الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأعتزّ في أهلي كما اعتزّ بيدق
…
على سفرة الشطرنج لما انثنى فرزا
فوقع الأمر بظهر رقعته ما ثبت في حرف النون عند ذكره، والاحتجاج بفضله.
وفاته: كان حيّا بعد سنة سبع عشرة وسبعمائة. وفد على الحضرة مرات كثيرة.
محمد بن عبد الملك بن محمد بن محمد بن طفيل القيسي
«1»
من أهل وادي آش، يكنى أبا بكر.
حاله: كان عالما، صدرا، حكيما، فيلسوفا، عارفا بالمقالات والآراء، كلفا بالحكمة المشرقية، محققا، متصوفا، طبيبا ماهرا، فقيها، بارع الأدب، ناظما، ناثرا، مشاركا في جملة من الفنون.
مشيخته: روى عن أبي محمد الرّشاطي، وعبد الحق بن عطية وغيرهما.
حظوته ودخوله غرناطة:
اختصّ بالريس أبي جعفر، وأبي الحسن بن ملحان. قال ابن الأبار في تحفته «2» : وكتب لوالي غرناطة وقتا.
تواليفه: رسالة حيّ بن يقظان، والأرجوزة الطبيّة المجهولة، وغير ذلك.
شعره: قال: وهو القائل من قصيدة في فتح قفصة سنة ست وسبعين «3» ، وأنفذت إلى البلاد «4» :[الطويل]
ولمّا انقضى الفتح الذي كان يرتجى
…
وأصبح حزب الله أغلب غالب
وأنجزنا وعد من الله صادق
…
كفيل بإبطال الظنون الكواذب
وساعدنا التّوفيق حتى بيّنت
…
مقاصدنا مشروحة بالعواقب
وأذعن من عليا هلال بن عامر
…
أبيّ ولبّى الأمر كلّ مجانب
وهبّوا إذا «1» هبّ النسيم كما «2» سرى
…
ولم يتركوا بالشّرق علقة آئب
يغصّ بهم عرض الفلا وهو واسع «3»
…
وقد زاحموا الآفاق من كل جانب
كأنّ بسيط الأرض حلقة خاتم
…
بهم وخضمّ البحر بعض المذانب
ومدّ على حكم «4» الصغار لسلمنا
…
يديه عظيم الروم في حال راغب
يصرّح بالرؤيا «5» وبين ضلوعه
…
نفس مذعور ونفرة راهب
وعى من لسان الحال أفصح خطبة
…
وما «6» وضحت»
عنه فصاح القواضب
وأبصر متن الأرض كفّة حامل
…
عليه وإصراه في كفّ حالب
أشرنا بأعناق الجياد إليكم
…
وعجبا عليكم من صدور الرّكائب
إلى بقعة قد بيّن «8» الله فضلها
…
بمن حلّ فيها من وليّ «9» وصاحب
على الصّفوة الأدنين منّا تحية
…
توافيهم بين الصّبا والجنائب
وله أيضا «10» : [الطويل]
ألمّت وقد نام الرقيب «11» وهوّما
…
وأسرت إلى وادي «12» العقيق من الحمى
وراحت «13» إلى نجد فرحت منجّدا
…
ومرّت بنعمان فأضحى منعّما
وجرّت على ترب المحصّب «14» ذيلها
…
فما زال ذاك التّرب نهبا مقسّما
تناقله «15» أيدي التّجار «16» لطيمة
…
ويحمله الداريّ «17» أيّان يمّما
ولمّا رأت أن لا ظلام يجنّها
…
وأنّ سراها فيه لن يتكتما
سرت «18» عذبات الرّيط عن حرّ وجهها
…
فأبدت شعاعا يرفع اليوم مظلما «19»
فكانّ تجلّيها حجاب جمالها
…
كشمس الضّحى يعشى بها الطّرف كلّما
ولمّا رأت زهر الكواكب أنها
…
هي النيّر الأسمى وإن كان باسما
بكت أسفا أن لم تفز بجوارها
…
وأسعدها صوب الغمام فأسجما
فجلّت يمجّ القطر ريّان بردها
…
فتنفضه كالدّر فذّا وتوأما
يضمّ علينا الماء فضل زكاتها
…
كما «1» بلّ سقط الطّلّ نورا مكمّما
ويفتق نضح الغيث طيب عرفها
…
نسيم الصّبا بين العرار منسّما
جلت عن ثناياها وأومض برقها «2»
…
فلم أدر من شقّ الدّجنّة منهما
وساعدني جفن الغمام على البكا
…
فلم أدر وجدا «3» أيّنا كان أسجما
ونظم سمطي ثغرها ووشاحها
…
فأبصرت درّ الثغر أحلى وأنظما
تقول وقد ألممت أطراف كمّها
…
يدي وقد أنعلت أخمصها الفما
نشدتك لا يذهب بك الشوق مذهبا
…
يسهّل صعبا أو يرخّص مأثما
فأقصرت «4» لا مستغنيا عن نوالها
…
ولكن رأيت الصّبر أوفى وأكرما
وقال «5» : [الوافر]
أتذكر إذ مسحت بفيك عيني «6»
…
وقد حلّ البكا فيها عقوده
ذكرت بأن ريقك ماء ورد
…
فقابلت الحرارة بالبروده
وقال: [الوافر]
سألت من المليحة برء دائي
…
برشف برودها العذب المزاج
فما زالت تقبّل في جفوني
…
وتبهرني بأصناف الحجاج
وقالت إنّ طرفك كان «7» أصلا
…
لدائك فليقدّم في العلاج
وفاته: توفي بمراكش سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وحضر السلطان «8» جنازته.