الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شعره: وأما شعره فكثير بديع. قال شيخنا القاضي أبو بكر بن شبرين: كتبت إليه: [المنسرح]
يا معمل السّير أيّ إعمال
…
سلّم على الفاضل ابن قطرال
من أبيات راجعني عنها بأبيات منها: [المنسرح]
زارت فأزرت بمسك دارين
…
تفتنّ للحسن في أفانين
ومثلها في شتّى محاسنها
…
ليست ببدع من ابن شبرين
وفاته: توفي بحرم الله عاكفا على الخير وصالح الأعمال، معرضا عن زهرة الحياة الدنيا، إلى أن اتصل خبر وفاته، وفيه حكاية، عام تسعة وسبعمائة.
ودخل غرناطة برسم لقاء الخطيب الصالح أبي الحسن بن فضيلة. وغير ذلك.
العمال في هذا الاسم وأولا الأصليون
محمد بن أحمد بن محمد بن الأكحل
«1»
يكنى أبا يحيى.
حاله: شيخ «2» حسن الشّيبة، شامل البياض، بعيد مدى الذّقن، خدوع الظاهر، خلوب اللفظ، شديد الهوى إلى الصّوفية، والكلف بإطراء الخيريّة «3» ، سيما عند فقدان شكر الولاية، وجماح الحظوة، من بيت صون وحشمة، مبين عن نفسه في الأغراض، متقدّم في معرفة الأمور العملية، خائض مع الخائضين في غمار طريق «4» التصوّف، وانتحال كيمياء السّعادة، راكب متن دعوى عريضة في مقام التّوحيد، تكذّبها أحواله الرّاهنة جملة، ولا تسلم له منها نبذة، لمعاصاة خلقه على الرياضة واستيلاء الشّره، وغلب «5» سلطان الشّهوة، فلم يجن من جعجاعه المبرم فيها إلّا استغراق الوقت في القواطع عن الحق، والأسف على ما رزته الأيام من متاع الزّور، وقنية الغرور، والمشاحة أيام الولاية، والشّباب «6» الشاهد بالشّره، والحلف المتصل بياض اليوم، في ثمن الخردلة باليمين التي تجرّ فساد الأنكحة، والغضب الذي يقلب
العين، والبذا الذي يصاحب الشّين، مغلوب عليه في ذلك، ناله بسببه ضيق واعتقال، وتقويت جدة، وإطباق روع، وقيد للعذاب، فألقيت عليه ردائي، ونفّس الله عنه بسببي، محوا للسّيئة بالحسنة، وتوسّلا إلى الله بترك الحظوظ، والمنّة لله جل جلاله على ذلك.
شعره: خاطبني بين يدي نكبته أو خلفها بما نصّه، ولم أكن أظنّ الشّعر مما تلوكه جحفلته «1» ، ولكن الرجل من أهل الكفاية «2» :[الطويل]
رجوتك «3» بعد الله يا خير منجد
…
وأكرم مأمول وأعظم مرفد «4»
وأفضل من أملت للحادث الذي
…
فقدت به صبري وما ملكت يدي «5»
وحاشا وكلّا أن يخيب مؤمّلي «6»
…
وقد علقت بابن الخطيب محمد
وما أنا إلّا عبد أنعمه «7» التي
…
عهدت بها يمني وإنجاح مقصدي «8»
وأشرف من حضّ الملوك على التّقى
…
وأبدى لهم نصحا وصيّة «9» مرشد
وساس الرّعايا الآن خير سياسة
…
مباركة في كل غيب ومشهد «10»
وأعرض عن دنياه زهدا وإنها
…
لمظهرة طوعا له عن تودّد
وما هو إلّا اللّيث والغيث إن أتى
…
له خائف أو جاء مغناه مجتدي «11»
وبحر علوم درّه كلماته
…
إذا ردّدت في الحفل أيّ تردّد
صقيل مرائي «12» الفكر ربّ لطائف
…
محاسنها تجلى بحسن تعبّد
بديع عروج النفس للملإ الذي
…
تجلّت به الأسرار في كلّ مصعد
شفيق رقيق دائم الحلم راحم
…
وأيّ جميل للجميل معوّد
صفوح عن الجاني على حين قدرة
…
يواصل «13» تقوى الله في اليوم والغد
أيا سيدي يا عمدتي عند شدّتي
…
ويا مشربي «1» متى ظمئت وموردي
حنانيك وألطف بي وكن لي راحما
…
ورفقا على شيخ ضعيف منكّد
رجاك رجاء «2» للذي أنت أهله
…
ووافاك يهدي للثّناء «3» المجدّد
وأمّك مضطرّا لرحماك شاكيا
…
بحال كحرّ الجمر «4» حين توقّد
وعندي افتقار لا يزال «5» مواصلا
…
لأكرم مولى حاز أجرا وسيّد
ترفّق بأولاد صغار بكاؤهم
…
يزيد لوقع الحادث المتزيّد
وليس لهم إلّا إليك تطلّع
…
إذا مسّهم ضرّ أليم التّعهّد
أنلهم أيا مولاي نظرة مشفق
…
وجد بالرّضا وانظر لشمل مبدّد
وقابل أخا الكره «6» الشّديد برحمة
…
وأسعف بغفران الذّنوب وأبعد «7»
ولا تنظرن إلّا لفضلك، لا إلى
…
جريمة شيخ عن محلّك مبعد
وإن كنت قد أذنبت إني تائب
…
فعاود «8» لي الفعل الجميل وجدّد
بقيت بخير لا يزال «9» وعزّة
…
وعيش هنيء كيف شئت وأسعد
وسخّرك الرحمن للعبد، إنّه
…
لمثن «10» وداع للمحل المجدّد
وقد ولّي خططا نبيهة، منها خطة الاشتغال على عهد الغادر المكايد للدّولة، إذ كان من أولياء شيطانه وممدّيه في غيّه، وسماسير شعوذته، فلم يزل من مسيطري «11» ديوان الأعمال، على تهوّر واقتحام كبرة، وخطّ لا غاية وراءه في الرّكاكة، كما قال المعرّي «12» :[الوافر]
تمشّت «13» فوقه حمر المنايا
…
ولكن بعد ما مسخت نمالا