الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلقد رمقتُك في المجالس كلِّها
…
فإذا وأنت (1) تعينُ من يبغينى
قوله: رمقتُك أي نظرتُك. من يبغينى أي من يبغينى شرًا.
هلّا درأتَ الخَصْمَ حين رأيتَهم
…
جَنَفوا عليّ بِألسُنٍ وعُيونِ
قال أبو سعيد، أرويه جَنَفا علىّ، وجَنفوا علىّ جميعا. وقوله: درأتَهم: أي دفَعتهم ورأيتَهم أهَل مَيلٍ عليّ بألسنتهم وعيونهم، وهم لهم جَنَف. والجَنَف: الميل. والجَنِف: المائل المتحامِل: جَنَفا: مَيْلا. ويقال: جَنِف يَجْنَفَ جَنَفا، وتَجانَف: تمَايَل.
وزجرتَ عنّى كلَّ أبلَخَ كاشحٍ
…
تَرِعِ المقالةِ شامخِ العِرْنِينِ
الأبلخ: المتكبّر في نفسه. تَرِع المقالة: سريعُها لا يحبسها. ويقال: هو يُترِع إلى الشرِّ أي يُسرع. والتَّرِع: السريِع المسرِع إلى الشرّ، وكأن أصلَه ممتلئ، ويقال: اتَّرَع (2) الإناءُ. وقوله: شامخ العِرْنين، يقول: هو شامخ بأنفه. قوله: زجرتَ، أي كففتَ.
فأجابه بدرُ بنُ عامر
أقسمتُ لا أنسَى مَنيحةَ واحدٍ
…
حتى تَخَيَّطَ بالبياض قُرونِى (3)
(1) ذكر السكرى أن الواو في قوله "وأنت" مقحمة، مثل قولهم: اللهم ربنا ولك الحمد.
(2)
اترع الإناه: امتلأ.
(3)
قال في اللسان: وخيط الشيب رأسه وفي رأسه ولحيته (بتشديد الياء المفتوحة): صار كالخيوط، أو ظهر كالخيوط، مثل وخط، وتخيط رأسه كذلك، قال بدر بن عامر الهذلى:
تالله لا أنسى منيحة واحد
…
حتى تخيط بالبياض قرونى
ثم نقل عن ابن حبيب أنه إذا اتصل الشيب بالرأس فقد خيط الرأس الشيب فجعل خيط متعديا، قال: فتكون الرواية على هذا "حتى تخيط (بضم التاء وفتح الياء مشدّدة) بالبياض قروني" وجعل البياض فيها كأنه شيء خيط بعضه إلى بعض. قال: وأما من قال خيط في رأسه الشيب بمعنى بدا فإنه يربد تخيط بكسر الياء مشدّدة أي خيطت قرونى وهى تخيط، والمعنى أن الشيب صار فى السواد كالخيوط ولم يتصل لأنه لو اتصل لكان نسجا.
ابن دريد: تُخيَّط. قال أبو سعيد: يقال: قد خَيَّط فيه الشيبُ وبلغ. ونَقَّب فيه الشيب "أو أستمرّ لهذه القبر (1) " والمنيحة العطيّة، وأصله أن تُعار الناقةُ أو الشاةُ فتُحلَبَ ثم تُرَدّ.
أو أستمرّ لمَسْكَنٍ أثوِى به
…
لقرَارِ مَلْحُودِ العِداءِ (2) شَطونِ
الشَّطون: العَوْجاء من الآبار. وأصل ذلك أن يكون في جوفها زَوَر فتُجذب دلُوها بحبلين، وهما شَطَنان، ومن هذا قولهم: نيّة شَطون. يقول: منحتَنى ما ليس فيه خير ومنحتُك أنا نُصحِى.
ومنحَتنى جَدّاءَ (3) حين منحَتنى
…
شَحْصًا بمالئةِ الِحلاب لبَونِ
قال: الشَّحْص من المال: الذي ليس فيه لبن، يقال: إبل شَحْص وغنم شَحْص (4) وأنشدنا لحُميد بن ثور - رضي الله تعالى عنه -:
(1) قوله: "أو استمر لهذه القبر": يبدو أن الشارح جاء بهذه العبارة هنا ليصل معنى هذا البيت بالبيت التالى، لقوله فيه "أو استمر لمكسن أثوى به" وقد روى السكرى هذا البيت هكذا:
حتى أصير لمسكن أثوى به
…
لقرار ملحدة العداء شطون
وفسره فقال: المسكن القبر.
(2)
لم يفسر الشارح العداء في هذا البيت، ولكن اللسان فسره فقال: العداء ممدود: ما عاديت على الميت حين تدفنه من لبن أو حجارة أو خشب أو ما أشبهه، ويقال أيضا العدى كإلى والعداء: حجر رقيق يستر به الشيء. ويقال: لكل حجر يوضع على شيء يستره عداء. وفسر السكرى العداء بأنه الأرض التى ليست بمستوية الحفر.
(3)
الجدّاء: التي لا لبن بها (السكرى).
(4)
إذا ذهب لبن الشاة كله فهي شحص بفتح الشين وسكون الحاء، الواحدة والجميع في ذلك سواء (اللسان).