الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أدار السّحر من عينيه خمرا
…
معتّقة فأسكر كلّ صاح
وأهدى إذ تهادى كلّ طيب
…
كخوط البان في أيدي الرياح
وأحيا حين حيّا نفس صبّ
…
غدت في قبضة الحبّ المتاح
وسوّغ منه عتبي بعد عتب
…
وعلّلني براح فوق راح
وأجناني الأماني في أمان
…
وجنح الليل مسدول الجناح
وقال أيضا: [الكامل]
ومنعّم الأعطاف معسول اللّمى
…
ما شئت من بدع المحاسن فيه
لمّا ظفرت بليلة من وصله
…
والصّبّ غير الوصل لا يشفيه
أنضحت وردة خدّه بنفسي
…
وظللت أشرب ماءها من فيه
وقال أيضا: [الكامل]
حكت السّلاف صفاته بحبابها
…
من ثغره ومذاقها من رشفه
وتورّدت فحكت شقائق خدّه
…
وتأرّجت فيسيمها من عرفه
وصفت فوق أديمها فكأنها
…
من حسن رونق وجنتيه ولطفه
لعبت بألباب الرجال وغادرت
…
أجسامهم صرعى كفعلة طرفه
محمد بن حسن العمراني الشريف
«1»
من أهل فاس.
حاله: كان جهويا ساذجا، خشن البزة، غير مرهف التّجند، ينظم الشعر، ويذكر كثيرا من مسائل الفروع، ومعاناة الفرائض، يجعجع بها في مجالس الدّروس، فشقي به المدرسون، على وتيرة من صحة السّجية، وحسن العهد، وقلّة التصنّع.
وجرى ذكره في الإكليل «2» : كريم الانتماء، مستظل «3» بأغصان الشجرة الشّمّاء، من رجل سليم الضمير، ذي باطن أصفى من الماء النّمير، له في الشعر طبع يشهد بعروبية أصوله، ومضاء نصوله.
فمن ذلك قوله يخاطب السلطان أمير المسلمين، وقد أمر له بكسوة:
[الطويل]
منحت منحت النّصر والعزّ والرضا
…
ولا زلت بالإحسان منها «1» مقرّضا
ولا زلت للعليا جنى ومكارما «2»
…
وللأمر، للملك «3» العزيز، مقيّضا
ولا زالت الأملاك باسمك تتّقى
…
وجيشك وفرا يملأ الأرض والفضا
ولا زلت ميمون النّقيبة ظافرا
…
مهيبا ووهّابا وسيفك منتضى
تقرّ به الدّين الحنيف وأهله
…
وتقمع جبّارا وتهلك مبغضا
وصلت شريف البيت من آل هاشم
…
وخوّلته أسنى مراد ومقتضى
وجدت بإعطاء اللّجين وكسوة
…
ستكسى بها «4» ثوبا من النور أبيضا
وما زالت الأنصار تفعل هكذا
…
فعال «5» عليّ في الزمان الذي مضى
هم نصروا الهادي وآووا وجدّلوا
…
بحدّ ذباب السيف من كان معرضا
فخذ ذا أبا الحجاج من خير مادح
…
لخير مليك في البريّة مرتضى
فقد كان قبل اليوم غاض قريضه
…
فلمّا رأى الإحسان منك تفيّضا
ونظم الفتى يسمو على قدر ما يرى
…
من الجود مهما ينقضي نيله انقضى
ومن حكم القول اللهى متح اللهى
…
ومن مدح الأملاك يرجو التّعرّضا
فلا زال يهديك الشريف قصائدا
…
ينال بها منك المودة والرضى
وقال يخاطب من أخلفته بوارق الأمل فيه، وخابت لديه وسائل قوافيه:
[البسيط]
الشّعر أسنى كلام خصّ بالعرب
…
والجود في كل صنف خير مكتسب
وأفضل الشعر أبيات يقدّمها
…
في صدر حاجته من كان ذا أدب
فما يوفّي كريم حقّ مادحه
…
لو كان أولاه ما يحويه من نشب
المال يفنى إذا طال الثواء به
…
والمدح يبقى مدى الأزمان والحقب
وقد مدحت لأقوام ذوي «6» حسب
…
فيما ظننت وليسوا من ذوي حسب