْر (3).

وَضَعَ النَّعاماتِ الرِّجالُ بَريدِها (4)

من بين شَعْشاعٍ وبينِ مظلَّلِ

النَّعامة: خشبتانُ تُنصَبان ويُلقَى عليهما ثُمامٌ يَستظِلّ بما الرَّبيئة من الشمس والمطر.

أخرجتُ منها سِلْقةً مهزولةً

عَجْفاءَ يَبرُقُ نابُها كالِمعْوَلِ

سِلْقة: ذِئبة، والذَّكَر سِلْق، عَجْفاء: مهزولة. وقولُه: كالِمعْوَل، يريد حديدةَ الناب كأنّ نابَها طَرفُ مِعْوَل.

(1) في الأصل "في خفض" بالخاء والضاد، وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا كما يستفاد من كتب اللغة، فقد ورد فيها أن المثمل بفتح الميم الأولى وكسر الثانية: الملجأ.

(2)

الجيم: ما نهض وانتشر من النبات. وفي عبارة أخرى: هو ما طال بعض الطول ولم يتمّ.

(3)

أراد بالخضر الورق من الحمام وهي التي فيها سواد وغبرة؛ والعرب تطلق الخضرة على السواد. وفي اللسان (مادة خضر) أن الخضراء من الحمام الدواجن وإن اختلفت ألوانها لأن أكثر ألوانها الخضرة. وفي التهذيب أن العرب تسمى الدواجن الخضر وإن اختلفت ألوانها خصوصا بهذا الاسم لغلبة الورقة عليها.

(4)

الريد: الحرف الناتئ في عرض الجبل. والشعشاع: الظل غير الكثيف الذي فيه فرج.

ص: 97

فزجزتُها فتلفّتتْ إذ رُعْتُهما

كتلفُّت الغَضْبانِ سُبَّ الأَقْبَلِ (1)

قال: قَدَّم وأَخَّر، وإنَّما يريد كتلفُّت الغضبان الأقبَل سُبَّ، إذ رُعْتُها يعني الذئبةَ أفزعتُها.

ومعي لَبوسٌ للبَئيس (2) كأنّه

رَوْق بجَبْهة ذى نِعاج مُجْفِلِ

ذى نعاج يعنى نوراً. والنِّعاج: البقر. والرَّوْق: القَرْن. ومعي لَبوس يقول: تأبَّط شَرًّا (3) اتَّخَذه لَبوسا.

ولقد صبرتُ على السَّموم يَكُنُّنى

قَرِدٌ على اللَّيتَيْنِ غيرُ مرجَّلِ

قَرِد يعنى شَعرَه، يقول: قد قَرِد (4) من طول ما تركتُه لم أَدْهُنْه ولم أَغسِلْه.

صَدْيانَ أَخذَى الطَّرْفِ في ملمومةٍ

لونُ السّحاب بها كلون الأَعْبَلِ

الأَخْذَى: الّذى في طَرْفه استرخاء من عطش. والأَعْبَل: المكان الذي فيه حجارةٌ كبيرة بِيض. وقوله: في ملمومة يعني هَضْبةً مدوَّرةً قد لُمَّ بعضُها إلى بعض.

مستشعِرا تحت الرِّداءَ وِشاحَةً (5)

عَضْبا غَموضَ الحَدِّ غيرَ مفلَّلِ

يريد أن وِشاحَه سَيْف. والعَضْب: القاطع. والغَموض: الرَّسوب إذا مَسَّ الضريبةَ غَمُض مكانُه.

(1) الأقبل: من القبل بفتحتين، وهو في العين إقبال سوادها على الأنف. وقيل هو مثل الحول بالتحريك أيضًا.

(2)

البئيس: الشجاع.

(3)

لعل في هذه الكلمة تبديلا من الناسخ والصواب تأبط رمحا بدليل قوله: "كأنه روق".

(4)

قرد أي تجعد وتلبد.

(5)

الوشاحة بالتاء: السيف قاله في اللسان (مادة وشح). وأنشد هذا البيت. وفي الأصل: "وشاحه" بالهاء غير منقوطة.

ص: 98

ومَعابِلا صُلْعَ الظُّباتِ كأنّها

جَمرٌ بمَسْهَكةٍ تُشَبّ لمُصْطلِي

مَعابِل: سهام عِراض النِّصال. وقوله: صُلْع الظُّبات، يقول: تَبرُق، ليس عليها صَدَأ. بمَسْهَكة: بموضع شديدِ الرِّيح؛ ويقال سَهَكَت الريحُ وسَهَجَتْ إذا مرّت مرًّا سريعا. ويقال: رِيحٌ سَهُوك وسَهوجٌ إذا كانت تَقشِر الأرضَ من شدّة مَرِّها. تُشَبُّ: تُوقَد. يقول: هذه النِّصال كأنّها جَمْر.

نُجُفا بَذَلْتُ لها خَوافيَ ناهِضٍ

حَشْرِ القوادِم كاللِّفاع الأطحَلِ

النُّجُف: العِراض النِّصال والظُّبات. وبذلك سُمى الرجلُ مَنْجوفا. والحَشْر: اللِّطاف (1) القُذَذ. واللِّفاع هو الكِساء واللِّحاف. والأَطحَل: الّذى كلَوْنْ الطِّحال إلى الغُبْسة والحُمْرة.

فإذا تُسَلُّ تَخَلخلتْ أرياشُها

خَشْفَ الجَنوبِ بيابس من إِسْحِلِ

يقول: ليس رِيشُها بكَزّ، فإذا مسستَها سمعتَ لها خَشْفة أي صوتا. والإسْحِل: شجر (2).

وجَليلةِ الأنساب ليس كِمثلِها

ممّن تَمتَّعُ قد أتتْهما أَرْسُلى

ويُروَى ممن يُمتِّع. والتَّمتيع: حُسنُ الغِذاء والتّنعيم. يريد امرأةً سَرِيّةَ الأنساب ليس مِثلُها؛ ثم قال: ممّن تَمتَّعُ هذه المرأةُ التي ذَكَر.

(1) يلاحظ أن الشارح قد فسر الحشر وهو مفرد باللطاف وهو جمع، وكان الصواب أن يقول: ما لطف من القذذ، كما هي عبارة اللغويين؛ أو اللطيف من القذذ؛ والقذذ: ريش السهم، الواحدة فذة بالضم والتشديد.

(2)

هو شجر يشبه الأثل تتخذ منه المساويك، ويعظم حتى تتخذ منه الرحال.

ص: 99