الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فكيف «1» أراني أهل ذاك وقد أتى
…
عليّ المميتان «2» البطالة والجهل
وأسأل «3» ربي العفو عني فإنه
…
لما يرتجيه العبد من فضله «4» أهل
مولده: تخمينا في نحو أربع وثمانين وخمسمائة.
وفاته: ظهر يوم الأربعاء لأربع خلون من جمادى الآخرة، عام ستة وثلاثين وستمائة «5» .
محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد ابن أبي بكر بن سعد الأشعري المالقي
«6»
يكنى أبا عبد الله، ويعرف بابن بكر، من ذرية «7» بلج بن يحيى بن خالد بن عبد الرحمن بن يزيد «8» بن أبي بردة. واسمه عامر بن أبي عامر بن أبي موسى.
واسمه عبد الله بن قيس، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن حزم «9» في جملة من دخل الأندلس من العرب «10» .
حاله: من «عائد الصلة» : كان «11» من صدور العلماء، وأعلام الفضلاء، سذاجة ونزاهة ومعرفة وتفننا. فسيح الدرس، أصيل النظر، واضح المذهب، مؤثرا
للإنصاف، عارفا بالأحكام والقراءات «1» ، مبرّزا في الحديث تاريخا وإسنادا وتعديلا وتجريحا «2» ، حافظا للأنساب والأسماء والكنى، قائما على العربية، مشاركا في الأصول والفروع، واللغة والعروض والفرائض والحساب، مخفوض الجناح، حسن التخلق «3» ، عطوفا على الطلبة، محبّا في العلم والعلماء، مجلّا لأهله «4» ، مطّرح «5» التصنّع، عديم المبالاة بالملبس، بادي الظاهر، عزيز النفس، نافذ الحكم، صوّالة، معروف بنصرة من أزر إليه. تقدّم للشياخة «6» ببلده مالقة، ناظرا في أمور العقد والحل، ومصالح الكافة. ثم ولّي القضاء بها، فأعزّ الخطة، وترك الهوادة وإنفاد الحق «7» ملازما للقراءة والإقراء، محافظا للأوقات، حريصا على الإفادة.
ثم ولّي القضاء «8» والخطابة بغرناطة في العشر الأول لمحرم سبعة وثلاثين وسبعمائة، فقام بالوظائف، وصدع «9» بالحق، وجرّح «10» الشهود فزيّف منهم ما ينيف على السبعين «11» عددا، واستهدف بذلك إلى معاداة ومناضلة خاض ثبجها، وصادم تيّارها، غير مبال بالمغبّة، ولا حافل بالتّبعة، فناله لذلك من المشقّة، والكيد العظيم ما نال مثله، حتى كان «12» يمشي إلى الصلاة ليلا في مسلّة، لا يطمئن على حاله.
جرت في هذا الباب حكايات إلى أن استمرت الحال على ما أراده الله، وعزم عليه الأمير في بعض من الخطّة، ليردّه إلى العدالة، فلم يجد في قناته مغمزا، ولا في عوده معجما، وتصدّر لبثّ العلم بالحضرة، يقرئ فنونا منه جمّة، فنفع وخرّج، ودرّس العربية والفقه والأصول، وأقرأ القرآن، وعلم الفرائض والحساب، وعقد مجالس الحديث شرحا وسماعا، على سبيل من انشراح الصّدر، وحسن التجمّل، وخفض الجناح «13» .
وذكره القاضي المؤرخ أبو الحسن بن الحسن، فقال «1» : وأما شيخنا، وقريبنا مصاهرة، أبو عبد الله بن أبي بكر، فصاحب عزم ومضاء، وحكم صادع وقضاء. كان له، رحمه الله، مع كل قولة صولة، وعلى كل رابع لا يعرف ذرّة، فأحرق قلوب الحسدة والصّب، وأعزّ الخطّة بما أزال عنها من الشّوائب، وذهّب وفضّض «2» كواكب الحق بمعارفه، ونفذ في المشكلات، وثبت في المذهلات «3» ، واحتج وبكّت، وتفقّه ونكّت.
توقيعه: قال: وحدّثنا صاحبنا أبو جعفر الشّقوري قال «4» : كنت قاعدا في مجلس حكمه فرفعت إليه امرأة رقعة، مضمونها أنها محبّة في مطلّقها، وتبتغي من يستشفع لها في ردّها، فتناول الرّقعة، ووقع في ظهرها للحين من غير مهلة: الحمد لله، من وقف على ما بالمقلوب «5» ، فليصغ لسماعه إصاغة مغيث، وليشفع للمرأة عند زوجها، تأسّيا بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لبربرة في مغيث. والله يسلم لنا العقل والدين، ويسلك بنا مسالك المهتدين. والسلام يعتمد على من وقف على هذه الأحرف من كاتبها، ورحمة الله. قال صاحبنا: فقال لي بعض الأصحاب: هلّا كان هو الشفيع لها؟ فقلت: الصحيح أنّ الحاكم لا ينبغي أن يباشر ذلك بنفسه على النصوص «6» .
شعره: ولم يسمع له شعر إلّا بيتين في وصف قوس عربي النّسب في شعر من لا شعر له، وهما:[البسيط]
هام الفؤاد ببنت «7» النّبع والنّشم
…
زوراء «8» تزري بعطف البان والصّنم
قوام قامتها تمام معطفها
…
من يلق مقتلها تصميه أو تصم
مشيخته: قرأ على الأستاذ المتفنّن الخطيب أبي محمد بن أبي السّداد الباهلي «9» القرآن العظيم جمعا وإفرادا، وأخذ عنه العربية والفقه والحديث، ولازمه،
وتأدب به. وعلى الشيخ الراوية الصالح أبي عبد الله محمد بن عيّاش الخزرجي القرطبي، قرأ عليه كثيرا من كتب الحديث، منها كتاب صحيح مسلم، وسمع عليه جميعه إلّا دولة واحدة. ومن أشياخه القاضي أبو القاسم قاسم بن أحمد بن حسن بن السّكوت، والفقيه المشاور الصّدر الكبير أبو عبد الله بن ربيع، والخطيب القدوة الولي أبو عبد الله بن أحمد الطّنجالي، والشيخ القاضي أبو الحسن ابن الأستاذ العلّامة أبي الحجاج بن مصامد، والأستاذ خاتمة المقرئين أبو جعفر بن الزّبير، والخطيب المحدّث أبو عبد الله بن رشيد، والخطيب الولي الصالح أبو الحسن «1» بن فضيلة، والأستاذ أبو الحسن بن اللّباد المشرفي، والشيخ الأستاذ أبو عبد الله بن الكماد السّطّي اللّبليسي. وأجازه من أهل سبتة شيخ الشّرفاء أبو علي بن أبي التّقى طاهر بن ربيع، والعدل الراوية أبو فارس عبد العزيز بن الهواري، وأبو إسحاق التلمساني، والحاج العدل الراوية أبو عبد الله بن الحصّار، والأستاذ المقرئ ابن أبي القاسم بن عبد الرحيم القيسي، والأستاذ أبو بكر بن عبيدة، والشيخ المعمر أبو عبد الله بن أبي القاسم بن عبيد الله الأنصاري. ومن أهل إفريقية الأديب المعمر أبو عبد الله محمد بن هارون، وأبو العباس أحمد بن محمد الأشعري المالقي نزيل تونس، ومحمد بن محمد بن سيّد الناس اليعمري، وعثمان بن عبد القوي البلوي.
ومن أهل مصر النّسابة شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدّمياطي، والمحدّث الراوية أبو المعالي أحمد بن إسحاق، وجماعة غيرهم من المصريين والشاميين والحجازيين.
مولده: في أواخر ذي حجة من عام أربعة «2» وسبعين وستمائة.
وفاته: فقد في مصاب «3» المسلمين يوم المناجزة بطريف «4» شهيدا محرّضا، زعموا أن بغلة كان عليها كبت به، وأفاق رابط الجأش، مجتمع القوى. وأشار عليه بعض المنهزمين بالركوب فلم يكن عنده قوة عليه. وقال: انصرف، هذا يوم الفرج «5» ،