المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌محمد بن يوسف بن خلصون - الإحاطة في أخبار غرناطة - جـ ٣

[لسان الدين بن الخطيب]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثالث]

- ‌[تتمة قسم الثانى]

- ‌محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن أحمد العزفي

- ‌محمد المكودي

- ‌المقرئون والعلماء- الأصليون منهم

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يحيى ابن عبد الرحمن بن يوسف بن جزيّ الكلبي

- ‌محمد بن أحمد بن فتّوح بن شقرال اللخمي

- ‌محمد بن جابر بن يحيى بن محمد بن ذي النّون التّغلبي

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن بيبش العبدري

- ‌محمد بن محمد النّمري الضّرير

- ‌محمد بن عبد الولي الرّعيني

- ‌محمد بن علي بن أحمد الخولاني

- ‌محمد بن علي بن محمد البلنسي

- ‌محمد بن سعد بن محمد بن لب بن حسن بن حسن ابن عبد الرحمن بن بقيّ

- ‌محمد بن سعيد بن علي بن يوسف الأنصاري

- ‌محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيّان النّفزي

- ‌ومن الطارئين عليها في هذا الحرف

- ‌محمد بن أحمد بن داود بن موسى بن مالك اللّخمي اليكّي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن علي الغسّاني

- ‌محمد بن أحمد بن علي بن قاسم المذحجي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن علي الغسّاني

- ‌محمد بن إبراهيم بن المفرّج الأوسي

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد الأوسي

- ‌محمد بن جعفر بن أحمد بن خلف بن حميد ابن مأمون الأنصاري

- ‌محمد بن حكم بن محمد بن أحمد بن باق الجذامي

- ‌محمد بن حسن بن محمد بن عبد الله بن خلف ابن يوسف بن خلف الأنصاري

- ‌محمد بن محمد بن أحمد بن علي الأنصاري

- ‌محمد بن محمد بن إدريس بن مالك بن عبد الواحد ابن عبد الملك بن محمد بن سعيد بن عبد الواحد ابن أحمد بن عبد الله القضاعي

- ‌محمد بن محمد بن محارب الصّريحي

- ‌محمد بن محمد بن لب الكناني

- ‌محمد بن محمد البدوي

- ‌محمد بن عبد الله بن ميمون بن إدريس بن محمد ابن عبد الله العبدري

- ‌محمد بن عبد الله بن عبد العظيم بن أرقم النّميري

- ‌محمد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فرج ابن الجدّ الفهري

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن محمد ابن أحمد بن الفخّار الجذامي

- ‌محمد بن علي بن عمر بن يحيى بن العربي الغستاني

- ‌محمد بن علي بن محمد العبدري

- ‌ومن الغرباء في هذا الباب

- ‌محمد بن أحمد بن محمد ابن محمد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي»

- ‌محمد بن عبد المنعم الصّنهاجي الحميري

- ‌محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن إدريس ابن سعيد بن مسعود بن حسن بن محمد بن عمر ابن رشيد الفهري

- ‌محمد بن علي بن هاني اللّخمي السّبتي

- ‌محمد بن يحيى العبدري

- ‌المحدّثون والفقهاء والطلبة النجباء وأولا الأصليون

- ‌محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الزّبير

- ‌محمد بن أحمد بن خلف بن عبد الملك ابن غالب الغسّاني

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الدّوسي

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن يوسف بن روبيل الأنصاري

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي زمنين المرّي

- ‌محمد بن جابر بن محمد بن قاسم بن أحمد بن إبراهيم ابن حسّان القيسي

- ‌محمد بن خلف بن موسى الأنصاري الأوسي

- ‌محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الخولاني

- ‌محمد بن محمد بن علي بن سودة المرّي

- ‌محمد بن عبد العزيز بن سالم بن خلف القيسي

- ‌محمد بن عبد الله بن أبي زمنين

- ‌محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي زمنين عدنان بن بشير بن كثير المرّي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن قاسم بن مشرّف ابن قاسم بن محمد بن هاني اللخمي القائصي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن أحمد ابن يوسف بن أحمد الغساني

- ‌محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرّج بن أحمد ابن عبد الواحد بن حريث بن جعفر بن سعيد بن محمد ابن حقل الغافقي

- ‌محمد بن علي بن عبد الله اللخمي

- ‌محمد بن علي بن فرج القربلياني

- ‌محمد بن علي بن يوسف بن محمد السّكوني

- ‌محمد بن سودة بن إبراهيم بن سودة المرّي

- ‌محمد بن يزيد بن رفاعة الأموي البيري

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن أبي بكر بن خميس الأنصاري

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الله العطار

- ‌محمد بن أحمد بن المراكشي

- ‌محمد بن بكرون بن حزب الله

- ‌محمد بن الحسن بن أحمد بن يحيى الأنصاري الخزرجي

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم الأنصاري الساحلي

- ‌محمد بن محمد بن يوسف بن عمر الهاشمي

- ‌محمد بن محمد بن ميمون الخزرجي

- ‌محمد بن قاسم بن أحمد بن إبراهيم الأنصاري

- ‌ومن الغرباء في هذا الاسم

- ‌محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد التّلمساني الأنصاري

- ‌محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن يوسف ابن قطرال الأنصاري

- ‌العمال في هذا الاسم وأولا الأصليون

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن الأكحل

- ‌محمد بن الحسن بن زيد بن أيوب بن حامد الغافقي

- ‌محمد بن محمد بن حسّان الغافقي

- ‌محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ابن موسى بن إبراهيم بن عبد العزيز بن إسحاق بن أحمد ابن أسد بن قاسم النّميري، المدعو بابن الحاج

- ‌محمد بن عبد الرحمن الكاتب

- ‌محمد بن عبد الملك بن سعيد بن خلف بن سعيد ابن الحسن بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن سعيد ابن عمار بن ياسر

- ‌محمد بن سعيد بن خلف بن سعيد بن محمد بن عبد الله ابن الحسن بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن عمار ابن ياسر العنسي

- ‌ومن الطارئين في هذا الاسم من العمال

- ‌محمد بن أحمد بن المتأهّل العبدري

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن عبد الواحد البلوي

- ‌محمد بن محمد بن شعبة الغسّاني

- ‌محمد بن محمد بن العراقي

- ‌محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله ابن محمد بن عبد الله بن فرتون الأنصاري

- ‌محمد بن عبد الله بن محمد بن مقاتل

- ‌محمد بن علي بن عبد ربه التجيبي

- ‌الزّهاد والصّلحاء والصّوفية والفقراء وأولا الأصليون

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد الأنصاري

- ‌محمد بن أحمد الأنصاري

- ‌محمد بن حسنون الحميري

- ‌محمد بن محمد البكري

- ‌محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري

- ‌ومن الطّارئين عليها في هذا الاسم

- ‌محمد بن أحمد بن جعفر بن عبد الحق بن محمد بن جعفر ابن محمد بن أحمد بن مروان بن الحسن بن نصر بن نزار ابن عمرو بن زيد بن عامر بن نصر بن حقاف السلمي

- ‌محمد بن أحمد بن حسين بن يحيى بن الحسين ابن محمد بن أحمد بن صفوان القيسي

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم الأنصاري

- ‌محمد بن أحمد بن قاسم الأمي

- ‌محمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد بن عمر بن يوسف بن علي ابن خالد بن عبد الرحمن بن حميد الهاشمي الطّنجالي

- ‌محمد بن يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن مالك ابن إبراهيم بن يحيى بن عبّاد النّفزي

- ‌محمد بن يوسف بن خلصون

- ‌ومن الغرباء في هذا الاسم

- ‌محمد بن أحمد بن أمين بن معاذ بن إبراهيم بن جميل ابن يوسف العراقي

- ‌محمد بن أحمد بن شاطر الجمحي المرّاكشي

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحمن التميمي ابن الحلفاوي

- ‌محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن يوسف اللّواتي

- ‌سائر الأسماء في حرف الميم الملوك والأمراء وما منهم إلّا طارىء علينا أو غريب

- ‌مزدلي بن تيولتكان بن حمنى بن محمد بن ترقوت بن وربابطن ابن منصور بن نصاله بن أمية بن واباتن الصّنهاجي اللّتموني

- ‌موسى بن محمد بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي الهنتاني

- ‌منديل بن يعقوب بن عبد الحق بن محيو الأمير أبو زيّان

- ‌ومن الطارئين

- ‌المطرّف بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ابن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية

- ‌منذر بن يحيى التّجيبي

- ‌موسى بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيى ابن يغمراسن بن زيّان

- ‌مبارك ومظفّر الأميران موليا المنصور بن أبي عامر

- ‌ومن ترجمة الأعيان والوزراء بل ومن ترجمة الطارئين والغرباء منها

- ‌منصور بن عمر بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق بن محيو

- ‌مقاتل بن عطية البرزالي

- ‌مومّل بن رجاء بن عكرمة بن رجاء العقيلي

- ‌ومن الطارئين والغرباء

- ‌المهلب بن أحمد بن أبي صفرة الأسدي

- ‌ومن ترجمة الكتاب والشعراء وهم الأصليّون

- ‌مالك بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن الفرج ابن أزرق بن سعد بن سالم بن الفرج

- ‌ومن طارئي المقرئين والعلماء

- ‌منصور بن علي بن عبد الله الزواوي

- ‌مسلم بن سعيد التّنملّي

- ‌ومن العمال الأثراء

- ‌مؤمّل، مولى باديس بن حبّوس

- ‌نصر بن محمد بن محمد بن يوسف بن نصر بن أحمد ابن محمد بن خميس بن عقيل الخزرجي الأنصاري

- ‌ومن الأعيان والوزراء

- ‌نصر بن إبراهيم بن أبي الفتح الفهري

- ‌نصر بن إبراهيم بن أبي الفتح بن نصر بن إبراهيم ابن نصر الفهري

- ‌ومن الكتّاب والشعراء

- ‌نزهون بنت القليعي»

- ‌من الأعيان والوزراء

- ‌الصّميل بن حاتم بن عمر بن جذع بن شمر بن ذي الجوشن الضّبابي الكلبي

- ‌ومن الكتّاب والشعراء

- ‌صفوان بن إدريس بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى ابن إدريس التّجيبي

- ‌صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم ابن علي بن شريف النّفزي

- ‌عبد الله بن إبراهيم بن علي بن محمد التجيبي الرئيس أبو محمد بن إشقيلولة

- ‌عبد الله بن بلقّين بن باديس بن حبّوس بن ماكسن ابن زيري بن مناد الصّنهاجي»

- ‌عبد الله بن علي بن محمد التّجيبي، الرئيس أبو محمد ابن إشقيلولة

- ‌عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد العزفي

- ‌عبد الله بن الجبير بن عثمان بن عيسى بن الجبير اليحصبي

- ‌عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد ابن علي السّلماني

- ‌عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن جزيّ

- ‌ومن المقرئين والعلماء

- ‌عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مجاهد العبدري الكوّاب

- ‌عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن سلمون الكناني

- ‌عبد الله بن سهل الغرناطي

- ‌عبد الله بن أيوب الأنصاري

- ‌عبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى ابن عبد الله الأنصاري

- ‌عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن عيسى بن أحمد ابن إسماعيل بن سماك العاملي

- ‌ومن ترجمة القضاة

- ‌عبد الله بن أحمد بن محمد بن سعيد بن أيوب بن الحسن ابن منخل بن زيد الغافقي

- ‌عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن أبي زمنين المرّي

- ‌عبد الله بن يحيى بن محمد بن أحمد بن زكريا بن عيسى ابن محمد بن يحيى بن زكريا الأنصاري

- ‌عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك ابن أبي جمرة الأزدي

- ‌عبد الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان ابن عمر بن حوط الله الأنصاري الحارثي الأزدي

- ‌عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد ابن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري

- ‌عبد الله بن إبراهيم بن الزبير بن الحسن ابن الحسين الثقفي العاصمي

- ‌عبد الله بن موسى بن عبد الرحمن بن حمّاد الصّنهاجي

- ‌ومن ترجمة الكتّاب والشعراء بين أصلي وطارىء

- ‌عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الأزدي

- ‌عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله ابن سعيد بن الخطيب السّلماني

- ‌عبد الله بن محمد بن سارة البكري

- ‌عبد الله بن محمد الشرّاط

- ‌عبد الله بن يوسف بن رضوان بن يوسف ابن رضوان النّجاري

- ‌عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد ابن خلف بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن الحسن ابن عثمان بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن عمار بن ياسر

- ‌ومن الصوفية والفقراء

- ‌عبد الله بن عبد البر بن سليمان بن محمد بن محمد ابن أشعث الرّعيني

- ‌عبد الله بن فارس بن زيان

- ‌عبد الله بن فرج بن غزلون اليحصبي

- ‌ومن الملوك والأمراء والأعيان والوزراء

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية

- ‌عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس

- ‌عبد الرحمن بن إبراهيم بن يحيى بن سعيد ابن محمد اللخمي

- ‌عبد الرحيم بن إبراهيم بن عبد الرحيم الخزرجي

- ‌ومن ترجمة المقرئين والعلماء والطلبة النجباء من ترجمة الطارئين منهم

- ‌عبد الرحمن بن هانىء اللخمي

- ‌عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن محمد الأزدي

- ‌عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد الأنصاري

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن ابن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن محمد ابن عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي

- ‌عبد الرحمن بن الحاج بن القميي الإلبيري

- ‌عبد الرحمن بن يخلفتن بن أحمد بن تفليت الفازازي

- ‌عبد الرحمن بن أسباط

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مالك المعافري

- ‌عبد الرحمن بن عبد الملك الينشتي

- ‌وفي سائر الأسماء التي بمعنى عبد الله وعبد الرحمن، وأولاد الأمراء:

- ‌عبد الأعلى بن موسى بن نصير مولى لخم

- ‌عبد الحليم بن عمر بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق ابن محيو

- ‌عبد المؤمن بن عمر بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق ابن محيو

- ‌ومن الأفراد أيضا في هذا الحرف وهم طارؤون

- ‌عبد الحق بن علي بن عثمان بن أبي يوسف يعقوب ابن عبد الحق

- ‌عبد الواحد بن زكريا بن أحمد اللحياني

- ‌ومن ترجمة الأعيان والوزراء والأماثل والكبرا

- ‌عبد الحق بن عثمان بن محمد بن عبد الحق بن محيو

- ‌عبد الملك بن علي بن هذيل الفزاري وعبد الله أخوه

- ‌عبد القهار بن مفرج بن عبد القهار بن هذيل الفزاري

- ‌القضاة الفضلاء وأولا الأصليون

- ‌عبد الحق بن غالب بن عطية بن عبد الرحمن بن غالب ابن عبد الرؤوف بن تمام بن عبد الله بن تمام بن عطية بن خالد ابن عطية بن خالد بن خفاف بن أسلم بن مكتوم المحاربي

- ‌عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن فرج الخزرجي

- ‌ومن غير الأصلبين

- ‌عبد الحكيم بن الحسين بن عبد الملك بن يحيى ابن باسيو بن تادررت التّنمالي اليدرازتيني ثم الواغديني

- ‌ومن المقرئين والعلماء

- ‌عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة ابن العباس بن مرداس السلمي

- ‌ومن الطارئين عليها

- ‌عبد الواحد بن محمد بن علي بن أبي السّداد الأموي المالقي، الشهير بالباهلي

- ‌ومن الكتّاب والشعراء في هذا الحرف

- ‌عبد الحق بن محمد بن عطية بن يحيى بن عبد الله بن طلحة ابن أحمد بن عبد الرحمن بن غالب بن عطية المحاربي

- ‌عبد الرزّاق بن يوسف بن عبد الرزّاق الأشعري

- ‌عبد الملك بن سعيد بن خلف العنسي

- ‌عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن عبد العزيز بن يست

- ‌عبد البر بن فرسان بن إبراهيم بن عبد الله ابن عبد الرحمن الغساني

- ‌فهرس المحتويات

الفصل: ‌محمد بن يوسف بن خلصون

‌محمد بن يوسف بن خلصون

يكنى أبا القاسم، روطيّ «1» الأصل، لوشيّه «2» ، سكن لوشة وغرناطة ومالقة.

حاله: كان من جلّة المشيخة وأعلام الحكمة، فاضلا، منقطع القرين في المعرفة بالعلوم العقلية، متبحرا في الإلهيات، إماما في طريقة الصّوفية، من أهل المقامات والأحوال، كاتبا بليغا، شاعرا مجيدا، كثير الحلاوة والطّلاوة، قائما على القرآن، فقيها أصوليا، عظيم التخلّق، جميل العشرة. انتقل من حصن روطة إلى الخطابة والإمامة بلوشة، كثير الدؤوب على النّظر والخلوة، مقصودا من منتحلي ما لديه ضرورة. لم يتزوج، وتمالأت عليه طائفة ممن شانها الغضّ من مثله، فانزعج من لوشة إلى مالقة، فتحرّف بها بصناعة الطّب، إلى حين وفاته.

حدّثني والدي، وكان خبيرا بأحواله، وهو من أصحاب أبيه، قال: أصابت الناس شدّة قحط، وكانت طائفة من أضداده تقول كلاما مسجّعا، معناه: إنكم إن أخرجتم ابن خلصون من بينكم، مطرتم. قال: فانزعج عنها، ولما كان على أميال نزل الغيث الرغد، قال: فسجد بموضعه ذلك، وهو معروف، وقال: سيدي، وأساوي عندك هذا المقدار، وأوجب شكرانا. وقدم غرناطة، وبها الأستاذ أبو عبد الله الرّقوطي، وله استيلاء على الحظوة السلطانية، وشأنه اختبار من يرد على الحضرة ممن يحمل فنّا، وللسلطان على ابن خلصون موجدة، لمدحه في حداثته أحد الثوار عليه بقمارش «3» ، بقصيدة شهيرة. فلمّا حضر، سأله الأستاذ: ما صناعتك، فقال:

التصوّف، فالتفت إلى السلطان وقال: هذا رجل ضعيف لا شيء لديه، بحيث لا يفرّق بين الصّناعة وغيرها، فصرفه رحمه الله.

تواليفه: وتواليفه كثيرة، تدل على جلالته وأصالة معرفته، تنطق علما وحكمة، وتروق أدبا وظرفا. فمن ذلك كتابه في «المحبة» ، وقفت عليه بخط جدّي الأقرب سعيد، وهو نهاية. وكتاب «وصف السلوك، إلى ملك الملوك» ، عارض به معراج

ص: 194

الحاتمي، فبان له الفضل، ووجبت المزيّة، ورسالة «الفتق والرّتق، في أسرار حكمة الشرق» .

شعره: من ذلك قوله: [الكامل]

هل تعلمون مصارع العشّاق

عند الوداع بلوعة الأشواق؟

والبين يكتب من نجيع دمائهم

إن الشّهيد لمن يمت بفراق

لو كنت شاهد حالهم يوم النّوى

لرأيت ما يلقون غير مطاق

منهم كئيب لا يملّ بكاؤه

قد أغرقته مدامع الآماق

ومحرّق الأحشاء أشعل ناره

طول الوجيب بقلبه الخفّاق

ومولّة لا يستطيع كلامه

مما يقاسي في الهوى ويلاقي «1»

خرس اللسان فما يطيق عبارة

ألم المرور وما له من راق؟

ما للمحبّ من المنون وقاية

إن لم يغثه حبيبه بتلاق

مولاي، عبدك ذاهب بغرامه

فادرك «2» بوصلك من دماه الباقي «3»

إني إليك بذلّتي متوسّل

فاعطف بلطف منك أو إشفاق

ومن شعره أيضا: [الكامل]

أعد الحديث إذا وصفت جماله

فبه تهيّج للمحبّ خياله

يا واصف المحبوب كرّر ذكره

وأدر على عشّاقه جرياله

فبذكر من أهوى وشرح صفاته

لذّ الحديث لمسمعي وخلاله

طاب السّماع بوصفه لمسامعي

وقررت عينا مذ لمحت هلاله

قلبي يلذّ ملامة في حبّه

ويرى رشادا في هواه ضلاله

يا عاذلي أو ما ترقّ لسامر

سمع الظّلام أنينه فرثا له؟

ومن شعره أيضا: [الكامل]

إن كنت تزعم حبّنا وهوانا

فلتحملنّ مذلّة وهوانا

فاسجر لنفسك إن أردت وصالنا

واغضب عليها إن طلبت رضانا

ص: 195

واخلع فؤادك في طلاب ودادنا

واسمح بموتك إن هويت لقانا

فإذا فنيت عن الوجود حقيقة

وعن الفناء فعند ذاك ترانا

أو ما علمت الحبّ فيه عبرة

فاخلص لنا عن غيرنا وسوانا

وابذل لبابك إن وقفت ببابنا

واترك حماك إذا فقدت حمانا

ما لعلع ما حاجر ما رامة

ما ريم أنس يسحر الأذهانا

إنّ الجمال مخيّم بقبابنا

وظباؤه محجوبة بظبانا

نحن الأحبّة من يلذ بفنائنا

نجمع له مع حسننا إحسانا

نحن الموالي فاخضعنّ لعزّنا «1»

إنّا لندفع في الهوى من هانا

إنّ التّذلّل للتّدلّل سحر

فاخلد إلينا عاشقا ومهانا

واصبر على ذلّ المحبّة والهوى

واسمع مقالة هائم قد لانا

نون الهوان من الهوى مسروقة

فإذا هويت فقد لقيت هوانا

ومن لطيف كلامه ورقيق شعره: [الرمل]

لو خيال من حبيبي طرقا

لم يدع دمعي بخدّي طرفا

ونسيم الريح منه لو سرى

بشذاه لأزال الحرقا

ومتى هبّت عليلات الصّبا

صحّ جسمي فهي «2» لي نفث رقا

عجبا يشكو فؤادي في الهوى

لهب النار وجفني الفرقا

يا أهيل «3» الحيّ، لي فيكم رشا

لم يدع لي رمقا مذ رمقا

بدر تمّ طالع أثمره

غصن بان تحته دعص نقا

راق حسنا وجمالا مثلما

رقّ قلبي في هواه ورقا

أنّس «4» الشمس ضياه ذهبا

وكسا البدر سناه ورقا

حلل الحسن عليه خلعت

فارتداها ولها قد خلقا

ومن شعره: [البسيط]

دعوت من شفتي رفقا على كبدي

فقال لي: خلق الإنسان في كبد

قلت الخيال ولو في النّوم يقنعني

فقال: قد كحلت عيناك بالسّهد

ص: 196

فقلت: حسبي بقلبي في تذكّره

فقال: لي القلب والأفكار ملك يدي

قلت الوصال حياتي منك يا أملي

قال الوصال فراق الروح للجسد

فقلت: أهلا بما يرضى الحبيب به

فإنّ قلبي لا يلوى على أحد

ومن أقواله الصّوفية، وكلها تشير إلى ذلك المعنى:[الطويل]

ركبنا مطايا شوقنا نبتغي السّرى

وللنّجم قنديل يضيء لمن سرى

وعين الدّجى قد نام لم يدر ما بنا

وأجفاننا بالسّهد لم تطعم الكرى

إلى أن رأينا اللّيل شاب قذاله

ولاح عمود الفجر غصنا منوّرا

لمحنا برأس البعد نارا منيرة

فسرنا لها نبغي الكرامة والقرا

وأفضى بنا السير الحثيث بسحرة

لحانة دير بالنواقس دورا

فلمّا حللنا حبوة السير عنده

وأبصرنا القسّيس قام مكبّرا

وحرّك ناقوسا له أعجم الصّدا

فأفصح بالسّر الذي شاء مخبرا

وقال لنا: حطّوا حمدتم مسيركم

وعند الصّباح يحمد القوم السرى «1»

نعمتم صباحا ما الذي قد أتى بكم

فقلنا له: إنا أتيناك زوّرا

وراحتنا في الرّاح إن كنت بائعا

فإنّ لدينا فيه أربح مشترى

فقال لكم: عندي مدام عتيقة

مخلّدة من قبل آدم أعصرا

مشعشعة كالشمس لكن تروحنت

وجلّت عن التجسيم قدما فلا ترى

وحلّ لنا في الحين ختم فدامها

فأسدى لنا مسكا فتيقا وعنبرا

وقلنا: من السّاقي فلاح بوجهه

فأدهش ألباب الأنام وحيّرا

وأشغلنا عن خمره بجماله

وغيّبنا سكرا فلم ندر ما جرى

ومن شعره في المعنى: [البسيط]

يا نائما يطلب الأسرار إسرارا

فيك العيان ونبغي بعد آثارا

أرجع إليك ففيك الملك مجتمع

والفلك والفلك العلوي قد دارا

أنت المثال وكرسي الصّفات فته

على العوالم إعلانا وإسرارا

والطّور والدّرّ منثورا وقد كتبت

أقلام قدرته في اللّوح آثارا

ص: 197

والبيت يعمره سرّ الملائك في

مشكاة قلبك قد أسرجن أنوارا

ورفع الله سقفا أنت تسكنه

سماؤه أطلعت شهبا وأقمارا

وبحر فكرك مسجور بجوهره

فغص به مخرجا للدّرّ أسرارا

فإن رأيت بوادي القدس نار هدى

فاثبت فنورك فيها مازج النّارا

واخلع لسمع النّدا نعليك مفتقرا

إلى المنادي تنل عزّا وإكبارا

وغب عن الكون بالأسماء متّصفا

واطلب من الكلّ ربّ الدار لا الدّارا

ومن ذلك في هذا المعنى: [الطويل]

أطالب ما في الرّوح من غامض السّرّ

وقارع باب العلم من عالم الأمر

عرضت لعلم أبهم الشّرع بابه

لكلّ جهول للحقائق لا يدري

ولكنّ خبيرا قد سألت محقّقا

فدونك فانظم ما نثرت من الدّرّ

وبين يدي نجواك قدّم وسيلة

تقى الله واكتم ما فهمت من السّرّ

ولا تلتفت جسما ولا ما يخصّه

من الحسّ والتخييل والوهم والفكر

وخذ صورة كلّية جوهريّة

تجلّ عن التمييز بالعكس والسّبر

ولكن بمرآة اليقين تولّدت

وليست بذاتي إن سألت ولا غير

كذلك لم تحدث وليست قديمة

وما وصفت يوما بشفع ولا وتر

ولكن بذات الذّات كان ظهورها

إذا ما تبدّت في الدّجى غرّة الفجر

ومن هذا الغرض قوله: [الطويل]

مشاهدتي مغناك، يا غايتي، وقت

فما أشتكي بعدا وحبّك لي نعت

مقامي بقائي عاكفا بجمالكم

فكلّ مقام في الحقيقة لي تحت

لئن حالت الأحوال دون لقائكم

فإنّي على حكم المحبّة ما حلت

وإن كان غيري في الهوى خان عهده

فإني وأيم الله عهدي ما خنت

وما لي رجاء غير نيل وصالكم

ولا خوف إلّا أن يكون له فوت

نعم إن بدا من جانب الأنس بارق

يحرّكني بسط به نحوكم طرت

ومهما تذكّرت العتاب يهزّني

لهيبتكم قبض يغيب به النّعت

تواجدت حتى صار لي الوجد مشربا

ولاح وجود للحقيقة إذ غبت

فها أنا بين الصّحو والمحو دائر

أقول: فلا حرف هناك ولا صوت

ص: 198

قصودي إليكم والورود عليكم

ومنكم سهودي والوجود إذا عدت «1»

وفي غيبتي عنّي حضوري لديكم

وعند امتحان الرّسم والمحو أثبتّ

وفي فرقتي الباني بحقّ جمعتني

وفي جمع جمعي في الحقيقة فرّقت

تجلّيت «2» لي حتى دهشت مهابة

ولما رددت اللّحظ بالسّرّ لي عشت

موارد حقّ بل مواهب غاية

إذا ما بدت تلك البداءة لي تهت

لوائح أنوار تلوح وتختفي

ولكن وميض البرق ليس له ثبت

ومهما بدت تلك الطّوالع أدهشت

وإن غيّبت تلك اللّوامع أظلمت

وهيهات هيبات الجلال تردّني

وعند التجلّي لا محالة دكدكت

نسفن جبالي فهي قاع وصفصف «3»

وليس يرى فيهنّ زيغ ولا أمت

ولي أدمع أجّجن نار جوانحي

ولي نفس لولاه من حبّكم ذبت

ألا فانظروا قلب العيان حقيقة

فنائي وجودي «4» والحياة إذا متّ

مراتب في التّلوين نلت جميعها

وفي عالم التّمكين عن كلّها بنت

وعند قيامي عن فنائي وجدتكم

فلا رتبة علويّة فوق ما نلت

ورود وشرب ثم لا ريّ بعده

لئن كنت أروى من شرابك لا كنت

شربت كئاس «5» الوجود مدامة

فلست أجلّي عن ورود متى شئت

وكيف وأقداح العوالم كلّها

ولكنني «6» من صاحب الدّير أسكرت

تعلّق قوم بالأواني وإنّني

جمال المعاني لا المغاني علّمت

وأرضعت كأسا لم تدنّس بمزجها

وقد نلتها صرفا لعمري «7» ما ضعت

شراب بها الأبرار طاب مزاجهم

وأرضعتها صرفا لأنّي قرّبت

بها آدم نال الخلافة عندما

تبدّت له شمسا لها نحوه سمت

ونجت لنوح حين فرّ لفلكه

ومن بان عن أسرارها لي «8» عمد الموت

ص: 199

وقد أخمدت نار الخليل بنورها

وكان لموسى عن أشعّتها بهت

وهبّت لروح الله روح نسيمها

فأبصره الأعمى وكلّمه الميت

وسار بها المختار سيري لربّه

إلى حيث لا فوق هناك ولا تحت

هنيئا لمن قد أسكرته بعرفها

لقد نال ما يبغي وساعده البخت

ومن نثر الأستاذ الجليل أبي القاسم بن خلصون المترجم به، قوله من رسالة:

وصلني أيها الابن النّجيب، المخلص الحبيب، كتابك الناطق بخلوص ودّك، ورسوخ عهدك، وتلك سجيّة لائقة بمجدك، وشنشنة تعرف من والدك وجدّك، وصل الله أسباب سعدك، وأنهض عزم جدّك، بتوفيق جدّك، وبلّغك من مأمولك أقصى قصدك. فلتعلم أيها الحبيب أن جناني، ينطوي لكم أكثر مما ينشره لساني، فإني مغرى بشكركم وإن أعجمت، ومفصح بجميل ذكركم وإن جمجمت، لا جرم أنّ الوقت حكم بما حكم، واستولى الهرج فاستحكم، حتى انقطعت المسالك، وعدم الوارد والسّالك، وذلك تمحيص من الله جار على قضيّة قسطه، وتقليب لقلوب عباده بين إصبعي قبضه وبسطه، حين مدّ على الخليقة ظلّ التّلوين، ولو شاء لجعله ساكنا، ثم جعل شمس المعرفة لأهل التّمكين، عليه دليلا باطنا، ثم قبض كل الفرق عن خاصيته قبضا يسيرا، حتى أطلع عليهم من الأنس بدرا منيرا. وإلى ذلك يا بنيّ، فإني أحمد الله تعالى إليك على تشويقه إيّاك إلى مطالعة كتب المعارف، وتعطّشك للورود على بحر اللّطائف. وإنّ الإمام أبا حامد «1» ، رحمه الله، لممن أحرز خصلها، وأحكم فرعها وأصلها، لا ينكر ذلك إلّا حاسد، ولا يأباه إلّا متعسّف جاحد. هذا وصفه، رحمه الله، فيما يخصّه في ذاته. وأما تعليمه في تواليفه، وطريقه التي سلكها في كافّة تصانيفه؛ فمن علمائنا، رضي الله عنهم، من قال: إنه خلط النّهاية بالبداية، فصارت كتبه أقرب إلى التّضليل منها إلى الهداية، وإن كان لم يقصد فيها إلّا النّفع فيما أمّه من الغرض، فوجد في كتبه الضّرر بالعرض، وممن قال بهذا الفقيه الحكيم أبو بكر بن الطّفيل «2» ، قال: وأما أبو حامد، فإنه مضطرب التأليف، يربط في موضع، ويحلّ في آخر، ويتمذهب بأشياء، ويكفر بها، مثل أنه كفّر الفلاسفة باعتقادهم أن المعاد

ص: 200

روحاني، وإنكار هم حشر الأجساد. وقد لوّح هو بأن ذلك مذهبه في آخر كتاب «الجواهر والأربعين» ، وخرّج بأنه معتقد كبار الصّوفية، في كتاب آخر، وقال: إن معتقده كمعتقدهم، وأنه وقع على ذلك بعد بحث طويل وعناء شديد. قال: وإنما كلامه في كتبه على نحو تعليم الجمهور. وقد اعتذر أبو حامد نفسه عن ذلك في آخر كتاب «ميزان العمل» ، على أغلب ظنّي، فإن لي من مطالعة الكتب مدّة. قال: ولو لم يكن في هذه الألفاظ إلّا ما يشكّك في اعتقادك الموروث، يعني التّقليد، فإنه من لم يشكّ لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر ففي العمى والحيرة. ثم تمثّل بقول الشاعر:[البسيط]

خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به

في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل

وذلك أنه قسّم آراءه إلى ثلاثة: رأي يجاب به كلّ مسترشد سائل بحسب سؤاله وعلى مقدار فهمه. ورأي يجاب به الخاصّة ولا يصرّح به للعامّة. ورأي بين الإنسان وبين نفسه، لا يطّلع عليه إلّا من شريكه في اعتقاده. وأما الفقيه الفاضل أبو الوليد بن رشد، رحمه الله، فإنّه بالغ في ذلك مبالغ عظيمة، وذلك في كتابه الذي وصف فيه مناهج أدلّة المتكلّمين، فإنه لما تكلّم على طرق الأشعريّة والمعتزلة والفلاسفة والصّوفية والحشويّة وما أحدثه المتكلّمون من الضّرر في الشّريعة بتواليفهم، انعطف فقال: وأما أبو حامد، فإنه طمّ الوادي على القرى، ولم يلتزم طريقة في كتبه، فنراه مع الأشعرية أشعريّا، ومع المعتزلة معتزليّا، ومع الفلاسفة فيلسوفا، ومع الصّوفية صوفيّا، حتى كأني به:[البسيط]

يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن

وإن لقيت معدّيا فعدنان

ثم قال: والذي يجب على أهل العلم، أن ينهوا الجمهور عن كتبه، فإن الضّرر فيها بالذات، والمنفعة بالعرض. قال: وإنما ذلك لأنه صرّح في كتبه بنتائج الحكمة دون مقدّماتها، وأفصح بالتّأويلات التي لا يطلع عليها إلا العلماء الرّاسخون في العلم، وهي التي لا يجوز أن تؤوّل للجمهور، ولا أن تذكر في غير كتب البرهان. وأنا أقول: إن كتبه في الأصلين، أعني أصول الدين وأصول الفقه، في غاية النّبل والنّباهة، وبسط اللفظ، وحسن التّرتيب والتّقسيم، وقرب المسائل.

وكذلك كتبه الفقهية والخلافية والمذهبيّة، التي ألّفها على مذهب الشّافعي، فإنه كان شافعيّ المذهب في الفروع. وأما كتبه التي ذهب فيها مذهب التصوّف، فهي التي يوجد فيها ما ذكر من الضّرر بالعرض. وذلك أنه بنى الأكثر من الاعتقادات فيها على ما تأدّى إلى فهمه من مذاهب الفلاسفة، ونسبها إلى المتصوّفة. وقد نبّه على

ص: 201