المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عبد الله بن يوسف بن رضوان بن يوسف ابن رضوان النجاري - الإحاطة في أخبار غرناطة - جـ ٣

[لسان الدين بن الخطيب]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثالث]

- ‌[تتمة قسم الثانى]

- ‌محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن أحمد العزفي

- ‌محمد المكودي

- ‌المقرئون والعلماء- الأصليون منهم

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يحيى ابن عبد الرحمن بن يوسف بن جزيّ الكلبي

- ‌محمد بن أحمد بن فتّوح بن شقرال اللخمي

- ‌محمد بن جابر بن يحيى بن محمد بن ذي النّون التّغلبي

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن بيبش العبدري

- ‌محمد بن محمد النّمري الضّرير

- ‌محمد بن عبد الولي الرّعيني

- ‌محمد بن علي بن أحمد الخولاني

- ‌محمد بن علي بن محمد البلنسي

- ‌محمد بن سعد بن محمد بن لب بن حسن بن حسن ابن عبد الرحمن بن بقيّ

- ‌محمد بن سعيد بن علي بن يوسف الأنصاري

- ‌محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيّان النّفزي

- ‌ومن الطارئين عليها في هذا الحرف

- ‌محمد بن أحمد بن داود بن موسى بن مالك اللّخمي اليكّي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن علي الغسّاني

- ‌محمد بن أحمد بن علي بن قاسم المذحجي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن علي الغسّاني

- ‌محمد بن إبراهيم بن المفرّج الأوسي

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد الأوسي

- ‌محمد بن جعفر بن أحمد بن خلف بن حميد ابن مأمون الأنصاري

- ‌محمد بن حكم بن محمد بن أحمد بن باق الجذامي

- ‌محمد بن حسن بن محمد بن عبد الله بن خلف ابن يوسف بن خلف الأنصاري

- ‌محمد بن محمد بن أحمد بن علي الأنصاري

- ‌محمد بن محمد بن إدريس بن مالك بن عبد الواحد ابن عبد الملك بن محمد بن سعيد بن عبد الواحد ابن أحمد بن عبد الله القضاعي

- ‌محمد بن محمد بن محارب الصّريحي

- ‌محمد بن محمد بن لب الكناني

- ‌محمد بن محمد البدوي

- ‌محمد بن عبد الله بن ميمون بن إدريس بن محمد ابن عبد الله العبدري

- ‌محمد بن عبد الله بن عبد العظيم بن أرقم النّميري

- ‌محمد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فرج ابن الجدّ الفهري

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن محمد ابن أحمد بن الفخّار الجذامي

- ‌محمد بن علي بن عمر بن يحيى بن العربي الغستاني

- ‌محمد بن علي بن محمد العبدري

- ‌ومن الغرباء في هذا الباب

- ‌محمد بن أحمد بن محمد ابن محمد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي»

- ‌محمد بن عبد المنعم الصّنهاجي الحميري

- ‌محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن إدريس ابن سعيد بن مسعود بن حسن بن محمد بن عمر ابن رشيد الفهري

- ‌محمد بن علي بن هاني اللّخمي السّبتي

- ‌محمد بن يحيى العبدري

- ‌المحدّثون والفقهاء والطلبة النجباء وأولا الأصليون

- ‌محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الزّبير

- ‌محمد بن أحمد بن خلف بن عبد الملك ابن غالب الغسّاني

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الدّوسي

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن يوسف بن روبيل الأنصاري

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي زمنين المرّي

- ‌محمد بن جابر بن محمد بن قاسم بن أحمد بن إبراهيم ابن حسّان القيسي

- ‌محمد بن خلف بن موسى الأنصاري الأوسي

- ‌محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الخولاني

- ‌محمد بن محمد بن علي بن سودة المرّي

- ‌محمد بن عبد العزيز بن سالم بن خلف القيسي

- ‌محمد بن عبد الله بن أبي زمنين

- ‌محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي زمنين عدنان بن بشير بن كثير المرّي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن قاسم بن مشرّف ابن قاسم بن محمد بن هاني اللخمي القائصي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن أحمد ابن يوسف بن أحمد الغساني

- ‌محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرّج بن أحمد ابن عبد الواحد بن حريث بن جعفر بن سعيد بن محمد ابن حقل الغافقي

- ‌محمد بن علي بن عبد الله اللخمي

- ‌محمد بن علي بن فرج القربلياني

- ‌محمد بن علي بن يوسف بن محمد السّكوني

- ‌محمد بن سودة بن إبراهيم بن سودة المرّي

- ‌محمد بن يزيد بن رفاعة الأموي البيري

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن أبي بكر بن خميس الأنصاري

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الله العطار

- ‌محمد بن أحمد بن المراكشي

- ‌محمد بن بكرون بن حزب الله

- ‌محمد بن الحسن بن أحمد بن يحيى الأنصاري الخزرجي

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم الأنصاري الساحلي

- ‌محمد بن محمد بن يوسف بن عمر الهاشمي

- ‌محمد بن محمد بن ميمون الخزرجي

- ‌محمد بن قاسم بن أحمد بن إبراهيم الأنصاري

- ‌ومن الغرباء في هذا الاسم

- ‌محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد التّلمساني الأنصاري

- ‌محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن يوسف ابن قطرال الأنصاري

- ‌العمال في هذا الاسم وأولا الأصليون

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن الأكحل

- ‌محمد بن الحسن بن زيد بن أيوب بن حامد الغافقي

- ‌محمد بن محمد بن حسّان الغافقي

- ‌محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ابن موسى بن إبراهيم بن عبد العزيز بن إسحاق بن أحمد ابن أسد بن قاسم النّميري، المدعو بابن الحاج

- ‌محمد بن عبد الرحمن الكاتب

- ‌محمد بن عبد الملك بن سعيد بن خلف بن سعيد ابن الحسن بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن سعيد ابن عمار بن ياسر

- ‌محمد بن سعيد بن خلف بن سعيد بن محمد بن عبد الله ابن الحسن بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن عمار ابن ياسر العنسي

- ‌ومن الطارئين في هذا الاسم من العمال

- ‌محمد بن أحمد بن المتأهّل العبدري

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن عبد الواحد البلوي

- ‌محمد بن محمد بن شعبة الغسّاني

- ‌محمد بن محمد بن العراقي

- ‌محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله ابن محمد بن عبد الله بن فرتون الأنصاري

- ‌محمد بن عبد الله بن محمد بن مقاتل

- ‌محمد بن علي بن عبد ربه التجيبي

- ‌الزّهاد والصّلحاء والصّوفية والفقراء وأولا الأصليون

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد الأنصاري

- ‌محمد بن أحمد الأنصاري

- ‌محمد بن حسنون الحميري

- ‌محمد بن محمد البكري

- ‌محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري

- ‌ومن الطّارئين عليها في هذا الاسم

- ‌محمد بن أحمد بن جعفر بن عبد الحق بن محمد بن جعفر ابن محمد بن أحمد بن مروان بن الحسن بن نصر بن نزار ابن عمرو بن زيد بن عامر بن نصر بن حقاف السلمي

- ‌محمد بن أحمد بن حسين بن يحيى بن الحسين ابن محمد بن أحمد بن صفوان القيسي

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم الأنصاري

- ‌محمد بن أحمد بن قاسم الأمي

- ‌محمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد بن عمر بن يوسف بن علي ابن خالد بن عبد الرحمن بن حميد الهاشمي الطّنجالي

- ‌محمد بن يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن مالك ابن إبراهيم بن يحيى بن عبّاد النّفزي

- ‌محمد بن يوسف بن خلصون

- ‌ومن الغرباء في هذا الاسم

- ‌محمد بن أحمد بن أمين بن معاذ بن إبراهيم بن جميل ابن يوسف العراقي

- ‌محمد بن أحمد بن شاطر الجمحي المرّاكشي

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحمن التميمي ابن الحلفاوي

- ‌محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن يوسف اللّواتي

- ‌سائر الأسماء في حرف الميم الملوك والأمراء وما منهم إلّا طارىء علينا أو غريب

- ‌مزدلي بن تيولتكان بن حمنى بن محمد بن ترقوت بن وربابطن ابن منصور بن نصاله بن أمية بن واباتن الصّنهاجي اللّتموني

- ‌موسى بن محمد بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي الهنتاني

- ‌منديل بن يعقوب بن عبد الحق بن محيو الأمير أبو زيّان

- ‌ومن الطارئين

- ‌المطرّف بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ابن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية

- ‌منذر بن يحيى التّجيبي

- ‌موسى بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيى ابن يغمراسن بن زيّان

- ‌مبارك ومظفّر الأميران موليا المنصور بن أبي عامر

- ‌ومن ترجمة الأعيان والوزراء بل ومن ترجمة الطارئين والغرباء منها

- ‌منصور بن عمر بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق بن محيو

- ‌مقاتل بن عطية البرزالي

- ‌مومّل بن رجاء بن عكرمة بن رجاء العقيلي

- ‌ومن الطارئين والغرباء

- ‌المهلب بن أحمد بن أبي صفرة الأسدي

- ‌ومن ترجمة الكتاب والشعراء وهم الأصليّون

- ‌مالك بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن الفرج ابن أزرق بن سعد بن سالم بن الفرج

- ‌ومن طارئي المقرئين والعلماء

- ‌منصور بن علي بن عبد الله الزواوي

- ‌مسلم بن سعيد التّنملّي

- ‌ومن العمال الأثراء

- ‌مؤمّل، مولى باديس بن حبّوس

- ‌نصر بن محمد بن محمد بن يوسف بن نصر بن أحمد ابن محمد بن خميس بن عقيل الخزرجي الأنصاري

- ‌ومن الأعيان والوزراء

- ‌نصر بن إبراهيم بن أبي الفتح الفهري

- ‌نصر بن إبراهيم بن أبي الفتح بن نصر بن إبراهيم ابن نصر الفهري

- ‌ومن الكتّاب والشعراء

- ‌نزهون بنت القليعي»

- ‌من الأعيان والوزراء

- ‌الصّميل بن حاتم بن عمر بن جذع بن شمر بن ذي الجوشن الضّبابي الكلبي

- ‌ومن الكتّاب والشعراء

- ‌صفوان بن إدريس بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى ابن إدريس التّجيبي

- ‌صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم ابن علي بن شريف النّفزي

- ‌عبد الله بن إبراهيم بن علي بن محمد التجيبي الرئيس أبو محمد بن إشقيلولة

- ‌عبد الله بن بلقّين بن باديس بن حبّوس بن ماكسن ابن زيري بن مناد الصّنهاجي»

- ‌عبد الله بن علي بن محمد التّجيبي، الرئيس أبو محمد ابن إشقيلولة

- ‌عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد العزفي

- ‌عبد الله بن الجبير بن عثمان بن عيسى بن الجبير اليحصبي

- ‌عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد ابن علي السّلماني

- ‌عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن جزيّ

- ‌ومن المقرئين والعلماء

- ‌عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مجاهد العبدري الكوّاب

- ‌عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن سلمون الكناني

- ‌عبد الله بن سهل الغرناطي

- ‌عبد الله بن أيوب الأنصاري

- ‌عبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى ابن عبد الله الأنصاري

- ‌عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن عيسى بن أحمد ابن إسماعيل بن سماك العاملي

- ‌ومن ترجمة القضاة

- ‌عبد الله بن أحمد بن محمد بن سعيد بن أيوب بن الحسن ابن منخل بن زيد الغافقي

- ‌عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن أبي زمنين المرّي

- ‌عبد الله بن يحيى بن محمد بن أحمد بن زكريا بن عيسى ابن محمد بن يحيى بن زكريا الأنصاري

- ‌عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك ابن أبي جمرة الأزدي

- ‌عبد الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان ابن عمر بن حوط الله الأنصاري الحارثي الأزدي

- ‌عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد ابن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري

- ‌عبد الله بن إبراهيم بن الزبير بن الحسن ابن الحسين الثقفي العاصمي

- ‌عبد الله بن موسى بن عبد الرحمن بن حمّاد الصّنهاجي

- ‌ومن ترجمة الكتّاب والشعراء بين أصلي وطارىء

- ‌عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الأزدي

- ‌عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله ابن سعيد بن الخطيب السّلماني

- ‌عبد الله بن محمد بن سارة البكري

- ‌عبد الله بن محمد الشرّاط

- ‌عبد الله بن يوسف بن رضوان بن يوسف ابن رضوان النّجاري

- ‌عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد ابن خلف بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن الحسن ابن عثمان بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن عمار بن ياسر

- ‌ومن الصوفية والفقراء

- ‌عبد الله بن عبد البر بن سليمان بن محمد بن محمد ابن أشعث الرّعيني

- ‌عبد الله بن فارس بن زيان

- ‌عبد الله بن فرج بن غزلون اليحصبي

- ‌ومن الملوك والأمراء والأعيان والوزراء

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية

- ‌عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس

- ‌عبد الرحمن بن إبراهيم بن يحيى بن سعيد ابن محمد اللخمي

- ‌عبد الرحيم بن إبراهيم بن عبد الرحيم الخزرجي

- ‌ومن ترجمة المقرئين والعلماء والطلبة النجباء من ترجمة الطارئين منهم

- ‌عبد الرحمن بن هانىء اللخمي

- ‌عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن محمد الأزدي

- ‌عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد الأنصاري

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن ابن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن محمد ابن عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي

- ‌عبد الرحمن بن الحاج بن القميي الإلبيري

- ‌عبد الرحمن بن يخلفتن بن أحمد بن تفليت الفازازي

- ‌عبد الرحمن بن أسباط

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مالك المعافري

- ‌عبد الرحمن بن عبد الملك الينشتي

- ‌وفي سائر الأسماء التي بمعنى عبد الله وعبد الرحمن، وأولاد الأمراء:

- ‌عبد الأعلى بن موسى بن نصير مولى لخم

- ‌عبد الحليم بن عمر بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق ابن محيو

- ‌عبد المؤمن بن عمر بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق ابن محيو

- ‌ومن الأفراد أيضا في هذا الحرف وهم طارؤون

- ‌عبد الحق بن علي بن عثمان بن أبي يوسف يعقوب ابن عبد الحق

- ‌عبد الواحد بن زكريا بن أحمد اللحياني

- ‌ومن ترجمة الأعيان والوزراء والأماثل والكبرا

- ‌عبد الحق بن عثمان بن محمد بن عبد الحق بن محيو

- ‌عبد الملك بن علي بن هذيل الفزاري وعبد الله أخوه

- ‌عبد القهار بن مفرج بن عبد القهار بن هذيل الفزاري

- ‌القضاة الفضلاء وأولا الأصليون

- ‌عبد الحق بن غالب بن عطية بن عبد الرحمن بن غالب ابن عبد الرؤوف بن تمام بن عبد الله بن تمام بن عطية بن خالد ابن عطية بن خالد بن خفاف بن أسلم بن مكتوم المحاربي

- ‌عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن فرج الخزرجي

- ‌ومن غير الأصلبين

- ‌عبد الحكيم بن الحسين بن عبد الملك بن يحيى ابن باسيو بن تادررت التّنمالي اليدرازتيني ثم الواغديني

- ‌ومن المقرئين والعلماء

- ‌عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة ابن العباس بن مرداس السلمي

- ‌ومن الطارئين عليها

- ‌عبد الواحد بن محمد بن علي بن أبي السّداد الأموي المالقي، الشهير بالباهلي

- ‌ومن الكتّاب والشعراء في هذا الحرف

- ‌عبد الحق بن محمد بن عطية بن يحيى بن عبد الله بن طلحة ابن أحمد بن عبد الرحمن بن غالب بن عطية المحاربي

- ‌عبد الرزّاق بن يوسف بن عبد الرزّاق الأشعري

- ‌عبد الملك بن سعيد بن خلف العنسي

- ‌عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن عبد العزيز بن يست

- ‌عبد البر بن فرسان بن إبراهيم بن عبد الله ابن عبد الرحمن الغساني

- ‌فهرس المحتويات

الفصل: ‌عبد الله بن يوسف بن رضوان بن يوسف ابن رضوان النجاري

‌عبد الله بن يوسف بن رضوان بن يوسف ابن رضوان النّجاري

«1»

يكنى أبا القاسم، ويعرف باسم جدّه، من أهل مالقة، وصاحب القلم الأعلى لهذا العهد بالمغرب.

حاله: هذا الفاضل نسيج وحده، فهما وانطباعا، ولوذعيّة، مع الدّين والصّون، معمّ، مخول في الخير، مستول على خصال حميدة، من خطّ وأدب وحفظ، مشارك في معارف جملة. كتب ببلده عدلا رضى، وأنشد السلطان عند حلوله ببلده. ورحل عن بلده إلى المغرب، فارتسم في كتابة الإنشاء بالباب السلطاني، ثم بان فضله، ونبه قدره، ولطف محلّه، وعاد إلى الأندلس، لما جرت على سلطانه الهزيمة بالقيروان، ولم ينتشله الدهر بعدها مع جملة من خواصّه. فلمّا استأثر الله بالسلطان المذكور، موسوم التّمحيص، وصيّر أمره إلى ولده بعده، جنح إليه، ولحق ببابه، مقترن الوفادة، بيمن الطّائر، وسعادة النّصبة، مظنّة الاصطناع، فحصل على الحظوة، وأصبح في الأمد القريب، محلا للبثّ وجليسا في الخلوة، ومؤتمنا على خطّة العلامة «2» ، من رجل ناهض بالكلّ، جلد على العمل، حذر من الذّكر، متقلّص ذيل الجاه، متهيّب، غزير المشاركة، مطفّف في حقوق الدّول عند انخفاض الأسعار، جالب لسوق الملك ما ينفق فيها، حارّ النّادرة، مليح التّندير، حلو الفكاهة، غزل مع العفة، حافظ للعيون، مقدّم في باب التّحسين والتنقيح، لم ينشب الملك أن أنس منه بهذه الحال، فشدّ عليه يد الغبطة، وأنشب فيه براثن الأثرة، ورمى إليه بمقاليد الخدمة، فسما مكانه، وعلا كعبه، ونما عشّه. وهو الآن بحاله الموصوفة، من مفاخر قطره، ومناقب وطنه، كثّر الله مثله.

مشيخته: قرأ ببلده على المقرئ أبي محمد بن أيوب، والمقرئ الصالح أبي عبد الله المهندس، والأستاذ أبي عبد الله بن أبي الجيش، والقاضي أبي جعفر بن عبد الحق. وروى عن الخطيب المحدّث أبي جعفر الطّنجالي، والقاضي أبي

ص: 337

بكر بن منظور. وبغرناطة عن جلّة؛ منهم شيخنا رئيس الكتاب أبو الحسن ابن الجيّاب، وقاضي الجماعة أبو القاسم بن أحمد الحسني، ولازم بالمغرب الرئيس أبا محمد عبد المهيمن الحضرمي، والقاضي أبا إسحاق إبراهيم بن أبي يحيى، وأبا العباس بن يربوع السّبتي. وبتلمسان عن أبي عبد الله الآبلي، وأبي عبد الله بن النّجار، وغيرهما. وبتونس عن قاضي الجماعة أبي عبد الله بن عبد السلام، وعن جماعة غيرهم.

شعره: ونظمه ونثره متجاريان لهذا العهد في ميدان الإجادة. أما شعره، فمتناسب الوضع، سهل المأخذ، ظاهر الرّواء، محكم الإمرة للتّنقيح. وأما نثره، فطريف السّجع، كثير الدّالة، مطيع لدعوة البديهة، وربما استعمل الكلام المرسل، فجرى يراعه في ميدانه ملء عنانه.

وجرى ذكره في «التاج» أيام لم يفهق «1» حوضه، ولا أزهر روضه، ولا تباينت سماؤه ولا أرضه، بما نصه «2» : أديب أحسن ما شاء، وفتح قليبه «3» فملأ الدّلو وبلّ الرّشاء «4» ، وعانى على حداثته الشعر والإنشاء، وله ببلده بيت معمور بفضل وأمانة، ومجد وديانة. ونشأ هذا الفاضل على أتمّ العفاف والصّون، فما مال إلى فساد بعد الكون. وله خطّ بارع، وفهم إلى الغوامض مسارع. وقد أثبتّ من كلامه، ونفثات أقلامه، كلّ محكم العقود، زاريا «5» بنت العنقود. فمن ذلك قصيدة «6» أنشدها للسلطان أمير المسلمين «7» ، مهنّئا بهلاك الأسطول الحربي بالزّقاق الغربي «8» ، أجاد أغراضها، وسبك المعاني وراضها، وهي قوله «9» :[الطويل]

لعلّكما أن ترعيا لي وسائلا

فبالله عوجا بالرّكاب وسائلا

بأوطان أوطار قفا ومآربي

وبالحبّ خصّا بالسّلام المنازلا

ألا فانشدا بين القباب من الحمى

فؤاد شج أضحى عن الجسم راحلا

ص: 338

وبثّا صبّا بات هنالك واشرحا

لهم من أحاديثي عريضا وطائلا

رعى الله مثواكم على القرب والنّوى

ولا زال هامي السّحب في الرّبع هاملا

وهل لزمان باللّوى قد «1» سقى اللّوى

مآرب فما ألقى مدى الدّهر حائلا؟

فحظّي بعيد الدّار منه بقربه

ويورد فيه من مناه مناهلا

لقد جار دهري أن «2» نأى بمطالبي

وظلّ بما أبقى «3» من القرب ماطلا

وحمّلني من صرفه ما يؤدني

ومكّن منّي الخطوب شواغلا

عتبت عليه فاغتدى لي عاتبا

وقال: أصخ لي لا تكن لي «4» عاذلا

أتعتبني إذ «5» قد أفدتك موقفا

لدى أعظم الأملاك حلما ونائلا؟

مليك حباه الله بالخلق الرّضا

وأعلى له في المكرمات المنازلا

مليك علا فوق السّماك فطرفه

غدا كهلال الأفق يبصرنا علا

إذا ما دجا ليل الخطوب فبشره

صباح وبدر لا يرى الدهر آفلا

نماه من الأنصار غرّ أكابر

لهم شيم ملء الفضاء فضائلا

تلوا سور النّعماء في حزبهم كما

جلوا صور الأيام غرّا جلائلا

تسامت لهم في المعلوات مراتب

يرى زحل دون المراتب زاحلا

عصابة نصر الله طابت أواخرا

كما قد زكت أصلا وطابت أوائلا

لقد كان ربع المجد من قبل خاليا

ومن آل نصر عاد يبصر آهلا

إذا يوسف منهم تلوح يمينه

تقول سحاب الجود والبأس هاطلا

كتائبه في الفتح تكتب أسطرا

تبين من الأنفال فيها المسائلا

عوامله بالحذف تحكم في العدا

كما حكموا في حذف جزم عواملا

يبدّد جمع الكفر رعبا وهيبة

كما بدّدت منه اليمين النّوافلا

ومنها في وصفه الأسطول واللقاء:

ولمّا استقامت بالزّقاق أساطي

ل ثم «6» استقلّت للسّعود محافلا

رآها عدوّ الله فانفضّ جمعه

وأبصر أمواج البحار أساطلا

ومن دهش ظنّ السّواحل أبحرا

ومن رعب خال البحار سواحلا

ص: 339

ومن جندكم هبّت عليه عواصف

تدمّر أدناها الصّلاب الجنادلا

تفرّقهم أيدي سبا وتبيدهم

فقد خلّفت فيهم حساما وذابلا

وعهدي بمرّ الريح للنار موقدا

فقد أطفأت تلك الحروب المشاعلا

وكان لهم برد العذاب ولم يكن

سلاما وما كادوه قد عاد باطلا

حداهم هواهم للإسار وللفنا

فما أفلتوا من ذا وذاك حبائلا

فهم بين عان في القيود مصفّد

وفان عليه السّيف أصبح صائلا

ستهلك ما بالبرّ منهم جنودكم

كما أهلكت من كان بالبحر عاجلا

وقال أيضا يمدحه: [الطويل]

نشرت لواء النّصر واليمن والسّعد

وأطلعت وجه اليسر والأمن والرّفد

أعدت لنا الدّنيا نعيما ولذّة

ألا للمعالي ما تعيد وما تبدي

بنوركم والله يكلأ نوركم

تبدّت لنا سبل السعادة والرّشد

تحلّى لكم بالملك نحر ولبّة

فراق كذاك الجيد يزدان بالعقد

مآثركم قد سطّرتها يد العلا

على صفحات الفخر أو مفرق الحمد

بمدحكم القرآن «1» أثنى منزّلا

وقد حزتم مجدا بجدّكم سعد

كفاكم فخارا أنه لكم أب

ومن فخره إن أنت تدعوه بالجدّ

ثناؤكم هذا أم المسك نافح؟

وذكركم أم عاطر العنبر الورد؟

أجل ذكركم أزكى وأذكى لناشق

كما أنكم أجلى وأعلى لمشهد

طلعت على الآفاق نورا وبهجة

فما أنت إلّا البدر في طالع السّعد

وفي جملة الأملاك عزّ ورفعة

ودم في خلود الملك والنصر والسعد

ولو أنني فقت سحبان وائل

وأربيت في شعري على الشاعر الكندي

لما قمت بالمعشار من بعض ما لكم

من الجود والأفضال والبذل والرّفد

وقال في شيخه أبي بكر بن منظور، رحمه الله:[الطويل]

جلالك أولى بالعلا للمخلّد «2»

وذكرك أعلى الذّكر في كلّ مشهد

لمجدك كان العزّ يذخر والعلى

وأنّك للأولى بأرفع سؤدد

أبى الله إلّا أن تكون مشرّفا

بمقعد خير العالمين محمد

ص: 340

فهنّئت بالفخر السّنيّ محلّه

وهنّئت بالمجد الرّفيع المجدّد

شهدت بما أوليتني من عوارف

وخوّلت من نعمى وأسديت من يد

وما حزت من مجد كريم نجاره

وما لك من مجد ورفعة محتد

لقد نبّأتني بالرّواح لعزّكم

مخايل إسعاد تروح وتغتدي «1»

تحدّثني نفسي وإنّي لصادق

بأن سوف تلقى كاملا كلّ مقصد

دليلي بهذا أنّك الماجد الذي

تسامى علوّا فوق كلّ ممجّد

ليفخر أولو الفخر المنيف بأنّكم

لهم علم أعلى، به الكلّ مقتدي

إمام علوم معتلي القدر لم يزل

رداء المعالي والعوارف يرتدي «2»

وقاض إذا الأحكام أشكل أمرها

جلا لي «3» برأي الحقيقة مرشدي «4»

إذا الحقّ أبدى نوره عند حكمه

رأيت له حدّ الحسام المهنّد

وإنّ جميع الخلق في الحقّ عنده

سواسية ما بين دان وسيّد

هنيّا لنا بل للقضاء وفضله

بقاض حليم في القضاء مسدّد

أمات به الرحمن كلّ ضلالة

وأحيا بما أولاه شرعة أحمد

وكائن تراه لا يزال ملازما

لأمر بعرف أو لزام بمسجد

وما زال قدما للحقيقة حاميا

وللشّرعة البيضاء يهدى ويهتدي

ويمنح أفضالا ويولي أياديا

وإحسانه للمعتفين بمرصد

يقيّد أحرارا بمنطق جوده

فما إن يني عن مطلق أو مقيّد

نعم إن يكن للفضل شخص فإنما

بشيمته الغرّاء في الفضل يبتدي

أيا ناثرا أسنى المعارف والغنا

ويا طارقا يطوي السّرى كلّ فدفد

ألا الق عصا التّسيار واعش لناره

تجد خير نار عندها خير موقد

ومن مقطوعاته قوله «5» : [الطويل]

تبرّأت من حولي إليك وأيقنت

برحماك آمالي فصحّ «6» يقيني

فلا أرهب الأيام إذ كنت ملجأي «7»

وحسبي يقيني باليقين «8» يقيني

ص: 341

ومن شعره لهذا العهد منقولا من خطّه، قال مما نظمه فلان، يعني نفسه في كتاب الشّفا، نفع الله به:[الكامل]

سل بالعلى وسنى المعارف يبهر

هل زانها إلّا الأئمّة معشر؟

وهل المفاخر «1» غير ما شهدت به

آي الكتاب وخارتها الأعصر؟

هم ما هم شرفا ونيل مراتب

يوم القيام إذا يهول المحشر

ورثوا الهدى عن خير مبعوث به

فخرا هديّهم النعيم «2» الأكبر

وعياض «3» الأعلى قداحا في العلى

منهم وحوّله الفخار الأظهر

بشفائه «4» تشفى الصدور وإنه

لرشاد نار بالشّهاب «5» النّيّر

هو للتّوالف روح صورتها وقل

هو تاج مفرقها البهيّ الأنور

أفنت محاسنه المدائح مثل ما

لمعيده بعد الثناء الأعطر

وله اليد البيضاء في تأليفه

عند الجميع ففضلها لا ينكر

هو مورد الهيم العطاش هفت

بهم أشواقهم فاعتاض منه المصدر

فبه ننال من الرضى ما نبتغي

وبكونه فينا نغاث ونمطر

انظر إليه تميمة من كل ما

تخشى من الخطب المهول وتحذر

لكأنّني بك يا عياض مهنأ

بالفوز والملأ العليّ مبشّر

لكأنّني بك يا عياض منعّما

بجوار أحمد يعتلي بك مظهر

لكأنّني بك يا عياض متوّجا

تاج الكرامة عند ربّك تخبر

لكأنّني بك راويا من حوضه

إذ لا صدى ترويه إلّا الكوثر

فعلى محبّته طويت ضمائرا

وضحت شواهدها بكتبك تؤثر

ها إنّهن لشرعة الهادي الرّضا

صدف يصان بهن منها جوهر

فجزاك ربّ العالمين تحية

يهب النعيم سريرها والمنبر

وسقى هزيم الودق مضجعك الذي

ما زال بالرّحمى يؤمّ ويعمر

ص: 342

وقال في محمل الكتب: [الطويل]

أنا الحبر في حمل العلوم وإن تقل

بأني حليّ عن حلاهنّ تعدل

أقيّد ضروب العلم ما دمت قائما

وإن لم أقم فالعلم عنّي بمعزل

خدمت بتقوى الله خير خليفة

فبوّأني من قربه خير منزل

أبا سالم لا زال في الدهر سالما

يسوّغ من شرب المنى كلّ منهل

وكان قد رأى ليلة الاثنين الثانية لجمادى الأولى عام ستين وسبعمائة في النوم، كأنّ الوزير أبا علي بن عمر بن يخلف بن عمران الفدودي، يأمره أن يجيب عن كلام من كتب إليه، فأجاب عنه بأبيات نظمها في النوم، ولم يحفظ منها غير هذين البيتين:

[المتقارب]

وإني لأجزي بما قد أتاه

صديقي احتمالا لفعل الحفاء «1»

بتمكين ودّ وإثبات عهد

وإجزال حمد وبذل حياء

ومن نظمه في التورية «2» : [الخفيف]

وبخيل لمّا دعوه لسكنى

منزل بالجنان ضنّ بذلك

قال لي مخزن بداري فيه

جلّ «3» مالي فلست للدار تارك «4»

لا تعرّج على الجنان بسكنى

ولتكن ساكنا بمخزن مالك «5»

ومن ذلك أيضا «6» : [الكامل]

يا ربّ منشأة عجبت لشأنها

وقد احتوت في البحر أعجب شان

سكنت بجنبيها «7» عصابة شدّة

حلّت محلّ الروح في الجثمان

فتحرّكت بإرادة مع أنها

في جنسها «8» ليست من الحيوان

ص: 343

وجرت كما قد شاءه «1» سكّانها

فعلمت أنّ السّر في السّكان «2»

ومن ذلك أيضا قوله «3» : [الوافر]

وذي خدع دعوه لاشتغال

وما عرفوه غثّا من سمين

فأظهر «4» زهده وغنى بمال

وجيش الحرص منه في كمين

وأقسم لا فعلت «5» يمين «6» خبّ

فيا عجبا لحلاف «7» مهين

يقدّ بسيره ويمين حلف «8»

ليأكل باليسار وباليمين

شيء من نثره خاطبته من مدينة سلا بما نصه، حسبما يظهر من غرضه:[الطويل]

مرضت فأيّامي لذاك مريضة

وبرؤك مقرون ببرئي اعتلالها

فما راع ذاك الذّات للضّرّ رائع

ولا وسمت بالسّقم غرّ خلالها

وينظر باقي الرسالة في خبر التّعريف بمؤلّف الكتاب.

فراجعني عن ذلك بما نصّه: [الطويل]

متى شئت ألقى من علائك كل ما

ينيل من الآمال خير منالها

كبر اعتلال من دعائك زارني

وعادات برّ لم ترم عن وصالها

أبقى الله ذلك الجلال الأعلى متطوّلا بتأكيد البرّ، متفضّلا بموجبات الحمد والشكر. وردتني سمات سيدي المشتملة على معهود تشريفه، وفضله الغنيّ عن تعريفه، متحفّيا في السؤال عن شرح الحال، ومعلنا ما تحلّى به من كرم الخلال، والشّرف العال، والمعظّم على ما يسرّ ذلك الجلال، الوزاري، الرئاسي، أجراه الله على أفضل ما عوّده، كما أعلى في كل مكرمة يده، ذلك ببركة دعائه الصالح، وحبّه

ص: 344

المخيّم بين الجوانح. والله سبحانه المحمود على نعمه، ومواهب لطفه وكرمه، وهو سبحانه المسؤول أن يسنى لسيدي قرار الخاطر، على ما يسرّه في الباطن والظاهر، بمنّ الله وفضله، والسلام على جلاله الأعلى ورحمة الله وبركاته. كتبه المعظّم الشاكر، الداعي المحبّ، ابن رضوان وفّقه الله.

ومما خاطبني به، وقد جرت بيني وبين المتغلب على دولتهم، رقاع، فيها سلم وإيقاع، ما نصه:

يا سيدي الذي علا مجده قدرا وخطرا، وسما ذكره في الأندية الحافلة ثناء وشكرا، وسما فخره في المراتب الدينيّة والدنيوية حمدا وأجرا، أبقاك الله جميل السّعي، أصيل الرأي، سديد الرمي، رشيد الأمر والنّهي، ممدوحا من بلغاء زمانك، بما يقصر بالنّوابغ والعشي، مفتوحا لك باب القبول، عند الواحد الحقّ. وصلني كتابك الذي هو للإعجاز آية، وللإحسان غاية، ولشاهد الحسن تبريز، ولثوب الأدب تطريز، وفي النّقد إبريز، وقفت منه على ما لا تفي العبارة بعجائبه، ولا يحيد الفضل كله عن مذاهبه، من كل أسلوب طار في الجو إعرابا وإغرابا، وملك من سحر البيان خطابا، وحمد ثناه مطالا وحديثا مطابا، شأن من قصر عن شأو البلغاء، بعد الإغياء، ووقف دون سباق البديع بعد الإعياء، فلم يشقّ غباره، ولا اقتفيت إلّا بالوهم آثاره، فلله من سيدي إتحاف سرّ ما شاء، وأحكم الإنشاء، وبرّ الأكابر والإنشاء، فما شئت من إفصاح وكتابة، وبرّ ورعاية، وفهم وإفهام، وتخصيص وإبهام، وكبح لطرف النّفس وقمع، وحفض في الجواب ورفع، وتحرّج وتورّع، وترقّص وتوسّع، وجماع وأصحاب، وعتب وإعتاب، وإدلال على أحباب، إلى غير ذلك من أنواع الأغراض، والمقاصد السّالمة جواهرها من الأعراض، جملة جمعت المحاسن، وأمتعت السامع والمعاين، وحلّت من امتناعها مع السهولة الحرم، إلّا من زاد الله تلك المعارف ظهورا، وجعلها في شرع المكارم هدى ونورا. وأما شكر الجناب الوزاري، أسماه الله، بحكم النّيابة عن جلالكم، فقد أبلغت فيه حمدي، وبذلت ما عندي، وودّي لكم ودي، ووردي لكم من المخالصة لكم وردي، وكل حالات ذلك الكمال، مجمع على تفضيله، معتمد من الثناء العاطر بإجماله وتفصيله. وأما مؤدّيه إليكم أخي وسيدي الفقيه المعظم، قاضي الحضرة وخطيبها، أبو الحسن، أدام الله عزّته، وحفظ أخوّته، فقد قرّر من أوصاف كمالاتكم، ما لا تفي بتقريره الأمثلة من أولي العلم بتلك السّجايا الغرّ، والشّيم الزّهر، وما تحلّيتم به من التقوى والبرّ، والعدل والفضل، والصبر والشكر، ولحمل المتاعب في أمور الجهاد، وترك الملاذ والدّعة في مرضاة

ص: 345

ربّ العباد، والإعراض عن الفانية، والإقبال على الباقية، فيا لها من صفات خلعت السعادة عليكم مطارفها، وأجزلت عوارفها، وجمعت لكم تالدها وطارفها، زكّى الله ثوابها وجدّد أثوابها، ووصل بالقبول أسبابها. وذكر لي أيضا من حسناتكم، المنقبة الكبيرة، والقربة الأثيرة، في إقامة المارستان «1» بالحضرة، والتّسبّب في إنشاء تلك المكرمة المبتكرة، التي هي من مهمّات المسلمين بالمحلّ الأعلى، ومن ضروريات الدين بالمزيّة الفضلى، وما ذخره القدر لكم من الأجر في ذلك السعي المشكور، والعمل المبرور، فسرّني لتلك المجادة إحراز ذلك الفضل العظيم، والفوز بثوابه الكريم، وفخره العميم. ومعلوم، أبقاكم الله، ما تقدّم من ضياع الغرباء والضعفاء من المضي فيما سلف هنالك، وقبل ما قدّر لهم من المرتفق العظيم وبذلك، حتى أن من حفظ قول عمر، رضي الله عنه، والله لو ضاعت نخلة بشاطئ الفرات لخفت أن يسأل الله عنها عمر. لا شك في أن من تقدّم من أهل الأمر هنالكم، لا بدّ من سؤاله عمّن ضاع لعدم القيام بهذا الواجب المغفل. والحمد لله على ما خصّكم به من مزية قوله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بخليفة خيرا، جعل له وزيرا صالحا، إن نسي ذكّره، وإن ذكر أعانه.

وأما «كتاب المحبة» «2» ، فقد وقف المعظّم على ما وجّهتهم منه، وقوفا ظهر بمزية التّأمل، وعلم منه ما ترك للآخر الأول، ولم يشكّ في أنّ الفضل للحاكي، وشتّان بين الباكي والمتباكي. حقّا لقد فاق التأليف جمعا وترتيبا، وذهب في الطّرق الصوفية مذهبا عجيبا. ولقد بهرت معانيه كالعرائس المجلوّة حسنا ونضارة، وبرعت بدائعه وروائعه سنى وإنارة، وألفاظا مختارة، وكؤوسا مدارة، وغيوثا من البركات مدرارة، أحسن بما أدّته تلك الغرر السّافرة، والأمثال السائرة، والخمائل النّاظرة، واللآلئ المفاخرة، والنجوم الزّاهرة. أما إنه لكتاب تضمّن زبدة العلوم، وثمرة الفهوم، وإن موضوعه للباب اللّباب، وخلاصة الألباب، وفذلكة الحساب، وفتح الملك الوهّاب، سنى الله لكم ولنا كماله، وبلّغ الجميع منّا آماله، وجعل السّعي فيه

ص: 346