الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مدحتهم بكلام لو مدحت به
…
دهري أمنت من الإملاق والنّصب
فعاد مدحي لهم هجوا يصدّقه
…
من لؤمهم عودتي عنهم بلا أرب
فكان ما قلت من مدحهم كذبا
…
أستغفر الله من زور ومن كذب
وقال في غرض يظهر من الأبيات، يخاطب السلطان:[الكامل]
ما لي أرى تاج الملوك وحوله
…
عبدان لا حلم ولا آداب
فكأنه البازي الصّيود وحوله
…
نغر «1» يقلّب ريشه وغراب
يا أيها الملك الكرام جدوده
…
أسنى المحافل غيرها أتراب
أبدلهما بالبيض «2» من صفّيهما
…
إن العبيد محلّها الأبواب
وفاته: توفي في حدود ثمانية وأربعين وسبعمائة أو بعد ذلك «3» .
محمد بن محمد بن إبراهيم بن المرادي ابن العشاب
«4»
قرطبي الأصل، تونسي الولادة والمنشأ، ابن نعمة وغذي جاه وحرمة.
حاله: كان حييّا فاضلا كريما، سخيّا. ورد على الأندلس، مفلتا من نكبة أبيه، وقد عركته عرك الرّحى لثقالها، على سنن من الوقار والدّيانة والحما، يقوم على بعض الأعمال النبيهة.
وجرى ذكره في الإكليل بما نصّه «5» : جواد لا يتعاطى طلقه، وصبح فضل لا يماثل فلقه. كانت لوالده «6» ، رحمه الله تعالى «7» ، من الدول الحفصيّة منزلة لطيفة المحلّ، ومفاوضة في العقد والحلّ، ولم يزل تسمو «8» به قدم النّجابة، من العمل إلى الحجابة. ونشأ ابنه هذا مقضيّ الديون، مفدّى بالأنفس والعيون. والدهر ذو ألوان،
ومارق حرب عوان «1» ، والأيام كرات تتلقّف، وأهوال «2» لا تتوقّف، فألوى بهم الدهر وأنحى «3» ، وأغام جوّهم بعقب ما أصحى «4» ، فشملهم الاعتقال، وتعاورتهم «5» النّوب الثقال، واستقرّت بالمشرق ركابه، وحطّت به أقتابه، فحجّ واعتمر، واستوطن تلك المعاهد وعمر، وعكف على كتاب الله تعالى «6» فجوّد الحروف، وأحكم «7» الخلف المعروف، وقيّد وأسند، وتكرّر إلى دور الحديث وتردّد، وقدم على هذا الوطن قدوم النّسيم البليل، على كبد العليل. ولمّا استقرّ به قراره، واشتمل على جفنه غراره، بادرت إلى مؤانسته، وثابرت على مجالسته، فاجتليت للسّرو «8» شخصا، وطالعت ديوان الوفاء مستقصا.
شعره: وشعره ليس بحايد عن الإحسان، ولا غفل من النكت الحسان. فمن ذلك ما خاطبني به «9» :[الطويل]
بيمن أبي عبد الإله «10» محمد
…
تيمّن هذا القطر وانسجم القطر
أفاض علينا من جزيل عطائه
…
بحورا تديم «11» المدّ ليس لها جزر
وأنسنا لمّا عدمنا مغانيا
…
إذا ذكرت في القلب من ذكرها عبر «12»
هنيئا بعيد الفطر يا خير ماجد
…
كريم به تسمو السّيادة والفخر
ودمت مدى الأيام في ظلّ نعمة
…
تطيع لك الدنيا ويعنو «13» لك الدهر
وممّا خاطب به سلطانه في حال الاعتقال: [البسيط]
لعلّ عفوك بعد السّخط يغشاني
…
يوما فينعش قلب الوالد العاني «14»