الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم الفقيه الأجل، الحاج الفاضل، الشّهيد في كائنة العقاب «1» ، المحدّث الورع، الزاهد الطاهر، أبو عبد الله بن حسين بن صاحب الصلاة الأنصاري، وعليه كان ابتدائي للقراءة، وكان مبارك التعليم، حسن التفهيم، شديد التواضع.
ومنهم الفقيه الأجل الفاضل الورع، المحدث، الحاج الملهم، المجاب الدعوة، الميمون النّقيبة، الأوّاب، أبو الحجاج بن الشيخ، رضي الله عنه. وهذا الكتاب على الإطالة مني، ولكن القرطاس فنّي، والسلام الأتمّ عليكم، ورحمة الله وبركاته. قال ذلك، وكتبه العبد المعترف بذنبه، الراجي رحمة ربّه، محمد بن عبد الله الحميري ثم الإستجي، في أواسط شعبان المكرم من عام أحد وأربعين وستمائة.
وفاته: من خطّ الوزير أبي محمد عبد المنعم بن سماك، قال: قدم غرناطة، أظنّ سنة تسع وثلاثين وستمائة، وشكى علّة البطن مدة ثمانية أشهر بدار أبي، رحمه الله، مرّضناه الثلاثة الأخوة، إلى أن توفي، رحمه الله، ودفن بمدفنه، مغنى الأدب، بروضة الفقيه أبي الحسن سهل بن مالك.
محمد بن أحمد بن علي الهوّاري
«2»
يكنى أبا عبد الله، ويعرف بابن جابر، من أهل ألمريّة.
حاله: رجل «3» كفيف البصر، مدلّ على الشعر، عظيم الكفاية والمنّة على زمانته «4» . رحل إلى المشرق، وتظافر «5» برجل من أصحابنا يعرف بأبي جعفر الإلبيري، صارا روحين في جسد، ووقع الشّعر منهما بين لحيي أسد، وشمّرا «6» للكدية، فكان وظيف الكفيف النّظم، ووظيف «7» البصير الكتب، وانقطع الآن
خبرهما. وجرى ذكره في الإكليل بما نصّه «1» : محسوب من طلبتها الجلّة، ومعدود فيمن طلع بأفقها من الأهلّة، رحل إلى المشرق، وقد أصيب ببصره، واستهان في جنب الاستفادة «2» بمشقّة سفره، على بيان عذره، ووضوح ضرّه.
شعره: وشعره كثير، فمنه قوله «3» :[الطويل]
سلو مسرّ «4» ذاك الخال في صفحة الخدّ
…
متى رقموا بالمسك في ناعم الورد
ومن هزّ «5» غصن القدّ منها لفتنتي
…
وأودعه رمّانتي ذلك النّهد
ومن متّع «6» القضب اللّدان بوصلها «7»
…
إلى أن أعرن «8» الحسن من ذلك القدّ
فتاة تفتّ القلب مني بمقلة
…
له رقّة الغزلان في سطوة الأسد
تمنّيت أن تهدي إليّ نهودها
…
فقالت رأيت البدر يهداه أو يهدي
فقلت وللرّمان «9» بدّ من الجنى
…
فتاهت وقالت باللّواحظ لا الأيدي
فقلت أليس القلب عندك حاصلا «10» ؟
…
فقالت «11» قلوب الناس كلّهم عندي
وقلت «12» اجعليني من عبيدك في الهوى
…
فقالت كفاني كم لحسني من عبد
إذا شئت أن أرضاك عبدا فمت جوى «13»
…
ولا تشتكي «14» واصبر على ألم الصّدّ
ألم تر النّحل يحمل ضرّها
…
لأجل الذي تجنيه من خالص الشهد؟
كذلك بذل النّفيس سهل لذي النّهى
…
لما يكسب الإنسان من شرف الحمد
ألست ترى كفّ ابن جانة طالما «15»
…
أضاع كريم المال في طلب المجد
ومن شعره أيضا قوله «1» : [الكامل]
عرّج على بان العذيب وناد
…
وأنشد فديتك أين «2» حلّ فؤادي
وإذا مررت على المنازل بالحمى
…
فاشرح هنالك لوعتي وسهادي
إيه فديتك يا نسيمة خبّري
…
أرب «3» الأحبّة والحمى والوادي
يا سعد، قد بان العذيب وبانه
…
فانزل فديتك قد بدا إسعادي
خذ في البشارة مهجتي يوما إذا
…
بان العذيب ونور حسن سعاد «4»
قد صحّ عيدي يوم أبصر حسنها
…
وكذا الهلال علامة الأعياد
وممّا نقلناه من خبر قيّده لصاحبنا الفقيه الأستاذ أبي علي منصور الزواوي، وممّا ادعاه لنفسه «5» :[الوافر]
عليّ لكلّ ذي كرم ذمام
…
ولي بمدارك المجد اهتمام
وأحسن ما لديّ لقاء حرّ
…
وصحبة «6» معشر بالمجد هاموا «7»
وإني حين أنسب من أناس
…
على قمم النجوم لها «8» مقام
يميل بهم إلى المجد ارتياح
…
كما مالت بشاربها المدام «9»
هم لبسوا أديم الليل «10» بردا
…
ليسفر من مرادهم «11» الظلام
هم جعلوا متون العيس «12» أرضا
…
فمذ عزموا الرّحيل فقد أقاموا «13»
فمن كلّ البلاد لنا ارتحال
…
وفي كلّ البلاد لنا مقام
وحول موارد العلياء منها «14»
…
لنا مع كلّ ذي شرف زحام
تصيب سهامنا غرض المعالي
…
إذا ضلّت عن الغوص «15» السّهام
وليس لنا من المجد اقتناع
…
ولو أنّ النجوم لنا خيام «1»
ننزّه عرضنا عن كل لوم
…
فليس يشين سؤددنا ملام
ونبذل لا نقول العام ماذا
…
سواء كان خصب أو حطام
إذا ما المحل عمّ بلاد قوم
…
أثبناها فجاد بنا الغمام
وإن حضر الكرام ففي يدينا
…
ملاك أمورهم ولنا الكلام
وفينا المستشار بكل علم
…
ومنّا اللّيث والبطل الهمام
فميدان الكلام لنا مداه
…
وميدان الحروب بنا يقام
كلا الأمرين ليس له بقوم
…
سوانا يوم نازلة تمام
يريق دم المداد بكل طرس
…
وليس سوى اليراع لنا سهام
وكتب بالمثقّفة العوالي
…
بحيث الطّرس لبّات وهام
إذا عبست وجوه الدهر منّا
…
إليها فانثنت ولها انتقام
لقد علمت قلوب الرّوم أنّا
…
أناس ليس يعوزنا مرام
وليس يضيرنا أنا قليل
…
لعمر أبيك ما كثر الكرام
إذا ما الرّاية الحمراء هزّت
…
نعم فهناك للحرب ازدحام
وما أحمرّت سدى بل من دماء
…
ليس على جوانبها انسجام
تظلّل من بني نصر ملوكا
…
حلال النّوم عندهم حرام
فكم قطعوا الدّجى في وصل مجد
…
وكم سهروا إذا ما الناس ناموا «2»
أبا الحجاج لم تأت الليالي
…
بأكرم منك إن عدّ الكرام
ولا حملت ظهور الخيل أمضى
…
وأشجع منه إن هزّ الحسام
وأنّى جئت من شرق لغرب
…
ورمت بي الزمان كما ترام
وجرّبت الملوك وكل شخص
…
تحدّث عن مكارمه الأنام
فلم أر مثلكم يا آل نصر
…
جمال الخلق والخلق العظام
ومنها:
لأندلس بكم شرف وذكر
…
تودّ بلوغ أدناه الشّآم
سعى صوب الغمام بلاد قوم
…
هم في كل مجدبة غمام