الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وابق في عزّة وفي دعة
…
صافي «1» العيش واردا شبمه «2»
ما ثنى الغصن عطفه طربا
…
وشدا الطير فوقه «3» نغمه
مشيخته: قرأ «4» على الأستاذ أبي جعفر بن «5» الزّبير، والخطيب أبي عثمان بن عيسى.
وفاته: توفي «6» بمالقة في اليوم الثامن والعشرين لمحرم «7» عام اثنين وخمسين وستمائة «8» ، وأوصى بعد أن حفر قبره بين شيخيه الخطيبين أبي عبد الله الطّنجالي وأبي عثمان بن عيسى، أن يدفن به «9» ، وأن يكتب على قبره هذه الأبيات:
[الطويل]
ترحّم على قبر ابن باق وحيّه
…
فمن حقّ ميت الحيّ تسليم حيّه
وقل آمن الرحمن روعة خائف
…
لتفريطه في الواجبات وغيّه
قد اختار هذا القبر في الأرض راجيا
…
من الله تخفيفا بقرب «10» وليّه
فقد يشفع الجار الكريم لجاره
…
ويشمل بالمعروف أهل نديّه
وإني بفضل الله أوثق واثق
…
وحسبي وإن أذنبت حبّ نبيّه
محمد بن إبراهيم بن سالم بن فضيلة المعافري
«11»
من أهل ألمرية، يدعى بالبيوّ «12» ، ويكنى أبا عبد الله.
حاله: من الإكليل الزاهر: شيخ «13» أخلاقه ليّنة، ونفسه كما قيل هيّنة، ينظم الشعر سهلا مساقه، محكما اتّساقه، على فاقة ما لها من إفاقة. أنشد السلطان «14»
بظاهر بلده قوله: [الطويل]
سرت ريح نجد من ربى أرض بابل
…
فهاجت إلى مسرى سراها بلابلي «1»
وذكّرني عرف النّسيم الذي سرى
…
معاهد أحباب سراة أفاضل
فأصبحت مشغوفا بذكرى منازل
…
ألفت، فوا شوقي لتلك المنازل
فيا ريح هبّي بالبطاح وبالرّبا
…
ومرّي على أغصان زهر الخمائل
وسيري بجسمي للتي الروح عندها
…
فروحي لديها من أجلّ الوسائل
وقولي لها عني معنّاك بالهوى «2»
…
له شوق معمود وعبرة ثاكل «3»
فيا بأبي هيفاء كالغصن تنثني «4»
…
بقدّ يقدّ «5» كاد ينقدّ مائل
فتاة براها الله من فتنة فمن
…
رآها ولم يفتن فليس بعاقل
لها منظر كالشمس في رونق الضّحا
…
ولحظ كحيل ساحر الطّرف بابلي «6»
بطيب شذاها عطّرت كلّ عاطر
…
كما بحلاها زيّنت كلّ عاطل
رمتني بسهم من سهام جفونها
…
فصادف ذاك السّهم مني مقاتلي «7»
فظلت غريقا في بحار من الهوى
…
وما الحبّ إلّا لجّة دون ساحل
فيا من سبت عقلي وأفنت تجلّدي
…
صليني فإنّ البعد لا شكّ قاتلي «8»
فلي كبد شوقي إليك تفطّرت
…
وقلب بنيران الجوى في مشاعلي «9»
ولي أدمع تحكي ندا كف يوسف
…
أمير العلى الأرضي الجميل الفضائل
إذا مدّ بالجود الأنامل لم تزل
…
بحور النّدى تهمي بتلك الأنامل
ومن شعره قوله من قصيدة «10» : [الكامل]
بهرت كشمس في غلالة عسجد
…
وكبدر تمّ في قضيب زبرجد
ثم انثنت كالغصن هزّته الصّبا
…
طربا فتزري بالغصون الميّد