الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مشيخته: أخذ عن أبي مروان عبد الملك الشّريشي بفاس، وعن أبي بكر محمد بن محمد بن قسي المومياني، ولبس الخرقة الصّوفية من جماعة بالمشرق وبالمغرب، منهم الإمام أبو إبراهيم الماجري، عن أبي محمد صالح، عن أبي مدين.
تواليفه: أخذ عنه تأليفه في نحو اللغة الفارسية وشرح ألفاظها. قال شيخنا الوزير أبو بكر بن الحكيم: كتب إلى والدي ببابه، وقد أحسّ بغضّ من الشيخ الإمام أبي عبد الله بن خميس، عميد مجلس الوزارة الحكيمية:[المتقارب]
عبيد بباب العلى واقف
…
أيقبله المجد أم ينصرف؟
فإن قبل المجد نلت المنى
…
وإلّا فقدري ما أعرف
ثم كتب على لفظه: ما من، وصحّحه، قال: فأذن له، واستظرف منزعه.
محمد بن أحمد بن شاطر الجمحي المرّاكشي
«1»
يكنى أبا عبد الله، ويعرف بابن شاطر.
حاله: فقير متجرّد، يلبس أحسن أطوار الخرقة، ويؤثر الاصطلاح، مليح الشّيبة، جميل الصورة، مستظرف الشّكل، ملازم للمسجد، مساكن بالمدارس، محبّب إلى الخواص، كثير الذّكر، متردّد التأوّه، شارد اللّسان، كثير الفلتات، مطّرح في أكثر الأحايين للسّمت، ينزع إلى هدف تائه، تشم عليه القحة والمجانة، مقتحم حمى الحشمة في باب إيهام التّلبيس، يزلق سوء الاعتقاد عن صفاته، وإن قارب الانهماك، وغير مبال بناقد، ولا حافل بذام، ولا حامد. كلما اتّبع انفرد، ومهمى استقام شرد، تطيب النّفس به على غرّة، ويحسن الظّن بباطنه على سوء ظاهره، مليح الحديث، كثير الاعتبار، دائم الاسترجاع والاستغفار، فعّال الموعظة، عجيب الانتزاع من الحديث والقرآن، مع عدم الحفظ، مستشهد بالأبيات الغريبة على الأحوال. قال شيخنا القاضي أبو عبد الله بن المقري: لقيت فيمن لقيت بتلمسان رجلين، أحدهما عالم الدّنيا، والآخر نادرتها. أما العالم، فشيخنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد العبدري الآبلي، وأما النّادرة، فأبو عبد الله بن شاطر. ثم قال: صحب أبا زيد الهزميري كثيرا، وأبا عبد الله بن تجلّات، وأبا العباس بن البنّاء «2» وإخوانهم من
المرّاكشيين ومن جاورهم، واختصّ بأبي زيد الهزميري، وآثره وتبنّاه، وكان يقول له:
وألقيت عليك محبّة منّي، فيظهر أثر ذلك عليه، من ستر الهنات، ووضع القبول، فلا تجد من يستثقله من راض عنه أو ساخط. دخل الأندلس، وقدم على غرناطة، وتلوّم بها أياما.
نبذ من أقواله: فمن ذلك أنه إذا سئل عن نفسه يقول: أنا وليّ مفسود، وفي هذا من النّصفة، وخفّة الرّوح ما لا خفاء به. قال بعض شيوخنا «1» : قلت له يوما:
كيف أنت؟ فقال «2» : كيف أنا محبوس في الدّم. ومن حكمه: الليل والنهار حرسيّان «3» ، أحدهما أسود، والآخر أبيض، وقد أخذ «4» بمجامع الخلق إلى «5» يوم القيامة، وإنّ مردّنا «6» إلى الله. ومرّ يوما بأبي العباس «7» بن شعيب الكاتب وهو جالس في جامع الجزيرة، وقد ذهبت به الفكرة، فصاح به، فلمّا رفع رأسه، قال، وله نعش «8» خاطر: انظر إلى مركب عزرائيل، قد رفع شراعه، والنّدا «9» عليه، اركبوا يا عزا. قال شيخنا أبو عبد الله المقري: وجدته يوما في المسجد ذاكرا، فقلت له: كيف أنت؟ فقال: مهيم في روضة يجبرون، فهممت بالانصراف، فقال:
أين تذهب من روضة من رياض الجنة، يقام فيها على رأسك بهذا التّاج؟ وأشار إلى المنار، مملوءا بالله أكبر. قال: وأنشدني أبو العباس بن البنّاء، وكتبهما عنه «10» :
[الوافر]
قصدت إلى الوجازة «11» في كلامي
…
لعلمي بالصّواب في الاختصار
ولم أحذر فهم «12» ما دون فهمي
…
ولكن خفت إزراء الكبار
فشأن فحولة العلماء شأني
…
وشأن البسط تعليم الصّغار