الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
شعر بدر بن عامر وأبى العيال
"
قال: أصيب ابن أخ لأبي العيال وهو ابن أبى عُتَير أحد بني خُناعة، وكان ممّن خرج إلى مصر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان فيه بعض الرَّهَق، وهو الفساد، فاتهم ابن أبي عُتَير ابنَ عمّ له يقال له: بدر بن عامر، اِتّهمه أن يكون ضَلْعُه مع خصمائه، فبلغ ذلك بدرا، فقال في ذلك بدر بن عامر:
بخلتْ فُطيمةُ (1) بالّذى تولينى
…
إلَاّ الكلام وقلّما يُجديني
فطيمة: اِسم امرأة. وقوله يجديني: يغنينى.
ولقد تَناهَى القلبُ حين نهيتُه
…
عنها وقد يَغوِى إذا يَعصينى
أفُطَيم هل تدرين كم من مَتْلَفٍ (2)
…
جاوزتُ لا مرعًى ولا مسكونِ
ابن دُرَيد: لا مَرِعٍ.
غَوْرِيّه (3) نجديّه شرقيّه
…
غربيّه، متشابهٍ ملعونِ
متشابه رَدَّه على مَتَلف. شرقيّه غربيّه، يقول: يشبه بعضها بعضا. قوله: ملعوت، يُلعَن. يقول مَنْ سَلَكه: اللهمّ العْنه من طريق، ما أصعَبَه وأبعَدَه!.
(1) في "السكرى" أميمة".
(2)
متلف: طريق يتلف الناس فيه. ولا مرعى، أي لا رعي فيه ولا يسكن (السكرى).
(3)
الغور: ما انخفض من الأرض. والنجد: ما ارتفع منها "السكرى".
كالزَّمْهَرير إذا يُشَبّ (1) يُميتهُم
…
بالبَرْد في طُرُق لهمْ وفنونِ
فترى البلادَ كأنّها قد حُرّقتْ
…
بالنار والتَهبتْ بكلّ وَجينِ
الوَجين: المكان الغليظ من الأرض.
وأبو العيال أخى فمن يَعرِض له
…
منكم بسُوءٍ يؤْذنى ويَسونى
إنّى وجدتُ أبا العيال وعِزَّه
…
كالِحصْن لُزَّ بجَنْدَلٍ مَوْضونِ
يقول: كأنه حصنٌ لك، إذا عُذْتَ به كأنك دخلتَ حِصْنا. وقوله: بجَنْدَل مَوْضون، كأنه نُسِج نَسْجا ضُفِر ضَفْرا فهو أصلب له. ووَضِينُ الرَّحل منسوجٌ نسجا. وبعض العرب يسمّيه السَّفيف (2) يراه قد سُفّ.
أعيا المجانيقَ الدّواهِي دونَه
…
وتركنه وأبَرَّ بالتحصين
قال: يقول: هذا الحصنُ لا تُطيقه المَجانيق من صلابته وشدّته. وقوله: أبرّ بالتحصين، أي غَلب بالتحصين. كأنه حِصْن له مَنَعة.
أسدٌ تَفَرّ الأُسْد من عُرَوائه
…
بَعوارض الرّجّاز أو بعُيونِ
(1) عبارة السكرى: يشب أي يشتد، وروايته للشطر الأخير من هذا البيت:
* بالبرد فى طرق لها وفنون *
وفسره فقال: لها أي للفلاة. وفنون: تشتعب من طرقها.
(2)
فى اللسان: السفة ما يسف من الخوص كالزنبيل ونحوه، أي ينسج.
عُرواؤه: حِسّه. قال: ويقال: لا يزال يعروه شرّ أي يأتيه، يُلمّ به، ويقال: أجد عُرَواءَ من حُمَّى أي حِسّا. والعوارض: النواحى. والرجّاز: موضع (1).
ويَجُرّ هُدّاب الفليلِ كأنّه
…
هُدّابُ خَمْلةِ قُرْطُفٍ (2) مَمْهُونِ
القُرْطُف له هُدّاب. ويقال للضبع إنها لذات فَليل، أي شعرٍ ممهون منفوش
ولصوته زَجَل إذا آنستَه
…
جَرْىَ الرَّحَى بَجرينِها (3) المَطْحونِ
ويروى جَرَّ الرحى: أي ما جرّت الرحى وجَرَنَتْ من طحينها. "فهذا الأسد يجرّ الرجال قد قتلهم كما تجرّ هذه الرحى طحينها (4) ".
وإِذا عَددتُ ذوى الثِّقاتِ فإنّه
…
ممّا تَصولُ به إِلىّ يمينى
(1) لم يفسر الشارح قوله في البيت "بعيون" كما أنه لم يضبط "الرجاز" وضبطه ياقوت ضبطا بالعبارة في معجمه ج 2 ص 753 طبع أوربا فقال: الرجاز بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره زاء، وعرّفه فقال: انه اسم واد بعينه ينجد عظيم، وقد روى البيت فيه هكذا:
أسد تفر الأسد من عروائه
…
بمدافع الرجاز أو بعيون
ولكن السكرى ضبط الرجاز بضم الراء، وقال ما نصه: الرجاز وعيون موضعان. وزاد فنقل عن أبي عمرو رأيا آخر وهو أن عوارض الرجاز أي حيث يلقاه الرجال فيرجزون به، وقوله: بعيون، أي عيون الذين ينظرون إليه.
(2)
كذا ضبط هذا اللفظ في الأصل بضم القاف والطاء. ولم نقف على هذا الضبط فيما بين أيدينا من كتب اللغة. والذي وجدناه أن القرطف بفتح القاف والطاء، وهو القطيفة التى لها خمل. وفي حديث النخعىّ في قوله تعالى:(ياأيها المدثر) أنه كان متدثرا في قرطف (اللسان).
(3)
الجرين: الطحن (بكسر الطاء) بلغة هذيل.
(4)
كذا وردت هذه العبارة التى بين هاتين العلامتين فى الأصل. ولعل المقصود "فهذا الأسد يجرن الرجال قد قتلهم جرنا أي طحنا شديدا كما تجرن هذه الرحى طحينها".